
لماذا كل هذا التباكي على منظمة التحرير الفلسطينية
مما لا ريب فيه أن مؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية ولدت من رحم المعاناة الفلسطيني وهي وليدة مخاضات عسيرة للمحافل العربية والدولية انذاك. وبلا أدنى شك كذلك شكلت وما زالت الحاضنة للشتات الفلسطيني، وغيره الى اخر هذا الكلام الجميل والطيب عن هذه المنظمة،لكن ما يلفت النظر هذه الايام أننا نمر بجمعة مشمشية في الحديث عن هذا الجسم الفلسطيني الذي وصلت حالة التغني به درجة القداسة وحدود المحرمات.
يا سلام ويا عجب على هذا الحرص المبالغ فيه هذه الآونة.
الآن فقط تذكرنا أن المنظمة هي كل هذه التسميات والتوصيفات العظيمة التي تخطر على البال أو لاتخطر حتى أصبحت ترتقي الى مقام الجنة التي ما سمعت عنها أذن ولم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر.
لماذا فقط الآن التحدث بكل هذا الحرص على المنظمة، ألسنا نحن نفس البشر الذين أفرغناها من مضامينها النضالية عبر الصفقات في العقود الأربعة الفائتة؟ بل وأثقلنا حملها حتى ناءت بحملها.
والسؤال: من هي منظمة التحرير الفلسطينية،وأين هي ؟هل هي جسم غير مرئي؟ هل هي شئ هلامي؟ هل هي صحن طائر؟ هل هي جن؟ هل هي طائر السنونو< الوطواط أو أبو الزويغ> طبعا الاجابة كلا بل هي مجموعة الأفراد العاملين في مؤسساتها على اختلاف مسمياتها وعلى اختلاف وظائفهم في كل دوائرها وعلى مدار ألبعين سنة خلت.
الآن تذكرنا أن المنظمة هي الاطار الحاضن والشرعي والذي يجب ألا تتجاوزه أية كتلة سياسية الى آخر مايمكن أن تجود به عقليتنا العربية الموغلة في التصويف والترادفات الكلامية.
ألسنا نحن الذين أعطبنا أدوات عملها والذين عطلنا العمل بآلياتها والذين سمحنا للمتسلقين بأن يسودوها، ألسنا نحن الذين عطلنا كل الأدوات الرقابية فيها والذين أفسحنا المجال للمارقين بأن يتحكموا في رقاب أبناء شعبنا ومقدراته، تحت عناوين ومسميات كلها بدع في بدع.
من الذي منعنا من تصويبها وتجويد أدائها؟ من الذي حرم علينا محاسبة السارق والمارق؟ من الذي منعنا من تجديد شبابها؟من الذي منعنا من أن نطعمها بالكفاءات؟من منعنا لتنظيفها وتكنيسها من كل الأوساخ والتشويهات ؟ الى آخر الأسئلة التي توجع القلب وترفع السكر والضغط وتزيد من تصلب الشرايين، وهي التي تصلبت أصلا في جسد المنظمة لكثرة أكل الألحام وأي الحام ؟
الآن نتباكى على منظمة التحرير ؟ لماذا ؟ لأن حماس صعدت الى سدة الحكم ؟ بارك الله فيك يا حماس يا من كنت سببا في اشعال هذا الحماس في النفوس، وهذه الغيرة ويا ليتها فرصة وعبرة الى أن نعيد بناء هذا الكيان النضالي الكبير على قواعد وأسس محترمة وباستلهام أنا دفنا الماضي، ولنبدأ صفحة جديدة في البناء والاعمار مع كل الحذر والادراك بأن ليس كل ما يلمع ذهبا.
وأختتم مقالي ببعض الحكم:
هذا ما تيسر لي والله أسأل أن تتوقف حملة التباكي والمبالغة والمناكفة. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب الينا من لدنك رحمة ، انك أنت الوهاب.
الدكتور/جبر ابوالنجا
مما لا ريب فيه أن مؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية ولدت من رحم المعاناة الفلسطيني وهي وليدة مخاضات عسيرة للمحافل العربية والدولية انذاك. وبلا أدنى شك كذلك شكلت وما زالت الحاضنة للشتات الفلسطيني، وغيره الى اخر هذا الكلام الجميل والطيب عن هذه المنظمة،لكن ما يلفت النظر هذه الايام أننا نمر بجمعة مشمشية في الحديث عن هذا الجسم الفلسطيني الذي وصلت حالة التغني به درجة القداسة وحدود المحرمات.
يا سلام ويا عجب على هذا الحرص المبالغ فيه هذه الآونة.
الآن فقط تذكرنا أن المنظمة هي كل هذه التسميات والتوصيفات العظيمة التي تخطر على البال أو لاتخطر حتى أصبحت ترتقي الى مقام الجنة التي ما سمعت عنها أذن ولم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر.
لماذا فقط الآن التحدث بكل هذا الحرص على المنظمة، ألسنا نحن نفس البشر الذين أفرغناها من مضامينها النضالية عبر الصفقات في العقود الأربعة الفائتة؟ بل وأثقلنا حملها حتى ناءت بحملها.
والسؤال: من هي منظمة التحرير الفلسطينية،وأين هي ؟هل هي جسم غير مرئي؟ هل هي شئ هلامي؟ هل هي صحن طائر؟ هل هي جن؟ هل هي طائر السنونو< الوطواط أو أبو الزويغ> طبعا الاجابة كلا بل هي مجموعة الأفراد العاملين في مؤسساتها على اختلاف مسمياتها وعلى اختلاف وظائفهم في كل دوائرها وعلى مدار ألبعين سنة خلت.
الآن تذكرنا أن المنظمة هي الاطار الحاضن والشرعي والذي يجب ألا تتجاوزه أية كتلة سياسية الى آخر مايمكن أن تجود به عقليتنا العربية الموغلة في التصويف والترادفات الكلامية.
ألسنا نحن الذين أعطبنا أدوات عملها والذين عطلنا العمل بآلياتها والذين سمحنا للمتسلقين بأن يسودوها، ألسنا نحن الذين عطلنا كل الأدوات الرقابية فيها والذين أفسحنا المجال للمارقين بأن يتحكموا في رقاب أبناء شعبنا ومقدراته، تحت عناوين ومسميات كلها بدع في بدع.
من الذي منعنا من تصويبها وتجويد أدائها؟ من الذي حرم علينا محاسبة السارق والمارق؟ من الذي منعنا من تجديد شبابها؟من الذي منعنا من أن نطعمها بالكفاءات؟من منعنا لتنظيفها وتكنيسها من كل الأوساخ والتشويهات ؟ الى آخر الأسئلة التي توجع القلب وترفع السكر والضغط وتزيد من تصلب الشرايين، وهي التي تصلبت أصلا في جسد المنظمة لكثرة أكل الألحام وأي الحام ؟
الآن نتباكى على منظمة التحرير ؟ لماذا ؟ لأن حماس صعدت الى سدة الحكم ؟ بارك الله فيك يا حماس يا من كنت سببا في اشعال هذا الحماس في النفوس، وهذه الغيرة ويا ليتها فرصة وعبرة الى أن نعيد بناء هذا الكيان النضالي الكبير على قواعد وأسس محترمة وباستلهام أنا دفنا الماضي، ولنبدأ صفحة جديدة في البناء والاعمار مع كل الحذر والادراك بأن ليس كل ما يلمع ذهبا.
وأختتم مقالي ببعض الحكم:
هذا ما تيسر لي والله أسأل أن تتوقف حملة التباكي والمبالغة والمناكفة. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب الينا من لدنك رحمة ، انك أنت الوهاب.
الدكتور/جبر ابوالنجا