الأخبار
انتحار جندي إسرائيلي حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تصريحات الرئيس مبارك متاخرة جدا وخجولة بقلم:عباس البغدادي

تاريخ النشر : 2006-04-09
تصريحات الرئيس مبارك متاخرة جدا وخجولة

والدور العربي مازال غائبا لانقاذ العراق وعروبة العراق

عباس البغدادي

تأتي تصريحات الرئيس محمد حسنى مبارك بشأن الوضع العراقي الخطير، وتداعيات الحرب الأهلية، ومشكلة التدخل الإيراني السافر في الشؤون العراقية وإمعان إيران في إيذاء العراق، تأتي هذه التصريحات متأخرة كثيرا وليست بالمستوى المطلوب في تشخيص الحالة العراقية وتعيين مكامن الخطر على وحدة وإستقلال وحرية العراق. فالعراق مستباح منذ ثلاثة أعوام من قبل الغزو الأنكلوأمريكي ومن قبل الغزو الإيراني الذي بات واضحا ومؤذيا بحيث تتدخل ايران في كل تفاصيل الحكم والاوضاع الامنية في العراق.. وان كثيرا من الاحداث الماساوية في العراق يشار باصابع الاتهام فيها الى ايران ومخابراتها وعناصرها الناشطة في العراق وبالاخص في اروقة الحكم. ومع الاقرار بان الدور العربي لم يكن بالمستوى المطلوب بل كان متخاذلا تجاه محنة شعب العراق وفي احيان كثيرة كان متواطئا مع الغزاة وهذا مثبت في الوثائق والادلة. الا ان العرب الرسميون الذين كانوا يتمنون زوال نظام حكم صدام واقامة نظام بديل لم يدركوا ان البديل هو الغزو الايراني الصفوي والآن أحسوا بالخطر فجاءت تصريحات الملك الأردني تحذر من هلال شيعي، واليوم تصريحات مبارك وقبلها تصريحات وزير الخارجية السعودي.. لكن كل تلك التصريحات لاتغني ولاتسمن من جوع لأنها لاتمحو عار الذل العربي والتواطؤ العربي الرسمي في ذبح العراق.

ففي حديث لقناة "العربية" السبت 8-4-2006، قال الرئيس مبارك إن العراق يعيش حربا أهلية، مؤكدا أن انسحاب القوات الأمريكية منه الآن سيشكل "مصيبة" ويوسع دائرة العنف لتشمل "المنطقة كلها". وأكد الرئيس مبارك عن إعتقاده أن ولاء أغلب الشيعة في المنطقة هو"لإيران وليس لدولهم". وقال ردا على سؤال عن التأثير الإيراني في العراق "بالقطع إيران لها ضلع في الشيعة.. الشيعة 65 بالمئة من العراقيين وهناك شيعة في كل هذه الدول وبنسب كبيرة والشيعة دائما ولاؤهم لإيران. أغلبهم ولاؤهم لإيران وليس لدولهم".

وأوضح مبارك أن "الحرب ليست على الأبواب. هناك حرب أهلية تقريبا بدأت. شيعة وسنة وكرد والاصناف التي جاءت من آسيا (..) العراق مدمر تقريبا حاليا". وأضاف مبارك "إذا انسحب الأمريكيون الآن ستكون مصيبة. الحرب ستشتعل أكثر بينهم (العراقيون) (..) وقوى كثيرة ستدخل إيران تدخل وهذا وذاك". وأضاف أن العراق سيكون في هذه الحالة "مسرحا لحرب أهلية بشعة وبعد ذلك ستشتعل العمليات الإرهابية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها". وأشار مبارك إلى أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قادرا على الإمساك بزمام الأمور "لو كان عادلا". وقال إن "المشكلة معقدة من الأصل لأن تكوين العراق من عدة مجاميع مختلفة لن يترك الوضع يستريح أبدا. لذلك لو كان صدام عادلا في تصرفاته لم يكن حصل ما حصل".

وفي الوقت الذي سارعت طهران الى إستنكار تصريحات الرئيس المصري، كما طالب نواب شيعة في البرلمان الكويتي من الرئيس حسني مبارك ((الإعتذار!!)) للشيعة عن تصريحاته الأخيرة! وقال النائب حسن جوهر في مؤتمر صحافي عقد في مجلس الامة (البرلمان) الكويتي "اننا لا نستجدي شهادات الولاء والطاعة لاوطاننا من (الرئيس المصري حسني) مبارك ولا غيره. انها تصريحات غير مسؤولة (..) ولا تخدم سوى إثارة الفتنة الطائفية". وطالب جوهر في المؤتمر الذي حضره ثلاثة نواب شيعة في البرلمان "باعتذار رسمي واضح من الرئيس المصري" عن تصريحاته. من جهته، اعتبر النائب صالح عاشور "ان تصريح مبارك يكرس سياسة استخباراتية غربية لضرب استقرار المنطقة"، مضيفا أن "الشيعة الغوا الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان ووضعوا علم بلادهم لبنان في حين ما زال علم إسرائيل يرفرف في قلب الأمة العربية مصر". وأعلن عاشور أن عددا من النواب سيقدمون طلبا لمناقشة هذه التصريحات في جلسة البرلمان القادمة في 17 نيسان/ابريل الحالي. وطالب النائب صلاح خورشيد الحكومة الكويتية باصدار بيان يدين تصريحات الرئيس المصري. وفي السياق ذاته، قال رئيس تجمع العلماء المسلمين الشيعة في الكويت محمد باقر المهري أن ولاء الشيعة في الخليج هو اولا لبلدانهم.. وأضاف لوكالة فرانس برس "ان ولاءنا اولا واخيرا لاوطاننا ونحن مستعدون ان ندافع بالسلاح ضد أي اعتداء على بلداننا"

وأشار رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس جلال طالباني ورئيس مجلس النواب عدنان الباجه جي إلى "ما ورد على لسان" الرئيس مبارك "بشأن ولاء الشيعة لإيران، مما يفهم على أنه طعن في وطنيتهم وحضارتهم، وان عن غير قصد". وأكد الجعفري أن هذا التصريح: "سبب ازعاج شعبنا العراقي من مختلف الخلفيات الدينية والمذهبية والقومية والسياسية، وأثار أيضا استغراب واستياء الحكومة العراقية". من جانبه، قال الرئيس طالباني الاحد ان تصريحات مبارك "سببت ازعاجا ‏ ‏للشعب العراقي بمختلف طوائفة وقومياته واثارت استياء الحكومة العراقية".‏ وأضاف: "ما سمعناه هو اتهام خطير لأكثرية الشعب العراقي الذين حددهم الأخ حسني ‏ ‏مبارك بـ65 بالمئة وأن الواقع هو أن الشيعة في العراق وطنيين وعروبيين وأن ‏‏انتماءهم للعراق لا يوازيه أي انتماء آخر".‏ ‏ وقال طالباني : "أثار استغرابنا توصيف المشاكل الأمنية في العراق بأنها حرب أهلية في ‏ ‏الوقت الذي أثبت فيه شعبنا بأنه بعيد كل البعد عن الحرب الطائفية فضلا عن الحرب ‏ ‏الأهلية".

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده تستخدم نفوذه لتأمين "استقرار" المنطقة، وذلك ردا على تصريحات للرئيس مبارك حذر فيها من تأثير إيران على الشيعة. وقال المتحدث حميد رضا اصفي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن "الجمهورية الإسلامية تسعى إلى تأمين الاستقرار والأمن في المنطقة". وأضاف أن "لإيران تأثيرا كبيرا في العراق، لكننا لا نستخدم هذا التأثير مطلقا للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية. تأثيرنا روحي واستخدمناه دائما لتعزيز التفاهم والتقارب بين المجموعات الدينية والاتنية". وكانت طهران قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية بالقاهرة اثر توقيع الرئيس المصري السابق أنور السادات اتفاق كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.

بالمقابل ، سعى متحدث رئاسي مصري إلى التخفيف من حدة تصريحات مبارك ، وقال إن الرئيس المصري قصد من تصريحاته هو التعاطف الشيعي (العراقي)مع ايران بالنظر لاستضافتها للعتبات المقدسة. من جانبه، قال سليمان عواد، المتحدث الرئاسي المصري، إن "ما قصده السيد الرئيس (مبارك) هو التعاطف الشيعي (العراقي) مع إيران بالنظر لاستضافتها للعتبات المقدسة". وأضاف عواد في تصريحات للصحافيين أن موقف مبارك "يعكس قلقه البالغ من استمرار تدهور الوضع الراهن وحرصه على وحدة العراق وشعبه وعلى استعادة الهدوء والاستقرار وتحقيق الوفاق الوطني بين كافة ابناء الشعب العراقي الواحد". وتابع عواد بان مصر تتعامل بدون "تفرقة أو تمييز" مع جميع أطياف الشعب العراقي.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف