المقاومة في الموشور الأمريكي
المقاومة هي حالة من الدفاع الذاتي عن كينونة الشخص ووجوديته ضد كل ما يتهدد هذا المفهوم الوجودي للإنسان أو للجماعة التي ينتمي إليها.
المقاومة هي امتداد وجودي للكائن الحي تكون بأبسط الأشكال وبشكل غريزي فالحياة غريزة والدفاع عنها ضد أي خطر يهدد هذه الحياة ينضوي تحت لوائها، نلاحظ أن المقاومة توجد مع وجود الحياة أينما وجدت للمحافظة عليها ضد أي خطر يهددها (وحيد الخلية – النبات- الحيوان- الإنسان) فتأخذ الطابع الغريزي في أبسط أشكالها وتمتد إلى أكثر من ذلك في أرفع مستوياتها عند الإنسان لتأخذ المقاومة أشكال نضالية في مجابهة ما يتهدد المفهوم الوجودي له، وذلك وفقاً لمنحى الخطر الذي يهدد هذا المفهوم.
لا نستطيع أن ننكر فكرة المقاومة والتشبث بالوجود على أحد إذ لا يستطيع الصياد الافتراض بواجب أن لا تبدي الفريسة أي مقاومة تجاهه، كما ولا يمكن أن نثبت حق اللص بعدم مجابهته في حال أراد السرقة. (فكيف تفترض أمريكا حقها بوجوب عدم مقاومتها في استعمارها للعراق)، كما ولا يمكننا أن ننكر حق الفرد في الدفاع عن الجماعة التي ينتمي إليها ضد أي خطر يهدد قيام هذه الجماعة أو المجتمع..
سبق وذكرنا أن حق المقاومة هو حق مشروع ضد الخطر المهدد لوجود المقاوم، فمن أعطى أمريكا الحق في شن الحرب على العراق واستعمارها بداعي تحرير الشعب، ولكن مماذا تحرره؟
من الحكم الاستبدادي! أم من الاستغلال الاقتصادي! أو لعلها أرادت أن تحرره من وجوده ومن تراثه وفكره..؟!!!
وبعد ما رأيناه جميعاً من سياسات قمعية يقوم بها الاحتلال الأنكلو- أمريكي، نرى رفض فكرة المقاومة العراقية واستنكار أي مقاومة عربية في العراق بإدعاء الاحتلال أن كل مقاومة هي عبارة إرهاب ضد وجودها.
لكن ما الإرهاب؟
الإرهاب هو زعزعة الشعب الآمن وتهديد أمنه واستقراره بأي شكل من أشكال التهديد لأمنه واستقراره.
فكيف تبيح أمريكا لنفسها زعزعة المجتمع العراقي أولاً ومن ثم المجتمع العربي وتهدد أمنه وترهبه وتستنكر أي رد فعل في مقابل هذا التهديد؟
وكيف تبيح لنفسها أن تقطع آلاف الأميال للدفاع عن حقوق الشعب العراقي ونصرته وفقاً لمفهومها في حين تستنكر أن يأتي مواطن عربي من أي بلد عربي مجاور للعراق وتربطه روابط وثقة مع الشعب العراقي، ليقف في وجه ما يتهدد هذا الشعب من أخطار وإرهاب. فتسمي احتلالها للعراق حقاً مشروعاً بداعي الدفاعاً عن الشعب العراقي وتسمي أي مقاومة لهذا الاحتلال بالإرهاب. كيف تنعكس صورة المقاومة في الموشور الأمريكي وكيف تختلط الأوزان في ميزانها ليصبح رزوح الشعب العراقي تحت هيمنتها نصرة له، وتكتسب المشروعية باحتلال أرضه وإرهابه بسلاحها في حين تدعو أي مقاومة لهذه الهيمنة بالإرهاب والمقاومين بالإرهابيين.
وكيف تستطيع أن تتفهم قيام جندي أمريكي بالموت وهدر دمائه في معركة لا هي معركته ولا هي دفاعاً عن وجوده، ولا تستطيع أن تتفهم قيام أي عراقي أو عربي بالاستشهاد في سبيل أرضه وكرامته في معركة هي معركة الوجود بالنسبة له.
وأنا بدوري كمواطن عربي لا أستطيع أن أتفهم هذا الفهم الأمريكي للإنسان وأصبحت أشك في أنه عاقل ويتمتع بالتفكير لأنه على ما يبدو فإن الغربي عاجز عن الوصول إلى فكرة المقاومة الأقل بداهة في الفكر، وعلى ما يبدو بأنه على درجة عالية من الغباء بشكل لا يصدق مما يتيح للساسة الأمريكيين السيطرة على عقولهم وتفكيرهم لدرجة اقتيادهم كالقطيع تجاه أهواء الساسة.
ولا يمكنني أن أتفهم كيف يتعذر عليَّ الدفاع عن أرض عربية ضد همجية الاحتلال الأمريكي أو الصهيوني دون اتهامي بالإرهاب في حين أكون قمت بالدفاع عن حق مشروع لي بل وحق غريزي من أساسيات الحياة.
وأنا أطالب كل من يصم المقاومة بالإرهاب أن يقدم شروح مفصلة يبرهن فيها على فكرته حول إرهاب المقاوم عن حقه في الحياة.
(وفقاً للمنظور الأمريكي يجب أن تتعدل قوانين القضاء ليصبح بإمكان السارق الإدعاء على أصحاب الملكية في حال تعرضوا له أو مانعوا سرقته لهم).
(كما ويجب أن تتغير قوانين الطبيعة لتقف العصافير منتظرة لنا أن نطلق النار عليها، ففرارها من وجهنا يعتبر إرهاب وقد نصم العصافير في المستقبل بالطيور الشرسة المتوحشة).
نبهان السيد
[email protected]
المقاومة هي حالة من الدفاع الذاتي عن كينونة الشخص ووجوديته ضد كل ما يتهدد هذا المفهوم الوجودي للإنسان أو للجماعة التي ينتمي إليها.
المقاومة هي امتداد وجودي للكائن الحي تكون بأبسط الأشكال وبشكل غريزي فالحياة غريزة والدفاع عنها ضد أي خطر يهدد هذه الحياة ينضوي تحت لوائها، نلاحظ أن المقاومة توجد مع وجود الحياة أينما وجدت للمحافظة عليها ضد أي خطر يهددها (وحيد الخلية – النبات- الحيوان- الإنسان) فتأخذ الطابع الغريزي في أبسط أشكالها وتمتد إلى أكثر من ذلك في أرفع مستوياتها عند الإنسان لتأخذ المقاومة أشكال نضالية في مجابهة ما يتهدد المفهوم الوجودي له، وذلك وفقاً لمنحى الخطر الذي يهدد هذا المفهوم.
لا نستطيع أن ننكر فكرة المقاومة والتشبث بالوجود على أحد إذ لا يستطيع الصياد الافتراض بواجب أن لا تبدي الفريسة أي مقاومة تجاهه، كما ولا يمكن أن نثبت حق اللص بعدم مجابهته في حال أراد السرقة. (فكيف تفترض أمريكا حقها بوجوب عدم مقاومتها في استعمارها للعراق)، كما ولا يمكننا أن ننكر حق الفرد في الدفاع عن الجماعة التي ينتمي إليها ضد أي خطر يهدد قيام هذه الجماعة أو المجتمع..
سبق وذكرنا أن حق المقاومة هو حق مشروع ضد الخطر المهدد لوجود المقاوم، فمن أعطى أمريكا الحق في شن الحرب على العراق واستعمارها بداعي تحرير الشعب، ولكن مماذا تحرره؟
من الحكم الاستبدادي! أم من الاستغلال الاقتصادي! أو لعلها أرادت أن تحرره من وجوده ومن تراثه وفكره..؟!!!
وبعد ما رأيناه جميعاً من سياسات قمعية يقوم بها الاحتلال الأنكلو- أمريكي، نرى رفض فكرة المقاومة العراقية واستنكار أي مقاومة عربية في العراق بإدعاء الاحتلال أن كل مقاومة هي عبارة إرهاب ضد وجودها.
لكن ما الإرهاب؟
الإرهاب هو زعزعة الشعب الآمن وتهديد أمنه واستقراره بأي شكل من أشكال التهديد لأمنه واستقراره.
فكيف تبيح أمريكا لنفسها زعزعة المجتمع العراقي أولاً ومن ثم المجتمع العربي وتهدد أمنه وترهبه وتستنكر أي رد فعل في مقابل هذا التهديد؟
وكيف تبيح لنفسها أن تقطع آلاف الأميال للدفاع عن حقوق الشعب العراقي ونصرته وفقاً لمفهومها في حين تستنكر أن يأتي مواطن عربي من أي بلد عربي مجاور للعراق وتربطه روابط وثقة مع الشعب العراقي، ليقف في وجه ما يتهدد هذا الشعب من أخطار وإرهاب. فتسمي احتلالها للعراق حقاً مشروعاً بداعي الدفاعاً عن الشعب العراقي وتسمي أي مقاومة لهذا الاحتلال بالإرهاب. كيف تنعكس صورة المقاومة في الموشور الأمريكي وكيف تختلط الأوزان في ميزانها ليصبح رزوح الشعب العراقي تحت هيمنتها نصرة له، وتكتسب المشروعية باحتلال أرضه وإرهابه بسلاحها في حين تدعو أي مقاومة لهذه الهيمنة بالإرهاب والمقاومين بالإرهابيين.
وكيف تستطيع أن تتفهم قيام جندي أمريكي بالموت وهدر دمائه في معركة لا هي معركته ولا هي دفاعاً عن وجوده، ولا تستطيع أن تتفهم قيام أي عراقي أو عربي بالاستشهاد في سبيل أرضه وكرامته في معركة هي معركة الوجود بالنسبة له.
وأنا بدوري كمواطن عربي لا أستطيع أن أتفهم هذا الفهم الأمريكي للإنسان وأصبحت أشك في أنه عاقل ويتمتع بالتفكير لأنه على ما يبدو فإن الغربي عاجز عن الوصول إلى فكرة المقاومة الأقل بداهة في الفكر، وعلى ما يبدو بأنه على درجة عالية من الغباء بشكل لا يصدق مما يتيح للساسة الأمريكيين السيطرة على عقولهم وتفكيرهم لدرجة اقتيادهم كالقطيع تجاه أهواء الساسة.
ولا يمكنني أن أتفهم كيف يتعذر عليَّ الدفاع عن أرض عربية ضد همجية الاحتلال الأمريكي أو الصهيوني دون اتهامي بالإرهاب في حين أكون قمت بالدفاع عن حق مشروع لي بل وحق غريزي من أساسيات الحياة.
وأنا أطالب كل من يصم المقاومة بالإرهاب أن يقدم شروح مفصلة يبرهن فيها على فكرته حول إرهاب المقاوم عن حقه في الحياة.
(وفقاً للمنظور الأمريكي يجب أن تتعدل قوانين القضاء ليصبح بإمكان السارق الإدعاء على أصحاب الملكية في حال تعرضوا له أو مانعوا سرقته لهم).
(كما ويجب أن تتغير قوانين الطبيعة لتقف العصافير منتظرة لنا أن نطلق النار عليها، ففرارها من وجهنا يعتبر إرهاب وقد نصم العصافير في المستقبل بالطيور الشرسة المتوحشة).
نبهان السيد
[email protected]