الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإسلام في الخطاب السياسي الامريكي بقلم: عبد الوهاب محمد الجبوري

تاريخ النشر : 2006-04-10
الإسلام في الخطاب السياسي الامريكي بقلم: عبد الوهاب محمد الجبوري
بعد الحرب العالمية الثانية قامت السياسة في الشرق الاوسط على ثلاثة ثوابت : محاربة النفوذ السوفيتي ، ضمان امن اسرائيل وتفوقها العسكري وحماية المصالح النفطية الامريكية في المنطقة .. وبعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي اواخر القرن الماضي ظهر ما سمي بالنظام العالمي الجديد والشرق الاوسط الجديد .. وبعد حرب الخليج الثانية واتفاقيات اوسلو ظهر مصطلح الشرق الاوسط الكبير وحدث بعده تحول في الخطاب السياسي الامريكي تجاه العالم والشرق الاوسط والاسلام .. وبحسب بعض المحللين الستراتيجين تراجعت الديمقراطية ، التي احتلت المقام الاول في هذا الخطاب خلال الحرب الباردة وتقدم عليها مبدأ التفوق العسكري وما سمي بالضربات الاجهاضية والردع الستراتيجي . وقد تعددت أراء المسؤولين والمفكرين والخبراء الامريكين حول هذه المواضيع سوف لن نشير اليها ولكننا سنكتفي بموضوع حديثنا وهو موقف الخطاب السياسي الامريكي من الاسلام منوهين الى الروابط الوثيقة التي تجمع اتباع الديانات السماوية الثلاث (الاسلام والمسيحية واليهودية) وكذلك اتباع الديانات والمذاهب المختلفة في العالم وان حديثنا هذا لا يدخل في اطار التحليل السياسي بقدر ما هو عرض لوجهات نظر بعض المفكرين والسياسيين الامريكيين كما وردت على لسانهم انفسهم :

1-رؤية الرئيس بوش : قال في خطابة عن حال الاتحاد بتاريخ 2002/1/29 (اليوم يوجد العلم والقوات المسلحة ووكالة الاستخبارات الامريكية ومكتب التحقيقات الفدرالية في اكثر من 100 دولة لضمان السلام والاذعان والتحرر من الخوف وما اسماه بالارهاب) واضاف بعد الحرب على افغانستان:(النساء الافغانيات تخلين عن براقعهن الى الابد) و(الافغان سعداء الان واحرار في التنقل في بلادهم لزراعة الافيون) واوضح خطته المستقبلية:(ان امامنا طريقا طويلا ينبغي ان نسيره في العديد من الدول العربية والاسلامية ولن نتوقف الى ان يصبح كل عربي ومسلم مجردا من السلاح حليق اللحية وغير متدين ومسالما ومحبا لامريكا ولا يغطي وجه امراته حجاب) (انظر جريدة الارادة التي نشرت الحديث بعددها 48 في 2004/6/24).

2- رؤية هنري كيسنجر: نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في الاسبوع الاول من ايلول عام 2005 بحثا استراتيجيا كتبه وزير الخارجية الامريكي الاسبق كيسنجرتحدث فيه عما اسماه أخطر حالة سياسية تواجهها الولايات المتحدة والعالم اليوم وهي الحرب على العراق فمن خلال حديثه عن هذه الحرب يقترح سيناريوهات غريبة لانهائها، وهي سيناريوهات بعضها مفاجىء وبعضها مقلق حينما نعرف كيف يفكر الاخرون وماذا يخططون وباي ميزان تاريخي يزنون مصالح العالم العربي والمسلمين في كل انحاء العالم . يقول كيسنجر (ان الفرق الاساسي بين حرب فيتنام وحرب العراق هو ان الاولى كانت اخر معركة من معارك الحرب الباردة بينما الثانية هي معركة من معارك الحرب على الاسلام الردايكالي) مضيفا (ان حرب فيتنام ترتبط بالصراع الجيويوليتيكي في حين ان حرب العراق تصنف ضمن صدام الايديولوجيات)، وهذا التقيم الصادر عن مسؤول كبير سابق ومنظر امريكي من الطراز الاول يضع الامور في نصابها بلا رتوش ولا تغليف. فالامر اذن لا يتعلق لا باسلحة الدمار الشامل ولا بفرض الديمقراطية ولا حتى بحماية مخزون النفط بل ان كيسنجر يؤكد ان الحرب العراقية هي حلقة من مسلسل الحرب على الاسلام الراديكالي .. وعبارة (الردايكالي) هنا كما يقول د. احمد القديدي . أوردها الاستاذ كيسنجر من باب الادب الدبلوماسي والمراسمي لكي لا يقول بصراحة الحرب على الاسلام ويضيف الدكتور القديدي: ان احدا لا يعتبر على الاطلاق ان النظام العراقي السابق كان قلعة للاسلام الراديكالي او انه كان مثل طالبان.. ويرى محللون ان قول كسينجر هذا انما يكشف عن نمط تفكير سائد في الاوساط النخبوية الغريبة من امريكا الى اوربا ، هذا النمط يعتقد بان رد الفعل الامريكي على احدا ث (11) ايلول ثم انفجارات مدريد ولندن هو رد عسكري شامل لا على (الارهاب)، لان (الارهاب) عدو هلامي متستر ذائب في المجتمعات بل على الاسلام كقوة محتملة يمكن ان تتسلح بعض شعوبه بالقنبلة النووية كما في باكستان ويمكن ان تتحالف أمته مع اعداء تقليديين للغرب كالصين او شعوب الجمهوريات المسلمة التي كانت منضوية تحت عبادة الاتحاد السوفيتي ..

3- رؤية كولن باول ، التي لخصها في مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز نهاية 2003 بقوله : حين يفكر الناس بالسياسة الخارجية الامريكية فانهم يفكرون باوجه الحرب على(الارهاب) واعادة اعمار العراق وافغانستان والاضطرابات في الشرق الاوسط وما اسماها بخلايا (الارهاب) المختبئه في جنوب شرق اسيا واوربا وحتى الولايات المتحدة.

4- رؤية بريجنسكي (مستشار الامن القومي الامريكي السابق) التي تحدد ان الشرق الاوسط هو احدى البوابات الى اسيا الوسطى وحسب رايه فان الجزء العربي في هذه المنطقة لا يؤدي دورا اساسيا لان الامر منوط بتركيا وايران ، لذلك لا يتناول الجزء العربي الا ليذكر بايجاز مسألة المد الاسلامي ويعتبره ظاهرة عاجزة على خلق منطقة جيدة تهدد الموقع الجيواستراتيجي للولايات المتحدة على الرغم من قدرة الاصولية الاسلامية - حسب تعبيره - على تهديد المصالح الامريكية في المنطقة ويذكر بان التاثير المحتمل لهولاء انما ينحصر في تهديد المصالح الامريكية وسعيهم لتاسيس دولة محور.

5- رؤية المستشرق الامريكي (و.ك. سميث) الخبير بشؤون باكستان حيث يقول بكل صراحة: (اذا اعطي المسلمون الحرية في العالم الاسلامي وعاشوا في ظل انظمة ديمقراطية فان الاسلام سينتصر في هذه البلاد ولكن بالدكتاتوريات - وحدها - يمكن الحيلولة بين الشعوب الاسلامية ودينها).

6- رؤية رئيس تحرير (مجلة تايم) الذي ينصح في كتابه(سفر اسيا) الحكومة الامريكية ان تنشىء في البلاد الاسلامية دكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الاسلام الى السيطرة على الدول الاسلامية وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره..

وختاما لا نريد الاسترسال في ذكر المزيد من الوثائق ووجهات نظر ورؤى بعض قادة الفكر الستراتيجي الامريكي، التي تعكس جانبا مهما من طبيعة الخطاب السياسي الامريكي تجاه الاسلام متناسين هولاء ان الدين الاسلامي - كباقي الديانات السماوية الاخرى- دين محبة واخاء وسلام ولا يدعو باي شكل الى العدوانية والظلم ولكن من حق العرب والمسلمين الدفاع عن انفسهم وحقوقهم واوطانهم وشرفهم واموالهم وهو ما اقرته الشريعة السمحاء والسنة النبوية المطهرة ، ونختتم بما قاله الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر:(ان التهديد الوحيد في اعقاب التراجع السوفيتي في الشرق الاوسط على المصالح الامريكية لا يقتصر على التهديد الاسلامي فقط بل يتعداه الى تهديد الانظمة العربية ايضا)..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف