
الذكرى الثالثة لسقوط بغداد
بقلم: رامي دعيبس – جنين
قبل ثلاث أعوام من الآن كانت جماهير الشعب العربي من محيطه إلى خليجه تحبس أنفاسها الأخيرة لمشهد من مشاهد مسرحية لم تنتهي بهذا المشهد وإنما كان ذلك المشهد البداية وليس النهاية لحلقة صراع كبيرة ما زالت آثارها ظاهرة إلى الآن أن لم يكن بدرجة اكبر.
قبل ثلاث أعوام فرضت الجماهير العربية على نفسها حظرا للتجول من تلقاء نفسها لتبقى متسمرة أمام شاشات التلفزة العربية والعالمية والتي نقلت بالصوت والصورة آخر لحظات سقوط بغداد ذلك السقوط المشين في جبين الأمة العربية لا العراقيين وحدهم فبغداد تعتبر العاصمة العربية الثالثة والتي تحتل في العصر الحديث على اعتبار أن القدس كانت وما زالت تقاوم المحتلين فيما وقفت بيروت كالحصن المنيع على قوات الغزو الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة شهور بعد مقاومة عنيفة جدا حتى أن أهلها شهدوا أن إحدى الليالي سقط على بيروت قذائف بحجم ما سقط على بلدة ألمانية طيلة الحرب العالمية الثانية لكنها بقيت صامدة لم تحني رأسها لأحد.
سقطت بغداد وسقوط معها كل طموح عربي بالتجمع والوحدة ... سقطت بغداد واخذ المشهد العراقي يطفو على السطح من قتل وتدمير وإذا بقي هذا الوضع على حاله سيأتي اليوم الذي ستكون فيه ارض العراق خاوية من أبنائها وستكون ارض بلا شعب بعد كل المذابح التي يتعرض لها.
كثيرون قالوا إن ارض الشقاق لن تكون إلا كذلك وما تراه اليوم يؤكد هذه المقولة ولكن الاحتلال وأعوانه يلعبون بالكرة كيفما يريدون ويرمون بها حيثما يشاءون ليبقى المواطن العراقي ضحية لكل ذلك ولتصل في هذه المرحلة إلى ما قد حذر منه سابقا وهي الحرب الأهلية وتقسيم العراق إلى أقسام وطوائف ومسميات لم تعهدها حتى في عهد الاستعمار القديم.
فمنذ سقوط بغداد إلى الآن لم يمر يوم على الشعب العراقي إلا وفيه مأساة جديدة وجرائم جديدة وبشتى أنواع القتل والدمار لمواطنين عزل امنين في منازلهم إلى مصلين في بيوت الله إلى عابري السبيل وغيرهم وغيرهم الكثير وأصبح المستنقع العراقي يغرق من يحاول الوصول إليه في وحل لا يستطيع احد التراجع فيه.
أعلن سقوط بغداد باحتلال فندق فلسطين في ساحة الفردوس وسطها واليوم يتعرض الفلسطينيون إلى حرب ابادة فيها ممن يدعون أنهم عراقيون ولا احد يعلم ما سبب ذلك أضف إلى أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني دوليا جراء وقوفه مع شعب العراق لا يعد ولا يحصى من الإهانات والعذابات والأذى فظلم ذوي القربى اشد وهو مثل متداول ومعروف ولكن لم يكن يتوقع احد أن يكون من العراقيين لان ما يقوم به الاحتلال هناك شبيه بما يقوم به الاحتلال في فلسطين فالاحتلاليين الإسرائيلي والأمريكي وجهان لعملة واحدة والهدف واحد وهو الشعبين الفلسطيني والعراقي وهو مشهد اعتاد عليه الشعبين وبالتالي فان مصيرهما مشترك ووحيد في هذه الغابة من الوحوش المفترسة التي لا تلبي إلا مصالحها وأهدافها وهي معروفة في لوطن العربي ومقدراته على مر الأزمنة والعصور.
ومنذ سقوط بغداد ولغاية اليوم فان المتتبع للمشهد العراقي يعلم علم اليقين أن النفق مظلم في أخره ولا يوجد ما يوحي عن بروز نور فيه وبالتالي القادم سيكون أعظم إذا اشتد عليهم الكرب وهو ما يعني أن الحرب في العراق طويلة وستطال الأخضر واليابس وبالتالي لن يكون هناك مجال للشك بان على الشعب العراقي العظيم أن يقف في وجه الطغيان والظلم حتى يوقف هذه المسرحية الدرامية ضده والتي تتمحور فصولها عليه وعليه وحده لا غيره وقد آن الأوان لأولئك الزعماء في قصورهم ومنازلهم أن يكفوا عن اللعب بالنار والتوحد من اجل عراق حر ومستقل ذو سيادة وطنية كاملة غير منقوصة وليعود العراق إلى الحيرة العربية باعتباره البوابة الشرقية للأمة العربية ويأخذ دوره الطليعي في هذا الاتجاه والا ستشهد النهاية المأساوية له بالتقسيم والتبعية والتجزئة حيث عندها لا ينفع الندم أو التذكر وستكون عندها كما قال "غوار" في كاسك يا وطن العراق "3" والحبل على الجرار.
بقلم: رامي دعيبس – جنين
قبل ثلاث أعوام من الآن كانت جماهير الشعب العربي من محيطه إلى خليجه تحبس أنفاسها الأخيرة لمشهد من مشاهد مسرحية لم تنتهي بهذا المشهد وإنما كان ذلك المشهد البداية وليس النهاية لحلقة صراع كبيرة ما زالت آثارها ظاهرة إلى الآن أن لم يكن بدرجة اكبر.
قبل ثلاث أعوام فرضت الجماهير العربية على نفسها حظرا للتجول من تلقاء نفسها لتبقى متسمرة أمام شاشات التلفزة العربية والعالمية والتي نقلت بالصوت والصورة آخر لحظات سقوط بغداد ذلك السقوط المشين في جبين الأمة العربية لا العراقيين وحدهم فبغداد تعتبر العاصمة العربية الثالثة والتي تحتل في العصر الحديث على اعتبار أن القدس كانت وما زالت تقاوم المحتلين فيما وقفت بيروت كالحصن المنيع على قوات الغزو الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة شهور بعد مقاومة عنيفة جدا حتى أن أهلها شهدوا أن إحدى الليالي سقط على بيروت قذائف بحجم ما سقط على بلدة ألمانية طيلة الحرب العالمية الثانية لكنها بقيت صامدة لم تحني رأسها لأحد.
سقطت بغداد وسقوط معها كل طموح عربي بالتجمع والوحدة ... سقطت بغداد واخذ المشهد العراقي يطفو على السطح من قتل وتدمير وإذا بقي هذا الوضع على حاله سيأتي اليوم الذي ستكون فيه ارض العراق خاوية من أبنائها وستكون ارض بلا شعب بعد كل المذابح التي يتعرض لها.
كثيرون قالوا إن ارض الشقاق لن تكون إلا كذلك وما تراه اليوم يؤكد هذه المقولة ولكن الاحتلال وأعوانه يلعبون بالكرة كيفما يريدون ويرمون بها حيثما يشاءون ليبقى المواطن العراقي ضحية لكل ذلك ولتصل في هذه المرحلة إلى ما قد حذر منه سابقا وهي الحرب الأهلية وتقسيم العراق إلى أقسام وطوائف ومسميات لم تعهدها حتى في عهد الاستعمار القديم.
فمنذ سقوط بغداد إلى الآن لم يمر يوم على الشعب العراقي إلا وفيه مأساة جديدة وجرائم جديدة وبشتى أنواع القتل والدمار لمواطنين عزل امنين في منازلهم إلى مصلين في بيوت الله إلى عابري السبيل وغيرهم وغيرهم الكثير وأصبح المستنقع العراقي يغرق من يحاول الوصول إليه في وحل لا يستطيع احد التراجع فيه.
أعلن سقوط بغداد باحتلال فندق فلسطين في ساحة الفردوس وسطها واليوم يتعرض الفلسطينيون إلى حرب ابادة فيها ممن يدعون أنهم عراقيون ولا احد يعلم ما سبب ذلك أضف إلى أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني دوليا جراء وقوفه مع شعب العراق لا يعد ولا يحصى من الإهانات والعذابات والأذى فظلم ذوي القربى اشد وهو مثل متداول ومعروف ولكن لم يكن يتوقع احد أن يكون من العراقيين لان ما يقوم به الاحتلال هناك شبيه بما يقوم به الاحتلال في فلسطين فالاحتلاليين الإسرائيلي والأمريكي وجهان لعملة واحدة والهدف واحد وهو الشعبين الفلسطيني والعراقي وهو مشهد اعتاد عليه الشعبين وبالتالي فان مصيرهما مشترك ووحيد في هذه الغابة من الوحوش المفترسة التي لا تلبي إلا مصالحها وأهدافها وهي معروفة في لوطن العربي ومقدراته على مر الأزمنة والعصور.
ومنذ سقوط بغداد ولغاية اليوم فان المتتبع للمشهد العراقي يعلم علم اليقين أن النفق مظلم في أخره ولا يوجد ما يوحي عن بروز نور فيه وبالتالي القادم سيكون أعظم إذا اشتد عليهم الكرب وهو ما يعني أن الحرب في العراق طويلة وستطال الأخضر واليابس وبالتالي لن يكون هناك مجال للشك بان على الشعب العراقي العظيم أن يقف في وجه الطغيان والظلم حتى يوقف هذه المسرحية الدرامية ضده والتي تتمحور فصولها عليه وعليه وحده لا غيره وقد آن الأوان لأولئك الزعماء في قصورهم ومنازلهم أن يكفوا عن اللعب بالنار والتوحد من اجل عراق حر ومستقل ذو سيادة وطنية كاملة غير منقوصة وليعود العراق إلى الحيرة العربية باعتباره البوابة الشرقية للأمة العربية ويأخذ دوره الطليعي في هذا الاتجاه والا ستشهد النهاية المأساوية له بالتقسيم والتبعية والتجزئة حيث عندها لا ينفع الندم أو التذكر وستكون عندها كما قال "غوار" في كاسك يا وطن العراق "3" والحبل على الجرار.