حذار من الوحدات الخاصة وعملياتها القذرة فى العراق
د. محمد العبيدي
فى عالم المجتمعات الغربية، والأمريكية منها على وجه الخصوص، لا يكون أى حدث، مهما كان صغيراً أو كبيراً وسواء كان محلياً أو عالمياً، قد
وقع فعلاً وعلى الإطلاق ما لم تنشره وسائل الإعلام، حتى لو كان من قبل صحيفة محلية مغمورة فى إحدى المدن الصغيرة. وإنطلاقاً من هذه
الحقيقة التى تتميز بها تلك المجتمعات، تعمد الإدارات الأمريكية إلى طمس أحداث إجرامية يندى لها جبين الإنسانية من خلال التعتيم الإعلامى
الشديد على وقوعها. وقد كان لتجربة الأمريكان فى فيتنام درساً لهم فى إتخاذهم هذا المنحى الخبيث فى تغيير الوقائع وطمس الحقائق. فعلى
سبيل المثال، لولا وجود المراسلين الصحفيين مع الجيش الأمريكى أثناء قتاله مع الفيتناميين ومشاهدة هؤلاء الصحفيين للمذابح التى إرتكبتها
القوات الأمريكية بحق المدنيين هناك ونشرها فى مختلف وسائل الإعلام، لما أدى الأمر فى النهاية إلى الإنسحاب المخزى للقوات الأمريكية من
فيتنام. ومن تجربتهم فى فيتنام وكوريا وغيرها من الدول التى إنغمسوا فيها بحروب عدوانية تعلم الأمريكان وطوروا أساليب التعتيم الإعلامى
على جرائمهم فى كل مكان تواجدوا فيه، وما العراق إلا أنصع مثال على سياسة ال!
تعتيم الإعلامى على الجرائم التى قامت وتقوم بها قوات الإحتلال الأمريكية بحق شعبنا فى جميع مناطق العراق، وخصوصاً تلك الجرائم التى لا
يعلم العالم حقيقة من قام بها والتى هى فى الواقع من فعل وحدات خاصة سرية تابعة للجيش الأمريكى تتواجد مجموعات منها حالياً فى العراق.
ومن أجل إلقاء الضوء على العمليات السرية الإجرامية غير المعروفة للرأى العام والتى تقوم بها هذه الوحدات الأمريكية الخاصة، لا بد لنا أن
نوضح أولاً متى بدأ تخطيط وتنفيذ مثل تلك العمليات القذرة ومن يقوم بها، حيث يبدو لنا واضحاً الآن أن البنتاغون ودوائر المخابرات
الأمريكية قد خططوا، ومنذ زمن بعيد، للقيام بأعمال إجرامية تلقى تبعتها على "منظمات إرهابية" سواء كانت حقيقية أو وهمية وحتى لو كان
المتضرر من هذه العمليات هم المواطنون الأمريكان طالما تخدم تلك العمليات الإجرامية تنفيذ سياسة الإدارات الأمريكية.
ففى عام 1962 ناقش كبار قادة هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية وإتفقوا على عملية سرية جداً أطلق عليها "عملية نورثوودز"، والتى هى
خطة لتدمير ممتلكات أمريكية وقتل مواطنين أمريكان الهدف منها إعطاء مبرر لأمريكا لكى تغزو كوبا. وفى عام 1970نشر الجيش الأمريكى "دليل
العمليات الميدانية" المرقم 30-31B والمعنون "إستخبارات عمليات الإستقرار والتوازن ? الميادين الخاصة" المؤرخ فى 18 آذار 1970 والذى
وقعه الجنرال "وليام ويستمورلاند"، حيث شجع الدليل على القيام بعمليات "إرهابية" و "زرع" أدلة كاذبة فى أماكن عامة لكى يتهم بها
الإتحاد السوفيتى بعدئذ. وبصريح العبارة، يذكر الدليل ضرورة القيام بهجمات إرهابية فى عموم أوروبا الغربية تقوم بها شبكة من الوحدات
الخاصة للجيش الأمريكى وجيوش دول حلف الناتو، الغرض منها هو إقناع الحكومات الأوربية بالخطر الكبير للإتحاد السوفيتي. وبعد عدة سنوات على
نشر ذلك الدليل، تبعه تعديلات وتفسيرات وضعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، تقول ما خلاصته أن على أجهزة المخابرات كافة القيام بـ
"عمليات خاصة" توقع اللائمة فيها على "تنظيمات إرهابية". أى بمعنى آخر أن تقوم!
أجهزة المخابرات الأمريكية بأعمال إجرامية يوقع اللوم فيها على "المتمردين"، حسب تعبيرهم، بحيث يستدعى الأمر أهمية التدخل العسكرى
الأمريكى فى ذلك البلد الذى يقومون هم أنفسهم بعمليات "إرهابية" فيه، وكذلك إستمرار حربهم على مايسمى اليوم بالإرهاب.
وقد قادتنا تلك المعلومات إلى البحث أكثر فيما تقوم به قوات الإحتلال فى العراق من عمليات سرية، فوجدنا أن "جون يو" أستاذ القانون فى
جامعة كاليفورنيا ?? بيركلى والباحث فى منظمة اليمين المتطرف الإجرامية المعروفة بإسم American Enterprise Institute، إقترح فى مقال نشره
مؤخراً فى صحيفة "لوس أنجيليس تايمز"، إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخري، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية
مواقع على الإنترنت، ومراكز تجنيد ومعسكرات للتدريب إضافة إلى تسهيل عمليات جمع الأموال لها. والسبب كما ذكره "يو"، هو من أجل بذر
الشقاق بين الحركات الإرهابية، على حد تعبيره. أى بمعنى آخر أن تقوم تلك المنظمات الإرهابية بأعمال إجرامية بحق مواطنين أبرياء تماماً
كما حدث مرات عديدة فى العراق حين شاهدنا إستهداف المدنيين الأبرياء، إدعت بعدها قوات الإحتلال وقوات السلطة العميلة لها أنها من فعل
فصائل المقاومة الوطنية العراقية الشريفة. وبعبارة أخري، يقترح "يو" محاربة الإرهاب بالقيام بأعمال إرهابية لكى تستمر الإدارة
الأمريكية اليمينية الفاشية بتسويق ما يعرف بالحرب على الإرهاب من خلال القيام بالكث!
ير منه بنفسها فى دول تريد الولايات المتحدة أن تشن حروباً عليها أو تستمر بإحتلالها لها.
ويقودنا التحليل لما جاء فى مقال "جون يو" أن هذا الأكاديمى المختص بالقانون لم يكن فى الواقع ليطرح آرائه كمقترحات، بل إن ما قاله هو
عين الحقيقة لما يحدث على أرض الواقع الآن. فقوله بضرورة "إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخري، وأن يكون
لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت" هو ما حدث فعلاً مؤخراً خصوصاً ما يتعلق ببعض أسماء فصائل المقاومة العراقية، إذ ظهرت أسماء
لبعض فصائل المقاومة تشبه أسماء فصائل حقيقية تعمل على الساحة الجهادية العراقية. وطبيعى أن الغاية من ذلك هو الإساءة إلى الفصيل المقاوم
الحقيقى وخلط الأمور على المواطن العراقى بشكل خاص والعربى بشكل عام، خصوصاً عندما قامت أجهزة المخابرات بإستخدام إسم ذلك الفصيل الوهمى
للإيقاع بين الفصائل الحقيقية، تماماً كما حدث عندما أصدر ذلك الفصيل الوهمى بيانات معادية للإحتلال والإعلان عن عمليات جهادية وهمية.?
والحقيقة الأخرى التى حاول "يو" هذا إخفائها هو معرفته الأكيدة بوجود وحدات خاصة سرية متدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذى ذكره
فى إقتراحه، أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات بإسم "مجموعة العمليات الإستباقية كاملة
الإستعداد سلفاً" والتى يطلق عليها إسم P2OG. وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين
والإحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال إستدعائهم للقيام بعمليات "قذرة" فى المناطق الساخنة من العالم. وقد أنشئت تلك الوحدات
بتوصية من "مجلس علوم الدفاع" فى البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة فى أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت إسم "الثعلب
الرمادي" مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة "المكتب التنفيذى للعمليات الخاصة"
المرتبط بمجلس الأمن القومى الأمريكى الذى جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف.
وحسبما جاء فى مقال كتبه الصحفى "ديفيد آيزنبيرغ" فى صحيفة "آسيا تايمز" تحت عنوان "الـ P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة" قال
فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التى توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالى لنشاطاتها، يشتمل على
1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها فى "النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو"، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار
سنوياً لتطوير قابلياتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها فى التعامل مع الزيادة فى
متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها فى تقييم شبكات القوات المشتركة التى تتعامل معها. وبهذا فإن إجمالى
المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً. ومن هذه المعدات على سبيل
المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة
ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك ا!
لأفراد والعربات بواسطة قمر صناعى خاص".
ومن هنا يتبين إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية فى السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية
الأمريكية، مستهدفة من ورائها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه
"العمليات الإرهابية". وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل "إرهابي" حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية
الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبى المطلوب لحروب أمريكا القذرة فى الدول التى تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وإفغانستان
وغيرها، وتلك هى أحد أساليب عمل اليمين الفاشى المتطرف فى الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره "دليل العمليات الميدانية" المنوه عنه
أعلاه. هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التى تعمل
فيها، والتى هى الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكى وتسويق أيديولجيته. ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال
تهدف إلى ما يسمى بـ "ردود فعل محفزة" لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تل!
ك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التى تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلى
فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات
الخاصة هذه هو إستهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوون فى فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل وإعتقال أفراد عوائل هؤلاء
الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والإعتداء على أعراضهن، إضافة إلى إستعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال إن ما حدث مؤخراً فى
بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب فى جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التى قامت بها مجموعة من تلك الوحدات
الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً فى
جريمة قذرة نفذتها فى منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم
وإستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتى أعلنت جميع فصائل المق!
اومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات !
الخاصة ه
ذه هى إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة
بحيث ينتهى الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها فى العراق هو إستمرار لعملياتها فى محاربة الإرهاب، الإرهاب الذى
تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذى ينتهى حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة فى قواعد ثابتة فى العراق بحجة
محاربتها للإرهاب فى المنطقة.
وما يعزز تأكيدنا على وجود مجموعات من تلك الوحدات الخاصة هو ما جاء فى تقرير خاص بموقع "الكفاح" على شبكة الإنترنت
"http://www.kifah.org/?id=1877"
ذكر فيه أن قوة عسكرية أمريكية خاصة تسمى "الفئران القارضة" وصلت العراق مؤخراً، وأن هذه القوة قد
تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والإغتيالات وتخريب منشآت البنى التحتية وخصوصاً
المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة العراقية وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبى الواسع لها. كما جاء فى التقرير أن
قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا فى البنتاغون وليس لقيادة قوات الإحتلال فى العراق أى إشراف
مباشر على عملها. وقد إتخذت هذه القوة أحد أجنحة قصر السجود الرئاسى فى بغداد مقراً لها.
كما لا بد أن نذكر أيضاً ما تقوم به فى العراق عناصر عملت سابقاً فى مجموعات لتلك الوحدات? الأمريكية الخاصة، حيث جاء مؤخراً فى تقرير
كتبه "بيتر ماس" فى مجلة "نيويورك تايمز" فى الأول من شهر مايس 2005، ذكر فيه أن إثنين من كبار "المستشارين" الأمريكان العاملين فى
وزارة الداخلية العراقية هم من المختصين بتقديم "الإستشارة" للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة العميلة وكذلك للمليشيات التابعة لأحزابها
كفيلق غدر والبيشمركة. وأن أحدهم، المدعو "جيمس ستيل"، كان يعمل فى السلفادور فى مجال ما يسمى "مكافحة التمرد" حيث كان يقود مجموعة
من 55 عنصراً من القوات الأمريكية الخاصة، وأنه متهم بعدد كبير من الممارسات اللاإنسانية المتعلقة بإنتهاك حقوق الإنسان هناك. كما أنه
مهتم جداً بتحويل العراق إلى سلفادور ثانية من خلال تدريب المليشيات العراقية على نفس الأساليب القذرة التى كانت تقوم بها مجموعته فى
السلفادور. وبهذا يجب أن لا نعجب إذاً لما نسمعه من قيام الأجهزة الأمنية للسلطة العميلة وميليشيات غدر والبيشمركة بأعمال إجرامية قذرة
بحق المواطنين الأبرياء فى القصبات والمدن العراقية الرافضة للإحتلال وعملاء!
ه طالما أن مستشارها وعرابها هو مجرم محترف ومعروف.
أما الشخص الآخر الذى ذكره "بيتر ماس" فى تقريره فهو المستشار الأمريكى الأقدم لوزارة الداخلية العراقية المدعو "ستيف كاستيل" والذى
كان قائداً لمجموعات فى دائرة مكافحة المخدرات الأمريكية، حيث عمل فى بوليفيا والبيرو وكولومبيا. علماً أن دائرة مكافحة المخدرات
الأمريكية، ومن خلال مجموعاتها العاملة فى أمريكا اللاتينية، كانت تعمل أيضاً فى عمليات ما يسمى "مكافحة التمرد" مطبقة طرقاً
"إرهابية" لغرض تحقيق هدفين هما: محاربتهم الحقيقية لـ "المتمردين"، والثانية هو لخلق حالة من الفزع والخوف والرعب لدى المواطنين
العاديين من خلال قيامهم بعمليات إرهابية يضمنوا من جرائها إستمرار الوجود الأمريكى فى تلك الدول بحجة مساعدتها على "مكافحة التمرد"
الذى يخلقونه بأنفسهم.
وأخيراً لا بد لنا أن نحذر من مخاطر عمليات تلك الوحدات العسكرية الأمريكية المجرمة على فصائل المقاومة الوطنية العراقية، لأنها تعمل
حثيثاً على زرع جواسيس داخل تجمعات المقاومة كما نجحت به فى أفغانستان حين تعرفت على العديد من الأفغان والعرب العاملين مع طالبان
وتنظيمات القاعدة من خلال عملائها الذين زرعتهم داخل تلك التنظيمات والذين كانوا يزودوها بمعلومات يومية مفصلة عن كل ما يجرى هناك. إن
عمل مجموعات من تلك الوحدات يتضمن كذلك القيام بعمليات إجرامية حتى فى الدول المستقرة أمنياً والتى لا تحدث فيها أعمال تخل بأمنها، الأمر
الذى يدفع بالولايات المتحدة من خلال ضغوطها المستمرة على قادة تلك الدول أن تتدخل بشكل مباشر بحجة محاربة الإرهاب الذى يقودها فى
النهاية إلى بسط سيطرتها الكاملة على سياسات تلك الدول وتحويلها إلى تابع هزيل يأتمر بأوامر الإدارة الأمريكية. وقد تكون الأحداث التى
تجرى فى السعودية ومصر ولبنان هى من أفعال تلك الوحدات الإجرامية، ومن يدري، فربما كان إغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق،
بعملية إجرامية فائقة الدقة من حيث التخطيط والتنفيذ هو إحدى عملياتها القذرة من أجل تأل!
يب المجتمع اللبنانى بشكل خاص والعربى والدولى بشكل عام على سوريا وعلى حزب الله كما رأيناه يحدث والذى إنتهى بالضغط الشديد على سوريا
كى تسحب قواتها من لبنان، وهو ما فعلته، وكذلك على حزب الله من أجل نزع أسلحة قواته.
د. محمد العبيدي
فى عالم المجتمعات الغربية، والأمريكية منها على وجه الخصوص، لا يكون أى حدث، مهما كان صغيراً أو كبيراً وسواء كان محلياً أو عالمياً، قد
وقع فعلاً وعلى الإطلاق ما لم تنشره وسائل الإعلام، حتى لو كان من قبل صحيفة محلية مغمورة فى إحدى المدن الصغيرة. وإنطلاقاً من هذه
الحقيقة التى تتميز بها تلك المجتمعات، تعمد الإدارات الأمريكية إلى طمس أحداث إجرامية يندى لها جبين الإنسانية من خلال التعتيم الإعلامى
الشديد على وقوعها. وقد كان لتجربة الأمريكان فى فيتنام درساً لهم فى إتخاذهم هذا المنحى الخبيث فى تغيير الوقائع وطمس الحقائق. فعلى
سبيل المثال، لولا وجود المراسلين الصحفيين مع الجيش الأمريكى أثناء قتاله مع الفيتناميين ومشاهدة هؤلاء الصحفيين للمذابح التى إرتكبتها
القوات الأمريكية بحق المدنيين هناك ونشرها فى مختلف وسائل الإعلام، لما أدى الأمر فى النهاية إلى الإنسحاب المخزى للقوات الأمريكية من
فيتنام. ومن تجربتهم فى فيتنام وكوريا وغيرها من الدول التى إنغمسوا فيها بحروب عدوانية تعلم الأمريكان وطوروا أساليب التعتيم الإعلامى
على جرائمهم فى كل مكان تواجدوا فيه، وما العراق إلا أنصع مثال على سياسة ال!
تعتيم الإعلامى على الجرائم التى قامت وتقوم بها قوات الإحتلال الأمريكية بحق شعبنا فى جميع مناطق العراق، وخصوصاً تلك الجرائم التى لا
يعلم العالم حقيقة من قام بها والتى هى فى الواقع من فعل وحدات خاصة سرية تابعة للجيش الأمريكى تتواجد مجموعات منها حالياً فى العراق.
ومن أجل إلقاء الضوء على العمليات السرية الإجرامية غير المعروفة للرأى العام والتى تقوم بها هذه الوحدات الأمريكية الخاصة، لا بد لنا أن
نوضح أولاً متى بدأ تخطيط وتنفيذ مثل تلك العمليات القذرة ومن يقوم بها، حيث يبدو لنا واضحاً الآن أن البنتاغون ودوائر المخابرات
الأمريكية قد خططوا، ومنذ زمن بعيد، للقيام بأعمال إجرامية تلقى تبعتها على "منظمات إرهابية" سواء كانت حقيقية أو وهمية وحتى لو كان
المتضرر من هذه العمليات هم المواطنون الأمريكان طالما تخدم تلك العمليات الإجرامية تنفيذ سياسة الإدارات الأمريكية.
ففى عام 1962 ناقش كبار قادة هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية وإتفقوا على عملية سرية جداً أطلق عليها "عملية نورثوودز"، والتى هى
خطة لتدمير ممتلكات أمريكية وقتل مواطنين أمريكان الهدف منها إعطاء مبرر لأمريكا لكى تغزو كوبا. وفى عام 1970نشر الجيش الأمريكى "دليل
العمليات الميدانية" المرقم 30-31B والمعنون "إستخبارات عمليات الإستقرار والتوازن ? الميادين الخاصة" المؤرخ فى 18 آذار 1970 والذى
وقعه الجنرال "وليام ويستمورلاند"، حيث شجع الدليل على القيام بعمليات "إرهابية" و "زرع" أدلة كاذبة فى أماكن عامة لكى يتهم بها
الإتحاد السوفيتى بعدئذ. وبصريح العبارة، يذكر الدليل ضرورة القيام بهجمات إرهابية فى عموم أوروبا الغربية تقوم بها شبكة من الوحدات
الخاصة للجيش الأمريكى وجيوش دول حلف الناتو، الغرض منها هو إقناع الحكومات الأوربية بالخطر الكبير للإتحاد السوفيتي. وبعد عدة سنوات على
نشر ذلك الدليل، تبعه تعديلات وتفسيرات وضعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، تقول ما خلاصته أن على أجهزة المخابرات كافة القيام بـ
"عمليات خاصة" توقع اللائمة فيها على "تنظيمات إرهابية". أى بمعنى آخر أن تقوم!
أجهزة المخابرات الأمريكية بأعمال إجرامية يوقع اللوم فيها على "المتمردين"، حسب تعبيرهم، بحيث يستدعى الأمر أهمية التدخل العسكرى
الأمريكى فى ذلك البلد الذى يقومون هم أنفسهم بعمليات "إرهابية" فيه، وكذلك إستمرار حربهم على مايسمى اليوم بالإرهاب.
وقد قادتنا تلك المعلومات إلى البحث أكثر فيما تقوم به قوات الإحتلال فى العراق من عمليات سرية، فوجدنا أن "جون يو" أستاذ القانون فى
جامعة كاليفورنيا ?? بيركلى والباحث فى منظمة اليمين المتطرف الإجرامية المعروفة بإسم American Enterprise Institute، إقترح فى مقال نشره
مؤخراً فى صحيفة "لوس أنجيليس تايمز"، إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخري، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية
مواقع على الإنترنت، ومراكز تجنيد ومعسكرات للتدريب إضافة إلى تسهيل عمليات جمع الأموال لها. والسبب كما ذكره "يو"، هو من أجل بذر
الشقاق بين الحركات الإرهابية، على حد تعبيره. أى بمعنى آخر أن تقوم تلك المنظمات الإرهابية بأعمال إجرامية بحق مواطنين أبرياء تماماً
كما حدث مرات عديدة فى العراق حين شاهدنا إستهداف المدنيين الأبرياء، إدعت بعدها قوات الإحتلال وقوات السلطة العميلة لها أنها من فعل
فصائل المقاومة الوطنية العراقية الشريفة. وبعبارة أخري، يقترح "يو" محاربة الإرهاب بالقيام بأعمال إرهابية لكى تستمر الإدارة
الأمريكية اليمينية الفاشية بتسويق ما يعرف بالحرب على الإرهاب من خلال القيام بالكث!
ير منه بنفسها فى دول تريد الولايات المتحدة أن تشن حروباً عليها أو تستمر بإحتلالها لها.
ويقودنا التحليل لما جاء فى مقال "جون يو" أن هذا الأكاديمى المختص بالقانون لم يكن فى الواقع ليطرح آرائه كمقترحات، بل إن ما قاله هو
عين الحقيقة لما يحدث على أرض الواقع الآن. فقوله بضرورة "إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخري، وأن يكون
لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت" هو ما حدث فعلاً مؤخراً خصوصاً ما يتعلق ببعض أسماء فصائل المقاومة العراقية، إذ ظهرت أسماء
لبعض فصائل المقاومة تشبه أسماء فصائل حقيقية تعمل على الساحة الجهادية العراقية. وطبيعى أن الغاية من ذلك هو الإساءة إلى الفصيل المقاوم
الحقيقى وخلط الأمور على المواطن العراقى بشكل خاص والعربى بشكل عام، خصوصاً عندما قامت أجهزة المخابرات بإستخدام إسم ذلك الفصيل الوهمى
للإيقاع بين الفصائل الحقيقية، تماماً كما حدث عندما أصدر ذلك الفصيل الوهمى بيانات معادية للإحتلال والإعلان عن عمليات جهادية وهمية.?
والحقيقة الأخرى التى حاول "يو" هذا إخفائها هو معرفته الأكيدة بوجود وحدات خاصة سرية متدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذى ذكره
فى إقتراحه، أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات بإسم "مجموعة العمليات الإستباقية كاملة
الإستعداد سلفاً" والتى يطلق عليها إسم P2OG. وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين
والإحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال إستدعائهم للقيام بعمليات "قذرة" فى المناطق الساخنة من العالم. وقد أنشئت تلك الوحدات
بتوصية من "مجلس علوم الدفاع" فى البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة فى أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت إسم "الثعلب
الرمادي" مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة "المكتب التنفيذى للعمليات الخاصة"
المرتبط بمجلس الأمن القومى الأمريكى الذى جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف.
وحسبما جاء فى مقال كتبه الصحفى "ديفيد آيزنبيرغ" فى صحيفة "آسيا تايمز" تحت عنوان "الـ P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة" قال
فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التى توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالى لنشاطاتها، يشتمل على
1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها فى "النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو"، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار
سنوياً لتطوير قابلياتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها فى التعامل مع الزيادة فى
متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها فى تقييم شبكات القوات المشتركة التى تتعامل معها. وبهذا فإن إجمالى
المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً. ومن هذه المعدات على سبيل
المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة
ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك ا!
لأفراد والعربات بواسطة قمر صناعى خاص".
ومن هنا يتبين إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية فى السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية
الأمريكية، مستهدفة من ورائها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه
"العمليات الإرهابية". وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل "إرهابي" حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية
الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبى المطلوب لحروب أمريكا القذرة فى الدول التى تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وإفغانستان
وغيرها، وتلك هى أحد أساليب عمل اليمين الفاشى المتطرف فى الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره "دليل العمليات الميدانية" المنوه عنه
أعلاه. هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التى تعمل
فيها، والتى هى الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكى وتسويق أيديولجيته. ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال
تهدف إلى ما يسمى بـ "ردود فعل محفزة" لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تل!
ك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التى تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلى
فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات
الخاصة هذه هو إستهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوون فى فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل وإعتقال أفراد عوائل هؤلاء
الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والإعتداء على أعراضهن، إضافة إلى إستعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال إن ما حدث مؤخراً فى
بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب فى جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التى قامت بها مجموعة من تلك الوحدات
الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً فى
جريمة قذرة نفذتها فى منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم
وإستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتى أعلنت جميع فصائل المق!
اومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات !
الخاصة ه
ذه هى إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة
بحيث ينتهى الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها فى العراق هو إستمرار لعملياتها فى محاربة الإرهاب، الإرهاب الذى
تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذى ينتهى حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة فى قواعد ثابتة فى العراق بحجة
محاربتها للإرهاب فى المنطقة.
وما يعزز تأكيدنا على وجود مجموعات من تلك الوحدات الخاصة هو ما جاء فى تقرير خاص بموقع "الكفاح" على شبكة الإنترنت
"http://www.kifah.org/?id=1877"
ذكر فيه أن قوة عسكرية أمريكية خاصة تسمى "الفئران القارضة" وصلت العراق مؤخراً، وأن هذه القوة قد
تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والإغتيالات وتخريب منشآت البنى التحتية وخصوصاً
المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة العراقية وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبى الواسع لها. كما جاء فى التقرير أن
قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا فى البنتاغون وليس لقيادة قوات الإحتلال فى العراق أى إشراف
مباشر على عملها. وقد إتخذت هذه القوة أحد أجنحة قصر السجود الرئاسى فى بغداد مقراً لها.
كما لا بد أن نذكر أيضاً ما تقوم به فى العراق عناصر عملت سابقاً فى مجموعات لتلك الوحدات? الأمريكية الخاصة، حيث جاء مؤخراً فى تقرير
كتبه "بيتر ماس" فى مجلة "نيويورك تايمز" فى الأول من شهر مايس 2005، ذكر فيه أن إثنين من كبار "المستشارين" الأمريكان العاملين فى
وزارة الداخلية العراقية هم من المختصين بتقديم "الإستشارة" للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة العميلة وكذلك للمليشيات التابعة لأحزابها
كفيلق غدر والبيشمركة. وأن أحدهم، المدعو "جيمس ستيل"، كان يعمل فى السلفادور فى مجال ما يسمى "مكافحة التمرد" حيث كان يقود مجموعة
من 55 عنصراً من القوات الأمريكية الخاصة، وأنه متهم بعدد كبير من الممارسات اللاإنسانية المتعلقة بإنتهاك حقوق الإنسان هناك. كما أنه
مهتم جداً بتحويل العراق إلى سلفادور ثانية من خلال تدريب المليشيات العراقية على نفس الأساليب القذرة التى كانت تقوم بها مجموعته فى
السلفادور. وبهذا يجب أن لا نعجب إذاً لما نسمعه من قيام الأجهزة الأمنية للسلطة العميلة وميليشيات غدر والبيشمركة بأعمال إجرامية قذرة
بحق المواطنين الأبرياء فى القصبات والمدن العراقية الرافضة للإحتلال وعملاء!
ه طالما أن مستشارها وعرابها هو مجرم محترف ومعروف.
أما الشخص الآخر الذى ذكره "بيتر ماس" فى تقريره فهو المستشار الأمريكى الأقدم لوزارة الداخلية العراقية المدعو "ستيف كاستيل" والذى
كان قائداً لمجموعات فى دائرة مكافحة المخدرات الأمريكية، حيث عمل فى بوليفيا والبيرو وكولومبيا. علماً أن دائرة مكافحة المخدرات
الأمريكية، ومن خلال مجموعاتها العاملة فى أمريكا اللاتينية، كانت تعمل أيضاً فى عمليات ما يسمى "مكافحة التمرد" مطبقة طرقاً
"إرهابية" لغرض تحقيق هدفين هما: محاربتهم الحقيقية لـ "المتمردين"، والثانية هو لخلق حالة من الفزع والخوف والرعب لدى المواطنين
العاديين من خلال قيامهم بعمليات إرهابية يضمنوا من جرائها إستمرار الوجود الأمريكى فى تلك الدول بحجة مساعدتها على "مكافحة التمرد"
الذى يخلقونه بأنفسهم.
وأخيراً لا بد لنا أن نحذر من مخاطر عمليات تلك الوحدات العسكرية الأمريكية المجرمة على فصائل المقاومة الوطنية العراقية، لأنها تعمل
حثيثاً على زرع جواسيس داخل تجمعات المقاومة كما نجحت به فى أفغانستان حين تعرفت على العديد من الأفغان والعرب العاملين مع طالبان
وتنظيمات القاعدة من خلال عملائها الذين زرعتهم داخل تلك التنظيمات والذين كانوا يزودوها بمعلومات يومية مفصلة عن كل ما يجرى هناك. إن
عمل مجموعات من تلك الوحدات يتضمن كذلك القيام بعمليات إجرامية حتى فى الدول المستقرة أمنياً والتى لا تحدث فيها أعمال تخل بأمنها، الأمر
الذى يدفع بالولايات المتحدة من خلال ضغوطها المستمرة على قادة تلك الدول أن تتدخل بشكل مباشر بحجة محاربة الإرهاب الذى يقودها فى
النهاية إلى بسط سيطرتها الكاملة على سياسات تلك الدول وتحويلها إلى تابع هزيل يأتمر بأوامر الإدارة الأمريكية. وقد تكون الأحداث التى
تجرى فى السعودية ومصر ولبنان هى من أفعال تلك الوحدات الإجرامية، ومن يدري، فربما كان إغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق،
بعملية إجرامية فائقة الدقة من حيث التخطيط والتنفيذ هو إحدى عملياتها القذرة من أجل تأل!
يب المجتمع اللبنانى بشكل خاص والعربى والدولى بشكل عام على سوريا وعلى حزب الله كما رأيناه يحدث والذى إنتهى بالضغط الشديد على سوريا
كى تسحب قواتها من لبنان، وهو ما فعلته، وكذلك على حزب الله من أجل نزع أسلحة قواته.