الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لحظة من فضلك بقلم: رانيا ابراهيم

تاريخ النشر : 2006-03-28
لحظة من فضلك...!

ظاهرة إطلاق الرصاص

نطلق الرصاص في الأعراس كما نطلق الرصاص في تشييع جثامين الشهداء والمسيرات الوطنية مع فارقين مختلفين، فالمسيرات غالباً في الصباح والأعراس في الليل، الأولى تعبير عن الحزن والغضب والثانية تعبير عن الفرح والبهجة .

وهنالك تشابهين في المقابل أن من يطلق الرصاص في الصباح هو من يطلق الرصاص في المساء مع اختلاف التاريخ والمناسبة. أما وجه الشبه الثاني هو الضجيج وإقلاق راحة الناس سواء في أماكن عملهم أو بيوتهم.

ومن كثرة ما اعتدنا على صوت الرصاص لم نعد نميز بل ونكثرت ما إذا كان السبب حدث سياسي أم حدث اجتماعي. والغريب في الأمر أنها باتت جزءا من ثقافتنا التي ننقدها ونمارسها في آن واحد. حدث أن كنت أجلس في مكتبي حين بدأت زخات من الرصاص تهدر في سماء وطننا الحبيب فعلق زميل لي على الأمر بقوله " إلى متى هذه الظاهرة " واسترسل بالحديث عن سلبياتها وأبعادها وأسبابها ولا أنكر أنني أعجبت بهذا المستوى من الوعي والنضج والقدرة على التحليل وقلت بلدنا بخير لطالما هناك شباب بهذا الوعي ولم تمضي أيام حتى دعيت إلى فرح أحد الأصدقاء وما إن هممت في دخول مكان الفرح حتى وجدت زميلي الناضج يتفنن بإطلاق الرصاص فرحاً وحين استوقفته سائله ما حدث لأرائك المناهضة لظاهرة إطلاق الرصاص أجابني بانفعال الفرحين " يا شيخه خلينا نفرح ".

لم استطيع أن أمنع نفسي من التفكير بهذه الإجابات التي لطالما سمعتها كثيراً بل واعترف أنني كنت أرددها أحياناً في حالات الحدث السياسي الحزين أو الغاضب لكن بعبارة أخرى " يا شيخ خلي العالم يسمع " غير أنني في داخلي كنت أعلم أن العالم لا يسمع وإنما يرى أناس همجيون ، عدوانيون

أما من يسمع فهو تلميذ في المدرسة بالكاد يستطيع أن يسمع صوت المعلم من زحمة الصف وعجوز في البيت أثكله المرض وأم أعياها التعب وحين أرادت أن تحصل على قسط من الراحة اقلق منامها هذا الرصاص الطائش ولا أعرف من الطائش هل هو الرصاص أم نحن.

والغريب في الأمر أن المسلحين أنفسهم حين يبدأ أحدهم بإطلاق الرصاص تبرز تعابير لا إرادية امتعاضا و تفاديا لطلقات الرصاص الفارغة وصوتها المزعج.

كلنا يعلم أن الرصاص الذي يطلق في الأعراس والمسيرات لم يطلق عشره في الاجتياحات الإسرائيلية على مدننا وقرانا ومخيماتنا وكلنا يعلم أن المستوى المعيشي يتدنى يوماً بعد يوم والفقر أصبح رفيق بيوتنا وبالمقابل سعر الرصاص تضاعف نتيجة بفعل احتكار تجارة الأسلحة .. فكيف

نفرط بهذا الرصاص أليس من الحكمة أن ندخرها لمصيبة تقع مع أحد الجيران أو إذا تعثرت مع أحد العائلات بمشكلة. وماذا لو طبت مشكلة بين تنظيمك وتنظيم جارك علشان ابنك ضرب أبنه أو صف السيارة قرب حمارك .

هذه ثقافة من لا ثقافة له تماماً كظاهرة حرق إطارات السيارات وإتلاف حاويات النفايات وقلبها.. وزمور السيارات نعم للاحتلال دور ولكن هل سنوجه الضغط والاحتقان والغضب إلى داخل مجتمعنا أم نحو العدو ؟!

في الماضي خسرنا الأرض ولكننا لم نندثر كشعب لأننا كنا نتسلح بالثقافة والعلم وقبل هذا وذاك كنا نتسلح بقيم وأخلاقيات فطرية تعبر عن مفهوم المواطنة وأخلاقيات الجيرة والحق والعام ...

أم الان فناقوس الخطر ارتفع إلى أعلى مستوياته محذراً من خسارة أنفسنا.

فمن لا يمتلك ثقافة لا يمتلك حضارة ومن لا يمتلك حضارة سيبتلعه التاريخ .

التاريخ ابتلع حتى الأقوياء وبقيت الحضارات هي الخالدة في الذاكرة .

فهل سيكون صوت الرصاص أعلى من ناقوس الخطر ؟!

من يطرق جدار الخزان؟!


رانيا إبراهيم ابريغيث

18/3/2006
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف