الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتح وحماس إشكالية التقاسم الوظبفي بقلم: آصف قزموز

تاريخ النشر : 2006-04-01
فتح وحماس إشكالية التقاسم الوظبفي بقلم: آصف قزموز
"فتح" و"حماس": إشكالية التقاسم الوظيفي والتنافر السياسي

بقلم: آصف قزموز

بتاريخ1/4/2006

من يتابع السيناريوهات والترجمات العملية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية والتي تتجسد اليوم في خطة أولمرت أحادية الجانب التي يعمل على تطبيقها بكل ما أوتي من قوة ومن رباط الخيل، وإذا أخذنا بعين الاعتبار الهزيمة النكراء التي مني بها حزب الليكود في الانتخابات الإسرائيلية وما حققه حزب "كديما" أولمرت من تقدم عليه وعلى باقي الأحزاب فإننا سنلاحظ أننا نقف اليوم من جديد أمام الخيار في التعامل ما بين السيئ والأسوأ. ما سيبقي المسار السياسي التفاوضي مع أية حكومة قادمة يأخذ نفس المنحى ولا ينزل عن السقف السياسي المتطرف الذي كرّسه شارون وحلفاؤه عبر سياسات الغطرسة والأمر الواقع وإدارة الظهر للشرعية الدولية.

فقد انتهى أولمرت من استثمار حصاده من الصيد الثمين السهل الذي اقتنصه من سجن أريحا في وضح النهار، وحقق الفوز الملائم الذي يمكنه من متابعة مشروعه الذي رسمه شارون قبل أن يغط في غيبوبته "نومة أهل الكهف إن شاء اللّه" ومهما تداعت الأحداث وتسارعت في دراماتيكيتها التي ألفناها على امتداد سنوات الانتفاضة فإن أولمرت سيعود بالتأكيد للسير قدماً بتنفيذ مشروع الحلم الشاروني. ولا أظنن أن حل قضية المخطوفين من سجن أريحا ما زالت معقّدة ولا مخارج أو تخريجات لها، خصوصاً بعد أن أدت العملية الغرض المطلوب منها والذي تمثل في تقديم قوة دفع إضافية كانت ضرورية لأولمرت وحزب "كديما" في المعركة الانتخابية. وبالتالي لن يكون الخطاب السياسي لأولمرت هو ذاته بنبراته المعهودة عشية الانتخابات. بل سيكون أكثر تواؤماً وتلاؤماً ولؤماً مع متطلبات المعادلة الجديدة التي تشكلت بفعل الاصطفافات والإفرازات السياسية التي طرأت على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية والفلسطينية التي جاءت بكل من "كديما" و"حماس". آخذين بالاعتبار طبيعة وحدود التباين الواضح في اللون والطعم والرائحة لما أفرزته هذه الانتخابات؛ ذلك أن الانتخابات الإسرائيلية استطاعت أن تفرز ألواناً عدة مع إبقاء حزب "كديما" تحت رحمة الأحزاب الصغيرة لتشكيل حكومته، في حين انحصرت السمة الأبرز في نتائج الانتخابات الفلسطينية بفرز لون واحد شكل حكومة الأغلبية الخاصة به بأريحية. بالتالي فإن أية حكومة إسرائيلية مقبلة لن يكون بمقدورها الصمود أمام الرياح السياسية العاتية على حلبة الصراع السياسي الإسرائيلي لفترة انتخابية كاملة، وستظل عرضة للدعوة لانتخابات مبكرة وتحت رحمة الأحزاب الأخرى مثل ريشة تتقاذفها الرياح. ومع أن حماس شكلت حكومتها بأغلبية برلمانية مرتاحة إلاّ أن أسباب النجاح المطلوبة لهذه الحكومة ستظل هشة ومشكوكاً فيها إذا لم تحسن حماس أداءها وإثبات جدارتها في طرح البديل الأفضل والنزيه وتنجح في التكامل مع جسم السلطة الفتحاوي والعمل على إصلاحه وتحسينه وتطويره وفقاً لما طرحته نظرياً على الشارع الفلسطيني الذي جاء بها إلى سدة البرلمان وحلبة الحكومة. وهذا الأمر يتطلب وبالضرورة إرادة حمساوية شجاعة واستعداداً فتحاوياً لقبول لعب هذا الدور التكاملي المُلِح الذي سيكون الفيصل في نجاحه من عدمه يتوقف على مدى قدرة الخطاب الحمساوي على التقاط اللحظة السياسية المناسبة التي يعيد بها صياغة خطابه السياسي الانتخابي من على قاعدة أن الخطاب السياسي المقاوم لا يمكن أن يكون هو ذاته وبحذافيره الخطاب السياسي لسلطة ودولة تحط رحالها على الكوكب ذاته مع الآخرين، وعلى مدى استعداد فتح لقبول هذا الدور الذي يسير جنباً إلى جنب بالتوازي مع جهودها الداخلية الحثيثة لتمتين وحدتها السياسية والتنظيمية بما يعيد لها إعادة الاعتبار ويؤمن لها القدرة الكافية لحفظ خط الرجعة المفضي إلى السلطة، وخلاف ذلك ربما نكون أمام نوع من العبث واللامنطق.

فهل ستنجح حماس في أداء دورها من خلال التأسيس والتكامل مع ما أورثتها إياه التجربة الفتحاوية في السلطة وتكون قادرة على الاحتفاظ بخط الرجعة أو حبل سُرّي مع فتح يؤمن الحماية اللازمة للحقوق والثوابت الوطنية صاحبة الإجماع الوطني بكل ألوان الطيف؟ بل ان بلوغ هذه الغاية الوطنية النبيلة لن يكون ممكناً إلاّ إذا أقلع الجانبان وظلا بعيدين كل البعد عن التعامل مع لعبة السلطة كهدف بحد ذاته، بل وسيلة لبلوغ غاية وطنية نبيلة تستحق من الجميع كل أشكال التضحية والفداء. وهل سيكون بمقدور فتح وحماس أن تكونا "سِتْر وْغَطَا" لبعضهما في ظل سلطة حماس الصاعدة إلى السلطة بسقف سياسي عالٍ وصارخ بالحدّة ذاتها والحدّ الذي عايشناه وشاهدناه على امتداد السنوات الماضية منذ أوسلو المغدور وحتى الآن ودون أن يكون أحدهما مطية للآخر ولحسابات فئوية ضيقة تنتقص من كيانيتهما السياسية والوطنية؟! وهل بمقدورهما أن يشكلا ندّاً مشابهاً لذاك الثنائي الإسرائيلي الذي قارب ما بين ثوابت وأهداف وتوجهات كل من الليكود والعمل في نظرتهما ورؤيتهما للسلام مع الفلسطينيين مجسداً بزعامة كل من بيريس وشارون وما بينهما وصولاً لـ "كديما"؟ وإذا كانت فتح ستدفع عملياً استحقاقات خسارتها الفادحة في الساحة الانتخابية فإن على حماس أن تدرك أيضاً أن للفوز واعتلاء السلطة استحقاقات باهظة ومؤلمة أيضاً. وهي القاعدة ذاتها التي ستحكم بالتأكيد اعتبارات فوز "كديما" في الساحة الإسرائيلية المقابلة، كل من موقعه ومن على أرضية منطلقاته الوطنية. ومهما تطرّف الإسرائيليون وتشدّدوا في مواجهتهم الفلسطينيين كائناً من كانوا فإن الثابت حتى الآن هو أن الخيار السياسي المفضي للسلام العادل سيبقى هو الخيار الأمثل للحل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف