الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دعوة لقادة ورموز الاتجاهان القومي والاسلامي بقلم عوض العاروقي (ابو شاهر)

تاريخ النشر : 2006-04-08
بسم الله الرحمن الرحيم

في الذكرى التاسعة والخمسين لمولد حزب الثورة العربية

دعوة لقادة ورموز الاتجاهين القومي والإسلامي

بقلم العميد /عوض العاروقي (أبو شاهر)



يتوجب على كل الحركات ذات الأبعاد الفكرية ، أن تجيب على كل التساؤلات التي تواجهها ، لكي تتمثل دورها بما ينسجم مع تطلعاتها وبما يتفق مع أمال قواعدها وأطرها الشعبية والجماهيرية

بدءا من الضرورة بمكان أن نشير أن الانتساب إلى أي مفهوم أو نظرية فكرية هو انتساب منقوص ، ومؤذي في واقعة إذ لم يتم تفعيل الانتماء وفق رؤية فكرية تكفل حالة التفاعل مستمرة في حدها الأدنى وفي كل الظروف أن هذا الاشتراط هو الذي يميز ذلك الاتجاه عن سواه من التوجهات الأخرى

الاتجاه القومي

بدءا علينا أن ننطلق بان هناك استحقاق لقواعد هذا الاتجاه العريض والواسع نحو قادته ورموزه ، وهذا الاستحقاق يتمثل في معالجة الحالة القومية التي تمر بحالة من التراجع والانكماش منذ فترة زمنية طويلة وفي هذا لا نضع كل اللوم على مجموع النخب القومية لإدراكنا أن حجم التحديات التي اصطفت وتخندقت في وجه هذا الفكر كانت من بين الأسباب الرئيسية التي آلت بالحركة القومية إلى هذا الدور وذلك المستوى لكن وبالرغم من ذلك لا يعفى الاتجاه القومي ممثلا بحركاته وأحزابه وعناوينه البارزة من وضع حلول ومعالجات للخروج من هذه الحالة ، وعودة قليلا إلى الوراء نلحظ انه اثر الحرب العالمية الثانية أخذت الأفكار القومية تشق طريقها في منطقتنا العربية بجانب الاتجاهان الامميان ( الشيوعي والإسلامي ) ونظرا لخصوصية الحالة العربية في حينها فقد دفعت القواسم المشتركة التي جمعت هذه الأطراف على مقارعة قوى الاحتلال في وطننا العربي ، حيث تأجج هذا الشعور في مطلع العقد الخامس من القرن المنصرم ، وتصدرت القوى التي تدين بالفكر القومي دورا قياديا بارزا في مواجهة منظومة الاستعمار الغربي في وطننا العربي وكان لها الشرف الكبير في دق ناقوس هذه المقارعة على امتداد الوطن وكان لاغتصاب فلسطين دورا رئيسيا في تحريك بل وتثوير هذه المشاعر ، حيث أخذت تلك التعابير القومية مناح عدة بعضها انطلق من مفاهيم قومية خالصة والبعض الأخر أعطى للقومية بعدا اجتماعيا وكان لهذا الاتجاه الذي قام بعملية المزاوجة القدرة على البقاء والاستمرار وفق رؤيته الفكرية ولم يتأثر أو يتعرض إلى مخاطر هذه الأفكار الأممية ألا بقدر التفاعل دون المس بالحالة الفكرية للفكر القومي ، بل اتسمت العلاقة بالندية ( المؤثرة والمتأثرة ) وهذه حالة صحية وفق اشتراطاتها الأيديولوجية ، من جانب آخر لم يغفل الفكر القومي الحديث الجانب الروحي الذي يشكل ركنا هاما وأساسيا في موروث هذه الأمة ، وقد تنبه إلى ذلك في وقت مبكر ابرز رجالات الفكر القومي المعاصر المفكر و الفيلسوف ( احمد ميشيل عفلق) إلى أهمية الدين الإسلامي لتاريخ هذه الأمة ماضيا وحاضرا ومستقبلا في حديثه بمناسبة ذكرى الرسول العربي عام 1943 في مدرج جامعة دمشق ، لقد جاءت الدعوى القومية الحديثة في الأربعينيات من القرن المنصرم في مرحلة مد الفكر الماركسي اللينيني على اثر قيام الثورة البلشفية رافقها عجز بقية أطراف الحركة القومية عن الإبداع ،حيث كان يتم التعاطي مع العروبة كإطار بدون محتوى ومضمون لابتعادها عن تراثها الروحي المتمثل بالإسلام والذي جعلها في حالة انقطاع عن أهم واعظم حضارة عرفتها البشرية (الحضارة العربية الإسلامية) وفي هذا نشير أن تراجع تأثير العروبة ليس هو لسبب تناقض هذا الفكر مع الواقع وانما لما قام به الغرب من استهداف لهذا الفكر بجانب إغفال بعض أطراف الحركة العربية لحقيقة العلاقة الجدلية بين العروبة والإسلام وانجرارها وراء مفاهيم غربية (القومية العلمانية )

لقد حافظ الفكر القومي (البعثي) على كيانيته واستقلاليته أمام مد الفكر الماركسي اللينيني واستمر في مشروعه القومي الذي هو من مكونات هذه الأمة بسبب الحالة الإيمانية التي تعاطى معها مبكرا كون هذا الفكر ليس غريبا عنها أو مستوردا من خارجها ، كما تجاوز تأثيرات ومفاهيم غربية تتعلق بالقومية وبقى الفكر القومي المعاصر نافرا غير مستجيبا لأي اطروحات فكرية لا تتفق والواقع العربي وما يمثله من خصوصيات .

أن الدعوات العروبية الجوفاء لم تخف أعداء الأمة بل عملت على ترويجها وتوسيع قاعدتها لأنها لاتهدد المنظور الحضاري الغربي ولا تضر بمصالحه الاقتصادية في وطننا العربي كما أن الإسلام المقتصر على تطبيق الشعائر الدينية والعبادة السطحية والانشداد إلى الماضي دون تواصل مع روح العصر هو كذلك لا يزعج أعداء العروبة والإسلام ، وبذلك أخطأت أطراف من كلا الاتجاهان ( القومي والإسلامي ) وبنسب مختلفة في عدم التوصل إلى فهم حي وخلاق ومبدع لطبيعة العلاقة المتجددة بين العروبة والإسلام ، بل رأى البعض أن نجاح مشروع أحدهما هو بفشل المشروع الأخر ، انه بلاشك فهم خاطئ تتجلى فيه حالة القصور لطبيعة العلاقة بين السماء والأرض ، هذه حالة ضارة لكلاهما معا ، أن مقارنتنا لا يقصد فيها التساوي أو التكافئ مابين الروح والجسد فالروح هي بلا شك التي تبعث الحياة بالجسد .

من جانب أخر لم تغفل الحركة القومية العامل الديمقراطي ولو على الصعيد النظري في عملية التطور والنهوض ألا أن هذا المنحى الديمقراطي لم يجذر الديمقراطية في المسارين الفكري والتربوي ، مما سهل على الحركات المقابلة أن تصف هذا الفكر بالشمولي وفي بعض الاحيان بالشيفوني ، هذا وإذا ما عدنا إلى فترة نشوء الأحزاب الرئيسية الثلاث ( الإسلامية ، الشيوعية ، القومية ) فلا شك أن الفكر القومي الحديث كان يمثل الفكر الثالث من حيث الولادة ، وكما هو معروف أن هناك موروث تناقضي بين الاتجاهين الشيوعي والإسلامي فقد جاءت ولادة الفكر القومي المعاصر ليكون عامل لفك الاشتباك بينهما ومحاولة لعب دور المساعد في الرد على تداعيات الواقع العربي بالتلاقي معهما وفق برنامج الحد الأدنى حيث أن هناك أرضية للتلاقي في الجانبان الروحي والاجتماعي مع كلا الاتجاهان كل على حدا ، حيث أخذت التجربة القومية مضمونا اشتراكيا ضمن ما يلائم واقعها وهذا في جانبه تلاقي مع الفكر الماركسي اللينيني ، كما أعطت الإسلام دورا مميزا في رؤيتها حيث اعتبرت الأمة جسد وروحه الإسلام ولكن وبالرغم من هذه القواسم المشتركة وحالات التلاقي ألا انه جرى التعاطي والتصرف مع الفكر العروبي من موقع الخلاف والعداء ، حيث اشتدت الصراعات بينهما في بعض الأحيان لاسباب فكرية كما هو معروف ولاسباب تأثيرية ( سرعة الفعل والالتفاف ) كون هذا الفكر لايعاني من الغربة والانعزال فهو ابن هذا الواقع ، فنظرية الأمة تستمد قوتها من إبعادها ومؤثراتها الفكرية في الجوانب الاجتماعية والروحية والإنسانية ، بسبب ذلك تجندت غالبية الاتجاهات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورا بالحركات القطرية في معاداتها لهذه الرؤية الفكرية بل اكثر من ذلك أنها حفزت القوى الأجنبية الطامعة في ثروات الأمة على محاربة ومعاداة هذه الفكرة ، حيث أقدمت بريطانيا العظمى بعد الحرب العالمية الثانية على تخصيص شعبة بوزارة الخارجية البريطانية لرصد التوجهات والإرهاصات القومية ووضع الترتيبات والخطط التي تكفل دون تحقيق خطوات وحدوية بين أبناء الأمة الواحدة ، وهذا أن أشار فيشير إلى خطورة الوحدة على المصالح الأجنبية في المنطقة العربية فعمدت هذه القوى جاهدة على تخريب الحركة القومية من داخلها ألا أن هذه الجهود لم تتمكن من القضاء على توجهات هذه الحركة وان كانت قد أضعفتها ، لان هذه الأفكار تتجسد في الإخلاص للفكرة على قاعدة( الانتماء ، الشعور ، العمل ) للنظرية القومية وهذه الأحاسيس والمشاعر يصعب اجتثاثها والقضاء عليها ، فالقومية بالنسبة للامة كمعالم الوجه للشخص كما عبر عنها الأستاذ احمد ميشيل عفلق ابرز رجالات الفكر القومي ، فهوية الأمة في شخصيتها القومية ولكن باعتمادها الجانب الإنساني الذي يجعلها في حالة تفاعل مع بقية الأمم ويجنبها حالة العزلة والانغلاق غير أن الحركة القومية لم تقم بالتعبيرات المطلوبة في ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير والتي تحتاجها الأمة في برامجها ومناهجها المتعلقة بأدائها السياسي والمجتمعي ، كما أن الحركة القومية رغم تعرضها للهجمة الشرسة وعدم إذعانها وتسليمها لما هو مفروض عليها ، ألا أنها بالمقابل لم تتمكن أن تعيد الفاعلية والحيوية لهذا الخيار القومي مما قاد الأمر لإيجاد حالة من الاهتزاز للرؤية القومية بالساحة العربية ، حيث قاد ذلك إلى إذكاء المشاعر القطرية فعملت القوى الطامعة بالأمة على تدعيم ركائزها بل ما هو أمر من ذلك أن وحدة القطر الواحد أصبحت هي الهدف بدلا من وحدة الأمة بل أن وحدة القطر الواحد انتهكت كما حدث بالقطر العراقي الشقيق بدون أي رد فعل عربي على ذلك .

الاتجاه الإسلامي

أن الاتجاه الإسلامي في منظور الحركة القومية البعثية هو بمثابة السياج الواقي من أي مخاطر محدقة بالأمة وهو الذي يكفل استمرار الأمة وتقدمها فقد عمل الغرب على خلق حالة من البعد والجفاء بين العروبة والإسلام ليضعف الاتجاهان معا وفي آن واحد فعلى الحركة الإسلامية يقع الدور الكبير في مواجهة التحديات التي تعترض مسيرة حركة الثورة العربية بحكم أن العرب هم مادة الإسلام .

أن الأنظار في هذه المرحلة موجهة إلى الحركة الإسلامية حيث أنها مستهدفة من القوى الغربية لدوافع حضارية (صراع الحضارات ) حيث نرى اتهامها وتشويهها ونعتها بالإرهاب في محاولة لتجريدها من كل عوامل القوة التي تمتلكها وفي ضوء ما أشرنا أليه فأن الإساءة للإسلام والانتقاص منه لايمكن أن يتم إذا كانت الأمة العربية معافاة من خلال وحدتها وانسجامها ومتجهة إلى اخذ دورها بين بقية الأمم ، كما أن العروبة تضمن بقائها من خلال حملها لرسالتها الخالدة ( الإسلام) حيث أن الإساءة للإسلام هي إساءة للعروبة وكذلك الإساءة للعروبة في حالة انتقاص من الإسلام .

في ضوء ما ورد أعلاه فعلى الاتجاهان أن يقفا أمام واجباتهما بقدر عال من المسئولية والشفافية وان يخطوا كل منهما نحو الأخر بعيدا عن التخندق التنظيمي الضيق وفي هذا علينا أن نقر بأن الفكر القومي قد شهد تطورا فكريا إذا ما قيس ببدء دعوته بالأربعينيات حيث كان ينظر للإسلام نظرة تراثية وانه مجرد عامل من عوامل الإفصاح عن عبقرية الأمة ورسالتها ، كما لعب حمورابي والشعر الجاهلي وعصر المأمون الثقافي أدوارا مهمة في التعبير والإفصاح عن قدرات الأمة ، ألا انه في السبعينيات من القرن الماضي اخذ الفكر القومي ممثلا بالبعث منحى جديدا ومتطورا في رؤيته للإسلام حيث اعتبرا الإسلام المكون الرئيسي بل الأب الشرعي للعروبة واعترافه بان العروبة ولدت من جديد بولادة الإسلام وان الإسلام حمى العروبة من الاندثار والتلاشي بسبب صفة الخلود التي يتميز بها كما أعطى بعدا إنسانيا للعروبة يصعب أن تضاهيه به بقية الأمم والقوميات الأخرى .

أن الاستهداف الذي تشهده الساحة العربية تجعل من الضرورة على الاتجاهان الرئيسيان في الساحة القومية (العروبة والإسلام) والذي يتمثل خلاص الأمة فيهما أن يطورا من العلاقة بينهما وان يخطوا خطوات تنسجم وما معلق عليهما من أمال كبيرة وهذه المهمة تقع على قادة ورموز كلا الاتجاهان على امتداد الساحة العربية ، وفي هذا فأن ما يتعرض له العراق ما هو ألا بسبب مواقفه القومية وما تتعرض له فلسطين مؤخرا من مضايقات سياسية دولية ما هو ألا بسبب اعتلاء الاتجاه الإسلامي ممثلا بحركة حماس صدارة السلطة الفلسطينية ومن هنا تتأكد المقولة بأن فلسطين والعراق في خندق نضالي واحد .

أن هذه الدعوى في حاجة ماسة لان تنطلق من نظرة فيها انتخاء للعروبة والإسلام ويا حبذا أن تكون الساحة الفلسطينية السباقة في هذا الجانب لما للقضية الفلسطينية من دور كبير في التصدي لأعداء الأمة والتأثير الكبير على المستويين العربي والإسلامي

غــــزة_ فلسطين

[email protected]

8/4/2006
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف