الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

برنامج حماس من المقاومة الى الصبر مفتاح الفرج بقلم: حسن نورالدين

تاريخ النشر : 2006-04-06
برنامج حماس ، من المقاومة الى "الصبر مفتاح الفرج"

حسن نورالدين

يبدو الأفق السياسي و النضالي مسدودا تماما امام حماس كحركة و حكومة في ذات الوقت ،و التصريحات و المواقف التي يدلي بها قادة الحركة اليوم تتراوح ما بين التخبط و عدم وضوح الرؤية ، و بين الانجرار ، الواعي او غير الواعي ، نحو تسهيل مهمة اولمرت و حكومته القادمة لتنفيذ مخططاتها في الفصل الاحادي و ترسيم الحدود من جانب واحد ،و هي تصريحات و مواقف تعكس بوضوح حالة الانسداد السياسي و النضالي التي اشرنا اليها...

الموقف الأكثر تعبيرا عن هذه الحالة في الآونة الأخيرة جاء من خالد مشعل ، حين صرح من الكويت أن شعبنا ليس أمامه في هذه المرحلة سوى "الصبر الى أن يأتيه الفرج"!! ...

و غني عن القول ان مثل هذا النمط من التفكير انما يصلح لربات البيوت و ختايرة القرى الفلسطينية اكثر مما يصلح لقائد حركة سياسية رئيسية ، ناهيك عن ان يكون قائدا لشعب ، مطلوب منه ان يضع استراتيجيات و خططا تكفل الخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه القضية الفلسطينية ، و تتجاوز منطق "انتظار غودو" الغيبي الذي يطرحه علينا مشعل و الكثير من منظري حركة حماس و قادتها و كتابها الصحفيون في هذه الايام...

واقع الأمر ان حركة حماس كانت سببا رئيسيا في ايصال نفسها و ايصال الحالة الفلسطينية عموما الى هذا المستوى من الانسداد و المآزق السياسية ،فلقد أصرت الحركة ذات يوم على انتهاج أسلوب مغامر و متهور في العمل العسكري المقاوم من خلال الاصرار على سياسة "المقاومة بكل أشكالها" و "في كل زمان و مكان" ، رافضة كل الدعوات المخلصة من اجل ترشيد المقاومة و حصرها ضد الجنود و المستوطنين في الاراضي المحتلة عام 67 بما يكفل زيادة فعاليتها و جدواها في الوصول الى الاهداف المرحلية لشعبنا في تحرير الضفة و قطاع غزة و اقامة دولته المستقلة عليهما ،و كانت الحسابات السياسية الخاصة و معايير المكاسب الفصائلية الفئوية الضيقة هي التي تتحكم في سلوك حماس و مواقفها في هذا الشأن آنذاك ...

اذ انه و بالرغم من كل التطورات الدولية التي كانت تحتّم اعادة النظر في أساليب العمل العسكري ، خصوصا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ، و بالرغم من المخاطر التي شكلتها بعض اشكال العمليات التي مارستها حماس على وجود السلطة الوطنية و مؤسسات الشعب الفلسطيني و مكتسباته ، الا ان حماس تجاهلت كل هذه المعطيات و مضت في سياسة و نهج لم يكن له اي مردود ايجابي او مجدي على الشعب الفلسطيني و قضيته ، بقدر ما سمح لها بزيادة شعبيتها و توسيع نفوذها المحلي و الاقليمي ، على حساب مصالح شعبنا...

اليوم تجد حماس نفسها غير قادرة على مواصلة هذه السياسة التي اتبعتها في الماضي ، و الاسوأ من ذلك أنها تحاول الضغط على الفصائل الفلسطينية الأخرى من أجل ايقاف عمليات المقاومة المسلحة ، و أن منظري الحركة و قادتها قد انتبهوا فجأة الى أهمية ما باتوا يسمونه "المقاومة الشعبية السلمية" و حصر العمل المسلح في مواجهة الاجتياحات الصهيونية (و ليس حتى في اراضي 67 ضد الجنود و المستوطنين على ما كانت فتح و ما زالت تطالب) ،اضافة الى نغمة مراعاة التوقيت و اسلوب الرد على الاعتداءات الاسرائيلية ، على ما صرح به سعيد صيام منذ ايام ، و هي مفاهيم كانت حماس (و صيام نفسه) اول من يعارضها و يستهزىء بها في الماضي !!...

و بالترافق مع انسداد افق المقاومة و العمل المسلح امام حماس ، فان الافق السياسي أمامها مسدود أيضا ، و القيود الآيديولوجية التي تكبل الحركة نفسها بها تمنعها من التقدم باتجاه اطلاق عملية سياسية حقيقية على أساس مبدأ "دولتين لشعبين" بما يضع اسرائيل امام مسؤولياتها امام المجتمع الدولي و بما يؤدي في النهاية الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل...

هنا نجد حماس امام انسداد سياسي و انسداد نضالي مقاومي ، و ما صنع هذا و ذاك انما هو عوامل تنظيمية و سياسية خاصة بحركة حماس ، ناتجة عن طبيعتها التنظيمية و ادارتها للصراع وفق معايير تضع المصالح الحزبية الخاصة قبل المصلحة الوطنية العامة ،غير ان المشكلة الاكبر ان حماس لا تبدو معنية بالخروج من حالة الانسداد السياسي و النضالي هذه ، بقدر ما تحاول فقط التأقلم معها و التعايش مع شروطها في انتظار تبدل الاحوال ، و هذا ما عبر عنه تصريح مشعل الاخير الذي لم يتحدث فيه عن "المقاومة" كسبيل للخروج من المأزق الحالي ، و لا عن المفاوضات كخيار بديل ... كلا .. فقد تحدث فقط عن "الصبر" الى حين تبدل الاوضاع بما يسمح "بالفرج" !!...

ان حماس بمثل هذه التصريحات و المواقف انما تعلن عن عجزها و افلاسها ،و تؤكد التحليلات التي رأت ان وجودها في قيادة الشعب الفلسطيني سوف يجر الى حالة من الجمود السياسي و النضالي تؤدي الى واقع من اللاسلم و اللا حرب ،و هذه في الواقع افضل حالة يمكن ان تتمناها اسرائيل من اجل تمرير خططها للفصل الاحادي بهدوء و دون تهديد من المقاومة من جانب ، و بذريعة عدم وجود شريك تفاوضي بحكم رفض حماس للمفاوضات على اسس الشرعية الدولية من جانب آخر ..

ان حماس مطالبة بتقديم تصور واضح و رؤية متكاملة للخروج من مأزق الجمود السياسي و النضالي الذي يشكل حالة مثالية لتمرير خطط اولمرت و حزب كاديما ،

و هذا التصور ينبغي ان يتجاوز منطق "الصبر مفتاح الفرج" الذي يطرحه علينا مشعل !...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف