الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على حساب من اللقاء الامريكي الايراني بقلم:د. فيصل الفهد

تاريخ النشر : 2006-03-31
على حساب من اللقاء الأمريكي الإيراني ؟

د. فيصل الفهد



كنا نسمع بين حين وآخر ( من بعض الأشقاء ) وجهات نظر حول تقييمهم للعلاقات غير الطبيعية بين العراق وإيران ولعل موضوع الحرب العراقيّة الإيرانية من أبرز العناوين التي كانت موضع خلاف بسبب أنّ بعضهم تشبّث بآراء هي أبعد ما تكون عن الحقيقة بسبب لأنّ هؤلاء خضعوا لعمليات ضخ دعائي من قبل جهات وأنظمة عربيّة كانت ترتبط بعلاقات استراتيجية مع النظام الحاكم في إيران الأمر الذي دفعها لأن تروج لكلّ ما هو داعم لوجهة النظر الإيرانية حتى وإن كانت مجافية للحقيقة ورغم مضيّ أكثر من ثمانية عشر عاماً على انتهاء تلك الحرب إلاّ أنّ تداعياتها وما أفرزته من نتائج على أرض الواقع لا تزال ( وستبقى ) مصدر قلق وإضرار ليس للشعب العراقي وحسب بل وللأمة العربيّة والإسلاميّة .

لقد ثبت من سير الأحداث صحّة توقعات وتحليلات القيادة العراقيّة الوطنية

(قبل الاحتلال ) وبالذات ما يتعلّق منها بالمنهج والأهداف التي يتحرّك في إطارها النظام الإيراني وهنا لابدّ من الإشارة إلى قضية نفترض أنّها واجبة الوضوح وهي أنّ النظام الوطني لم ولن يكون في يوم من الأيام ضدّ المصالح الطبيعية لأيّ من دول الجوار طالما أنّها مصالح مشروعة لا تتعارض مع مصالح الآخرين ، ولكن الذي حدث ولا يزال يحدث أنّ النظام الإيراني يبني كلّ مصالحه وسياساته على حساب العرب والمسلمين وبدرجة متقدمة ضدّ العراق وهذا ما عطّل فرص كبيرة كان يمكن لها أن تجد طريقها للنجاح في تحسين العلاقات بين الأقطار العربيّة وإيران بشكل عام وبين العراق وإيران على وجه الخصوص لا سيّما في المرحلة التي سبقت العدوان على العراق واحتلاله .

إنّ الأمر الذي لم يعد يختلف عليه اثنان أنّ النظام الحاكم في إيران كان قد حزم أمره في تسخير كلّ إمكانياته للتنسيق والتعاون مع أيّ طرف كان ضدّ العراق وهذا ما ظهر واضحاً في الوثائق التي ظهرت لاحقاً وكذلك عبر تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين التي أكّدت أنّ النظام الإيراني حصة كبيرة لا يستهان بها من المشاركة في مؤامرة احتلال العراق ثمّ دورهم القذر اللاحق في تثبيت أركان الاحتلال وصولاً إلى التغلغل العنكبوتي في أوصال المجتمع والهيمنة المطلقة على بعض المحافظات الجنوبيّة المهمة وفي مقدمتها البصرة الصامدة هذا عدا عن سيطرتهم المخابراتية والأمنية ومشاركتهم في أجهزة الشرطة والحرس الوثني اللذين يمارسان ارتكاب أبشع الجرائم بحقّ العراقييّن بالاشتراك والتوافق مع قوات الاحتلال وبقية عملائه الخائبين .

إنّ النظام الإيراني وعملاءه في العراق يحاولون دائماً خلط الأوراق وتزييف الحقائق لا سيّما عندما يتعلّق الأمر بموضوع تدخّلهم السافر واسع الطيف في مقدرات العراقييّن وتشجيعهم ومشاركتهم في إشعال الفتن الطائفية بين أبناء العراق إلاّ أنّ هنالك من الأدلة والوقائع الصارخة ما يبدّد كلّ أكاذيب المسؤولين الإيرانيين وشرذمة عملائهم في الحكم والجعفري وصولاغ ... الخ ، وهذا يعني أنّ التهمة تلبس أصحابها العتاة المجرمين الذين عملوا مع المحتلين الأمريكيّين على جعل أرض العراق مسرحاً لصراعاتهم ووضعوا شعب العراق كبش الفداء الدائم لتمرير كلّ مخططاتهم اللعينة

لا سيّما تلك التي ارتبطت بأحقاد الفرس والصهاينة ضدّ العراق بلد الرسالات والنبوة والفتوحات وشعبه الحر الأبي صانع أعظم الحضارات البشرية .

لقد كان القبول السريع من قبل المسؤولين الأمريكيين وكذلك نظرائهم الفرس على المقترح سيء الصيت للحاخام عبد العزيز اللاحكيم دليلاً قاطعاً على تدخّل إيران في شؤون العراق ، كما أنّ تطور عمليات التنسيق بين أعداء العراق لم يعد بالإمكان إخفائها وهذا ما جعل الإدارة الأمريكيّة والنظام الإيراني يكشفان عن علاقتهما المفضوحة بعدما فشل الجانبان في إبقائها سراً لا سيّما بعد أن تمكّن رجال العراق الشرفاء من أبطال المقاومة العراقيّة من أن يوجهوا الضربات الماحقة للمشروع الأمريكي الصهيوني الفارسي في العراق ويبددوا الأحلام المريضة لأصحابه .

إنّ قضية العلاقة والتنسيق بين أمريكا وإيران تعني أنّ اللعب أصبح في العراق على المكشوف بعدما انكشف المستور ولم يعد مجدياً الاستمرار بخداع الآخرين وهذا يعني أنّ هناك نقلة جديدة وترتيبات يجب أن ترى النور وبما فرضته عليهم حالات التراجع والإخفاقات الأمريكيّة والصهيونية والفارسية في العراق . ويمكن هنا أن نشير إلى أهم ما يمكن أن يستثير اهتمام الطرفين الأمريكي والإيراني في إجراء هذا الحوار العلني المباشر :

أولاً- الملف النووي الإيراني :

رغم أنّ البرنامج النووي الإيراني لم يكن سراً منذ انطلاقه قبل أكثر من عقدين من الآن وبمعرفة دقيقة من قبل المخابرات الأمريكيّة و ( الإسرائيليّة ) إلاّ أنّ الأمريكيّين تحديداً لم يثيروا موضوعه بهذه الطريقة إلاّ بعد احتلال العراق وهذا الأسلوب في التعامل الأمريكي مع البرنامج النووي الإيراني يدفعنا إلى التساؤل المشروع عن الأسباب التي دفعت إدارة بوش وحلفائه إلى أنّ يتهموا العراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل ثمّ يستخدمون ذلك ذريعة للعدوان عليه واحتلاله وهم يعلمون علم اليقين أنّه لا يمتلك تلك الأسلحة في حين أنّ المسؤولين الأمريكان لديهم معلومات موثقة عن طبيعة توجهات البرنامج النووي الإيراني وهي لا تحتاج إلى أدلة ، ومع ذلك لم تكن إيران هدفاً للأمريكيين والبريطانيين ( إذا كان هدف هؤلاء (فعلاً) البحث عن أسلحة الدمار الشامل) وهذا يعني أنّ بوش وبلير وبقية ثلة المعتدين كانوا يستهدفون العراق ( لأنّه ) العراق بشعبه وتاريخه وحضارته وقيادته الوطنية وليس لأسباب أخرى .

وتأسيساً على ما تقدّم فإنّ طبخة الملف النووي الإيراني ستكون بين فقرات الحوار المعلن بين الجانبين والذي سيكون كلّـه على حساب العراق أرضاً وسيادة وشعباً .

ثانياً- الورطة الأمريكيّة في العراق :

يبدو أنّ الأمريكيّين وصلوا إلى نقطة اللاعودة ولم يعد بإمكانهم تحمّل الأوضاع في العراق لا سيّما الضربات المدمّرة لإبطال المقاومة الوطنية العراقيّة والتي وصلت حدوداً لا تقوى أمريكا على الاستمرار في تحمّلها وتحديداً في الخسائر البشرية والماديّة التي فاقت تقديراتهم وتوقعاتهم قبل تورطهم باحتلال العراق ، ومن هنا فإنّ الأمريكيّين سيحرصون على ترتيب أمورهم في العراق الفترة القادمة ( حتى نهاية 2006) إضافة إلى تحديد شكل التواجد والنفوذ الإيراني في العراق بعد الانسحاب الأمريكي الذي بات وشيكاً وبما يخدم أو يحافظ على مصالح الولايات المتّحدة في العراق والمنطقة .

ثالثاً- مستقبل العملاء المزدوجين لأمريكا وإيران في العراق :

أصبح واضحاً أنّ العملاء الذين جاءوا خلف الدبابات الأمريكيّة ربطوا وجودهم ومستقبلهم ( إن كان لهم مستقبل ) في العراق بوجود قوات الاحتلال وكذلك بالتغلغل الإيراني ونفوذه غير المسبوق في كلّ أوصال الحياة لا سيّما في بعض مناطق الوسط والجنوب ومن هذا المنطلق بات لزاماً على هؤلاء العملاء أن يبذلوا كلّ ما في وسعهم من أجل إبقاء الأمور الحالية على ما هي عليه عبر المحافظة على توازن بين إدارتي الشرّ والعدوان أمريكا وإيران مشفوعة بمباركة حليفهم الثالث ( إسرائيل ) .

رابعاً – إعادة الخطوة للحكيم وشرذمته :

معروف أنّ القوى الشريرة التي التأمت بما يسمى بالائتلاف وبسبب من تركيبتها غير الطبيعية قد تعرّضت إلى انتكاسات سياسية في داخلها ، وكذلك في علاقاتها الشاذة مع الآخرين ... ولأنّ إيران كانت تعتمد على المجرم عبد العزيز اللاحكيم أكبر عملائها في العراق لأن يكون رأساً لهذا التحالف غير المقدس ، ولأنّه تعرّض لضربات موجعة عسكرية وسياسية ولافتضاح ما كان يعتبر سرياً فقد كلّف الحاخام اللاحكيم بإطلاق هذه الدعوة الكريهة لحوار أعداء الشعب العراقي أملاً في المحافظة على تحالفهما

(أمريكا وإيران) وتدعيمه إضافة إلى إعادة تقديم جماعة اللاحكيم لنفسها بإطار يعتقدون أنّه قادر على استعادة ما فقدوه لا سيّما بعد انفراط عقد الائتلاف وإصابة جميع مكوناته بالوهن الشديد والتصدّع في علاقاتهم مع الآخرين .

الخاسرون والرابحون :

لا شكّ أنّ أول الرابحين هو النظام الإيراني الذي استفاد وسيستفيد من كلّ هذه الفوضى العارمة في المنطقة والعراق على وجه التحديد حيث ستثبت هذه المباحثات استحقاقات لإيران وتوفّر لـه مناخ أرحب في استغلال الظروف غير الطبيعية للمنطقة والعراق لا سيّما في بسط نفوذه وتمدده في هذا الجزء أو ذاك من العراق والخليج العربي كذلك في تحجيم الوضع الذي تأسس للعملاء في شمال العراق بحيث لا يتعدى الحدود التي وصل إليها ولحدّ الآن . أي أن لا تنتقل عدوى الفدرالية إلى أكراد إيران وهم ثمانية أضعاف أكراد العراق ، كذلك ستطلب إيران من أمريكا مساعدتها في ضرب المقاومة العربيّة في الأحواز وإبعاد القوميات الموجودة في إيران ( 6 قوميات ) عن المطالبة بأيّة حقوق قومية مفقودة بالكامل .

وبالمقابل ستحصل أمريكا على :

- دعم وإسناد النظام الإيراني لتقليم أظافر مناوئي الاحتلال في العراق لا سيّما المقاومة الوطنية العراقيّة .

- الضغط على دول الخليج والسعودية ودفعها لتقديم تنازلات أكبر ( لإسرائيل ) والولايات المتحدة الأمريكيّة حيث سيشعر هؤلاء بالقلق نتيجة التقارب الأمريكي الإيراني الذي يعتقدون أنّ قسماً من حلقاته سيكون على حسابهم .

- ستمارس إيران ضغوطها المعروفة على كلّ الأطراف المرتبطة بها (الحكيم، الجعفري ، الصدر ... ) لكي لا يزعجوا الأمريكان في العراق .

- ضغوط إيرانية على حليفها حزب الله ليرعوي ويتحول إلى حزب سياسي ويتخلى عن منهجه الحالي وكذا الحال بالنسبة لحركة أمل .

- ضغوط على سوريا لكي تستجيب للمطالب الأمريكيّة الأخرى بحيث يكون سلوكها بالاتجاه المرغوب فيه من قبل الأمريكان .

أما الخاسرون فهم الشعب العراقي والعرب فكل هذا الاتفاق وغيره من التنسيقات سيكون على حسابهم ما لم يسلكوا الاتجاه القويم وخيارهم الوحيد وهو المقاومة وكخطوة أولى وأساسية دعم المقاومة الوطنية العراقيّة الباسلة أمل العراق والأمة العربيّة والإسلاميّة والبشرية جمعاء . فعودة العراق المحرّر المستقل القوي العربي إلى ممارسة دوره في المنطقة هو أكبر ضمانة للاستقرار والأمن للعرب والمسلمين .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف