الاحتلال ليس قدر العروبة بقلم:حسين راشد

الاحتلال ليس قدر العروبة



فيما هو طافح على السطح من ممارسات الإدارة الأمريكية وحليفتها إيران اللتان أوهمتا العالم أن بينهم صراع وأنهما غير متفاهمين و تناسوا البعض أن الجبهتان الأمريكية والإيرانية حينما قررا احتلال بغداد كانا معاً جنباً إلى جنب ويداً بيد والدليل قابع داخل الحزام الأخضر ببغداد

المنطقة الخضراء هل من جواب خير من هذا؟ .... من يسكنها ..؟ أليسوا من باعوا العراق احتلوا أراضيه ؟

أليست الحكومة العميلة التي تسمي نفسها حكومة العراق أغلبهم يتجنسون بالجنسية الإيرانية والأمريكية ؟ .. ألم تكن تعلم الإدارة الأمريكية هذا .. ألم يتعاونوا سويا للقضاء على النظام العراقي ؟

من يحكم العراق الآن؟

أليس الطالباني رئيسا وهو أحد قادة العصيان على الدولة العراقية ؟.

من هو عبد العزيز الحكيم و إبراهيم الجعفري ؟ أليسوا جماعة متطرفة دينيا وهم بحكم النظرة الأمريكية ( إرهابيين) بالإضافة إلى أنهم يمثلون تشكيل عصابي كان منذ البداية يمول إيرانيا لهدم العراق ونظامه؟



نعم قد يكون هناك بعض النقاط التي تتعارض بين إيران وأمريكا وهي النفوذ والسيادة على الأرض والتي وضحت من خلال الدعوة الأمريكية للحوار مع إيران بشأن العراق .. مما يعطينا مفهوم شكل الحكم في العراق .. الحكم الإيراني والنفوذ الإيراني ..

إيران تنظر لما بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق وتريد استعمار بل ضم العراق إليها كمحافظة شيعية تابعة للحكم الإيراني مما يرجعنا للنظرة السابقة التي سببت الحرب على العراق وهي قريبه إلى حد ما من الغزو العراقي للكويت وما تلاه ..

ولكن الآن بلا سند وثائقي .. فالكويت تاريخيا مرتبطة بالعراق . ولكن العراق تاريخيا هو دولة مستقلة بل كان مركز الحكم في الشرق الأوسط في مختلف العصور .. وآخرها ( دولة الخلافة الإسلامية)

أما أمريكا وهدفها الإستراتيجي في المنطقة وهو حماية ( إسرائيل) لحماية اقتصادها وتجارتها في الشرق الأوسط الذي يعد صمام أمنها الاقتصادي ومنبع خيراتها ومحور الارتكاز للدائرة الكبيرة ( الكرة الأرضية)

ومن ناحية أخرى فأمريكا بعد فشلها الذريع في الحرب على العراق أكتشفت حجمها الصغير جدا في التحدي والصمود أمام الجنود العراقيين الشرفاء الذين سطروا الملاحم ( درس للتاريخ) بأن الإنسان هو قاهر الآلة وليس العكس .. فالمعدات العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة باتت مهزومة وغير ذات قيمة أمام المقاتل العربي الشريف الذي لم يتوانى في الدفاع عن أرضه بكل الطرق ..

والمهم في هذه النقاط المبعثرة أن التحالف الإيراني الأمريكي الذي لا يزال قائم حتى الآن هو تحالف غير مجدي للطرفين وان الإدارة الأمريكية تحاول بكل السبل إزاحة ما رست قواعده في لعراق من الإيرانيين .. وسيشهد التاريخ على هذه الواقعة قريبا جدا .. فسوف تفاجأ الجميع بانسحابها الغير معلن كما فعلت من قبل في فلسطين ( سجن أريحا ) والذي كان التجربة للعملية الكبيرة ( العراق) فتدور الحرب الطاحنة بين الطوائف وبين العرب والفرس وتنقلب المنطقة إلى جحيم .

وما يؤكد مقولتنا ما تفعله إيران من مناورات في الخليج لإرهاب الدول الخليجية والقوات الأمريكية المتواجدة في مياهه .. ولتعلن للعرب عن قوتها واستعدادها للحرب ..

ولا أعتقد أنها ستمس الكيان الصهيوني بشيء فهم متفاهمون لأبعد مدى .. والكل ينتظر سقوط الآخر ليلتهمه منفردا ..

أما الإدارة الأمريكية والتي تلعب في الوقت الضائع .. فهي أمامها عامان .. حتى 2008 وهو موعد مغادرة بوش الابن للبيت الأبيض ..

كيف سيكون الوضع ؟

الآن الجميع يتخبط بما فيهم أمريكا وإيران .. فالكل لا يعلم إلى أين سينتهي الطريق . وستكون المفاجأة التي لم ينتظرها أحد ..

اللعبة الأمريكية واضحة لمن يريد أن يراها .. إرباك الأمن القومي العربي .. هز الثقة وربما محوها بين القادة والشعوب .. حالة من الفوضى تعم المنطقة .. يكفيهم هذا لينسحبوا ويأكل .. ولن يتبقى غير المنهكين الذين يمكن السيطرة عليهم ببساطة ..

إن سمة التناقض والتباين في المسألة الإيرانية الأمريكية ليس لغزا . لكنه عين الحقيقة .. في علم السياسة لا شيء غير وارد ..

وفي العلم العسكري .. عنصر المفاجأة وغير المتوقع هو الرابح دائما ..

ولكن هل سننتظر جميعا ونكتفي بأن نكون مشاهدين للوضع .. والكرة من ملعب أمريكا إلى ملعب إيران والهدف لأي منهما سيكون فينا نحن ..

هل سنظل بلا رأي خوفا من أن نحسب على اتجاه فيأتينا الآخر فينكل بنا والعكس؟

أم سنعلن موقفنا أننا لنا كيان مستقل .. نحن عرب .. نحن من له الحق في تحديد مصير أمتنا وليس الفرس وليس الروم الجديدة

ودائما للحديث بقية

حسين راشد

نائب رئيس حزب مصر الفتاة

www.husseinrashed.tk