الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مرحى لأسود المقاومة بقلم: عبد النبي حجازي

تاريخ النشر : 2006-04-06
مرحــى لأسود المقاومة

عبد النبي حجازي

سأل هارون الرشيد (أبانواس) : "كيف يكون العذرُ أقبحَ من ذنب ؟" فاستغفله أبو نواس ؛ أمسكه من يده وشدها وقبّلها ، فانتفض الرشيد غاضباً : "ويلك !" قال النواسي : "عفواً يامولاي ظننتك الست زبيدة" فاحتدّ الرشيد وأوشك أن يبطش به . قال النواسي بمكر: "أنت يامولاي سألتني عن عذر أقبح من ذنب"

أما (الآنسة) كونداليزا رايس الأنيقة الصارمة فقد اضطرتْ أن تدافع عن العدوان الأمريكي على العراق عندما ثارت المظاهرات في منطقة ليفربول بانكلترا تندد بها واعتذرت بقلب يعتصر حناناً على العراقيين (منذ عهد صدام) قائلة : إننا ارتكبنا آلاف الأخطاء التكتيكية لكن استيراتيجيتنا صحيحة وهي لصالح الشعب العراقي وللتاريخ .

ويتساءل المرء :

أتُرى الآنسة رايس جاهلة أم (غبية) وهي التي تحمل شهادة الدكتوراه في الاستيراتيجية العالمية . أم أنها تستغبي المخاطَبين (بفتح الطاء) بدءاً من ليفربول وحتى أقاصي العالم ؟

وهل زاغت أبصار المحافظين الجدد واختلطت عليهم الأمور بعد أن تورطوا في العراق فقابلوا المظاهرات التي تثور ضدهم في شتى الأصقاع بالكذب المرة إثر المرة ، حتى انسفحت هيبتهم تحت الأقدام ، وهبطت أصوات الرئيس دبليو بوش عند الشعب الأمريكي إلى ما تحت الرُّكَب ؟

أَبَلَغتْ قلة الحياء بالآنسة رايس و(الأخطاءُ التكتيكية) في العراق هي قتلُ عشرات الآلاف ، وتشريد الملايين ، وتمزيق الأوطان ، وإثارة النعرات الطائفية ، وتدمير البنى التحتية والمعالم الحضارية ، واختلال الأمن ، وسقوط القتلى الأبرياء ، ونشر الدعارة ، والاعتماد على الجواسيس والخونة وارتكاب الفظائع في (غوانتينامو) و(أبو غريب) والإصرار على وصم من يدافعون عن أوطانهم بالإراهبيين ، وانتشار الفوضى واللصوصية وقد نهب المرتزقة في جيوشهم ملايين الدولارات (حسب ما صرحت به وسائل الإعلام ـ وبخاصة الأمريكية ـ) ؟

وتطير الآنسة رايس برفقة وزير الخارجية البريطانية جاك سترو إلى بغداد . يلومان العراقيين على تأخيرهم ثلاثة أشهر ونصف الشهر في اختيار مسؤوليهم ، ويحثّان على الإسراع ويعلنان ـ ببراءة ـ أن العراقيين وحدهم أصحاب القرار ـ وكأن الانتخابات لم تجرِ تحت بنادقهم ـ يستعجلون عهداً جديداً يخفّف عنهم وطأة التورط في هذا الغزو الظالم .

إن تاريخ أمريكا ملطّخ بأبشع أنواع الجريمة والذبح بدم بارد ، كإلقاء قنبلتين ذريتين عل اليابان ، ومحاولة تدمير فييتنام وسحق الشعب الفييتنامي ... ولماذا نذهب بعيداً ؟

هاهي لبنان وزبانيتهم يتنحنحون حوالي لارسن يستلهمونه المشورة والتوجيه لتحييد حزب الله والارتماء في أحضان إسرائيل .

وهاهي فلسطين ، وإسرائيل (رسولتهم الدائمة إلينا) التي تبنّوها وبادلوها حباً بحب وهاجساً بهاجس في لقاء المصالح (الاستيراتيجية) تطغى ، وعلى أيديهم قامت بتشريد الملايين من الفلسطينيين ، وأقامت المستوطنات على أنقاض البيوت المدمرة ، ومزارع البرتقال والليمون المنتزعة من رحم الأرض ..

إن المحتلين المصابين بالصمم كهؤلاء لا يجوز أن يُخاطَبوا إلا بمثل مايخاطبهم أسود المقاومة : (حزب الله ، وحماس ، والمقاومة العراقية) وهنا لابدّ من توجيه تحية الحب والتقدير إليهم جميعاً وقد أثبتوا حنكة في السياسة كما أثبتوها في ساح القتال . أثبتوا أنهم أحفاد خالد بن الوليد ، وسيف الدولة الحمداني ، وصلاح الدين الأيوبي ، ونور الدين الشهيد ، وعبد القادر الجزائري ، وعبد الحميد بن باديس . أثبتوا أنهم قادرون أن يمسكوا زمام التاريخ .

أثبتوا أنهم الصوت (النشاز !) في هذا الزمن العربي الصعب ؛ زمن (كامب ديفيد) و(وادي عربة) و(أوسلو) و(الكثير الكثير من اللقاءات المتسربة والخفية والمعلنة) زمن التباهي بالخيانة ، وخفض الرؤوس ؛ زمن التخاذل والاستسلام ، زمن استفراد إسرائيل بعرب تهافتو عليها فدفع أنور السادات حياته ثمناً لها ، ثم دفع عرفات حياته على أيدي من سجنوه ، وغيّبوه في المستشفى في فرنسا .

سامحكم الله أيها المقاومون . كل شيء إلا الفضائح . صحيح أنكم لممتم آهات الثكالى والمفجوعين ، وأنات الأسرى ، وجبرتم الكسور ، ونكأتم الجروح .. لكنكم ذكرتمونا بقسوة بماقاله الشاعر العراقي (معروف الرصافي) في أواسط القرن الماضي في تصديه للاستعمار البريطاني وضيق صدره من السُّبات العربي (آنذاك !) :

ياقومُ لا تتكلمــوا إن الكلام محرمُ

ناموا ولا تستيقظـوا مافاز إلا النوّم

إن قيل إن نهارَكـم ليلٌ فقولوا مظلم

أو قيل هذا شَهْدكم مرٌّ ، فقولوا علقمُ

أو قيلَ إن بلادكـم ياقوم سوف تقسمُ

فتحمَّدوا وتشكّروا وترنّحوا وترنّموا

ذكرتمونا بما قاله المتنبي :

مَنْ يهُنْ يسهلِ الهوانُ عليه مالجرح بميّت إيـــلامُ

لقد كنتمُ المثال الحيّ لأبناء فلسطين الذين قُدِّرَ لهم منذ ثلاثينات القرن الماضي أن يناطحوا الصخر برؤوس أصلب من الصخر ، لمن قدموا القرابين لأمة هبّ أبناؤها لنجدتهم فأصابهم ماقال الشاعر المصري حافظ إبراهيم :

لاتلمْ كفي إذا السيفُ نبا صحّ مني العزم والدهرُ أبى

لكنّ مَنْ أبى ليس الدهر وإنما أبناء الدهر .

حياكم الله وأنتم البُشرى ، والطليعة ، والقدوة ، بعد أن كدنا نستبدل الشعار القديم "سنلقي إسرائيل بالبحر" بشعار جديد هو " نخشى أن تلقينا إسرائيل بالبحر" وجعلتمونا نحلم أن يرجم كل من الـ (312) مليون عربي إسرائيل بحجر واحد كما فعل أطفال الحجارة الذين دافعوا عن الكرامة العربية . ولعل أبرز مقررات مؤتمر القمة في الخرطوم أنه أيّدكم ، وأعلن عن تآزره معكم ، رغم كلّ ماقيل فيه .

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف