الفوضى البناءة... نظرية... ام هزيمة كبرى لمنطق الإستبداد الأمريكي؟
حذيفة اللامي
في الاسابيع الاولى من عمر الاحتلال الانكلو- امريكي البغيض لعراق الحضارات والتأريخ تسابق المسؤولون الامريكان وباختلاف توجهاتهم وافكارهم وطروحاتهم بدءاً من الديمقراطيين وانتهاءً بالجمهوريين وقوفاً عند اليمين ومروراً بالوسط واليسار في (اطلاق التصريحات والتهديدات) يبايعون النموذج الامريكي في العراق ويعلنون ولاءهم الكامل لواشنطن وسادتها الجدد(اعضاء الكنيسة الانجيلكانية في العالم).
فمن منا ينسى تصريحات بوش حول البحث عن اسلحة الدمار الشامل ورامسفيلد حول نشر النموذج الامريكي عسكرياً في المنطقة وولفويتز بخصوص تخليص الاكثرية من حكم الاقلية.. والى آخر هذه القائمة من الشخصيات السياسية (المنومة فكرياً وتأريخياً)... الذين احتفلوا ورقصوا كثيراً حول سرعة النصر الامريكي في العراق.. معتقدين ان الحرب قد انتهت بسقوط النظام السابق... ولكي نعطي الموضوع الدقة الموضوعية والحقيقة التأريخية نقول ان هناك ثلاثة مسؤولين كبار امريكان قالوا (ان الحرب لم تنته بل ستبدأ وبشراسة) وهؤلاء هم كولن باول وزير الخارجية المستقيل وجورج تنت مدير المخابرات المركزية المستقيل هو الاخر وثالث المستقيلين ريتشارد بيرل مستشار الامن القومي الامريكي لدى مكتب رئيس الجمهورية.....
ومرت الاسابيع والاشهر والسنوات والعراق يتجه من الكارثة السياسية الى الكارثة الانسانية ومن الكارثة الادارية الى الكارثة الوظيفية الخدمية حتى اصبح العراق من اكثر بلدان العالم تخلفاً بعد (ميانمار)- جزر الرأس الاخضر... واصبحت الدولة العراقية مهددة بالانقسام والتشرذم والانهيار ان لم تكن قد انهارت فعلاً...
ويدعي الرئيس بوش بتاريخ 2005/8/25 في معرض تعليقه على مسودة الدستور العرجاء ان (ما يحدث في العراق اليوم يجعل امريكا وكل دول العالم تفخر به)... واصبحت النخب الفكرية داخل العراق وخارجه في حيرة من امرها هل ان الرئيس بوش مصاب بلوثة عقلية او انه يقصد ويعي ما يقول من كونه تمكن مع كومة من العملاء والخونة من (تدمير الدولة العراقية بالكامل واصبح العراق جزءاً من المخطط الامريكي الاستراتيجي المتضمن تدمير كل الدول والامم القادرة على النهوض بنفسها تدميراً كاملاً)... فإن كان يقصد الحالة هذه فمن حقه ان يحتفل مع العالم الغربي الرأسمالي لما وصل اليه حال العراق بلد التأريخ والاديان والحضارات...
ولكن ما يثير السخرية والاشمئزاز السياسي والتأريخي والاخلاقي معاً تصريح عميدة الخارجية الامريكية الآنسة السمراء رايس بتأريخ 2005/7/26 في مؤتمر الامن والتعاون في اوربا ما نصه (نحن نعلم ما يحدث في العراق من كونه اكبر مظاهر الفوضى والضياع.. ولكن ليعلم العالم الحر ان هذه الفوضى مفيدة للعراق وللديمقراطية.. انها فوضى بنّاءة خلاّقة).
ونحن نتساءل كيف يمكن ان تكون هناك فوضى مفيدة.. سواء من الناحية السياسية او الفلسفية او الاجتماعية او التاريخية...
هل من المعقول ان فلسفة الفوضى تنتج مجتمعات انسانية منتظمة متحضرة... هل من المستساغ ان هذه الفوضى سوف تكون القابلة المأذونة التي تنجب الرضيع السليم المعافى... ثم الم تنظر الانسة رايس ان هذه الفوضى البنّاءة جعلت النموذج الامريكي في العراق والمنطقة والعالم (نموذجاً بائساً ومتخلفاً وبوهيمياً وغيرا اخلاقي) واصبحت صورة أمريكا الاممية تثير الاشمئزاز والغثيان لدى كل القوى التحررية في العالم.
ان خرافة الفوضى البناءة هي اسطورة نقلت من العصر الطباشيري حينما كان الانسان يتعامل مع الحاجات والاشياء بطريقة التجربة والخطأ فهل من المعقول والمنطقي ان واشنطن ولندن تريد بعث الروح في اسطورة الفلسفة العبثية قبل (150) الف عام فإن كان الامر كذلك فنحن ننصح بوش وساسته الذهاب الى اية مصحة عقلية لمعرفة مقدار ذكائها والله الموفق
حذيفة اللامي
في الاسابيع الاولى من عمر الاحتلال الانكلو- امريكي البغيض لعراق الحضارات والتأريخ تسابق المسؤولون الامريكان وباختلاف توجهاتهم وافكارهم وطروحاتهم بدءاً من الديمقراطيين وانتهاءً بالجمهوريين وقوفاً عند اليمين ومروراً بالوسط واليسار في (اطلاق التصريحات والتهديدات) يبايعون النموذج الامريكي في العراق ويعلنون ولاءهم الكامل لواشنطن وسادتها الجدد(اعضاء الكنيسة الانجيلكانية في العالم).
فمن منا ينسى تصريحات بوش حول البحث عن اسلحة الدمار الشامل ورامسفيلد حول نشر النموذج الامريكي عسكرياً في المنطقة وولفويتز بخصوص تخليص الاكثرية من حكم الاقلية.. والى آخر هذه القائمة من الشخصيات السياسية (المنومة فكرياً وتأريخياً)... الذين احتفلوا ورقصوا كثيراً حول سرعة النصر الامريكي في العراق.. معتقدين ان الحرب قد انتهت بسقوط النظام السابق... ولكي نعطي الموضوع الدقة الموضوعية والحقيقة التأريخية نقول ان هناك ثلاثة مسؤولين كبار امريكان قالوا (ان الحرب لم تنته بل ستبدأ وبشراسة) وهؤلاء هم كولن باول وزير الخارجية المستقيل وجورج تنت مدير المخابرات المركزية المستقيل هو الاخر وثالث المستقيلين ريتشارد بيرل مستشار الامن القومي الامريكي لدى مكتب رئيس الجمهورية.....
ومرت الاسابيع والاشهر والسنوات والعراق يتجه من الكارثة السياسية الى الكارثة الانسانية ومن الكارثة الادارية الى الكارثة الوظيفية الخدمية حتى اصبح العراق من اكثر بلدان العالم تخلفاً بعد (ميانمار)- جزر الرأس الاخضر... واصبحت الدولة العراقية مهددة بالانقسام والتشرذم والانهيار ان لم تكن قد انهارت فعلاً...
ويدعي الرئيس بوش بتاريخ 2005/8/25 في معرض تعليقه على مسودة الدستور العرجاء ان (ما يحدث في العراق اليوم يجعل امريكا وكل دول العالم تفخر به)... واصبحت النخب الفكرية داخل العراق وخارجه في حيرة من امرها هل ان الرئيس بوش مصاب بلوثة عقلية او انه يقصد ويعي ما يقول من كونه تمكن مع كومة من العملاء والخونة من (تدمير الدولة العراقية بالكامل واصبح العراق جزءاً من المخطط الامريكي الاستراتيجي المتضمن تدمير كل الدول والامم القادرة على النهوض بنفسها تدميراً كاملاً)... فإن كان يقصد الحالة هذه فمن حقه ان يحتفل مع العالم الغربي الرأسمالي لما وصل اليه حال العراق بلد التأريخ والاديان والحضارات...
ولكن ما يثير السخرية والاشمئزاز السياسي والتأريخي والاخلاقي معاً تصريح عميدة الخارجية الامريكية الآنسة السمراء رايس بتأريخ 2005/7/26 في مؤتمر الامن والتعاون في اوربا ما نصه (نحن نعلم ما يحدث في العراق من كونه اكبر مظاهر الفوضى والضياع.. ولكن ليعلم العالم الحر ان هذه الفوضى مفيدة للعراق وللديمقراطية.. انها فوضى بنّاءة خلاّقة).
ونحن نتساءل كيف يمكن ان تكون هناك فوضى مفيدة.. سواء من الناحية السياسية او الفلسفية او الاجتماعية او التاريخية...
هل من المعقول ان فلسفة الفوضى تنتج مجتمعات انسانية منتظمة متحضرة... هل من المستساغ ان هذه الفوضى سوف تكون القابلة المأذونة التي تنجب الرضيع السليم المعافى... ثم الم تنظر الانسة رايس ان هذه الفوضى البنّاءة جعلت النموذج الامريكي في العراق والمنطقة والعالم (نموذجاً بائساً ومتخلفاً وبوهيمياً وغيرا اخلاقي) واصبحت صورة أمريكا الاممية تثير الاشمئزاز والغثيان لدى كل القوى التحررية في العالم.
ان خرافة الفوضى البناءة هي اسطورة نقلت من العصر الطباشيري حينما كان الانسان يتعامل مع الحاجات والاشياء بطريقة التجربة والخطأ فهل من المعقول والمنطقي ان واشنطن ولندن تريد بعث الروح في اسطورة الفلسفة العبثية قبل (150) الف عام فإن كان الامر كذلك فنحن ننصح بوش وساسته الذهاب الى اية مصحة عقلية لمعرفة مقدار ذكائها والله الموفق