الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وهل يحتاج العلم الى تعريف من نكرة بقلم:أحمد إبراهيم الحاج

تاريخ النشر : 2006-03-29
وهل يحتاج العلم إلى تعريفٍ من نكرة !؟

يُحضِّرُ علماؤنا ومشايخنا لمعركة للتعريف بأعظم مُعرَفٍ من البشر منذ بدء الخليقه وحتى تاريخنا هذا ، ذلك العلم الذي عرفه خالق هذا الكون ، وخالق الزمان والمكان، وعرفه التاريخ ، وعرفته الجغرافية ، وشهد له القاصي والداني على وجه هذه الكرة الأرضية. فقبل أن تُقدِم شخصاً إلى أحدٍ لتُعرِفَه عليه يجب أن تُعرِف بنفسك أولاً ، فكيف لأمةٍ عاجزةٍ عن تعريف نفسها في هذا الزمان أن تعرف علماً؟ كان وما يزال بمثابة النور الساطع في حياته وسيرته وإنجازاته ، وكان فاعلاً مرفوعاً في هذه الأمة المفعول بها، أمةٌ عاجزةٌ عن تحديد هويتها ، ودورها في هذا المجتمع الدولي، وعاجزةٌ عن الدفاع عن حدودها وممتلكاتها وأعراضها ومقدساتها وشخصيتها ، وتقف خارج التاريخ المعاصر، أمةٌ انتقلت من موقع الفاعل إلى موقع المفعول به أولاً ،ثم المفعول به ثانياً في جُمْلة هذا العالم، وتحولت من علمٍ مُعرَف إلى نكرةٍ تحتاج إلى تعريف، أمةٌ أصبحت ملعباً للصراع ، وساحة للعبة السياسية الدولية، كالمستطيل الأخضر الذي تدوسه أقدام اللاعبين .

هذه عادتنا لم تتغير ، نترك الصراع الرئيسي ،ونهرب إلى صراعات جانبية ، نترك النار المشتعلة حولنا ونذهب إلى اشعال نيرانٍ ثانية، تماماً كما تركنا فلسطين وذهبنا للحرب في افغانستان ، والتي كانت نتائجها وبالاً علينا وعلى أبنائنا الأبرياء، الذين ذهبوا بحثاً عن الشهادة ، فصاروا أهدافاً للقتل والقنْص، وانقلبوا من مجاهدين إلى ارهابيين في مفاهيمنا بين عشية وضحاها.

روى الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يغضب لانتهاك حرمات الاسلام والمسلمين ، ولم يكن يعبأ بالاساءة إليه، ولم يفكر يوماً من الأيام في الانتقام لنفسه ، واشعال حرب على من أساءوا إليه، وهم كُثر، كان صلى الله عليه وسلم يغضب ويحمرُّ وجهه غضباً إذا انتهكت حرمة من حرمات الإسلام .

أين أمتنا من انتهاك حرمات الإسلام في فلسطين والعراق؟

أين أمتنا يوم أن دخل اليهود المسجد الأقصى المبارك بنعالهم؟ وكانوا يهتفون "محمد مات ، خَلَّف بنات" ذلك المسجد الذي أقيم فيه مؤتمر لقمة البشر بقيادة أفضل خلق الله واقيمت فيه أطهر صلاة على وجه الأرض .

أين أمتنا من محاولات اليهود احراق المسجد الأقصى المبارك؟

وأين أمتنا يوم دخل الصهاينة على المصلين وهم في السجود إلى الله في الحرم الابراهيمي في الخليل في صلاة الفجر ، وانتهكوا، حرمة الله، وازهقوا ارواح المصلين علنا. ويوم ان قتلوا الشيخ احمد ياسين على ابواب المسجد بعد صلاة الفجر؟

أين أمتنا من تدنيس القرآن الكريم من قبل اليهود والأمريكان ؟

أين أمتنا من الاعتداء على المساجد والمقدسات الإسلامية يومياً في العراق وفي فلسطين ؟

أين أمتنا في فضيحة سجن أبو غريب وغوانتنامو؟

لن يرضى علينا سيدنا محمد في الانتقام للإساءة إليه من صعلوك مجهول ، ونسيان الانتقام لحرمات الله على مرأى ومسمع العالم أجمع.

لقد كانت أساءة من شخص مجهول في أقاصي الأرض وقمنا بتكبيرها وتضخيمها ، وترسيخ مفهومها لدى العالم بردة فعلٍ لحظيه تخلو من الفكر والتفكر.

وما يضير سيدنا محمد عند الله أن يساء إليه من نكرة على وجه الأرض ، إن ما يغضب سيدنا محمد هو انتهاك حرمات الله ، التي انتهكت علنا .

في معركة أحد ، وبعد ان ضُرِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد المشركين ودخلت الخوذة في خدية ، والتم حوله المسلمون لاخراجها ، طلبوا منه أن يتوجه بالدعاء إلى الله لأن ينتقم من المشركين ، فأبى ذلك وقال "اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون".

فلو كان محمد مجهولاً ، لما أنبرى شخص في أرض نائية من الدول الاسكندنافيه أن يكتب عنه!!!

الأمة بحاجة إلى التعريف بنفسها أولاً وتثبيت هويتها على خارطة هذا العالم ، قبل أن تذهب للتعريف بمُعرَف عَرفَهُ فلاسفة ومفكري الغرب والشرق، من مهاتما غاندي والمفكر الفرنسي لامرتين ومنتغمري وسانت هيلر وبرنا ردشو وتولستوي .... الخ .

حيث قال فيه لامرتين "إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان ، هي سمو الغاية، والنتائج المذهلة لذلك، رغم قلة الوسيلة ، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أياً من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عبقريته" هذا على سبيل المثال لا الحصر .

لماذا يُسْمَحُ لنا كشعوب أن نُعبر عن فعلة شخصٍ مجهولٍ أساء إلى الرسول العظيم ، ولا يُسْمَحُ لنا بالتعبير عن سُخطنا على انتهاكات حرمات الإسلام يومياً من الامريكان والبريطانيين والصهاينة .

ولكن هذه الأمة لا تُلام على ردود أفعالها، لما تعانيه من كبتٍ للمشاعر، وعدم قدرتها على إخراج هذا الكبت في الاتجاه الصحيح .

إن محمداً عَرفَ هذه الأمة وجعل لها كياناً وهوية. فهو ليس بحاجة إلى هذه الأمة المعاصرة على هوانها وتخاذلها وانكفائها ونكوصها للتعريف به .

مما لا شك فيه أن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يحتل مكانة عظيمة في نفوس المسلمين ، وحظي باحترام الداني والقاصي في هذا العالم، وذلك بشهادة مفكرين من غير المسلمين ، فانجازاته ما تزال ماثلة للجميع ، وأتباعه يملؤون الدنيا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها . ونثر بذور الرسالة السماوية الخاتمة في جميع أرجاء هذه الدنيا ، وبلغ الرسالة بأمانة منطقعة النظير، وبدون غيره من الرسل والانبياء كانت حياته وإنجازاته هي المعجزه ، وذلك بعمله وجهاده قولاً وعملاً، ولم يهبه الله معجزة خارقة لنواميس الخلق أو الطبيعة، والخروج على المألوف، فكانت معجزته من صميم الحياة على هذه الدنيا، لتكون مثالاً وقدوة لكل البشر ، وبدأت بكلمة "اقرأ" التي لا ينحصر معناها في القراءة فقط، بل بالقراءة والفهم والتفكر والتطبيق والالتزام بأطر الإنسانية والرحمة والاخلاق .

فكانت رسالةً من الله إلى البشر كافة ، أن من يطمح إلى التقدم والارتقاء بهذه الانسانية لاشاعة الخير والسلام ، يتطلب منه تطبيق هذا النهج من الحياة الذي يتلخص في سيرة هذا النبي الأمي العظيم ، الذي ولد في بحر من الظلمات ،ورفض أن يبقى في الظلام ، فنهض وفكر وعمل ونجح نجاحاً مطلقاً في تثبيت هذه الرسالة على الأرض . وأشاع فيها العدل والحق .

بدأ وحيداً في الدعوة إلى التوحيد ، وتدرج في دعوته، منسجماً مع واقع الزمان والمكان ، ومحافظاً على إنجازاته في كل مرحلة ، فاتجه في بداية الدعوة إلى العمل السري المنظم، مستقطباً إليه صفوة المجتمع من العقلاء والراشدين بداية بصاحبه الصدوق أبو بكر الصديق ، وزوجته الأمينة المخلصة ، وابن عمه الذين احتضنه ورباه في بيته الطاهر النظيف ، والذي لمس فيه براءة الطفولة ونشأتها السليمة وعدم تلوثها بملوثات العصر الذي كان يعيش فيه .

فأسس قاعدة من الراشدين من الرجال ، والوفَّياتِ من النساء، والاصفياء من الصبيان ،وبني على هذه القاعدة المتينة مخططاً لبناءٍ راسخٍ في الأرض، يحمل بناية عظيمة ثابتة، لم تستطع تقلبات الزمان تغييرها أو المساس برسوخها في أعماق الأرض .

وبدأ يبني على هذه القواعد لبنةً لبنه، بعمل دؤوب، وطموح مصحوب بالصبر والثبات ، وعقل نير، ووزنٍ للقوى في ذلك العصر، وتقييم منطقي لمراحل الدعوة ،لرسم نهجٍ لكل مرحلةٍ من المراحل ، لكي يحافظ على قوة الدفع ، لتتغلب على قوى الاحتكاك المضادة ، وتمنع المسيرة من الانكفاء والسقوط .

ولما شعر بخطورة المحاصرة بين الكفار بعد اعلان الدعوة جهراً للناس ، ولكي يحافظ على انجازات المرحلة السرية، ويتجنب السقوط والنكوص ، هاجر بهذه القلوب المؤمنة إلى أرض توفر المناخ المناسب لحمايتها واستمراريتها واستقطاب المزيد من المؤمنين بها . وتعرض للإساءة والتشهير والهمز واللمز والإيذاء قولاً وفعلاً، ولم يتصرف بردة الفعل التي ربما تطيح به وبأتباعه ، قابلها بالصبر والثبات ، والتفكر والتفكير بحماية ما توصل إليه من انجازات ، وتصرف على ضوء موازين القوى، ووزنٍ دقيقٍ للأمور ، بعد تقيم لقواه مقابل قوى الخصوم، فتحاشى المواجهة المباشرة ليتجنب السقوط والنكوص إلى الوراء .

لم تأخذه ردة الفعل، أو الكبر إلى التصرف منفرداً بدواعي الانتقام لنفسه، ولتجنب الإضرار بأهدافه السامية التي يسعى إلى تحقيقها، فغاية الوصول إلى الهدف أسمى من الانتقام للذات .

فحياة الإنسان تُقاس بإنجازاته، وليس بردود أفعاله حيال الأحداث . وردة الفعل في أثرها كالزوبعة في الفنجان، تنتهي في زمن قصير ويذهب تأثيرها بانتهائها ، وتتلاشى بدون أن تترك أثراً واضحاً وراءها وتُطوى في ثنايا النسيان .

ونحن المسلمون في وقتنا الراهن ، أول من أساء إلى الرسول العظيم ، وذلك باضاعتنا لمنجزاته التاريخية والجغرافية ، حيث وضح ذلك لنا في خطبة الوداع يوم أن أخبرنا بأنه ترك فينا أمرين ، إن اتبعناهما فلن نضل وهما كتاب الله وسنة رسوله ، فاين نحن من تعاليم كتاب الله واين نحن من تطبيق سنة رسول الله ، أين نحن من القراءة، والتفكر، والتدبر، والعمل الدؤوب، والأخلاق الحميدة ،والعقل الراجح النير ووزن الأمور بمنظار المصلحة العليا .

وماذا يضيرنا إن أساء زنديق إلى رسول الله إن كنا أقوياء ، فالقوي دائماً يتعرض للنقد والتشويه، أما الإنسان التصالحي مع كل الظروف فلا يتعرض لمثل هذا النقد والتشويه لأنه في حسابات الإنسانية بمثابة الصفر على يسار الرقم .

وما فائدة الاحتجاج بالفوضى وأعمال الانتقام والتخريب واستنهاض العداء ضدنا ونحن في ميزانية هذا العالم من بنود الخسائر وقيمتنا الدفترية تتهاوى إلى الصفر.

ما فائدة حرق العلم الدينماركي ، الذي يثير العداء والحقد بيننا وبين كافة فئات الشعب من مؤيدين لنا وحاقدين ونقصد أصدقاءنا في هذا المجتمع .

كلمة حق يجب أن تقال ، لقد كان الرد السعودي على تلك الواقعة ، رداً هادئاً، ومؤلما،ً ولاذعاً ،ومؤثراً ،وأتى أكله، ولم يثر زوبعةً تؤثر للحظات ثم تختفي، فكان رد الفعل من نوع الفعل.

حال علمائنا ومشايخنا في معركتهم للتعريف برسول الله، كحال الذي يبحث عن عُرْسٍ لكي يشبع فيه من مرقة اللحم، لعدم استطاعته النيل من اللحم ، ويشبع غريزته في الخطابه، لكي يضيع صوته بين اصوات المزامير والطبول ويحسب له انه انتصر لرسول الله. فهذه حرمات الله تنتهك أمامكم ،فماذا انتم فاعلون تجاهها يا علماءنا الافاضل؟

فلا تذهبوا بعيداً في صراعات جانبية، فالتحديات على مرمى حجر منكم ،ووفروا علينا تذاكر سفركم، واقامتكم في فنادق الكفر، وأكلكم من طعامهم الذي لا يخلو من لحم الخنـزير، وأرسلوا هذه النفقات إلى بعض الجياع في أراضي المسلمين الغنية لعلها توضع في ميزان حسناتكم .

وكفى مواربة في دعم التخاذل باصدار فتاوى إلى الحكام والسلاطين ،أعضبت الله ورسوله ، وواجهوا التحديات الصعبة والحقيقية لهذه الأمة في فلسطين والعراق، فالنيران تشتعل في أذيال ثيابكم، وفي لحاكم الساترة لنفاقكم للحكام والسلاطين وريائكم للناس .

وإن أعظم مراتب الجهاد كلمة حق تُقال عند سلطان جائر، فبادروا إلى الجهاد من أعلى مراتبه إن كنتم صادقين، ولا تكلفوا انفسكم عناء السفر وتغطوا رؤوسكم بالرمال.

فالعالم كله يعرف من هو سيدنا محمد، وإنما يتجاهل بعدم المعرفة لضعف أمته وخذلانها ، ويبادر إلى الإساءة إليه خوفاً من وصول رسالته التي ستودي بالمكتسبات المادية الدنيويه التي حصلوا عليها . وخوفاً من انصاف المظلومين في هذا الكون على حساب المتسلطين على هذه الأرض، وفقدان سلطتهم الظالمة التي أطاح بها وبامثالها رسول الله وأقام العدالة بين البشر .

فالأولى ان تُعرفوا بحكام هذه الامه المجهولين، الذين يسطرون تاريخها المعاصر بقلم نفذ حبره، فبدت صفحات تاريخها المعاصر خاليةً من الحروف والسطور، يتجاوزها القارئ للتاريخ، لخلوها من المحتوى ويعمد الى تمزيقها من كتاب التاريخ.

بقلم

أحمد إبراهيم الحاج

29 اذار 2006
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف