في بيتنا راقصة
جاءت ذكرى وفات المطرب عبد الحليم حافظ وفي أي وقت جاءت ؟ في وقت ضاع فيه الفن الأصيل حيث تحول الفن من فن الأصالة إلى فن الخلاعة . ذلك الفن الذي جعل العديد من الكتاب والنقاد يبكون على أطلال الفن العربي الأصيل . فهذا الأستاذ عبد الوهاب المسيري صاحب موسوعته اليهود واليهودية والصهيونية التي أصبحت بديلاً عن اسمه يكتب في النقد الثقافي للفن ولكن نقد يحمل صبغة تاريخية ويميل المسيري إلى تقسيم الإنسان والظواهر إلى صنفين أولهما مركب والثاني أحادي البعد ويرى أن الاغاني العربية كانت مركبة ومتنوعة حتى لو تضمنت ايحاءات ورموزا جنسية فان الكلمة المجردة تمنح مسافة للخيال في حين "تؤكد أغاني الفيديو كليب جانبا واحدا هو الجانب الجنسي. فالراقصات الحسناوات لا يتركن أي مجال لخيال المشاهد, الصورة حسية ومباشرة ولا تترك مجالا للعقل أن يتأمل".
إن الفيديو كليب يقدم الرقص باعتباره شيئا طبيعيا وجزءا من الحياة اليومية وبدل من أن نذهب الى الكباريهات (الملاهي) لنشاهد الرقص الجنسي الصارخ جاء هو الينا ولعل هذا ما حققه شريف صبري في أغنية روبي الاولى (انت عارف ليه) حين ظهرت تسير في الشارع بشكل عادي جدا ببدلة الرقص ثم ظهرت بملابس عادية واستمرت في نفس الرقص البلدي".
وظهرت علينا روبي في أدوار قصيرة بأفلام منها (سكوت هنصور) ليوسف شاهين العام 2001 قبل أن تظهر في أغان مصورة ثم أخرج لها صبري عام 2004 فيلم (7 ورقات كوتشينة) لكنه لم يحقق نجاحا فنيا أو تجاريا.ويرى موسيقيون أن روبي للفرجة فقط وليست الإستماع والغريب من حصولها في العام 2004 على المركز الاول في استفتاء قال إن أم كلثوم حصلت فيه على المركز التاسع!
لقد أصبح الرقص فن أيل وعريق وتوابل للترويج الفني في وقت كان يطلق على الراقصات النوريات والعوالم .
وقدمت الراقصة المصرية لوسي أغنية (يا مغير حالي) من أدائها الصوتي والجسدي عام 2004 لكنها لم تحظ بنجاح.
إن الخطر العظيم في الوصول لعملية التطبيع الرقصي أي تحول راقصة الفيديو كليب إلى جزء من حياتنا اليومية وربما قدوة يقتدى بها أو مثل أعلى يحتذى". خاصة وان الفيديو كليب يهدف أساسا إلى تحقيق "متعة جنسية ولذا فهي متعة بسيطة أحادية تستبعد عالم الموسيقى والطرب وجمال الطبيعة.الفيديو كليب بتركيزه على هذا الجانب وحده يسهم في تصعيد السعار الجنسي.إن تصعيد الشهوات الجنسية مرتبط تماما بتصعيد الشهوات الاستهلاكية.
إن الفيديو كليب يختزل الأنثى والإنسان عموما إلى بعد واحد هو جسده فيصبح الجسد هو المصدر الوحيد لهويته وهي هوية ذات بعد واحد لا أبعاد لها ولا تنوع فيها...أغنية روبي (ليه بيداري كده) إعلان أن الفتاة إنها ما هي إلا جسد متحرك لذيذ. إنها في نهاية الأمر مفعول به.
فهل هذه هي حرية المرأة وحقوقها بتحويلها من كائن منتج إلى كائن مختزل؟ لماذا لم تتحرك حركات تحرير المرأة لامتهان الأنثى بهذه الطريقة".
كأن أن هناك رسالة موجهة تقول أن أكبر تحد للثوابت والعقل هو الجسد".لأن الجسد أصبح معيار الحداثة والتقدم .
فليرحموا عبد الحليم والذى اسعدنا بفنه ومازال قادر على إستكمال هذه المهمة ثم يرحموا المشاهد العربى الذى لم يعد يحتمل رؤية مزيد من المآسى فيكفيه ما يعانيه .
بقلم / سيد رحمي
جاءت ذكرى وفات المطرب عبد الحليم حافظ وفي أي وقت جاءت ؟ في وقت ضاع فيه الفن الأصيل حيث تحول الفن من فن الأصالة إلى فن الخلاعة . ذلك الفن الذي جعل العديد من الكتاب والنقاد يبكون على أطلال الفن العربي الأصيل . فهذا الأستاذ عبد الوهاب المسيري صاحب موسوعته اليهود واليهودية والصهيونية التي أصبحت بديلاً عن اسمه يكتب في النقد الثقافي للفن ولكن نقد يحمل صبغة تاريخية ويميل المسيري إلى تقسيم الإنسان والظواهر إلى صنفين أولهما مركب والثاني أحادي البعد ويرى أن الاغاني العربية كانت مركبة ومتنوعة حتى لو تضمنت ايحاءات ورموزا جنسية فان الكلمة المجردة تمنح مسافة للخيال في حين "تؤكد أغاني الفيديو كليب جانبا واحدا هو الجانب الجنسي. فالراقصات الحسناوات لا يتركن أي مجال لخيال المشاهد, الصورة حسية ومباشرة ولا تترك مجالا للعقل أن يتأمل".
إن الفيديو كليب يقدم الرقص باعتباره شيئا طبيعيا وجزءا من الحياة اليومية وبدل من أن نذهب الى الكباريهات (الملاهي) لنشاهد الرقص الجنسي الصارخ جاء هو الينا ولعل هذا ما حققه شريف صبري في أغنية روبي الاولى (انت عارف ليه) حين ظهرت تسير في الشارع بشكل عادي جدا ببدلة الرقص ثم ظهرت بملابس عادية واستمرت في نفس الرقص البلدي".
وظهرت علينا روبي في أدوار قصيرة بأفلام منها (سكوت هنصور) ليوسف شاهين العام 2001 قبل أن تظهر في أغان مصورة ثم أخرج لها صبري عام 2004 فيلم (7 ورقات كوتشينة) لكنه لم يحقق نجاحا فنيا أو تجاريا.ويرى موسيقيون أن روبي للفرجة فقط وليست الإستماع والغريب من حصولها في العام 2004 على المركز الاول في استفتاء قال إن أم كلثوم حصلت فيه على المركز التاسع!
لقد أصبح الرقص فن أيل وعريق وتوابل للترويج الفني في وقت كان يطلق على الراقصات النوريات والعوالم .
وقدمت الراقصة المصرية لوسي أغنية (يا مغير حالي) من أدائها الصوتي والجسدي عام 2004 لكنها لم تحظ بنجاح.
إن الخطر العظيم في الوصول لعملية التطبيع الرقصي أي تحول راقصة الفيديو كليب إلى جزء من حياتنا اليومية وربما قدوة يقتدى بها أو مثل أعلى يحتذى". خاصة وان الفيديو كليب يهدف أساسا إلى تحقيق "متعة جنسية ولذا فهي متعة بسيطة أحادية تستبعد عالم الموسيقى والطرب وجمال الطبيعة.الفيديو كليب بتركيزه على هذا الجانب وحده يسهم في تصعيد السعار الجنسي.إن تصعيد الشهوات الجنسية مرتبط تماما بتصعيد الشهوات الاستهلاكية.
إن الفيديو كليب يختزل الأنثى والإنسان عموما إلى بعد واحد هو جسده فيصبح الجسد هو المصدر الوحيد لهويته وهي هوية ذات بعد واحد لا أبعاد لها ولا تنوع فيها...أغنية روبي (ليه بيداري كده) إعلان أن الفتاة إنها ما هي إلا جسد متحرك لذيذ. إنها في نهاية الأمر مفعول به.
فهل هذه هي حرية المرأة وحقوقها بتحويلها من كائن منتج إلى كائن مختزل؟ لماذا لم تتحرك حركات تحرير المرأة لامتهان الأنثى بهذه الطريقة".
كأن أن هناك رسالة موجهة تقول أن أكبر تحد للثوابت والعقل هو الجسد".لأن الجسد أصبح معيار الحداثة والتقدم .
فليرحموا عبد الحليم والذى اسعدنا بفنه ومازال قادر على إستكمال هذه المهمة ثم يرحموا المشاهد العربى الذى لم يعد يحتمل رؤية مزيد من المآسى فيكفيه ما يعانيه .
بقلم / سيد رحمي