
بانتظار نتائج التحقيق!!
محمود الهباش
السلاسة والهدوء الحضاري الذي تم بهما نقل وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية إلى حكومة حماس الفائزة في الانتخابات التشريعية، ومساحات التعاون القائم والمتوقع بين مؤسستي الرئاسة والحكومة، رغم حجم التباينات السياسية والفكرية بينهما، أوغر ولا شك صدور الإسرائيليين وأشباههم، الذين طالما عاشوا أضغاث أحلام جادت بها قريحتهم الشيطانية على خيالهم المريض، برؤية الفلسطينيين يسبحون في أنهار من دمائهم، التي تسفكها أسلحة الحرب الأهلية الحرام، التي بذلت إسرائيل وأدواتها الرخيصة في المجتمع الفلسطيني، جهودًا مضنية من أجل إشعال فتيلها الخبيث، الذي يوفر على دولة الاحتلال في حال حدوثه، لا قدر الله، عناء مواجهة النضال الفلسطيني الموحد، الذي يمكن أن يقض مضاجع المحتلين الذين يتربصون بنا الدوائر.
انطلاقًا من هذا فقط، أستطيع أن أقرأ الأحداث التي أنت تحتها غزة هاشم قبيل وبعيد صلاة الجمعة الماضية، بدءًا باستهداف المجاهد الشهيد أبو يوسف القوقا، القائد في المقاومة الشعبية، وانتهاء بشرارة الفتنة التي وقانا الله شرها، رغم ألم ما خسرناه من دماء بريئة سفكت دون أن تدري فيم قتلت، أو أن يعلم قاتلها فيم قتلها، مرورًا بحالة انعدام التوازن وفقدان التركيز التي قادت، تحت وقع صدمة الموقف، إلى توزيع الاتهامات والنعوت الخارجة عن كل قيمنا الحضارية، والتي كان يمكن أن تشكل متكئًا لنسج خيوط فتنة جديدة، لولا بقية من حكمة لدى جميع الاتجاهات، حتى تلك التي تسرعت بإلقاء التهم، قبل أن يفيء الجميع إلى أمر الله العزيز: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا".
لكن انحسار نار تلك الفتنة الخبيثة لا يعني زوال خطرها، فلا زالت نارها المقلقة تستعر تحت رماد التصريحات والإعلانات والقرارات التي قادت إلى انحسارها، وإن لم تنجح مع بالغ الحسرة والأسى في إخمادها كما ينبغي، خصوصًا مع تصاعد حدة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى إلقاء المجتمع الفلسطيني بأسره في أتونها الشيطاني المنتن، هذا المخطط الذي لا يكفي لمواجهته والانتصار عليه مجرد النوايا الحسنة، أو التصريحات والإعلانات المهذبة، بل يحتاج إلى خطة عملية مكافئة تحشد لها كل الطاقات والجهود المخلصة من جميع مكونات المجتمع الفلسطيني؛ السياسية والثقافية والإعلامية والشعبية، على قاعدة توزيع الأدوار وتكاملها، بدءًا بالمؤسسة الرسمية ممثلة في الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي والقضاء، وليس انتهاء بالقوى والأحزاب السياسية والمؤسسات الشعبية والإعلام، وبتعاون حقيقي من المواطن نفسه، لأن الخطر يتهدد الجميع، ولا يستثني منا أحدًا.
قد تكون الحكومة الجديدة قد نجحت نظريًا في هذا التحدي الأول الذي فرض نفسه عليها، بل لقد أحسنت بالفعل بإعلانها تشكيل لجنة تحقيق في هذه الأحداث، حسبما أعلن رئيس الوزراء ووزير الداخلية، لكن هذا النجاح لا يمكن أن يكون حقيقيَا دون كشف ملابسات اغتيال الشهيد أبو يوسف القوقا أولاً، وملابسات الصدامات المؤسفة التي أعقبت جريمة الاغتيال ثانيًا، ووضع الجميع في صورة هذه الملابسات، لكي يشعر المواطن بجدية الحكومة وأجهزتها المختلفة في ملاحقة كل ما يستهدف أمن الوطن والمواطن، الذي هو المهمة الأولى والكبيرة التي تقع على عاتق أية حكومة، وليس فقط حكومة حماس الراهنة، التي ننتظر منها نتيجة شافية وكاملة تكشف الحقيقة، وتشفي الصدور، ونرجو ألا يطول انتظارنا.
[email protected]
محمود الهباش
السلاسة والهدوء الحضاري الذي تم بهما نقل وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية إلى حكومة حماس الفائزة في الانتخابات التشريعية، ومساحات التعاون القائم والمتوقع بين مؤسستي الرئاسة والحكومة، رغم حجم التباينات السياسية والفكرية بينهما، أوغر ولا شك صدور الإسرائيليين وأشباههم، الذين طالما عاشوا أضغاث أحلام جادت بها قريحتهم الشيطانية على خيالهم المريض، برؤية الفلسطينيين يسبحون في أنهار من دمائهم، التي تسفكها أسلحة الحرب الأهلية الحرام، التي بذلت إسرائيل وأدواتها الرخيصة في المجتمع الفلسطيني، جهودًا مضنية من أجل إشعال فتيلها الخبيث، الذي يوفر على دولة الاحتلال في حال حدوثه، لا قدر الله، عناء مواجهة النضال الفلسطيني الموحد، الذي يمكن أن يقض مضاجع المحتلين الذين يتربصون بنا الدوائر.
انطلاقًا من هذا فقط، أستطيع أن أقرأ الأحداث التي أنت تحتها غزة هاشم قبيل وبعيد صلاة الجمعة الماضية، بدءًا باستهداف المجاهد الشهيد أبو يوسف القوقا، القائد في المقاومة الشعبية، وانتهاء بشرارة الفتنة التي وقانا الله شرها، رغم ألم ما خسرناه من دماء بريئة سفكت دون أن تدري فيم قتلت، أو أن يعلم قاتلها فيم قتلها، مرورًا بحالة انعدام التوازن وفقدان التركيز التي قادت، تحت وقع صدمة الموقف، إلى توزيع الاتهامات والنعوت الخارجة عن كل قيمنا الحضارية، والتي كان يمكن أن تشكل متكئًا لنسج خيوط فتنة جديدة، لولا بقية من حكمة لدى جميع الاتجاهات، حتى تلك التي تسرعت بإلقاء التهم، قبل أن يفيء الجميع إلى أمر الله العزيز: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا".
لكن انحسار نار تلك الفتنة الخبيثة لا يعني زوال خطرها، فلا زالت نارها المقلقة تستعر تحت رماد التصريحات والإعلانات والقرارات التي قادت إلى انحسارها، وإن لم تنجح مع بالغ الحسرة والأسى في إخمادها كما ينبغي، خصوصًا مع تصاعد حدة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى إلقاء المجتمع الفلسطيني بأسره في أتونها الشيطاني المنتن، هذا المخطط الذي لا يكفي لمواجهته والانتصار عليه مجرد النوايا الحسنة، أو التصريحات والإعلانات المهذبة، بل يحتاج إلى خطة عملية مكافئة تحشد لها كل الطاقات والجهود المخلصة من جميع مكونات المجتمع الفلسطيني؛ السياسية والثقافية والإعلامية والشعبية، على قاعدة توزيع الأدوار وتكاملها، بدءًا بالمؤسسة الرسمية ممثلة في الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي والقضاء، وليس انتهاء بالقوى والأحزاب السياسية والمؤسسات الشعبية والإعلام، وبتعاون حقيقي من المواطن نفسه، لأن الخطر يتهدد الجميع، ولا يستثني منا أحدًا.
قد تكون الحكومة الجديدة قد نجحت نظريًا في هذا التحدي الأول الذي فرض نفسه عليها، بل لقد أحسنت بالفعل بإعلانها تشكيل لجنة تحقيق في هذه الأحداث، حسبما أعلن رئيس الوزراء ووزير الداخلية، لكن هذا النجاح لا يمكن أن يكون حقيقيَا دون كشف ملابسات اغتيال الشهيد أبو يوسف القوقا أولاً، وملابسات الصدامات المؤسفة التي أعقبت جريمة الاغتيال ثانيًا، ووضع الجميع في صورة هذه الملابسات، لكي يشعر المواطن بجدية الحكومة وأجهزتها المختلفة في ملاحقة كل ما يستهدف أمن الوطن والمواطن، الذي هو المهمة الأولى والكبيرة التي تقع على عاتق أية حكومة، وليس فقط حكومة حماس الراهنة، التي ننتظر منها نتيجة شافية وكاملة تكشف الحقيقة، وتشفي الصدور، ونرجو ألا يطول انتظارنا.
[email protected]