علي الدباغ يعترف: الإيرانيون تغلغلوا في كل مكان وفي كافة المرافق الحيوية في العراق
ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي
إن هذه الكلمة عبارة عن مقابلة لمراسل جريدة اللموند الفرنسية في بغداد مع أحد شخصيات النظام العراقي الموالي للاحتلال، مع تعليقات المراسل تم نشرها في الصحيفة المذكورة بتاريخ 17/3/2006 .
بالنسبة لنا ممكن أن نطلق على هذه المقابلة (من لسانك أو من فمك أدينك) وذلك :
إن النائب المنتخب عن قائمة الائتلاف الشيعي، والمقرب من السستاني الذي كان له الدور الكبير بتكوين هذه القائمة، يعترف بقضيتين مهمتين الأولى : دور سلطة الاحتلال بتطبيق مبدأ المحاصصة الطائفية والاثنية التي أدت بدورها إلى خلق النزعة الطائفية والمصادمات الطائفية.
ولكنه ينسى أو يتناسى دور عملاء أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الذين كانوا وراء إقرار هذه المحاصصة من خلال مؤتمراتهم في لندن وصلاح الدين وغيرها، وبتشجيع من الصهيونية العالمية وحلفائها، قبل غزوا وطننا الحبيب عام 2003.
الثانية : تأكيده تغلغل إيران في كافة مفاصل العراق الحيوية، ولكنه لا يذكر الفصائل، التي يطلق عليها خطأ عراقية، والتي سمحت لإيران للقيام بهذا التغلغل. ولكنه مع ذلك يركز على قيام قوات غدر باستلام أجورهم من نظام الملالي في طهران.
إضافة لذلك فإنه يطرح مشروعا " أكثر فيدرالية وقريبا من الكونفدرالية مثل النظام المطبق في الإمارات العربية المتحدة " متجاهلا بهذا الطرح كون الإمارات المذكورة قد توحدت من عدة إمارات لكل منها كيانها الخاص بها.
كما أن كافة الدول الفيدرالية أو الكونفدرالية قد تكونت على هذا النسق، أي من وجود دويلات أو ولايات مستقلة اتفقت فيما بينها لتتوحد وتكون الكيانات الفيدرالية أو الكونفدرالية كما هو الحال في الاتحاد السويسري والألماني والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
ولكن العراق بلد موحد منذ آلاف السنين وإن تقسيمه على أساس الطريقة التي يطرحها يعتبر شذوذا عن القاعدة العامة كما ذكرنا . وإن تطبيق النظام الذي يطرحه، إذا تم تطبيقه لا سامح الله، سيؤدي مستقبلا إلى خلق دويلات ضعيفة تتمتع كل منها بما يشبه الاستقلال وستخضع حتما إلى إحدى الدول المجاورة أو القوى الدولية لحمايتها.
لأن المشاريع المطروحة من قبل القادة العملاء من الأكراد وعزيز الطبطبائي تطالب من بين ما تريده استقلالية الثروات الطبيعية، وهذا الطرح مرفوض رفضا قاطعا من قبل أي نظام فيدرالي أو كونفدرالي.
الترجمة
علي دباغ مستشار في بعض المناسبات لأية الله علي السستاني الرئيس الروحي ل (14) مليون شيعي عراقي، وهو في نفس الوقت عضو في لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب، كما أنه كان أحد الذين ساهموا بكنابة الدستور العراقي .
وهو جامعي مختص بالدراسات عن الأحزاب الدينية .
علي دباغ متشائم جدا فيم يخص مستقبل العراق . " لقد جربنا كل الوسائل، منذ ثلاث سنوات، يصرح للوموند، وإن عمليات الاقتتال، تتنامى يوميا بعد يوم قليلا.
يوجد خطر حقيقي لقيام حرب أهلية . الهوة بين الشيعة والسنة لا تتوقف عن التوسع . التلاحم بين المجموعات الثلاث المكونة لهذا البلد – يقصد الشيعة والسنة والأكراد (المترجم) – لا يمكن إيجادها.
الدستور الذي تمت كتابته تحت ضغط الأمريكان، وبسرعة، سوف يبقى غير مقبول من الغالبية العظمى من الأقلية السنية . كثيرا منهم يتصورون أنهم يشكلون الغالبية في هذا البلد.
جريمة تفجير القبة الذهبية في سامراء، في 22 شباط (فبراير) ستبقى مثل 11 أيلول (سبتمبر) بالنسبة لنا، ولكن أسوأ من لو أن شخصا قام بقتل أية الله السستاني نفسه."
نحن لا نستطيع تهدئة حدة الأغلبية الشيعية بعد هذا الحادث ولا يمكننا الوصول إلى إقناعهم . ويتابع : إن التدخل الأمريكي حررنا من صدام حسين، ولكنه وضع النار تحت أرجلنا .
منذ البداية، إن الطريقة التي تم بواسطتها تشكيل (الحكومات) العراقية من المؤقتة إلى الانتقالية من قبل الأمريكان بتطبيق مبدأ المحاصصة الطائفية والاثنية خلقت التفرقة.
عملية الانتخابات والاقتراع العام التي تمت خلال سنة واحدة، وفي كل مرة فإن الموقف يصبح أكثر تعقيدا .
لا نستطيع أن نجبر الناس على التعايش سوية إذا كانوا لا يرغبون بذلك.
الدولة المركزية غير موجودة، كل مجموعة تأخذ الاتجاه الذي تريده . إذا أردنا تجنب حدوث الأسوأ، يجب علينا إيجاد حل آخر وبأقصى سرعة.
النظام الأكثر ملائمة
عاد إلى الوطن، بعد عشرين عاما من الإبعاد، كأكثر الشخصيات الذين يديرون دفة الحكم في بغداد حاليا، السيد الدباغ، الذي يحمل الجنسية الكندية، لديه فكرة واضحة حول ما يجب عمله : " أنا ومجموعة صغيرة عملنا سوية في مشروع جديد، أكثر فيدرالية وقريبا من الكونفدرالية، مثل النظام المطبق حاليا في الإمارات العربية المتحدة.
علما بأن الأكراد لديهم دولتهم الكاملة وإن زعيم الائتلاف الشيعي عبدالعزيز الحكيم لا يتنازل عن فكرته لتوحيد محافظات الجنوب، وهذا ممكن أن يكون حلا لتجاوز قيام مجازر.
رسميا الأمريكيون يعارضون تقسيم البلد، ولكن هناك قوات أخرى في العراق المخابرات الإيرانية التي تغلغلت في كم مكان وفي كافة أجهزة الدولة، وبالأخص في وزارة الداخلية . إبراهيم الجعفري يعلم ذلك جيدا ولكنه لا يستطيع عمل أي شئ و يقول السيد الدباغ هل تعلمون بأن الأجور التي يستلمها أعضاء فيلق بدر (كتائب تضم حوالي عشرة آلاف عنصر تم تدريبهم في إيران والذين يلبسون زي الشرطة العراقية الآن) يتم دفعها دائما من قبل طهران ؟."
الدكتور : عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
[email protected]
ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي
إن هذه الكلمة عبارة عن مقابلة لمراسل جريدة اللموند الفرنسية في بغداد مع أحد شخصيات النظام العراقي الموالي للاحتلال، مع تعليقات المراسل تم نشرها في الصحيفة المذكورة بتاريخ 17/3/2006 .
بالنسبة لنا ممكن أن نطلق على هذه المقابلة (من لسانك أو من فمك أدينك) وذلك :
إن النائب المنتخب عن قائمة الائتلاف الشيعي، والمقرب من السستاني الذي كان له الدور الكبير بتكوين هذه القائمة، يعترف بقضيتين مهمتين الأولى : دور سلطة الاحتلال بتطبيق مبدأ المحاصصة الطائفية والاثنية التي أدت بدورها إلى خلق النزعة الطائفية والمصادمات الطائفية.
ولكنه ينسى أو يتناسى دور عملاء أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الذين كانوا وراء إقرار هذه المحاصصة من خلال مؤتمراتهم في لندن وصلاح الدين وغيرها، وبتشجيع من الصهيونية العالمية وحلفائها، قبل غزوا وطننا الحبيب عام 2003.
الثانية : تأكيده تغلغل إيران في كافة مفاصل العراق الحيوية، ولكنه لا يذكر الفصائل، التي يطلق عليها خطأ عراقية، والتي سمحت لإيران للقيام بهذا التغلغل. ولكنه مع ذلك يركز على قيام قوات غدر باستلام أجورهم من نظام الملالي في طهران.
إضافة لذلك فإنه يطرح مشروعا " أكثر فيدرالية وقريبا من الكونفدرالية مثل النظام المطبق في الإمارات العربية المتحدة " متجاهلا بهذا الطرح كون الإمارات المذكورة قد توحدت من عدة إمارات لكل منها كيانها الخاص بها.
كما أن كافة الدول الفيدرالية أو الكونفدرالية قد تكونت على هذا النسق، أي من وجود دويلات أو ولايات مستقلة اتفقت فيما بينها لتتوحد وتكون الكيانات الفيدرالية أو الكونفدرالية كما هو الحال في الاتحاد السويسري والألماني والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
ولكن العراق بلد موحد منذ آلاف السنين وإن تقسيمه على أساس الطريقة التي يطرحها يعتبر شذوذا عن القاعدة العامة كما ذكرنا . وإن تطبيق النظام الذي يطرحه، إذا تم تطبيقه لا سامح الله، سيؤدي مستقبلا إلى خلق دويلات ضعيفة تتمتع كل منها بما يشبه الاستقلال وستخضع حتما إلى إحدى الدول المجاورة أو القوى الدولية لحمايتها.
لأن المشاريع المطروحة من قبل القادة العملاء من الأكراد وعزيز الطبطبائي تطالب من بين ما تريده استقلالية الثروات الطبيعية، وهذا الطرح مرفوض رفضا قاطعا من قبل أي نظام فيدرالي أو كونفدرالي.
الترجمة
علي دباغ مستشار في بعض المناسبات لأية الله علي السستاني الرئيس الروحي ل (14) مليون شيعي عراقي، وهو في نفس الوقت عضو في لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب، كما أنه كان أحد الذين ساهموا بكنابة الدستور العراقي .
وهو جامعي مختص بالدراسات عن الأحزاب الدينية .
علي دباغ متشائم جدا فيم يخص مستقبل العراق . " لقد جربنا كل الوسائل، منذ ثلاث سنوات، يصرح للوموند، وإن عمليات الاقتتال، تتنامى يوميا بعد يوم قليلا.
يوجد خطر حقيقي لقيام حرب أهلية . الهوة بين الشيعة والسنة لا تتوقف عن التوسع . التلاحم بين المجموعات الثلاث المكونة لهذا البلد – يقصد الشيعة والسنة والأكراد (المترجم) – لا يمكن إيجادها.
الدستور الذي تمت كتابته تحت ضغط الأمريكان، وبسرعة، سوف يبقى غير مقبول من الغالبية العظمى من الأقلية السنية . كثيرا منهم يتصورون أنهم يشكلون الغالبية في هذا البلد.
جريمة تفجير القبة الذهبية في سامراء، في 22 شباط (فبراير) ستبقى مثل 11 أيلول (سبتمبر) بالنسبة لنا، ولكن أسوأ من لو أن شخصا قام بقتل أية الله السستاني نفسه."
نحن لا نستطيع تهدئة حدة الأغلبية الشيعية بعد هذا الحادث ولا يمكننا الوصول إلى إقناعهم . ويتابع : إن التدخل الأمريكي حررنا من صدام حسين، ولكنه وضع النار تحت أرجلنا .
منذ البداية، إن الطريقة التي تم بواسطتها تشكيل (الحكومات) العراقية من المؤقتة إلى الانتقالية من قبل الأمريكان بتطبيق مبدأ المحاصصة الطائفية والاثنية خلقت التفرقة.
عملية الانتخابات والاقتراع العام التي تمت خلال سنة واحدة، وفي كل مرة فإن الموقف يصبح أكثر تعقيدا .
لا نستطيع أن نجبر الناس على التعايش سوية إذا كانوا لا يرغبون بذلك.
الدولة المركزية غير موجودة، كل مجموعة تأخذ الاتجاه الذي تريده . إذا أردنا تجنب حدوث الأسوأ، يجب علينا إيجاد حل آخر وبأقصى سرعة.
النظام الأكثر ملائمة
عاد إلى الوطن، بعد عشرين عاما من الإبعاد، كأكثر الشخصيات الذين يديرون دفة الحكم في بغداد حاليا، السيد الدباغ، الذي يحمل الجنسية الكندية، لديه فكرة واضحة حول ما يجب عمله : " أنا ومجموعة صغيرة عملنا سوية في مشروع جديد، أكثر فيدرالية وقريبا من الكونفدرالية، مثل النظام المطبق حاليا في الإمارات العربية المتحدة.
علما بأن الأكراد لديهم دولتهم الكاملة وإن زعيم الائتلاف الشيعي عبدالعزيز الحكيم لا يتنازل عن فكرته لتوحيد محافظات الجنوب، وهذا ممكن أن يكون حلا لتجاوز قيام مجازر.
رسميا الأمريكيون يعارضون تقسيم البلد، ولكن هناك قوات أخرى في العراق المخابرات الإيرانية التي تغلغلت في كم مكان وفي كافة أجهزة الدولة، وبالأخص في وزارة الداخلية . إبراهيم الجعفري يعلم ذلك جيدا ولكنه لا يستطيع عمل أي شئ و يقول السيد الدباغ هل تعلمون بأن الأجور التي يستلمها أعضاء فيلق بدر (كتائب تضم حوالي عشرة آلاف عنصر تم تدريبهم في إيران والذين يلبسون زي الشرطة العراقية الآن) يتم دفعها دائما من قبل طهران ؟."
الدكتور : عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
[email protected]