الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللعنة على السياسة بقلم: خالد منصور

تاريخ النشر : 2006-03-29
اللعنة على السياسة بقلم: خالد منصور
أللعنة على السياسة

سألتني تلك الصديقة وقد مزقت آخر دعوة وصلتها لاجتماع::: كيف أمضيت ربع قرن من عمرك عاملا في حقل السياسة دون أن تدرك أن ما بين السياسة والأخلاق وهاد ومسافات.. كيف غابت عنك حقيقة أنّ السياسة والمبادئ ضدان لا يتفقان.. وأضافت بانفعال قائلة-- كنت دائما أحسدك على قوة تحملك وأنا أراك بلا مخالب تجالس ذئابا ومنافقين.. وتجادل ببراءة ذوي النوايا الخبيثة والمدّعين.. لقد كنت أشفق عليك حين كنت تقارع الكذب والدجل بالصدق والاستقامة.. وأنهت كلامها لي بالقول---- انت إنسان تعيش في الزمن الخطأ وتقف في المكان الخطأ وتقاتل بالسلاح الخطأ.....

لقد أيقظتني تلك السيدة من سباتي العميق، لأصحو مفزوعا كأنني كنت أعيش كابوسا منذ سنين وعقود.. وسخرت بجرأة من استسلامي لما كنت أظن انه قدري.. لقد هزتني من الأعماق.. وتجرأت على اقتحام ذاتي التي كنت قد سورتها بألف سور وسور.. وعندما غادرت-- كنت في داخلي أقول.. إنها صادقة، إنها تواجهني بالحقيقة التي كنت أخبئها عن عيون الناس، ولا أود الاعتراف بها حتى مع نفسي-- حفاظا على كبرياء مزيف-- وخوفا من نتائج وانعكاسات اعترافي، بأني لا أصلح بمثلي ومبادئي للعمل الذي كرست له حياتي، وحسمت به خياراتي.. حتى أضحيت كالسمكة التي لا تستطيع مغادرة المياه.. ولم اعد قادرا على الخروج منه إلا له أو إلى ما يتقاطع معه.....

نعم انه زمن التافهين المتسلقين ( زمن الرويبضة )، زمن الأنا التي تطغى على كل شيء، والتي في سبيلها تخاض كل المعارك في السر وفي العلن.. ومن اجلها تبنى التحالفات وتنشا المحاور، وتتبدل مواقع الأفراد تبعا لتبدل شخوص مراكز النفوذ واهبي النعم.. وتضيع المبادئ والقيم في غوغاء أنصاف وأشباه المثقفين، الظّانين أنهم كغيرهم من السادة ذوي الياقات البيضاء.. أمراء يلبسون البدلات والربطات المستوردة، ويحيون السهرات ويقيمون المآدب عربونا للولاء والإخلاص.. ويوهموا الطامعين بالكراسي بأنهم قادرين على كل شيء حتى على تزوير الحقائق الدامغة، وان لديهم إقطاعيات وممالك مفاتيحها بأيديهم وحدهم فيطالبوا بنصيبهم من المغنم وباستحقاقات.. والمضحك المبكي أن المعارك الحقيقية هي التي تدور في الخفاء... في العلن يتبادلون الابتسامات والمجاملات... وفي السر يبنون الاصطفافات، يطعنون في الظهر، ومن تحت الطاولة يمررون الصفقات.. أموال وتوظيفات مقابل سكوت معيب أو تمرير لقرارات..... نعم انه زمن معاوية وليس زمن علي.. زمن يقف فيه الناس مع القوي وليس مع الأصلح، وتتبدل الانتماءات والأهواء ليس بناء على فكر أو عقيدة بل بناء على المصالح الذاتية.

قد تكون السياسة فن الممكن، لكنها عند سياسيينا الفطاحل الذين ابتلي بهم شعبنا الصابر المسكين، تمارس كفن للكسب الغير مشروع، وتحقيق الطموحات الشخصية، والرقص على الحبال، ومسح الجوخ والخداع.. فالمواقف تتبدل بيسر بين ليلة وضحاها، فيصبح المحرم مباح، والمرفوض بالأمس لمائة سبب مرغوب به اليوم لألف سبب.. وتحت شعار الحرص على مصالح الفصيل- أو شعار الحرص على مصالح الوطن- أو الحرص على المصلحة العامة- تختبئ مصالح فردية أنانية، وترتكب الكثير من الجرائم الإنسانية، التي ضحاياها في الغالب هم من الصغار والضعفاء، الغير مشمولين برعاية السادة الأقوياء، ومع الأيام ترسخت في العقول المجردة من الضمير، معادلة مخيفة ترسم العلاقة بين المصالح والأهداف، تقول بلا أخلاق وبلا خجل... ( ألانا أولا ومن ثما الفصيل وآخر شيء يأتي الوطن ).

سيدتي... إني اقر بحاجتي-- ككل الأشياء-- للتغيير... وبأنّي لا أصلح إن بقيت كما أنا لمثل هكذا سياسة.. لكني مصمم على أن لا أغادر معقلي وان لا أهادن أو أخون مبدئي.. ولاني مدمن على السياسة.. سأظل مقاتلا حتى ولو بسيف من خشب.. لعله يأتي اليوم الذي ينتصر فيه الكف على المخرز، والحق على القوة.. وتتحرر العقول والارادات.. وتنتفض القواعد على القمم.

خالد منصور

مخيم الفارعة – 27/3/2006
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف