حتى لا ننسى:
جريمة المستنصرية 1/4/1980
الدكتور: فاضل بدران
اليوم هو الثاني من نيسان 2006 .. وقبل ستة وعشرون عامأ من الآن و الساعة العاشرة صباحاً إنطلقت مسيرة تشييع شهداء الجامعة المستنصرية اللذيَن أستشهدا نتيجة رمي قنبلتين يدويتين على تجمعٍ طلابي كانا فيه صباح اليوم السابق (1/نيسان/1980)، توجهَ موكب الشهيدين يسبقهما جوق موسيقى الجيش مع عددٍ من الطلائع (أحد تنظيمات إتحاد الشباب) .. وتوجه الموكب من بوابة الجامعة المستنصرية –حيث أستُشهِدا- الى ساحة الكشافة الواقعة في منطقة الكسرة –والتي لاتبعد سوى كيلومترين عن الجامعة- .. كُنا لازلنا مذهولين مما حدث.. فهي المرّة الاولى التي تتعرض فيها جامعة وفي وضح النهار الى هجوم بالاسلحة.. خاصةً وأن الطلبة كانوا يحتفلون بإنعقاد مؤتمر طلابي حول مسألةٍ إقتصادية.. والشهيدين كانوا طالب وطالبة.. وبسبب مقتل المجرم الذي رمى القنبلتين لم يكن أحد يعلم الفاعل أو الفاعلين.. لكننا كُنا نعتقد –غير جازمين- انها إيران.. وذلك بسبب التوتر في العلاقات بين العراق وإيران خلال تلك الفترة.. لكن لا أحد كان يعتقد بذلك بشكلٍ جازم..
وبعد أن قطع الموكب نصف المسافة الى ساحة الكشافة.. وحينما كانت مقدمة الموكب قرب أكاديمية الفنون الجميلة –كلية الفنون الجميلة- سمعنا أصوات إنفجارات وبدأ الموكب يندفع في شتى الاتجاهات –وكنت ومعي عدد من التدريسيين من جامعة بغداد وسط الموكب- مما جعلنا نرتطم بالمتراجعين او المندفعين الى الامام .. وبعد دقائق علمنا أن هناك من هاجمَ موكب الجنازة عند تقاطع الوزيرية وشارع كلية الاداب.. كما أعلمنا أحد الطلبة القادمين من موقع الهجوم أن هناك عدد من الشباب قد استشهدوا وجُرِحَ عدد كبير من موكب التشييع.. كما أنهُ ذكر أنّ المهاجمين يختبئون في احد البيوت في الوزيرية وأنهم مُحاصرين الآن..
ثمّ تلا ذلك إطلاق نيران متقابل وانتهت المواجهة خلال نصف ساعة.. وبسبب ما شكلهُ ذلك الهجوم من تحدي للأعراف وعدم إحترام لأبسط القواعد الدينية والاجتماعية والاخلاقية فقد قرر المشيعون استمرار الموكب –وكنا منهم- واستمر الموكب حتى انتهى الى ساحة الكشافة وألقيت هناك كلمات تدين الجهة الفاعلة .. وقد فوجئنا حينما أعلن أحد المتكلمين أن الهجوم الاخير قد قامَ بهِ مدرسون إيرانيون من المدرسة الايرانية في الوزيرية وأنهم وُجدوا مختبئين في دارهم المجاورة للمدرسة..
في اليوم التالي – أي في 3/4/1980- أعلنت التفاصيل، والتي ذكرت أنّ من قام برمي القنابل على التجمع الطلابي في الجامعة المستنصرية هو طالب ينتمي الى (حزب الدعوة) وهو من أصلٍ إيراني وأن إسمهُ هو (سمير نور علي غلام) وقد إعترفَ حزب الدعوة العميل بهذهِ العملية التي قادتها المخابرات الايرانية ونفذها عملائهم أعضاء حزب الدعوة.. وفيما يلي النص الذي نشرهُ حزب الدعوة العميل في موقعهِ على الانترنيت:
(قاد عملية المستنصرية بالهجوم بالقنابل اليدوية على قادة وجلاوزة النظام البعثي وعلى رأسهم المجرم طارق حنا عزيز والذين حضروا معه الى الجامعة المستنصرية بتاريخ 1/4/1980م ليحتفلوا بذكرى تأسيس حزبهم المشؤوم، وقد اسفرت العملية البطولية عن قتل وجرح عدد كبير من مرتزقة النظام البعثي وهم المجرم طارق حنا عزيز عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الوزراء، العميل محمد دبدب عضو قيادة فرع بغداد للحزب ورئيس المكتب التنفيذي للاتحاد اللاوطني، العميل علك عبد عضو قيادة فرع بغداد للحزب، العميل طاهر البكاء عضو قيادة شعبة في الحزب، العميلة خولة لفته عضوة قيادة شعبة في الحزب،العميل حسن حسين رئيس اتحاد طلبة منطقة الحكم الذاتي، العميل عواد صالح محمد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد في محافظة الموصل، العميل هشام محمد ثامر.
وقد سمي المجاهد سمير نور علي شهيداً أثناء المواجهة الساخنة التي جرت بينه وبين جلاوزة الأمن البعثي في الجامعة المستنصرية، بعد أن احال احتفال السلطة المجرمة إلى مأتم حقيقي. )
وعلى أثر هذهِ الحادثة وإعتراف عملاء إيران بها وإذاعة الخبر بالتفاصيل من الاذاعة الايرانية – وحسب مخطط المخابرات الايرانية- فقد قامَ المجاهد الاسير صدام حسين بزيارة الجامعة المستنصرية وتحدثَ في طلبتها واساتذتها وأقسم اليمين للأخذ بثار الشهداء.. ودعى الطلبة وأساتذتهم للإهتمام بدراستهم وتفويت الفرصة على أعداء العراق للنيل من استقرارهِ وتقدمهِ.. كل ذلك جرى ولم تكن هناك حرب أو حالة حربٍ بين العراق وإيران..
وكما ترون فإن المحاولات الايرانية للإيذاء لم تتوقف وما محاولة إغتيال الرئيس المجاهد صدام حسين في مدينة بلد إلا حلقة أخرى من حلقات تلك المؤامرة التي حققت الحلم الايراني بمشاركتهم أميركا بإحتلال العراق..
جريمة المستنصرية 1/4/1980
الدكتور: فاضل بدران
اليوم هو الثاني من نيسان 2006 .. وقبل ستة وعشرون عامأ من الآن و الساعة العاشرة صباحاً إنطلقت مسيرة تشييع شهداء الجامعة المستنصرية اللذيَن أستشهدا نتيجة رمي قنبلتين يدويتين على تجمعٍ طلابي كانا فيه صباح اليوم السابق (1/نيسان/1980)، توجهَ موكب الشهيدين يسبقهما جوق موسيقى الجيش مع عددٍ من الطلائع (أحد تنظيمات إتحاد الشباب) .. وتوجه الموكب من بوابة الجامعة المستنصرية –حيث أستُشهِدا- الى ساحة الكشافة الواقعة في منطقة الكسرة –والتي لاتبعد سوى كيلومترين عن الجامعة- .. كُنا لازلنا مذهولين مما حدث.. فهي المرّة الاولى التي تتعرض فيها جامعة وفي وضح النهار الى هجوم بالاسلحة.. خاصةً وأن الطلبة كانوا يحتفلون بإنعقاد مؤتمر طلابي حول مسألةٍ إقتصادية.. والشهيدين كانوا طالب وطالبة.. وبسبب مقتل المجرم الذي رمى القنبلتين لم يكن أحد يعلم الفاعل أو الفاعلين.. لكننا كُنا نعتقد –غير جازمين- انها إيران.. وذلك بسبب التوتر في العلاقات بين العراق وإيران خلال تلك الفترة.. لكن لا أحد كان يعتقد بذلك بشكلٍ جازم..
وبعد أن قطع الموكب نصف المسافة الى ساحة الكشافة.. وحينما كانت مقدمة الموكب قرب أكاديمية الفنون الجميلة –كلية الفنون الجميلة- سمعنا أصوات إنفجارات وبدأ الموكب يندفع في شتى الاتجاهات –وكنت ومعي عدد من التدريسيين من جامعة بغداد وسط الموكب- مما جعلنا نرتطم بالمتراجعين او المندفعين الى الامام .. وبعد دقائق علمنا أن هناك من هاجمَ موكب الجنازة عند تقاطع الوزيرية وشارع كلية الاداب.. كما أعلمنا أحد الطلبة القادمين من موقع الهجوم أن هناك عدد من الشباب قد استشهدوا وجُرِحَ عدد كبير من موكب التشييع.. كما أنهُ ذكر أنّ المهاجمين يختبئون في احد البيوت في الوزيرية وأنهم مُحاصرين الآن..
ثمّ تلا ذلك إطلاق نيران متقابل وانتهت المواجهة خلال نصف ساعة.. وبسبب ما شكلهُ ذلك الهجوم من تحدي للأعراف وعدم إحترام لأبسط القواعد الدينية والاجتماعية والاخلاقية فقد قرر المشيعون استمرار الموكب –وكنا منهم- واستمر الموكب حتى انتهى الى ساحة الكشافة وألقيت هناك كلمات تدين الجهة الفاعلة .. وقد فوجئنا حينما أعلن أحد المتكلمين أن الهجوم الاخير قد قامَ بهِ مدرسون إيرانيون من المدرسة الايرانية في الوزيرية وأنهم وُجدوا مختبئين في دارهم المجاورة للمدرسة..
في اليوم التالي – أي في 3/4/1980- أعلنت التفاصيل، والتي ذكرت أنّ من قام برمي القنابل على التجمع الطلابي في الجامعة المستنصرية هو طالب ينتمي الى (حزب الدعوة) وهو من أصلٍ إيراني وأن إسمهُ هو (سمير نور علي غلام) وقد إعترفَ حزب الدعوة العميل بهذهِ العملية التي قادتها المخابرات الايرانية ونفذها عملائهم أعضاء حزب الدعوة.. وفيما يلي النص الذي نشرهُ حزب الدعوة العميل في موقعهِ على الانترنيت:
(قاد عملية المستنصرية بالهجوم بالقنابل اليدوية على قادة وجلاوزة النظام البعثي وعلى رأسهم المجرم طارق حنا عزيز والذين حضروا معه الى الجامعة المستنصرية بتاريخ 1/4/1980م ليحتفلوا بذكرى تأسيس حزبهم المشؤوم، وقد اسفرت العملية البطولية عن قتل وجرح عدد كبير من مرتزقة النظام البعثي وهم المجرم طارق حنا عزيز عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الوزراء، العميل محمد دبدب عضو قيادة فرع بغداد للحزب ورئيس المكتب التنفيذي للاتحاد اللاوطني، العميل علك عبد عضو قيادة فرع بغداد للحزب، العميل طاهر البكاء عضو قيادة شعبة في الحزب، العميلة خولة لفته عضوة قيادة شعبة في الحزب،العميل حسن حسين رئيس اتحاد طلبة منطقة الحكم الذاتي، العميل عواد صالح محمد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد في محافظة الموصل، العميل هشام محمد ثامر.
وقد سمي المجاهد سمير نور علي شهيداً أثناء المواجهة الساخنة التي جرت بينه وبين جلاوزة الأمن البعثي في الجامعة المستنصرية، بعد أن احال احتفال السلطة المجرمة إلى مأتم حقيقي. )
وعلى أثر هذهِ الحادثة وإعتراف عملاء إيران بها وإذاعة الخبر بالتفاصيل من الاذاعة الايرانية – وحسب مخطط المخابرات الايرانية- فقد قامَ المجاهد الاسير صدام حسين بزيارة الجامعة المستنصرية وتحدثَ في طلبتها واساتذتها وأقسم اليمين للأخذ بثار الشهداء.. ودعى الطلبة وأساتذتهم للإهتمام بدراستهم وتفويت الفرصة على أعداء العراق للنيل من استقرارهِ وتقدمهِ.. كل ذلك جرى ولم تكن هناك حرب أو حالة حربٍ بين العراق وإيران..
وكما ترون فإن المحاولات الايرانية للإيذاء لم تتوقف وما محاولة إغتيال الرئيس المجاهد صدام حسين في مدينة بلد إلا حلقة أخرى من حلقات تلك المؤامرة التي حققت الحلم الايراني بمشاركتهم أميركا بإحتلال العراق..