الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دفن التسامح في مقبرة مأمن الله!! بقلم: .. محمود الهباش

تاريخ النشر : 2006-04-09
دفن التسامح في مقبرة مأمن الله!! بقلم: .. محمود الهباش
دفن "التسامح" في مقبرة "مأمن الله"!!

محمود الهباش

منذ قيامها عام 1948، عام النكبة الفلسطينية، اتبعت إسرائيل سياسة ممنهجة تستهدف اجتثاث ومحو كل المعالم والآثار العربية والإسلامية من الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمة ذلك المساجد والمقابر الإسلامية التي تمثل، بقدسيتها واحترامها، شاهدًا خالدًا على هوية الأرض التي تحتضنها، ورمزًا للرابطة الوثيقة بين التاريخ والجغرافيا والإنسان في فلسطين، هذه الرابطة الضاربة بجذورها في أعمق أعماق الوجود الإنساني فيها.

الأمثلة والشواهد على تلك السياسة الإسرائيلية، المغرقة في العنصرية، كثيرة ومتعددة ومتنوعة، بل ربما تكون، بلا مبالغة أكبر وأكثر من أن تعد أو تحصى، لتشعب اتجاهاتها وتعدد مراميها ووسائلها، واتساع رقعتها الجغرافية التي لم تغادر شبرًا واحدًا من الأرض الفلسطينية دون اعتداء وتدنيس لما فيه من معاني القدسية والجلال، وربما يكون أشهر وأكبر هذه الأمثلة الصارخة، ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من مؤامرات، معلنة وغير معلنة، تستهدف مكانته الدينية والحضارية، بل ووجوده جملة وتفصيلاً، إضافة إلى مئات المساجد والمقابر التي جرى بالفعل هدمها وتجريفها، أو تحويلها إلى بيوت للدعارة والخمر والرذيلة، كما حدث في المسجد الأحمر في مدينة صفد، ومسجد قيسارية، ومسجد عين حوض في حيفا، ومسجد المجدل ومقبرة وادي النمل في عسقلان، ومسجد البحر في طبريا، وغيرها وغيرها.

اليوم، وفي صدر ملف هذه القضية المفتوحة الدامية، تقف مقبرة "مأمن الله"، أقدم المقابر في مدينة القدس وأوسعها مساحة، والتي يسميها البعض "ماميلا"، بمعنى: ماء من الله، أو بركة من الله، هذه المقبرة الإسلامية الضاربة في عمق التاريخ الإسلامي الفلسطيني، إذ تضم قبور عدد كبير من الصحابة والتابعين والمجاهدين والعلماء والفقهاء، كما تضم شهداء المجزرة التي ارتكبتها الجيوش الصليبية عند احتلالها لمدينة القدس إبان الغزو الصليبي، والذين يقدر عددهم بنحو سبعين ألفا من الرجال والنساء والأطفال.

مقبرة "مأمن الله" هذه، بكل تاريخها وجلالها وقدسيتها، تعرضت على مدى سنوات الاحتلال لاعتداءات وانتهاكات إسرائيلية صارخة، حيث صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات واسعة منها، وقامت بتجريفها ونبش قبورها، وحولت جزءًا منها إلى حديقة عامة، وجزءًا آخر إلى موقف للسيارات، وها هي اليوم تتعرض لفصل جديد من فصول هذه المؤامرة الإسرائيلية الهادفة إلى طمس الهوية العربية والإسلامية في فلسطين، حيث تعتزم سلطات الاحتلال إقامة مركز ومتحف يقتطعان ما مساحته اثني عشر دونمًا من أرضها، والعجيب الغريب أن المركز سيحمل اسم: "مركز الكرامة الإنساني"، بينما سيحمل المتحف اسم "متحف التسامح في القدس"، حيث يدعي القائمون على المشروع، لمزيد الغرابة والعجب، أنه مخصص لتشجيع التفاهم والتسامح بين الأديان، فعن أي تفاهم أو تسامح يمكن أن نتحدث إذا كان العنوان اعتداءًا على مقدسات المسلمين ومساجدهم ومقابرهم؟!! وأية كرامة إنسانية نقصد إذا كنا سنسكت على انتهاك كرامة الإنسان الذي كرمه الله تعالى حيًا وميتًا؟!!

لقد كتبنا من قبل في هذا الموضوع الحي لأجل أن يتحرك الجميع لوقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية، مع يقيننا أن مجرد الكتابة وحدها لا يكفي، وبالذات ممن يملكون قرارًا أو سلطة، وأضعف الإيمان الذي يمكن أن يقوم به هؤلاء في إطار هذا الواجب المقدس، أن يعملوا على حشد كل الطاقات الممكنة؛ سياسيًا وإعلاميًا وماليًا وفنيًا، للعمل على مختلف الجبهات، ومع مختلف المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة اليونسكو، والمنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم، وتشكيل جماعات ضغط عربية وإسلامية ودولية، لكشف ومواجهة هذه الممارسات العنصرية، ولحماية وإنقاذ ما تبقى من المعالم العربية والإسلامية المقدسة في فلسطين، واستعادة جميع المعالم التي هدمتها أو صادرتها سلطات الاحتلال، ومنها هذه المقبرة الإسلامية الخالدة، مقبرة "مأمن الله"، قبل أن يدفن الاحتلال التسامح والكرامة الإنسانية تحت ترابها.

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف