
قبل يومين جرت انتخابات الكنيست الإسرائيلي وشارك المواطنون العرب في الترشح والانتخاب وحصلوا على أربعة عشر مقعدا من أصل المئة والعشرين، منها عشرة للقوائم العربية وأربعة مع الأحزاب الصهيونية(العمل وكديما)،وكأن العرب ذابوا في دولة اسرائيل واصبحوا جزءاً من الواقع المفروض عليهم.. ولكن قبل ثلاثين عاما نظم أهلنا وعربنا في الداخل تظاهرات واضرابات ومسيرات غضب واحتجاج ضد سياسة التمييز العنصري والاستيطان والترحيل والمصادرة التي تعاقبت وتوالت على تنفيذها حكومات اسرائيل الصهيونية..
ها نحن اليوم نحيى تلك الذكرى ونحن لسنا بعيدين عن أرضنا وشعبنا في الداخل فحسب،بل جاء جدار الفصل العنصري ليلتهم في تعرجه وتسلسله بين الضفة وفلسطين المحتلة عام 1948 أكثر من ثمانين ألف دونم ويفرض واقعاً جديدا بعزل الضفة وعزل القدس والقطاع وفصل المدن والبلدات والقرى الفلسطينية وتحويلها إلى كانتونات معزولة ومجزأة جغرافيا..
كانت المناسبة قبل ثلاثة عقود تهدف للتواصل مع الأرض ولحمايتها من النهب والمصادرة وللدفاع عنها واسترداد ما صودر منها،ولكن أبت أنياب المحتل وجرافاته وآلياته إلا أن تقتلع أشجار الزيتون والحمضيات وتسرق الماء والتراب وتصادر لقمة العيش وتسقينا كؤوس الموت صباح مساء.
أصبحنا في بعد عن برتقال يافا وبيارات حيفا وسواحل عكا وسورها وتاريخها،وأصبحنا في غربة عن صفد والكرمل واللد والرملة وطبريا وعسقلان، أصبحنا خلف السور لا مرأى ولا لقاء ولا عبور،والحنين يذوب كما تذوب الشموع المنيرة لتبدد الظلام وتحترق.
يا هل ترى ماذا سنقول للجيل القادم أو ماذا ستقول الأجيال القادمة عنا؟كانوا ضعافا فضاعت أوطانهم ! كانوا غافلين فاستحقوا التشريد والتجريد ! أم سيقف الدهر معنا ويشهد على عذاباتنا وجراحنا وصمودنا وآلامنا وعلى بقائنا وحدنا في الميدان وقد تركنا الآخرون ونزلوا عن ظهر الجبل...
إنه واقع مؤلم ولحظة أسوأ مما سبقها وكل الكؤوس التي نشرب منها كل مرة لا تصلح ولا تسمن ولا تغني من جوع، فكلما اقتربنا من لحظة خلاص وبداية هدوء تهب عاصفة فتقلب علينا الطاولة فلا تبقي لنا كسرة عيش ولا نقطة ماء، حتى جاء من حرق تلك الطاولة وداسها وتنكر لكل شيء لينقض على ما تبقى من الارض لتجريدنا منها ولعزلنا أكثر ومصادرة ترابنا ومائنا وشجرنا وهوائنا وخنقنا حتى نلفظ أنفاسنا الأخيرة، فالحذر كل الحذر من التعاطي مع خطة شارون – اولمرت بتمزيق الضفة ومصادرة عشرات الآلاف من دونماتها لتجذير الاستيطان وقلعنا نحن من جذورنا، علنا أن نقف وقفة عز وشموخ لنحمي أرضنا ونبطل كل المؤمرات الجديدة وكل المشاريع التصفوية والتي هي أدنى مما عرض علينا سابقا ورفضناه، لنقول كفى للحصار والدمار كفى للظلم والقهر..
في ذكرى يوم الأرض ونحن نتذكر كم سلب من أرضنا وكم نكبة ونكسة وصدمة وكارثة حلّت بنا، فماذا ننتظر هل سنبقى ننشد المرثيات وننظم أشعار التفاخر بالأمجاد والزمان ليس لنا؟ أين ذهبت أندلس العرب التي حكمناها ثمانية قرون؟ أين ذهبت حضارة العرب والمسلمين التي حكمت العالم من شرقه إلى غربه؟ أين الوطن العربي الكبير كم هو صغير بتأثيره ودوره؟ أين الضباط والجنرالات والحكام والحكومات التي وعدت الملايين من مشردي شعبنا لتعيدهم من حيث هجّروا وطردوا ؟ أين كان الثوريون والأصوليون والوطنيون والأحرار في ذاك وهذا الزمن الغابر؟ هل ابتدأ التاريخ من الآن أم ذاكرتنا قصيرة أنستنا النكبات والنكسات وقرارات التقسيم ووعد بلفور المشؤوم بداية الغدر الدولي والتواطؤ مع المحتل؟ أين نحن الآن من أرضنا التي ضاعت ومن حقنا السليب ؟ وماذا أعددنا وماذا تبقّى لنا في قبضة التاريخ؟
ها نحن اليوم نحيى تلك الذكرى ونحن لسنا بعيدين عن أرضنا وشعبنا في الداخل فحسب،بل جاء جدار الفصل العنصري ليلتهم في تعرجه وتسلسله بين الضفة وفلسطين المحتلة عام 1948 أكثر من ثمانين ألف دونم ويفرض واقعاً جديدا بعزل الضفة وعزل القدس والقطاع وفصل المدن والبلدات والقرى الفلسطينية وتحويلها إلى كانتونات معزولة ومجزأة جغرافيا..
كانت المناسبة قبل ثلاثة عقود تهدف للتواصل مع الأرض ولحمايتها من النهب والمصادرة وللدفاع عنها واسترداد ما صودر منها،ولكن أبت أنياب المحتل وجرافاته وآلياته إلا أن تقتلع أشجار الزيتون والحمضيات وتسرق الماء والتراب وتصادر لقمة العيش وتسقينا كؤوس الموت صباح مساء.
أصبحنا في بعد عن برتقال يافا وبيارات حيفا وسواحل عكا وسورها وتاريخها،وأصبحنا في غربة عن صفد والكرمل واللد والرملة وطبريا وعسقلان، أصبحنا خلف السور لا مرأى ولا لقاء ولا عبور،والحنين يذوب كما تذوب الشموع المنيرة لتبدد الظلام وتحترق.
يا هل ترى ماذا سنقول للجيل القادم أو ماذا ستقول الأجيال القادمة عنا؟كانوا ضعافا فضاعت أوطانهم ! كانوا غافلين فاستحقوا التشريد والتجريد ! أم سيقف الدهر معنا ويشهد على عذاباتنا وجراحنا وصمودنا وآلامنا وعلى بقائنا وحدنا في الميدان وقد تركنا الآخرون ونزلوا عن ظهر الجبل...
إنه واقع مؤلم ولحظة أسوأ مما سبقها وكل الكؤوس التي نشرب منها كل مرة لا تصلح ولا تسمن ولا تغني من جوع، فكلما اقتربنا من لحظة خلاص وبداية هدوء تهب عاصفة فتقلب علينا الطاولة فلا تبقي لنا كسرة عيش ولا نقطة ماء، حتى جاء من حرق تلك الطاولة وداسها وتنكر لكل شيء لينقض على ما تبقى من الارض لتجريدنا منها ولعزلنا أكثر ومصادرة ترابنا ومائنا وشجرنا وهوائنا وخنقنا حتى نلفظ أنفاسنا الأخيرة، فالحذر كل الحذر من التعاطي مع خطة شارون – اولمرت بتمزيق الضفة ومصادرة عشرات الآلاف من دونماتها لتجذير الاستيطان وقلعنا نحن من جذورنا، علنا أن نقف وقفة عز وشموخ لنحمي أرضنا ونبطل كل المؤمرات الجديدة وكل المشاريع التصفوية والتي هي أدنى مما عرض علينا سابقا ورفضناه، لنقول كفى للحصار والدمار كفى للظلم والقهر..
في ذكرى يوم الأرض ونحن نتذكر كم سلب من أرضنا وكم نكبة ونكسة وصدمة وكارثة حلّت بنا، فماذا ننتظر هل سنبقى ننشد المرثيات وننظم أشعار التفاخر بالأمجاد والزمان ليس لنا؟ أين ذهبت أندلس العرب التي حكمناها ثمانية قرون؟ أين ذهبت حضارة العرب والمسلمين التي حكمت العالم من شرقه إلى غربه؟ أين الوطن العربي الكبير كم هو صغير بتأثيره ودوره؟ أين الضباط والجنرالات والحكام والحكومات التي وعدت الملايين من مشردي شعبنا لتعيدهم من حيث هجّروا وطردوا ؟ أين كان الثوريون والأصوليون والوطنيون والأحرار في ذاك وهذا الزمن الغابر؟ هل ابتدأ التاريخ من الآن أم ذاكرتنا قصيرة أنستنا النكبات والنكسات وقرارات التقسيم ووعد بلفور المشؤوم بداية الغدر الدولي والتواطؤ مع المحتل؟ أين نحن الآن من أرضنا التي ضاعت ومن حقنا السليب ؟ وماذا أعددنا وماذا تبقّى لنا في قبضة التاريخ؟