الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتح والمستقبل المنظور الموعود بقلم عصام صلاحات

تاريخ النشر : 2006-03-29
فتح والمستقبل المنظور " الموعود"

أن التحديات التي تعصف في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا منطقة شرقي البحر المتوسط، وعلى الأخص الهلال الخصيب بما فيها فلسطين، تؤثر في الحركات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المنطقة وخصوصا ما يتعلق بالسلطة الوطنية والثورة الفلسطينية، وحركة التحرر الفلسطيني ممثلة بفتح ، فهذه الحركة قادت عملية التحرر الفلسطيني واصبح اليوم من ينازعها على المكانة الأولى أصبحت تزاحمها على المكانة الثانية وخصوصا بعد استشهاد الرمز الخالد، حيث باتت الحركة تواجهه قضايا مصيرية تتعلق بالفكر والمضمون، أضحت مطالبة بتحديد هيكل واضح ومصيري للعمل الثوري الفلسطيني ودراسة جوهر الصراع و إعادة هيكلة المؤسسة الرسمية بما يتناسب مع الفكر الحركي والعصف الثوري وعملية التغيير التي يشهدها الشرق الأوسط والعالم.

ومن هنا دعونا نتحدث بأهم ستة قضايا جوهرية بحاجة إلى دراسة عميقة لعلنا نحاول الخروج بتوصيات لحل هذه الأزمة ألا وهي:

1- أن مشكلة تدافع الأجيال داخل الحركة حيث أن الحرس القديم (مؤسسو الحركة) يضغط على الجيل الذي قبله وهكذا دواليك، حتى يصل الضغط إلى المستويات الدنيا والميدانية في الحركة، وان هذا التدافع والضغط يؤدي إلى إيجاد صراعات وعصف فكري سلبي يضعف الأداء للكادر على جميع المستويات التنظيمية ولا يعمل على ممارسة الدور لكل كادر بمكانه المناسب بالتالي ينعكس سلبا على جوانب كثيرة في المجتمع الفلسطيني وعلى أداء فتح والسلطة والثورة كما تشاهدون اليوم.

2- الفراغ الفكري وهنا دعوني أتحدث ولو بعيدا عن الموضوع أن حركة فتح طرحت فكرة التحرير وسعت من اجلها ولكن بعد مضي اكثر من واحد و أربعون عاما لم تقف يوما لتدرس هل هناك حاجة إلى تغيير فكري وان نبقى كما نحن، وعلى الرغم من التغيرات التي مرت بها الحركة من البندقية إلى طاولة المفاوضات إلى السلطة وصولا إلى الكتائب فان أحدا لم يجب على هذا التساؤل ودعوني هنا أتحدث بإسهاب اكثر أن التعبئة الفكرية والأيدلوجية هي السلاح الأقوى لكل تنظيم سياسي استراتيجي وذلك لان مثل هذه التعبئة في ظل عدم توازن القوى لأي صراع هي الأساس المتين لإيجاد أرضية صلبة مناسبة للوصول إلى الأهداف المنشودة ولكي يتم التفوق في النهاية فهنا نعتمد على إرادة الجماهير قبل الحركة والحزب، ذلك أن الصراع هو صراع الإرادة في الأساس وليس صراع القوه والجبروت وكانت فتح تتفوق على الكل في هذا الجانب لكن ألان بدأت التعبئة الجماهيرية باهتة و أصبحت الإرادة تخبوا يوما بعد يوم فكلنا يعلم أننا لن نستطيع كسر الاحتلال بالقوة حاليا ولكننا كسرنا شوكته بإرادة شعب اعزل وكانت فكره فتح قائمة على قوه ونفوذ الإرادة قبل الرصاصة.

3- النظام الداخلي للحركة : أن ثبات الاستراتيجية في صراع الحركات الثورية هام جدا ذلك إن التكتيك يخدم الاستراتيجية بما لا يتعارض معها فالتغيرات السياسية العاصفة في العالم وخصوصا في القرن الماضي وانهيار الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية وانهيار فلسفة دول عدم الانحياز وتوجه العملاق الصيني الاقتصادي وفقدان الدور للمجتمع الأوروبي وعلى الأخص الفرنسي منة وتفرد الولايات المتحدة بالقرار الدولي وخصوصا بعد أحداث سبتمبر 2001 واجتياح العراق، ومحاولة الولايات المتحدة إعادة صياغة للعالم والشرق الأوسط الجديد، ألقى بظلاله على الوضع الإقليمي والدولي ونحن على الساحة الفلسطينية جزء ريادي من هذا الصراع واكثر المناطق استهدافا، بالتالي اثر هذا التغيير في مجملة على الحركة، فالعمق العربي والإسلامي والدولي اصبح عاجزا عن حماية المشروع الوطني واصبح المشروع الوطني عرضة للتأثر اكثر من غيرة ولم يتم تحصينه ضد هذه المتغيرات ولم تقم الحركة بإعادة النظر إلى أدوات الصراع واستراتيجيات الكفاح للوصول إلى الأهداف، (فالأهداف ثابتة والاستقلال والعودة مبادئ أساسية لا مجال للتفريط والتنازل ) لكن كيف الوصول إلى ذلك يبقى السؤال ؟ وقد عجزت قيادة الحركة عن إيجاد فلسفة برجماتية تساير هذه التطورات العاصفة وتلاحق تأثيرها على الساحة الداخلية، لذلك نمت استراتيجية التعصب الديني على الشارع وبدأت تستلهم اكبر قطاع جماهيري وبدا النظام الداخلي لحركة فتح جامد جمود الصخر فهو لم يتغير على الرغم من كل التغيرات السابقة بالتالي اصبح عقبة أمام تتطلع الوجوه الجديدة في الحركة بطرح فكر حديث واستلهام الماضي والإفادة من الأخطاء السابقة وتطوير النظام الداخلي بما يتلاءم مع متغيرات العصر, حيث دخلنا الألفية الثالثة وبقي النظام الداخلي كما هو من عهد الانطلاقة إلى ألان.

4- تعدد المدارس الفكرية داخل الحركة، أن تجربة الداخل والخارج غنية جدا ولم تستطع قيادة الحركة استيعابها بشكل جيد، وتجربة المعتقلات والمؤسسات المدنية وتجربة الديمقراطية أثرت تأثيرا سلبيا بعدم الملائمة فيها ولم تستطع الحركة الإفلات من صراع الأجيال وكل هذا بدوره اثر على قواعد الحركة تأثيرا سلبيا.

5- المقاومة المسلحة وخصوصا على ساحة الداخل ، أن عجز القيادة عن استيعاب هذه الظاهرة النبيلة ورعايتها اثر تأثيرا سلبيا على أداء قواعد الحركة فبعد رحيل الأخ أبو عمار واستشهاد النخبة واعتقال أمين سر الحركة مروان البرغوتي. لم يوفق الشارع الفتحاوي بإيجاد من هو مؤهل لرعاية هذه الظاهرة النبيلة و إعطائها استحقاقها النضالي، فالبندقية هي التي تزرع والقيادة تحصد.

6- فشل القيادة بالتعامل مع الوضع الاجتماعي الذي نشا بعد انتفاضة الأقصى فالتكافل الاجتماعي ورعاية اسر الشهداء والمعتقلين والجرحى لم يكن بالمستوى المطلوب، والوضع الاقتصادي والحصار والتجويع كان بحاجة إلى برنامج عملي قابل للقياس والتحقيق والتقويم، واستند برنامج فتح إلى برنامج مرحلي ضعيف إنجازاته هزيلة وليست بالمستوى المطلوب، واعتمد بالغالب على ما تقدمه السلطة من مساعدات دون تخطيط مسبق لما يمكن أن تقوم به الحركة بالإضافة إلى السلطة.

بناءا على ما تقدم فأننا نرى أن هناك ضرورة لتصحيح المسار وذلك من خلال أيجاد أرضية صلبة مدعمة واضحة فيها تميز بين المستحيل والممكن، فلسفة النظرية والتطبيق قائمة على قيم بالإضافة إلى أدوات ووسائل قياس ضمن خطة زمنية محدده يمكن من خلالها قياس النتائج، وان لا يكون التكتيك هو بالمطلق محصلة الاستراتيجيات وان لا تكون الأهداف مرحلية وان يتم استلهام الماضي والخسارة التي منيت فيها الحركة في الانتخابات وعلية دعوني اطرح بعض القضايا لعلها تشعل شمعه في طريق فتح:

· عقد مؤتمرات الأقاليم أولا ومن ثم عقد المؤتمر السادس للحركة، وإيجاد نظام داخلي يضمن المشاركة للجميع من المستويات الدنيا وحمله البنادق إلى المستويات المتوسطة والأكاديمية والفنية والعسكرية للمشاركة في صنع القرار وان لا تكون المشاركة كما هو منصوص عليها حاليا وتطوير النظام الداخلي ليسمح لجميع المستويات بصياغة القرار في حركة فتح فالبندقية تزرع والسياسة تحصد.

· إعادة صياغة تكتيكات واستراتيجيات بما يضمن تعبئة فكرية خلاقه للكادر التنظيمي على أن تكون تلك تخدم المصلحة العامة للشعب الفلسطيني وتبتعد عن الشخصنة والأهواء الفردية تخدم العودة والاستقلال والدولة.

· أن الصراعات الفكرية والعصف الذهني هي ظاهره صحية ووجود أجنحة فكرية متعددة الألوان لهو أمر جيد لكن على أن يتم صياغة تجربة الداخل والخارج ودمج المدارس الفكرية بالحركة بحيث يتم الإفادة منها للمصلحة العامة، حيث بتنا بأحوج ما نكون إلى نفض الغبار وفتح المجال أمام الأفكار الشابة والخلاقة وإزالة التكلس الذي أصاب الحركة نتيجة ضمور المعطيات لدى بعض قيادات الحرس القديم فالحركة بعد واحد و أربعون عاما أصبحت في عام التجديد والانطلاق من جديد وهي بحاجة إلى مبادرات صادقة مخلصة من القلب تلقى الرعاية والاحتضان من قبل قيادات الحركة.

· مد جسور الثقة والتعاون مع القوى الأخرى وفتح المجال للحوار والمشاركة واستقطاب قوى العمل الثوري حتى ينضج الوعي الوطني في أن واحد لكي نمكن الجميع من ألا فاده المشتركة.

· أعاده تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وبناء مؤسسات ترتبط بالواقع الفلسطيني تحت رعاية فتح وان لا تكون تلك منابر للجماعات المتعصبة وضيقة الأفق وتنطق بلسان جهات خارجية خارج سياج الوطن.

· إنشاء صندوق تكافل اجتماعي ترعاه حركة فتح وتضع فيه إمكانيات واسعة ويقوم علية شخصيات فنية أمينة نضيفه اليد .

· فتح المجال أمام الإبداع وعقد دورات وورش عمل تكون بمثابة المنارة للعمل الحركي تعمل على تواصل الأجيال ويتم فيها نقاش أهم المعطيات العصرية.



عصام صلاحات
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف