الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفكر الاجتماعي في العصر الوسيط بقلم يوسف حجازي

تاريخ النشر : 2006-03-18
الفكر الاجتماعي في العصر الوسيط  بقلم يوسف حجازي
الفكر الاجتماعي في العصر الوسيط ... بقلم يوسف حجازي


في مقٍالي السابق" الفكر الإجتماعى في العصور القديمة " استعرضت العلاقة بين النظام الاجتماعي , وتصور الفلاسفة عن الوجود ومفهوم الحياة ودور الإنسان في الكون والمنهج الذي يستمده من هذا التصور لتحقيق ما يسعى إليه من سعادة وسلام له ولمن تتصل حياته بهم على أي مستوى من المستويات الإجتماعيه , والتناقض بين النزعات الفكرية , وسيطرة نزعة التطرف في آراء المفكرين و الفلاسفة حول اخطر ما يتصل بحياة الإنسان في المعرفة والأخلاق , لكن دعوة المسيح عليه السلام أتاحت للبشرية فرصة الخلاص من ذالك الوضع الذي بلغ أسوأ صور الفساد والتردي , ولكن بني إسرائيل لم يستجيبوا لدعوة المسيح وأعادوا سيرة من سلف من آبائهم وأجدادهم إزاء دعوة نبي الله موسى عليه السلام , رغم أن الإنجيل الذي انزل على المسيح عليه السلام كان مصدقا للتوراة التي كانت أساس الدين الذي جاء به , فقد كان الإنجيل إحياء للتوراة , ومؤيدا للصحيح من أحكامها , ولم يقتصر موقف بني إسرائيل من المسيح على الرفض فحسب , بل تحول إلى حملة ضارية عليه وعلى دعوته , وخاصة حين رأوا أن الفقراء والضعفاء من الناس استجابوا إليه , ولذالك حرضوا الرومان عليه , ومع أن الرومان لم يجدوا في فكر وفعل المسيح ما يوجب القبض عليه لأن المسيح كان يدعوا إلى إصلاح الجانب النفسي , ولم يكن يتجه إلى إصلاح الحكومة , إلا أن اليهود طلبوا من الحاكم الروماني بيلاطس النبطي ( أمه عربيه من الأنباط ) أن يصدر الأمر بالقبض على المسيح والحكم عليه بالإعدام صلبا , وعندما قال الحاكم الروماني انه لا يجد في فكر وفعل المسيح ما يوجب ذالك , ثارت ثائرة اليهود وتظاهروا أمام قصر الحاكم وهم يصرخون ... أصلبه ... أصلبه ... دمه علينا وعلى أولادنا ... دمه علينا وعلى أولادنا

وهنا تختلف الأديان الثلاثة , اليهودية والمسيحية تعترفان بالصلب , أما الديانة الإسلامية فتنفي ذالك ولكنها تعترف أن نية الصلب كانت موجودة أصلا لولا عناية الله التي رفعت المسيح إلى السماء , لكن المصادر الشرقية والغربية دينية وغير دينية اتفقت على ما تعرض إليه المسيحيون من اضطهاد , مما أجبرهم على الاختفاء بدينهم , أو الهروب به أحيانا , أو الصمود للاضطهاد أحيانا أخرى , كما إنها اتفقت أيضا على أن اشد ما نزل بالمسيحيين من اضطهاد كان في عهد الإمبراطور نيرون 64م , والإمبراطور ديسيوس 249م – 251م , والإمبراطور دقلديانوس 284م – 305م الذي يسمى عصره عصر الشهداء المسيحيين , كما اتفقت أيضا على أن عصر الاضطهاد هذا استمر حتى عهد الإمبراطور قسطنطين الابن غير الشرعي لضابط روماني من أصل الليرى من صاحبة حانة بمدينة نيش الصربية , وبعد موت أبيه في مدينة يورك البريطانية نادت الحامية الرومانية في بريطانيا بقسطنطين الصغير إمبراطورا عليها عام 306 م , وقد سار قسطنطين على رأس هذه الحامية إلى غاليا ( فرنسا ) وايطاليا وهزم منافسيه على العرش الإمبراطوري ماكسينتوس وليسنيوس , ثم اخذ ينتقل من نصر إلى نصر دون أن تصدمه أي هزيمة طول حياته الحربية , بل أن خططه الهجومية الخاطفة دلت على انه رجل لم يعرف قلبه الخوف لان اعتقاده في عالم الأرواح أمده بقوة ازدادت نشوتها في نفسه كلما ازدادت انتصاراته , ولذالك لم يكن من العجب أن يرى قسطنطين في نفسه انه ابن الله , وان الصليب وهو رمز المسيح وإله الشمس على السواء سوف يأتيه بالنصر والتوفيق , خاصة بعد أن رأى رؤيا قصها على المؤرخ إيساب أسقف قيسارية في فلسطين , وهى انه رأى في السماء راية الصليب مكتوب عليها بأحرف من نور بهذا تنتصر , ولذالك اتخذ الصليب شعارا له , وهكذا أصبحت المسيحية دين الامبراطوريه الرسمي وتتمتع بحماية قسطنطين رغم انه لم يعتنق المسيحية , ولم يسمح بتعميده الا وهو على فراش الموت عام 737 م , وهكذا نرى أن ثقافة الكنيسة الرومانية تأسست على مزيج متعادل من الأناجيل المسيحية والكتب اليهودية والفلسفات الوثنية اليونانية والرومانية , وقد أدى هذا المزيج المتعادل إلى طبع الحياة العقلية في أوائل العصور الوسطى في غرب أوروبا بطابع المجامع الكنسية ابتداء من مجمع نيقية الأول في عام 325 م إلى المجمع العشرين في روما عام 1869 م , وهو الطابع الذي ترك الأثر الأول في إدخال الوثنية على اختلاف صورها في جوهر المسيحية الأصيل , وتعميق نزعات الانقسام المذهبي التي جعلت المسيحية دينا للمجامع الكنسية والبطارقة والقسيسين والكرادلة وليست دينا للمسيح علية السلام , وهكذا وقعت المسيحية بين ثلاثة حدود , حد العداوة اليهودية , وحد السيطرة الوثنية , وحد أمم الشمال المتبربرة من قبائل القوط والوندال والهون والسكسونيين الذين أخذت تقاليدهم تسود وتنتشر فوق أشلاء الحضارة الرومانية المنهارة بسبب ما كان قد بلغه المجتمع الروماني من انحطاط وضعف وفساد , وهكذا خيم على أوروبا ظلام العصور الوسطى , وجمدت الحياة العقلية , وانتشر الفساد , وتسرب الضعف والانحراف إلى المراكز الدينية , حتى أصبحت تزاحم المراكز الدنيوية وربما تسبقها في فساد الأخلاق , وانحطت أخلاق الباباوات واستحوذ عليهم الجشع , حتى كانوا يبيعون المناصب , وأصبحت الكنيسة تجري مع السلطات الزمنية كفرسي رهان في الظلم الاجتماعي وكبت الحريات والقهر والاضطهاد حتى أنها أصبحت تبيع صكوك الغفران , وتشهر في وجه من يحاول الخلاص من سيطرتها سيف الحرمان , وتحظر على أي عقل خارج حدود الكهنوت أن يحاول فهم الكتاب المقدس وتفسيره , وهو ما أدى إلى اتساع الانفصال بين الجانب التشريعي التنظيمي والجانب الروحي التعبدي الأخلاقي , وقد استمرت هذه الحالة لعدة قرن حتى ظهور ما يعرف باسم الآباء المسيحيون الذين كانوا يدعون إلى إنشاء حكومة يتولى أمرها رجال الدين الذي يمثلون الإله في الأرض , ومجتمع خالي من الخطيئة والشر , والعودة بالإنسان إلى الحالة الطبيعية التي كان عليها قبل أن يهبط إلى الأرض , وينشر فيها الشرور والخطايا , , ولعل أبرز الآباء المسيحيين هو القديس أوغستينوس 354م – 430م الذي وضع أفكاره حول المجتمع في كتابه المشهور (مدينة الله ومملكة الشيطان) الذي دافع فيه عن المسيحية ضد الوثنيين الذين زعموا أن المسيحية كانت السبب في انهيار الإمبراطورية الرومانية , وكان من أراء الأب أوغستينوس أن الإنسان مكون من عنصرين , عنصر الروح وعنصر الجسد , لذلك فهو ينتمي إلى وطنين , الأرض والسماء , وتاريخ البشرية صراع بين مجتمع الأرض (مدينة الشيطان) التي تسيطر عليه قوى الشر الناتجة عن غرائز الإنسان الجسدية , ومن مظاهره الطمع وحب التملك (مملكة الشيطان), ومجتمع السماء (مدينة الله) التي تسيطر عليه قوى الخير , ومظاهره الحب والسلام ( مملكة الله ) , ولا بد في النهاية من انتصار مدينة الله لأنها هي الخالدة , وما سقوط الإمبراطورية الرومانية إلا لكونها مجرد مملكة دنيوية , وفي عام 533م قام الإمبراطور جستنيان بنشر مجموعة تشريعات (الديجست) التي تفصل بين القانون المدني وقانون الشعب والقانون الطبيعي , بالإضافة إلى تطوير نظرية (شيشرون) السياسية التي لخصها (أولبيان) بقوله إن لإرادة الإمبراطور قوة القانون لأن الشعب تنازل له ووضع في يده جميع قواته واختصاصاته.

وهنا يفرض علينا الالتزام بالتسلسل التاريخي أن نستعرض التفكير السياسي في الإسلام , وهو التفكير الذي ارتبط في انطلاقته بنشأة الدولة الإسلامية , لان معالم هذا التفكير ظهرت أول ما ظهرت بعد تأسيس هذه الدولة , وخاصة في الحجيج وخطبة السقيفة التي أكد فيها أبو بكر الصديق على حق المهاجرين في الخلافة لأسباب دينية وتاريخية وجغرافية ,وقد انتظم التفكير السياسي الإسلامي في موضوعات علم الفقه وعلم الكلام , واعتبره ( إخوان الصفا وخلان الوفا ) علما من العلوم التطبيقية والتعليمية وقسموه إلى خمسة أقسام :

السياسة النبوية وهى تتعلق بوضع النواميس والسنن وتطهير النفوس .

والسياسة الملوكية وهى تتعلق في حفظ الشريعة وإحياء السنة وتنفيذ الأحكام ومقاومة الأعداء .

والسياسة العامية وهى تتعلق بالرئاسة وقيادة الجيوش .

والسياسة الخاصة وهى تتعلق في تدبير كل إنسان شؤون منزله وأمر معيشته .

والسياسة الذاتية وهى تتعلق في معرفة الإنسان لنفسه وأخلاقه .

أما الفارابي الذي سار على نهج أفلاطون وأرسطو في الجمع بين السياسة والأخلاق , فقد فصل في الوقت نفسه (في كتبه رسالات تحصيل السعادة – والسياسات المدنية –ورسالة السياسة –و آراء أهل المدينة الفاضلة – والفصول المدنية ) بين الفلسفة الخلقية والفلسفة السياسية , وبحث حاجة الإنسان إلى الاجتماع والتعاون ودوره ومكانته , ونشأة القرى والمدن , وصفات رئيس المدينة الفاضلة , والفرق بين اهالى المدن الفاضلة والمدن الضالة , والصناعات وأقسامها , وقال أن الفرق بين الإنسان والحيوان يتمثل في غريزة الإنسان في العمل المشترك , وما فيه من عقل فعال وعقل مستفاد .

لكن النزعة الفلسفية الميتافيزيقية في التفكير الإسلامي تلاشت بعد أن أخذ التفكير يتناول أبعاداً اجتماعية وأخلاقية انضمت إليها فيما بعد النظريات الفقهية , وقد تمثل هذا الاتجاه في كتاب إبن قتيبة (عيون الأخبار ) الذي كان متأثراً بآراء حكماء الفرس والهند , وخاصة فيما يتعلق بأخلاق السلطان ومعاملاته ومشاوراته ووجباته نحو الولاة والحكام والسياسة والحكم والحرب

وكتاب الماوردي ( الأحكام السلطانية ) الذي تناول فيه صفة تعريف الإمامة وشروطها وصفات الإمام ووجبات الأمة نحوه والوزارات وأنواعها والقضاء وشروطه والغنائم والجزية والخراج والفيء وأحكامها والإقطاع والدواوين والحدود.

وقد عاصر الماوردي الفيلسوف (أبو حامد الغزالي 1058 م – 1111 م ) الذي عرف السياسية في كتابه( المنقذ من الضلال ) بأنها العلم الذي يتناول الطرق المثلى في تنظيم شؤون الدولة , ولذلك قدم في كنايه ( التبرك المسبوك في نصائح الملوك ) نصائح للسلطان (محمد ملكشاه) , تناول فيها موضوع السلطة التنفيذية ووظائفها ووظائف الحاكم ووظائف الحكم الصالح.

وكتاب (أبو بكر الطرطوشي الأندلسي 1126 م) ( سراج الملوك ) الذي تناول فيها السياسة من الناحية الأخلاقية والفلسفية ولكن بصبغة دينية.

وكتاب ( احمد بن الربيع) ( سلوك الممالك في تدبير الممالك ) الذي عرض فيها المقارنة بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى , وصفات القاضي , والأزمات والثورات وأسبابها وظروفها.

لكن والتزاما بالتسلسل التاريخي أيضاً أرى أنه لا بد من العودة إلى متابعة التفكير المسيحي وتناول أعمال القديس (توما الإكويني) و المفكر(اليجري دانتي )و المفكر(مارسيليو دي بادو).



وليس من العجب أن يكون منطلقنا في ذلك هو المسرحية الإغريقية (أنتيغون) للكاتب (سوفكليس) والتي تميز بين القانون الطبيعي (قانون السماء ) والقانون الوضعي , حيث يدور الصراع حول ذلك بين الملك (كريون) الذي يتبنى القانون الوضعي وينادي بوجوب الخضوع له و(انتيغون) التي تعارضه وترفض الخضوع للقانون الوضعي عندما يتعارض مع الحقوق الإنسانية أو قانون السماء , وقد تبنى القديس (توما الاكويني) هذه المسرحية ليخرج إلى القول أن القانون الوضعي الصحيح هو القانون المستمد من القانون الطبيعي , ولكن وسائل تطبيقه هي التي تختلف باختلاف الزمان والمكان , ومسؤولية الحاكم هي في جعل القانون الوضعي يساير القانون الطبيعي , ومسؤولية التشريع هو جعل القانون الطبيعي يلاءم المكان والزمان, والحاكم الذي لم يطبق ذلك يكون متمرداً وعلى الشعب مقاومته وتنحيته , كما أنه لا يجوز للحاكم أن يضع يده على الملكيات الخاصة إلا بالقدر الذي تتطلبه المصلحة العامة.

ولكن اليجيري دانتي 1265 م- 1321 م ) كان على النقيض من القديس توما , لأنه كان يرى في كتابه ( الحكومة العالمية ) أن سلطة الإمبراطور فوق سلطة البابا.

أما المفكر( مارسيليو دي بادو 1280 م – 1343 م ) فقد كان يرى كما قال في كنابه ( الدفاع عن السلم ) أن العقل والفلسفة هما سبيل تحقيق الحياة الفاضلة في الدنيا ، وان الدين هو سبيل الحياة الفاضلة في الآخرة ، وأن الديانة المسيحية هي فوق مستوى كل عقل ، والقانون البشري صادر عن هيئة دستورية وقانون مقدس من أوامر الله المباشرة , وان من يمارس السلطة يمارسها باسم الشعب , والهيئة التنفيذية تنتخب من السلطة التشريعية.

ولكن ونظراً للالتزام بالتسلسل التاريخي أيضاً نرى أنه لا بد من العودة إلى متابعة التفكير الفلسفي الإسلامي :

وخاصة إلى كتاب ( جوامع سياسة أفلاطون ) الذي وضعه ابن رشد ( 1126 – 1198 ) وهو الكتاب الذي يتضمن الشروح التي وضعها لكتاب الجمهورية لأفلاطون , حيث تناول في ثلاث مقالات الكتب العشرة التي يتألف منها كتاب الجمهورية , والذي يحاول فيها التوفيق بين الشريعة والحكمة السياسية , والقوانين الإنسانية والقوانين الطبيعية , وصفات الفيلسوف في المدينة الفاضلة وأفكار أرسطو والفارابي في الحكم والحاكم , وذالك بالإضافة إلى المقارنة بين أحوال دول بلاده وآراء أفلاطون في الدول غير المثالية , وقد انتهى إلى أن دولة الرسول والخلفاء الراشدين كانت نموذج للدولة المثالية , وان الدولة الأموية كانت نموذج للدولة التيموقراطية العسكرية , وان تحولها الا دولة بلوتوقراسية ( دولة مالية ) هو الذي سهل على أعدائها التغلب عليها .

أما ابن خلدون ( 1332 – 1406 ) الذي اتجه نحو البحث الاقتصادي والتحليل الاجتماعي والتطبيق التاريخي , وتناول في مقدمته العمران وما يعرض فيه من العوارض الذاتية من الملك والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلوم والأفكار السياسية الذي استخرجها من دراسته للظواهر التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للدول في التاريخ والحاضر والتي شكلت منهجا يحتوى على ما اصطلح على تسميته بعلم الاجتماع السياسي , فقد أكد أن الدول لا تظل على حالها , بل تنطلق في حركة تطور ذات خمس مراحل تشكل حياة الدولة ,

وهى النشأة على أنقاض دولة سابقة .

والتفرد بالحكم بعد أن يتخلص السلطان ممن اشتركوا معه في تأسيس الدولة .

وتحقيق الأمن والطمأنينة .

وتحويل الأمن والطمأنينة إلى قناعة .

وأخيرا تحلل الدولة وسقوطها .

أما أنواع الحكومات عند ابن خلدون فهي :

الحكومة الطبيعية التي يتولاها رئيس واحد .

والحكومة الدينية التي تستند إلى القوانين الإلهية وهى أفضل الدول .

ومما بجدر ذكره من أفكار ابن خلدون استنتاجه أن أهل المدن لا يحبون التحزب ولذالك فهم يتظاهرون بالخضوع للسلطة , لأنهم لا يستطيعون ترك المدن في حال تغلب فئة على فئة يناصرونها بسبب استقرار حياتهم وارتباط مصالحهم , وذالك عكس البدو الذين يستطيعون الهروب والإفلات من نتائج الهزيمة .

(والى اللقاء في الحلقة القادمة : الفكر الاجتماعي في عصر النهضة )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف