الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عقلية الغيتّو بقلم: د. شاكر مطلق ( حمص - سورية )

تاريخ النشر : 2006-04-03
عقـلية " الغيتّو "

د. شاكر مطلق

شاهدت ، منذ أيام ، على شاشة إحدى القنوات العربية المعروفة ، فلماً وثائقياً عن الحواجز التي أقامها العدو الصهيوني على أرض غزة والضفة الغربية ... وعن كيفية التعامل مع المواطن الفلسطيني الذي يلهث وراء عمله ورزقه أو يسعى جاهداً الوصول إلى قريب أو طبيب أو مدرسة وعمل ، وشاهدت معاملة لا يمكن أن توصف إلاّ باحتقار كل ما يمت إلى الإنسان والإنسانية بصلة ، وإلى حقوقه وما يعرفه المجتمع الدولي عن معاهدات تنظم العلاقات تحت الاحتلال وتمنع الكثير من الذي تقوم ( إسرائيل ) بتطبيقه على الأرض ، دون اكتراث ودون احتجاج دولي يؤدي إلى تغيير هذا الوضع المأساويّ المهين والمشين ، ليس للجلادين فقط وإنما لما يسمى بمؤسـسات الحفاظ على الشرعية الدولية وحقوق الإنسان المعترف بها والمتفق عليها منذ " ابن الخطّاب" مروراً بالثورة الفرنسية والبلشفيّة ...ووصولا إلى منجزات عصر التنوير وعصر الحاسوب والفضاء .

قبل عدة عقود من الآن ، وكنت يومها طالباً للطب في جامعات ألمانيا الاتحادية ( الغربية سابقاً ) ، اطلعت على بعض معتقلات ( الجِستابو ) – الشرطة السّرية للنظام النازي - ، التي لم يزجوا فيها باليهود فحسب – كما يحاولون إيهام العالم – وإنما بغيرهم من البشر أيضاً كالغجر والشيوعيين المعارضين الألمان وأسرى الحرب من الروس والبولونيين وغيرهم من رعايا الدول الشرقية – غالباً - .

لقد آلمني وراعني ما رأيت يومها– غير أن هذا أصبح في خبر كان بعد أن شاهدت – على الشاشة الصغيرة طبعاً – حواجز ( إسرائيل ) وجدار عارها – وكان الألمان في الغرب يطلقون على " جدار برلين " الممتد لمئات الكيلومترات – هذا الاسم ( شاندْ ماوَرْ ) ، الذي شهدت شخصياً يوم بنائه مصادفةً وأنا في برلين ليلة 13/8/1961 كما شاهدت يوم سقوطه أيضاً هناك بتاريخ 9/11/1989 ، جدار العار والموت هذا كلف العديد من حياة من حاول تجاوزه وتفنن في ذلك ، غير أن جدار ( إسرائيل ) هذا ونقاط عبورها وتفتيشها ، تفوق ذلك جهنمية وقهراً لا سيما وإن التطور التقني ، غير الموجود هناك يومها ، أصبح يشتغل بكامل طاقته .

على مقربة من العيادة العينية التي عملت فيها يوماً بمدينة ( ترير ) على نهر ( الموزل ) الشهير بزراعة الكرمة وبنبيذه الأبيض ، التي جاءت بها جيوش الرومان الغازية إلى هناك ، في هذه المدينة القديمة ولد ( كارل ماركس ) – اسمه الحقيقي " ليفي " - وفيها متحف مكرس له _ وفيها ( الغيتّو ) – المعـتَزل – اليهودي ، وهو لا يختلف كثيراً عن غيره من المعتزلات الأخرى لأصحاب مهن معينة في أبنية العصور الوسطى الضيقة والمعزولة ، هذه الأماكن التي تخلق لدى سكانها ما أسميه " بعقلية الاعتزال والخوف من كل غريب " التي وصلت ذروتها في عقول المجتمع العسكري الصهيوني ، الذي يعيش هاجس الأمن بشكل هستيري مبالغ فيه ويخشى الاحتكاك بالأغراب إلى ( غوييم ) الذين لا يجلبون له سوى الشر ، وفي ( التوراة ) الكثير حول الموضوع ، وحثهم في سلبه وقتله وقتل حيواناته ... إلخ الأمر الذي نراه في فلسطين المحتلة على أرض الواقع ، من قلع أشجار الفلسطينيين وسرقة تربة الأرض وتسميم مصادر المياه والبشر ... إلخ وبخاصة الآن لدى مستوطني قطاع غزة قبل رحيلهم المرتقب الشهر القادم( آب 2005 ) .

أتساؤل صادقاً إن كان بإمكان مثل هذا الكائن وبهذه العقلية أن يفهم حقوق البشر الذين يعيشون تحت قمعه واحتلاله البغيض وسرقتهم أرضه وتاريخه وآثاره وثقافته وكل ما يملك ، وأن يفهموا لماذا يقوم هذا الشاب أو ذلك بتفجير نفسه وما هي الأسباب وراء ذلك ؟

أشك في أن يفهموا هذا ، ناهيك عن فهمهم لحق البشر في الدفاع عن الأرض والشرف والإنسان حتى الشهادة والاستشهاد .

-----------------------



E-Mail:[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف