
تحديات الشعوذة السياسية!!
محمود الهباش
التحديات الحقيقية والخطيرة التي يواجهها العقل العربي المعاصر، والتي أفرزها وكرسها واقع النظرات الأحادية المتخلفة، والسلوكيات الممسوخة المنحرفة، والصخب الفكري المفزع، والشعوذة السياسية المجردة من القيم والأخلاق، تلزمنا، وفاء للحق وانتصارًا للحقيقة، أن نعمد إلى التركيز فيما نكتب، أو في معظمه على الأقل، على مفاصل محددة قد تبدو من باب البدائه والمسلمات، لكنها لشدة تأثيرها في تشكيل وتوجيه الوعي الجماعي للأمة والتفاعل معه، تجعلنا مضطرين إلى أن نعيد ونكرر القول فيها مرة بعد مرة، وكلما حانت لنا مناسبة لذلك، لنضمن عرض الأفكار التي تتضمنها هذه الكتابات أمام المتلقي من زواياها المختلفة، وبذلك لا نترك الساحة للمشعوذين الذين يدعون احتكار الحق والحقيقة، أو للجهلة الذين يفتون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، فيضلون ويُضلون.
الأفكار والكلمات مهما كانت بسيطة فإنها تحمل قدرًا ما من طاقة التوجيه والتأثير في العقول والنفوس، وهذه العقول وتلك النفوس إنما هي جوهر الوجود الإنساني، وهي في حقيقتها كالآنية؛ إن تركتها فلم تملأها بالخير الذي يوافق فطرتها التي فطرها الله عليها، فإنها تمتلئ شرًا وخبثًا يمكن أن يجعلها أداة طيعة في أيدي أولئك المشعوذين الذين يحترفون فن الضلال والإضلال، فإما أن تتيه في صحراء الضلال والوهم، أو تتحول إلى مسوخ مدمرة تفرغ طاقتها في بذر الشرور والانحرافات العقلية والروحية والسلوكية، وتحول حياتنا بذلك إلى ما يشبه المستنقع الآسن الذي لا يرجى منه نفع، ولا يؤمن منه ضر.
لذلك فلا مناص أمام دعاة الخير والإصلاح سوى وصل الليل بالنهار، وبذل كل جهد مستطاع من أجل استنقاذ وعي الأمة من محترفي الشعوذة، سواء من أعدائنا أو حتى من بعض بني جلدتنا، الذين يتلاعبون بالألفاظ والكلمات من أجل مسخ العقول والضمائر، وإسقاط الجماهير في دوامة الانحراف الفكري والتيه السياسي، ليحافظوا بذلك على امتيازات تافهة، لا تساوي لدى أصحاب القيم والهمم العالية جناح بعوضة، فنجدهم، لفرط سخفهم وانحرافهم، يقلبون الحق باطلاً والباطل حقًا، فيحلون ويحرمون وفقًا للهوى والمزاج، ويغيرون المواقف وفقًا لتغير المواقع، وربما بأسهل مما يغير أحدهم حذاءه، ظنًا منهم أن بإمكانهم خداع كل الناس كل الوقت، وإن هذا لعمري هو ظن الأغبياء.
بعض هؤلاء المشعوذين السياسيين يجهدون في حمى الانتخابات، أية انتخابات، في بذل الوعود الكبيرة والصغيرة، الممكنة والمستحيلة، الواقعية والخيالية على حد سواء، من أجل استقطاب الرأي العام، واتخاذه جسرًا يوصل إلى الفوز، حتى إذا ما تحقق لهم مرادهم، ودانت لهم المرحلة بكلها أو بعضها، قلبوا للجماهير ظهر المجن، وخرجوا من فلكها بكل فظاظة المنافقين، متسلحين بشيء من دبلوماسية الألفاظ المطاطة حمالة الأوجه، للتحلل من تلك الوعود التي سبق وقطعوها على أنفسهم، بانتظار جولة أخرى من الانتخابات يعيدون فيها ارتداء أقنعة السماحة، ورسم الابتسامات الصفراء على وجوههم، واجترار نفس الوعود التي لم يصدقوا من قبل في واحد منها، وربما يستطيعون خداع بعض الناس من جديد، لتعود ريما على عادتها القديمة، وهكذا دوليك!!
من سيقف في وجه هؤلاء المشعوذين إن لم يكن أهل الفكر ودعاة الإصلاح، ومن سيفضح أكاذيبهم إلا أهل الصدق وعشاق الحقيقة، ومن سيحمي الجماهير من ضلالهم وإضلالهم إلا الذين هدى الله قلوبهم وأنار عقولهم، حتى لو امتلك دهاقنة الشعوذة السياسية كل وسائل التأثير المادية والمعنوية، لأن الحق في النهاية أبلج، ولابد له من الانتصار.
[email protected]
محمود الهباش
التحديات الحقيقية والخطيرة التي يواجهها العقل العربي المعاصر، والتي أفرزها وكرسها واقع النظرات الأحادية المتخلفة، والسلوكيات الممسوخة المنحرفة، والصخب الفكري المفزع، والشعوذة السياسية المجردة من القيم والأخلاق، تلزمنا، وفاء للحق وانتصارًا للحقيقة، أن نعمد إلى التركيز فيما نكتب، أو في معظمه على الأقل، على مفاصل محددة قد تبدو من باب البدائه والمسلمات، لكنها لشدة تأثيرها في تشكيل وتوجيه الوعي الجماعي للأمة والتفاعل معه، تجعلنا مضطرين إلى أن نعيد ونكرر القول فيها مرة بعد مرة، وكلما حانت لنا مناسبة لذلك، لنضمن عرض الأفكار التي تتضمنها هذه الكتابات أمام المتلقي من زواياها المختلفة، وبذلك لا نترك الساحة للمشعوذين الذين يدعون احتكار الحق والحقيقة، أو للجهلة الذين يفتون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، فيضلون ويُضلون.
الأفكار والكلمات مهما كانت بسيطة فإنها تحمل قدرًا ما من طاقة التوجيه والتأثير في العقول والنفوس، وهذه العقول وتلك النفوس إنما هي جوهر الوجود الإنساني، وهي في حقيقتها كالآنية؛ إن تركتها فلم تملأها بالخير الذي يوافق فطرتها التي فطرها الله عليها، فإنها تمتلئ شرًا وخبثًا يمكن أن يجعلها أداة طيعة في أيدي أولئك المشعوذين الذين يحترفون فن الضلال والإضلال، فإما أن تتيه في صحراء الضلال والوهم، أو تتحول إلى مسوخ مدمرة تفرغ طاقتها في بذر الشرور والانحرافات العقلية والروحية والسلوكية، وتحول حياتنا بذلك إلى ما يشبه المستنقع الآسن الذي لا يرجى منه نفع، ولا يؤمن منه ضر.
لذلك فلا مناص أمام دعاة الخير والإصلاح سوى وصل الليل بالنهار، وبذل كل جهد مستطاع من أجل استنقاذ وعي الأمة من محترفي الشعوذة، سواء من أعدائنا أو حتى من بعض بني جلدتنا، الذين يتلاعبون بالألفاظ والكلمات من أجل مسخ العقول والضمائر، وإسقاط الجماهير في دوامة الانحراف الفكري والتيه السياسي، ليحافظوا بذلك على امتيازات تافهة، لا تساوي لدى أصحاب القيم والهمم العالية جناح بعوضة، فنجدهم، لفرط سخفهم وانحرافهم، يقلبون الحق باطلاً والباطل حقًا، فيحلون ويحرمون وفقًا للهوى والمزاج، ويغيرون المواقف وفقًا لتغير المواقع، وربما بأسهل مما يغير أحدهم حذاءه، ظنًا منهم أن بإمكانهم خداع كل الناس كل الوقت، وإن هذا لعمري هو ظن الأغبياء.
بعض هؤلاء المشعوذين السياسيين يجهدون في حمى الانتخابات، أية انتخابات، في بذل الوعود الكبيرة والصغيرة، الممكنة والمستحيلة، الواقعية والخيالية على حد سواء، من أجل استقطاب الرأي العام، واتخاذه جسرًا يوصل إلى الفوز، حتى إذا ما تحقق لهم مرادهم، ودانت لهم المرحلة بكلها أو بعضها، قلبوا للجماهير ظهر المجن، وخرجوا من فلكها بكل فظاظة المنافقين، متسلحين بشيء من دبلوماسية الألفاظ المطاطة حمالة الأوجه، للتحلل من تلك الوعود التي سبق وقطعوها على أنفسهم، بانتظار جولة أخرى من الانتخابات يعيدون فيها ارتداء أقنعة السماحة، ورسم الابتسامات الصفراء على وجوههم، واجترار نفس الوعود التي لم يصدقوا من قبل في واحد منها، وربما يستطيعون خداع بعض الناس من جديد، لتعود ريما على عادتها القديمة، وهكذا دوليك!!
من سيقف في وجه هؤلاء المشعوذين إن لم يكن أهل الفكر ودعاة الإصلاح، ومن سيفضح أكاذيبهم إلا أهل الصدق وعشاق الحقيقة، ومن سيحمي الجماهير من ضلالهم وإضلالهم إلا الذين هدى الله قلوبهم وأنار عقولهم، حتى لو امتلك دهاقنة الشعوذة السياسية كل وسائل التأثير المادية والمعنوية، لأن الحق في النهاية أبلج، ولابد له من الانتصار.
[email protected]