الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هنيئاً لك يا إسرائيل بقرارات القمم العربية بقلم: سماك برهان الدين العبوشي

تاريخ النشر : 2006-03-30
هنيئاً لك يا "إسرائيل " بقرارات القمم العربية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما نفع الخطابات السياسية التي يتقن فن ترتيب عباراتها ويتفوه بها ما يطلق عليهم " دهاقنة السياسة " من العرب والتي غالباً ما تكون محصلة أقوالهم وتصريحاتهم وخطبهم نكوصاً بالمبادئ وتخبطاً بالأداء السياسي وانهزاماً وتراجعاً بالمواقف وانبطاحاً تارة على بطونهم وتارة أخرى على ظهورهم مع مستكملات ومستلزمات هذا الانبطاح من مَــدِّ الذراعين للأعلى وفتح اليدين لتتشابك أصابعهما ببعض ٍحول فروة الرأس وانفراج الساقين بزاوية منفرجة مع إغماض للعينين خجلاً من الموقف الذي وضعوا أنفسهم هم فيه ، وإلى آخر قائمة مفردات قاموس السياسة العربية – باب " عشان ما نعلى ... لازم نطاطي، ولو كان ذلك على حساب القضايا القومية ومصلحة الشعب العربي وضرباً على قفا المبادئ وإلى آخر الدهر والزمان أو أن يقضي الله أمراً كان مفعولا " ، تلك المفاهيم والمبادئ التي استنبطها و تعوّد على ترديدها وممارستها وبشّر بها ساستنا وقادتنا للفترة المظلمة التي طاب لهم الولوج بها وإدخال أبناء شعوبهم قسراً وعنوة ً والعشعشة في دياجير ظلماتها والتي تلت مرحلة توقيع اتفاقيات "كمب ديفيد " بعد فترة عنفوان قومي وغليان جماهيري إمتد من المحيط الهادر إلى الخليج العربي الثائر ، واعلان بعض من أصبحوا قادة للعرب في غفلة من الزمان الغادر بعد التوقيع أن أمريكا تملك 99% من أوراق حل قضية الشرق الاوسط ولكن دون أن يذكر هؤلاء ومن سار بركابهم حقيقة أن أميركا كانت قد جيَّرت هذه الأوراق جميعاً وتحت سمعهم و أبصارهم لحساب " اسرائيل " دون غيرها طبعاً.

وبعد هذا السرد والوصف للمفاهيم السياسية التي سار عليها وآمن بها ساستنا لفترة ما بعد المد الجماهيري ، ألا بئساً للمفاهيم السياسة التي تقود إلى هذا المنحى والتي كانت محصلتها النهائية تلك الصور المأساوية و المزرية آنفة الذكر والتي صارت ما يميز مرحلتنا الحالية وما سيليها من تدحرج نحو الهاوية والضياع والتي لم يتحرك ساستنا يوماً لإيقافها ولم يفكروا بتعديل خطوط هذه الصور ولو من باب رفع العتب أو ذر للرماد في العيون رغم وجود ما يسمى ( جامعة ) للدول العربية والتي كانت سبباً في سوء وضعنا العربي من خلال عدم نهوضها بواجباتها الشرعية والمبدئية والتي يمكن أن يوصف أداؤها بأنها ذلك ( القيد ) الذي كبَّل طاقات شباب العرب وخنق تطلعاتهم المشروعة بحياة حرة كريمة تلي مرحلة استرداد لحقوق هضمت وأكلت بفعل السياسة العرجاء والشوهاء التي مارسها بعض من يوصف بقادة هذه الأمة ( جُـزافاً) ، آخذين بنظر الإعتبار مصادفة تكاد تكون مضحكة محزنة تتلخص بأن كلمة " الجامعة " يمكن أن تفسر بمعنى " القيد الفولاذي " الذي يحمله رجل الأمن لتكبيل يدي السجين أو المتهم فلا يستطيع منه فِراراً أو تخلصاً ، وسُحقاً من جانب آخر لكل من استنبط هذه المفاهيم ورسَّخها وعمل وِفـْقـَها وسار على دربها ، فكانت النتيجة هذا التجذر والإيغال بالانحطاط العربي المشين .

وإشارة إلى ما جاء بتصريح نـُسب لأحد رجال الفصائل الفلسطينية كثيرة العدد والمتعددة الاتجاهات والمتشعبة الميول والايدولوجيات رغم صغر مساحة فلسطين الجغرافي ( بأن البيان الوزاري للحكومة الفلسطينية الجديدة غني بالوعود فقير بالسياسة !)، وإجابة لهذا التصريح وغيرها من التصريحات التي توالت هذه الأيام أتساءل ، هلاّ أجابني صاحب التصريح ( مع احترامي الكبير لمواقفه النضالية أيام دأبه وجهاده الغابر حين كانت " سياسة " النضال ولغة الجهاد آنذاك تعني مقارعة العدو في عُقـْر دارهم لا على المنابر وفوق المنصات الخطابية وعلى موائد المؤتمرات – المؤامرات ) ما الذي جنيناه من ( مخضرمي السياسة ) وخطبهم وأجندتهم السياسية غير الجوع والحرمان والتقهقر والخذلان وسد المنافذ الحدودية وقتما ترغب به " بعبع الشرق الأوسط إسرائيل " والاجتياحات لتمارس من خلالها خنقاً واستهتاراً بمقدرات شعب صامد مرابط خلف جدار العزل حتى يتبجح بعض ساستنا ويستهين بما ورد في البيان الوزاري لحركة حماس فيوصف بأنه غني بالوعود فقير في السياسة ، فأي نوع من المفاهيم السياسية التي افتقر اليها البيان الوزاري لحكومة حماس ، وهل أن ما يقصد بتلك المفاهيم السياسية تلك التي نشأت بعد سلسلة من الجولات المكوكية والمؤتمرات الدولية الثنائية والثلاثية والرباعية ألتي ابتدأت خلف الكواليس لتصبح فيما بعد تجري تحت الانظار دونما حياء ولا وجل ولا خوف ولا حياء والتي أمتدت على خارطة مدن أوسلو ومدريد وواشنطن والقاهرة وشرم الشيخ وغيرها من المدن الغربية والعربية التي ( تشرفت !! ) باحتضان مراسيم عُـرس ٍ لم يكتب له النجاح والتوفيق ( ولن يكتب له مستقبلاً ما دام ميزان القوى مختلاً يميل لطرف دون الآخر ) ولسبب واحد بسيط يتمثل ويتحدد بعدم وجود تكافؤ للفرص وموازنة واتزان بين طرفي هذه الزيجة والعرس يتمثل أحدهما ( لسنا نحن بالطبع !! ) بكامل العنجهية والغطرسة والقوة المستمدة والمستندة من التفاف جماهير " أسرائيل " حول ساستهم الناشئة عن إيمانهم وثقتهم بصدقية مواقف رموزهم وشخصياتهم وساستهم الهادفة لتقوية كيانهم المغتصب على حساب دول العرب السابح حكامهم وقادتهم في بحار اللاوعي ، وبين طرف ضعيف مهلهل مشتت متلعثم متعثر الخطوات متهالك على منصب أو جاه تفرض عليه الوصاية والشروط في محاولة حثيثة منهم لإجبار هذا الشعب على ترك كفاحه وشطب تاريخه النضالي الذي تكبد سلفهم من رعيل الجهاد الأول بخط هذا التاريخ المجيد بدمه وعرقه وصبره واحتسابه ليضيع كل ذلك التاريخ والجهد بجرة قلم ممن جاء بعدهم جراء الضعف والوهن واليأس الذي زرعه ساستنا في محيطنا فأصبحنا نـُقاد كما تـُقاد النِـعاج إلى المسلخ للجزر دون أن ندري .

إنّ حماس بخطابها الوزاري الذي قيل بحقه الكثير والكثير ووصف على أنه مجرد وعود وأمنيات وأنه لم يقترب من ( عبارات السياسة ) ألتي تعـوّد ساستنا فيما خلا من الاكتفاء بإلقاء خطب نارية تخلو من الفعل المقتدر المفتقر أساساً لدعم الجماهير اليائسة التي أحست أنها لا تغني ولا تسمن من جوع فكانت سبباً في الجمود وحالة التقوقع الذي أصابها ، أقول أن حماس بخطابها المتضمن للوعود والأحلام البعيدة عن " السياسة " هي أحوج ما نريد في هذه المرحلة القاهرة والحرجة التي تمر بها القضية العربية عموماً والقضية الفلسطينية خصوصاً ، اتعلمون لماذا؟ ، إنها وبمنتهى البساطة والوضوح تتضمن من العبارات البسيطة والشفافة التي انسابات من لسان السيد "اسماعيل هنية " والتي جاءت لتمثل الصدق والعفوية وعدم المواربة والخشية من مداهنة هذا الطرف الدولي أو الخوف من ذاك الطرف الدولي الآخر.

وما سمعناه هذه الأيام من عدم احترام حركة حماس للتعاهدات والاتفاقات الدولية المعقودة وأنها بذلك ستخالف ما يسمى " الشرعية الدولية " ، وجواباً على هذا ، أتساءل ... ما الذي ناله أبناء شعب فلسطين من قرارات دولية طيلة السنوات المنصرمة كانت قد ملأت أدراج المنظمة الدولية والجامعة العربية رغم الفيتو الذي يجابهها من الدولة الأعظم وعدم الاحترام من " إسرائيل " على مر أكثر من نصف قرن حتى الآن !؟ ، ولماذا بتنا نردد على مسامعنا مصطلح ما يسمى "الشرعية الدولية " وصرنا نخشاها ونحسب لها الف حساب في مواقفنا الدولية وحتى الداخلية منها ونعيرها كل هذا الاحترام والتقدير ؟ وأتساءل ثانياً ... ما الذي قدمته لنا هذه الشرعية لتنال منا كل هذا التقدير والإجلال ونتجنب المساس بأطرافها أوإثارتها على أساس أنها مكسب إلهي مقدس نزل علينا من السماء يتحتم علينا أن نردد عبارات الثناء بحقها في كل خطاب ؟ وأتساءل ثالثا ًورابعاً ... ومن ذا الذي يتذكر منا كيفية قيام ونشأة هذه الشرعية الدولية ومن ذا الذي أنشاها وبشـَّر بها وجعلها لتكون في خدمة أهدافه الدولية والأقليمية فأصبحت بذلك سيفا مصلتاً على رؤوس الضعفاء والمساكين ممن هم أصحاب الحق ليتنازلوا عن حقهم المشروع والسليب ( طوعا أو كـُرْهاً ) لصالح الدول المتغطرسة والمتكالبة والمستأذبه والمحتلة والتي تقف حجر عثرة أمام تطلعات الشعوب الفقيرة والمضطهدة والمستعبدة والمكبلة والموثوقة الأطراف والمكممة الأفواه إلا من همهمات تصدر بين الفينة والأخرى لتطيح بها حكوماتها وساستها بحجة مكافحة الإرهاب الدولي ولدعم الاستقرار الدولي.

إننا بحق بأمس الحاجة لثوب جديد ونظيف نتزيا به ، ونبرة جديدة تصدر من حنجرة صافية لم يأت ِالصدأ على

حبالها الصوتية فتأتي عزفاً نشازاً لا يطاق سماعه ، و ( رد فعل ) جديد يتسق ويتناسب ويتناغم وما نلقاه من( فعل ) غادر وظالم يقف أمام تطلعاتنا المشروعة في أن نكون أمة لها وزنها وقيمتها واحترامها بين أوساط أمم العالم الأخرى ذات الكلمة المسموعة والمهابه ، وخطاب جديد تخلو من مفرداته كل عبارات الخنوع والذل والاستكانة والمهانة وطأطأة الرأس بحجة احترام ( الشرعية الدولية ) وعدم المساس والوقوف أمام عمليات ما أصطلح على تسميته ( الإرهاب الدولي ).

وختاماً ... صرخة استنكار تنطلق من أعماق أعماق نفسي تشاطرني بها الأغلبية الصامتة من أبناء أمة العرب المنكوبة آمالهم والمضيعة جهودها على امتداد خريطتنا الجغرافية والسياسية ، أقول صرخة استنكار واستهجان بوجه حكام الدول العربية المجتمعين في الخرطوم في مؤتمر ( قمة القهر ) العربية المبشرة بزوال اللاءات وحلول ( النعم بثلاث كلمات ) دون أن يبينوا كيف السبيل لاسترداد الحقوق وما هي خطتهم وبرنامجهم السياسي ، أما خجلتم حين اجتمعتم وناقشتم وتدارستم قضايا مصيرية حاسمة لتكون النتيجة أن لاتتجاوز مساعداتكم ( مجتمعين ) لأبناء فلسطين الصابر المحتسب المرابط والذي توقع الكثير منكم مبلغ الخمسين مليون دولار ثمناً لصمودهم وسداً لجوعهم وتغطية لرواتب موظفيهم وما يقدم لهم من خدمات والتي لا توازي مقدارها في جميع الأحوال ثمن قصر فاره يشتريه أحد رجال الأعمال أو الساسة العرب المتنفذين في إحدى مدن أوربا المطلة على سواحلها الذهبية ، ولا تكاد تساوي تلك المبالغ التافهة التي تنحر على موائد القمار والميسر في نوادي مونت كارلو أو لاس فيجاس ، ولا تساوي جزءاً يسيراً جداً من مبالغ الفائدة المصرفية للمبالغ العربية المودعة في البنوك الامريكية والاوربية والتي يستحرم أصحابها استلامها من منطلق إسلامي يحرم الفائدة والربا فتوزع كهبات تصرف في تلك المدن على أمل الدخول إلى جنات الفردوس في اليوم الآخر؟.

وكلمة تقدير وترحيب لأبناء اليمن السعيد وشيخهم الجليل الدكتور عبدالمجيد الزنداني ورعاية رئيس دولتهم الذي احتضن حفلاً خطابياً هيأ على شرف زيارة قام بها السيد خالد مشعل قبل أيام لإجراء محادثات مع الحكومة اليمنية لتبيان مواقف حماس ، فكانت حصيلة نداء التبرع الذي أطلق يومذاك مبلغاً يفوق قيمة ووزناً ومعنى ما تقرر من مساعدات إتفق عليها حكام وقادة الدول العربية في قمتهم العربية الأخيرة لاسيما النفطية منها .

لا أقول إلاّ .... حسبنا الله ونعم الوكيل ، وكان الله في عونك أيها الشعب العربي ، وعزاءاً لك بقادتك وساستك وأولي أمرك ، وهنيئاً لك يا " اسرائيل " بما نحن فيه من ضعف وخنوع وانقياد للشرعية الدولية العوراء .

سماك برهان الدين العبوشي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف