الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

منظمة التحرير بين فتح وحماس وآفاق المستقبل بقلم:د.حسين ابو شنب

تاريخ النشر : 2006-04-08
منظمة التحرير بين فتح وحماس وآفاق المستقبل بقلم:د.حسين ابو شنب
دكتور حسين ابو شنب

منظمة التحرير الفلسطينية.. خيمتنا.. كيف نحميها

المنظمة بين فتح وحماس وآفاق المستقبل


لا احد يستطيع قبول او رفض منظمة التحرير، فهي المرجع الرسمي للشعب الفلسطيني وعنها انبثقت السلطة وهذا ما قاله الرئيس محمود عباس في اعقاب اجتماع اللجنة التنفيذية في رام الله يوم 23/3/2006 وهو ما اكد عليه كتاب المقالات في الصحف المحلية والعربية والصديقة وهو ما اتفقت عليه الامة العربية بالاجماع في اجتماعها عام 1974 باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ولا اعتقد ان احدا يخالجه شك في ذلك من حيث المنظمة كاطار ومظلة وتمثيل وهو ما اكد عليه بيان الحكومة العاشرة على لسان رئيس الوزراء الاخ اسماعيل هنية وان كان لاقى ذلك بعض النقد لعدم التصريح والاكتفاء بالتأكيد بأن المنظمة هي المظلة وانها انجاز وطني. هذه المقدمة لا بد منها لمعالجة واقع الجدل الممتد منذ نتائج الانتخابات التشريعية الثانية التي جاءت بحركة حماس الى المقدمة وقيادة السلطة وعادت بحركة فتح الى الوراء وفي صف المعارضة وقادتها ان وضعت البرامج المدروسة، لأن المعارضة فن وبرامج واساليب وليست قعقعة ومشاكسة وحسب، بل هي قدرة على الادارة والتسويق بغرض الانتاج وقطف الثمار، واستخدام الاعلام ووسائله باختلاف الوانها واشكالها، استخداما صحيحا واعيا ومدروسا وهو ما سنعالجه في سياق قادم.

في عجالة نتفق على ان منظمة التحرير الفلسطينية مرت بثلاث مراحل اساسية، مرحلة الشقيري وهي مرحلة التأسيس والتعبئة، مرحلة ياسر عرفات، وحركة فتح، وهي مرحلة الانطلاق والانتشار والتأثير على طريق التحرير، ثم مرحلة ما بعد ياسر عرفات والانكماش والغياب والانتقال الى الصراع من اجل اعادة الوعي وما يعرف هذه الايام مع بزوغ نجم حركة حماس وانكسار حركة اليسار الفلسطيني مع تراجع حركة فتح واتفق فيها مع الأخ خالد الحروب في مقالته المنشورة في صحيفة القدس يوم 30/3/2006 وعنوانها >فلسطين ومنظمة التحرير: بين غرور حماس وغرور فتح والفصائل< وهذه المرحلة بالطبع بالغة الدقة والخطورة والتأثير على مستقبل فلسطين والمسيرة الوطنية والدولة الفلسطينية.

وهنا يكمن سؤال..

- لماذا تقدمت منظمة التحرير بشكل ملحوظ في مرحلة ياسر عرفات؟

- ولماذا تراجعت في اواخر عهد ياسر عرفات وما بعده؟

- وما المطلوب لاعادة حيويتها وانطلاقتها لصناعة المستقبل؟

- وهل نحن بحق بحاجة الى اعادة التأسيس للانطلاق؟

وفي الاجابة كلمة حق وانصاف..

نسجلها للتأسيس والمؤسس المرحوم الاستاذ احمد الشقيري، الذي وضع قواعد بناء منظمة التحرير الفلسطينية ولخصها في وداعه للمنظمة بثلاثة اركان >مركز الابحاث، الصندوق الوطني، وجيش التحرير الفلسطيني< ولا اعتقد ان احدا يستطيع ان ينكر هذه الاركان التي انطلقت بها منظمة التحرير لتقييم قواعد الدولة بعد ان اضافت حركة فتح بقيادة ياسر عرفات الانماط الشعبية الناجمة والتي كانت بحق وزارة الخارجية ووزارة الاعلام والدعاية والثقافة بالاضافة الى معارك القرار الوطني المستقل واختراق الحصار الدولي والاسرائيلي بل والانتصار في المحافل الدولية في الكثير من التحديات، وقدمت هذه المرحلة مجموعة من النخب والصفوات في الميادين المختلفة، وفي انحاء العالم المختلفة، وكان لها حضورها الشامخ في المحافل الدولية، ولذلك تقدمت منظمة التحرير الفلسطينية تقدما ملحوظا في الساحات المختلفة وفي المواجهة مع العدو، فعلى الصعيد المحلي الوطني داخل الوطن وخارجه اصبحت منظمة التحرير عنوانا يلتقي حوله الجميع وبكل الاطياف والاتجاهات وفي الاطار العربي، اصبحت منظمة التحرير رقما في جامعة الدول العربية وهيئاتها، ولها الأولوية في الشأن الوطني الفلسطيني، وفي العالم استطاعت منظمة التحرير التصدي للدعاية الصهيونية والاعلام المضاد بنجاح وتفوق في اوروبا >الشرقية والغربية< وفي اميركا الجنوبية وفي آسيا وافريقيا، ومن بعد ذلك في الولايات المتحدة الاميركية وبالطبع في الاتحاد السوفييتي فقد استطاعت منظمة التحرير ان تفتح الأبواب المغلقة في الولايات المتحدة وأن يكون اعلام ودعاية وممثلية، ومراكز للحوار والاستقطاب، وأن تنتقل الأمم المتحدة للاستماع الى ياسر عرفات في جنيف بعد ان حاولت اميركا ارضاء حليفتها الميمونة الدولة الاسرائيلية التي غاظها الاختراق الفلسطيني.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، انهزم الواقع الرسمي العربي وكثرت مشاكله الثنائية، تراجع المؤتمر الدولي الذي كان يدعو اليه الاتحاد السوفييتي لصالح مؤتمر السلام الذي فرضته الولايات المتحدة الاميركية وكان ذلك في مدريد عام 1991 ومن ثناياه كان اتفاق السلام في اوسلو عام 1993، وبه انتقلت القيادة الفلسطينية في معظمها الى غزة ورام الله واريحا والمدن الفلسطينية بالتدريج، وتحول المناضلون والمثقفون الى مواقع عليا في هيكل السلطة منذ تشرين الاول 1993 وفق قرار اللجنة التنفيذية للمنظمة لتشكيل مجلس السلطة للمرحلة الانتقالية وما تلا ذلك من تطورات وسياسات ادت الى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الاولى عام 1996.

سلبت السلطة ووظائفها وترقياتها وامتيازاتها عقول وقلوب وفكر المناضلين، وتحولوا الى ارقام وظيفية بيروقراطية، يتنافسون من اجل الحصول على مواقع اكثر، ومكتسبات اكثر، وضاع الفكر والانتاج، فليس هنا برامج للتربية والتعليم وابتعاث المتفوقين، وليس لنا تخطيط بالرغم من وزارة التخطيط التي لم تقدم للتخطيط سوى التهليب، ولم تفلح وزارة الاعلام والثقافة وحتى اليوم وادعو الله الا يكون غدا، في الاعلان عن أية مشاريع اعلامية او ثقافية، او رعاية المبدعين، او رسم خطوط عامة يمكن الاستفادة منها في الدراسة او المراجعة او الانتاج، بل اكثر من ذلك ظل السفراء على حالهم دون ان يعيشوا في سفاراتهم باستثناء القليل الذي ليس له حظ او شلّة، وظلت البطالة تقضم مجتمعنا لصالح مجموعات معينة وسنلقي الضوء على معالجة اخرى عن حجم الوظائف المزدوجة على حساب الواعدين من الشباب.

من ناحية اخرى طغى مفهوم السلطة على مفهوم المنظمة واصبحت منظمة التحرير ملحقة بالسلطة، واصبح المجلس الوطني الفلسطيني غرفة في زاوية معتمة ملحقة بالمجلس التشريعي، واصبح اعضاء المجلس التشريعي لا يجمع بينهم جامع ولو حتى في المناسبات، فتراجع مفهوم منظمة التحرير لصالح السلطة، ولعل الخلاف الصعب الذي اتعب السلطة والمنظمة تنازع الصلاحيات بين الدائرة الخارجية والسياسية ووزارة الخارجية، واحقية الاشراف والمتابعة والتعيين للسفراء، وانتقل هذا الخلاف الى اروقة الجامعة العربية والمحافل الدولية، وبالنتيجة لم يعد للمنظمة دور لا في الداخل ولا في الخارج ولا بين الاصدقاء ولا امام الاعداء، وذلك بالطبع اثر سلبا على دور منظمة التحرير وهو ما اخطأت به حركة فتح بشكل واضح وربما غير مقصود وتحصد اليوم ثماره غير الناضجة.

نتائج الانتخابات التشريعية الثانية دقت ناقوس الخطر، صحيح ان المتنفذين في السلطة اي في حركة فتح لا يزالون غير قادرين على استيعاب ما كان، وغير قادرين على ادراك ان لا شيء يدوم >لو دامت لغيرك ما وصلت اليك< وان الايام دول، وبالتالي لا بأس من الادارة والاستيعاب ولأنه بغير ذلك لا يمكن وبالمطلق ان نعود الى المقدمة، ومع ذلك لا بد من ان نقول وان نكرر القول، اخطأنا في امتزاجنا بالسلطة ومشاكلها وتبعاتها، وحملنا اوزارها، ودافعنا بالطول والعرض عن انتكاساتها في كل الميادين، فاصابنا الغرور، وتحولنا الى فرق وجماعات وعصبيات وقبائل، وخلعنا ثوب الحرب بخيوطه وجماله وادائه وقواعده، حق ان الكثير منا لا يريد لأحد سواه ان يكون في الميدان، ولذلك انفض القوم وانطلق الكثير باحثا عن الذات كمثل غيره، وذلك حق وان اخطأ.

وعلى الجانب الآخر على ما يبدو فان حركة حماس قد بهرها ما كان وطاب لها وقبلت التحدي وذلك خير، ولكن على ما يبدو فان ما كان سابقا لا يزال يتخلل العقول ويسيطر على الافكار، وربما على الاغلب الاعتقاد بأن الجماهير التي اختارت رافضة للمنظمة وفي قناعتي ان ذلك غير صحيح واعتقاد خاطىء، لأن مجرد الدخول في هذا الميدان، هو من خلال منظمة التحرير والسلطة الوطنية ومشوارها قد لا نختلف عليها ومن ذلك بالطبع استمرارية اعضاء اللجنة التنفيذية في مواقعهم حتى اليوم، وهو ما جلب الى الاسماع والابصار، عدم القبول، ولعلي هنا اتفق مع الأخ/ محمد ياغي في مقالته المعنونة في صحيفة الأيام >عفوا، من هم اعضاء اللجنة التنفيذية< وذلك يوم 23/3/2006، ولا نختلف مع احد وبالطبع مع حركة حماس على ضرورة التغيير والتجديد والاصلاح والتفعيل ودون انتقائية >مدمرة< كما وصفها الأخ/ اشرف العجرمي في مقالته في صحيفة الايام بنفس التاريخ السابق، على اعتبار ان مجرد دخول الانتخابات وتحقيق الفوز اصبح الاعضاء في التشريعي جميعهم اعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني، وبالتالي في اطار منظمة التحرير الفلسطينية التي لا بد من العمل على اعادة الصياغة والتفعيل والتأكيد على انها المرجعية والمظلة وفق البيان الحكومي للأخ/ اسماعيل هنية، رئيس الوزراء.

وحتى تعود لمنظمة التحرير الفلسطينية مكانتها، ورونقها، لا بد من الاتفاق اولا على اننا جميعا نعمل في اطار منظمة التحرير، الخيمة والعنوان والمرجعية، واننا نتفق ونختلف في رحابها، وانها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني داخل وخارج الوطن، وان هذه المنظمة بحاجة ماسة للتفعيل والتحديث والتغيير والاصلاح.

وحتى يتحقق ذلك وفي القريب ان شاء الله لا بد تسخين الماكينة الاعلامية التنظيمية في كل من حركة فتح، وحركة حماس من اجل تعديل الصورة واللغة والمفردات، وأن نعمل معا ومع القوى الأخرى القديمة وما يمكن ان يأتي جديدا، وربما اعادة التحالفات على اسس وقواعد جديدة، فالمباراة في العمل السياسي لا اعتقد انها ذات جدوى، وانما الجدوى في التكامل، ولا يكون ذلك الا بالحوار، واستمرار الحوار، لأن دوام الحوار لا بد وان يقودنا الى الاقتراب ومن ثم الى الائتلاف، وبخاصة ان هناك اوجه شبه كبيرة وكثيرة بين حركتي فتح وحماس، وأنهما الاقرب الى التمثيل المشترك وفق الكثير من القواسم المشتركة التي قد نعالجها في مقالة اخرى بشيء من الوضوح.

وختاما..

لسنا بحاجة الى اعادة التأسيس، فالمنظمة قائمة ومستمرة، وقادرة على العطاء والتأثير، ولكنها بحق بحاجة الى التغيير والتجديد والوقوف بحزم امام الاصرار على الهيمنة والأبدية واقصاء الأجيال، وبخاصة في ظل الافكار الحديثة الداعية الى التعددية والديمقراطية والتغيير والاصلاح والانفتاح على الآخر على طريق مستقبل واعد. وبذلك نقترب من الطريق الى الحرية والاستقلال.

عضو المجلس الوطني - استاذ الاعلام والاتصال
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف