
الموت مع الجماعة رحمة وحماس بدون VIP
بقلم: عطية مرجان أبوزر
يدعي بعض الإخوة السياسيون في وطننا أن البيان الوزاري الذي تقدم به الأخ / إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المكلف، إلى المجلس التشريعي لنيل الثقة على حكومتة الوليدة غني بالوعود, فقير في السياسة، و أن أولويات الحكومة القادمة تنطلق من ضرورة معاجلة ملفات الأمن والفلتان الأمني والبطالة والفقر وتدهور مستوى معيشة المواطن وتراجع أداء الاقتصاد الوطني وانسداد الأفق أمام جذب الاستثمارات الوطنية والخارجية لدفع عجلة التنمية المستدامة، فضلاً عن معالجة ملفات الفساد الإداري والمالي وغياب سلطة القضاء وسيادة القانون وغيرها من الملفات التي تستدعي تنظيم الموارد المتاحة للشعب الفلسطيني والسيطرة عليها وتوجيه صرفها في أجواء من النزاهة والشفافية نحو النهوض بأوضاع قطاعات الصحة والتربية والتعليم والأشغال والإسكان وسد الاحتياجات الضرورية والملحة لقطاعات شعبية واسعة تشمل ذوي الشهداء والجرحى والأسرى وذوي الاحتياجات الخاصة, باختصار إن هذا البيان معني بالشأن الحياتي الاجتماعي الداخلي وان رزمة الوعود التي تضمنها البيان الوزاري في مخاطبتها للداخل الفلسطيني لا خلاف عليها ولكن ماذا عن: السياسة وإنفاقها ودهاليزها في برنامج حكومة ليس لها الخبرة ولا العراك السياسي ؟ والحكومة الوليدة في مواجهة جهابذة محليون و إقليميون ودوليين يقارعونها قبل ولادتها ويطالبونها بإثبات درجة الدكتوراه في السياسة وألا فلن تولد ؟ الحمل السياسي ثقيل على كاهل حكومة حماس التي تحاول جاهدة للتملص منة دون جدوى خاصة وان المعنيين بالطرف الأخر – العدو الإسرائيلي – غير معنيون بما يعني حماس المعنية بهموم الوطن والشعب أولا بمعزل عن ربط هذه الهموم بالسياسة وما لها علاقة بالعدو لا ينكر احد أن قضية فلسطين متعلقة بكل سياستها بهذا الطرف الذي ترفض حماس الاعتراف أو التعامل معه في وقت تجهد فيه الأطراف الكثيرة على ربط حياة الشعب الفلسطيني بالسياسة وكل أنفاقها التي تؤدي للاعتراف والتعامل مع إسرائيل كضرورة لحياة الشعب.... تركة ثقيلة جدا تربك الحكومة الوليدة وأكثر ما يربكها الأصوات الداخلية التي ناصبتها العداء لسبب أو لآخر وبالتالي ترصدت بها الوسائل لإضعافها أو ربما القضاء عليها... الغريب في الأمر أن هذه الأصوات تمطرنا بالشعارات الوطنية والوصايا الحياتية وتستنكف في نفس الوقت عن المبادرة لتفعيل شعارتها وكأنها تقول " أعيدونا إلى السلطة ونعدكم إن نفعل شعاراتنا أما أن بقيتم على خياركم فتذوقوا الويل.."
شعبنا يعي جيدا انه بحاجة إلى مقومات حياة مكللة بكرامة وما سبق أن عاناه مع حكوماته السابقة هي محاولات إحياء مهدورة الكرامة بدليل سقوط 4000 شهيد واعتقال 9 ألاف شاب وجرح 30 ألف إنسان وقطع ملايين الأشجار وهدم 10 ألاف منزل فقط خلال 4 سنوات من قبل الهمجية الإسرائيلية واكب كل هذا صور مريعة من الفساد الداخلي وسياسة لم تخرج عن مقولات " إن كل ما يجري لا يتعدى كونه سيؤثر على عملية السلام..." وكأن هذه العملية حية باقية وهي غاية الحياة وليبقى همنا الأكبر عدما "التأثير عليها" احترامنا المعهود لقداسة الأموات !!! , و لازلنا نسمع هذه المقولات دون كلل أو ملل... لا بل إننا نشهد محاولات تحفيظها للحكومة الوليدة في طفولتها ألف باء الحياة... تحت شعار لن تكون حياة للفلسطينيين دون الاعتراف بإسرائيل والاعتراف العهود والمواثيق والتواقيع رغم دفن كل هذه المواثيق في مقابر الطرف الآخر ؟؟؟و رغم العمل اليومي الدؤوب الذي تمارسه إسرائيل لافناءنا وجودا وهوية إلا إننا لازلنا نسمع من يتقول بهذه المقولات... في وقت آن لهؤلاء أن يقفوا لحظة امام ذات الشعب لا أمام ذاتهم لطرح السؤال الكبير ماذا يريد الشعب الفلسطيني باختياره لحماس وخياراتها الانتخابية ؟ أيرغب بالتغيير ؟ وأي تغييرا يريد ؟ هل مل وكل من اطروحاتنا ؟ هل " زهق " من فسادنا ؟ هل اقتنع أن الإسرائيليون لن يعطونا شيئا سوى الموت والتدمير؟ فما معنى اصرارانا إجبار حماس على إتباع سياستنا ما دام الشعب قد أصدر قراره واختار سواها.
لعل شعبنا اختار الكرامة دون الخبز فتلك تقاليده وتربيته الدينية والاجتماعية ؟ إذن فلن تفلح كل الأصوات مهما علت في اقناعه بنظرية " الجوع والذل ولا التأثير على عملية السلام حفاظا على قدسية موتها " وعلى أصحاب هذه الشعارات أن يتحملوا قدرهم الذي يرهبون فقد آن الأوان لهم أن تفرغ الجيوب المنتفخة وان تباع السيارات المصفحة وان يوقف نزيف هدر المال العام وآن الأوان أن نعترف أن إسرائيل لن تعطينا إلا الموت وان العالم يرفض خيار شعبنا أن اخترنا حكومة لا يرضى بها عدونا وكأن العرف الدولي الديمقراطي الحر يقرر أن خيار الشعوب مرفوض إن لم يختار إسرائيل ؟؟؟ آن الأوان لأحبتنا المخضرمون في سياسة " السلام" أن يقرأوا الفاتحة على روح " اوسلو وكل أبناءها وبناتها " آن الأوان لأحبتنا أن يفتحوا نوافذ سياراتهم الفارهة المجللة بالستائر وان يطلوا من نوافذ فيللهم نحو المخيمات وخيام مشردي التدمير الإسرائيلي وان يسمعوا نحيب أمهات الشهداء وزوجاتهم وان يتحسسوا جيوبهم التي يتوقعون خبو انتفاخها وان يعترفوا أن " الموت مع الجماعة رحمة" ومن لا يصوم رمضان لن يعرف أن هناك صائمون قسرا... ونتمنى أن يبقى حكامنا الجدد بيننا في الاسواق والمساجد والمخيمات وان لا يرحلوا منها بعد ان توزروا فلا يترفعوا... لئلا يتنبهوا غدا الى مقولة " التأثير على عملية السلام " والى بطاقة vip وجواز السفر الأحمر وإغلاق معبر رفح وجسر أللنبي الموصلان الى عاصمة الضباب ومطاعم الكباب ... وتفريخ الدولارات .... وتنصيب الرويبضات ..
بقلم: عطية مرجان أبوزر
يدعي بعض الإخوة السياسيون في وطننا أن البيان الوزاري الذي تقدم به الأخ / إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المكلف، إلى المجلس التشريعي لنيل الثقة على حكومتة الوليدة غني بالوعود, فقير في السياسة، و أن أولويات الحكومة القادمة تنطلق من ضرورة معاجلة ملفات الأمن والفلتان الأمني والبطالة والفقر وتدهور مستوى معيشة المواطن وتراجع أداء الاقتصاد الوطني وانسداد الأفق أمام جذب الاستثمارات الوطنية والخارجية لدفع عجلة التنمية المستدامة، فضلاً عن معالجة ملفات الفساد الإداري والمالي وغياب سلطة القضاء وسيادة القانون وغيرها من الملفات التي تستدعي تنظيم الموارد المتاحة للشعب الفلسطيني والسيطرة عليها وتوجيه صرفها في أجواء من النزاهة والشفافية نحو النهوض بأوضاع قطاعات الصحة والتربية والتعليم والأشغال والإسكان وسد الاحتياجات الضرورية والملحة لقطاعات شعبية واسعة تشمل ذوي الشهداء والجرحى والأسرى وذوي الاحتياجات الخاصة, باختصار إن هذا البيان معني بالشأن الحياتي الاجتماعي الداخلي وان رزمة الوعود التي تضمنها البيان الوزاري في مخاطبتها للداخل الفلسطيني لا خلاف عليها ولكن ماذا عن: السياسة وإنفاقها ودهاليزها في برنامج حكومة ليس لها الخبرة ولا العراك السياسي ؟ والحكومة الوليدة في مواجهة جهابذة محليون و إقليميون ودوليين يقارعونها قبل ولادتها ويطالبونها بإثبات درجة الدكتوراه في السياسة وألا فلن تولد ؟ الحمل السياسي ثقيل على كاهل حكومة حماس التي تحاول جاهدة للتملص منة دون جدوى خاصة وان المعنيين بالطرف الأخر – العدو الإسرائيلي – غير معنيون بما يعني حماس المعنية بهموم الوطن والشعب أولا بمعزل عن ربط هذه الهموم بالسياسة وما لها علاقة بالعدو لا ينكر احد أن قضية فلسطين متعلقة بكل سياستها بهذا الطرف الذي ترفض حماس الاعتراف أو التعامل معه في وقت تجهد فيه الأطراف الكثيرة على ربط حياة الشعب الفلسطيني بالسياسة وكل أنفاقها التي تؤدي للاعتراف والتعامل مع إسرائيل كضرورة لحياة الشعب.... تركة ثقيلة جدا تربك الحكومة الوليدة وأكثر ما يربكها الأصوات الداخلية التي ناصبتها العداء لسبب أو لآخر وبالتالي ترصدت بها الوسائل لإضعافها أو ربما القضاء عليها... الغريب في الأمر أن هذه الأصوات تمطرنا بالشعارات الوطنية والوصايا الحياتية وتستنكف في نفس الوقت عن المبادرة لتفعيل شعارتها وكأنها تقول " أعيدونا إلى السلطة ونعدكم إن نفعل شعاراتنا أما أن بقيتم على خياركم فتذوقوا الويل.."
شعبنا يعي جيدا انه بحاجة إلى مقومات حياة مكللة بكرامة وما سبق أن عاناه مع حكوماته السابقة هي محاولات إحياء مهدورة الكرامة بدليل سقوط 4000 شهيد واعتقال 9 ألاف شاب وجرح 30 ألف إنسان وقطع ملايين الأشجار وهدم 10 ألاف منزل فقط خلال 4 سنوات من قبل الهمجية الإسرائيلية واكب كل هذا صور مريعة من الفساد الداخلي وسياسة لم تخرج عن مقولات " إن كل ما يجري لا يتعدى كونه سيؤثر على عملية السلام..." وكأن هذه العملية حية باقية وهي غاية الحياة وليبقى همنا الأكبر عدما "التأثير عليها" احترامنا المعهود لقداسة الأموات !!! , و لازلنا نسمع هذه المقولات دون كلل أو ملل... لا بل إننا نشهد محاولات تحفيظها للحكومة الوليدة في طفولتها ألف باء الحياة... تحت شعار لن تكون حياة للفلسطينيين دون الاعتراف بإسرائيل والاعتراف العهود والمواثيق والتواقيع رغم دفن كل هذه المواثيق في مقابر الطرف الآخر ؟؟؟و رغم العمل اليومي الدؤوب الذي تمارسه إسرائيل لافناءنا وجودا وهوية إلا إننا لازلنا نسمع من يتقول بهذه المقولات... في وقت آن لهؤلاء أن يقفوا لحظة امام ذات الشعب لا أمام ذاتهم لطرح السؤال الكبير ماذا يريد الشعب الفلسطيني باختياره لحماس وخياراتها الانتخابية ؟ أيرغب بالتغيير ؟ وأي تغييرا يريد ؟ هل مل وكل من اطروحاتنا ؟ هل " زهق " من فسادنا ؟ هل اقتنع أن الإسرائيليون لن يعطونا شيئا سوى الموت والتدمير؟ فما معنى اصرارانا إجبار حماس على إتباع سياستنا ما دام الشعب قد أصدر قراره واختار سواها.
لعل شعبنا اختار الكرامة دون الخبز فتلك تقاليده وتربيته الدينية والاجتماعية ؟ إذن فلن تفلح كل الأصوات مهما علت في اقناعه بنظرية " الجوع والذل ولا التأثير على عملية السلام حفاظا على قدسية موتها " وعلى أصحاب هذه الشعارات أن يتحملوا قدرهم الذي يرهبون فقد آن الأوان لهم أن تفرغ الجيوب المنتفخة وان تباع السيارات المصفحة وان يوقف نزيف هدر المال العام وآن الأوان أن نعترف أن إسرائيل لن تعطينا إلا الموت وان العالم يرفض خيار شعبنا أن اخترنا حكومة لا يرضى بها عدونا وكأن العرف الدولي الديمقراطي الحر يقرر أن خيار الشعوب مرفوض إن لم يختار إسرائيل ؟؟؟ آن الأوان لأحبتنا المخضرمون في سياسة " السلام" أن يقرأوا الفاتحة على روح " اوسلو وكل أبناءها وبناتها " آن الأوان لأحبتنا أن يفتحوا نوافذ سياراتهم الفارهة المجللة بالستائر وان يطلوا من نوافذ فيللهم نحو المخيمات وخيام مشردي التدمير الإسرائيلي وان يسمعوا نحيب أمهات الشهداء وزوجاتهم وان يتحسسوا جيوبهم التي يتوقعون خبو انتفاخها وان يعترفوا أن " الموت مع الجماعة رحمة" ومن لا يصوم رمضان لن يعرف أن هناك صائمون قسرا... ونتمنى أن يبقى حكامنا الجدد بيننا في الاسواق والمساجد والمخيمات وان لا يرحلوا منها بعد ان توزروا فلا يترفعوا... لئلا يتنبهوا غدا الى مقولة " التأثير على عملية السلام " والى بطاقة vip وجواز السفر الأحمر وإغلاق معبر رفح وجسر أللنبي الموصلان الى عاصمة الضباب ومطاعم الكباب ... وتفريخ الدولارات .... وتنصيب الرويبضات ..