من أجل الأسير
بقلم منصور ثابت
زرت والدة أسير وكانت زيارة مجاملة وكذلك وفاءً لالتزام بتقليد قديم خرجتنا السجون على احترامه وتقديره ، ولكن الأم التي عرفت أن ابنها قد حكم عليه بالسجن المؤبد لدى دولة عصرية مدججة بالسلاح لاأمل في إنعتاقة إلا بإحدى المعجزات، وهي قليلة، في العادة فلا خط النار مفتوح كالسابق ولا أحمد جبريل بأفضل أحواله ،ردت علي الأم ودموعها تسبقها قائلةً:" والله فيك الخير يا بني " وبعد تريث أضافت : والله أصبحنا نقتنع بأن من يكتوي بفقدان الابن، إن كان بالموت أو الأسر هم فقط الوالدة والزوجة والأبناء فهؤلاء هم من يذوقون عذاب الفقدان، وجحيم الزيارات من خلف القضبان وإهانات التفتيش المذل .
تذكرت ذلك كله فقد أعادت إلى هذه الأم المجربة ذكري معاناة دامت 19 عاماً في سجون الاحتلال الصهيوني مرت مغمسة بالقهر والمعاناة وكان أسوأ شعور يرافقها هو الشعور بالإهمال وعدم إنشداد الناس لقضيتنا .
إن هذا الشعور كان يدفع إلى الواجهة أفكاراً من قبيل
لماذا كانت تضحياتنا وآلامنا ؟ ولماذا يستشهد الشهداء؟ ولماذا يصمد المعتقلون ويدفعون أحياناً حياتهم ثمناً لكلمة واحدة يذوب المحقق شوقاً لها .
كل ذلك والناس عنا منصرفون، نيام أو على وشك يحتاجون طبول كي توقظ فيهم شعور يحتاج إليه أبطال ذوت أجسادهم جراء القيد والمضايقة والحرمان .
دفعت أقوال العجوز إلى الذهن مشهد الاعتصام الأسبوعي لأمهات الأسرى وكان العدد من عشر سيدات إلى عشرين ، يزورهن ممثلي لجنة المتابعة الوطنية وأحياناً وزراء الأسري ووزراء سابقين وبضعة شخصيات وطنية يلتقطون بحبور ميكرفونات الإذاعات العالمية والمحلية حسب الظروف ويمضون لحال سبيلهم .
وفي العام الماضي دعت احدي المؤسسات لإحياء مناسبة يوم الأسير الفلسطيني بمهرجان خطابي، لم يتم تنفيذه لقلة عدد الحضور
مما دفع الأخت المناضلة :" أم جبر وشاح " بأن تقول : يا خسارة أهذا هو جمهور الأسرى ؟ أهذا هو عدد من يحبون السجناء والمعتقلين ويتعاطفون معهم ؟ ماذا جرى في الدنيا ؟ !
لقد انقلبت المعايير ومن هنا سوف أبدأ، نحن على أعتاب يوم الأسير الفلسطيني وهو المناسبة الوحيدة التي تحظي بالإجماع الوطني وهي كذلك المناسبة التي، لم يسلم من المعاناة جراءها بيت فلسطيني واحد،
فهل سيكون هذا العام كسابقاته؟ أم سيكون هناك جديد ؟!
أعتقد أن ضرورات واعتبارات سياسية واجتماعية تجعل من هذا اليوم يوم بالغ الأهمية وهي :
أولاً: يمكن تحويل هذا اليوم إلى مناسبة لمن يريد ،أن يلتقطها لإبراز تضافر وتضامن الجماهير الفلسطينية خلف طلائعها المناضلة داخل السجون وهو أمر يعلي كلمه شعبنا ويعزز تضامنه الوطني في أهم المناسبات الوطنية .
وثانياً : تتعرض السجون في الفترة الأخيرة لضغوطات وحملات قمع مخططة ومنظمة تستهدف الإنسان في داخل السجين والمناضل الذي يقبض على قضيته كالقابض على الجمر ،وهذا يفترض من جماهير شعبنا الالتفات لقضية الأسري وقبول التحدي الصهيوني وأن تقول الجماهير أننا لن نترك هؤلاء الأبطال وحدهم في المعركة .
ثالثاً: إن الحكومة الجديدة التي جاءت نتيجة عملية ديمقراطية تحتاج اليوم لوقفة كبرى سلمية وجماهيرية خلف قضية لا يختلف عليها أحد وهي بذلك تلفت النظر لأعداد المعتقلين الهائلة في سجون الاحتلال وحتى لا يشعر العدو أن كل شيء على ما يرام وكل هؤلاء الصامدين داخل السجون .
لكل هذه الاعتبارات الهامة ولن نضيف لها شيئاً لأننا والحمد لله لم يعد لدينا معتقلين سياسيين مثل أحمد سعدات والشوبكي لنطالب بالإفراج عنهم يمكننا أن نسير في وجهه واحدة ضد الاحتلال والاعتقالات والقمع اليومي لكل فلسطيني على أرض فلسطين .
أقترح أن نبدأ من على صفحات الإنترنت ،معاً وبجهد وطني الدعوة لإحياء يوم الأسير والذي يصادف 17/4/2006م بدعوة لكل الشرفاء في العالم للوقوف بجانب الأسير الفلسطيني وأن نجعله أسبوعاً متواصلاً لتذكرهم ، ولاستذكار شهداء الحركة الأسيرة وأن نكون أوفياء لأنفسنا ولتراثنا الوطني ولشهدائنا ولأسرانا ولرئيسنا الشهيد الراحل ياسر عرفات من أجل قيمة استثنائية للأسير تعطيه حقه وتزرع في أطفاله الشموخ والافتخار فهل سنقوم معاً باقتراحات عملية من أجل هؤلاء الأسود ؟
بقلم منصور ثابت
زرت والدة أسير وكانت زيارة مجاملة وكذلك وفاءً لالتزام بتقليد قديم خرجتنا السجون على احترامه وتقديره ، ولكن الأم التي عرفت أن ابنها قد حكم عليه بالسجن المؤبد لدى دولة عصرية مدججة بالسلاح لاأمل في إنعتاقة إلا بإحدى المعجزات، وهي قليلة، في العادة فلا خط النار مفتوح كالسابق ولا أحمد جبريل بأفضل أحواله ،ردت علي الأم ودموعها تسبقها قائلةً:" والله فيك الخير يا بني " وبعد تريث أضافت : والله أصبحنا نقتنع بأن من يكتوي بفقدان الابن، إن كان بالموت أو الأسر هم فقط الوالدة والزوجة والأبناء فهؤلاء هم من يذوقون عذاب الفقدان، وجحيم الزيارات من خلف القضبان وإهانات التفتيش المذل .
تذكرت ذلك كله فقد أعادت إلى هذه الأم المجربة ذكري معاناة دامت 19 عاماً في سجون الاحتلال الصهيوني مرت مغمسة بالقهر والمعاناة وكان أسوأ شعور يرافقها هو الشعور بالإهمال وعدم إنشداد الناس لقضيتنا .
إن هذا الشعور كان يدفع إلى الواجهة أفكاراً من قبيل
لماذا كانت تضحياتنا وآلامنا ؟ ولماذا يستشهد الشهداء؟ ولماذا يصمد المعتقلون ويدفعون أحياناً حياتهم ثمناً لكلمة واحدة يذوب المحقق شوقاً لها .
كل ذلك والناس عنا منصرفون، نيام أو على وشك يحتاجون طبول كي توقظ فيهم شعور يحتاج إليه أبطال ذوت أجسادهم جراء القيد والمضايقة والحرمان .
دفعت أقوال العجوز إلى الذهن مشهد الاعتصام الأسبوعي لأمهات الأسرى وكان العدد من عشر سيدات إلى عشرين ، يزورهن ممثلي لجنة المتابعة الوطنية وأحياناً وزراء الأسري ووزراء سابقين وبضعة شخصيات وطنية يلتقطون بحبور ميكرفونات الإذاعات العالمية والمحلية حسب الظروف ويمضون لحال سبيلهم .
وفي العام الماضي دعت احدي المؤسسات لإحياء مناسبة يوم الأسير الفلسطيني بمهرجان خطابي، لم يتم تنفيذه لقلة عدد الحضور
مما دفع الأخت المناضلة :" أم جبر وشاح " بأن تقول : يا خسارة أهذا هو جمهور الأسرى ؟ أهذا هو عدد من يحبون السجناء والمعتقلين ويتعاطفون معهم ؟ ماذا جرى في الدنيا ؟ !
لقد انقلبت المعايير ومن هنا سوف أبدأ، نحن على أعتاب يوم الأسير الفلسطيني وهو المناسبة الوحيدة التي تحظي بالإجماع الوطني وهي كذلك المناسبة التي، لم يسلم من المعاناة جراءها بيت فلسطيني واحد،
فهل سيكون هذا العام كسابقاته؟ أم سيكون هناك جديد ؟!
أعتقد أن ضرورات واعتبارات سياسية واجتماعية تجعل من هذا اليوم يوم بالغ الأهمية وهي :
أولاً: يمكن تحويل هذا اليوم إلى مناسبة لمن يريد ،أن يلتقطها لإبراز تضافر وتضامن الجماهير الفلسطينية خلف طلائعها المناضلة داخل السجون وهو أمر يعلي كلمه شعبنا ويعزز تضامنه الوطني في أهم المناسبات الوطنية .
وثانياً : تتعرض السجون في الفترة الأخيرة لضغوطات وحملات قمع مخططة ومنظمة تستهدف الإنسان في داخل السجين والمناضل الذي يقبض على قضيته كالقابض على الجمر ،وهذا يفترض من جماهير شعبنا الالتفات لقضية الأسري وقبول التحدي الصهيوني وأن تقول الجماهير أننا لن نترك هؤلاء الأبطال وحدهم في المعركة .
ثالثاً: إن الحكومة الجديدة التي جاءت نتيجة عملية ديمقراطية تحتاج اليوم لوقفة كبرى سلمية وجماهيرية خلف قضية لا يختلف عليها أحد وهي بذلك تلفت النظر لأعداد المعتقلين الهائلة في سجون الاحتلال وحتى لا يشعر العدو أن كل شيء على ما يرام وكل هؤلاء الصامدين داخل السجون .
لكل هذه الاعتبارات الهامة ولن نضيف لها شيئاً لأننا والحمد لله لم يعد لدينا معتقلين سياسيين مثل أحمد سعدات والشوبكي لنطالب بالإفراج عنهم يمكننا أن نسير في وجهه واحدة ضد الاحتلال والاعتقالات والقمع اليومي لكل فلسطيني على أرض فلسطين .
أقترح أن نبدأ من على صفحات الإنترنت ،معاً وبجهد وطني الدعوة لإحياء يوم الأسير والذي يصادف 17/4/2006م بدعوة لكل الشرفاء في العالم للوقوف بجانب الأسير الفلسطيني وأن نجعله أسبوعاً متواصلاً لتذكرهم ، ولاستذكار شهداء الحركة الأسيرة وأن نكون أوفياء لأنفسنا ولتراثنا الوطني ولشهدائنا ولأسرانا ولرئيسنا الشهيد الراحل ياسر عرفات من أجل قيمة استثنائية للأسير تعطيه حقه وتزرع في أطفاله الشموخ والافتخار فهل سنقوم معاً باقتراحات عملية من أجل هؤلاء الأسود ؟