الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تساقط المبادئ بقلم : نصر عبد العزيز أبو معيلق

تاريخ النشر : 2006-04-07
تـــســـــــــــــــاقــط المــــــــــبادئ

بقلم / نصر عبد العزيز أبو معيلق

لا يمكن لشخص أن ينتظر عام أو اثنان حتى يقراً نظرية حماس في السلطة ، والكثير يقول ننتظر ونري ما يحدث ؟ وكيف ستتصرف حماس بعد تسلم السلطة ؟ ولكن السؤال هل تتخلي حماس عن مبادئها التي طالما سمعها الشعب واًنتخبت علي أساسها ؟ وهل تتساقط مبادئ الحركة الواحد تلو الآخر بداعي الحاجة السياسية ؟ أم ستطبق هذه المباديء ولن تقبل حماس التنازل ؟.

نشأت حماس علي أنها حركة عقائدية تتخذ من الدين منهج تسير عليه، أي أنها محكومه للشرع الإسلامي وليست لقوانين وضعية ، ومن الطبيعي أن لا فرق بين حماس كحركة وحماس كسلطة سواء كان ذلك في اعتناق العقيدة أو تطبيقها ، وترفع حماس شعارات ومباديء صعبة التطبيق في حال وجودها في السلطة ، ولابد لها أن تنظر إلي واقع الأمر ، فأي ثورة أو سلطة مقاومه تحتاج إلي جماهير تلتف حولها ، وهذا متوفر لحماس كحركة وسلطة ، وتحتاج لعمق إقليمي ، ولا اعتقد أن هذا متوفر ، إلا إذا اعتبرنا إيران وسوريا وحزب الله والأردن وباقي الدول العربية والإسلامية عمق حماس والسلطة ، وهذا العمق يعرف الجميع انه لا يحمي نفسه ويطلب الرضا الاميركي ولا يحصل عليه ، وغالبا ما يكتفي بالشجب والاستنكار ، ولم اسمع منذ احتلال فلسطين عام 1948 أن الجيوش العربية والإسلامية تحركت لتحرير فلسطين إلا في الخطب والأزمات ، ويمكن لهذا العمق دعم حماس كحركة ، أما كسلطة فلا يمكنه دعمها إلا إذا وافقت إن تكون ورقة في يدها ، مثل ورقة العراق الآن في يد إيران ، وتحتاج كذلك إلي حاضنة دوليه ، حتى تستطيع دعمها علي الساحة الدولية وهذا لا يتوفر منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وأصبح العالم يحكمه قطب واحد ، لهذا يجب أن نضع الحقيقة أمام أعيننا ونتصرف علي أساسها ، وبهذا وصلنا إلي نقطه واحده أن اسلمة القضية غير ممكن في المدى القريب أو المتوسط في ظل الوضع العربي والإسلامي ، وتعريب و أسلمة القضية قد سقط منذ أمد بعيد ولم يعد احد يراهن عليه ، ومن الصعب بعث الأموات ، ولا يمكن حتى للعراق الذي احتل بدعم عربي وإسلامي أن يراهن علي دول وحكومات هي مسيرة لا مخيره وشعوبها غالبيتها مغيبه وتعاقبها حكوماتها في حال فكرت بالمقاومة ضد الاحتلال في العراق أو أفغانستان ، فماذا سيحدث لو فكرت في فلسطين ؟؟؟ .

وهناك مبدأ أتمني أن يطبق لأنه الحل للوصول للتحرير ، وهو مبدأ الإسلام هو الحل ، ونحن نعلم أن حل قضيتنا لا يأتي إلا من خلال الإسلام ، ولا يختلف علي هذا أي مسلم ، وهذا المبدأ يجب أن يطبق حتى نحول الشعب إلي شعب يطبق تعاليم الشريعة ، أو اضعف الإيمان وقف علمنة الشارع الفلسطيني ومؤسساته ، وإذا لم يتم ذلك فما الفرق بين حماس والأحزاب الأخرى، الذي يطرح الحرية الفردية أو الشخصية ، وإذا بقيت مؤسساتنا وجامعاتنا ومدارسنا كما هي عليه فما فائدة المباديء التي نضعها ، أم هي مباديء للكسب الجماهيري ، وربما سيقولون الأمر ليس بأيدينا فبيد من إذن أميركا وإسرائيل ، وربما لم يحن الوقت فننتظر مجلس تشريعي وحكومة جديدة ، أو بناء قاعدة إسلامية ثم ننطلق أم ماهو السبب في عدم طرح أي فكرة لو بسيطة عن إمكانية تطبيق الدين وسمعنا من بعض القادة إن هذا اختياري ولن نجبر احد ، وهل هذا يتماش مع مبدأ الإسلام هو الحل ؟؟.

والنقطة الاخري التي أود أن يجيب عليها احد ، لماذا أوقفت حماس المقاومة ؟؟ وربما يقول واحد أنها لم توقفها ، وفي الحقيقة إن حماس لم تطلق أي طلقة من أيلول الماضي حتى اليوم أي شهور طويلة ، مع أنكم كنتم تنتظرون انتهاء التهدئة المجانية التي أعطيت لإسرائيل وبدون مقابل ، و نسمع يوميا تصريحات قادة حماس أننا لن نترك المقاومة وهي عنواننا للرد علي جرائم إسرائيل وإننا لسنا طلاب مناصب وما شابه من أقوال ، ونسمع عن إحصائيات للخروقات الإسرائيلية فما فائدة أن تحصيها حماس ، لعرضها علي المجتمع الدولي لينصفكم كما أنصف من قبلكم ؟؟ أم لترد عليها في الوقت المناسب ؟ ولماذا وقفت المقاومة ؟ هل هي استراحة مقاتل ؟ أم تكتيك ؟ أم إعادة ترتيب ؟ أم اكتفاء بهذا القدر من المقاومة ؟ أو اكتفاء بما وصلنا إليه ؟ ، مع أن الفصائل جمعيا وطنية وإسلامية لا تزال تمارس كل أشكال المقاومة باستثناء حماس ، والاعتداءات علي الشعب لم تتوقف ، والتطور الوحيد الذي حدث في حماس بعد الانتخابات أنها باتت تكبر في المساجد عند استشهاد اى مقاوم بدلا من اختصار ذلك علي أبنائها في السابق .

وكلنا نعلم أن مبدأ حماس هو تحرير فلسطين من البحر إلي النهر ، وانتم تقولون أن هذا لن يأتي إلا بالجهاد ، فلماذا وقف الجهاد ؟ ، والغريب إننا سمعنا فجأة بطرح كلمة هدنة ولا اعلم هل تشبه الهدنة المرحلية ؟أم أن هناك اختلاف ؟ أم الأول لفظ إسلامي والثاني علماني ، أم الفرق من يطرح الهدنة ومن يطرح المرحلية ؟ ولكن المصيبة أن الهدنة أو المرحلية تنحي مبدأ من البحر إلي النهر جانبا لو لفترة من الزمن ويعطي اليهود حق في تملك فلسطين 48 ، وحسب الشرع الإسلامي فان كل فلسطين محرمة علي اليهود ، وأرضها وقف إسلامي ، وهنا تأتي قضية اللاجئين وسمعت عن رفضكم التنازل عن حق اللاجئين ، ولكن أين يعود اللاجئين ، والآن يوجد في فلسطين أكثر من خمسة مليون يهودي ، ولم يكن اليهود حتى النكبة يملكوا شيء ، واللاجئين الفلسطينيين حوالي أربعة ملايين وكانوا يملكون كل شيء ، فهل سنأخذ كل أملاكنا ؟ أم سنأخذ جزء ونعوض عن الأخر ؟ وهذا حرام ، أم سنأخذ مليارات الدولارات ونتنازل وننسي القضية ؟ وإسرائيل لن تقبل العودة ، ويمكن أن توافق علي التعويض ،لان عودتنا انتهاء للدولة اليهودية ، وفي النهاية الصراع سيتواصل ولن يقف باتفاق أم بدون ، فلماذا الخوض في قضايا خاسرة وانتم تعلموا أنكم لن تحققوا شيء يرضي الله ، ولهذا نتساءل ماهو الحل المبني علي الهدنة ؟ وعندما يقول أحدكم لم تقدم لنا إسرائيل شيء ، فهل يعني ذلك أنكم ستوافقون علي أراضي 67 وانتهي الموضوع ، وماذا تنتظروا أن يقدم عدوكم ، وأين ذهب من البحر إلي النهر ،يمكن أن يُرحل للأجيال القادمة ، والأفضل أن تُرحل القضية كلها للأجيال القادمة ، وإذا كان كذلك فما الفرق بينكم وبين من سبقوكم ؟ الفرق الستار وطرق إلقاء الخطب ، والديكور الخارجي ؟ أم ماذا ؟؟ ، و إذا كنتم لا تستطيعون اًسلمة الشعب الفلسطيني ولا تعريب واًسلمة القضية أذن ماذا انتم فاعلون بالسيطرة علي الحكم ؟؟؟

وهناك كثير من الأسئلة التي يجب طرحها لنفهم رد الشرع الإسلامي عليها ، ومنها مثلا جواز حكم المراُة ومشاركتها في تشريع القوانين ، فعندما تتسلم امرأة وزارة فهل هذا حكم أم غير ذلك ؟ وجواز استلام المسيحي وزارة واشتراكه في تشريع القوانين ، أم أن هذه من باب الضرورات ، وأنا فعلا لا اعلم فأريد أن يفتي لي احد من فقهاء الإسلام .

ولدي سؤال أخر ، هل كان هناك تنسيق فلسطيني - إسرائيلي لتأجيل تسلم الحكومة مهام أعمالها إلي ما بعد الانتخابات الإسرائيلية حتى لا نؤثر علي الناخب الإسرائيلي ويفوز عدد اكبر من اليمين الإسرائيلي ، وإذا حدث ذلك فهذه مصيبة ، وإذا علمت حماس فهذه مصيبة أخري ، وإذا لم تعلم فهذه مصائب ، ولكن أليس غريبا أن يؤجل تسليم حماس الحكومة شهرين كاملين من أخر يناير إلي أخر شهر مارس ، ربما تساًل حماس نفسها عن السبب ؟؟

وبعد هذا أود أن انصح الأخوة في حماس ، بان الحل تعرفوه من القراًن ، ولا تغيروا مبادئكم ، وانتخبكم الناس علي شعار المقاومة والإسلام هو الحل وفلسطين عربية إسلامية من البحر إلي النهر ورفض التنسيق الأمني والازدهار الاقتصادي ، ولم ينتخبكم علي الهدنة أو المرحلية ، وقبل الانتخابات تعلمون أننا ضعفاء وسلاحنا بسيط وإيماننا قوي بالله ، ومحاصرون من كافة الاتجاهات ولم يمدنا احد لا بالرجال ولا بالسلاح منذ عهد الأتراك ، وصبرنا وسنصبر ، ولكن تبقي قضيتنا علي ما هي عليه ، دون تفريط أو تنازل أو تسليم ،أفضل مليون مره من حل لا يرضي الله ، ومن مات منا شهيد في سبيل الله ومن عاش فهو مرابط ، حتى يبعث الله لنا بمن يخلصنا .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف