بسم الله الرحمن الرحيم
ثياب الأخلاق
بقلم : نسائم الجنة
مابين هذه الأسطر التي أكتبها شيء يعتمل في فكري وكلمات شاء الرحمن أن تولد من رحم أفكاري فهل أجد مابين دفاتركم صفحة فارغة أعبئ فيها هذه الأفكار الولاٌدة أن شاء الله .
سأبدأ حيث استوقفتني كلمات جذابة خلابة سلبت لبي وأسرت فؤادي وأنا أمتع نفسي في قراءتها وأتأمل معانيها السامية وألفاظها الساحرة. أنه إمامٌ زاهد وشيخ جليل تداعب كلماته نياط القلوب فتصفو النفس وتعلو في سماء الراحة والطمأنينة والأمن والسكينة فانظر إلى هذه الأبيات وترنم بتعبيرها الصادق وأشعر فيه بمعاني لغتنا الأم:-
تموت الأسود في الغابات جوعا ولحم الظأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير وذو نسب مفارشه التراب
تأمل هذه المعاني السامية إنها تخاطب العقل والروح فتحيك من نفسها أجمل ثياب الأخلاق فترتديها النفس وتحلق بها في فضاء القيم والمبادئ، هل رأيت كم هي جميلة تلك الكلمات التي تغنى بها إمامنا الجليل وشيخنا الفاضل فهي إن دلت على شيء فأنها تدل على أبداع صاحبها وعلى رسالة هادفة وصل بها إلى تلك المكانة الرفيعة .
وكما يقول الشافعي في هذه الأبيات:-
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما أن قد حشي قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع المـودات
تأمل معي روعة المضمون أنظر إلى رسالته السامية التي يحملها بين جنبات قصائده هذه الكلمات التي علينا أن نشدو بها أعذب الألحان وأن نترنم بها ونتغنى بعذب كلامها.
وبنظرة بسيطة إلى ما يشد الشباب والشابات هذه الأيام من أغاني هابطة وكلمات سافرة فإننا نرى ما وصلت إليه عقول هؤلاء من خواء وفراغ فمن ذا الذي يجد في كلماتها لحناً أو يلاقي في ألفاظها لحنا بل على العكس لو دققنا التأمل فإننا نجدها خاوية الوفاض لا تحمل هما ولا رسالة وان ادعت إنها تحمل رسالة الحب فان هناك الكثير من الأدلة التي تنفى ما تدعيه فدعونا نبحر في ذلك قليلا ماذا تحمل هذه الأغاني من قيم ومبادئ تتعلق بالحب كما تدعي ؟ إنها ترسم من الحب صورة فاجرة وتعرضه بطريقة يندى لها الجبين فهي تصور الحب بتلك الطريقة الرومانسية وتسجنه بعيدا عن أرضية الواقع الذي نعيشه فتصور الحبيب ذلك الشاب الذي يركض لإرضاء محبوبته بكل الوسائل ؟
حتى لو كانت هذه الفتاة بلا أخلاق وتصنع من الرجل لوحة تتحكم بها المرآة بمشاعرها فيركض خلفها دوما حتى لو وقعت معه في شر الرذيلة وذلك بدافع الحب طبعا كما تدعي. فأين الحب من كل هذه وأين الرسالة التي تحملها هذه الأغاني الصاخبة إنها تحمل فكراَ غريبا عنا وتسمى الرذيلة تحت اسم الحب والهوى فهل رأيتم أشنع من هذا حباً وأسوأ من هذا عشقاً عشق رومانسي يبعد الفتاة عن الحقيقة فيمثل لها الرجل أو حتى الزوج وكأنه لا يعيش إلا من أجل حبها فهي تنتظر منه كلمات لهيبة حين يعود من عمله متعبا ومرهقا وتنسى بأنه يكد ويشقى طوال النهار وتتحول الحياة الزوجية إلي نكد وهم وكدر. هذه هي الصورة التي تعرضها هذه الأغاني وما تدعيه تحت مسميات الحب ليس إلا عذرا أقبح من ذنب وأن كانت بعض الأغاني تتحدث عن الأوطان فهي قلة قلة قلة.
بالمقابل أردت أن أعرض هذه الحادثة الجميلة مابين على رضي الله عنه وأرضاه وفاطمة الزهراء إذا رآها تسوك أسنانها فداعبها قائلا:
لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراكا
عود الأراك : السواك
ما أروعه من أسلوب يعبر به الصحابي الجليل عن حبه وغيرته من عود السواك وما أجملها من طريقة يترنم بها علي رضي الله عنه إنه يغازل زوجته بأحلى صورة تتلقاها فاطمة الزهراء بكل حب ومودة وهذا في ما أحله الله وفي طريقة مشروعة أنا لا أقول أنه على كل زوج أن يغازل زوجته بأسلوب على رضي الله عنه فلكلٌ طريقته وأسلوبه في التعبير عن مشاعره ولكن طبعا في إطارها المشروع ولكن أردت أن أصل إلى ألفاظه الرفيعة وطريقته الرائعة في التعبير عن إحساسه ومشاعره وأكرر في إطارها المشروع واقصد في هذا الزواج فعلي رضي الله عنه لم يتربع لفاطمة على قارعة الطريق ولم يتغاضى عن مبادئه من أجل حبه لها بل ترك الزواج ليكون حلاَ لهما معا، على النقيض تماما مما تعرضه أغاني هذه الأيام من صورة فاضحة للحب إلى جانب ما تعرضه من صور خادشة للحياء فهل ظنوا أن الناس لم يعودوا يميزوا بين الصحيح والخطأ أم ظنوا أن الناس قد تحضروا وصاروا في ركب الحضارة الغربية الزائفة لا والله فنحن أولى بأسلوب الصحابة في الحب وأولى بأن نتعلم كيف نسمو بالحب الحقيقي الذي يعلن عن نفسه أمام جميع الناس ولا يخاف أحدا طالما كان في ما شرع الله فلماذا مازال شبابنا يبحثون عن تلك الأغاني ليترنموا بها ويدندنوا ألحانها وكأنها تعكس حالهم أردت بهذا الوصول إلى أن كلمات الأغاني الصاخبة ليست الوسيلة التي نعبر بها عن أنفسنا وعن
مشاعرنا فهناك طرق جليلة وأساليب طاهرة عفيفة فاسمع لصوت الحق يشدو بعذب الألحان لماذا لا نحلق في سماء لغتنا العربية ؟ لفضيحة لماذا لا نغرد بلغة القرآن الخالد ؟ لماذا لا نترك تفاهات الأغاني لأصحابها ونبحث عن البديل في لغتنا الجميلة فقد كتب الكثير من الشعراء في الصدق والأدب والإيمان والعلم والجهاد وغيره وغيره وفي الحب أيضا تفننوا فأبدعوا أرقى القصائد وأكثرها تأثيرا أنا لا أقول إنه لا يوجد شعراء اليوم يبدعون في مواضيع الشعر المختلفة بل هناك الكثير من الشعراء الذين تطرقوا إلى تلك المواضيع والى غيرها وكذا فقط تطور الشعر وأصبح الآن بأساليب جديدة ومتنوعة ولكنني قصدت في هذا أن نتوقف عن الركض خلف تلك الأغاني الهابطة من أجل التعبير عنا بل الشعر كان ومازال أجمل وسيلة للتعبير ومازالت لغتنا الفصحى كذلك فلماذا نتمسك بما هو مضيعة للوقت.
في نهاية مقالي فقد أردت القول أن الحب من أجمل نعم الله علينا ولكن لماذا نعبر عنه بوسائل مختلفة داخلة علينا ولماذا نتمسك بتلك الأغاني الصاخبة صاحبة الكلمات الوضيعة ونترك لغة أهدانا إياها رب العالمين بألفاظها الرفيعة ومعانيها القيمة،
كذلك لماذا لا نتغنى المعاني والقيم الجميلة التي وجدت فينا لماذا لا نعبر عن الصدق عن الإخلاص عن الإيمان عن الإيثار وغيرها وغيرها من ا لأخلاق والقيم فنخلقُ بها أروع قصائدنا العربية فإلى أين تجرف هذه الأغاني جيلنا وأي هوة سحيقة تبتلعهم إليها فلنعبر عن الحب ولكن في رقي القيم ولنعبر عن غيره من المشاعر في سماء الطهارة والعفة ولنبحث عن أخلاق ضاعت فينا فنتفنن أزهى القصائد وأحلاها ونتلذذ منها بلغتنا العربية لغة منَ الله علينا فيها فقدم لنا فيها كلامه الخالد في كتابه الحكيم.
أرجو أن تكون الصورة قد وصلت وبارك الله فيكم.
أرجو منكم التعليق على الموضوع مع خالص احترامي وتقديري لكم جميعا
أختكم : نسائم الجنة
ثياب الأخلاق
بقلم : نسائم الجنة
مابين هذه الأسطر التي أكتبها شيء يعتمل في فكري وكلمات شاء الرحمن أن تولد من رحم أفكاري فهل أجد مابين دفاتركم صفحة فارغة أعبئ فيها هذه الأفكار الولاٌدة أن شاء الله .
سأبدأ حيث استوقفتني كلمات جذابة خلابة سلبت لبي وأسرت فؤادي وأنا أمتع نفسي في قراءتها وأتأمل معانيها السامية وألفاظها الساحرة. أنه إمامٌ زاهد وشيخ جليل تداعب كلماته نياط القلوب فتصفو النفس وتعلو في سماء الراحة والطمأنينة والأمن والسكينة فانظر إلى هذه الأبيات وترنم بتعبيرها الصادق وأشعر فيه بمعاني لغتنا الأم:-
تموت الأسود في الغابات جوعا ولحم الظأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير وذو نسب مفارشه التراب
تأمل هذه المعاني السامية إنها تخاطب العقل والروح فتحيك من نفسها أجمل ثياب الأخلاق فترتديها النفس وتحلق بها في فضاء القيم والمبادئ، هل رأيت كم هي جميلة تلك الكلمات التي تغنى بها إمامنا الجليل وشيخنا الفاضل فهي إن دلت على شيء فأنها تدل على أبداع صاحبها وعلى رسالة هادفة وصل بها إلى تلك المكانة الرفيعة .
وكما يقول الشافعي في هذه الأبيات:-
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما أن قد حشي قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع المـودات
تأمل معي روعة المضمون أنظر إلى رسالته السامية التي يحملها بين جنبات قصائده هذه الكلمات التي علينا أن نشدو بها أعذب الألحان وأن نترنم بها ونتغنى بعذب كلامها.
وبنظرة بسيطة إلى ما يشد الشباب والشابات هذه الأيام من أغاني هابطة وكلمات سافرة فإننا نرى ما وصلت إليه عقول هؤلاء من خواء وفراغ فمن ذا الذي يجد في كلماتها لحناً أو يلاقي في ألفاظها لحنا بل على العكس لو دققنا التأمل فإننا نجدها خاوية الوفاض لا تحمل هما ولا رسالة وان ادعت إنها تحمل رسالة الحب فان هناك الكثير من الأدلة التي تنفى ما تدعيه فدعونا نبحر في ذلك قليلا ماذا تحمل هذه الأغاني من قيم ومبادئ تتعلق بالحب كما تدعي ؟ إنها ترسم من الحب صورة فاجرة وتعرضه بطريقة يندى لها الجبين فهي تصور الحب بتلك الطريقة الرومانسية وتسجنه بعيدا عن أرضية الواقع الذي نعيشه فتصور الحبيب ذلك الشاب الذي يركض لإرضاء محبوبته بكل الوسائل ؟
حتى لو كانت هذه الفتاة بلا أخلاق وتصنع من الرجل لوحة تتحكم بها المرآة بمشاعرها فيركض خلفها دوما حتى لو وقعت معه في شر الرذيلة وذلك بدافع الحب طبعا كما تدعي. فأين الحب من كل هذه وأين الرسالة التي تحملها هذه الأغاني الصاخبة إنها تحمل فكراَ غريبا عنا وتسمى الرذيلة تحت اسم الحب والهوى فهل رأيتم أشنع من هذا حباً وأسوأ من هذا عشقاً عشق رومانسي يبعد الفتاة عن الحقيقة فيمثل لها الرجل أو حتى الزوج وكأنه لا يعيش إلا من أجل حبها فهي تنتظر منه كلمات لهيبة حين يعود من عمله متعبا ومرهقا وتنسى بأنه يكد ويشقى طوال النهار وتتحول الحياة الزوجية إلي نكد وهم وكدر. هذه هي الصورة التي تعرضها هذه الأغاني وما تدعيه تحت مسميات الحب ليس إلا عذرا أقبح من ذنب وأن كانت بعض الأغاني تتحدث عن الأوطان فهي قلة قلة قلة.
بالمقابل أردت أن أعرض هذه الحادثة الجميلة مابين على رضي الله عنه وأرضاه وفاطمة الزهراء إذا رآها تسوك أسنانها فداعبها قائلا:
لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراكا
عود الأراك : السواك
ما أروعه من أسلوب يعبر به الصحابي الجليل عن حبه وغيرته من عود السواك وما أجملها من طريقة يترنم بها علي رضي الله عنه إنه يغازل زوجته بأحلى صورة تتلقاها فاطمة الزهراء بكل حب ومودة وهذا في ما أحله الله وفي طريقة مشروعة أنا لا أقول أنه على كل زوج أن يغازل زوجته بأسلوب على رضي الله عنه فلكلٌ طريقته وأسلوبه في التعبير عن مشاعره ولكن طبعا في إطارها المشروع ولكن أردت أن أصل إلى ألفاظه الرفيعة وطريقته الرائعة في التعبير عن إحساسه ومشاعره وأكرر في إطارها المشروع واقصد في هذا الزواج فعلي رضي الله عنه لم يتربع لفاطمة على قارعة الطريق ولم يتغاضى عن مبادئه من أجل حبه لها بل ترك الزواج ليكون حلاَ لهما معا، على النقيض تماما مما تعرضه أغاني هذه الأيام من صورة فاضحة للحب إلى جانب ما تعرضه من صور خادشة للحياء فهل ظنوا أن الناس لم يعودوا يميزوا بين الصحيح والخطأ أم ظنوا أن الناس قد تحضروا وصاروا في ركب الحضارة الغربية الزائفة لا والله فنحن أولى بأسلوب الصحابة في الحب وأولى بأن نتعلم كيف نسمو بالحب الحقيقي الذي يعلن عن نفسه أمام جميع الناس ولا يخاف أحدا طالما كان في ما شرع الله فلماذا مازال شبابنا يبحثون عن تلك الأغاني ليترنموا بها ويدندنوا ألحانها وكأنها تعكس حالهم أردت بهذا الوصول إلى أن كلمات الأغاني الصاخبة ليست الوسيلة التي نعبر بها عن أنفسنا وعن
مشاعرنا فهناك طرق جليلة وأساليب طاهرة عفيفة فاسمع لصوت الحق يشدو بعذب الألحان لماذا لا نحلق في سماء لغتنا العربية ؟ لفضيحة لماذا لا نغرد بلغة القرآن الخالد ؟ لماذا لا نترك تفاهات الأغاني لأصحابها ونبحث عن البديل في لغتنا الجميلة فقد كتب الكثير من الشعراء في الصدق والأدب والإيمان والعلم والجهاد وغيره وغيره وفي الحب أيضا تفننوا فأبدعوا أرقى القصائد وأكثرها تأثيرا أنا لا أقول إنه لا يوجد شعراء اليوم يبدعون في مواضيع الشعر المختلفة بل هناك الكثير من الشعراء الذين تطرقوا إلى تلك المواضيع والى غيرها وكذا فقط تطور الشعر وأصبح الآن بأساليب جديدة ومتنوعة ولكنني قصدت في هذا أن نتوقف عن الركض خلف تلك الأغاني الهابطة من أجل التعبير عنا بل الشعر كان ومازال أجمل وسيلة للتعبير ومازالت لغتنا الفصحى كذلك فلماذا نتمسك بما هو مضيعة للوقت.
في نهاية مقالي فقد أردت القول أن الحب من أجمل نعم الله علينا ولكن لماذا نعبر عنه بوسائل مختلفة داخلة علينا ولماذا نتمسك بتلك الأغاني الصاخبة صاحبة الكلمات الوضيعة ونترك لغة أهدانا إياها رب العالمين بألفاظها الرفيعة ومعانيها القيمة،
كذلك لماذا لا نتغنى المعاني والقيم الجميلة التي وجدت فينا لماذا لا نعبر عن الصدق عن الإخلاص عن الإيمان عن الإيثار وغيرها وغيرها من ا لأخلاق والقيم فنخلقُ بها أروع قصائدنا العربية فإلى أين تجرف هذه الأغاني جيلنا وأي هوة سحيقة تبتلعهم إليها فلنعبر عن الحب ولكن في رقي القيم ولنعبر عن غيره من المشاعر في سماء الطهارة والعفة ولنبحث عن أخلاق ضاعت فينا فنتفنن أزهى القصائد وأحلاها ونتلذذ منها بلغتنا العربية لغة منَ الله علينا فيها فقدم لنا فيها كلامه الخالد في كتابه الحكيم.
أرجو أن تكون الصورة قد وصلت وبارك الله فيكم.
أرجو منكم التعليق على الموضوع مع خالص احترامي وتقديري لكم جميعا
أختكم : نسائم الجنة