الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وصف سجون التفتيش في أسبانيا التي كانت معدة للمسلمين بقلم :عوني محمد العلوي

تاريخ النشر : 2006-03-29
وصف سجون التفتيش في أسبانيا التي كانت معدة للمسلمين بقلم :عوني محمد العلوي
وصف سجون التفتيش في إسبانيا التي كانت معدة للمسلمين

بقلم الباحث/عوني محمد العلوي

يقدم إلينا تاريخ الأندلس في مراحله الأولى صفحات باهرات من ضروب المجد الحربي والسياسي،وآيات ساطعات من ضروب التمدن والعرفان.ولكنه يقدم إلينا في مراحله الأخيرة صفحات مشجية مؤثرة من تقلب الحدود وتعاقب المحن والانحدار البطيء المؤلم إلى معترك الهزيمة والذلة والسقوط.

وقد سقطت قواعد الأندلس الشهيرة في سلسلة من المعارك والمحن الطاحنة التي تقلبت فيها الأمة الأندلسية منذ انهار صرح الخلافة الأموية في الأندلس في أواخر القرن الرابع الهجري،وقامت دول الطوائف الصغيرة المفككة على أنقاض دولة عظيمة شامخة وكان سقوط كل قاعدة من هذه القواعد الشهيرة التي كانت تسطع بمجتمعاتها وحضارتها الزاهرة خلال حلك العصور الوسطى،يمثل ضربة مميتة للدولة الإسلامية في الأندلس.

والحقيقة أن مصير الأندلس كان يهتز في يد القدر مذ فشلت ريح دول الطوائف وأغلب عليها الخلاف والتفرق وانحدرت إلى معترك الحرب الأهلية تفسح لعدوها الخطر مجال التفوق عليها،والضرب والتفريق بينها.

وهكذا سقطت الأندلس بيد الأسبان القشتاليون وسيطروا على جميع الأندلس "إسبانيا والبرتغال"وبدأوا بالتطهير العرقي وارتكاب المجازر ضد المسلمين الذين ذاقوا ألوان العذاب والمهانة والتشريد والذبح.والذاهب إلى أسبانيا اليوم يوجد إلى يومنا هذا في عدة مدن أسبانية منها أبنية قديمة غريبة في هندستها وشكلها وتباين ما حولها كل المباينة كأنها قصور وأديرة وسجون معاً.فجدرانها ضخمة ونوافذها قد أعترضها حديد ضخم غليظ قد تصدأ.

وإذا واكبت إحدى هذه الأبنية من الخلف رأيتها مؤلفة من عدة غرف صغيرة يوصل إليها بممر ضيق ويصل إليها النور من كوة صغيرة في سقف كل غرفة وقد احكم سد الكوة بثلاثة أدوار من غليظ الحديد عليها.

ويرى الزائر في أرض الممر فتحات صغيرة كل فتحة تبعد عن الأخرى نحو متر ونصف المتر وقد احكم سدها بالحديد الغليظ وقد خصصت هذه الفتحات للمسجونين في الغرف السفلى تحت الممر أي الغرف التي بالدور الأسفل ومن تحته طبقات أخرى عديدة تحت الأرض وهي سجون سرية لا يهتدي إليها إلا رجال المحكمة والسجانون فحسب.

ومهما يكن النهار رائعاً والشمس طالعة مشرقة فإن الزائر لا يبصر شيئاً في تلك الممرات والغرف لشدة ظلمة المكان بل يجب أن يصطحب نوراً كاشفاً يضيء له الطريق.

أما الغرف فقد كانت تطلي بالشحم ويبدو أن ذلك كان يهدف منع السجين من تسلق الجدران للهرب،أو عمل أي أثر في الحائط للنجاة.

ثم يرى بعض آلات التعذيب في كل مكان كالأسواط التي بها بعض قطع الحديد الشائك لجلد المسجونين وإهراء لحومهم عن عظامهم وقدور من الحديد لعلها كانت لصهر الرصاص فيها وصبه على المعذبين أو لغلي الماء أو الزيت لمثل ذلك الغرض،ويوجد إلى جانب ذلك مستودع للفحم لا يزال كثير منه إلى الآن.

أساليب التعذيب في سجون التفتيش

كان محظوراً على السجين أن يكلم أحداً أو أن يرفع صوته سواء كان من الآلام أو للصلاة او للاستغفار لله أو للترتيل أو للغناء أو لأي سبب أخر.فكأنما قد انقطعت صلته بالعالم بأسره انقطاعاً تاماً ومن خالف تلك الأوامر عرض نفسه للعذاب وللقصاص الأليم.

وكان حراس السجون ورجال النظام في تلك السجون المظلمة ينقلون لرجال (الديوان المقدس)كل ما يحدث فلا تخفي عليهم خافية.

وكانت الممرات التي بها أبواب السجون ملأى بالسجانين يستمعون لمعاشر البائسين ويأمرونهم ألا يرتكبوا ما يحرمه رجال التفتيش عليهم.

وكان محظوراً على السجين الإتيان بحركة أو الكلام في سجنه منعاً باتاً حتى أن أحد المسجونين أصيب بالسل بعد أن قضى زمناً طويلاً في عذابه وسجنه الرطب الموحش المظلم فأخذ يسعل رغم أنفه فأنذروه بأن لا يعود إلى السعال بعد،فأجاب وهو خاشع ذليل أن هذا رغم إرادته وأنه لا يمكنه الانقطاع عن السعال واشتد عليه المرض فأكثر من السعال فاقتيد إلى المحاكمة فقضت بضربه بالعصي فضرب حتى سقط بين أيدي معذبيه القساة المجرمين ميتاً فاستراح من تعاسته ومرضه والعذاب والذي روي هذا شاهد عيان.

حفلات الحريق في سجون التفتيش في البرتغال

كان يتقدم الموكب كاهن يرتدي حلة بيضاء ويحمل صليباً أسود في يده،يترنم ترانيم الموت،ويمر أولاً أمام عرش الملك،ويعود فيقف في الساحة،ثم يأتي فريق من الكهنة بثياب بيضاء، وصلبان سوداء (وكانت رمز ديوان التفتيش).ويترنم الكهنة ويمرون أمام العرش ثم يقفون...،ثم يمر فريق من الشعب وهم يرتدون ملابس بيضاء حاملين صلباناً سوداء،فيفعلون مثل من سبق،ثم يمر المحكوم عليهم بالحرق وقد غطتهم القاذورات،والأوحال التي قذفهم أولئك المعذبين.

وكان يحيط-بهؤلاء-السجانون وجنود الديوان والرجال المنوط بهم إجراء التعذيب،فإذا ما وصل السجناء إلى الساحة صعدوا إلى أكوام من الحطب عالية،وفي وسط كل كوم صليب مثبت لكي يموت المعذبون وهم ينظرون إلى ذلك الصليب.

ثم يرتقي رئيس المحكمة مرتفعاً في وسط الميدان-ساحة ريبرا-ويأخذ في تلاوة الحكم على معاشر الزنادقة الكفار...بصوت جهوري وهو يقول:"إن هؤلاء الكفرة قد استحقوا الحرق رجالاً ونساءً لأنهم [يهود أو من المسلمين،أو من غير أتباع المذهب الكاثوليكي].وأنهم قد استحقوا الأحكام المنسوبة إليهم لأنهم اتخذوا الشيطان عدو البشر ولياً وحقروا الكنيسة وهم لا يأتون ثمراً.لذا وجب قطعهم وحرقهم بالنار عملاً بقول السيد المسيح له المجد:"من ليس معنا فهو علينا،وأن كل شجرة لا تثمر وجب قطعها وإلقاؤها في النار.إن الذنب ذنبهم،ودمائهم على رؤوسهم".

وبعد أن ينتهي من تلاوة ذلك الحكم،يصرخ أحد الكهنة باللاتينية:"المجد لسيدتنا والدة الإله،ومبارك كل مؤمن طائع"وعندها يمد الناس أيديهم لأخذ البركة".

ثم يتقدم الكاهن لآخر مرة من المجرمين وبيده صليب من العاج،ويعرض عليهم التوبة وتقبيل الصليب،فمن أبى لعن لعنة أبدية، وإذا ما ساوره الخوف وقّبل الصليب،ووعدهم بأن يبوح لهم بأسماء غيره ممن يبحث عنهم "الديوان"وأن يصرخ بما يفكر به ويعلن لهم توبته واستغفاره،فعندئذ يعاد إلى السجن مرة أخرى،ليتثبتوا من توبته.(ويقال إنه نذر من خضع من أولئك المساقين للموت).

وعندما يصدر الأمر إلى جلاديهم بإضرام النار...يعلو صراخهم وعويلهم وتتصاعد روائح شيّ من أجسادهم في الجو....،وكثيراً ما كانت أجسامهم تظهر وهي تحترق سوداء،وتظل النيران مشتعلة ثلاث ساعات بلا انقطاع والشعب يرقص حولها والكهنة يسبحون!!!حتى تصبح بقايا الحطب والجثث رماداً...فينصرف الملك وحاشيته تشيعهم دعوات الشعب وبركات القساوسة.

المصادر والمراجع:

1-الإحاطة في أخبار غرناطة/لابن الخطيب ج1-2

2-تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين :تأليف أشباخ ترجمة محمد عبدالله عنان

3-فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي

4-معجم البلدان لياقوت الحموي

5-دولة الإسلام في الأندلس تأليف محمد عبد الله عنان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف