الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كان يوما اسود فلبغداد لياقتها بقلم:د. أمينة أبوشهاب

تاريخ النشر : 2006-04-10
كان يوماً أسود فلبغداد لياقتها == د. أمينة أبوشهاب



صور ذاكرتي عن يوم الحزن العظيم، يوم دخول بغداد، ليست نظيفة صافية وليست حرة من غشاء أسود. كم غريب ان الذاكرة لا تجهز وتستحضر للمناسبة صورها ومشاهدها فقط وإنما مع تلك الصور ايضاً ما حولها وخلفها من كون أسود. وأنفي ان يكون سواد صوري الذهنية هو سواد الانطباع عن ذلك اليوم، أو انه من عمل ذاكرة متألمة (فذاكرتنا الجمعية صحت فيما بعد من كثير من كربها وأوهامها وحقائقها المغلوطة عن الذات).



ذاكرتي وذاكرات الكثيرين هي التقاط حرفي ونسخ طبق أصل عن جو بغداد يوم دخلها اعداؤها، حتى لتسأل الأفلام وما ارشف منها عن شكل ذلك اليوم.



للتاريخ وللمدن، وهي ذوات محددة وقائمة، لياقات معينة قل ان تفشل في اظهارها وتبيانها، وما كان يجب من بغداد إلا ان يكون اليوم اسود معتماً يقطر كرباً وضيق نفس، وأن ينتشر إلينا وفي داخل قلوبنا يوماً اسود، وان تنقله وسائل الاعلام الى العالم يوما بالسواد الذي كان به.



تلك هي اللياقة الحساسة، تلك هي الروح التي لم تعطب، روح الحكمة والرهافة والترهيب المضاد الذي اعلنته يومها في دخانها المنبعث ذاتياً في وجه دخولهم والذي هو حريق القلب.



تلك الروح بعيدة الغور والتي لم تصلها الصواريخ والقنابل المخترقة للأرض عشرات الكيلومترات ولا قمة التكنولوجيا المتلصصة على الكوكب الأرضي من فوقه والمسماة “عين الله”، ولم يصل اليها الجواسيس ولا تعرفت إليها المخابرات أو أن الأمن يستطيع القبض عليها.



بغداد كانت ذلك اليوم روحا متعالية فوق دمارها، ولسوف يعرف معنى انها اكبر من الأجيال القاطنة في شققها وبيوتها، ومعنى انها اكبر من الخوف وأقوى من طاقة التدمير، وأنها تبقى رغم تدمير مساجدها ومكتباتها وطرقها الجميلة، بغداد بالاسم والمعنى وتداعيات المشاعر.



أما نحن فهل كانت أرواحنا على شفافية بحيث تميز وسط ذلك السواد بصيص البريق فيه، وأنه واعد بالأمل؟ هل التقطنا اشاراتها وأنها لم تعطهم اشراق وجهها ولا ربيعه (وهم دخلوها في الربيع)؟ وهل رأينا في ذلك أقوى محدد لما سيأتي فيما بعد (كما هو ظاهر اليوم)؟ كيف فاتنا يومها رؤية ان عرس الغزاة كان منقلبا مأتماً من أول يوم؟



هل كنا من الإيمان بحيث نتيقن ان مدينة آمالنا لا تخون نفسها؟



أما هم، فما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين متوجسين بعد ان رمتهم بشؤم السواد الذي نزع منهم كل هالة للنصر (ولم تنزعه قلة الورود).



لقد كانوا يحملون سوء مصيرهم الذي كتبته لهم ويتأبطون تدبيرات الدمار وهم يدخلونها جمعاً يدقون ارضها بسنابك آليات الموت.



كانوا قد دخلوا بهذا ظلام التاريخ. ولم تشعل أرض الهدى والحقائق حديدهم الذي تقطع اشلاء تحت تصويبها ورميها اليومي، وإنما أيضاً كان بريق الحقائق يكشف ظلام عقولهم وتدابيرهم الفاسدة.



“لمن القوة بعدئذ؟” كنا نضغط على هذا السؤال مفزوعين يوم دخولها. فأي انكسار لرمح القوة الأمريكي كان في بغداد؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف