
دعوة ايران لاجتماعات القمم العربية
بعيدا عن أي حسابات ضيقة والتي قد تكون
اسيرة الماضي الذي أثقلته السياسات الرعناء ،اذ لا تبرأة لأحد ،ولا مجال للتنصل لأي طرف مما قاد منطقتنا العربية والايرانية الى هذا المنحدر والتوتر والتداخل ، الأمر الذي يقودنا على هذا الحسبان للتطلع الى حسبة جديدة موضوعية وعاقلة ،تأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة بين الأخوة العربية والايرانية ، وهي أحوج ما تكون الى هذا التقارب الذي ينشد تحصين مواقف الطرفين في مواجهة القوى التي تستهدف النيل من هذه العلاقة الثنائية المستندة الى الارث الاسلامي الطويل والمشترك.
والحق أن المتأمل منا لمجمل ما سيق الينا من كتب التاريخ والتراث والفقه ،لا يمكنه أن يفصل بين ما هو عربي وايراني ،اذ أن حالة التداخل العميق والمختلط والتشابه حتى في الخلقه ، اضافة الى حالات المصاهرة منذ القدم ، فضلا عن المساهمات الفقهية ومواقع الأحداث والاشتراك في العبادات والمعتقدات وزيارة الأئمة والأضرحة وأصحاب المقامات والمقدسات والابتهالات والدعوات والأعياد والمناسبات الى آخر القواسم المشتركة والتي قد يعجز الواحد منا على حصرها ، وهنا أسوق دليلا وحديثا للامام علي كرم الله وجهه وهو حديث يدل على أن التباين وخاصة في التأويل ،يجب ألا يفسد لودنا قضية اذ وهو في غمرة خصومته مع بني أمية يقول: خلافنا مع بني أمية على التأويل ولم يكن على التنزيل ،
اذ أن الهنا واحد ونبينا واحد ودستورنا واحد وقبلتنا واحدة، قتلانا وقتلاهم في الجنة ،<اشارة الى معركة صفين >.
وما دام الأمر كذلك ، أليس من العيب أن تتردى الأحوال بين الأخوة العربية والايرانية؟ أليس من العيب أن نجعل بيننا كل هذه الحسابات الفارغة والناقصة؟
انني على درجة كبيرة من القناعة بأن دولة ايران الاسلامية يجب أن تشكل دعامة وسندا للعرب برمتهم والعرب كذلك يجب أن يكونوا خير اخوة لدولة ايران ،ويقيني أن هذه الأخوة بحاجة الى من يشتغل عليها ويحييها ويشجعها ويفكر في آليات عمل كفيلة بأن تخلق حرارة دائمة في نبض العلاقة العربية الايرانية ،وما المؤتمر الذي ستنظمه جمهوريه ايران في شهر أغسطس المقبل من هذا العام لدعم الشعب الفلسطيني الا اشارة يجب أن تستثمر ويستفاد منها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، سواء تعلق الأمر بالمسألة الفقهية أو السياسية.
وفي ظني كذلك أن لا فكاك لنا من هذا التلاحم والتوحد في المواقف ،خاصة وأن ايران أصبحت بما لايدع مجالا للشك دولة ذات شأن اقليمي ودولي عظيم ،ومن ثم فهي بالضرورة تشكل سندا قويا لأمة العرب.
ان دعوة لفقهاء الأمة العربية الاسلامية بمثقفيها للاجتماع للتشاور في مستقبل العلاقات البينية العربية الايرانية، تبدو مطلبا لازما، اذ قد تتبلور احدى الأفكار في انشاء جسم أو مؤسسة ترعى فكرة التقارب العربي الايراني.
ولا أخالني أحلم حلم يقظة ،حين أتصور وأحلم بأن أرى اليوم الذي تستدعى فيه ايران لحضور اجتماعات القمة العربية على الأقل بصفة مراقب ، اذ كيف يستدعى أمين عام الأمم المتحدة وممثل أوروبا للقمة بينما ايران الجارة والشريكة والمعنية بكل قرارات القمم لا تستدعى؟ ولعله من نافلة القول الاشارة الى أن ايران معنية بهموم العرب من قريب أو بعيد والعرب معنيون بايران من حيث الدعوة أو المناشدة والكل يشكل سندا للاخر.
فهل لنا أن نشتغل على هذه الفكرة؟
الدكتور /جبر أبو النجا
بعيدا عن أي حسابات ضيقة والتي قد تكون
اسيرة الماضي الذي أثقلته السياسات الرعناء ،اذ لا تبرأة لأحد ،ولا مجال للتنصل لأي طرف مما قاد منطقتنا العربية والايرانية الى هذا المنحدر والتوتر والتداخل ، الأمر الذي يقودنا على هذا الحسبان للتطلع الى حسبة جديدة موضوعية وعاقلة ،تأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة بين الأخوة العربية والايرانية ، وهي أحوج ما تكون الى هذا التقارب الذي ينشد تحصين مواقف الطرفين في مواجهة القوى التي تستهدف النيل من هذه العلاقة الثنائية المستندة الى الارث الاسلامي الطويل والمشترك.
والحق أن المتأمل منا لمجمل ما سيق الينا من كتب التاريخ والتراث والفقه ،لا يمكنه أن يفصل بين ما هو عربي وايراني ،اذ أن حالة التداخل العميق والمختلط والتشابه حتى في الخلقه ، اضافة الى حالات المصاهرة منذ القدم ، فضلا عن المساهمات الفقهية ومواقع الأحداث والاشتراك في العبادات والمعتقدات وزيارة الأئمة والأضرحة وأصحاب المقامات والمقدسات والابتهالات والدعوات والأعياد والمناسبات الى آخر القواسم المشتركة والتي قد يعجز الواحد منا على حصرها ، وهنا أسوق دليلا وحديثا للامام علي كرم الله وجهه وهو حديث يدل على أن التباين وخاصة في التأويل ،يجب ألا يفسد لودنا قضية اذ وهو في غمرة خصومته مع بني أمية يقول: خلافنا مع بني أمية على التأويل ولم يكن على التنزيل ،
اذ أن الهنا واحد ونبينا واحد ودستورنا واحد وقبلتنا واحدة، قتلانا وقتلاهم في الجنة ،<اشارة الى معركة صفين >.
وما دام الأمر كذلك ، أليس من العيب أن تتردى الأحوال بين الأخوة العربية والايرانية؟ أليس من العيب أن نجعل بيننا كل هذه الحسابات الفارغة والناقصة؟
انني على درجة كبيرة من القناعة بأن دولة ايران الاسلامية يجب أن تشكل دعامة وسندا للعرب برمتهم والعرب كذلك يجب أن يكونوا خير اخوة لدولة ايران ،ويقيني أن هذه الأخوة بحاجة الى من يشتغل عليها ويحييها ويشجعها ويفكر في آليات عمل كفيلة بأن تخلق حرارة دائمة في نبض العلاقة العربية الايرانية ،وما المؤتمر الذي ستنظمه جمهوريه ايران في شهر أغسطس المقبل من هذا العام لدعم الشعب الفلسطيني الا اشارة يجب أن تستثمر ويستفاد منها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، سواء تعلق الأمر بالمسألة الفقهية أو السياسية.
وفي ظني كذلك أن لا فكاك لنا من هذا التلاحم والتوحد في المواقف ،خاصة وأن ايران أصبحت بما لايدع مجالا للشك دولة ذات شأن اقليمي ودولي عظيم ،ومن ثم فهي بالضرورة تشكل سندا قويا لأمة العرب.
ان دعوة لفقهاء الأمة العربية الاسلامية بمثقفيها للاجتماع للتشاور في مستقبل العلاقات البينية العربية الايرانية، تبدو مطلبا لازما، اذ قد تتبلور احدى الأفكار في انشاء جسم أو مؤسسة ترعى فكرة التقارب العربي الايراني.
ولا أخالني أحلم حلم يقظة ،حين أتصور وأحلم بأن أرى اليوم الذي تستدعى فيه ايران لحضور اجتماعات القمة العربية على الأقل بصفة مراقب ، اذ كيف يستدعى أمين عام الأمم المتحدة وممثل أوروبا للقمة بينما ايران الجارة والشريكة والمعنية بكل قرارات القمم لا تستدعى؟ ولعله من نافلة القول الاشارة الى أن ايران معنية بهموم العرب من قريب أو بعيد والعرب معنيون بايران من حيث الدعوة أو المناشدة والكل يشكل سندا للاخر.
فهل لنا أن نشتغل على هذه الفكرة؟
الدكتور /جبر أبو النجا