الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسفة الحـــياة بقلم: د. محمد أبوالليل

تاريخ النشر : 2006-04-09
فلسفة الحـــياة بقلم: د. محمد أبوالليل
كتبه: د/ محمد أبواللـيل

مستشار قانوني ومحلل سياسي

الباحث الأكاديمي في الشؤون الإسرائيلية

الناشـط فـي حقـوق الإنسـان

[email protected]

مُـنذ أن خلق الله الكون والصراع ما زال مستمراً بين الخير والشر لحكمة يعلمها الخالق.

لقد كان الامتحان وما زال صعباً على البشرية في مواجهتها لهذه الحياة وفلسفتها، فبعض البشر يعتبر هذه الحياة عبارة عن امتحان كبير عليهم تجاوزه بغض النظر عن نتائجه، والبعض الآخر يعتبر الحياة هي الأُنشودة التي يجيدون التعامل معها كيفما شاءوا.

إن الحياة بطبيعتها هي عبارة عن خليط بين الخير والشر فلو انتفى عنصر واحد من هذه العناصر في هذه الحياة لما كانت الحياة، بمعنى لو افترضنا أن الحياة عبارة الخير ولا شيء غير الخير فإننا نعيش في الجنة، وليس المقصود بالجنة هنا هي حياة الآخرة، ولو افترضنا أن الحياة عبارة عن الشر ولا شيء غير الشر فإننا نعيش في الجحيم.

كثير من يعتقد أن الخير لم يعد موجوداً في هذه المعادلة الصعبة، فهؤلاء كانوا ينعمون ويحسون بجمال الحياة التي كشفت لهم وجهها الآخر لتذكرهم دائماً بأن الخير والشر في حالة صراع دائم.

نحن بني البشر من يُـعبر عن هذه الحالة من خلال ممارستنا لأسلوب حياتنا اليومي والعادي، فكل إنسان مشغول بدوامة الحياة ويسعى دائماً ليكون أفضل من غيره هذه هي طبيعة الإنسان ولا أحد يستطيع أن يُـنكر ذلك.

كنت أُفكر قبل كتابة مقالي هذا في وضع الخطوط العريضة لهذا المقال، فحاولت ترتيب أفكاري داخلياً ولكنني لم استطعت الاستمرار في هذا الترتيب، وقررت الكتابة دون تردد.

وقفت كثيراً أفكر في شخصية الاستشهادي الذي يقوم بهذا العمل البطولي مضحياً بنفسه لكي يفسح المجال للآخرين للعيش والتمتع بهذه الحياة، فقلت في نفسي وما زلت أبحث عن الجواب؟ ما الذي يبعث هذا الشخص للقيام بهذا العمل وما هو الشعور الخفي الذي يشعر به هذا الاستشهادي عندما يضع نهايةً لحياته بهذه الطريقة؟

عجزت عن الإجابة كغيري طبعاً؟ وحاولت استنتاج بعض الأمور لعلها تساعدني على معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الشعور الخفي.

تأملت في طريقة عيش هذا الشخص الاستشهادي والبيئة التي تربى وعاش بها، فمما لا شك فيه بأن هذه البيئة لها الأثر الكبير في التأثير على هذا الشخص. الأمر الأخر الذي راودني هو مع من تعامل وتأثر هذا الشخص، أي بمعنى الأشخاص الذين كان على احتكاك معهم بشكل مباشر.. هل لهم دور في هذا العمل؟ ثم فكرت كثيراً في عامل الدين الذي يعتبر العامل الحاسم في هذه المعادلة المعقدة!

إن هذا الشخص الذي يقوم بهذا العمل لا شك بأنه يفكر ألف قبل القيام بهذا العمل لأنه يدرك تماماً بأن هذه العملية ستكون بمثابة نهايةً لحياته..

قد تكون الظروف التي وضعت هذا الشخص في مثل هذا الامتحان الصعب، ولكن ألا يوجد طرق بديلة لهذه الفلسفة، ومهما تكن هذه الظروف فهل تستحق هذه الظروف أن نضحي بأنفسنا في سبيل أن يعيش غيرنا ويتمتع بهذه الحياة... هذه مسألة قناعات طبعاً ولا أجرؤ على الدخول في تفاصيلها لأن تفكيري قد يكون مغايراً لتفكير الآخرين وربما قد يوافقني البعض في الرأي.

وقفت قليلاً عند موضوع الحب هذه الحالة العاطفية التي لا بد لكل إنسان أن يعيشها مهما اختلف دينه أو عرقه، فهذه الحالة عبارة عن فلسفة أخرى للحياة، فكل من يحب ويعشق لا يفكر سوى بأن يتمتع بكل لحظة يعيشها بجوار من يحب ويعشق. لا أنكر بأنني قد تأثرت بهذه المسألة، فالمحبين يفكرون دائماً في هذه الحياة ويعشقون كل لحظة فيها ويتمنون أن تطول هذه اللحظات ولا تقف عند حد معين. إنها نظرتهم طبعاً لفلسفة الحياة، فهم يرون الحياة دائماً جميلة.

إن الحب هو أسمى غريزة في النفس البشرية فالكل يحب والكل مر بهذه التجربة العجيبة التي إذ انتابته شغلته عن كل شيء بل قد تعمل على شل حركته كما حصل بصديقنا السياسي الذي يعيش هذه الأيام لحظات من العشق ومن الوله للقاء الحبيب..

إن غريزة الحب وجدت منذ أن خلق الله الطفل وهو في بطن أمه وتطورت معه هذه الحالة حتى خرج للحياة وتنفس منها ثم أخذ بالبكاء أتعرفون لماذا؟ لأنه قد انفصل عن جسد أمه التي كانت تطعمه وتحتضنه في أحشائها وتعمل على راحته.

إنه بكى لأنها انفصلت عنه ويريد منها أن تُـعيده لحالته السابقة، ولكن كيف يتم ذلك؟ سبحان الله خلق البشر وله في كل خلق حكمة وموعظة. هذا الطفل لن يتوقف عن البكاء إلا إذا أرضعته من ثديها الممتلئ بهذه المادة العجيبة وتركيبتها النادرة التي تحتوي على الحب والحنان وعلى المادة المغذية والمفيدة لجسم هذا الطفل.

وهنا يثور تساؤل هام؟ كيف جاء هذا الطفل وما هي الظروف التي أفرزته للحياة؟

الجميع يعرف كيف جاء، فذلك اللقاء العاطفي الحميم الذي تم بين والداه على سرير العشق هو السبب الحقيقي لوجوده.

ولو لا هذا اللقاء لما كان هذا الطفل ولما ظهر للحياة.

طفلنا هذا يكبر يوم بعد يوم ثم يمر بنفس الحالة التي مر بها والداه ويرزق بطفل لتستمر الحياة.

هذه هي فلسفة الحياة،،،

ولكن هل يمكن أن يكون الحب بين رجل وامرأة دون أطفال؟ أنا أقول نعم لأن الحب مصدره القلب والقلب تحركه المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها الحبيب تجاه محبوبته.

إن الاستمرار في التفكير في فلسفة الحياة لن يعطينا القدر الكافي من هذه الحياة، فلنعمل على أن نتمتع بكل لحظة نعيشها في هذا الكون ولا نفكر إلا بهذه اللحظة فقط، فلو وصلنا لهذه القناعات لزال الشر ولزالت الحروب وعاش الجميع بأمن وأمان.

إذاً فلنعمل على خلق الحب واستمراره في هذه الحياة التي بدت قاسية بعض الشيء، ولكنها لن تستمر على حالتها ما دام الخير موجود فهو المنتصر في نهاية المطاف.

إلى المُـلتقى،،،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف