
النفط العربي
اعداد : د. حنان اخميس
الدائرة السياسية – عمان
يقول ماوتسي تونغ :
ان الوحدة حتى النهاية لا يمكن ان تتحقق الا بواسطة المقاومة حتى النهاية – كما ان المقاومة حتى النهاية لا يمكن ان تتحقق الا بالوحدة حتى النهاية – وان الجيش – والشعب يشكلان اساس النصر .
يقول ماوتسي تونغ :
ان العامل الحاسم في الحرب هو الانسان لا المادة – وان السلاح يقرر كل شيء – ومبدأ الحرب الاساسي هو المحافظة على النفس وافناء العدو .
يقول الفيلسوف الصيني الحربي " سون تسو " :
اذا عرفت عدوك – وعرفت نفسك فلن تخشى نتيجة مائة معركة .
يقول حبران خليل جبران :
ليست حقيقة الانسان بما يظهره لك بل بما لا يستطيع ان يظهره – لذلك اذا اردت ان تعرفه فلا تصغ الى ما يقوله بل الى ما لا يقوله .
يقول الجنرال بيريه :
ان الحقيقة وطنية دائما
يقول جبران خليل :
ان الحقيقة لا تتجزأ .
يتكون البترول
يعتبر البترول سلعة شديدة الحساسية لارتباطها بالسياسة والاقتصاد اللذين يتغيران ويتقلبان بسرعة تدير الرؤوس – يتكون البترول من خليط من آلاف المركبات الكيميائية التي تعرف باسم الكربونات المهدرجة ، وهي مركبات تتشكل من اتحاد ذرات الكربون مع ذرات الهيدروجين بنسب متفاوتة ، ورغم ان هذه المركبات تشترك في احتوائها على الكربون والهيدروجين فقط ، فان كل تركيبة مختلفة من حيث نسبة وعدد ذرات الكربون - والهيدروجين ينشأ عن مادة ذات خصائص تميزها عن شقيقاتها وبينما تتفق هذه المواد جميعا في قابليتها للاشعال مما يجعل منها وقودا مناسبا ، فانها تختلف في اللون – واللزوجة – والحالة المادية فبعضها يكون غازا – وبعضها يكون سائلا – والبعض يكون صلبا – او شبه صلب ، وينشأ عن اختلاط الآلاف من هذه المركبات المختلفة وتمازجها مع بعضها البعض سائل اسود اللون – يميل للاخضرار لزج القوام ومتجانس ذو رائحة نفاذة ولكنها مقبولة اسمه البترول وهو اهم واخطر المواد الخام في العالم وتعتمد عليه المدنية الحديثة كوقود اساسي يوفر ارخص وانسب مصدر للطاقة اللازمة لمختلف صور النشاط الانساني في مجالات الزراعة والصناعة والنقل والدفاع .
كيف نشأ البترول
نشأ البترول نتيجة عملية تحلل بطئ لمواد عضوية من بقايا نباتية – وحيوانية تحت سطح الارض – ان مساحات واسعة من سطح بدأت منذ ملايين السنين في الهبوط التدريجي نتيجة لانهيار الطبقات الارضية تحتها – وهذه المساحات من سطح الارض المنخفضة شكلت ما يشبه حوضا هائلا تعرض للغمر والطمر الجزئي او الكلي برواسب المستنقعات – والبحيرات – والخلجان المائية كنتيجة لسقوط الامطار او غزو مياه البحر للمناطق المنخفضة – ونتيجة لتوالد الطحالب – والكائنات المجهرية الدقيقة في الماء وتعرضها للطمر تحت الرواسب المتراكمة عند القاع تكونت طبقة من الطين تحتوي على البقايا العضوية للنباتات والحيوانية الميتة – هذا الطين العضوي المخمر او الحمأ بما يحويه من البقايا العضوية استمر في الترسب آلاف السنين طبقات فوق طبقات في معزل عن الهواء – واستمرت الارض في الهبوط البطئ الى ان طمر الحوض بكامله تحت الرواسب المختلفة من فتات الصخور والرمال والطين وعندما غار الحوض بما يحويه من الحمأ الى عمق بين 2500 متر الى 3500 متر تحت سطح الارض – ونتيجة للحرارة التي تزيد على 65 درجة مئوية – عند تلك الاعماق بدأ تحول المواد العضوية في الحمأ الى مواد كيميائية تقتصر على عنصري الكربون والهيدروجين بقيت تحت سطح الارض منذ آلاف السنين تحت الضغط – الحرارة العالية حتى تحولت بالكامل الى كربونات مهدرجة وبقيت في شكل سائل البترول حبيسة تحت الارض – اما العناصر الكيميائية الاخرى فتحولت الى املاح وغازات .
تاريخ البترول
اكتشف الانسان البترول منذ آلاف السنين – وتعتبر منطقة الشرق الاوسط اقدم الاماكن التي عرفت البترول على الاطلاق – ويظهر اقدم تسجيل لاستخدام البترول في التماثيل السومرية المحفوظة بالمتحف الوطني بدمشق وتعود هذه التماثيل الى 32 قرنا مضت فقد استخدم الزفت في تثبيت عيون التماثيل في محاجرها ، كما استخدم قطعة من الزفت ليمثل سواد العين على البياض المصنوع من صدف البحر – كما استخدم الزفت ليثبت شعر الرأس واللحية في رؤوس التماثيل – وتشير الدلائل والحفريات الى ان السومريون القدماء عرفوا ما لا يقل عن ستة انواع من المركبات البترولية – كما كما بنى الكلدانيون القدماء معابدهم وقصورهم شمال العراق باستخدام الطوب المحروق وخلطه مع الزفت – ولقد بنى البابليون برج بابل من الطين والزفت – وقد ذكر وادي السديم وكيف كانت تنتشر فيه آبار الزفت وفي منطقة بابا جرجر بالقرب من كركوك العراقية تشتعل الغازات البترولية المتسربة من تحت الارض منذ آلاف السنين – هذه الغازات المشتعلة على مدار السنين دون ان يغذيها وقود او تترك رمادا – والتي لم تفلح المياه في اطفائها ، كانت هي التي ادت الى انتشار المجوسية " العقيدة الزرادشتيه " وظاهرة تقديس النار وعبادتها في القرن السابع قبل الميلاد ، كذلك استخدم القوقاز الاقدمون الاتربة المشبعة بالنفط من مناطق رشح البترول وقودا للطهي ، واكتشف الصينيون القدماء البترول والغاز اثناء حفرهم الارض للحصول على الملح واستخدموها كوقود ، كما عرفت فلسطين قبل ميلاد المسيح عليه السلام بثلاثة قرون نوعا من الزفت المستخرج من البحر الميت – وكان المصريون القدماء يستخدمون هذا الزفت في الطب وتحنيط الموتى من شخصيات الطبقات الادنى – واستخدم الزفت في عزل التوابيت الحجرية ومتع تسرب الرطوبة اليها ، كما استخدم القدماء الزفت في اعمال السحر والطقوس الدينية – كما استخدم القدماء الزفت في الاغراض المختلفة منذ الألفية الاربعة في صناعة بعض الادوات اليديوية البسيطة – وفي تبطين وعزل الانابيب وخزانات المياه وطلاء السفن والسحر فعبدوها وقدموا لها القرابين – واتخذ الرومان البترول كوقود للمشاعل – وفي الافران وانتشر العلاج بمركبات البترول في القرون الوسطى لمداواة الامراض الجلدية كما استخدمها البيزنطيون بنجاح في معاركهم البحرية ضد العرب والمسلمين وضد الروس – ففي عام 650 ميلادية وصل الى القسطنطينية مهندس يوناني اسمه كاللنيكوس حاملا معه سر النار الاغريقية ولم يكن ذلك السر سوى نوع من المضخات التي تضخ سائلا سريع الاشتعال يصعب اطفاءه بالمياه – وهذا السائل سوى بعض مشتقات البترول – استخدمت في احراق سفن اعدائهم وهي في وسط البحر ثم بدأ استخدام البترول في اضاءة المنازل والشوارع عقب ابتكار مصابيح الغاز – فدخلت صناعة استخلاص وتقطير النفط مرحلة الرواج والانتشار مع بداية القرن التاسع عشر في اوروبا – وتعرضت الصناعة الوليدة لأزمة خطيرة عقب ابتكار المصابيح الكهربائية على يد " اديسون " الامريكي وانتشارها عام 1881 – وتم بعدها ابتكار آلات الاحتراق الداخلي على يد الالماني " جوتليب " وانتشار صناعة المحركات التي تعمل بالبترول – واستمر رواج استخدام البترول كوقود الى الستينات من القرن العشرين بفضل التطور الصناعي الهائل والحاجة المتزايدة للطاقة – ثم ظهرت الصناعة البتروكيميائية التي تعتمد على البترول كخامة اساسية ثم تحويلها الى آلاف من المنتجات المهمة مثل المطاط والمنظفات الصناعية والادوات البلاستيكية ومواد التعبئة والتغليف والالياف الصناعية والاصباغ والمواد اللاصقة والاسمدة – وقد لجأ القدماء الى وسائل بدائية لاستخلاص البترول – وكان القار يرشح على سطح الارض في بعض المناطق ويسيل من شقوق الصخور في مناطق اخرى وفي بعض المناطق كانت الرمال المشبعة بالقار تصفى لاستخلاص البترول منها وفي المناطق الصخرية التي يسيل من شقوقها البترول كان السائل يجمع في اوعية من الفخار او قرب من الجليد – اما اشهر المواقع في هذه المنطقة فهي – النيران الخالدة في حيط – وبابا جرجر في كركوك بالعراق وفي مسجد سليمان – ونفط شاه – ونفط خانه في ايران وهي مواقع يتسرب منها الغاز البترولي من مكامنه تحت سطح الارض ليغذي النيران المشتعلة منذ آلاف السنين .
ما معنى كلمة بترول
يعود اسم كلمة بترول الى الاصل اللاتيني لكلمتي بترا ومعناها صخر وأوليوم ومعناها زيت – فكان الاسم بتروليوم معناها زيت الصخر – وقد عرف العرب البترول بمسميات عديدة منها القار والنفط والزيت والزفت .
ماذا يقصد بالاحتياطي البترولي المؤكد للدولة
الاحتياطي الموكد البترولي – هو مجموعة كميات البترول التي تم التحقق من وجودها تحت اراضي الدولة وتحت مياهها الاقليمية ولكنها لم تنتج بعد وهي كميات يتم حسابها دوريا حيث انها تتناقص بالانتاج المستمر للخام البترولي او تزيد في حالة اكتشاف حقول بترولية جديدة – وتمتلك السعودية اكبر مخزون بترولي في العالم ويبلغ بليون برميل وهو مخزون يكفي لأن تنتج السعودية حوالي ثمانية ملايين برميل يوميا لمدة تسعين عاما قادمة – ويليها العراق – الكويت – ايران – ابوظبي – فنزويلا – روسيا – المكسيك – ليبيا – الصين – امريكا .
تم حفر اول بئر بترول في العصر الحديث – في امريكا
اهتم " جورج باسيل " وهو مدرس امريكي بتجارة البترول فكلف الكولونيل ادوارد لورنس دريك بحفر اول بئر بترول عن منطقة رشح فيها البترول على السطح في بلدة تسمى تيتوسفيل بولاية بنسلفانيا الامريكية واستمر في عمله الى ان تدفق البترول لأول مرة في 23 اغسطس عام 1859 بمعدل 25 برميلا في اليوم – فان بئر دريك اعتبرت فتحا جديدا في صناعة البترول – ثم عرفت الانابيب لنقل البترول عام 1861 – فقد استعمل الصينيون نوعا من الخيزران المجوف انابيب للماء قبل اكثر من سبعة آلاف عام – كما استعمل الاغريق والرومان الصخور المجوفة كأنابيب للماء واستعملوا انابيب الصلصال – وقد استخدمت بريطانيا في القرون الوسطى جذوع الاشجار المجوفة كأنابيب للماء .
تقع الاحواض الرواسبية الرئيسية التي تحتوي على النفط في خمس جهات من العالم وهي
1. شمال امريكا وكندا – وتم حفر اول بئر عام 1859 من قبل الكولونيل دريك لعمق 69 ونصف قدما من ولاية بنسلفانيا
2. منطقة الكاريبي – فنزويلا – والمكسيك والهند الغربية .
3. الشرق الاوسط – تشمل ايران – والعراق – السعودية – الكويت – البحرين حيث تحتوي اراضيها الصحراوية الحارة على كميات هائلة من النفط وبأن هذا الحوض الرسوبي يحتوي على اكثر من ثلثي النفط في العالم .
4. شمال وسط اوروبا – تشمل بريطانيا – رومانيا – المانيا – روسيا .
5. الشرق الاقصى – وجدت اقدم الآبار النفطية في العالم في بورما واندونيسيا – الصين – وسيبيريا .
تاريخ اكتشاف النفط في الدول العربية
1. مصر – عرف النفط في مصر عام 1868 في منطقة " جمسة " على الساحل الغربي لخليج السويس – وبدأت عمليات الحفر في تلك المنطقة عام 1885 غير ان انتاجها النفطي لم يبدأ في عام 1909 – ثم امتدت الى عام 1953 الى الصحراء الغربية ومن بعدها منطقة دلتا النيل – ويعتبر خليج السويس المنطقة الرئيسية لانتاج النفط في مصر حيث يأتي منها حوالي 90% من انتاج البلاد .
2. العراق – بدأت صناعة النفط في العراق عندما حطت شركة نفط العراق عام 1925 " شركة البترول التركية سابقا على امتياز البحث والتنقيب واستغلال النفط في كل الاراضي العراقية – ما عدا البصرة التي لم يشملها الامتياز وتالفت هذه الشركة " شركة البترول البريطانية " ومجموعة شركات " شل اليهودية – الهولندية " – وشركة البترول الفرنسية – والمجموعة الامريكية وكانت نسبة المساهمة كل من هذه الشركات 23.75% ونجحت هذه الشركة في اكتشاف حقل كركوك الكبير عام 1927 وكان أهمها حقل الزبير عام 1948 – والرميلة عام 1953 – وحقل المجنون عام 1977 وتوقفت شركة نفط العراق عن مواصلة عمليات التنقيب بعد صدور القانون رقم 80 تاريخ 11كاون الاول عام 1961 الذي فقدت الشركة بموجبه كل مناطق امتيازها وانحصر نشاطها في مناطق الانتاج فقط ، وفي عام 1972 اممت الحكومة العراقية شركة نفط العراق ثم انشأت بعد ذلك شركة النفط الوطنية في عمليات البحث .
3. السعودية – في عام 1933 اكتشفت الشركة الامريكية " ستاندرد اويل – كاليفورنيا " على اول امتياز للبحث عن النفط واستثماره في المناطق الشرقية من المملكة وبدأ الحفر في عام 1953 حيث وجد فيها بعض النفط بكميات غير اقتصادية – وفي عام 1938 تم حفر عشرة آبار استكشافية اخرى تبين انها جميعا جافة – وبعدها تم حفر آبار الدمام حيث تدفق النفط بكميات تجارية بلغت حوالي مائة الف برميل يوميا – ونشأ بعد هذا التعديل شركة " ارامكو" – شركة الزيت العربية - الامريكية " – حققت لهذه الدولة احتياطا يفوق ربع الاحتياطي العالمي كله .
4. الكويت – عرف النفط في الكويت على شكل طفوح زيتية سطحية في منطقتي بحره وبرقان – وكانت الشركة البريطانية " الانجلوا – ايرانية " وشركة غولف الامريكية تتسابقان للحصول على امتياز التنقيب وانتاج النفط الكويتي وفي عام 1933 حصلت على حق الامتياز وبدأ الحفر الاستكشافي بعد ذلك الى تحقق النفط بكيات تجارية عام 1938 حقل برقان لكن الانتاج الفعلي بدأ عام 1946 بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية .
5. البحرين – اول اكتشاف نفطي في البحرين عام 1932 على يد الشركة " الامريكية ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا " التي امتلكت حق الامتياز في التنقيب عن النفط واستغلاله في جميع اراضي البحرين – وبدأ الانتاج الفعلي بكميات تجارية عام 1934 من حقل العوالي – وتعود اهمية هذا الاكتشاف الى انه كان المؤشر لاكتشاف النفط السعودي فيما بعد – اذ ان الطبقات التي اكتشفت فيها النفط في البحرين هي امتداد للطبقات الجيولوجية في المنطقة الشرقية السعودية – الاحساء .
6. واكتشف في قطر عام 1949 – واكتشف في الجزائر عام 1949 – واكتشف في سوريا عام 1954 – واكتشف في ابو ظبي عام 1958 – واكتشف في ليبيا عام 1959 – واكتشف في تونس عام 1964 – واكتشف في عُمان 1967 .
لقد ارتكزت السياسة الاستعمارية في الواقع ازاء تعاملها مع حكام – ومشايخ المنطقة العربية الى مقومات اساسية كان ابرزها :
1. السعي الدائم لكسب الصداقة والحيلة والخداع اكثر الاحيان .
2. نيل الامتيازات في المنطقة العربية .
3. عقد الاتفاقيات – والمعاهدات الاسترقاقية الخانقة والتي كانت بمثابة القيد المكبل للبادان المنتجة والمصدرة .
4. بناء القواعد العسكرية لحماية هذه الامتيازات واعتماد سياسة البوارج والاحلاف .
5. انشاء الشركات النفطية الاحتكارية الاستعمارية .
6. العمل بكل الوسائل والجهود لترويج المصالح والدعاية الغربية ،
لقد كانت هذه الاشركات الاجنبية تتحرك في منطقة الشرق الاوسط تحت اعلام بلادها وحماية مدافعها واساطيلها وجيوشها التي تسيطر على مصائر الناس وهي تواجه حكومات ضعيفة تمزقها الانقسامات الداخلية ولا تملك اكثر من البنادق القديمة والاسلحة البسيطة وكانت هذه الشركات الاحتكارية اهم ثمار الثروة الصناعية في الغرب في تقدمها العلمي او تكوينها الاداري والاقتصادي وكانت هذه الشركات الاجنبية تملك كل اسباب القوة والتفوق – يقول محمد المجذوب لقد وفر النفط لبعض المجموعات المشايخ القبلية عائدات خيالية اغرتها بانشاء كيانات سياسية اطلقت عليها " اسم الدولة " وساعد النفط على انبات مدن عصرية فوق الرمال وعلى استعمال السيارات والطائرات بدلا من الجمال – وعلى اتاحة الفرصة لبعض الحكام الاثرياء كي ينغمسوا الى آذانهم في ضروب من الترف واللذة التي لا توصف وكي يضعوا في مصارف الغرب ارصدة من شأنها لو سحبت ان تهز دولا بحالها وقد شكل احتياطي الوطن العربي من البترول ثلثي الاحتياطي العالمي – وفي جميع الحالات كان للقوة اليهودية الصهيوينة في صناعة النفط العالمية الدور الكبير والفعال والخفي في احيان كثيرة " ما زال في وطننا العربي يجهلون حقيقة هذا الدور " في الحقيقة كان لبريطانيا دور ريادي في زرع اسرائيل في منطقتنا العربية كما ان الصلة بين النفط وقيام دولة استيطانية استعمارية توسعية صلة واضحة لا يمكن انكارها وان احد الاسباب الرئيسية التي دفعت بريطانيا والغرب للعمل على انشاء اسرائيل ولمواصلة دعمها بكل الوسائل هو اتخاذها قاعدة اساسية لحماية المصالح الغربية الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة وعلى رأسها المصالح النفطية – ويبقى لشركة شل اهمية واضحة في هذا المجال كما لصاحبها اليهودي " ماركوس صموئيل " – لقد بدأت هذه الشركة بتاجر يهودي مقيم في " الويست اند " في لندن هو " ماركوس صموئيل " – كان يهتم في تجارته بأنواع الصدف الذي اصبح سلعة رائجة يستعمله ابناء عصره في التزيين " واختار اسم شل – اي الصدفة " اسما لشركته ومن خلال هذه التجارة استطاع صموئيل اقامة شبكة تجارية اخرى واسعة لأعماله التجارية تنتشر في كل الشرق لا تضاهيها اي شبكة تجارية اخرى – كما انتقل اخوه سام للاقامة في اليابان لادارة اعمال الشركة في الشرق الاقصى – وكانت شركة شل تستخدم احدى سفن الشركات البريطانية التي كان " اصحابها فريدلين " " وكيل عائلة دوتشيلد وممثل مصالحه النفطية في لندن ، كانت العلاقة بين صموئيل وثيقة جدا مع عائلة دوتشيلد ولم تقتصر هذ العلاقة على الطابع التجاري فقط بل تعدتها الى امور اخرى سياسية شكلت قاسما مشتركا بين الاثنين – كتب انتوني سامبسون : كان ماركوس صموئيل يهوديا يتمتع بحساسية اليهودي لما يدور حوله في العالم وفيما يتعلق بالوطن العالمي استغلت عائلة روتشيلد " شركة شل " لاهدافها الاستراتيجية بعد ان كانت ترتبط هذه العائلة بعلاقة وثيقة مع عائلة " نوبل السويدية " وتمول مشاريعها النفطية باعتبارها صاحبة امتياز نفطي هام في باكو الروسية ، وتشكل تحديا هاما لشركة ستاندرد في امريكا بفضل المساهمة التي تقدمها لها عائلة دوتشيلد في مشاريعها في سبيل هدف مركزي يتمثل باقامة دولة اسرائيل " وهكذا سيطر النفوذ الصهيوني اليهودي على شركة شل البريطانية اليهودية " التي اصبحت فيما بعد ذات جنسية بريطانية – هولندية " وعملت عائلة دوتشيلد على تقوية شركة شل بمختلف الطرق والوسائل حتى اصبحت قوة يحسب حسابها في عالم النفط والسياسة معا – لقد كتب سامبسون بقوله " لقد ضخ بترول شل من حقول بترول شل في ناقلات بترول شل الى معامل تكرير شل ومنها الى خزانات شل ومن خلال انابيب شل الى محطات التعبئة الخاصة بشل ، لقد كانت اولى عمالقة الكرة الارضية " وبواسطة هذه الشركة العملاقة استطاعت بريطانيا ان تضمن عقود امتيازها في المنطقة العربية وتتحكم بالارض والبشر تتقاسمهما مع اخطبوط نفطي احتكاري بدءا بايران ومن بعد الخليج العربي – وفي عام 1907 عقد مؤتمر كامبل بندرمان والذي ضم خبراء سياسيين واقتصاديين وعسكريين وجغرافيين من مختلف الدول الاستعمارية متناولا كيفية تأخير سقوط الاستعمار حتى لا ينهار كما انهارت امبراطوريات الاغريق والرومان من قبل وانتهى المؤتمر بتقرير عرف باسمه تقول بأن من يسيطر على البحر الابيض المتوسط الشرقي يستطيع التحكم في العالم – كما خلص الى توصية هامة مفادها ضرورة اقامة حاجز بشري قوي وغريب يفصل الجزء الآسيوي عن الجزء الافريقي في المنطقة العربية حليف للدول الغربية ومعاد لسكان المنطقة وكان هذا الحاجز القوي والغرب هو اسرائيل – وفي عام 1913 امرت قيادة البحرية البريطانية برئاسة " ونستون تشرشل " جميع السفن باستبدال الفحم بالبترول كوقود وكانت بريطانيا قد ارسلت عددا من جواسيسها الى المنطقة العربية وخصوصا الى الجزيرة العربية ومن بينهم جاسوسها الكبير " توماس ادوارد – لورنس " المعروف بلورنس العرب – الابن الغير شرعي للبحث عن الآثار في الوطن العربي " الواجهة العلنية للمهمة " انا اتعجب بأي حق يطلق على لورنس الجاسوس – العميل بالعربي – هذه تعتبر خيانة عظمى بحق العرب " وفي سنة 1913 ابحرت من بريطانيا " الملكة اليزابيث " اول السفن التي تسير بالنفط ومن ذلك التاريخ يقول لورنس " الآن عرفت بأن واجبي نحو بلادي يقتضي من العمل لتزويدها بالنفط وليس الاهتمام بالآثار " ومنذ الحرب العالمية الاولى اصبح هذا التاريخ النفط بمثابة سلعة استراتيجية حتى قال كلمنصو : " بأن كل نقطة نفط تعادل نقطة من الدم " وبفضل هذه السلعة الاستراتيجية استطاع الحلفاء ان يحققوا نصرا لا بأس به في اول حرب عالمية تشهدها البشرية ومن هنا قال اللورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا في هذه الحرب سوف تقول الاجيال القادمة وبحق ان الحلفاء حققوا النصر على حاجته من النفط " .
والحقيقة ان الطمع في النفط العربي والرغبة في الاستيلاء عليه واستغلاله هو الذي جعل بريطانيا تتراجع عن وعودها التي اعطتها للعرب وخاصة للشريف حسين في الحرب العالمية الاولى بتأييد تطلعاتهم للوحدة والاستقلال والحرية التي ثاروا في سبيلها ضد الحكم التركي – وبعد انتهاء الحرب وانهيار الدولة العثمانية حتى انشبت بريطانيا انيابها في الجسم العربي تجزئه وتقاسمه طمعا في نفط العراق – وكانت اتفاقية سايكس بيكو 1916ثمرة هذه السياسة البريطانية الخادعة " فرق تسد " بالاتفاق مع فرنسا الاستعمارية الصهيونية وقامت برسم الحدود بين سوريا والعراق وفي رسم وتجزئة الجسم الواحد حتى تريد الاستئثار بنفط العراق منفردة – اذ يقول كريستوفر ابن مارك سايكس في كتابه عام 1953 بعنوان دراسة ماثرتين يتناول فيه ريتشارد سيتورب احد رجال الكنيسة في القرن الماضي يقول عن والده في جهوده نحو الصهيونية – كان قد اعتنق الصهيونية عام 1915 اي قبل توقيع الاتفاقية بسنة واحدة اعتناقا لم يدر به العرب وكانت مساعيه من اقوى العوامل في حصول اليهود على وعد بلفور – وان الدكتور موسى غاستر وهو صهيوني بريطاني هو الذي ادخله في الصهيونية بعد تعيينه وزيرا مساعدا لوزارة الحرب في خريف عام 1915 " اما فيما يتعلق " بجورج بيكو " حول ادخاله وتحوله الى الصهيونية وقد نجح كذلك مع لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا كما يعترف حاييم وايزمان نفسه بفضل مارك سايكس على الحركة الصهيونية وعن وعد بلفور الصادر في 2 تشرين الثاني عام 1917 كانت الحكومة البريطانية بشخص بلفور وزيرالخارجية بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين الى كبار الاثرياء اليهود في العالم واحد العاملين في حقول النفط اللورد دوتشيلد وهو يهودي – وفي عام 1918 في احدى جلسات مجلس الوزراء البريطاني – يقول لا يعنيني تحت اي نظام نستطيع ان نحافظ على البترول – هو ان يظل البترول ومن الممكن الوصول اليه – هو الحاكم في منابع البترول – وفي عام 1919 عقد اجتماع سري في لندن في الشقة الخاصة برئيس الوزراء البريطاني لويد جورج وحضره وزير الخارجية الفرنسية المسيو بيشون للتأكيد على التمسك باتفاقية سايكس – بيكو ولكن الجانب البريطاني استطاع في هذا الاجتماع ان ينال الموافقة الفرنسية على ان تقع ولاية الموصل ضمن منطقة النفوذ البريطاني – ويومها قالت فرنسا الاستعمارية لبريطانيا اطلقي يدي في سوريا ولبنان لكي اطلق يدك في الموصل العراق .
وفي عام 1920 بادرت الدول الاستعمارية لعقد مؤتمر سان ديمو في ايطاليا بموجبه كرس توزيع الانتدابات على الدول العربية – وبعد ان انتدبت بريطانيا اول مندوب سامي لها في فلسطين اليهودي الصهيوني هربرت صموئيل احد اصحاب شركة النفط " رويال داتش شل " باعتبار ان القوة الصهيونية في صناعة النفط العالمية لها فضل كبير على المصالح البريطانية وخصوصا في المنطقة العربية – والجدير بالذكر ان الصهيوني الذي وصل من لندن الى يافا في الاول من تموز عام 1920 تلقاه اليهود بالهتافات " اهلا بأمير اسرائيل الاول – اهلا بعزرا الثاني " ويعترف حاييم وايزمان انا من عين صموئيل مندوبا ساميا لبريطانيا والصهيونية في فلسطين – كنت مسؤولا بشكل رئيسي عن تعيين السيد هربرت لفلسطين نحن عيناه لهذا المنصب – انه صموئيلنا " في حديث لمجلة يو اس اند وولد ريبورت الامريكية – يقول السيناتور جاكسون احد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي المعروف بعداوته للعرب وانحيازه لاسرائيل " ان الامريكي العادي يتصور ان متاعبنا في الشرق الاوسط ناجمة عن دعمنا لاسرائيل وليس هناك شيء ابعد عن الحقيقة من هذا الاعتقاد – فالحقيقة انه لو تكن اسرائيل موجودة لكان الاردن قد زال من الوجود – كما ان السعودية التي تملك اكبر احتياطي من النفط خارج الاتحاد السوفييتي كانت ستزول من الخارطة ايضا " .
الوضع الدولي قبل الحرب العالمية الاولى وظاهرة التنافس على النفط
كان الوضع الدولي قبل الحرب العالمية الاولى يتسم بالصراع بين الدول الاستعمارية الكبرى على التوسع خارج اوروبا والسيطرة على منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنها البلاد العربية طمعا بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية وكانت بريطانيا آنذاك تتمتع بقوة عسكرية اقتصادية جعلتها تفرض سيادتها على البحار وعلى المناطق الاستراتيجية مثل مصر – والسودان – والخليج العربي – والجزء الجنوبي من العراق – اما فرنسا فاكتفت بفرض نفوذها على سوريا ولبنان وانقسمت ايران بين بريطانيا وروسيا شمالا اما الولايات المتحدة الامريكية فكانت مشغولة بالتوسع في الداخل نحو الغرب والشرق الاقصى وكانت شركاتها تسيطر على الجزء الاكبر من النفط المنتج في العالم آنذاك لذلك لم يكن الشرق الاوسط يحظى بالاهتمام الامريكي الا في بعض الشؤون التجارية والسياسية – وفي عام 1901 حصلت بريطانيا من شاه ايران بوساطة رجل الاعمال الانجليزي وليام دنكوس على اضخم امتياز نفطي لمدة سنتين يغطي جميع الاراضي الايرانية ما عدا المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود الروسية وقد تقدم غلبنكيان وهو رجل ارمني خدم في تركيا واكتسب نفوذا من البلاط العثماني ومن ثم تجنس بالجنسية الانجليزية وعين اول رئيس لمجلس البنك الاهلي التركي وهوالبنك الذي اسسته بريطانيا ليمثل مصالحها في تركيا وبحكم منصبه اصبح ممثلا لبريطانيا في سباقها مع المصالح الالمانية ، بتقرير الى السلطان العثماني يشير فيه الى وفرة الاحتمالات النفطية في المنطقة وكان التقرير بمثابة اشارة البدء لأعنف صراع بين القوى الاستعمارية الصهيونية الطامعة في المنطقة وبدأ الصراع البريطاني الفرنسي الالماني على نفط العراق وهذا الصراع ما يلي :
1 – الصراع بين بريطانيا والمانيا على نفط العراق :
كانت المانيا تتمتع بنفوذ سياسي قوي في الامبراطورية العثمانية وكانت مصالحها تحظى بمكانة خاصة تضاهي مكانة غلبنكيان في البلاط العثماني وقد تمكن الالمان عن طريق شركة سكة حديد برلين – بغداد المملوكة من البنك الالماني من الحصول على حق التنقيب وانتاج النفط في شريط من الارض عرضه اربعون كيلو مترا على امتداد الخط الحديدي الذي تقوم بانشائه اذ نص العقد على مبدأ اقتسام قيمة الانتاج مناصفة بين الحكومة والشركة وفي عام 1909 قيام حركة تركيا الفتاه فتكونت حكومة جديدة من انصار بريطانيا التي حاولت مجددا اقتناص الامتياز العراقي – بينما واصل الالمان الذين كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة في تركيا ونضالهم لاستعادة امتيازهم المفقود .
2 – الصراع البريطاني الفرنسي واتفاقات التسوية :
أ – اتفاق اونغ – بيرانجيه – 1919 : في عام 1919 بدأت المفاوضات النفطية بين الحكومتين الانجليزية والفرنسية وكانت تتعلق بالنفط في العراق وروسيا ورومانيا وسائر الحقول المكتشفة مقابل ذلك حصول فرنسا على نسبة تتراوح بين 20 و 30% من النفط العراقي وتعهدت على تسهيل مد خطين من انابيب النفط عبر الاراضي السورية واللبنانية لنقل النفط من حقول ايران والعراق الى موانئ البحر الابيض المتوسط مع اعفاء الخطين من الرسوم والضرائب كما وافقت على اشراك بريطانيا في استغلال حقول الجزائر وتم الاتفاق على احلال فرنسا محل المانيا في شركة البترول التركية بحيث حصلت على 25% مقابل موافقتها مجددا على مد انابيب الا ان الاتفاق لم يطبق بسبب تشابك العلاقات بين فرنسا وبريطانيا وبين العرب واليهود والاتراك من جهة اخرى .
الحرب العالمية الاولى وتقاسم النفوذ على النفط
اندلعت الحرب العالمية الاولى في صيف عام 1914 وكانت سببا في تجميد نشاط شركة البترول التركية في المنطقة ، ومع اشتعال الحرب تأكدت الاهمية الاستراتيجية للنفط الذي اصبح الوقود الاساسي لآلة الحرب الميكانيكية وفي هذه الفترة كانت الولايات المتحدة الامريكية وشركائها النفطية تتحكم في تموين سوق النفط العالمي ، وقد زودت جيوش الحلفاء في حروبها ضد الالمان بحوالي 70% من النفط الذي استهلكته معداتها الحربية ، واظهر وقائع ان النفط ملازم للأمن القومي ، فلا استقلال سياسيا لأي دولة دون تأمين النفط بحرية – في خريف 1914 دخلت تركيا الحرب الى جانب المانيا واصبح النفط نفسه محور من المحاور الرئيسية للعمليات الحربية في المشرق العربي وبدأت الدول الحليفة تطرح مسألة تقاسم اراضي الدولة العثمانية في حال هزيمتها – ففي 6 تشرين الثاني نزلت القوات الانجليزية عند شط العرب وأخذت تتقدم نحو مدينة البصرة ولكن الهدف من هذه العملية هو حماية موقع عبدان الاستراتيجي والزحف نحو مناطق النفط في شمال العراق لكن ضراوة المقاومة من قبل الجيش العثماني اوقفت هذه الحملة عند المشارف الجنوبية لمدينة بغداد ، وخشيت بريطانيا في هذه الاثناء من نجاح القوات الروسية في اختراق الاراضي التركية والوصول الى منابع النفط العراقي فاتجهت الى حليفتها فرنسا تطلب عونها العسكري في المنطقة مقابل ان تتخلى لها عن منطقة الموصل الغنية بالنفط اذا استطاعت القوات الفرنسية الوصول اليها وانقاذها من الخطر الروسي المحتمل – وعدت بريطانيا باقرار هذا الوعد في اي اتفاق يعقد بين الطرفين وبدأت المفاوضات بين الحلفاء الفرنسي والبريطاني لبلورة مشروع تقاسم النفوذ في اراضي السلطة العثمانية ما يلي :
1 – المفاوضات البريطانية الفرنسية :
جرت المفاوضات بين ممثل بريطانيا " مارك سايكس " وممثل فرنسا " جورج بيكو ما يلي حول :
1 – حرية الملاحة في المضايق
2 – ادارة اسطنبول و الاراضي المقدسة في فلسطين
3 – الاستثمارات والمصالح في مختلف اراضي السلطة العثمانية
4 – ان ملف المفاوضات لم ترد فيه اي اشارة الى كلمة بترول بل تركز بينهم على المناطق الخاصة ، وخاصة منطقة الموصل التي تبين وجود النفط فيها وانتهت بين الجانبين توقيع اتفاق سمي باتفاق " سايكس – بيكو " ومضمون هذا الاتفاق هو اقتسام المشرق العربي " منطقة الهلال الخصيب بين الدولتين الاستعماريتين الصهيونيتين بريطانيا وفرنسا بعد الاجهاز على الامبراطورية العثمانية واعاد هذا الاتفاق رسم الخريطة الجغرافية والسياسية للمنطقة وفقا للمصالح النفطية لكلتا الدولتين وكان لروسيا حصة في هذه الخريطة لكنها حرمت منها وتقاسمتها فرنسا وبريطانيا – وبعد قيام الثورة الشيوعية عام 1917 نشرت روسيا نصوص هذا الاتفاق الذي بقي سرا حتى ذلك الوقت لأنه ينقض الاتفاق العربي مع بريطانيا وفيما يلي ملخص لأهم النقاط الواردة في هذا الاتفاق :
1 – ولاية البصرة – بغداد وحيفا وعكا توضع تحت الحكم المباشر لبريطانيا 2 – جانب كبير من سوريا والاناضول يوضع تحت الحكم المباشر لفرنسا
3 – فلسطين عدا عكا وحيفا توضع تحت ادارة دولية
4 – اراضي يمكن اقامة دول عربية فيها :
أ – المنطقة التي تشمل دمشق والشام وحلب والموصل توضع تحت وصاية فرنسا
ب – الاراضي الممتدة بين فلسطين والعراق " تسمى شرق الاردن " توضع تحت وصاية بريطانيا
ويتبين من بنود هذا الاتفاق مدى اصرار الدول الاستعمارية الصهيونية على تمزيق المشرق العربي وتوزيع مناطق نفوذ بين فرنسا وبريطانيا ، ثم وضع الاسس لمشاريع الدول التي ستقوم على انقاض الدولة العثمانية المنهارة ، وكانت الحركة الصهيونية قد حصلت من بريطانيا في 2 تشرين الثاني عام 1917 على وعد بلفور باقامة الدولة اليهودية في فلسطين ، بينما اخلت بالوعود التي قطعتها للعرب اثناء الحرب ، اما على المستوى الدولي فقد حصل بعض التحولات المهمة منها خروج روسيا من الحرب بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917 ودخول الولايات المتحدة الحرب الى جانب الحلفاء ، وفي نهاية عام 1917 فوجئ الرئيس كلمنصو بتناقص المخزون البترولي الفرنسي ونضوبه تقريبا نتيجة احجام الاحتكار الامريكي عن تزويد فرنسا بهذه المادة لذلك ناشد كلمنصو الرئيس الامريكي ويلسون للضغط على محتكري النفط الامريكي كي يستأنفوا ارسال النفط الى الدول الحليفة في اوروبا مما جاء في نداءه ، واذا كان الحلفاء لا يريدون الهزيمة فيجب عليهم ان يؤمنوا بصورة حتمية الكميات الكافية من النفط للقوات الفرنسية في معركتها الاخيرة لأن كل قطرة من النفط تعادل قطرة من دم اي جندي ، ولم تكن الهدنة تعلن عام 1918 بين بريطانيا والدولة العثمانية حتى تقدمت القوات البريطانية الى شمال العراق واحتلت منطقة الموصل الغنية بالنفط خارقة اتفاق سايكس- بيكو الذي وضع الموصل تحت الوصاية الفرنسية ، فأثار هذا التصرف غضب فرنسا وبدأت مرحلة جديدة من الصراعات والمساومات بين الفريقين من جهة وبين امريكا التي دخلت الى مسرح الصراع على نفط المنطقة من جهة اخرى باعتبارها شريكة في الحرب .
2 – اتفاق سان ديمو النفطي عام 1920 :
عام 1920 توصل الفرنسيون والانجليز الى عقد اتفاق بينهما سمي اتفاق سان – ديمو تناول جملة قضايا ومن ضمنها مسألة النفط في الشرق الاوسط ويستند الى التعاون الودي والمعاملة بالمثل ، وبموجب هذا الاتفاق تم اقرار التوزيع الجديد لرأسمال شركة البترول التركية 47.75% ولشركة البترول الانجليزية الايرانية 22.2% ولمجموعة شل 25% لشركة البترول الفرنسية و 5% لغلبنكيان الارمني ، واكد الاتفاق على شركة البترول التركية دون سواها في تنمية واستثمار الموارد النفطية في بلاد ما بين النهرين التي اقرت فرنسا بسيادة بريطانيا عليها وبالاخص منطقة الموصل حتى تبقى تحت الرقابة البريطانية ، وهكذا اتاح الاتفاق لفرنسا امكان الحصول على النفط بشكل منتظم ودائم كما ثبت مركز بريطانيا النفطي في المشرق العربي من خلال الدعم الرسمي من قبل حكومتي بريطانيا وفرنسا ، لكن هذا الاتفاق اثار قلق الولايات المتحدة ودفعها الى الاهتمام بالنفط العربي ، بعد عام 1920 بدأت الشركات النفطية الامريكية تهتم اهتماما كبيرا بالاحتياطي النفطي الخارجي وخاصة النفط العربي يدفعها الى ذلك عدة عوامل منها ما يلي :
1 – النقص المتوقع في احتياطي النفط الامريكي
2 – التخوف من احتكار بريطاني لاحتياطي النفط العالمي
3 – الى جانب ارتفاع حاجة الدول الكبرى للنفط بعد الحرب العالمية الاولى كل هذه العوامل دفعت الشركات الامريكية للبحث عن امتياز جديد في منطقة الشرق الاوسط بتقديم الدعم بشتى الوسائل .
النفط والكيان الصهيوني
يقول بلزاك : " وراء كل ثروة عظيمة هناك جريمة عظيمة " فكم ينطبق هذا القول على جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وجريمة خلق ما يسمى بدول اسرائيل وعلاقة ثروة النفط بهذه الجريمة ، لقد شهد القرن التاسع عشر تكالبا استعماريا محموما في السيطرة على المستعمرات والبلدان التابعة لها وكانت فرنسا وبريطانيا سيدتي هذا التكالب قبل ان تبرز الولايات المتحدة الامريكية كقوة الى الوجود ، وشهية اطماعها التوسعية على حساب القوتين السابقتين والمعروف ان من ابرز صفات الاستعماريين هو السعي الدائم للحصول على الارباح والمزيد منها وتلبية متطلبات صناعتهم وذلك عبر الاستيلاء على المواد الخام وتصدير البضائع والرساميل ، وقد شكلت المنطقة العربية لقمة سائغة امام هذه القوى الاستعمارية لمضاعفة ارباحها في كافة الميادين – حيث لم يكن النفط العربي الا السلعة الاكثر ربحا ونفوذا لهذه القوى في سبيل هدف محوري يتمثل في خلق دولة اسرائيل كاحدى القلاع الامبريالية الحصينة في الوطن العربي وخنجرا في قلب الامة العربية ومستقبلها .
لقد قال المناضل العمالي البريطاني " رايننغ " حول نشاط هؤلاء الرأسماليين عندما قال : " فحيث تكون الارباح 10% مؤمنة يشتغل الرأسمال في اي مجال كان ، 20% ينشط ، 50% تتملكه جرأة جنونية ، 100% يدوس بالاقدام جميع القوانين البشرية ، 300% ليس ثمة جريمة لا يتجاسر على ارتكابها ولو قادته الى حبل المشنقة " وعلى هذا الاساس يلعب البترول دورا هاما في حياتنا المعاصرة فهو مصدر اساسي من مصادر الطاقة ومادة اولية في الصناعات الكيميائية المختلفة ، فقد كانت البلاد العربية المنتجة للنفط عند بداية علاقتها مع الشركات البترولية اما مستعمرة او شبه مستعمرة يسود فيها حكم استبدادي فردي ، وان النظم القانونية في بلدان الشرق الاوسط المنتجة للنفط كانت على وجه العموم ناقصة التكوين ، واذا تفحصنا خارطة الاستثمارات النفطية في المنطقة العربية كان واضحا ان الهدف الاساسي لهذه الاستثمارات كان يتمحور حول :
1 – تطويق فلسطين – الارض والشعب
2 – تهويد وجودها عبر اقامة حزام احتكاري حولها من الشركات النفطية الاستعمارية تلعب دور الاخطبوط الذي يمتص الثروات والخيرات والدم وصولا الى تنفيذ مخططات مرسومة في البيوت السوداء للدول الغربية ، تأخذ فيها اسرائيل مكانة الحلقة المركزية والدور الرئيسي
3 – الدور الخفي من تاريخ البترول وهو ان تقوم بعض الدول العربية بتصدير النفط الى اسرائيل سرا ، وهذا ما يحصل الى وقتنا الآن واصبح واضحا ومكشوفا ، وان اول استثمار نفطي استعماري صهيوني بدأ في ايران ومن ثم العراق والسعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والامارات العربية المتحدة
4 – في عام 1956 اعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم فناة السويس عندما رفض الامريكيون اعطاء القرض اللازم لبناء السد العالي في اسوان كما لجأ الى الروس لتنفيذ هذا المشروع الحيوي
5 – في 31 تشرين الاول عام 1956 قام الانجليز والفرنسيون والاسرائيليون بشن حرب على مصر كانت دوافعها ما يلي :
1 – بالنسبة لاسرائيل : تشن حرب وقائية ضد مصر وكان الصراع الاسرائيلي المصري يبدو وشيكا
2 – بالنسبة لبريطانيا العظمى : هو استعادة فتح قناة السويس
3 – بالنسبة لفرنسا : هو الانتقام من عبد الناصر وارغامه على وقف مساعداته للثوار الجزائريين وانقاذ اسرائيل المهددة
6 – لقد ادى اغلاق قناة السويس سنة 1956 الى منع النفط المرسل الى اوروبا وتوقف تدفق النفط مما دفع الولايات المتحدة الامريكية الى الضغط على اسرائيل لارغامها على الانسحاب من الاراضي المصرية لكي يعاد فتح القناة ويستأنف تدفق النفط ، وقد تلقت اوروبا ضربة قاضية بتوقف النفط واضطرت الى تنقيته في بلدانها .
اهمية النفط على الصعيد العسكري
يقول أوكونور في كتابه " امبراطورية النفط " الصادر في موسكو عام 1958 " من يملك النفط يملك العالم لأنه بفضل البترول سيسيطر على البحر وبفضل بنزين الطائرات سيسيطر على الجو وبفضل بنزين السيارات سيسيطر على البر ، بل اكثر من ذلك أنه بفضل الثروات الخيالية التي يمكن ان يجمعها من النفط سيحكم قطاعات اقتصادية كاملة ، فالنفط اهمية استراتيجية يعني الحياة او الموت في السلم والحرب " ، ففي عام 1983 قام سلاح الجو الامريكي باستخدام طائرات الأواكس – F-15 لمساعدة القوات الفرنسية الاستعمارية الصهيونية في تشاد ضد الثوار ، وفي الحرب العالمية الثانية قام الحلفاء ببناء خطوط انابيب نفط تحت القنال الانجليزي لتزويد قواتهم بالوقود ، ويعتبر خط انابيب حلف الناتو اطول خط استرتيجي عسكري للوقود حيث يمتد مسافة عشرة آلاف كيلو متر في غرب اوروبا وجنوبها ، ويختزن حوالي مليون متر مكعب ، فالتجهيزات ووسائط نقل النفط وتوزيعه في ساحة العمليات الحربية تشكل اضخم التجهيزات العسكرية في زمن الحرب وعليها يتوقف مصير المعارك التي تخوضها القوات المسلحة لأنه لا قيمة لآلة الحرب ما لم تزود بالوقود اللازم لتشغيلها " النفط احد عوامل النصر او الهزيمة في الحرب " فبريطانيا لم تحرز النصر في معركتها مع المانيا والنمسا الا بفضل تدفق النفط الى شواطئها من كل انحاء العالم مستعينة بسيطرتها البحرية ، كما يعزى اندحار المانيا وخسارتها في اثناء الحرب العالمية الثانية في معظم اسبابه الى قلة وجود النفط ومشتقاته لدى الجيوش النازية آنذاك ، يقول محمد حسنين هيكل في كتابه حرب الخليج : " تظهر حقائق الحرب العالمية الثانية ان المعارك التي دارت في اوروبا لتحقيق النصر النهائي ضد النازية اعتمدت بحجم 91% على بترول امريكي زحفت به الدبابات وانطلقت المدافع وحلقت الطائرات وتحركت الاساطيل " ، وقال تشرشل : " هو اول من اعلن في مجلس العموم عام 1919 بعد نهاية الحرب العالمية الاولى ان ليس ثمة شك في ان الحلفاء لم يستطيعوا الابحار الى شاطئ النصر الا على امواج النفط المتلاحقة ، وان النفط سبب الحرب "، لقد كان النفط هدفا لأهم المعارك التي دارت في الحرب العالمية الثانية بين بين الحلفاء ودول المحور كان هدفه الوصول الى نفط الشرق الاوسط كما ان الهجوم الذي شنه هتلر على الاتحاد السوفييتي آنذاك كانت غايته السيطرة على حقول النفط في باكو والقوقاز ، واليابان لم تهاجم امريكا في معركة بيل هاربر الا من اجل حاجتها الشديدة لبترول اندونيسيا " لذلك نرى ان من اهم الاهداف الاستراتيجية العسكرية في الحروب الحديثة هي قيام طرفي النزاع بضرب المنشآت النفطية او قطع امدادات الطاقة وطرق نقلها بواسطة الطائرات او الاساطيل البحرية بغية شل القدرة العسكرية وتعطيل الآلة العسكرية كما حدث في الحرب العراقية - الايرانية وما سمي يومها بحرب المصافي وحرب الناقلات ، والنهاية ان النفط كان وما يزال يحتل مركز السيادة بين مصادر الطاقة في العالم وضروري في السلم والحرب ، انه محور النشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وشرط اساسي من شروط القوة والنفوذ محليا واقليميا ودوليا .
استخدام النفط كسلاح سياسي
يقول كيسينجر : " ان النفط هو السلاح الذي غير العالم بلا رجعة " ، استعمل النفط كسلاح ضغط سياسي ، استعملته الشركات النفطية للضغط على الحكومات التي أممت بترولها او التي حاولت ان تتمرد على عقود الامتياز او بسبب المنافسة ، واستخدمته الدول المنتجة للضغط لبلوغ اهداف سياسية لتحسين اوضاعها الاقتصادية ، واستعملته الهيئات الدولية للضغط على دول رأت انها حادت عن الاجماع الدولي مثالا على ذلك : في ايران وقعت اهم مجابهة بين الشركات الاحتكارية والحكومة الايرانية عندما أمم د. محمد مصدق الصناعات البترولية في بلاده عام 1951 ، وأممت شركات النفط السوفيتية عام 1917 ممتلكات الشركات النفطية في بلادها ، والمكسيك قامت عام 1938 بتأميم بترولها ، وكان اول استخدام للنفط كسلاح عام 1956 كرد فعل على العدوان البريطاني – الفرنسي – الاسرائيلي على مصر بعد قيامها بتأميم قناة السويس ، وتمثل سلاح النفط في هذه الازمة بنسف جميع محطات الضخ التابعة لخطوط انابيب شركة بترول العراق في سوريا ، وكما تمثل ايضا بتوقيف الحكومة السعودية ضخ النفط الى كل من فرنسا وبريطانيا وقطع علاقتها الدبلوماسية معها ، بالاضافة الى تخريب المنشآت النفطية في الكويت وغيرها من البلدان العربية المنتجة ، وفي عام 1967 استعمل النفط كسلاح مرة اخرى اثر العدوان الاسرائيلي على مصر وسوريا والاردن بالرغم من ان هذه الحرب كانت خاطفة ومفاجئة للعرب ، فقد اتخذت الدول العربية كافة التدابير شملت توقف عمليات التصدير في معظم الموانئ العربية ومنع تصدير النفط للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا لعدة اسابيع بسبب موقفها المساند لاسرائيل ، وكانت المرة الثالثة التي استخدم فيها النفط كسلاح سياسي عندما اندلعت الحرب في 6 تشرين الاول عام 1973 بين مصر وسوريا واسرائيل وبسبب الانتصارات العسكرية التي حققها الجانب العربي ، بعدها قامت امريكا بدعم اسرائيل عسكريا وماديا مما دفع العرب الى استخدام النفط كسلاح في المعركة ضد امريكا والدول المساندة للعدو اليهودي ، وبناءا على ذلك قرر اجتماع وزراء العرب الذي انعقد في الكويت بتاريخ 17 تشرين الاول 1973 قرار يقضي بتخفيض صادرات النفط العربي تدريجيا بنسبة 5% شهريا حتى تنسحب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها في حرب 1976 ، وقد استثنى القرار الدول الصديقة التي وقفت الى جانب الحق العربي وحتى تقرر حظر النفط وسائر المواد الهيدروكربونية الى امريكا وهولندا بطريقة مباشرة او غير مباشرة وان يكون تخفيض الانتاج بنسبة 25% من متوسط الانتاج في شهر ايلول عام 1973 لكل دولة عربية على حدة ، يمكننا القول ان استخدام سلاح النفط في تلك الحقبة من الزمن هز العالم بأسره اقتصاديا وسياسيا وأحدث تغيير في طبيعة العلاقات الدولية كما حرك الاهتمام الدولي لايجاد حل للقضية الفلسطينية لكن الدبلوماسية الامريكية بقيادة هنري كيسنجر استطاعت ان تنتزع قرارا برفع الحظر النفطي بعد ستة شهور من تنفيذه لقاء التوصل الى اتفاق فصل القوات في سيناء ، وبعد تدخل مصر لدى الدول العاملة بالحظر لرفعه وقد تم ذلك في تاريخ 18آذار عام 1974 وقبل اتمام فصل القوات بين سوريا واسرائيل ، يقول الباحث كمال حمدان : " لقد اتضح منذ اليوم الذي تحدد فيه نمط استعمال النفط العربي كسلاح سياسي ، ان اتجاه النفط سيصب حتما في طاحونة المساومة والحلول والوسطية " .
جاءت حرب الخليج عام 1991 وكان من اهم نتائجها اغراق دول النفط العربي بالديون وتعطيل اي محاولة او حتى توجه عربي لربط سلاح النفط انتاجا وتسعيرا وتسويقا بالموقف السياسي والسبب في ذلك الدور السياسي الذي تمارسه امريكا من خلال وجودها العسكري المباشر في الخليج " نذكر انه قد توافق العرب في عام 1967 في مؤتمر الخرطوم على استعمال النفط سلاحا ضد العدو الصهيوني بطريقة غير مباشرة اي باستمرار تدفق النفط الى الدول المستهلكة واقتطاع جزء من اموال بيعه لدعم صمود دول المواجهة مع اسرائيل عسكريا وسياسيا " ، من الواضح ان الهدف الاساسي من استخدام سلاح النفط هو الانسحاب الاسرائيلي لم يتحقق ، وتأمين الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني ، بالنسبة لامريكا لم تغير سياستها المعادية للعرب ومن مساندتها غير المشروطة لاسرائيل حيث قامت بتأمين دعم اسرائيل عن طريق الجسر الجوي الضخم الذي اقامته ، وبعدها قام العرب برفع الحظر قبل ان يحقق اهدافه الرئيسية المرسومة وبذلك كان قرار الحظر سابقا لأوانه ، وامريكا تقوم بالمزيد من السيطرة على منابع النفط وعلى تجريد الدول النفطية من امكانية محاولة تكرار هذا الحظر وفرض اقصى درجات هيمنتها وسيطرتها على النفط العربي بشكل لا يعطي الفرصة لاعادة استخدام النفط من جديد ، حيث تم نزع سلاح النفط من ايدي العرب في ظل سياق دولي واقليمي معين مما شجع الحظر دفع ارتفاع الاسعار حيث قامت الولايات المتحدة الامريكية على اجهاض ثورة اسعار النفط من خلال مجموعة من الاجراءات وهي ما يلي :
1 – ترشيد استخدام الطاقة
2 – زيادة استخدام بدائل النفط كالفحم والغاز والطاقة الشمسية والنووية ومن خلال مخزونات نفطية هائلة تستخدم عند اللزوم
3 – الضغط على الاسعار في السوق النفطية
4 – زيادة انتاج النفط في دول اخرى غير الاوبيك
5 – الحرص على شق صفوف الدول الاعضاء بالاوبيك وزكاء الخلافات فيما بينهم
6 – هذه السياسات والاجراءات نجحت في تحويل السوق النفط من سوق يسيطر عليه البائعون الى سوق يسيطر عليه المشترون .
استخدام سلاح النفط من قبل الهيئات الدولية
لا ينحصر استعمال النفط كسلاح بيد الشركات النفطية الكبرى والدول المنتجة بل تعدى ذلك ليصبح اداة ضغط سياسية تستخدمه الهيئات الدولية والمنظمات الدولية لتنفيذ قراراتها الدولية ، وامثلة على ذلك قرار عصبة الامم المتحدة عام 1936 بمنع وصول النفط الى ايطاليا كي تتراجع عن غزوها للحبشة ، و المقاطعة النفطية التي فرضها مجلس الامن الدولي على روديسيا بسبب تطبيقها التفرقة العنصرية وتمردها على قرارات الامم المتحدة ، وعندما احتل العراق الكويت عام 1990 أصدر مجلس الامن الدولي القرار رقم 661 في مادته الثالثة بفرض العقوبات الاقتصادية الكاملة على العراق ، و القرار الخطير الذي صيغ بأسلوب محكم من قبل اليهودية الصهيونية وامريكا والدول الغربية الاستعمارية ان يوقف صادرات النفط العراقي تماما وفرض الحصار الاقتصادي على العراق ،وليبيا ومنعها من تصدير النفط بسبب رفضها تسليم المتهمين بتفجير طائرة البان امريكان في لوكربي ، اصدر قرارا يمنع موجبه الدول الاعضاء في هيئة الامم المتحدة من التعامل التجاري مع ليبيا والعراق ، لذلك اصبح النفط والسياسة صنوان لا ينفصلان لطالما بقي النفط المصدر الاول للطاقة في العالم ، فللسياسة تأثير في النفط وللنفط دور كبير في صنع القرار السياسي ، يقول محمد حسنين هيكل :" اصبحت الشركات الامريكية في المنطقة عمالقة بترول وسياسة في الوقت نفسه ، وقد تجلى ذلك في تشكيل مجالس ادارتها التي عبثت بمجموعات من كبار المسؤولين السابقين في وزارة الدفاع وهيئة اركان احرب المشتركة والمخابرات ووزارتي الخزانة والطاقة ورجال البترول في تكساس واساطيل البنوك في نيويورك ، وهكذا تداخلت السياسة والبترول في كل عناصر القرار في الولايات المتحدة الامريكية " .
تاريخ منظمة اوبيك
بناء للمبادرة الفنزويلية : عقد اجتماع في بغداد بين 10- 14 ايلول عام 1960 ضم ممثلين عن العراق والسعودية والكويت وفنزويلا وايران ، نتج عن هذا الاجتماع التاريخي انشاء منظمة البلدان المصدرة للنفط " الاوبيك " ، فالمرة الاولى قاومت بعض بلدان العالم الثالث الاتجاهات الاحتكارية للشركات المتعددة الجنسية والدول المصنعة التي ولدتها وذلك عبر تنظيم مشابهة لها " الكارتل " ، فالهدف الاول لهذه المنظمة كان الابقاء على اسعار النفط الذي يستغله الكارتل الدولي النفطي خارج حدودها في مستوى مرتفع ، الهدف الثاني كان تنسيق الجهود التي تبذلها البلدان المنتجة لانتزاع حصة اكبر من الارباح الناتجة عن استغلال ثرواتها الخاصة ، لقد نجحت الاوبيك بسرعة في ايقاف الاتجاه نحو الانخفاض في الاسعار الرسمية ولكنها فشلت في ايقاف تدهور الاسعار الحقيقة ، فانخفضت الحقيقة المدفوعة على النفط الخام 28% في الستينات مع افتراض نسبة تضخم 4% واستمر ظهور الشركات الجديدة في الستينات في منطقة الشرق الاوسط ، في عام 1970 كانت هناك 44 شركة مستقلة و 13 شركة بترولية وطنية بالاضافة الى الشركات الكبرى الثمانية التي تعمل في منطقة الشرق الاوسط .
النفط العراقي والاحتلال البريطاني والامريكي والاسرائيلي للعراق من عام 1914- 1918 ومن عام 1980 – 2005
1 – يقول الامام زين العابدين رضي الله عنه في دعوته للجهاد " دعاء " : " واجعلني ممن تنتصر به لدينك وتقتل به عدوك في الوصف الذي وصفت به اهلك في كتابك : " كأنهم بنيان مرصوص " في أحب خلقك اليك في أحب المواطن اليك ، وارزقني سفك دماء المشركين والناكثين والقاسطين والمادقين والفاسقين والنابذين ، وثبت رجاءك في قلبي وثبت قدمي وافرغ الصبر علي وعلى ذلك فقوني وفي صدور الكافرين فعظمني " .
2 – يقول الامام زين العابدين رضي الله عنه في دعوته للجهاد : " واعني اللهم على جهاد عدوك في سبيلك مع وليك ، كما قلت جل قولك : " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله " وقلت جلت اسماؤك : " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم " . " اللهم فأرني ذلك السبيل حتى اقاتل فيه بنفسي ومالي طلب رضاك فأكون من الفائزين " ، كان الهدف من رغبة زين العابدين في الجهاد ان يحافظ على التراث البطولي لآبائه الكرام فرسان الوغى وابطال الميادين ، انه يريد ان يجاهد لأن الجهاد ضد المشركين طريق حبيب ينتهي الى دار الحبيب ، لكن زين العابدين تحمل كل صعب مستصعب وصولا الى الهدف المنشود وهي دعوته للجهاد .
1- تاريخ الوجود اليهودي في العراق " الاقلية اليهودية "
ان اقدم وجود لليهود في العراق يعود الى القرن الثامن قبل الميلاد ، في الفترة التي كان الحكم فيها للدولة الآشورية ، وقد أخذت أعدادهم بالازدياد بشكل كبير في العصر البابلي الحديث على أثر الحملة التي قادها نبوخذ نصرالثاني سنة 598 قبل الميلاد الى فلسطين وقضائه على مملكة يهوذا حيث نقل معه الى بابل آلافا من اليهود اسكنهم في جوار المدن والقرى البابلية مما ساعدهم على التجمع والاستمرار في ممارسة طقوسهم الدينية وتقاليدهم وتكوين مجتمع خاص بهم لتأمين سيطرتهم وبناء نفوذهم في المجتمع ، واستطاعت الجالية اليهودية في بابل ان تنشئ بيتا ماليا كبيرا كانت له فروع في بلدان العالم القديم وقد اتجه اصحاب هذا البيت وهم اسرة يهودية الى الاقراض بالربا والبيع وعقد القروض مع الشخصيات المتنفذة في بابل ، ان هذا التوجه التجاري حث عليه الحاخاميون اليهود كما ورد في التوراة والتلمود ، وبتقادم السنين اصبح اليهود اقلية مهمة في العراق وتولوا مناصب خطيرة في اجهزة الدولة حتى اصبحت لهم ابان العصر العباسي مستوطنة في بغداد ظلت مزدهرة حتى سقوط بغداد على يد المغول سنة 1258م ، وقد قدر عدد اليهود في القرن التاسع عشر بحوالي 2500 اسرة يهودية سكنوا السلمانية والموصل ، وكان لهم كنيس في منطقة كفري وكانت تشتغل بأخطر الاعمال التجارية والمصرفية وتميزت بالتلاعب فيها ، وكانت تسعى الى حماية بريطانيا وفرنسا الاستعمارية وتعاونت معهم ، وتؤكد " براشا هابس " ان اليهود في العراق كانوا الحنين الى صهيون وهو القوة الرئيسية لليهود الذين كانوا يعملون من اجل اليوم الذي سيأتي فيه المسيح المنتظر المخلص ليعيدهم الى فلسطين ويقضي على دولة الظلم والفساد والطغيان ويعيد الى الارض العدل والرفاه والسلام " ما هذا الهراء المزيف " ، وتقرب عدد من اليهود الاثرياء الى الحكومة ليستلموا مراكز مرموقة في الدولة العثمانية ، وبعد اعلان الحكم الدستوري عام 1876 عين مناحيم دانيال ممثل عن بغداد ثم انتخب ساسون افندي حسقيل مستشارا لوزارة التجارة العثمانية وعضوا في جمعية الاتحاد والترقي ، واعندما احتل البريطانيون الاستعماريون بغداد في 11 آذار عام 1917 كان اليهود يشكلون عنصرا مهما من حيث العدد والثروة ، حيث اقامت مدرسة الاليانس الاسرائيلية في مساء 14 تشرين الثاني 1917 حفل تكريم للجنرال البريطاني مود " فاتح بغداد " وكانت ساحة المدرسة مزينة ومحتشدة بالناس من مختلف الطوائف والاقوام وكانت النساء موجودة وهن يلبسن العباءات بدون غطاء على وجوههن وقد قال احدهم نساؤنا لسن بحاجة الى حجاب ابدا تحت الحكم البريطاني ، وان بغداد اصبحت تحت حكم " نزيه وشريف " ، وقد اوصى المندوب السامي البريطاني السير برسي كوكس السيد عبد الرحمن الكواكبي برسالة بعث بها اليه في 25 تشرين اول 1920 باختيار اعضاء الحكومة فاختير ساسون حسقيل وزيرا للمالية ، وكان من بين الاعضاء الذي شاركوا في مؤتمر القاهرة في آذار 1921 " طبعا هو يهودي " المستر تشرشل وزير المستعمرات البريطانية ومستشاره لورنس العرب " الابن الغير الشرعي " وحضره السير كوكس وبصحبته جعفر العسكري وساسون افندي والمس بيل وتم الاتفاق على انشاء حكومة عربية في العراق يرأسها ملك عربي وهو الملك فيصل ، وفي عام 1923 قلد الملك جورج الخامس ساسون افندي بوسام 12-B-E واصبح يدعى بالسير حسقيل ، كما كان له دور كبير في قضية امتيار النفط حيث خولته الحكومة مفاوضة شركة النفط التركية في شروط الامتياز ، وبقي وزيرا للمالية حتى عام 1920 ، وباعتبار الاقلية اليهودية رعايا بريطانيين وبقاء العراق تحت الحكم البريطاني فقد توجهت الحركة الصهيونية الى العراق وسعت الى توطين اليهود في العراق وترسيخ الفكر الصهيوني بين ابناء الطائفة اليهودية ومساعدة اليهود للهجرة الى فلسطين في رسالة من هرتزل الى الحكومة العثمانية مؤرخة بتاريخ 3/6/1903 حول الهجرة بهدف الاستيطان ، وفي عام 1921 تأسست اول جمعية صهيونية في العراق واصبح رئيسا لها أهرون ساسون الياهو ناحوم واصبحت الجمعية مركزا للنشاط الصهيوني ومكتبته تحتوي على الكتب الادبية والصحف اليهودية وكتب تطوير الادب العبري ، واقام منظمات ومحافل في العراق تعمل بالخفاء مع علم السلطات الحاكمة بوجودها ونشاطاتها ، كما كشفت الرسالة المؤرخة بتاريخ 29/5/1910 التي بعث بها السفير البريطاني في القسطنطينية الى وزير خارجية بريطانيا آنذاك بالوقائع والشواهد دور اليهود الماسونيين في التخطيط للانقلاب على السلطان العثماني عبد الحميد ، ووقع الانقلاب لتحقيق اهدافهم في فلسطين والبلاد العربية وخاصة العراق ، وبعدها تأسس اول محفل ماسوني في البصرة عام 1918 بمبادرة من الحكام والضباط الانجليز تبعه انشاء محفل ثاني في بغداد ثم فتحت اول مدرسة يهودية في بغداد عام 1856 " مدرسة مدراش تلمود وتوراه " من قبل الربائي " موشي لاوي " احد اجداد الحاخام الربائي " حسقيل الوكيل " وكانت تدرس التعاليم الدينية المتطرفة ودواوين الشعر بالعبرية وكان المدرس الربائي " موشي قنطوره " الذي وصل الى بغداد كضابط في الجيش التركي يدرس اللغة العبرية وهناك مدارس عديدة منها : مدرسة الاليانس الاسرائيلية – عام 1846 رئيسها المستر ماكس في بغداد ، ومدرسة لورا خضوري تأسست عام 1839 اول مدرسة لتعليم البنات اليهوديات وترأسها لورا خضوري ، ومدرسة راجيل شمعون عام 1909ورئيسها شمعون معلم نسيم ، وتأسست مدارس يهودية في البصرة عام 1903 ، ومدرسة يهودية في الموصل عام 1907 ، ومدرسة يهودية في مدينة خانقين عام 1913 وكلها فروع لمدرارس الاليانس الاسرائيلية ، كان هدف هذه المدارس تهيئة اليهودي تعليميا وثقافيا ودينيا وبدعم من الجمعيات الصهيونية والاثرياء اليهود والحركة الصهيونية العالمية منذ مؤتمرها الاول عام 1897 ، وهناك العشرات من المدارس اليهودية تأسست على ارض العراق وكذلك فتحت مدارس الاليانس اليهودية ابوابها لغير اليهود من المسلمين والمسيحيين من اجل التأثير في نفوسهم ، وكان بعض الايرانيين المقيمين في العراق يفضلون الدراسة في المدارس اليهودية بتأثير من نزعتهم الفارسية المعادية للعرب ، وهذه المدارس كانت تدار من قبل اليهود في باريس ولندن وكان لها الاثر الكبير في دفع المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي واحياء اللغة العبرية ودراسة التوراة والتلمود والدروس الدينية الاخرى لتحقيق حلمها في العودة الى فلسطين " ما يسمونه ارض الميعاد " ، وكانت الكتب المقررة لدراسة التاريخ في هذه المدارس ترتكز على موضوعات معينة ذات دلالات خاصة مثل اورشليم وما يسمى بالسبي البابلي لليهود ومواقف العرب من اليهود قبل الاسلام وبعده وكيف هب ملوك الفرس لمساعدة اليهود واعانوهم في العودة الى فلسطين وبناء الهيكل من جديد " كورش الفارسي " وفي جميع هذه الدراسات التاريخية تشويه مقصود للتاريخ العربي الاسلامي وآثار الحقد والضغينة على العرب والمسلمين وتراثهم الحضاري العريق واظهار التاريخ اليهودي بمظهر الفاعلية والطاقة السياسية والاجتماعية مما يغرس في نفوس الطلاب أفكار معاداة العرب ورفض التعايش معهم ، ومبادئ الدعاية الصهيونية لخدمة اهدافها .
لقد أولت المدارس اليهودية اهتماما خاصا بتدريس اللغات الثلاث العبرية والفرنسية والانجليزية ، كما ان المعلمين والمدرسين اليهود الذين جاؤوا من فرنسا الاستعمارية والاقطار الاوروبية ومن فلسطين للتدريس في المدارس اليهودية في العراق كانوا يحملون افكارا معادية للعرب وللغة العربية ولتاريخ العرب وتراثهم الحضاري ، وتقوم بتنشأة الاطفال اليهود نشأة صهيونية محضة فيتقزز من مظهر العرب وينفر من كل ما يسمى وطن عربي ، وكان كل طالب يهودي يقاصص اذا تكلم بالغة العربية ويجبر على التكلم باللغة الفرنسية ، الى جانب ذلك فقد وجهت المدارس اليهودية في العراق الى التثقيف العسكري والتجسس وعملت على تجنيد اليهود في التشكيلات العسكرية التخريبية والتدريب على الاسلحة وصنع القنابل والمتفجرات وكيفية استخدامها ، وتعتبر هذه المدارس من اخطر البؤر في العراق حيث القت شرطة بغداد القبض على مسعودة شمطوب رئيس المنظمات الصهيونية كان قد خبأ في كنيس يهودي ومعه الاسلحة والمتفجرات والنشرات وكان ذلك عام 1950 – 1951 في طريق لتنفيذ المخطط الصهيوني بالاستيلاء على ارض فلسطين العربية ، وكانت هذه المدارس اليهودية في العراق تحضى بالمزيد من الدعم والاسناد من قبل الولاة في العهد العثماني ومن بريطانيا المتحكمة في شؤون العراق ومن اليهود الاثرياء الذين يتحكمون في مجلس الاعيان وسيطرتهم على اقتصاد العراق ، واشتهر اليهود بالتجارة والوكالات مع الشركات الاجنبية وفي مجال النفط والصيرفة " في منطقة الشورجة " والربا ، وكان اليهود عام 1935 – 1950 يشكلون الاغلبية في غرفة تجارة بغداد ، و 95% من واردات العراق قبل الحرب العالمية الثانية بأيدي اليهود ، فكانوا يتبرعون للمدارس اليهودية بالمال وكان اليهود الاثرياء في العراق موزعون في المدن الرئيسية ذات الاهمية الاقتصادية والمالية مثل بغداد والبصرة والموصل والحلة والعمارة والناصرية وكركوك وخانقين وكان هؤلاء وفق مخطط متفق عليه مسبقا فيما بينهم في جميع انحاء العراق ، أسسوا المدارس اليهودية لتعليم ابنائهم اللغة العبرية والتاريخ اليهودي واللغات الاجنبية والعلوم والتجارة واصول المحاسبة ليعينوهم في التحكم بزمام الامور في ميادين التجارة والصيرفة وليكونوا عونا للصهيونية في الهجرة الى فلسطين ، وتقديم المعلومات الاستخباراتية لهم ، وكانت القنصلية الفرنسية الاستعمارية في بغداد تقدم مساعدات مالية الى مدارس الاليانس الاسرائيلية وكانت تصرف اكثر من 3000 دينار عراقي سنويا ، وكان اعضاء الغرفة التجارية ورئيسها " ابراهيم حييم معلم اسحق " هم حسقيل شمطوب – خضوري شكر – خضوري ميرلاوي – رحمين نسيم مصري – شاؤول منشي – صالح اليشاع ساسون – حيون عبودي – عزرا الياهو العاني – يامين موشى شاشا ، يوسف الكبير عضو استشاري ، مير بصري معاون السكرتير ، هؤلاء كلهم يهود ، حتى اقالوا وزير المعارف ساطع الحصري عندما اصدار قرارا بقطع المساعدات المالية عن المدارس الاجنبية غير ان الطائفة اليهودية اعترضت على هذا القرار الا ان وزير المالية ساسون حسقيل اغتاظ من القرار وقرر ابعاده .
ان عوامل عديدية ومؤثرة قد ساعدت على تعزيز دور المدارس اليهودية في العراق في تنفيذ المخططات الصهيونية ومن ابرزها وجود رجال بريطانيا المتنفذين في الحكم ابان العهد الملكي والذين عملوا على اقامة المحافل الماسوينة والمحافل البهائية في العراق وحماية اليهود ومساعدتهم في احتلال مراكز مهمة في الحياة الاقتصادية في العراق ودوائر الدولة ومؤسساتها التشريعية ، وكان عدد اليهود في عام 1920 " 87488" ، وكان عدد اليهود في عام 1947 " 117877 " موزعين على انحاء العراق اولا بغداد وثانيا البصرة وثالثا الحلة – الدليم – الديوانية – الكوت – المنتفك – كربلاء – والنجف .
والجمعيات الصهيونية التي أسست في العراق عام 1924 هي :
1 – الجمعية الصهيونية ليهود بلاد الرافدين في بغداد والبصرة
2 – الجمعية الادبية العبرية ، وجمعية شبان بني يهودا مقرها في خانقين والعمارة
3 – الجمعيات الصهيونية الارهابية التي تأسست بعد حزيران عام 1941 وهي : حركة حالوتس " الطلائع " – الهاغانا – ومنظمة هشوراه المسلحة ، ومن اخطر فعاليات هذه المنظات الصهيونية القيام بالنشاط التجسسي والتخريبي داخل العراق ، وجمع المعلومات عن الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية من مصادر رسمية وغير رسمية ، مثال على ذلك الطالب اليهودي " لطيف فرايم " في القسم التجاري التابع لمدرسة شمساش الاعدادية كان مكلف من قبل الجمعية الصهيونية السرية وهو عضو فيها بالقيام بجمع المعلومات من وزارة الخارجية العراقية والشؤون الاجتماعية ومصرف الرافدين ، واعتراف " ابراهيم كركوكلي " بالتجسس ، وكانت المعابد اليهودية وكرا للتجسس والتخريب اذ بلغ عدد المعابد في بغداد " 41 " معبدا " منهم : سامي برصوص – ابراهيم الياهو دوري – يوسف بصرى – سليم عزرا معلم – ادورد مشعل – اسحق يعقوب وغيرهم كثير ، حيث كان صالح جبر وزيرا للداخلية وكانت سكرتيرته يهودية شقيقة الطبيب " كرجي ربيع " الذي شغل منصب مدير الصحة في القدس ، ولعبت دور كبير في تهجير عدد من اليهود الى فلسطين ، وكان لصالح جبر صلات قديمة مع الانجليز حيث درس وهو شاب في المدرسة الجعفرية وعين حاكما في السماوة ووزيرا للمعارف ورئيسا للوزراء ، وتم القاء القبض على يهود لارتكابهم جرائم في العراق وتم تقديمهم للمحاكمة مثل " مردخاي بن فرات – اسماعيل بن مهدي صالحون وهو يحمل جواز سفر ايراني وفيه معلومات تبين انه مسلم وتبين انه يهودي واسمه الحقيقي يهودا مئير منشي – وروبرت هنري دودني وهو يهودي بريطاني كان يتسلم تقارير ويرسلها الى اسرائيل عن طريق طهران بواسطة سائق سيارة ايراني اسمه فريد ويرسلها بالبريد ، وكانت نوعية المطابع التي عثر عليها في أوكار التجسس والتخريب الصهيوني عام 1951 في مراكز الحزب الشيوعي العراقي ورئيس الجمعية الصهيونية في طهران " بنيك ولسن بنيت " وكان يدخل الى العراق ويغادرها في غفلة بعلم من الجهات المعنية ودوره البارز في قضايا التجسس الصهيوني على العراق عام 1951 ، والصهيوني الايراني " مويز مناحيم سعديا " والمعروف بنشاطه الصهيوني في العراق والجزيرة العربية والمكلف بالاتصال مع الصهاينة بالعراق .
ان دلائل عديدة تؤكد قيام المنظمات الصهيونية في ايران بمهمة وتنسيق دقيق بين النشاط الصهيوني في العراق وايران والكيان الصهيوني .
2- تاريخ الوجود الايراني في العراق " الجالية الايرانية
شهد العراق منذ عهد كورش الأخميني الذي احتلت قواته الغازية مدينة بابل عام 539 ق.م. وغزوات اخرى للعراق ، لقد جلب الاسكندر المقدوني في عام 331 ق.م. معه من ايران الى العراق اعدادا كبيرة من المرتزقة الفرس وقد استوطنوا في بابل مع المجموعات التي سبقتهم من سبايا الغزو الآشوري والبابلي ، وشارك الفرس البابليين في وظائف الدولة حتى اصبحت الادارة مقتصرة على الفرس وتطبيق النظام الاقطاعي الذي كان سائدا في اوروبا في العراق واستخدام أوزان ومقاييس وفق أهوائهم في الربح وتراكمت اموال هائلة لدى الغزاة الفرس مما ادى الى حجم الفقر الذي حل في مدينة بابل ، وتتابعت الثروات في العراق بدأ من الاحتلال الأخميني وهي اولى السلالات الفارسية التي تمكنت من اقامة امبراطورية مترامية الاطراف وامتد حكمها من 650 ق.م. – 331 ق.م. ، وكان من اشهر ملوكها كورش الاول وابنه قمبيز ودارا الاول ، ومن ثم جاء السلوقيين – احد قواد الاسكندر المقدوني الذي توزعت الامبراطورية بينهم فكانت بلاد الشام والعراق وايران تحت سيطرتهم وامتد من عام 312ق.م. – 135 ق.م. ، ومن بعدهم جاء الفرثيون - وهم السلالة الفارسية التي حكمت المنطقة وامتد حكمها من عام 247ق.م. – 226 ، ومن بعدهم جاء الساسونيين - وهم آخر السلالات الفارسية التي حكمت المنطقة وقد امتدت فترة حكمهم من 226م – 637م ومن اشهر ملوكها أددشير وكان آخر ملوكها يزدجر الذي اغتيل اثناء هروبه من مقابلة الجيش العربي بعد فتح القادسية فكان " يوم ذي قار " سنة 610م وهو اول انتصار للعرب على الفرس ، ثم فتحت ابواب الهضبة الايرانية امام انتشار الاسلام الا ان الفرس الذين دخلوا الاسلام أغاظهم ان يكون العرب حملة الرسالة السماوية بتعاليمها السامية الهادية لجميع شعوب العالم ، لذلك أقروا بواقع سيادة الاسلام دون الاعتراف بسيادة العرب خلافا للشعوب الاخرى فكانوا شوكة في جنب العروبة والدين في محاولات خبيثة استهدفت تخريب الاسلام من الداخل بالفتن والدعوات المجوسية ومقاومة كل سلطة اسلامية غير فارسية ، وكان اخطر أدوارهم هو ما عرف في التاريخ العربي بالحركات الشعوبية الهدامة ذات الابعاد الفكرية والاجتماعية التي استهدفت الحط من شأن العرب وحضارتهم العظيمة ، فهاجمت تاريخ الامة العربية وتقاليدها وحاولت تشويه الدين الاسلامي وترويج للافكار الغربية التي تؤدي الى التفكك السياسي والتحلل الاجتماعي للاسلام ، وهذه الحركات التي خرجت من ايران الى العالم الاسلامي مثلت محاولات الفرس للتسرب الاستيطاني في الوطن العربي حتى يتم غزوه فكريا وعقائديا من الداخل تمهيدا لغزوه عسكريا من الخارج " وهذا ما تم بالفعل " ، واذا كان الحقد الفارسي على العرب قبل الاسلام قد تجسد في غزواتهم العسكرية لأرض العرب واحتلالها واخضاعها لسيطرتهم ، فقد اتخذ بعد الاسلام وفي سنينه الاولى صورة اغتيال قادة العرب المسلمين البارزين فعمل الهرمزان قائد الجيش الفارسي " الذي انتصر عليه الجيش العربي بقيادة ابي موسى الاشعري " على تحريض " ابو لؤلؤة " على اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كما دبر قائد الفرس " زادوية " مع الخوارج مؤامرة خطيرة استهدفت حياة الامام علي رضي الله عنه ، وبعض رجال العرب البارزين ، فكان استشهاد الامام علي بن ابي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم حلقة ثانية في مسلسل التآمر الفارسي على قادة العرب الاوائل ، ولما لم يجن الفرس ثمار حقدهم العنصري باغتيال خليفتي المسلمين توجهوا الى الدولة الاموية لاسقاطها من خلال التظاهر بالوقوف الى جانب العباسيين الذين وطدوا العزم على اقامة دولتهم على انقاض الدولة الاموية وقد تمثل هذا باندساس " ابو مسلم الخرساني " في صفوف الدعاة العباسيين في خراسان ليكون له دوره ، بعد نجاح الثورة العباسية والالتفاف عليها واخضاعها للارادة الفارسية و فصل خراسان عن الدولة العباسية فضلا عن اقدامه على اغتيال زعماء القبائل العربية في خراسان من امثال " سليمان بن كثير الخزاعي – علي بن جديع الكرماني " وعدد من الثوار الذين شاركوا في الثورة العباسية ليصبح الخراساني الزعيم الذي لا منافس له في خراسان ، ولما قتل ابو مسلم الخراساني على يد الخليفة العباسي " ابو جعفر المنصور " تعلق به الايرانيون واعتبروه بطلا شعبيا ايرانيا ونادوا بالثأر له من العباسيين واعتبروه هالة من العظيم والقدسية وغالوا فيه وانه لم يمت وانه نبي وصف بالالوهية وصار فيه من روح الله ، ونمت فرق تابعة له جمعت بين العنصرية والزندقة اراد بها الفرس تشويه الاسلام وتفتيت وحدة المسلمين واثارة الفتن والصراعات بينهم ، وجميع هذه الفرق تظاهرت بالتشيع ودعوى مناصرة آل البيت من أئمة الشيعة الاثني عشر والزيدية الا انها أساءت اساءة بالغة للمسلمين عامة والى الشيعة خاصة مما حمل الأئمة على معاداتهم والتبرؤ منهم واكفارهم واكفار غيرهم من الغلاة " والغلو هو تجاوز الحد في الدين ، والغلاة هم الذين غلوا في حق أئمتهم حتى اخرجوهم عن حدود الخليقة وحكموا فيهم بأحكام الالهية " وكانت بداية الغلو مرتبطة بعبد الله بن سبأ الذي عاش في اليمن يوم كانت تحت النفوذ الفارسي عندما اعلن اسلامه وهي خدعة وقام بتأليه الامام علي بن ابي طالب ومن ثم طرده خارج المدينة ، وقد اعتمدت الفرق المغالية آراءا وافكارا قديمة وقفت بوجه انتشار الدعوة الاسلامية في الاقطار التي حررها العرب المسلمين من الوثنية والشرك وخاصة في ايران ، وكانت هذه الافكار والآراء هي التناسخ – البداء – والتأويل الرمزي والباطني ، وكان الهدف الاساسي هو الدعوة الى دين المجوس وتحويل القرآن الكريم الى نسيج سقيم من الاكاذيب والجهالات ، وكانت الزرادشتية الفارسية الاساس الفكري لانتشار الزندقة والالحاد في ايران وخارجها في العصر الاسلامي ، وهذه العقيدة المستفاة من الزرادشتية ومذاهب الفنوصيين بعقيدة الموت الظاهري مؤداها يعني الموت عن البشر بدعوى حلول الالوهية فيهم ، ومنبينها المانوية التي ظهرت في عهد الملك الساساني " شاهور سابور " ، والمزدكية التي دعا اليها مزدك في عهد الملك " قباذ الساساني " ، والحرفية والدهرية ، كلها استهدفت محاربة وهدم الاسلام من الداخل وهو السبيل لتحقيق اهدافهم فكرهوا العرب والاسلام ، وفي عهد السيطرة البويهية في العراق 946 – 1055م وينتمي البوهيون الى رجل اسمه " بويه " كان يعمل حمالا وهو من اهل الدليم الذين يقطنون في الاطراف الغربية من بحر قزوين وهم قبائل فارسية اصولها مجوسية ، استغل بويه ضعف الخلافة على الاقليم ففرض هيمنته على جبال الدليم ثم وسع سلطانه حتى شمل بلاد الهضه الايراني وعندما توفى خلفه اولاده الثلاثة الذين قاد احدهم وهو معز الدولة جيشا لاحتلال بغداد فدخلها ولم يبقى للخليفة الا السيادة الاسمية ، وقد تميز هذا العهد بالفتن والاضطرابات ، اذ عمد البويهيون الى خلق النعرات الطائفية وتفكيك وحدة العراق ورافق ذلك تدهور في الحياة الاقتصادية وتقلص في الاحوال العمرانية مما دفع الكثير من السكان الى ترك بغداد التي سادها الخراب الذي ادى الى زيادة حجم الجالية الايرانية في العراق ، بعدها استطاع الشاه اسماعيل الصفوي احتلال بغداد عام 1508 ولغاية عام 1534 " والمعروف ان الدولة الصفوية ترتد في اصولها الى الشيخ صفي الدين الدربيلي الذي عرف بميوله ونزعاته الصوفية وعلى المزج بين افكار الزنادقة والشعوبية " ، عانى العراقيون خلالها الوانا من المآسي والفواجع وهدمت الكثير من المراقد المقدسة بهدف تمزيق وحدة الشعب وخلق النعرات الطائفية في صفوفه وسب الخلفاء الراشدين .
وفي مطلع القرن التاسع عشر وجدت الشعوب الفارسية متنفسا لها في الحركة البابية " البهائية " ، والبابية نسبة الى الميرزا علي محمد رضا الشيرازي المولود في شيراز عام 1235هـ - 1918م والذي عرف منذ نعومة اظفاره بالشذوذ الفكري ، والدجل وادعاء المخاريق وكان قد لازم في صباه الشيخ كاظم الدشتي وجاء الى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وعمره عشرون عاما وادعى لنفسه " المهدية " وانه الباب الى الامام المستور المنتظر وانه سيعيد الى الارض العدل والسلام ثم ادعى النبوة ، فالالوهية على طريقة الحلوليين والتناسخيين من اتباع الفرق الباطنية الغالية وعرفت الحركة من بعده بالبهائية ، في عهد تلميذه الميرزا حسين علي المازنداني الملقب ببهاء الله ، بالبهائية ، وكما التقت المجوسية والصهيونية قديما فقد التقت البهائية مع الماسونية والحركة الصهيونية حديثا حتى بلغ الامر باليهود المتحمسين للبهائية كما يقول كويلد زيهر : " ان اليهود استخلصوا من دفائن العهد القديم وتنبؤات اسفاره ما ينبئ بظهور " بهاء الله – وعباس " وزعموا ان كل آية تشهد بمجد يهوه انما يعني ظهور مخلص العالم في شخص بهاء الله وكلها ديانة ملفقة ومصطنعة استمدت مفرداتها وعقيدتها من اديان المجوسية واليهودية اهدافها ازالة السيادة العربية وهدم الدين الاسلامي والتحلل من النواميس الاخلاقية وهدم العروبة والاسلام " وفي الوقت نفسه كان في ايران محفل ماسوني انضم اليه عدد من رجال الدين والاثرياء وملالي ايران منذ مطلع القرن العشرين نذكر منهم الشيخ ابراهيم الزنجاني وسيد نصر الله التقوى وهو الذي قام بترجمة الدستور الماسوني الثاني لمحفل يقظه ايران ، وآية الله ملك المتكلمين الاصفهاني ، والشيخ فضل الله نوري ، جندور الدين كيانوري السكرتير الاول لحزب توده الشيوعي الايراني الذي اعدم بتهمة افشائه اسرار الماسونية ، وميرزا صادق خان الفاراهاني ، وميرزا ملكم خان ناظم الدولة مؤسس المحفل الماسوني في ايران وواضع كتاب تاريخ ثورة الدستور الايرانية ، والشيخ مرتضى نجف ابادي من محفل يقظه ايران ولهم صور مع استاذه وضباط المحفل عام 1914 ، وآية الله السيد محمد صادق الطبطبائي كان في المحفل الماسوني المعروف بيقظه ايران الذي شكل حركة الشروطية وكان تسعون من اعضاء هذا الحزب ممثلين في اول مجلس نيابي تم انتخاب اعضائه فكم من الماسونيين من رجال الدين كانوا الى جانب السيد محمد صادق طبطبائي في حركته المشروطية ؟ وتؤكد مصادر ان الماسونيين لعبوا دورا كبيرا في ثورة الدستور الايرانية وكانوا يتولون قيادتها سرا ، لقد قال د. محمد حسين ميمندي نجاد مؤلف كتاب الماسونية في ايران : " ان محمد صادق طبطبائي كان من اعضاء المحفل الماسوني الفرنسي هو وولده اما آية الله " ابو القاسم الكاشاني " الذي لعب دورا تخريبيا في الحركة الوطنية التي قادها د. مصدق في اوائل الخمسينات فقد كان من رجال الدين الماسونيين الذين اسهموا في الحركة الدستورية الايرانية المشروطة وذهب الى لبنان وانتخب عضوا في مجلس النواب في غيابه في المنفى وطلبت السفارة الامريكية من الشاه ان يعود عميلهم وصديقهم الكاشاني بمظاهر التبجيل والاكبار الى ايران وقد ساعدهم في ذلك جمعية فدائيان اسلام المعروفة بتعصبها الديني وتساندها ماديا ومعنويا ، وفي اوائل القرن العشرين اراد الاستعمار البريطاني ان يمارس لعبته في المنطقة وهو طامع في خيرات بلدانها وخاصة النفط بعد ان حصل على امتياز لاستثمار النفط في ايران في اتفاقية دارسي الموقعة بين بريطانيا وايران في 20 ايار عام 1901 ، فراح الكاشاني يغذي عوامل العداء بين العراق وايران مستخدما الورقة المذهبية سلاحا بيده لهذا الغرض ومستفيدا من وجود الجالية الايرانية في العراق الى جانبها عدد من رجال الدين الايرانيين الذين يدرسون في الحوزات الدينية ويقيمون في المدن المقدسة مثل النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء ، والجدير بالذكر ان عددا من الايرانيين كانوا قد اقاموا في المراكز العلمية والدينية في العراق وتنعموا بخيراته المادية وافادوا من مراكزه الفكرية ، كانوا يستغلون مراكزهم العلمية وثقلهم الديني لنصرة ايران ومصالحهم وذلك من خلال ما تتمتع به المدن المقدسة من فعل وقوة وتأثير ، لم يحاولا الوقوف الى جانب العراق ومصالحه الوطنية والقومية ، لقد اشار السير كوكس الحاكم البريطاني في بغداد عام 1917 انه استلم برقية من ثلاثة من رجال الدين الايرانيين المقيمين في العراق وهم اليزدي في النجف والمازندراني في كربلاء وميرزا تقي في سامراء يلتمسون فيه مقابلته وعبروا له عن حرصهم الشديد على مستقبل الدولة الفارسية بعد الحرب ، وقد بقيت علاقاتنا ودية وصميمية مع هذه الشخصيات الدينية البارزة ، وعندما اعتلى العرش في ايران رضا خان عام 1925 بدعم من بريطانيا اصر على عدم الاعتراف بالعراق واقامة علاقات معها ، وفي عام 1928 تفاقمت اعمال النهب والسلب والتجاوز على الحدود العراقية الايرانية وتحريض القناصل الايرانيين في العراق لابناء القبائل المتاخمة لحدود بلادهم على التجنس بالجنسية الايرانية ، كما قامت ايران بالضغط على العراق لمنح الجالية الايرانية الحقوق والامتيازات واستخدمتها كقوة سياسية ضاغطة على العراق واعتبار الرعايا الايرانيين جزء من الرعايا الاجانب ، واشترطت ان تبقى الحدود التي قررت عام 1921 وتكون الملاحة حرة في شط العرب ولايران حقوق متساوية في شط العرب من مصبه الى غاية الاراضي الايرانية ولرعاياها حرية صيد الاسماك في تلك المنطقة ، وتبلغ وقاحة ايران الى الحد الذي تجعل من نفسها وصية على الاماكن المقدسة وتنص عليه ضمن شروطها .
لقد اولى البريطانيون منذ بداية الاحتلال عام 1917 اهتماما خاصا وحرصا شديدا بالجالية الايرانية في العراق واسرعوا مع بدء الاحتلال الى تطمين ايران على ارواح وممتلكات الفرس المقيمين في العراق ، وهناك وثيقة اخرى مؤرخة بتاريخ 24آذار 1917 خولت فيها حكومة صاحب الجلالة البريطانية المفوض في طهران بابلاغ الحكومة الايرانية " برقية بلفور وزيرالخارجية البريطاني " بنوايا بريطانيا في اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية رعايا الفرس وممتلكاتهم في العراق ، وبرقية اخرى من وزارة الهند الى نائب الملك المؤرخة بتاريخ 20آذار 1917 والتي جاء فيها : " عليكم ان تنتهزوا كل فرصة ممكنة ومناسبة لاسترضاء الرعايا الفرس " ، لقد سارع الايرانيون المقيمون في العراق ومنهم رجال الدين من المرتبطين بايران وسياستها التآمرية الى الترحيب بسلطات الاحتلال البريطاني فقدموا للانجليز ما كانوا بحاجة اليه من دعم ومشورة وتأييد ، ومقابل ذلك قدمت لهم مكافآت على هذه الخدمات وعبرت لهم عن امتنانها وشكرها لهم واعتبار الاقلية الايرانية اقلية متميزة لها خصوصية معينة حسب قانون الاجانب الذي نصت عليه المعاهدة العراقية البريطانية ، وهناك برقية اخرى مؤرخة بتاريخ 13 نيسان 1917 مرفوعة الى وزارة الدفاع في لندن من قبل رجال الدين الايرانيين جاء فيها : " انهم يقدمون التهاني القلبية الى جلالة ملك بريطانيا بمناسبة احتلال قواته بغداد " دار السلام " ، ان شاه ايران رضا بهلوي الذي تظاهر بالحرص على العتبات المقدسة في العراق واعطاء رجال الدين دورا متميزا يختصون به هو نفسه الذي يحارب رجال الدين في ايران ويعتبرهم اعداء لنظام حكمه ، فوجه جنوده نيران اسلحتهم الى المصلين ورجال الدين في صحن مرقد الامام علي بن موسى الرضا في مشهد ومنع زيارة الايرانيين للعتبات المقدسة في العراق حتى نهاية حكمه عام 1941 ، الا ان اهتمام رضا بهلوي وابنه محمد رضا من بعده بالجالية الايرانية المقيمة في العراق جعلهم مرتكزا اجتماعيا وسياسيا ودينيا فارسيا مؤثرا في الوضع الداخلي للعراق خدمة لمصالح نظام الحكم في ايران ، فكان اهتمام حكام ايران بتأسيس المدارس الدينية في العراق لتنفيذ خططهم العدوانية والتوسعية ضد العراق وضد الامة العربية تقوم على غزوه فكريا وعقائديا من الداخل وذلك تمهيدا لغزوه عسكريا من الخارج واغتيال القيم الخلقية وضربها ، واستغلال المسألة الطائفية كأداة ووسيلة للتبشير بتعاليمها الباطنية والدعوة الى المفاهيم الفارسية الاعجمية معتمدة في ذلك على العناصر الشعوبية الحاقدة على العروبة والاسلام ، والمدارس التي قامت ايران بانشائها على ارض العراق هي ما يلي :
1 – حزب الدعوة العميل : صاروا اداة مسخرة للعدو الايراني في حربه ضد العراق وقاموا بأعمال تخريبية وقتل وتدمير
2 – مدرسة دار الحكمة : كانوا يعملون لصالح ايران – ومعظمهم ايرانيون
3 – مدرسة اليزدي : كان اعضاؤها يعملون لصالح حزب الدعوة العميل وكانوا ينقلون المعلومات العسكرية عن العراق لايران
4 – مدرسة جامعة النجف الدينية : مؤسسها محمد الموسوي الشهير بـ كلانتر وكان طلاب هذه المدرسة من افراد التبعية الاجنبية ، وقد هرب قسم منهم الى ايران وهؤلاء جميعا اعضاء في حزب الدعوة الايراني
5 – مدرسة الشبرية ومدرسة القزويني ومدرسة المهدي : كلهم اعضاء في حزب الدعوة الايراني ومن ابناء التبعية الايرانية
6 – المدرسة الحسينية : تأسست في كربلاء عام 1909
7 – المدرسة العلوية : تأسست عام 1909 من قبل الهيئة العلمية في النجف
8 – مدرسة بهلوي في البصرة : عام 1920
9 – مدرسة شهربانوا في الكاظمية : تأسست عام 1957
وكانت هذه المدارس الايرانية مهمتها تعزيز الدراسات الدينية وابعاد الطلاب العرب عن الدراسات الدينية ومنعت العرب من دخول هذه المدارس لينفرد الايرانيون بالسيطرة على الحوزة العلمية في النجف وكربلاء ، وكانت هذه المدارس تدار من قبل القنصل الايراني في العراق " السفارة الايرانية " وكان يوجد في هذه المدارس صورة رئيس الدولة الايرانية ، وكان يرفع العلم الايراني في هذه المدارس ، وكانت سجلات هذه المدارس باللغة الفارسية ، وتدرس باللغة الفارسية ، وتدرس القومية الفارسية ، وكانت هذه المدارس تخلو من الخرائط العراقية والوطن العربي لأنها لا تعترف بالعراق بلدا مستقلا وجزءا من الامة العربية ، كما قامت السلطات الايرانية في منطقة الاهواز العراقية المحتلة ضد المدارس العراقية في تطبيق سياسة القمع والارهاب ضد ابناء عرب الاحواز ومنعهم من دراسة اللغة العربية وحرق العلم العراقي من قبل الحرس الثوري والاعتداء على الطلبة والمدرسين وكتابة الشعارات المعادية للعراق على جدرانها ، واختير المعلمين الايرانيين الاكثر تعصبا للنزعة الفارسية ، وتعليم التاريخ والجغرافيا الايرانية في المدارس وتعمل على غرسها في اذهان الطلبة ونفوسهم داخل ايران وخارجها ، حيث ان معظم المدارس الايرانية قد اسست في مدن عراقية مقدسة فيها مراقد الائمة مثل النجف – كربلاء – الكاظمية وبغداد ، والتعليم في هذه المدارس كان منصب على التعليم الديني من منطلق طائفي لمواصلة النهج الذي اختطه الصفويين اثناء احتلالهم العراق في القرن السادس عشر للميلاد بغية خلق الانقسامات المذهبية والخلافات بين ابناء الشعب العراقي وتمزيق صفوفه واخضاعه لحكام ايران ، وقد احتمى مخطط هذا النهج الشعوبي الفارسي بالجالية الايرانية في المدن العراقية والمتجنسين بالجنسية العراقية من الايرانيين ، وتعليم القرآن الكريم باللغة الفارسية " ويذكر انه في عام 1961 قام وزير الداخلية مهدي بيراسته بزيارة الى عربستان وقد عبر عن امتعاضه الشديد عندما سمع المواطنون يتحدثون اللغة العربية وطلب من مدير التربية والتعليم قائلا : " ارى هؤلاء الهمج العرب يتحدثون باللغة العربية احذرك من ذلك " ومن بين الايرانيين الذي تخرجوا في الاعداديات والكليات العراقية وعملوا في الدوائر الرسمية في ايران : كاظم اذرمي – في وزارة الخارجية ، عباس اذرمي – في جهاز السافاك ، حسن كشريفي في الاستخبارات العسكرية ، جعفر سلماسي مقرب من بلاط الشاه ، وكانت المدارس الايرانية تسمح باشتراك طلاب افغان وباكستانيين وهنود وجنسيات اجنبية ولا يسمح للعرب بدخول هذه المدارس ، ففي عام 1920 قام محمد احمد خان بهادر " وهو من اصل هندي وكان عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة وكان له مكتب محاماة ، وقد عثر على صورة له الى جانب ملك بريطانيا جورج السادس في عربته الملكية " واجتمع مع رجال مخابرات بريطانيين في البصرة عام 1946 لبحث وضع اذربيجان الايرانية التي احتلها السوفييت عام 1941 ، وهو كان حاكما على كربلاء وقد دخل العراق مع الحملة البريطانية في عام 1914 وقام بتأسيس مدرسة له فاتصل بالتجار الايرانيين وبالشيخ محمد حسين الحائري مازندراني احد رجال الدين الايرانيين في كربلاء فأفتى له بفتح المدرسة المذكورة ، " تصورا يا عرب العراق يحكمه اجانب " ، وفي تلك الفترة كان يصدر في العراق صحف ايرانية منها مجلة بهار الربيع الصادرة في ايران ، صحيفة كرمنشاه ، كما كانت تصدر في النجف ثلاث مجلات باللغة الفارسية " مجلة الغري الصادرة عام 1909 عن مطبعة حبل المتين بعد استيرادها من الهند ، مجلة نجف اشرف عام 1920 باشراف ابن القاسم الكاشاني ، الى جانب تأسيس المدرسة العلوية الذي اسسها المدعو ميرزا عبد الرحيم الباكوبئي وهو من باكو الاذربيجانية ، وقد اتخذ من هذه المدرسة محفلا ايرانيا سريا كان يختلي فيه مع العناصر الايرانية للتخطيط وتدبير الدسائس والمؤامرات ضد العراق ، واسماعيل المحلاتي – عبد الحسين الدشتي – عبد الكريم الشيرازي وهؤلاء كانوا المشرفين المسؤولين عن اصدار مجلة نجف اشرف ومجلة اسلام ، وكانت تلك الصحف تقدم للجالية الايرانية في العراق الوانا من المواد الفكرية والثقافية المسمومة وتغرس في اذهانهم النزعات العنصرية والطائفية وفتاوى وبيانات باللغة الفارسية ، الى جانب الكتب الايرانية التي طبعت في النجف مثل : عزت ديروز ذات امروز ، الحكومة العثمانية بالفارسية في النجف ، وكتاب نوروز درتاريخ لعبد الرضا الشهرستاني ، وكتاب هدية الاخوان لمحمود التبريزي عام 1939 ، وكتاب كوشه اي ارتاريخ ايران لنصر الله الشيرازي عام 1962 .
لقد اصبح للتجار الايرانيين مركزهم المتميز في الاسواق التجارية العراقية في بغداد خاصة في سوق الشورجه وسيطرتهم عليه ، في الكراده والمنصور ، وهاشم بهبهاني التاجر الايراني الذي امتلك العشرات من المحلات التجارية والمساكن في كربلاء والنجف ، لقد كان الايرانيون التجار ضد كل توجه اشتراكي في اقتصاد العراق بشكل خاص وضد كل توجه قومي وحدوي عربي ، ومن تجار بغداد المعروفين من ابناء التبعية الايرانية ممن شاركوا في حزب الدعوة ومنظمة العمل الفارسية ميولها التآمرية والتخريبية على العراق : هاشم مهدي البياع ، مرتضى الحريري ، مرتضى صالح العذاري ، سالم حسن حيدر ، مير محمد الشكرجي ، مير علي غلام ، علي جان ، الايراني علي الزبيدي ، حيدر محمد علي ، والفئات الشعوبية والحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الذي كان مؤسسوه من ادوات وصنائع المصالح البريطانية ، وتشكلت قيادته من عناصر فارسية وضعت نفسها في خدمة نظام حكم الشاه الايراني وخدمة المصالح الامبريالية وازداد نفوذ العناصر الايرانية عندما تسلم الخميني السلطة في ايران عام 1979 وعقد مؤتمر " قم " للمنظمات الطائفية في العراق ولبنان والخليج العربي حيث وضعت خطوط عامة في تصدير الثورة واقامة امبراطورية فارسية في الوطن العربي تحت غطاء الدين والطائفية في الخفاء ، وفي العراق وجد الصهاينة في الحزب الشيوعي العراقي الذي عرف بحزب الاقليات وفي ميوله ونزعاته الشعوبية المناهضة لحركة القومية العربية فاصبح اليهود من بين قيادييه وكوادره وكانوا من المؤيدين في تقسيم فلسطين واقامة الدولة اليهودية ، وكان لليهود الدور البارز في مظاهرة التأييد التي اقامها الحزب الشيوعي العراقي في عام 1948 انتصارا لاقامة اسرائيل ، كما انتسب العديد من الايرانيين لهذا الحزب بما فيهم حسين احمد الرضوي واسمه المزيف سلام عادل ، و شمعون شلومو بلاص محرر صحيفة العصور والاساس في الحزب الشيوعي ، كما وجد اليهود الصهاينة في الحركة الكردية المسلحة بقيادة البارزاني ذات الطبيعة الشوفينية الاقرب لتحركهم من خلال تعاونها مع الانجليز في الاربعينيات ومن ثم تعاونهم مع نظام شاه ايران في الستينات ، لذلك قام الصهاينة بدعم تلك الحركة ماديا وعسكريا ومعنويا " والبارازاني الذي اعترف امام عضو الكنيست الصهيوني اريه ايلاف عام 1965 ان اليهود اخوة له وانه لا ينسى موقفهم الاخوي ازاء حركته المسلحة حيث كانوا الوحيدين الذين قدموا له العون في محنتهم وسهل لليهود الهرب من العراق الى ايران والى فلسطين عبر منطقة شمال العراق " ، كما انتسب اعداد من الجالية الايرانية للحزب الديموقراطي الكردستاني " البرازاني " واصبح بعضهم في مراكز قيادية في الحزب وكانت لهم صلات متينة بالنظام الايراني ، فقد كان اليهود يثقون بالايرانيين فيساعدونهم ويتعاونون معهم في مجالات الاستيراد والتصدير والصيرفة ويشكلون معهم شركات تجارية وصناعية واقتصادية ، ويسهلون لهم اعمالهم في الدوائر والمؤسسات ذات العلاقة بالمال والاقتصاد ، وقام الايرانيون بالسيطرة على الاسواق التجارية واحتكار البضائع والتلاعب بأسعار المواد والبضائع والتعاون مع تجار البازار في ايران ، وربط الاقتصاد العراقي بالاحتكارات العالمية والشركات الصهيونية المتنفذة في ايران ، وفي الكيان الصهيوني والبلدان الاوروبية وامريكا ، فقد اعترف نظام حكم الشاه بالكيان الصهيوني اعترافا دبلوماسيا عام 1955 وعقد معه اتفاقات اقتصادية وثقافة واعلامية ، وعمل على تزويد اسرائيل بالنفط .
اهداف ايران والمدارس الايرانية التوسعية في العراق
لتحقيق الاهداف :
1 – احداث تخريب واجتماعي واقتصادي ايديولوجي من منطلق شعوبي وحقد تاريخي على الامة العربية
2 – اعتماد تنظيمات سياسية ذات طابع ديني تمارس اعمالا ارهابية تقوم بالتجسس تكون تابعة بصورة مباشرة للكيان الصهويني ولايران هدفها تقويض اي نظام وطني تقدمي يقوم في العراق وعرقلة نهضته وتقدمه الحضاري وسلبه ارادته المستقلة في الصنع والتقدير والاختيار
3 – التسلل الى الاقطار العربية عبر مراكز تجارية ومؤسسات تعليمية واعلامية وزواج ، وعبر بناء جوامع حسينية دينية ومراكز حوزة علمية دينية
4 – تشويه التاريخ العربي الاسلامي والحط من شأن الحضارة العربية الاسلامية وتحريف تعاليم الدين الاسلامي وتغذية الآراء والافكار الشعوبية المعادية للعرب والاسلام
5 – تمزيق الصف العربي واضعاف التضامن العربي ومحاربة اي جهد وحدوي عربي ، وتحجيم دور الحركة القومية العربية المؤثرة في الاحداث العربية والدولية ونشر حالة من البلبلة والفوضى في الاقطار العربية
6 – تقوم الجالية الايرانية والمدارس الايرانية والحوزات العلمية الايرانية والحسينيات في العراق من اجل السيطرة و الهيمنة واخضاع مواطنيه لنفوذهم ، كما ان المخابرات الايرانية كانت تقوم بتجنيد المئات من المدرسين والطلاب في هذه المدارس لخدمة المخططات التجسسية والارهابية الفارسية ضد العراق وشعبه .
يقول ابن حزم الاندلسي والمقريزي في ذلك :
انه كان السبب في خروج اكثر الطوائف عن ديانة الاسلام ، ان الفرس كانت من سعة الملوك وعلو اليد على جميع الامم ، وجلالة الخطر في أنفسها بحيث انهم كانوا يسمون انفسهم الاحرار والاسياد وكانوا يعتبرون سائر الناس عبيدا لهم ، ولما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على ايدي العرب تعاظمهم الامر وتضاعفت لديهم المصيبة وراحوا يكيدون للاسلام في اوقات شتى ، وفي ذلك يظهر الله الحق فرأوا ان كيده على الحيلة انجح ، فأظهر قوم منهم الاسلام واستمالوا أهل التشيع باظهار محبة اهل البيت ، واستبشاع ظلم علي " رضي الله عنه " ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى اخرجوهم عن طريق الهدى .
لمذا سمي الشيعة بالرافضة " لا نعم "
تقول الشيعة الرافضة : ان اول من بدأ سب الصحابة " رضوان الله عليهم " هو عبد الله بن سبأ اليهودي مؤسس الشيعة الرافضة الذي طرده الامام علي " رضي الله عنه " من المدينة عندما قام بتأليه الامام علي حتى يخلق الفتنة بين المسلمين ، يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :" ان الله اختارني واختار لي اصحابا فجعل لي منهم وزراء وانصارا واصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا " .
تبين لهم ان هذا الاسم هو اسم لفرقة مارقة قد اخبر الرسول "ص " بظهورها وأمر بقتل اتباعها ، فقد روي عن علي بن ابي طالب " رضي الله عنه " ان رسول الله محمد " صلى الله عليه وسلم " قال : " يظهر في امتي في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة ، يرفضون الاسلام " ، وهو ما قاله علي بن ابي طالب : " قال رسول الله ألا ادلك على عمل ان عملته كنت من اهل الجنة وانك من اهل الجنة ؟ سيكون بعدنا قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فان ادركتهم فاقتلهم فانهم مشركون " ، ثم قال علي : " سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا مارقة آية ذلك انهم يسبون أبا بكر وعمر بن الخطاب "رضي الله عنهم " .
جاءت الرافضة الى زيد بن علي بن الحسين فقالوا له : تبرأ من ابي بكر حتى نكون معك ، فقال لهم : هما صاحبا جدي بل اتولاهما ، قالوا له : اذا نرفضك ، فسموا انفسهم رافضة وسمي من بايعه ووافقه زيدية " انظر مقدمة ابن خلدون .
استشهد احد علماء الشيعة الرافضة وهو نعمة الله الجزائري " في كتابه الانوار النعمانية " : قال اننا لم نجتمع – اي مع اهل السنة - على الله ولا على نبي ولا على امام وذلك انهم يقولون ان ربهم هو الذي كان محمدا نبيه وخليفته بعده ابو بكر ونحن – اي الرافضة – لا نؤمن بهذا الرب ولا بذلك النبي ، ان الرب الذي خليفه نبيه ابو بكر ليس ديننا ولا ذلك النبي نبينا .
لقد حارب صلاح الدين الايوبي الرافضة قبل النصارى بل قضى على الدولة العبيدية " الفاطمية " قبل حربه على الصليبيين .
1 - يقول الله سبحانه وتعالى : " من لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون " .
2 – يقول الله سبحانه وتعالى : " من يتعدى حدود الله فاؤلئك هم الظالمون
3 – يقول الله سبحانه وتعالى : " فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " .
4 – يقول الله سبحانه وتعالى : " فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، الحمد لله رب العالمين " .
5 – يقول الله سبحانه وتعالى : " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين " .
6 – يقول الله سبحانه وتعالى : " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن " .
7 – يقول الامام زين العابدي " عليه السلام " : ان محاربة الظالمين وفضح مخططاتهم التآمرية جزء لا يتجزأ من رسالة المسلم ، وان عداء الظالمين والتصدي لهم سياسة قرآنية ، لا لبس فيها .
هناك استطلاع يقول :
ان اكثر من 78% من سكان المنطقة الواقعة بين المحيط والخليج لا يريدون ان يكون عربا باعتبار ان العرب جرب ، وهذا تعبير ورد كثيرا في الشعر الذي كتبه شعراء فارسيين في فترة معينة من التاريخ العربي الاسلامي ، " انا شخصيا اطلعت على الادب الفارسي والشعر فاكتشفت ان الحقد والكراهية للعرب والدين الاسلامي موجود " .
الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914 – 1918
وجدت الولايات العربية في الامبراطورية العثمانية نفسها عام 1914 تحت التأثير المشترك والمتعدد الاشكال للدول الاوروبية مضافا اليها الولايات المتحدة الامريكية ، عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى تقدمت قوة بريطانية واحتلت البصرة في 5 تشرين الثاني 1914 لتبدأ عملياتها الحربية ضد الدولة العثمانية حيث تكبدت بريطانيا في احتلالها للعراق خسارة تقدر بألف اصابة ، وقد توالى الاحتلال للمدن العراقية واحتلت العراق حتى عام 1915 وبذلك أمنوا تطويق الخليج العربي سياسيا وعسكريا وفرض معاهدة على العراق .
تنص المعاهدة البريطانية – العراقية المنعقدة عام 1922 :
1 – لايحق للعراق ان يؤجر او يمنح امتيازا ومن ضمن ذلك امتياز النفط
2 – ان يتنازل بأي شكل من الاشكال عن اي جزء من اراضيه الا لبريطانيا " النص البريطاني " .
النفط والحرب العراقية – الايرانية من عام 1980 – 1988
الحرب العراقية – الايرانية او حرب الخليج الاولى هي نتيجة خلافات قديمة بين الدولتين تعود جذورها الى ما قبل الثورة الاسلامية في ايران وبالتحديد الى عهد الشاه محمد رضا بهلوي ، وتركزت الخلافات حول ثلاثة محاور :
1 – النزاعات الحدودية بين الطرفين على شط العرب
2 – التدخلات الايرانية في شؤون العراق الداخلية
3 – الخلافات السياسية
وتعتبر المشاكل الحدودية بين العراق وايران قنابل موقوتة خلفتها الدول الاستعمارية الغربية البغيضة في المنطقة عندما شعرت ان مصالحها الاقتصادية والنفطية مهددة بالخطر ، فالنزاع حول شط العرب الذي اشتد بعد اكتشاف النفط في مسجد سليمان عام 1908 دفع الفريقين الى اعادة النظر في الحدود بينهما والى توقيع " بوتوكول القسطنطينية " في تشرين الثاني عام 1913 لرسم الحدود بن الدولتين ، وفي الثلاثينيات تجدد الصراع على شط العرب وامكن التوصل الى معاهدة الحدود في 4/7/1937 ، وبعد انتصار الثورة العراقية في 14 تموز 1958 تغيرت موازين القوى في المنطقة وكان من الطبيعي ان يثير الغرب مشكلة الحدود بين العراق وايران لذلك عادت ازمة الحدود على شط العرب الى الظهور عام 1959 ، واستمرت بين شد وجذب الى اواخر الستينات ، وعندما اعلنت بريطانيا عن الانسحاب من الخليج عام 1968 اراد شاه ايران ان يكون له دور اقليمي في المنطقة فأقدم من جانب واحد على الغاء اتفاقية عام 1937 فارضا السيطرة الايرانية على جزء من شط العرب بالقوة المسلحة ، وهكذا تصاعدت اجواء التوتر بين البلدين ونشبت اشتباكات حدودية وبدأ التحرش العسكري الايراني برا وبحرا وجوا وشملت هذه العمليات العسكرية الاعتداء على المناطق الحدودية العراقية وأسر عسكريين عراقيين والتعرض للطائرات المدنية العراقية ، والاعتداء على السفن والبواخر العراقية ، وحدث اكثر من 224 خرقا ، ولكن الجانب العراقي كان يرد على ذلك بالتطويق والاحتواء السياسي ، واخذت ايران تساند مطالب الحركة الكردية الانفصالية في شمال العراق وهي التي خلقت شيء اسمه المشكلة الكردية " الذين جاؤوا من ايران وتركيا " حتى تكون خنجرا في خاصرة العراق والعرب " مثل المشكلة اليهودية " ، واصبحت تدعمها بالاسلحة ، وقامت بتأسيس جهاز المخابرات الكردية وبدعم من اسرائيل ، وبالمقابل قدم العراق بدوره الدعم للحركة الايرانية المعارضة " جماعة خلق " ، ثم انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اثر احتلال ايران عام 1917 للجزر العربية الثلاث ابو موسى ، وطنب الصغرى ، وطنب الكبرى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة ، ومما زاد من حدة التوتر الايراني – العراقي قلق شاه ايران من توثيق العلاقات العراقية – السوفيتية بعد توقيع معاهدة الصداقة والتعاون بين الطرفين عام 1972 وتدفق الاسلحة السوفييتية الى العراق ، وفي عام 1975 وفي اثناء انعقاد مؤتمر دول الاوبيك في الجزائر تم التوصل الى اتفاق بين الجانبين بفضل الوساطة الجزائرية حوق حقوق الدولتين في شط العرب مقابل تعهد ايران بانهاء دعمها العسكري للمتمردين الاكراد ، ما ساعد هذا الاتفاق تقارب الموقفين العراقي والايراني من المسائل النفطية ورغبة الدولتين في مواجهة السعودية التي كانت تسعى باستمرار لتخفيض الاسعار وتحديد الانتاج تنفيذا للرغبة الامريكية ، شكلت اتفاقية الجزائر عامل التهدئة واستقرار في العلاقات الايرانية – العراقية واستمر ذلك حتى قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 بعد انتصار الثورة الايرانية ومجئ الخميني الى السلطة عادت الخلافات من جديد بين الدولتين ولم تجد المحاورات التي بذلت لتطويقها وحلها ، وهكذا تفاقمت الاحداث والاحتكاكات واعلن العراق من جانب واحد الغاء اتفاقية الجزائر وطالب بحقه في السيادة الكاملة على شط العرب وتحرير منطقة عربستان او خوزستان والجزر العربية الثلاث في الخليج ، اما السلطة الايرانية الجديدة بقيادة الخميني فقد تمسكت بحقها في شط العرب ونادت بقيام الدولة الاسلامية في العراق ، كل هذه الاحداث ادت الى اشعال الحرب بين الجانبين ، في اواخر تموز عام 1980 كانت الحشود العسكرية الايرانية على الحدود العراقية بشكل قوي حيث جرى قصف مخفر الشيب في 28 تموز وبدأت عمليات التصعيد تأخذ شكلا جديا حتى ان احد المسؤولين في ايران قال " ان الجيش الايراني عندما يتجه الى بغداد سوف لن نتمكن من ارجاعه وانه في اللحظة التي نريد وبمجرد ان نعلن بيانا تسقط الحكومة التي يسمونها الحكومة البعثية وصدام حسين " ، وفي شهر آب 1980 اشتدت الهجمات الايرانية على الاراضي العراقية وجاءت مصحوبة بالتهديد ضد الاتحاد السوفيتي بعدم تقديم اي دعم عسكري للعراق ، في صباح الخميس 14 ايلول 1980 دارت معارك عنيفة جوية وبحرية استخدمت المدفعية الايرانية نيرانها باتجاه مدن العراق الحدودية " خانقين – الزرباطية – المنذرية – مندلي " والمنشآت البترولية في نفط خانة ، وتم اسقاط طائرة ايرانية واعتبرت القيادة العراقية بأن الحرب قد بلغت حدا لا يمكن السكوت عنها وان العراق قرر توجيه ضربات رادعة الى الاهداف الايرانية وجاء الرد العراقي في 22/9/1980 وشملت الضربة العراقية مراكز امداد ودعم القوات الايرانية وذلك لشل قدرتها على مواصلة الهجوم حتى تعود ايران لمنطق العقل وتعمل على وقف خرقها للاراضي العربية العراقية الا ان ايران لم تقوم بتغليب منطق العقل على منطق العدوان واستمرت بقصف منشآت عراقية في الاعماق العراقية مثل المطارات والمنشآت البترولية في مدينة البصرة ونينوى وبغداد ، وكان التحرك الدولي – د. كورت فالدهايم الامين العام للامم المتحدة حث حكومتي ايران والعراق على ضبط النفس والكف عن العمليات العسكرية وقد استجابت الحكومة العراقية الى نداء مجلس الامن الا ان مندوب ايران قد تغيب عن حضور جلسة مجلس الامن وفي المقابل كان الجانب الايراني يرفض وبشكل مطلق كافة النداءات والمساعي لحل هذا النزاع وكان اعلان الخميني عن طريق التلفزيون برسالة وجهها الى الشعب العراقي يدعوهم فيها الى التمرد والاطاحة بنظام الحكم البعثي " جريدة النهار 25 ايلول 1980 " و كانت هناك مساعي من قبل ضياء الحق رئيس باكستان والحبيب الشطي وكانا قد التقيا الرئيس الايراني ابو الحسن بني صدر ولكن لم تنفع فيها المعالجة والوساطة ، وفي 26 ايلول 1980 وافق العراق على المساعي الحميدة التي تقوم بها كوبا لحل النزاع " جريدة النهار 28 ايلول 1980 " ، وفي 29 ايلول 1980 صرح السفير الايراني في موسكو محمد المقري في مؤتمر صحفي عقده : " ان الموقف الايراني بشأن اجراء مفاوضات مع العراق لوقف العمليات العسكرية يخضع لشروط اساسية لا يمكن التنازل عنها وهي :
1 – سقوط النظام البعثي الكافر في العراق
2 – احتلال ايران لمدينة البصرة العراقية كضمانة او كغرامة عن الحرب على ان يجري استفتاء في مدينة البصرة ليقرر شعبها تبعيته للعراق او ايران
3 – اجراء استفتاء في كردستان وخانقين العراقية لتقرير استقلالهما الذاتي او الحاقهما بايران ،
وجاءت اقتراحات ابو الحسن الى مجلس الامن : " ان الاقتراحات الواردة من مجلس الامن لا تأخذ بها حكومتنا بعين الاعتبار "، الحقيقة ان هناك وقائع ثابتة محفوظة في ارشيف الامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية بأن الحرب قد اعلنت من جانب ايران بتاريخ 4/9/1980 وكان بداية التحرك العراقي الفعلي في 22/9/1980 ، وخلال الفترة ما بين 4/9 ولغاية 22/9/1980 قدم العراق 240 مذكرة مسجلة رسميا لدى الامم المتحدة .
كان تنفيذا لمخطط امبريالي وضع خطوطه الاولى العدو الصهويني والادارة الارهابية الامريكية بالاتفاق مع بعض الانظمة العربية العميلة والدول المجاورة ومع بعض الفئات العراقية العميلة التي دمرت العراق ، وحتى يصلوا الى استكمال مخططهم قامت جيوش الارهاب الدولي بغزو العراق بعد ان فرضت عليه حصارا ظالما لمدة ثلاثة عشر عاما ، فالعدوان على العراق ابتدأ في 4/9/1980 والى غاية الآن 2005 .
ان الحرب المدمرة استمرت ثماني سنوات متواصلة ولم تتوقف الا عندما شعرت الدول الغربية بخطورتها على امدادات النفط وانتهت في آب عام 1988 ، ويعتبر هذا الشط المنفذ الوحيد للعراق على مياه الخليج والمحيطات وهو ذو اهمية استراتيجية للملاحة وعبور السفن الكبرى لنقل النفط من الموانئ العراقية .
لقد كان الرأي العام العربي ينتظر من الثورة الايرانية التي كانت قد اعلنت سياسة التعاطف مع الثورة الفلسطينية ان تعلن بأن الشاه الذي طرد من البلاد قد اغتصب ارضا عربية في الخليج العربي وفي شط العرب وفي الاهواز ، والتدخل في الشون الداخلية للعراق عن طريق التبعية الايرانية في العراق وذلك لأنها ثورة المسلمين وبأنها قررت اعادة الاراضي العربية الى اصحابها العرب ، وكان العرب ينتظرون من ايران ان تعلن عن التزامها باقامة علاقات حسن جوار مع العراق الذي كان يلتقي معها في الموقف المعادي تجاه الكيان الصهيوني والسياسة الامريكية الارهابية " ولكن هل حصل ذلك ؟ "
ان الذي حصل هو ان القيادة الايرانية الجديدة بدأت تطعن بعروبة واسلامية الدول الاخرى واعلنت ان ما أخذه الشاه بالقوة سيبقى ووصلت تهديداتها الى حد المطالبة بالعراق وبلدان اخرى مطلة على الخليج العربي على اساس انها من اراضي فارس ، والذي حصل ايضا انها راحت تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وبشكل خاص في العراق وتعمل على خلق اجواء التوتر في العراق واسقاط قيادته الوطنية .
الموقف الامريكي من الحرب العراقية – الايرانية
1 – ان الحرب تدور بين خصمين للولايات المتحدة الامريكية بسبب اسقاط حكم الشاه الموالي لامريكا ، واحتجاز موظفي السفارة الامريكية في ايران ، والنظام العراقي الذي اصبح يتمتع بدور اقليمي بارز في الساحة العربية ومعارض لسياسة كامب ديفيد الامريكية الصهيونية وما تشكله العراق من قوة عسكرية تهدد امن اسرائيل وبعض الدول العربية الصديقة لامريكا
2 – ان العراق وايران هما عضوان متشددان في منظمة الاوبيك يطالبان دائما برفع اسعار النفط مقابل الدول المعتدلة كالسعودية التي تخدم سياستها النفطية المصالح الامريكية والغربية
3 – ان اطالة امد الحرب سوف ينهك قوة الجانبين العراقي والايراني وبالتالي يوفر على الولايات المتحدة الامريكية مخاطر التدخل العسكري المباشر ضد ايران لاسقاط النظام الايراني وتحجيم دور العراق الاقليمي حتى لو خرج من الحرب منتصرا
4 – ان هذه الحرب احدثت شرخا في العراقات العربية الايرانية ، كل هذه الاسباب دفعت الولايات المتحدة الامريكية الى عدم اطفاء نار الحرب وتركتها تزداد اشتعالا ، ولم تؤثر في الامدادات النفطية للغرب وبقيت الحرب محصورة بين العراق وايران .
اهداف التدخل العسكري في حرب الخليج
ان الولايات الماحدة ارادت من وراء هذا الهدف المعلن تحقيق اهداف خفية خططت لها منذ زمن بعيد بالاتفاق مع الدول المجاورة للعراق وذلك لـ :
1- تحطيم القدرات العسكرية العراقية التي كانت تتنامى فيها قوة العراق العسكرية بعد خروجه من حرب ايران ، تعلق الادارة الامريكية التي بدأت تخطط لتدميرها قبل حرب الخليج الثانية ، ولم تكن الضجة الاعلامية التي اثارتها وسائل الاعلام الغربية والامريكية حول المدفع العراقي العملاق وخطورة الاسلحة الكيميائية والبيولوجية التي يمتلكها العراق بعيدة من مرامي هذا التخطيط ، وكانت هذه مقدمات لغزو العراق ،
2 - وقد جاءت حرب الخليج لتعطي آلة الحرب الامريكية والغربية الفرصة المناسبة لتدمير القدرة العسكرية العراقية ولم تكتف الولايات المتحدة بالهزيمة التي الحقتها بالجيش العراقي اثناء المعارك بل كان من شروط وقف الحرب تجريد العراق من جميع اسلحته الاستراتيجية بواسطة هيئات التفتيش الدولية التي ما زالت تلاحق هذه المسألة ،
3 - لقد اتضح ان امريكا لا تقبل بوجود قوة عسكرية ضخمة بحجم القوة العسكرية العراقية على مقربة من الاحتياطات النفطية الخليجية الكبيرة ، كما لا يسمح لأي قوة في المنطقة ان تتفوق عسكريا على اسرائيل ، لقد ارادت افهام قوى اقليمية اخرى وجوب العدول عن برامج التطوير الذاتي لقدراتها العسكرية .
السيطرة الامريكية على منابع النفط في الوطن العربي
اهدافها :
يعتبر هذا الهدف من اهم الاهداف الاستراتيجية الامريكية لمنطقة الشرق الاوسط ، وكانت الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى تحقيقه منذ حرب تشرين الاول عام 1973 وقد تحقق لها في اثناء حرب الخليج الاخيرة بسبب الوجود العسكري الكثيف للقوات الامريكية في المنطقة خصوصا في السعودية والكويت ودول الخليج الاخرى ، وتحقق لها السيطرة على باقي النفط في دول الخليج العربية الصغيرة بفضل الاساطيل الامريكية المتمركزة في مياه الخليج واستطاعت الولايات المتحدة الامريكية التحكم في النفط العراقي من خلال الحصار الاقتصادي المفروض على العراق ومنعها من انتاج النفط وتصديره الى جانب اشرافها على طرق نقل النفط في الخليج والبحر الاحمر بعد الدخول المباشر للقوات الامريكية الى الصومال تحت غطاء الامم المتحدة وبالسيطرة الامريكية على نفط المنطقة تم تحقيق اهداف عديدة هي :
1 – التحكم في انتاج النفط واسعاره وفي حجم توزيعه عالميا ، وهذا الامر يتيح لامريكا تأمين حاجاتها النفطية بأسعار رخيصة مما يوفر الكثير على ميزان مدفوعاتها ويشجع صناعتها البتروكيميائية ويجعلها منافسة للصناعات الاوروبية واليابانية ، كما يتيح لها التحكم في كميات انتاج النفط واحتكار تصديره وتوزيع حصصها على الدول المستهلكة وفقا لمصالحها الاقتصادية والسياسية ، ثم ان السيطرة على نفط الخليج يمكن امريكا من تحقيق ارباح طائلة من جراء شراء النفط وبيعه بالاسعار التي تريد وامتصاص فائض البترودولار العربي عن طريق الاستثمارات وبيع السلع الامريكية الى الاقطار العربية النفطية
2 – منع العراق وكل بلد عربي من محاولة السيطرة الذاتية على الثروة العربية ، لقد اصبحت الولايات المتحدة الامريكية بعد حرب الخليج القوة الوحيدة التي تحمي الحقول النفطية والمنشآت النفطية الخليجية ، كما باتت هي وليست الاوبيك من يتحكم في مصير النفط انتاجا وتسعيرا وتسويقا
3 – تجريد العرب من سلاحهم النفطي ، كان الهدف من اولويات السياسية الامريكية منذ الصدمة النفطية الاولى عام 1973 ، بعد حرب الخليج فقد العرب هذا السلاح وتم تعطيله نهائيا بفعل السيطرة الامريكية على مصادر النفط واغراق البلدان الخليجية بالديون نتيجة هذه الحرب ، وهذا يعني ان النفط لم يعد نفطا عربيا ولا خليجيا بل هو نفط امريكي
4 – حماية اسرائيل ، ان الولايات المتحدة الامريكية ملتزمة بوجود اسرائيل وابقائها قوية وحمايتها من اي تهديد لأنها تشكل خط الدفاع الاول عن مصالح الغرب النفطية ، ولما اصبح العراق قوة استراتيجية تهدد العمق الاسرائيلي اندفعت الولايات المتحدة الامريكية الى تحطيم هذه القوة العراقية تحطيما كاملا عبر حرب الخليج وبالمقابل عززت قدرات اسرائيل الحربية بمنحها المزيد من الاسلحة المتطورة والمساعدات المالية التي فاقت العشرة مليارات دولار امريكي كما منع وجودها العسكري في المنطقة قيام اي تقارب عربي يمكن ان يشكل في المستقبل خطرا على الدولة اليهودية
5 – فرض التسوية الامريكية لازمة الشرق الاوسط ، ان تعاظم الوجود العسكري والسياسي والعسكري في المنطقة بعد حرب الخليج وضعف الدور السوفيتي والخضوع الاوروبي للسياسة الامريكية جعل الولايات المتحدة الامريكية تفرض تسويتها لازمة الشرق الاوسط التي وضعتها هذه التسوية الامريكية الاسرائيلية التي لاقت رفضا عربيا تجدها اليوم قد استكملت بعض حلقاتها بدءا من مؤتمر مدريد وانتهاء باتفاقيات السلام التي وقعت بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والاردن وتطبيع العلاقات مع بعض الاقطار الخليجية سرا وعلانية ، وما تزال تستكمل مراحل التسوية بين اسرائيل وسوريا وبين اسرائيل ولبنان من جهة اخرى .
العراق اليوم تحت الاحتلال الامريكي والبريطاني والاسرائيلي والايراني ، من 1990 – 2005
1 – العراق تحت الاحتلال الاسرائيلي
حلم اسرائيل – الحركة اليهودية الصهيونية ، هو بناء دولة اسرائيل من النيل الى الفرات ، وقال كتاب اليهود عن بابل : وأكسحا كسح الفناء سأحطم آشور .
الهدف من الحرب الامريكية الاسرائيلية على العراق هو ازالة اي تهديد عراقي لاسرائيل وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي لصالح الدولة العبرية ، فبعد اخراج مصر من المواجهة المباشرة في آذار 1979 ، واخراج الفلسطينيين من لبنان عام 1982، وتحييد الاردن عام 1994 ، واخراج العراق من الكويت عام 1991 وجد اليهود في الادارة الامريكية يدعمهم المحافظون الجدد وان القرار اصبح في ايديهم ووضع حد للتهديد العراقي لاسرائيل ، كما قال بنيامين نتنياهو عام 1996 ان التهديد الرئيسي لأمن اسرائيل يأتي من العراق ، وقد لعب ريتشارد بيرل الامريكي اليهودي من وزارة الدفاع الامريكية دورا كبيرا في هذه الحرب الى جانب يهود امريكا في اغراق واشنطن في مستنقعات العراق ليس بحثا عن النفط وثرواته وحسب ولكن سعيا الى اضعاف الولايات المتحدة الامريكية وانسحابها وبقاء اسرائيل القوة الوحيدة المهيمنة على المنطقة " تحت كذبة ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل "
ومن ثوابت الاستراتيجية الاسرائيلية هي :
1 – امتصاص المال الامريكي " الصفقات الشارونية 10 بلايين لاسرائيل "
2 – منع اي سيادة سلام في الشرق الاوسط
3 – ضمان التفوق العسكري الاسرائيلي والحرص على اسلحة دمار شامل عندها الذي يجعلها تستغني عن امريكا وهي تمتلك اكثر من 400 قنبلة نووية
4 – ان اسرائيل لعبت دورا كبيرا في التضليل الاعلامي قبل معارك العراق وشاركت في تزييف الوثائق المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل وذلك لتحقيق طموحها القديم وهو تدمير الجيش العراقي ، وتفكيك الدولة العراقية ، وخلق الطائفية بين الشعب العراقي ، وقد اصبح لها وجود استخباراتي وسياسي واقتصادي وتجاري وثقافي ووزراء في الحكومة العراقية وخصوصا عند الاكراد
5 – قيام اسرائيل بالبحث عن الآثار في منطقة بابل وسرقة المئات من القطع الاثرية العراقية وقام الموساد الاسرائيلي باغتيال اكثر من مئة باحث وعالم واستاذ جامعي عراقي ، وتبين ان معظم القطع الاثرية موجودة في اسرائيل وامريكا وفرنسا وسويسرا وايطاليا ، وقامت اسرائيل بارسال كميات كبيرة من المخدرات على شكل حبوب وكبسولات الى العراق ، وانتشرت الجريمة وقتل الشيعة والسنة العرب ، وقد قال بيان باقر صولاغ الايراني الاصل ان قانون ادارة الدولة يضمن حق استعادة ممتلكات اليهود في العراق ، وقد كشف وجود جيش من المرتزقة عن تعاون امريكي اسرائيلي في تدريب الألوف من الشبان لتقديم خدمات امنية خاصة وبلغ عدد المرتزقة في العراق 10 آلاف مقاتل يساعدون التحالف ويتقاضى الواحد منهم 12 الف دولار ، اما اسرائيل فلها حصة الاسد في العراق حيث تقوم 150 شركة اسرائيلية بتسويق سلعها في العراق وبلغت قيمة الصادرات الاسرائيلية 58 مليون دولار للعراق وشملت مواد غذائية مسممة وزراعية وكهربائية ، وهناك غرفة حرب مشتركة امريكية اسرائيلية انطلقت من تل ابيب ضد العراق ، و الاسلحة الاسرائيلية اسهمت في تدمير المدن العراقية ، واليهود استغلوا بعض العرب والاوروبيين لتسرب المياه العراقية ووجدوا من احمد الجلبي العميل والمحيطين به كل تعاون وهم يعملون الآن على تقسيم العراق الى دويلات ، منها الدولة الكردية التي ستكون كسكين في خاصرة العرب وعلى تصنيع نظام عراقي يقيم علاقات مع تل ابيب ويطلق يدها في اغتصاب الارض وامتصاص آبار النفط بعد امتصاص دماء العراقيين ، ويضاف الى ذلك ان القوات الامريكية في العراق مع عملاء من رجالات الموساد زرعوا في بغداد وعن طريق خدمات القمر الصناعي الاسرائيلي استخدموا للتجسس على المنطقة ، كما تستخدم طائرات اسرائيلية من دون طيار تحمل صواريخ مضادة للدروع وشحنات متفجرة تنقض على اهدافها ، وتستخدم قنابل انشطارية اسرائيلية في العراق وفي سجن ابو غريب وغيره ، ان رجالات الموساد اسهموا في التحقيقات وجمعوا معلومات كما جمعوا الآثار العراقية في بداية الحرب وشهادة جانيس كابرينسكي التي كانت مسؤولة عن سجن ابو غريب كافية على قول الحقيقة حيث قالت : " اشترت وزارة الدفاع الامريكية من شركة الصناعات العسكرية الاسرائيلية 313 مليون طلقة ، وتحدثت عن جسر جوي بين اسرائيل والعراق خلال المعارك المشتعلة ادار حركته ضباط استخبارات خلف واجهات تجارية وصناعية وشركات مقاولات ، وتجاوز عدد الشركات العاملة في العراق الى 150 تعمل تحت ستار غربي وعربي ، وللموساد قواعد ناشطة في محافظات السليمانية – اربيل – دهوك – كركوك – نينوى "، وكشفت صحيفة يديعوت احرنوت ان عشرات الاسرائيليين من خريجي وحدات النخبة العسكرية يدربون وحدات كردية في شمال العراق على محاربة الارهاب والحراسة والقتال وتجري التدريبات بالتنسيق التام مع المسؤولين الاكراد ، وقالت ان هناك شركات اسرائيلية تعاقدت مع شركات تركية تجند عسكريين واقتصاديين في اقامة مطار دولي قرب اربيل تعتبره الاكراد رمزا للطموحات الوطنية واقامة الدولة المستقلة ويطلق على المطار اسم " هولد الدولي " ، ونقلت الشركات الاسرائيلية كميات كبيرة من العتاد العسكري وكلابا مدربة على الكشف عن مواد متفجرة ويتم نقل العسكريين الاسرائيليين من تل ابيب الى شمال العراق عبر الحدود التركية العراقية وبجوازات سفر اسرائيلية متظاهرين بأنهم مهندسون وخبراء في الزراعة ولكنهم ضباط مخابرات وخبراء سلاح ومدربون من وحدات قتالية واستخباراتية ، وسبق ان كان " ديفيد كيمحي " مندوبا للموساد لدى مصطفى البارازاني عام 1965 حيث تمكنت الصهيونية بالتنسيق مع شاه ايران وتركيا من بناء جسر اتصال مع القادة الاكراد ، وقد قام البارازاني الاب والابن بزيارات لاسرائيل ولا تزال العلاقة طيبة جدا بين قادة كردستان وقادة تل ابيب ، الى جانب ذلك توجد فيلا هادئة في بغداد تحولت الى قنصلية اسرائيلية ناشطة تعمل في العاصمة وهي تقوم بالتعاون والتنسيق مع شخصيات عراقية منها احمدالجلبي وموفق الربيعي وشخصيات اخرى لتنسيق الاستثمارات المتبادلة ، واحمد الجلبي الذي زار اسرائيل وفي الوقت نفسه تدعمه ايران " ما هذا التناقض " وهو يدعم الآن الحضور اليهودي في العراق ويركز ايضا على مساعدة اليهود في استرجاع املاكهم واحياء تراثهم واحتضان آثارهم ، من خلال مطالبة الشيعة بالفيدرالية او الكنفدرالية ، ولا شك ان الرغبة الامريكية والاسرائيلية من خلال هذا المشروع المذهبي والاثني تهدف الى اضعاف هوية العراق العربية وجعله بؤرة للمتطرفين ، ان اسرائيل المتغلغلة في البصرة وجنوب العراق ُتدعم سرا باقامة فيدرالية شيعية ايرانية ، وذكرت صحيفة الجمهورية التركية ان اسرائيليون بالاتفاق مع شخصيات كردية اتفقوا على شراء اراضي غنية بالنفط في العراق وذكرت الصحيفة ان الادارة الامريكية في العراق اصدرت تراخيص تتيح لشركات اسرائيلية امتلاك الاراضي كما سمحت لكويتيين وقطريين شراء اراضي في جنوب العراق وهو احتلال اسرائيلي ثان يجتاح العراق ويهدد الامن العربي ، وتقوم بشراء الاراضي والعقارات والتنقيب عن النفط ، واصبحت البضائع والمنتوجات الاسرائيلية تباع في بغداد والبصرة ، والمحامي مارك زال يسكن في مستعمرة " ألون شابوت " وهو مقرب من قيادة حزب الليكود ومقرب من بنيامين نتنياهو يتولى قيادة الاستثمارات العالمية في العراق وعين مستشارا لشركة عراقية مقربة من مجلس الحكم في العراق وشركة اخرى اقامتها مجموعة من المحامين العراقيين عينت المستوطن اليهودي مارك زال ، ومن ابرز المسؤولين الاسرائيليين عن العلاقات التجارية مع العراق أمنون شاحاك رئيس الاركان السابق .
لا مفاجأة في ذلك لسببين جوهريين هما :
1 – ان تمكين اسرائيل في العراق وفي المنطقة كلها احد اهداف الحملة العسكرية الامريكية التي خطط لها فريق المتعصبين المتحالفين مع الصهيونية ، فرانك كارلوتشي العضو البارز في مجلس سياسات الدفاع قالها بصراحة " لدينا استراتيجية غاية في البساطة ، فنحن نريد في المنطقة نظما موالية لنا ثم اننا نريد ثرواتها بغير منازع ، ونريد ضمانا نهائيا لأمن اسرائيل لأنها الصديق الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه "
2 – ان بعض اعضاء مجلس الحكم الانتقالي الذين قدموا من الخارج خصوصا ممثلي المؤتمر العراقي وحركة الوفاق العراقي رتبت لهم منذ وقت مبكر علاقات وثيقة مع ممثلي المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة الامريكية ، وقد ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت ان رئيس المؤتمر العراقي احمد الجلبي العميل المزدوج لايران واسرائيل قد زار اسرائيل سرا عدة مرات واقام في تل ابيب تحت اسم مستعار ويحتفظ بعلاقات حميمة معها منذ 20 سنة .
نشرت صحيفة هآرتس بتاريخ 13/5/2004 تحليلا بقلم ألوف بن ذكر فيه ان خطة الحرب على العراق قد وضعت منذ عام 1996عندما كان نتنياهو رئيسا للوزراء ووجه له ثمانية عشر مفكرا وكاتبا وسياسيا نصيحة لضرب العراق لتأمين سلامة اسرائيل " ومن الذين وقعوا المذكرة ديك تشيني – دونالد رامسفيلد – بول وولفوتيز – ريتشارد ارميتاج – حون بولتون – زلماي خليل زاد " اليهودي الافغاني " – والصحفي وليام كريست اول " وعندما اصبحت مقاليد القرار السياسي بيد هؤلاء حثوا الرئيس بوش على تنفيذ مشروعهم لضرب العراق ، ويقول المقال " تحاول اسرائيل النأي بنفسها عن الحرب في العراق وكأن الاحداث هناك لا تمت لها بصلة لكن العراق تطاردها فكلما ازداد التورط الامريكي بين بغداد والفلوجة وتحولت عملية التحرير والدمقرطة الى مهرجان للاهوال كلما تطورت ايضا مشكلة عويصة للسياسة الخارجية الامريكية ، فالقيادة الاسرائيلية تحمست لانزال الضربة الامريكية على العراق وازاحة صدام حسين عن السلطة والتفرد بالفلسطينيين وارسال المئات من الموساد الاسرائيلي والاسلحة المتطورة الى العراق ، ان الشيء المسلم به ان اسرائيل لم تتخل مطلقا عن امنيتها التاريخية المتمثلة في دولة من النيل الى الفرات والآن ها هي العراق قد تحولت الى فرصة مناسبة من اجل تحقيق الهدف ونادوا بتدمير العراق وجيشه ومنجزاته والسيطرة على مقدراته وتغيير وجهه العربي وجعله البوابة لاقامة مشروع بوش للشرق الاوسط الكبير واعتبروا الاسلام العدو الجديد للغرب واعلنتا الحرب على العروبة الاسلام وعلى العرب والمسلمين ونجحوا في اقناع بوش بأن العرب لا يفهمون الا لغة القوة " .
العراق تحت الاحتلال الامريكي البغيض
قال الكاتب والبرفسور الامريكي في علم النفس وطب الامراض العقلية روبرت جي ليفتون في مقال نشره بعنوان " سفر الرؤيا الامريكي " " ان الحرب ضد الارهاب غير المحددة بطبيعتها او بتصنيفها او بصفاتها تحمل في طياتها جنون العظمة والشك الشديد من الارهابيين ومؤيديهم موجودين في كل مكان ويجب مهاجمتهم مسبقا لئلا يظهروا ويهاجموننا ، ويقول بأن اعراض الدولة الاعظم يرتكز على الوهم وجنون العظمة التي تسعى الى تدمير ما تعتبره الشر في خدمة مشروع العالم الحر الديموقراطي المأمرك "
يقول المفكر الامريكي التقدمي نعوم تشومسكي " ان الدولة العظمى تستطيع ان تمارس قوتها بصورة اكثر فاعلية ليس بكونها عقلانية بل بكونها غير عقلانية " .
يبدو ان اقامة الامم المتحدة ووضعها في الولايات المتحدة كان المقصود به تكوين منظمة امم متحدة في خدمة الولايات المتحدة الامريكية ، فالرئيس الامريكي يعطي تعليماته اما مباشرة او من خلال ادارته او عبر اداة في الامم المتحدة " اي امينها العام " – واللافت للنظر ان الرئيس الامريكي ومعه رؤساء الدول الامبريالية الاخرى يتحدثون عن الوطن العربي كأن ليس فيه حكومات وكأنه اقطاعية لهم ولا سيما العراق ! فقد عقد الرئيس الامريكي وطاقمه سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء فرنسا والمانيا وروسيا بشأن العراق وهي اجتماعات ظاهرها حشد قوة باسم الامم المتحدة لاحتلال العراق تحت امرة الامريكيين وباطنها صراع خفي عنيف ووحشي على نهب العراق وتقاسم دماء شعبه ، كانوا يتفقون ويختلفون ويبتسمون امام الكاميرات في مسرحية رأسمالية غربية تتبوأ عن عطش وجشع لاستغلال بلد تم احتلاله وتغيير نظامه ، ولم يجد من يقف معه في كافة انحاء العالم ، وعملت الولايات المتحدة الامريكية على شراء مواقف الانظمة العربية في احتلال العراق ، وعملت امريكا عن طريق علاقاتها ونفوذها على بعض الشخصيات العربية الحاكمة على توريط النظام العراقي في الحرب على الكويت ، ولا يزال المواطن العربي يذكر الدور الذي قامت به السفيرة الامريكية في بغداد في تشجيع النظام العراقي على احتلال الكويت ، بعدها اقام الرئيس بوش الاب التحالف الدولي تحت ستار تحرير الكويت واعلن الحرب على العراق في عام 1991 بعد ان سحب قواته من الكويت وقام الجيش الامريكي بتدميرها وهي في طريق انسحابها من الكويت الى البصرة وذلك خدمة للمصالح الامريكية والاسرائيلية في الخليج ، والسيطرة على النفط والاموال فيه ، والتوسع في اقامة القواعد العسكرية في البلدان العربية ، ونجح اللوبي اليهودي واسرائيل والمحافظين الجدد والاصولية المسيحية في تدمير العراق وتغيير نظامه واحتلاله والاستيلاء على نفطه وثرواته وارجاعه الى العصور الوسطى وتفتيته وجعله بوابة العبور لرسم خريطة جديدة لمشروع الشرق الاوسط الكبير " أسوأ من خريطة سايكس - بيكو " ، فالاستراتيجية الصهيونية تقوم على تفتيت الدول العربية الكبيرة ووأد الوحدة العربية لضمان تحقيق تهويد فلسطين والمشروع الصهيوني واقامة اسرائيل العظمى وتولي قيادة نظام الشرق الاوسط الكبير بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الامبريالية الامريكية كمقدمة لفرض هيمنة الصهيونية على العالم والتأثير وشراء مواقف بعض الانظمة العربية من اجل تصفية القضية الفلسطينية وتحرير المشروع الامريكي في المنطقة .
ماذا فعل الاحتلال الامريكي والاسرائيلي في العراق
ان زمرة من العملاء والجواسيس الحثالة المتحالفين مع الصهيونية والامبريالية والذين جاؤوا على الدبابة الامريكية وباللباس العسكري الامريكي قاموا بتدمير العراق وقتل الشعب العراقي واغتصابه " التاريخ لن يرحمهم " " وان الله سبحانه وتعالى لن يرحمهم " .
اظهر استطلاع للرأي ان 85% من العراقيين يشعرون بالتوتر والخوف بسبب غياب الامن وتردي الاوضاع وانتشار الجريمة التي لا مثيل لها من سرقة وخطف الفتيات واغتصابهم ، وانتشرت الرذيلة والدعارة والمخدرات والخمر وانتشرت الافلام الاباحية ، وقوات الاحتلال الامريكية التي دأبت على انتهاك الحرمات ودخول المساجد واعتقال المصلين وتمزيق القرآن الكريم والدعس عليه وممارسة الجنس في المساجد وتدنيس الاماكن المقدسة من خلال شرب الخمر ، لقد ذكر الكاتب الامريكي ديفيد كول وذكرت ايضا جريدة روبنز بنورث الامريكية " لقد ارتكب جنود الاحتلال الامريكي عمليات اغتصاب بشعة ضد فتيات وسيدات عراقيات وهناك امثلة كثيرة حول عمليات الاغتصاب المنظمة " واضاف الكاتب الامريكي " هذه ليست ديموقراطية ، عار على امريكا ان تستمر في احتلال هذا البلد ، يكفي تحقيق بعض الاهداف كالبترول والتوسع من اجل مصلحة الاعوان والترحل ، وارحم نساء واطفال وشيوخ العراق " ، كما ندد الكاتب وليام أركين في صفحات جريدة ويست بومفريت ايضا بجرائم الجنود الامريكيين التي ارتكبوها في العراق وندد بعمليات النصب والسلب والاغتصاب واقتحام المنازل وسرقة كل شيء اثناء التفتيش ، وقال الكاتب الامريكي مارك جوي " على مستوى العراقيين الذين اصبحوا في ظل الاحتلال فقد تحولوا الى مجموعة من اللصوص والمجرمين للسلب والنهب واصبحت عصابات منظمة ترتكب جرائم السطو والسرقة ، وحتى رجال الامن والشرطة تحولوا الى السرقة والسلب والنهب " ، وقد ذكر مركز دراسات عراقي ان نسبة حوادث السطو والجرائم والسلب تمثل 75% من اجمالي الجرائم بعد ان كانت في عهد صدام حسين لا تمثل اكثر من 10% فقط .
تشكلت قوة خاصة برعاية رامسفيلد سميت " القوة الضاربة 121 " مهمتها اصطياد واغتيال رجال المقاومة ضد الاحتلال الامريكي وتشكلت هذه القوة بتعاون امريكي اسرائيلي في العراق ، ويعتقد ضباط اسرائيليون ان على الامريكيين ان يتبعوا في العراق الاسلوب الذي يتبعه الموساد في الضفة الغربية وغزة وهو نفس الاسلوب الاسرائيلي في الفلوجة وبغداد والجنوب وهو استكمال لرغبة الصهاينة في اغراق امريكا واضعافها ، وقد كشف ان هناك اكثر من 40 شركة من الامريكيين والاسرائيليين يعملون مع البنتاغون ، وجلادون من مؤسسة تيتان العسكرية قادوا عمليات التعذيب في سجن ابو غريب ، وهذه الشركات تقوم بتدريب المئات من المرتزقة العراقيين والعرب واللبنانيين ، ويقوم بالتدريب والاشراف العقيد المتقاعد في الجيش الاسرائيلي ديفيد كوستر وهو خبير في مكافحة الارهاب ، وعملاء من وزارة الدفاع ، والجنرال المتقاعد جون كورن رئيس سياسات الدفاع ومجلس الامن القومي ، وشركات اخرى عالمية مثل شركة بلاك واتر ، وشركة انجليزية DSL أنشأها اليسرموديسون من فرق النخبة في قوات الجو البريطاني وهي تؤمن الجنود المرتزقة للقتال باسعار عالية " 6 آلاف دولار شهريا للواحد " ، وشركة فينيل غروب انترناشيونال ، وكما مثلت الشركات البريطانية ادوات نفوذ للدبلوماسية البريطانية في الامارات والخليج ، ومثلت الشركات الامريكية الذراع العسكري لواشنطن حول آبار النفط في الخليج والعالم ، ومن مهمات هذه الشركات قمع الفتن والحركات الانقلابية وحماية الانظمة والشخصيات عن بعد ، وشركة اتش غادر وقد أسسها دافيد سترلينغ عام 1967 وهي ناشطة في البلدان الخليجية النفطية مهمتها حماية الانظمة الخليجية وآبار النفط ، واليوم يشكل جيش المرتزقة في العراق الوحدة العسكرية الثانية بعد الامريكيين اذ يبلغ عددهم اكثر من 45 الفا ومعظم هؤلاء من امريكا اللاتينية – اسرائيل – بريطانيا – فرنسا – الفلبين – البوسنة – صربيا – افريقيا – الشيشان – العراق – وعربا – ولبنانيين مرتزقة ، واللبناني الواحد يكلف الامريكيين خمسين الف دولار لتأمين وصوله ومباشرة عمله في العراق وتحولوا الى دروع بشرية واجادتهم اللغة العربية ولغات اخرى ويلبسون ازياء عربية تنكرية ، ويتم تجنيدهم من خلال شركات للحماية في لبنان وعبر لبنانيين مغتربين في الخارج ، ويتقاضى اللبناني الواحد ما بين الف واربعة الاف دولار " للأسف اي عربي هذا - هذا ليس عربي بل من جنسية غربية جاءت الى لبنان الى جانب المرتزقة التي جاءت من كرواتيا – تشيلي – بولونيا – نيجيريا – نيبال ، الى جانب مرتزقة احمد الجلبي التي قامت بقتل السنة .
شركات – مليارات – طائرات – استخبارات – عصابات في العراق – مطارات – سفارات – معتقلات حول الذهب الاسود في العراق – صيادو النفط – والشعب العراقي غادق في ظلمات العذاب والفقر ، وينشط المرتزقة وفي طليعتهم الاسرائيليين في اتجاهين اغتيال الادمغة في العراق واقتلاع الآثار ونقلها الى تل ابيب ، وتفجير انابيب النفط ، وقتل الشيعة والسنة ، وخلق الفتن بين الطوائف ، ان كل ما يحصل في العراق من استهداف للشيعة والسنة هو من تدبير ال " سي آي ايه " و " الموساد الصهيوني " و " جماعة قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى الشيعي الايراني بقيادة عبد العزيز الحكيم ، وهناك وثائق وصور حول هذا ، ان تطبيع العلاقات العراقية – الاسرائيلية هو من اولويات السياسة الامريكية في العراق وهناك ضغوط امريكية على القيادات العراقية لدفعها الى التقارب مع اسرائيل ، وهناك شركات اسرائيلية تصدر بالباطن منتجات اسرائيلية الى العراق وتشمل سترات واقية من الرصاص واسلاكا شائكة – دهانات – مشروبات خفيفة وضع عليها آيات قرآنية في محاولة لاخفاء المصدر ، وصور لعناصر يهود في الجيش الامريكي وهم يتناولون معا وجبات السبت في قصور صدام حسين .
وكان المشهد الدموي في الفلوجة الذي شارك فيه الى جانب القوات الامريكية في القتال والتي شكلت الفوج 36 هي المؤتمر الوطني – احمد الجلبي ، وحزب الوفاق الوطني – اياد علاوي ، والمجلس الاعلى للثورة الشيعي الايراني – عبد العزيز الحكيم المدعوم من ايران ، والحزب الديموقراطي الكردستاني – احمد البارازاني ، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني – جلال طالباني ، وقد ذكرت الواشنطن بوست في 13/2/1990 والنيويورك تايمز في 18/2/1992 عن ارشاد تخطيط الدفاع " ان الدفاع عن حقوق النفط في الخليج اهم من امريكا الجنوبية ، وفي الشرق الاوسط وآسيا الغربية يبقى الهدف العام هو السيطرة والوصول الى النفط " ، وقال ولوفوفيتز امام لجنة الامن القومي في 16/9/1998" ان مخزون النفط العراقي رائع وسيكون تحت سيطرة حكومة عراقية حرة ، ونصح بضرب البنية التحتية وتدمير آبار النفط في حال اخفقت اسرائيل وامريكا في السيطرة التامة على الثروات " ، ( بعدها رقي ليتولى رئاسة البنك الدولي بدلا من ان يحاكم ) وكما قال مكفافرن المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية " سي اي ايه " " اعلن ان امريكا ذهبت الى الحرب على العراق من اجل النفط واسرائيل ، واقامة قواعد عسكرية ارادها المحافظون الجدد للهيمنة على العالم " وهذا بالضبط ما تفعله شركات النفط البريطانية والامريكية التي تقوم بسلب النفط وابرام صفقات سرية تتيح لها الوصول الى النفط العراقي ، ونهب مليارات الدولارات امام انظار الشعب العراقي . يقول جريج موتيت من منظمة بلاتفورم البريطانية " ان امريكا وبريطانيا ترتبان هذه الصفقات مع الحكومة العراقية والشخصيات العراقية " ، وقال جون بايك مدير منظمة السندات الدولية على موقعه الالكتروني " هناك قواعد ثابتة في العراق على سبيل المثال قاعدة كامب فتكودي في مطار بغداد وقاعدة كامب رينيغيد في كركوك يشترك فيها الامريكان والاسرائيليين ( قواعد ثابتة والبنتاغون يتحدث عن قواعد طويلة الامد ) " ، كما يقول بايك " ان وجودا امريكيا لا محدود في العراق هو الضمان التام لوجود حكومة شبه تعددية " ، وتقول جيسيكا ماثيوز رئيسة مؤسسة السلام العالمي في واشنطن " ان الولايات المتحدة الامريكية قد شنت حربها لتستولي على النفط العراقي والسيطرة على المنطقة وتريد الاحتفاظ بحكومة صنيعة في بغداد " ، وقد وصلت الكلفة الاجمالية للحرب على العراق من 125 مليار دولار الى 140 مليار دولار ، وتحت شعار امريكا تسعى لتنصير العراق والكنيسة المعمدانية تقود حملات التبشير ، وقد نشرت مجلة دير شبيغيل الالمانية في 17/2/2003 " مقالا قبل شهر من العدوان على العراق اكدت فيه ان هذه الحرب ما هي الا جزء من حرب صليبية يشنها اليمين المسيحي الصهيوني الامريكي المتطرف في العالم الاسلامي باعتبارها تكليف الهي لمهمة تبشيرية للقضاء على الاشرار " وهم المسلمون " للاعداد لما يسمى بمعركة مجيدون التي تهيئ للعودة الثانية للمسيح " ، ( انا اقول هذه بدعة تلمودية صهيونية غير صحيحة ) ، ولكن جاءت القناة الالمانية الاولى لتكشف وبالادلة القاطعة انها حرب صليبية حقيقية تهدف الى فرض كلمة الله " اي الدين المسحي الصهيوني " على العالمين العربي والاسلامي ومن ثم العالم بأكمله وذلك عن طريق تنصير الشعب العراقي ثم العالم العربي كله ، ان هؤلاء يحاولون تحويل جميع العراقيين من الاسلام الى المسيحية ومعظم الاعمال التي يقومون بها سرية بتأييد من الحكومة الامريكية ، وقد استضافت القناة الالمانية الاولى احد المبشرين من اتباع مؤسسة صوت الشهيد يدعى تيم وايت وقال ( انه هو وزملاؤه المبشرين الآخرين جاؤوا من الاردن للعراق كسياح واعترف انه كان قد صبغ شعره وارتدى نظارة ولصق شاربا مزيفا للتمويه واكد انهم جلبوا معهم عشرات الآلاف من نسخ الانجيل التي طبعوها في عمان خصيصا باللغة العربية والأناجيل المصورة للاطفال وتم توزيعها مؤكدا ان العراق ستكون هي مقر التحرك للحرب المقدسة ، وقال ان مؤسسة الشهيد " ان الشهيد بالنسبة الى هؤلاء هم المسيحي الذي يسقط في الحروب في جميع انحاء العالم لنشر المسيحية " تستخدم التبرعات والمنح بالملايين وشرائط الفيديو الترويجية كمادة اساسية في هذه الحرب للدعاية لتنصير العراقيين .
دخلت الولايات المتحدة الامريكية مرحلة جديدة في تعاملها مع السعودية ، فبعد ان كانت تدعي ان السعودية هي شريك رئيسي لمصالحها في الشرق الاوسط وانها من اكثر الدول اخلاصا لامريكا بدأت امريكا تاخذ منحى آخر من هذه العلاقة واستفتحت مشروعها الخفي والذي ينص على تقسيم السعودية الى كانتونات والتي ينظر اليها في الدوائر الامريكية على انها مفرخة الارهاب الاسلامي على حد زعمهم ، وقد تم الوصول الى المنطقة التي ستبدأ منها الاضطرابات والتي قد تكون سببا في تدخل او اثارة بلابل لأمن السعودية وهذه المنطقة تقع في اقصى الشمال اليمني واقصى الجنوب السعودي حيث توجد هناك قبائل " دهم الشيعية " والتي قامت امريكا بدعمها بأكثر من مائة مليون دولار امريكي على شكل اسلحة ثقيلة وخفيفة تشمل مضادات للطائرات ومضادات للدبابات ، وقد تكلفت امريكا بتدريبهم من خلال وسطاء استعانت بهم في هذا العمل ، وقد وصل الى هذه المنطقة ايضا بعض المدربين الايرانيين والذين يقومون بترتيب عمل هذه القبيلة " دهم الشيعية " ، وحسب التقارير السرية فان امريكا تريد تحقيق العقوبة ضد السعودية من خلال خطتين مفترضتين :
1 – تقسيم البلد الى كانتونات ، حيث تشير الى خطة مدروسة تسعى الى فصل اجزاء من السعودية حتى لا تبقى فكرة السعودية الموحدة موجودة وافادت الخطة انه بعد الاطاحة بالحكومة العراقية وتنصيب حاكم عسكري امريكي في بغداد ستعمل الادارة الامريكية على فصل المنطقة الشرقية الغنية بالبترول عن باقي السعودية بحيث تكون هذه المنطقة في يد الطائفة الشيعية " دهم الشيعية "
2 – الاحتلال العسكري الكامل ، فهناك خطة اخرى قد سربت من الدوائر العسكرية الامريكية تحث على القيام بثلاثة احداث مهمة جدا تكفي للتدخل بدعوى المحافظة على منابع النفط
أ – سينطلق من الجنوب من خلال عمل كبير منظم تقوم به قبيلة دهم الشيعية " وهي تشتهر بالقسوة "
ب – تحريك بعض المناطق غير السنية في شرق السعودية
ج – القيام بعملية تفجير ضخمة لأحد حقول النفط بحيث تبدأ اضطرابات مصطنعة تستدعي التدخل العسكري " نقلا عن اخبار الوطن العربي بتاريخ 27/2/2003 بعنوان امريكا تجهز قبائل دهم الشيعية للانقضاض على جنوب السعودية استعدادا للتقسيم " .
العراق تحت الاحتلال الايراني " المسلم "
يتساءل الرأي العام العربي :
ماذا تريد ايران من العراق ؟ هل ايران دولة فارسية ام دولة اسلامية ؟ وهل ايران دولة فارسية بغطاء اسلامي ؟ وهل علي بن ابي طالب " رضي الله عنه " فارسي ام عربي ؟ وهل المرجعية الشيعية فارسية ام عربية ؟ ولماذا السيستاني الايراني الاصل يحتكر المرجعية الشيعية العربية في العراق ؟ ولماذا ايران تتدخل في الشؤون الداخلية في العراق ؟ ولماذا ايران مصممة على ان يحكم الشيعة سدة الحكم في العراق " وهم الاقلية " ؟ ولماذا ايران تقوم بارسال المئات من الايرانيين لاستيطانهم في العراق حتى يكونوا الاكثرية في الانتخابات ؟ ولماذا السيستاني يحكم العراق من وراء الستار ؟ وما هي الاتفاقات السرية التي تمت بين السيستاني والامريكان والبريطانيين على عدم اشراك الشيعة في مقاومة الاحتلال ؟ اليهود ينتظرون المسيح الدجال حتى يخلصهم من الظلم حتى يكون الناس عبيدا وخدما لليهود ، والمسيحيون ينتظرون المسيح بن مريم عليه السلام ليخلص العالم من الاضطهاد اليهودي ، اذن ، ماذا ينتظر العرب والمسلمون سوى الاحتلال والاستعمار والدمار وهدم الدين الاسلامي والعرب ؟ هناك اسئلة كثيرة ، نقول ان محمد " صلى الله عليه وسلم " وعلي بن ابي طالب وآل بيته هم عرب سنيون ، ومحمد " ص " هو آخر الانبياء ، وعلي بن ابي طالب يسير على نهج وسنة محمد " ص " وهذه ثوابت لا لبس فيها .
نريد ان نعود للتاريخ " ايران "
1 - حين اسقط كورش الفارسي بابل سمح لليهود بالعودة الى القدس بعد سبعين سنة من توطينهم في العراق اثر نقلهم على يد نبوخذ نصر عام 586 ق.م. من بيت المقدس الى بابل " احتشوريوش وزوجته اليهودية أستير وعمها مردخاي – تعتبر جريمة بحق العرب "
2 – يوم استباح الشاه عباس الصفوي المدن العراقية رافعا شعار " لا سنة بعد اليوم " ثم وزع دفاتر لتسجيل اسماء اهل السنة من سكان بغداد بقصد القضاء عليهم جميعا ، وقام بهدم مزار الامام ابي حنيفة ، وهدم مزار الشيخ عبد القادر الكيلاني .
3 – كانت الدولة الصفوية الشيعية في ايران اكبر دولة مخلصة للحملات الصليبية ضد الامبراطورية العثمانية كما استعانت بهم امريكا في حروب افغانستان ، وبلغ التعاون بين الفريقين هناك حيث تدخلت ايران بحرسها الثوري في مناطق الغرب والوسط الافغاني من اجل تثبيت مناطق الشيعة التابعة لهم وشاركت في مجازر قتل ضد اهل السنة في تلك المناطق وقد حصل قبل شهرين الاتفاق السري بين الحكومة الايرانية والامريكية على تولي الشيعة السلطة في العراق ، وقد اتضح هذا الاتفاق من خلال تكوين لجنة من البلدين لمقابلة احزاب المعارضة العراقية في مؤتمر لندن الماضي الخاص بالقضية العراقية حضرها المندوب الايراني والامريكي .
4 – يقول الخميني في كتابه جهاد النفس : " ان الوحدة الاسلامية تكون من خلال عقيدتهم واصولهم " ، ويقول عن الائمة " ان من ضروريات مذهبنا ان لأمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل "، وينادي بحكومة اسلامية شيعية وعدم التعاون مع السنة ويعتبر معاوية بن ابي سفيان شيطان رجيم ويعتبر عميل التتار المجرم نصير الدين الطوسي فيقول " دخوله الشكلي في الاسلام نصر حقيقي للاسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين " ، وتعاون العلماء مع الخلفاء الراشدين حرام عند الخميني وتعاون الطوسي مع التتار حلال ، وقال عبد الحسين الكاظمي الذي سب عائشة زوجة الرسول ووصفها بالملعونة وشتم ابي بكر الصديق ان قريش حذفت من القرآن كثيرا ، ويقول الميرزا حسن الحائري ومرجعهم الاعلى الخوئي – الافغاني الاصل " ان الركن الثاني من اركان الاسلام هو الايمان بالنبوة والامامة " والصاقهم النبوة بالامامة تضليل " ويقولون بأن الايمان بالائمة المعصومين من اركان الاسلام " من كتاب الصلاة " للشيعة ، ومن كتاب المراجعات لمؤلفه عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، مجلة ايرانية اسمها الهادي شنت هجوم شديد على عثمان بن عفان " رضي اللع عنه " وعلى معاوية " رضي الله عنه ، نتساءل لماذا كل هذا الحقد على الاسلام ؟ هل يريدون ان يحولوا العالم الاسلامي والعربي الى المذهب الشيعي الفارسي ؟ هذا مستحيل فنحن نسير على نهج وسنة محمد آخر الانبياء " صلى الله عليه وسلم " .
5 – اعترض اكثر من عشرة ملايين سني في ايران ممن يطالبون بانسانيتهم على تدريس كتاب اسمه " الحقيقة والتوحيد في الدين " الذي يحتوي تحقيرا لفكر السنة المسلمين وقدحا بصحابة الرسول وتجريحا بأم المؤمنين عائشة " رضي الله عنها " واهانة لاهل السنة وقلب الحقائق التاريخية ، وقد قررت وزارة التربية الايرانية تدريس هذا الكتاب في المدارس وفي الجامعات ، واعترض نواب السنة في البرلمان الايراني على ذلك لانها تخالف السنة النبوية وترسخ العنصرية وخاصة اهمال مناطق اهل السنة وانتشار البطالة ومنعهم من تقلد المناصب الادارية العليا " لماذ كل هذا الحقد على السنة " .
ماذا تفعل ايران بالعراق حاليا
1 – نقلا عن الكفاح الشعبي – بغداد : في اطار استعداداتها الخبيثة وتحسبها من قيام الادارة الامريكية والدول المتحالفة من سحب مفاجئ لقواتها كليا فقد قامت مجموعة الطائفية الصفوية او ما يسمى بالبيت الشيعي بالاتفاق مع النظام الايراني بتهيئة اكثر من 250 – 300 الف عنصر من افراد قوات الحرس الثوري الايراني لادخالهم الى العراق على شكل وجبات وذلك لكي تكون بديلة عن قوات الاحتلال واعدادهم على شكل مجاميع ترتدي القيافة والرتب العسكرية العراقية ويتم باشراف المدعو علي الاديب وهو عضو قيادي في حزب الدعوة رغم انه ايراني الاصل واسمه الحقيقي " علي قمبر " ، وتطالب الجريدة من الشعب العراقي والعشائر العراقية العربية منع تسلل هؤلاء الغزاة الجدد .
2 – هناك معلومات ومصادر اعلامية تقول ان الحرس الثوي الايراني الباسدران قام بتدريب المئات من قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى الايراني بقيادة عبد العزيز الحكيم الايراني وحزب الدعوة بتشكيل فرق الموت الشيعية لقتل العرب والسنة وتقوم بعزل المدن الشيعية عن المدن السنية المحيطة ببغداد وتعزلها مذهبيا ، وهذه الفرق تقوم بقتل وتعذيب الفلسطينيين ، ويشكو السنة العراقيين من عمليات تهجير مبرمجة تقودها المخابرات الايرانية وعلى رأسها ضباط يتحدثون الفارسية ، ومن القتل المنظم والعنف الذي تمارسه الميليشيات الشيعية ضدهم في محافظات الجنوب والوسطى الشمالية ومدنها ، وافادت المعلومات ان مرحلة ما بعد الاحتلال شهدت اغتيال عشرات من وجهاء السنة من شيوخ عشائر وائمة مساجد ومثقفين وتجار واطباء واجتثاث البعث وهذه كلها بصمات الميليشيات التي تدعمها ايران ، واستولت على 40 مسجدا سنيا في محافظات الجنوب وصادرت مبنى الاوقاف السنية في البصرة مع الوثائق كلها ، والدوائر التي ستشرف على الانتخابات هي كلها في ايدي الميليشيات الشيعية الموالية لايران ولا ضمانات تذكر بسلامة ونزاهة الانتخابات خاصة مع استمرار التوتر الامني ، ونسبة سنة الجنوب كبيرة 35% في البصرة – 45% في الزبير – 40% في الفاو – 17% في الناصرية – 10% في النجف وكربلاء ، وهذه الميليشيات تقوم باغتيال السلفيين السنة والشيعة العرب ، وفي هذا الاطار اكد سلام المالكي معاون محافظ البصرة وجود قوى وحركات سياسية دينية وميليشيات ايرانية في الجنوب لديها تطلعات ذات طبيعة انتقامية تستهدف الوحدة الوطنية من خلال استغلال مشروع الفيدرالية للدعوة الى صيغة انفصالية متهما دول اجنبية ودول مجاورة ودول عربية بدعم هذه الاحزاب لمصالحها ، وكان وزير الدفاع حازم الشعلان واللواء حكمت موسى قد اتهم تدخل ايران في شؤون العراق واتهم شخصيات في القائمة الشيعية التي يباركها السيستاني بالعمالة الايرانية ، وهناك مصادر موثوقة تتحدث عن تعاون استخباراتي ايراني كردي ادت الى القاء القبض على صدام حسين ، ويذكر انه كان لطالباني و كوسرت رسول علي دور في تنسيق المعلومات والعمليات الميدانية التي ادت الى انهاء اسطورة صدام حسين ، وذكرت صحيفة صنداي اكسبرس عن ان قوات كردية وايرانية هي التي خدرت صدام حسين ثم سلمته الى الجنود الامريكيين ، ولا شك ان الرغبة الامريكية والاسرائيلية والايرانية من خلال هذا المشروع الفيدرالي المذهبي والاثني تهدف الى اضعاف هوية العراق العربية .
3 – يقول بيسلي كلارك ان الدول العربية تتفق على شيء واحد هو ان ايران خرجت كأكبر الرابحين من الغزو الامريكي للعراق ، وان رجال الدين الشيعة العراقيين حققوا اهدافا سياسية رئيسية حيث سيطروا على عوائد النفط وشكلوا ميليشيات منيعة " فرق موت " تدافع عن مكاسبهم وتطرح قضاياهم وما ان يخفض الامريكيين عدد قواتهم ويغادرون حتى يسيطر الشيعة لتكون دولة فاصلة تعزز سلطة ايران في الخليج " نقول ما يحاك في العراق انما هو مخطط تفكيكي لتحويل العراق والبلدان العربية الى مزارع مذهبية متنافرة استكمالا لاتفاقية سايكس بيكو بتقطيع الاوصال الكيانية والجغرافية للمشرق العربي واستيلاء دويلات مفصلة على حدود التكوينات الاجتماعية الاهلية " العصبيات الفرعية " ، مثال على ذلك تقسيم السودان الى شمال وجنوب وتقسيم العراق الى جنوب وشمال ووسط لأن ما تتوقعه اسرائيل من حرب العراق هو التفكيك والتفتيت " هذا حلم اسرائيل من النيل الى الفرات " ، وحول الدستور العراقي فان مسوادت قانون بريمر كانت قد وضعت من قبل نوح فيلدمان في واشنطن وهو يهودي ارثودوكسي ، والدستور السابع الآن يجري تحت وطأة قانون بريمر وبمشاركة السفير الامريكي زلماي خليل زاد وهو شيعي افغاني ومتزوج من يهودية امريكية وينص على الغاء الجيش العراقي والغاء عروبة العراق وتحويل العراق الى نظام فيدرالي كمدخل لحل المشكلة الكردية ولالغاء الدولة المركزية وتفتيت العراق الى كيانات متعددة ولم يعد سرا ان الاسرائيليين يعدون كردستان محطة لاستخباراتهم فهم ينطلقون الى المنطقة كلها .
4 – ان حقيقة ما جرى في حلبجة حيث يقول الكاتب حمدان حمدان ان معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب العسكرية في الولايات المتحدة الامريكية قد اصدر تقريره مع بداية عام 1990 خلص فيه الى فحص التربة وعوارض الضحايا في منطقة حلبجة يشير الى تورط ايران وليس العراق في مأساة استخدام الغاز ، اما ستيفن بليتر كبير المحللين السياسيين في وكالة الاستخبارات الامريكية ومسؤول قسم العراق اثناء الحرب مع ايران فقد وصف النتائج التي توصل اليها مع فريق عمل ميداني بأن الغالبية العظمى للضحايا في حلبجة انما قتلوا بواسطة سلاح فتاك ينتمي الى فصيلة غاز كلوريد السيانوجين او هيدروجين السيانيد والعراق لا يمتلك هذا النوع من الغاز وانما في حوزة العراق غاز الخردل فقط وليس غيره ، وهكذا يكون الايرانيين هم قتلة الاكراد في حلبجة وليس العراقيين ، اما من ادخل الايرانيين الى حلبجة فكان حصان طروادة الاتحادي الكردي لصاحبه جلال طالباني والذي اكده الكاتب الامريكي المتعاطف مع القضية الكردية جوناثان راندل في كتابه امة في شقاق – " دار النهار البيروتية ص 308 ".
العراق والعروبة والهوية القومية فوق كل اختلاف
باعتبار ان فكرة العروبة تعبر عن حقيقة وجود الامة العربية وهذه الامة قديمة تبلورت في التاريخ وتوحدت وأسست حضارة عظيمة وعريقة امتدت عشرات القرون تحددت فيه حدود الوطن واصبح موطن العرب محددا وواضحا لكنالامة العربية بفعل عوامل الضعف الذاتي والتأثير الخارجي والمصالح الاستعمارية الاجنبية تجزأ كيانها السياسي وتفكك ، ان تجديد الفكر العربي هو السبيل الوحيد لمواجهة دعاة القطرية والطائفية ومحاولات بعض الاقليات التي تدفع باتجاه النزعات القطرية واامواجهة يجب منح الاقتصاد اولوية اساسية في العمل العربي المشترك ، العمل على تحقيق الديموقراطية والشفافية والحرية وممارسته لجنميع الحقوق الانسانية ، تبلغ نسبة العرب فيالعراق الى عدد السكان بحدود 80 – 85% ويرتبط العراق غربا وجنوبا مع اشقائهم في السعودية والكويت وسوريا والاردن وبلدان الخليج العربي بروابط قبلية واسرية عميقة حيث تتداخل القبائل معبعضها البعض في الماطق الحدودية بل وحتى في العمق حيث الارياف والمدن ومع صلة الدم والعرق فان التاريخ والثقافة العربية والاسلامية مثلت اطارا واحدا ومرجعية تكوينبة لابناء العروبة ومع وجود هذه العوامل بفاعلية يفسر لنا تاريخنا صمود العراق بوجه التيارات المعادية للعرب بسببالتنوع العرقي والمذهبي " بتحريض الدول الاجنبية " ، ان ابناء العروبة في العراق هم من السنة والشيعة وهناك محاولة هدفها ابعاد العراق عن امته العربية وتغريبه ورسم دور اقليمي جديد يلائم مصالح امريكا الاستراتيجية في المنطقة اسرائيل والخارطة السياسية الجديدة المعدة لها ، وحسب الاستطلاع والدراسة فان العراقييم يفضلون عراقا مستقلا بدون التدخل في الشؤون الدخلية له من قبل الدول المجاورة والاجنبية وان العرب من الشيعة والسنة يشكلون اكثر من 75% من سكان العراق والطائفتان مندمجتان تشتركان في ثقاةف ومفاهيم وتقاليد واحدة تشكل اساس الونية العراقية ،و الشيعة العراقيين ليسوا فرسا ايرانيين بل هم من العرب الاقحاح واغلبيتهم لا تؤمن بولاية الفقية كما توجد خلافات كثيرة بينهم
1 – على صعيد ما سمي بالانتخابات : الانتخابات التي تمت تحت حماية ورعاية الجيوش المحتلة للعراق وتمت تحت حماية ورعاية الحرس الثوري الايراني في المناطق الشيعية بالتهديد والتخويف حيث تمخضت عن فوز قائمة الائتلاف الشيعي الصفوي الايراني الموحد المدعومة من السيستاني وهو ايراني ولد في مدينة مشهد ودخل العراق عام 1953 ، وللوقوف على بعض التجاذبات السياسية التي سادت اجواء الانتخابات وتشكيل الحكومة لا بد من التوقف عند الملاحظات التالية :
1 – شكلت الانتخابات المهزلة حاجة ملحة لكل من السيستاني وجورج بوش ولكل من الرجلين اهدافه وطموحاته وآمانيه المتوخاة من هذه الانتخابات :
أ – السيستاني الايراني اصر على اجرائها منذ اليوم الاول لاحتلال العراق لايمانه بأن الفرصة قد حانت لكسب المعركة التي انتظرها طويلا ولتأكيد هذه الحقيقة ادخل آلاف الايرانيين الذين يتقنون اللغة العربية وزودهم بالبطاقات التموينية التي يسهل الحصول عليها لأنه كان واثقا بأن هذه البطاقات ستعتمد وثائق انتخابية بدلا من البطاقات الشخصية ، لقد استغل السيستاني وجود القوات الامريكية المحتلة لارض العراق ووجدها فرصة لايصال انصاره الى السلطة بحماية ورعاية اجهزة المخابرات الامريكية والايرانية
ب – اما الرئيس جورج بوش فقد اراد من هذه المهزلة الانتخابية تلميع صورته البشعة امام الرأي العام العالمي والعربي وذلك للحد من الحملة التي تستهدفه وتصفه بالرئيس الكذاب والمخادع في اختراع المبررات لضرب وتفتيت دولة عضو في الامم المتحدة وقتل مئات العراقييين تحت حجج كاذبة " امتلاك اسلحة دمار شامل وتعاون النظام العراقي مع القاعدة وتهديد العراق لجيرانه " وفرض الديموقراطية والاباحية على الشعب العراقي .
2 – اظهرت المحادثات السرية منها والعلنية بين قائمتي الائتلاف والاتحاد وجماعة علاوي مدى الاسفاف الطائفي والاثني الذي انزلقت اليه هذه الاطراف ، حيث لم يطالب اي فريق منهم لا جهرا ولا سرا بضرورة جدولة الانسحاب الامريكي من العراق بل طالبوا في بقاء القوات الامريكية لأن الانتخابات حدثت على اساس غير صحيح ولم يراع التوزيع الديموغرافي لسكان العراق بل اعتمدت على قانون ادارة الدولة المؤقتة الذي وضعه مستشار وزارة العدل الامريكية اليهودي فريدمان قبل سنة من الانتخابات .
3 – موافقة السيستاني على تشكيل حكومة للتحالف الكردستاني وهو :
أ – ان يتسلم جلال الطالباني رئاسة الجمهورية او رئاسة الحكومة حصرا
ب – موافقة السيستاني الذي مثله ابراهيم الجعفري في المشاورات على مبدأ الفيدرالية بعد اقرار الدستور الدائم
ج – موافقة السيستاتي على اعتبار البشمركة تشكيلا عسكريا مستقلا ضمن وحدات الجيش العراقي مع الاحتفاظ ببنية البشمركة العراقية وتخصص ميزانية خاصة لها من وزارة الدفاع العراقية
د – اعتبار اللغة الكردية اللغة الوحيدة في كردستان العراق
هـ - عدم رفع العلم العربي العراقي فوق الدوائر الرسمية في كردستان العراق
ح – اجلاء القبائل العربية من كركوك واعتبارها مدينة تابعة لكردستان العراق
خ – اقامة ملحقيات ثقافية كردية في جميع السفارات العراقية في الخارج
وبهذه الموافقة السيستانية على المطالب الكردية يكون العراق قد اصبح في مهب العاصفة والتقسيمات وفي ظل صمت عربي وموافقة امريكية وايرانية سرية ، السيتاتي وجد في العراق من اجل تقسيم العراق وخلف فتنة بين السنة والشيعة العرب ارضاءا لامريكا واسرائيل ، الى جانب الائتلاف الشيعي الايراني وقوات بدر الشيعية الايرانية ، ان التيارات السياسية الشيعية في العراق التي تهادن على الاحتلال الامريكي أخطأت في تقييم الامور على الساحة العراقية : لا يمكن الدفاع عن الدين او المذهب بصدق اذا لم تدافع عن الوطن بصدق ، فالاحتلال للارض هو احتلال للمذهب والدين ايضا ، ان الذين يراهنون على ديموقراطية العدو الامريكي عليهم ان يبادروا بسلوك الطريق الصحيح والاكثر تأثيرا في طرده عن كل الارض العراقية ، عليهم ان لا يعترضوا كل من يقاوم العدو مهما كانت اتجاهاته الفكرية والدينية بواسطة المقاومة الشعبية المسلحة المقدسة ، ما فحوى الجدل الدائر حول فيلق بدر كرأس حربة ميدانية في قتل السنة ؟ وهل يحقق شيعة ايران حلم فيدرالية الجنوب " الحكيم وحزب الدعوة " ؟ وما حقيقة لجوء الامريكيين الى تخفيض عدد قواتهم بعد الانتخابات ؟ هل ستحل ايران محل القوات الامريكية في حال مغادرتها لانشاء دولة شيعية في العراق ؟ ولماذا يتهم التركمان في كركوك بالغش في الانتخابات ؟ وهناك اسئلة عديدة تطرح ، وعلى صعيد الانتخابات اعلنت مصادر امنية عن مصادرة مئات الآلاف من نماذج بطاقات الانتخابية كانت معدة للاستعمال على متن صهريج قادم من ايران ، وكانت قناة الجزيرة انتقدت المرجعية الشيعية قائلة انها روجت للغزو الامريكي وسوغت له وساندته والآن تضفي عليه طابعا شرعيا بالقول انه لا ينبغي مقاومته ووصفت السيستاني بأنه صفوي ايراني وتقوم قوات بدر ببث الرعب بين المواطنين وتنكل بهم وبزعمائهم وتفرض الحجاب على مسيحيي الجنوب وتقوم بحرق محلات الخمور وقتل السنة وتهدد السنة باعتناق المذهب الشيعي ، لماذا التزمت ايران الصمت والحياد عندما احتل الامريكان العراق ؟ وماذا يعني عندما تقول رايس ان العراق لن يحتاج الى القوات الامريكية ؟ ولماذا صرح خليل زاد بأن الولايات المتحدة ستخرج في اسرع وقت ممكن ولكن بعد تفاهم مع ايران ؟ هل ستسلم امريكا العراق لايران على طبق من فضة ؟
المقاومة العراقية المقدسة " الجهاد في سبيل الله "
يقول الله سبحانه وتعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموتا با احياء عند ربهم يرزقون "
يقول الله سبحانه وتعالى " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم "
ان ظاهرة المقاومة العراقية تعتبر تجربة رائدة وجديرة بأن ينحني الجميع من الشرفاء الوطنيين في العالم العربي والاسلامي اجلالا واحتراما لمبادئها وصمودها وهي تقاتل اشرس امبراطورية للشر في تاريخ العالم ،
المقاومة العراقية هي التي اجبرت الرأي العام الامريكي والبريطاني على المناداة والمطالبة بوجوب الانسحاب من العراق ،
ان المقاومة العراقية هي مقاومة فريدة فهي تقاتل اليوم وحيدة دون اسناد او دعم لا من طرف عربي ولا من طرف دولي وتعتمد على امكاناتها الذاتية وتستمد معنوياتها من الايمان بالله والوطن ،
المقاومة العراقية هي التي رفعت رأس العراق وبات العراقي مرفوع الرأس في كل مكان بعد ان عانى من ذل واحتقار واغتصاب الاحتلال الامريكي ، سيظل الشهداء الابرار من ابناء العراق مشاعل نور على طريق الاجيال العربية الثائرة والمتطلعة الى يوم النصر .
علمت وكاة قدس برس ان فرقة امريكية لتشويه صورة المقاومة العراقية موجودة في العراق وهذه الفرقة اطلق عليها اسم " الفئران القارضة " وتلقت تدريبا خاصا تضمن التعرف الشامل على الجغرافيا السياسية والطبيعة الاجتماعية العراقية ومن بن افراد هذه الفرقة الامريكية من هم من اصول عربية تدربوا على اللهجة العراقية ومن ميليشيات احمد الجلبي ومن ميليشيات قوات بدر الشيعية الايرانية " عبد العزيز الحكيم الايراني " وهذه الفرقة ترتبط مباشرة بالبنتاغون وتتخذ هذه الفرقة قصر السجود الرئاسي في بغداد مقرا لها ، وهذه الفرقة تنفذ عمليات قذرة مثل الاغتيالات وتخريب المنشأت الحكومية واعمال التفجير العشوائية وقتل الشيعة والسنة العرب وخلق الفتنة بين الطوائف والصاق هذه العمليات القذرة بالمقاومة العراقية بهدف التأثير على سمعتها .
نريد ان نقول للامة العربية ما يلي :
1 – نحذر الامة العربية والمسلمين من الحركات الشعوبية والحركات الهدامة التي انتقلت الى بلاد الفرس مثل البابية والبهائية والقديانية الى جانب الماسونية والصهيونية هدفها انكار وجود الله والقضاء على الدين الاسلامي والقضاء على الامة العربية اساس الحضارة العظيمة
2 – نحذر الامة العربية والمسلمين من الارساليات التبشيرية المسيحية التي تغزو الوطن العربي وهدفها تحويل العرب المسلمين والمسلحين الى المسيحية والمسيحية اليهودية
3 – نحذر الامة العربية من وجود الاقليات الغربية في الوطن العربي التي جائت من البلدان الاجنبية والمجاورة مثل الايرانيين اليهود والاكراد والتركمان وغيرهم وهذه الاقليات اصبحت تطالب بحكم ذاتي لها على اراضي عربية فيما بعد " مثل اليهود عندما طردوا من اوروبا والتجأوا للوطن العربي وتسامح وتعاطف معهم العرب وبدأوا يتآمرون ويخططون لانشاء دولة لهم كما الاكراد الذين جاؤوا من ايران وتركيا وزرعتهم في خاصرة العرب وكما التركمان الذي جاؤوا من الاتحاد السوفييتي وزرعتهم العثمانية التركية واصبحوا يطالبون باستقلال ذاتي وقامت الدول الاستعمارية باستغلالهم في الضغط على الامة العربية " لا نريد اقليم باسك في الوطن العربي
4 – نحذر الشعب العراقي من شيعة وسنة عرب ، انتم عرب اقحاح تدينون بدين محمد " صلى الله عليه وسلم " وآل بيته لا تسمحوا بتقسيم العراق ولا تسمحوا لخلق فتنة طائفية ، لا تسمحوا للدول المجاورة بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق من قبل ايران والدول الاستعمارية الاجنبية واسرائيل ، العراق عربي الجذور ، الامام علي عربي الجذور ، موطن ابراهيم الخليل العراق ، حافظوا على العراق ، انتبهوا واستفيقوا يا عراقيين من تقسيم العراق
5 – نريد ان نقول الحقيقة ، يتهمون صدام حسين بأنه ارتكب القتل بحق الشيعة والاكراد والمجازر والمقابر الجماعية وانه ديكتاتور ، نقول ألم يرتكب الطالباني والبارازاني القتل والمجازر والتشريد والتعذيب بحق المسيحيين الكلدو آشوريين وقتل التركمان وقتل العرب والشيعة والاكراد والمقابرالجماعية ؟ ألم يرتكب الفرس الصفويين الايرانيين القتل والمجازر والمقابر الاجماعية والتشريد بحق الشعب العراقي والسنة والعرب والاكراد وقتل الشيعة العرب في منطقة الاهواز العربية واضطهاد السنة الايرانيين ؟ ألم يرتكب احمد الجلبي وعبد العزيز الحكيم وابراهيم الجعفري وبيان جبر صولاغ الايراني مجزرة جسر الائمة بحق الشيعة العرب وقتل المئات منهم " هناك وثائق حول هذه المجزرة البشعة " ؟ ألم يرتكب الائتلاف الشيعي الايراني ووزير الداخلية بيان جبر صولاغ الايراني في سجن الجادرية القتل والتعذيب بحق السنة العرب والذي ثبت بأن ضابط ايراني اسمه ابو أكرم الوندي كان يشرف على هذا السجن وله علاقة بمنظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الايرانية وكشفت لجنة التحقيق بأن الضابط المذكور تمكن من مغادرة العراق بعد ان طلب مثوله امام لجنة التحقيق الخاصة بسجن الجادرية ، هؤلاء ليسوا عرب مسلمين اخرجوا من العراق يريدون ان يستعمروا العراق ويدمروه ويبعدوه عن محيطه العربي ، لن تنجحوا في ذلك ؟ ألم يرتكب الاحتلال الامريكي والاسرائيلي القتل والتدمير والمجازر والمقابر الجماعية بحق الشعب العراقي والفلسطيني ونهب ثروات الوطن العربي ؟ ألم يرتكب اياد علاوي القتل بحق السنة العرب في الفلوجة وغيرها؟
مفهوم الارهاب ومفهوم المقاومة " لا تخلطوا بين الارهاب والمقاومة "
مفهوم الارهاب :
هي كلمة اطلقها الامريكان وهي مخصصة فقط للمصالح الامريكية وما يرتكب ضدها
مفهوم الارهاب من وجهة النظر العربية :
اغتصاب الارض والشعب هو ارهاب – احتلال فلسطين والعراق والجولان هو ارهاب – احتلال قبر محمد " صلى الله عليه وسلم " في السعودية هو ارهاب – احتلال قبر علي بن ابي طالب هو ارهاب – نهب ثروات الوطن العربي هو ارهاب – التدخل في الشؤون الداخلية وتعيين الرؤساء العرب هو ارهاب – نشر الفساد والاباحية والاغتصاب هو ارهاب – تمزيق القرآن وتدنيس المساجد هو ارهاب .
مفهوم المقاومة
هي الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الارض والوطن والشعب والدين والكرامة والشرف – المقاومة هي استرجاع فلسطين والجولان والعراق من ايدي المحتلين – المقاومة هي اخراج القوام الامريكية الجاثمة على قبر محمد " صلى الله عليه وسلم " في السعودية والخليج والوطن العربي – المقاومة هي محاربة الفقر والبطالة ونهب الثروات والتخلف والتبعية والطائفية وتقسيم الوطن العربي .
اخطبوط الارهاب " امريكا "
ان الولايات المتحدة الامريكية تستخدم لصالحها الارهاب في السياسة الخارجية بصورة مباشرة او عن طريق فرض ودعم انظمة عميلة لها في مختلف انحاء العالم ذات طبيعة ارهابية ، وتستخدم هذه الانظمة الاستبدادية ضد الشعب للقمع والارهاب على نطاق واسع في سياستها الداخلية والخارجية وتطبق في الوقت ذاته سياسة الارهاب الدولي الامبريالي على الصعيد الاقليمي والمصائع الاكثر طاعة واجتهادا للولايات المتحدة في تطبيق هذه السياسة هي الاوساط الحاكمة في اسرائيل وجنوب افريقيا سابقا الذين حولوا هاتين الدولتين الى معقلين للتمييز العنصري ومنطلقين للعدوان على الشعوب الافريقية والعربية والدليل ان زعماء الولايات المتحدة الامريكية يزعقون بخصوص خطر الارهاب الدولي ويتجاهلون عمدا الجرائم التي يقترفها ارهابيوا اسرائيل وغيرهم والتي تقترب من الابادة الجماعية ، ان استخدام القوة في العلاقات الدولية واعتماد الارهاب طريقة لبلوغ اهداف السياة الخارجية عن طريق الممارسات الامبريالية القديمة واكبر الدول الامبريالية قامت مرارا وهي تتنافس في الصراع من اجل مناطق النفوذ وموارد الخامات والنفط واسواق التصريف وتسعى الى قمع نضال الشعوب في سبيل التحرر الوطني والاجتماعي في محاولة لاعادة رسم خارطة العالم بالنار والحديد واخضاع شعوب عديدة وقارات بكاملها ودفع البشرية الى نزاعات وتقسيمات محلية وعالمية دموية ، وتستخدم الامبريالية الامريكية دوما في تصريف الامور على الصعيد العالمي وسائل واساليب القوة في السياسة الخارجية ابتداء من شن الحروب الاستعمارية الهمجية وتطبيق دبلوماسية البوادج حتى تدبير الانقلابات الحكومية والاغتيالات وتنصيب الانظمة الديكتاتورية الدموية ، وسعت الرجعية الى تحويل التعسف الذي مارسته الى واحد من اصول الحياة الدولية باستبدال القانون الدولي بقانون الغاب ، ان اعتماد الاكراه والقوة اليوم تشغل اكثر فأكثر مكان الصدارة في السياسة الخارجية للدول الغربية وامريكا بقدر هيمنتها على العالم حيث الاتساع والوقاحة المنقطعة النظير والاستهانة السافرة بأصول القانون الدولي والاخلاقيات الانسانية ، ان بؤرة الارهاب الامريكية المستمرة في انحاء العالم تؤدي الى مواصلة تأجيج التوتر الدولي والى قمع الديموقراطية وانتهاك حقوق الانسان وتهدد السلام والاسلام وامن الشعوب .
سياسة الهراوة الكبيرة " عالم على الطراز الامريكي "
لقد اسهمت الولايات المتحدة الامريكية بقسط كبير في غرس الممارسات الارهابية في العلاقات الدولية ، ان ترسانة السياسة الخارجية لهذه الدولة الامبريالية الكبرى تضم مختلف اشكال الارهاب الرسمي من الشانتاج والتخويف ومحاولات خنق الانظمة التقدمية بالعقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي حتى تدبير المؤامرات او الحملات العسكرية التنكيلية ضدها وتنظيم الانقلابات الحكومية واغتيال الساسة والشخصيات الاجتماعية ، ان جذور سياسة القوة والارهاب الامريكية الحالية تمتد عميقا في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ، ففي عام 1859 قال عضو الشيوخ غ.لوج وهو يستعرض حصيلة السياسة الامريكية التوسعية " ان بلاده سجلت رقما عالميا للقرن التاسع عشر في الغزو والاستعمار والتوسع ، وازدادت كثيرا قائمة البلدان والشعوب التي وقعت ضحية العنف الامريكي " ، ونعيد الى الاذهان الغارة الدموية التي خلقها العسكريين الامريكان خلال السنوات الاخيرة في كوريا والهند الصينية ، والانقلابات الحكومية في ايران والكونغو والبرازيل وتشيلي ، والعدوان على كوبا وغواتيمالا ولبنان والعراق والدومينيكان وبنما ، ولقد لجأ العسكريين الامريكان مرارا الى الارهاب الجماعي ضد السكان المدنيين والى البطش والفتك بالمشاركين في الحركات الثورية والتقدمية والتحررية ، ان سياسة الهراوة الكبيرة التي تتسلح بها امريكا في علاقاتها مع العالم واستخدام الارهاب الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية كان كالتالي :
أ – اعتبارا من عام 1945 قامت الولايات المتحدة الامريكية في شن العمليات الحربية في حوض البحر الابيض المتوسط وفي الشرق الاوسط وافريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية ، واثر انتهاء الحرب العالمية الثانية ارتدت الامبريالية الامريكية بزة الدركي العالمي وشرعت بأداء وظائفه ،
اليكم بعض مراحل سياسة التدخل والعدوان الامريكي :
1 – من عام 1945 – 1949 التدخل الامريكي في الصين لمنع انتصار الثورة الشعبية وابقاء التواجد الامريكي في هذا البلد وشارك فيها 113 الف عسكري امريكي و 600 طائرة و اكثر من 150 سفينة
2 – من عام 1946 – 1949 شارك مجموعة من مشاة البحرية الامريكية والبريطانية بدعم من القوات البحرية وسلاح الجو في قمع الثورة الديموقراطية في اليونان وساعدت على بعث النظام الملكي في البلاد
3 – في عام 1947 اخمدت الولايات المتحدة الامريكية الانتفاضة الشعبية في البراغواي
4 – في عام 1948 دبرت التدخل في كوستاريكا
5 – من عام 1950 بطشت بوحشية بالنضال التحرري لشعب بورتريكو
6 – من عام 1948 – 1953 قدمت مجموعة من القوات المسلحة الامريكية وتعدادها 90 الف لدعم حكومة الفلبين الرجعية في اخماد حركة الثوار في هذا البلد
7 – من عام 1950 – 1953 العدوان الامريكي على كوريا شارك في العمليات الحربية حوالي 350 الف عسكري و 1000 دبابة و 1600 طائرة واكثر من 300 سفينة وتميزت عمليات القوات الامريكية بالوحشية وطبقت تكتيك الارض المحروقة واستخدمت النابالم والسلاح الجرثومي والكيمائي على نطاق واسع
8 – في عام 1953 اعيد الشاه الى عرش ايران نتيجة انقلاب حكومي دبرته وكالة المخابرات المركزية وبعد ايران جاء دور غواتيمالا وتايلند وبنما والكونغو والدومينيكان وبلدان اخرى
اسقطت الامبريالية الامريكية على أيدي عملاء وكالة المخابرات المركزية او مرتزقتها الحكومات الشرعية ، وصفت الزعماء الذين لا يروقون لها بالارهابيين ونصبت الانظمة الارهابية الدكتاتورية ، وفي المراحل المبكرة من التاريخ الامريكي استخدمت نظرية التجربة الامريكية الشاملة والتفرد الامريكي على نطاق واسع للتغطية على المطامع التوسعية الملموسة تماما لدى الولايات المتحدة الامريكية من اجل تبرير الحروب غيرالمعلنة ضد السكان الاصليين في امريكا الشمالية ، ففي عام 1897 اعلن عضو مجلس الشيوخ أ. بيفيريج ان " القانون الامريكي والحضارة الامريكية والعلم الامريكي ترسخت بمتانة على الشواطئ التي لا تزال غارقة في الحروب الدموية وفي ظلمات الجهالة لكنها ستتحول بمشيئة العناية الالهية الى شواطئ رائعة ومنارة " ، ومن عام 1946 الى عام 1975 استخدمت الولايات المتحدة الامريكية القوة الامريكية وهددت باستخدامها 215 مرة لبلوغ اهدافها في السياسة الخارجية اي انها استخدمتها بمعدل مرة كل شهر ونصف ، "معهد بروكبيغس الامريكي هو من اجرى هذه الحسابات التقريبية " ، استخدمت واشنطن السلاح النووي عام 1973 اثناء الحرب العربية – الاسرائيلية ، ثم التخطيط للحرب الذرية ضد الاتحاد السوفييتي ، ومنذ حوالي 20 عاما تصور وسائل الاعلام في الغرب شعوب العالم الثالث ومنها الشعوب العربية على انها ارهابية من خلال الكتب والافلام والجرائد يقومون باختطاف الطائرات وتفجير القنابل واختطاف السياسيين واغتيالهم ، ان العرب تعتبرهم البلدان الغربية مذنبين في العنف الذي اجتاح الكرة الارضية وكان علماء الاجتماع والفلاسفة والروائيين الغربيين قد نعتوا العرب بأبشع النعوت وبعد الحرب العالمية الثانية صار العرب ينعتون بالارهابيين .
ان النعرة المعادية للعرب التي اثارتها وسائل الاعلام الغربية بايحاء من الاوساط الحاكمة في الدول الامبريالية انما تخدم اغراضا محددة هي تبرير سياسة الغزو التوسعية التي تطبقها ضد البلدان العربية وتبرير الاعمال العدوانية والغارات الارهابية التي يقوم بها العسكريين الامريكان ضد البلدان العربية وأهم حليفة استراتيجية للغرب هي اسرائيل.
اسرائيل هي عصبة الارهابيين في الشرق الاوسط والعالم
تقع في الشرق الاوسط بؤرة اخرى للارهاب السافر المتجسد في سياسة الدولة هي اسرائيل ، ان سبب التوتر في هذه المنطقة هو سياسة الاوساط الحاكمة الاسرائيلية العدوانية ضد العرب ، وقد اقترن قيام اسرائيل بأعمال دموية قامت بها المنظمات الارهابية الصهيونية التي تشارك فيها جماعة ارغون الارهابية التي يتزعمها الارهابي مناحيم بيغن منها تفجير فندق الملك داوود في القدس مما اسفر عن مقتل 100 شخص ، وبعد ذلك مذبحة دير ياسين حيث قتل 352 فلسطينيا اغلبهم من الشيوخ والنساء والاطفال ، ومذبحة كفر قاسم ومذبحة قانا وغيرهم ، وفي عام 1948 اطلقت جماعة من الارهابيين الاسرائيليين النار على وسيط الامم المتحدة في فلسطين الكونت السويدي برنادوت ومرافقه المقدم الفرنسي ، كما اغتالوا مؤخرا الرئيس ياسر عرفات بالسم والاشعة ، ان طرد العرب الفلسطينيين بالقوة وتأسيس المستوطنات الاسرائيلية في الراضي المحتلة هي السياسة الثابتة لحكام تل ابيب الصهاينة الذين طبقوا الشعار العنصري " ارض بلا شعب لشعب بلا ارض " وبغية تعليل وتبرير سياسة الابادة الجماعية اضطر الصهاينة الى اطلاق لغة الارهابيين على جميع الفلسطينيين ، كما وصفوا منظمة التحرير الفلسطينية بأنها منظمة ارهابية وان عملاء المخابرات الاسرائيلية " الموساد " يتصيدون الفلسطينيين في الاقطار العربية وفي افريقيا واوروبا مثلما حصل عام 1973 في بيروت عندما تم الانزال الليلي وتم اغتيال قياديين في منظمة التحرير الفلسطينية ، وكما دبرت وحدات خاصة من الموساد هجوما على مطار عنتيبي في اوغندة واعمال تخريبية اخرى .
مبدأ الكونية الجديدة السيئة الصيت
هدفها توسيع حدود الحرية والديموقراطية ، اما في الواقع فهم يسلحون المرتزقة في محاولة فاشلة لاعاقة سير التاريخ بواسطة الارهاب الرسمي ، ان مثل هذه السياسة تزيد من التوتر الدولي وتعيق التسوية السياسية للمشاكل الحادة .
ان مذهب الكونية الجديدة يدعو صراحة الى ضرورة دعم القوى المناهضة للحكومات في البلدان التي لا ُترضي التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها الاوساط الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية وتطلق الدعاية البرجوازية لأجل التمويه ، لغة الديموقراطية على القوى المعادية لتلك الحكومات ، في عام 1985 طرحت الادارة الامريكية نظرية دعم اي دولة واي كتلة او منظمة ارهابية تناضل ضد الشيوعية او متمردين ضد حكوماتهم من التي لا تروق للبيت الابيض المشؤوم " البيت الاسود " .
كتب الصحفي البريطاني باتريك سيل مقالا تساءل في عنوانه " هل مات النظام العربي ؟ " وكان محقا في سؤاله والذي اصبحنا نطرحه يوما بعد يوم ولا نريد ان نصدق انه مات فعلا ، لكن الاخبار التي نقرأها في صحف الصباح لا تكف عن نعيه اينا ... وأسفاه .
قال الكاتب الالماني ارنست جاخ حول الاهمية الاستراتيجية لموقع المنطقة العربية " ان الحرب تأتي من الشرق والحرب ستندلع بسبب الشرق وتحسم في الشرق " .
قال القائد الروماني بعد ان انتصر على العبيد وقائدهم سبارتاكوس " لا يهمني القضاء على سبارتاكوس وانما على فكرة سبارتاكوس وتبقى العروبة عصية على الغزاة فكلنا سبارتاكوس " .
قال الجنرال الامريكي بروس بالمر " ان منطقة الشرق الاوسط من اكثر المناطق الاستراتيجية في العالم ليس بسبب الكميات من النفط التي فيها وخصوصا في حوض الخليج العربي بل ايضا بفضل موقعها الجغرافي ، فالطرق الجوية والبحرية العالمية تقطع المنطقة التي تشكل جسرا اراضيا بين كتلة اراضي اوراسيا والقارة الافريقية " .
قال محمد حسنين هيكل " ان حرب الخليج الثانية ادت في واقع الامر الى نزول امريكا عمليا الى مواقع انتاج البترول هناك واصبح من الصعب على الدول العربية نفسها الوصول الى منابع النفط بعد ان اصبحت المنطقة العربية تحت حماية القيادة المركزية للقوات المسلحة الامريكية بعد ان كان هذا التواجد مقتصرا على 6000 آلاف رجل امن تابعين لشركة حراسة خاصة في السعودية لحراسة منابع النفط فيها " وهو يعني عدم تمكن العرب من الآن فصاعدا من الوصول الى بترولهم مطلقا .
قال غروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفييتي وقالها لرئيس عربي " ان كل دولار تدفعه امريكا اكثر لبرميل النفط يعني تقليصا في ميزانيتها العسكرية وفي معونتها بالدرجة الاولى لاسرائيل كما يترجم بمزيد من الاحتلال في ميزان اسرائيل التجاري ومجهوداتها لبناء مزيد من المستوطنات في الاراض المحتلة وتطوير صناعتها وخاصة العسكرية " .
قال كيسينجر " ان النفط هو السلاح الذي غير العالم بلا رجعة " .
قال احمد اليماني وزير النفط السعودي " ان سلاح البترول إن لم يستخدم بحنكة وبراعة يفقد اهميته وفاعليته وإن لم يستخدم ذلك السلاح في موضعه الحقيقي نصبح كشخص يطلق رصاصة في الهواء فبدلا من ان تصيب عدوه يسمح له بأن يعد نفسه للمواجهة – نقول ليس من المهم ان نمتلك النفط بل المهم ان نحسن استخدامه لصالحنا " .
قال الرئيس صدام حسين " حذر صدام حسين من اطماع ايران اتجاه العراق ويؤكد ان طهران تنظر بعين الاعتبار لعراق جديد تجري تهيئته وانتخابه ولا يفوتها تقسيم الكعكة " .
قال كوليدج رئيس الولايات المتحدة الامريكية عام 1924 عند افتتاح اللجنة الفيدرالية للنفط " ان تفوق الامم يمكن ان يقرر بواسطة احتلال النفط ومنتجاته " .
ما معنى ان يبادر احد كبار المؤرخين اللبنانيين المسيحيين في الربع الاخير من القرن العشرين وهو د. كمال الصليبي استاذ التاريخ في الجامعة الامريكية في بيروت وخريج امريكا باصدار كتاب بعنوان " التوراة جاءت من جزيرة العرب " ليؤكد من خلاله اهمية هذه المنطقة ومدى ارتباط الاحتلال الصهيوني بها والتي قامت على اساس توراتي ، كما يمثل بحد ذاته دعوة ضمنية لاسرائيل للمطالبة بالجزيرة العربية وكأنه يخاطبها قائلا " وجودك يا اسرائيل مرهون بالسيطرة على جزيرة العرب وخصوصا النفط وهذا من حقك توراتيا " .
اقول :
نحن نريد ان نقول الحقيقة للامة العربية العظيمة والعريقة ، فالحقيقة لا تتجزأ وهي وطنية دائما ، وما يهمنا هو الحفاظ على الامن القومي العربي ، تقوم الدول الكبرى وبعض الدول الاسلامية على تهميش النظام العربي القومي والعربي واحتلال الارض العربية ونهب الثروات العربية بما فيها سرقة النفط العراقي ، فالنظام الاسلامي ينص على عدم جواز احتلال دولة اسلامية لاراضي اسلامية ، نحن نحترم ايران ولكن لا نريد من ايران ان تتبع اسلوب الحركة اليهودية الصهيونية في احتلال الارض ، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عن طريق الاقليات الشيعية في الدول العربية ، او عن طريق تصدير افكار مذهبية لا تمت بصلة للسلام ، او ارسال المئات من الايرانيين لتوطينهم في العراق والدول العربية ، نحن لا نريد استعمار جديد للمنطقة العربية وخصوصا العراق ، ألا يكفينا الاستعمار البريطاني الذي دمر الوطن العربي ، والاستعمار الامريكي الذي اغتصب الارض والشعب والنفط في العراق والوطن العربي ، والاستعمار الصهيوني الذي اغتصب فلسطين والارض العربية ويسرق المياه العربية ويسرق النفط العربي ويسرق الآثار العراقية ، ويقتل الشعب العراقي ويدمر العراق عن طريق الخونة والعملاء ، لقد نشر الاباحية الجنسية والفساد ونشر الفقر والامراض في انحاء العالم ، وهذا قمة الارهاب اليهودي الصهيوني ، لقد نشر الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة بدءا بعبد الله بن سبأ وانتهاءا بالحركة الصهيونية والحركات الشعوبية وتزييف الدين والمذاهب وكتاب الله " القرآن الكريم " وتحريفه عن طريق الصهيونية والحركات الشعوبية الهدامة ، ونشر الحركات الشعوبية الهدامة في الوطن العربي هدفها القضاء على الدين الاسلامي والامة العربية ، والقضاء على الحضارة العربية الاسلامية ، ماذا تريد ايران من العراق ؟ نحن لا نريد من ايران ان تستغل وجود الاقلية الشيعية العربية في العراق وفي الدول العربية مثل قبائل دهم الشيعية في السعودية بتدريبهم وتقديم المال والسلاح لهم ليكونوا سيفا مسلطا على رؤوس العرب السنة ، وكما فعلت ايران وتركيا بتدريب الاكراد ودعمهم بالمال والسلاح ليكونوا ورقة الضغط على العراق والامة العربية ، وارسال المئات من رجال الدين الايرانيين وزرعهم في العراق ليكونوا مشرفين على تقسيم وتدمير العراق وخلق فتنة بين الشيعة والسنة العرب كما تفعل اسرائيل وامريكا في العراق من تقسيم وقتل ، نحن لا نريد احتلال جديد للعراق وتقسيم للمنطقة ، نريد ان نقول للشيعة والسنة العرب انتم عرب مسلمون تدينون بدين محمد " صلى الله عليه وسلم وآل بيته " ، لا تسمحوا للغرباء الدخلاء بالسيطرة عليكم وخلق الفتنة بينكم ، لا تسمحوا بتقسيم العراق ، كونوا موحدين يدا واحدة في بناء العراق لأن الله سبحانه وتعالى لن يرحم العملاء والجواسيس ومن يخالف الله ودينه سيؤول للدمار ، يقول ابراهيم اليازجي " تنبهوا واستفيقوا ايها العرب " .
نقول ان التحالف الشيعي مع الاكراد هدفه رسم خارطة شيعية جنوب العراق لتقسيمه ، نريد ان نقول للشيعة والسنة العرب : كيف تسمحون للاحتلال الاسرائيلي والامريكي بأن يحتل قبر علي بن ابي طالب وتحتل ارضه وتدنسه ، كما يحتل قبر محمد " صلى الله عليه وسلم " ويدنس في السعودية ، استفيقوا ايها العراقيون .
المصادر والمراجع
1. صادق علي السوداني – النشاط الصهيوني في العراق " 1914 – 1952 "
2. يوسف رزق الله غنيمة – نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق " 1924 "
3. موسى بن نصير – شذوذ ومآسي الطائفة اليهودية " 1352هـ "
4. عالية احمد سوسة – حول النشاط الصهيوني في العراق " في الثلاثينات "
5. جريدة صدى بابل في عددها الصادر في 11 جمادي الاول 1910 عن مكتبة الاليانس الاسرائيلية في بغداد
6. احمد سوسة – ملامح من التاريخ اليهود العراقيون القديم
7. جورج طعمة – النفط والعلاقات الدولية
8. د. ناظم محمد نوري الشمري و د. محمد احمد الدوري – الهيمنة الامريكية على نفط الخليج العربي
9. علي نعمة – خطوط المواجهة في الاستراتيجية القومية
10. الكسي فاسيليف – بترول الخليج والقضية العربية
11. كمال العزة – فوق آبار النفط حرب ثالثة من اجل اسرائيل
12. محمد عجلات – البترول والعرب
13. د. يعقوب سليمان – النفط العربي والنظام الاقتصادي الدولي
14. د. خليل احمد خليل – منظمة اوبيك تاريخها وحاضرها
15. د. صالح زهير الدين – مشروع اسرائيل الكبرى بين الدموقراطية والنفط والمياه
16. د. حافط برجاس – الصراع الدولي على النفط العربي
17. اللواء محمد سميح السيد – الجانب الخفي من تاريخ البترول
18. الكاتب اوكونور الصادر في موسكو 1958 – امبرطورية النفط
19. زين العابدين محمد ابراهيم – قصة البترول
20. مهدي صالح مجيد – ما هو النفط
21. فاضل البراك – المدارس اليهودية والمدارس الايرانية في العراق – دراسة مقارنة
22. خلدون معروف – الاقلية اليهودية في العراق – بغداد " 1921-1952 "
23. حاييم كوهين – النشاط الصهيوني في العراق – بغداد - ترجمة " 1917 "
24. صحيفة الاخبار البغدادية –" 18/11/1951 "
25. شموئيل سيجف – المثلث الايراني والعلاقات السرية الاسرائيلية الايرانية الامريكية – ترجمة غازي السعدي – دار الجليل للنشر – عمان " 1983 "
26. عبد الله سلوم السامرائي – الشعوبية حركة مضادة للاسلام والامة العربية
27. احمد امين – فجر الاسلام – بيروت " 1969 "
28. د. عبد العزيز الدوري – الجذور التاريخية للشعوبية – بيروت " 1980 "
29. ابو حامد الغزالي – فضائح الباطنية – بغداد
30. عبد الرزاق الحسني – البابيون والبهائيون ماضيهم وحاضرهم
31. اسماعيل رائين – الماسونية في ايران – بغداد
32. نذير قنصة – عاصفة على الشرق الاوسط " 1981 "
33. كتاب ابن حزم – الفصل في الملل والنحل – من صفحة 2-91
34. المقزيزي – الخطط – من صفحة 1-362
35. د. فيصل السامر – اليهود العراقيون – لمحات تاريخية " 1977 بغداد "
36. المحامي زياد النجداوي – الحرب العراقية الايرانية من الذي اشعلها
37. الكاتب نادر نصار – العراق ارااض امريكية اوروبية اغتصبها صدام حسين – مقالة
اعداد : د. حنان اخميس
الدائرة السياسية – عمان
يقول ماوتسي تونغ :
ان الوحدة حتى النهاية لا يمكن ان تتحقق الا بواسطة المقاومة حتى النهاية – كما ان المقاومة حتى النهاية لا يمكن ان تتحقق الا بالوحدة حتى النهاية – وان الجيش – والشعب يشكلان اساس النصر .
يقول ماوتسي تونغ :
ان العامل الحاسم في الحرب هو الانسان لا المادة – وان السلاح يقرر كل شيء – ومبدأ الحرب الاساسي هو المحافظة على النفس وافناء العدو .
يقول الفيلسوف الصيني الحربي " سون تسو " :
اذا عرفت عدوك – وعرفت نفسك فلن تخشى نتيجة مائة معركة .
يقول حبران خليل جبران :
ليست حقيقة الانسان بما يظهره لك بل بما لا يستطيع ان يظهره – لذلك اذا اردت ان تعرفه فلا تصغ الى ما يقوله بل الى ما لا يقوله .
يقول الجنرال بيريه :
ان الحقيقة وطنية دائما
يقول جبران خليل :
ان الحقيقة لا تتجزأ .
يتكون البترول
يعتبر البترول سلعة شديدة الحساسية لارتباطها بالسياسة والاقتصاد اللذين يتغيران ويتقلبان بسرعة تدير الرؤوس – يتكون البترول من خليط من آلاف المركبات الكيميائية التي تعرف باسم الكربونات المهدرجة ، وهي مركبات تتشكل من اتحاد ذرات الكربون مع ذرات الهيدروجين بنسب متفاوتة ، ورغم ان هذه المركبات تشترك في احتوائها على الكربون والهيدروجين فقط ، فان كل تركيبة مختلفة من حيث نسبة وعدد ذرات الكربون - والهيدروجين ينشأ عن مادة ذات خصائص تميزها عن شقيقاتها وبينما تتفق هذه المواد جميعا في قابليتها للاشعال مما يجعل منها وقودا مناسبا ، فانها تختلف في اللون – واللزوجة – والحالة المادية فبعضها يكون غازا – وبعضها يكون سائلا – والبعض يكون صلبا – او شبه صلب ، وينشأ عن اختلاط الآلاف من هذه المركبات المختلفة وتمازجها مع بعضها البعض سائل اسود اللون – يميل للاخضرار لزج القوام ومتجانس ذو رائحة نفاذة ولكنها مقبولة اسمه البترول وهو اهم واخطر المواد الخام في العالم وتعتمد عليه المدنية الحديثة كوقود اساسي يوفر ارخص وانسب مصدر للطاقة اللازمة لمختلف صور النشاط الانساني في مجالات الزراعة والصناعة والنقل والدفاع .
كيف نشأ البترول
نشأ البترول نتيجة عملية تحلل بطئ لمواد عضوية من بقايا نباتية – وحيوانية تحت سطح الارض – ان مساحات واسعة من سطح بدأت منذ ملايين السنين في الهبوط التدريجي نتيجة لانهيار الطبقات الارضية تحتها – وهذه المساحات من سطح الارض المنخفضة شكلت ما يشبه حوضا هائلا تعرض للغمر والطمر الجزئي او الكلي برواسب المستنقعات – والبحيرات – والخلجان المائية كنتيجة لسقوط الامطار او غزو مياه البحر للمناطق المنخفضة – ونتيجة لتوالد الطحالب – والكائنات المجهرية الدقيقة في الماء وتعرضها للطمر تحت الرواسب المتراكمة عند القاع تكونت طبقة من الطين تحتوي على البقايا العضوية للنباتات والحيوانية الميتة – هذا الطين العضوي المخمر او الحمأ بما يحويه من البقايا العضوية استمر في الترسب آلاف السنين طبقات فوق طبقات في معزل عن الهواء – واستمرت الارض في الهبوط البطئ الى ان طمر الحوض بكامله تحت الرواسب المختلفة من فتات الصخور والرمال والطين وعندما غار الحوض بما يحويه من الحمأ الى عمق بين 2500 متر الى 3500 متر تحت سطح الارض – ونتيجة للحرارة التي تزيد على 65 درجة مئوية – عند تلك الاعماق بدأ تحول المواد العضوية في الحمأ الى مواد كيميائية تقتصر على عنصري الكربون والهيدروجين بقيت تحت سطح الارض منذ آلاف السنين تحت الضغط – الحرارة العالية حتى تحولت بالكامل الى كربونات مهدرجة وبقيت في شكل سائل البترول حبيسة تحت الارض – اما العناصر الكيميائية الاخرى فتحولت الى املاح وغازات .
تاريخ البترول
اكتشف الانسان البترول منذ آلاف السنين – وتعتبر منطقة الشرق الاوسط اقدم الاماكن التي عرفت البترول على الاطلاق – ويظهر اقدم تسجيل لاستخدام البترول في التماثيل السومرية المحفوظة بالمتحف الوطني بدمشق وتعود هذه التماثيل الى 32 قرنا مضت فقد استخدم الزفت في تثبيت عيون التماثيل في محاجرها ، كما استخدم قطعة من الزفت ليمثل سواد العين على البياض المصنوع من صدف البحر – كما استخدم الزفت ليثبت شعر الرأس واللحية في رؤوس التماثيل – وتشير الدلائل والحفريات الى ان السومريون القدماء عرفوا ما لا يقل عن ستة انواع من المركبات البترولية – كما كما بنى الكلدانيون القدماء معابدهم وقصورهم شمال العراق باستخدام الطوب المحروق وخلطه مع الزفت – ولقد بنى البابليون برج بابل من الطين والزفت – وقد ذكر وادي السديم وكيف كانت تنتشر فيه آبار الزفت وفي منطقة بابا جرجر بالقرب من كركوك العراقية تشتعل الغازات البترولية المتسربة من تحت الارض منذ آلاف السنين – هذه الغازات المشتعلة على مدار السنين دون ان يغذيها وقود او تترك رمادا – والتي لم تفلح المياه في اطفائها ، كانت هي التي ادت الى انتشار المجوسية " العقيدة الزرادشتيه " وظاهرة تقديس النار وعبادتها في القرن السابع قبل الميلاد ، كذلك استخدم القوقاز الاقدمون الاتربة المشبعة بالنفط من مناطق رشح البترول وقودا للطهي ، واكتشف الصينيون القدماء البترول والغاز اثناء حفرهم الارض للحصول على الملح واستخدموها كوقود ، كما عرفت فلسطين قبل ميلاد المسيح عليه السلام بثلاثة قرون نوعا من الزفت المستخرج من البحر الميت – وكان المصريون القدماء يستخدمون هذا الزفت في الطب وتحنيط الموتى من شخصيات الطبقات الادنى – واستخدم الزفت في عزل التوابيت الحجرية ومتع تسرب الرطوبة اليها ، كما استخدم القدماء الزفت في اعمال السحر والطقوس الدينية – كما استخدم القدماء الزفت في الاغراض المختلفة منذ الألفية الاربعة في صناعة بعض الادوات اليديوية البسيطة – وفي تبطين وعزل الانابيب وخزانات المياه وطلاء السفن والسحر فعبدوها وقدموا لها القرابين – واتخذ الرومان البترول كوقود للمشاعل – وفي الافران وانتشر العلاج بمركبات البترول في القرون الوسطى لمداواة الامراض الجلدية كما استخدمها البيزنطيون بنجاح في معاركهم البحرية ضد العرب والمسلمين وضد الروس – ففي عام 650 ميلادية وصل الى القسطنطينية مهندس يوناني اسمه كاللنيكوس حاملا معه سر النار الاغريقية ولم يكن ذلك السر سوى نوع من المضخات التي تضخ سائلا سريع الاشتعال يصعب اطفاءه بالمياه – وهذا السائل سوى بعض مشتقات البترول – استخدمت في احراق سفن اعدائهم وهي في وسط البحر ثم بدأ استخدام البترول في اضاءة المنازل والشوارع عقب ابتكار مصابيح الغاز – فدخلت صناعة استخلاص وتقطير النفط مرحلة الرواج والانتشار مع بداية القرن التاسع عشر في اوروبا – وتعرضت الصناعة الوليدة لأزمة خطيرة عقب ابتكار المصابيح الكهربائية على يد " اديسون " الامريكي وانتشارها عام 1881 – وتم بعدها ابتكار آلات الاحتراق الداخلي على يد الالماني " جوتليب " وانتشار صناعة المحركات التي تعمل بالبترول – واستمر رواج استخدام البترول كوقود الى الستينات من القرن العشرين بفضل التطور الصناعي الهائل والحاجة المتزايدة للطاقة – ثم ظهرت الصناعة البتروكيميائية التي تعتمد على البترول كخامة اساسية ثم تحويلها الى آلاف من المنتجات المهمة مثل المطاط والمنظفات الصناعية والادوات البلاستيكية ومواد التعبئة والتغليف والالياف الصناعية والاصباغ والمواد اللاصقة والاسمدة – وقد لجأ القدماء الى وسائل بدائية لاستخلاص البترول – وكان القار يرشح على سطح الارض في بعض المناطق ويسيل من شقوق الصخور في مناطق اخرى وفي بعض المناطق كانت الرمال المشبعة بالقار تصفى لاستخلاص البترول منها وفي المناطق الصخرية التي يسيل من شقوقها البترول كان السائل يجمع في اوعية من الفخار او قرب من الجليد – اما اشهر المواقع في هذه المنطقة فهي – النيران الخالدة في حيط – وبابا جرجر في كركوك بالعراق وفي مسجد سليمان – ونفط شاه – ونفط خانه في ايران وهي مواقع يتسرب منها الغاز البترولي من مكامنه تحت سطح الارض ليغذي النيران المشتعلة منذ آلاف السنين .
ما معنى كلمة بترول
يعود اسم كلمة بترول الى الاصل اللاتيني لكلمتي بترا ومعناها صخر وأوليوم ومعناها زيت – فكان الاسم بتروليوم معناها زيت الصخر – وقد عرف العرب البترول بمسميات عديدة منها القار والنفط والزيت والزفت .
ماذا يقصد بالاحتياطي البترولي المؤكد للدولة
الاحتياطي الموكد البترولي – هو مجموعة كميات البترول التي تم التحقق من وجودها تحت اراضي الدولة وتحت مياهها الاقليمية ولكنها لم تنتج بعد وهي كميات يتم حسابها دوريا حيث انها تتناقص بالانتاج المستمر للخام البترولي او تزيد في حالة اكتشاف حقول بترولية جديدة – وتمتلك السعودية اكبر مخزون بترولي في العالم ويبلغ بليون برميل وهو مخزون يكفي لأن تنتج السعودية حوالي ثمانية ملايين برميل يوميا لمدة تسعين عاما قادمة – ويليها العراق – الكويت – ايران – ابوظبي – فنزويلا – روسيا – المكسيك – ليبيا – الصين – امريكا .
تم حفر اول بئر بترول في العصر الحديث – في امريكا
اهتم " جورج باسيل " وهو مدرس امريكي بتجارة البترول فكلف الكولونيل ادوارد لورنس دريك بحفر اول بئر بترول عن منطقة رشح فيها البترول على السطح في بلدة تسمى تيتوسفيل بولاية بنسلفانيا الامريكية واستمر في عمله الى ان تدفق البترول لأول مرة في 23 اغسطس عام 1859 بمعدل 25 برميلا في اليوم – فان بئر دريك اعتبرت فتحا جديدا في صناعة البترول – ثم عرفت الانابيب لنقل البترول عام 1861 – فقد استعمل الصينيون نوعا من الخيزران المجوف انابيب للماء قبل اكثر من سبعة آلاف عام – كما استعمل الاغريق والرومان الصخور المجوفة كأنابيب للماء واستعملوا انابيب الصلصال – وقد استخدمت بريطانيا في القرون الوسطى جذوع الاشجار المجوفة كأنابيب للماء .
تقع الاحواض الرواسبية الرئيسية التي تحتوي على النفط في خمس جهات من العالم وهي
1. شمال امريكا وكندا – وتم حفر اول بئر عام 1859 من قبل الكولونيل دريك لعمق 69 ونصف قدما من ولاية بنسلفانيا
2. منطقة الكاريبي – فنزويلا – والمكسيك والهند الغربية .
3. الشرق الاوسط – تشمل ايران – والعراق – السعودية – الكويت – البحرين حيث تحتوي اراضيها الصحراوية الحارة على كميات هائلة من النفط وبأن هذا الحوض الرسوبي يحتوي على اكثر من ثلثي النفط في العالم .
4. شمال وسط اوروبا – تشمل بريطانيا – رومانيا – المانيا – روسيا .
5. الشرق الاقصى – وجدت اقدم الآبار النفطية في العالم في بورما واندونيسيا – الصين – وسيبيريا .
تاريخ اكتشاف النفط في الدول العربية
1. مصر – عرف النفط في مصر عام 1868 في منطقة " جمسة " على الساحل الغربي لخليج السويس – وبدأت عمليات الحفر في تلك المنطقة عام 1885 غير ان انتاجها النفطي لم يبدأ في عام 1909 – ثم امتدت الى عام 1953 الى الصحراء الغربية ومن بعدها منطقة دلتا النيل – ويعتبر خليج السويس المنطقة الرئيسية لانتاج النفط في مصر حيث يأتي منها حوالي 90% من انتاج البلاد .
2. العراق – بدأت صناعة النفط في العراق عندما حطت شركة نفط العراق عام 1925 " شركة البترول التركية سابقا على امتياز البحث والتنقيب واستغلال النفط في كل الاراضي العراقية – ما عدا البصرة التي لم يشملها الامتياز وتالفت هذه الشركة " شركة البترول البريطانية " ومجموعة شركات " شل اليهودية – الهولندية " – وشركة البترول الفرنسية – والمجموعة الامريكية وكانت نسبة المساهمة كل من هذه الشركات 23.75% ونجحت هذه الشركة في اكتشاف حقل كركوك الكبير عام 1927 وكان أهمها حقل الزبير عام 1948 – والرميلة عام 1953 – وحقل المجنون عام 1977 وتوقفت شركة نفط العراق عن مواصلة عمليات التنقيب بعد صدور القانون رقم 80 تاريخ 11كاون الاول عام 1961 الذي فقدت الشركة بموجبه كل مناطق امتيازها وانحصر نشاطها في مناطق الانتاج فقط ، وفي عام 1972 اممت الحكومة العراقية شركة نفط العراق ثم انشأت بعد ذلك شركة النفط الوطنية في عمليات البحث .
3. السعودية – في عام 1933 اكتشفت الشركة الامريكية " ستاندرد اويل – كاليفورنيا " على اول امتياز للبحث عن النفط واستثماره في المناطق الشرقية من المملكة وبدأ الحفر في عام 1953 حيث وجد فيها بعض النفط بكميات غير اقتصادية – وفي عام 1938 تم حفر عشرة آبار استكشافية اخرى تبين انها جميعا جافة – وبعدها تم حفر آبار الدمام حيث تدفق النفط بكميات تجارية بلغت حوالي مائة الف برميل يوميا – ونشأ بعد هذا التعديل شركة " ارامكو" – شركة الزيت العربية - الامريكية " – حققت لهذه الدولة احتياطا يفوق ربع الاحتياطي العالمي كله .
4. الكويت – عرف النفط في الكويت على شكل طفوح زيتية سطحية في منطقتي بحره وبرقان – وكانت الشركة البريطانية " الانجلوا – ايرانية " وشركة غولف الامريكية تتسابقان للحصول على امتياز التنقيب وانتاج النفط الكويتي وفي عام 1933 حصلت على حق الامتياز وبدأ الحفر الاستكشافي بعد ذلك الى تحقق النفط بكيات تجارية عام 1938 حقل برقان لكن الانتاج الفعلي بدأ عام 1946 بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية .
5. البحرين – اول اكتشاف نفطي في البحرين عام 1932 على يد الشركة " الامريكية ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا " التي امتلكت حق الامتياز في التنقيب عن النفط واستغلاله في جميع اراضي البحرين – وبدأ الانتاج الفعلي بكميات تجارية عام 1934 من حقل العوالي – وتعود اهمية هذا الاكتشاف الى انه كان المؤشر لاكتشاف النفط السعودي فيما بعد – اذ ان الطبقات التي اكتشفت فيها النفط في البحرين هي امتداد للطبقات الجيولوجية في المنطقة الشرقية السعودية – الاحساء .
6. واكتشف في قطر عام 1949 – واكتشف في الجزائر عام 1949 – واكتشف في سوريا عام 1954 – واكتشف في ابو ظبي عام 1958 – واكتشف في ليبيا عام 1959 – واكتشف في تونس عام 1964 – واكتشف في عُمان 1967 .
لقد ارتكزت السياسة الاستعمارية في الواقع ازاء تعاملها مع حكام – ومشايخ المنطقة العربية الى مقومات اساسية كان ابرزها :
1. السعي الدائم لكسب الصداقة والحيلة والخداع اكثر الاحيان .
2. نيل الامتيازات في المنطقة العربية .
3. عقد الاتفاقيات – والمعاهدات الاسترقاقية الخانقة والتي كانت بمثابة القيد المكبل للبادان المنتجة والمصدرة .
4. بناء القواعد العسكرية لحماية هذه الامتيازات واعتماد سياسة البوارج والاحلاف .
5. انشاء الشركات النفطية الاحتكارية الاستعمارية .
6. العمل بكل الوسائل والجهود لترويج المصالح والدعاية الغربية ،
لقد كانت هذه الاشركات الاجنبية تتحرك في منطقة الشرق الاوسط تحت اعلام بلادها وحماية مدافعها واساطيلها وجيوشها التي تسيطر على مصائر الناس وهي تواجه حكومات ضعيفة تمزقها الانقسامات الداخلية ولا تملك اكثر من البنادق القديمة والاسلحة البسيطة وكانت هذه الشركات الاحتكارية اهم ثمار الثروة الصناعية في الغرب في تقدمها العلمي او تكوينها الاداري والاقتصادي وكانت هذه الشركات الاجنبية تملك كل اسباب القوة والتفوق – يقول محمد المجذوب لقد وفر النفط لبعض المجموعات المشايخ القبلية عائدات خيالية اغرتها بانشاء كيانات سياسية اطلقت عليها " اسم الدولة " وساعد النفط على انبات مدن عصرية فوق الرمال وعلى استعمال السيارات والطائرات بدلا من الجمال – وعلى اتاحة الفرصة لبعض الحكام الاثرياء كي ينغمسوا الى آذانهم في ضروب من الترف واللذة التي لا توصف وكي يضعوا في مصارف الغرب ارصدة من شأنها لو سحبت ان تهز دولا بحالها وقد شكل احتياطي الوطن العربي من البترول ثلثي الاحتياطي العالمي – وفي جميع الحالات كان للقوة اليهودية الصهيوينة في صناعة النفط العالمية الدور الكبير والفعال والخفي في احيان كثيرة " ما زال في وطننا العربي يجهلون حقيقة هذا الدور " في الحقيقة كان لبريطانيا دور ريادي في زرع اسرائيل في منطقتنا العربية كما ان الصلة بين النفط وقيام دولة استيطانية استعمارية توسعية صلة واضحة لا يمكن انكارها وان احد الاسباب الرئيسية التي دفعت بريطانيا والغرب للعمل على انشاء اسرائيل ولمواصلة دعمها بكل الوسائل هو اتخاذها قاعدة اساسية لحماية المصالح الغربية الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة وعلى رأسها المصالح النفطية – ويبقى لشركة شل اهمية واضحة في هذا المجال كما لصاحبها اليهودي " ماركوس صموئيل " – لقد بدأت هذه الشركة بتاجر يهودي مقيم في " الويست اند " في لندن هو " ماركوس صموئيل " – كان يهتم في تجارته بأنواع الصدف الذي اصبح سلعة رائجة يستعمله ابناء عصره في التزيين " واختار اسم شل – اي الصدفة " اسما لشركته ومن خلال هذه التجارة استطاع صموئيل اقامة شبكة تجارية اخرى واسعة لأعماله التجارية تنتشر في كل الشرق لا تضاهيها اي شبكة تجارية اخرى – كما انتقل اخوه سام للاقامة في اليابان لادارة اعمال الشركة في الشرق الاقصى – وكانت شركة شل تستخدم احدى سفن الشركات البريطانية التي كان " اصحابها فريدلين " " وكيل عائلة دوتشيلد وممثل مصالحه النفطية في لندن ، كانت العلاقة بين صموئيل وثيقة جدا مع عائلة دوتشيلد ولم تقتصر هذ العلاقة على الطابع التجاري فقط بل تعدتها الى امور اخرى سياسية شكلت قاسما مشتركا بين الاثنين – كتب انتوني سامبسون : كان ماركوس صموئيل يهوديا يتمتع بحساسية اليهودي لما يدور حوله في العالم وفيما يتعلق بالوطن العالمي استغلت عائلة روتشيلد " شركة شل " لاهدافها الاستراتيجية بعد ان كانت ترتبط هذه العائلة بعلاقة وثيقة مع عائلة " نوبل السويدية " وتمول مشاريعها النفطية باعتبارها صاحبة امتياز نفطي هام في باكو الروسية ، وتشكل تحديا هاما لشركة ستاندرد في امريكا بفضل المساهمة التي تقدمها لها عائلة دوتشيلد في مشاريعها في سبيل هدف مركزي يتمثل باقامة دولة اسرائيل " وهكذا سيطر النفوذ الصهيوني اليهودي على شركة شل البريطانية اليهودية " التي اصبحت فيما بعد ذات جنسية بريطانية – هولندية " وعملت عائلة دوتشيلد على تقوية شركة شل بمختلف الطرق والوسائل حتى اصبحت قوة يحسب حسابها في عالم النفط والسياسة معا – لقد كتب سامبسون بقوله " لقد ضخ بترول شل من حقول بترول شل في ناقلات بترول شل الى معامل تكرير شل ومنها الى خزانات شل ومن خلال انابيب شل الى محطات التعبئة الخاصة بشل ، لقد كانت اولى عمالقة الكرة الارضية " وبواسطة هذه الشركة العملاقة استطاعت بريطانيا ان تضمن عقود امتيازها في المنطقة العربية وتتحكم بالارض والبشر تتقاسمهما مع اخطبوط نفطي احتكاري بدءا بايران ومن بعد الخليج العربي – وفي عام 1907 عقد مؤتمر كامبل بندرمان والذي ضم خبراء سياسيين واقتصاديين وعسكريين وجغرافيين من مختلف الدول الاستعمارية متناولا كيفية تأخير سقوط الاستعمار حتى لا ينهار كما انهارت امبراطوريات الاغريق والرومان من قبل وانتهى المؤتمر بتقرير عرف باسمه تقول بأن من يسيطر على البحر الابيض المتوسط الشرقي يستطيع التحكم في العالم – كما خلص الى توصية هامة مفادها ضرورة اقامة حاجز بشري قوي وغريب يفصل الجزء الآسيوي عن الجزء الافريقي في المنطقة العربية حليف للدول الغربية ومعاد لسكان المنطقة وكان هذا الحاجز القوي والغرب هو اسرائيل – وفي عام 1913 امرت قيادة البحرية البريطانية برئاسة " ونستون تشرشل " جميع السفن باستبدال الفحم بالبترول كوقود وكانت بريطانيا قد ارسلت عددا من جواسيسها الى المنطقة العربية وخصوصا الى الجزيرة العربية ومن بينهم جاسوسها الكبير " توماس ادوارد – لورنس " المعروف بلورنس العرب – الابن الغير شرعي للبحث عن الآثار في الوطن العربي " الواجهة العلنية للمهمة " انا اتعجب بأي حق يطلق على لورنس الجاسوس – العميل بالعربي – هذه تعتبر خيانة عظمى بحق العرب " وفي سنة 1913 ابحرت من بريطانيا " الملكة اليزابيث " اول السفن التي تسير بالنفط ومن ذلك التاريخ يقول لورنس " الآن عرفت بأن واجبي نحو بلادي يقتضي من العمل لتزويدها بالنفط وليس الاهتمام بالآثار " ومنذ الحرب العالمية الاولى اصبح هذا التاريخ النفط بمثابة سلعة استراتيجية حتى قال كلمنصو : " بأن كل نقطة نفط تعادل نقطة من الدم " وبفضل هذه السلعة الاستراتيجية استطاع الحلفاء ان يحققوا نصرا لا بأس به في اول حرب عالمية تشهدها البشرية ومن هنا قال اللورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا في هذه الحرب سوف تقول الاجيال القادمة وبحق ان الحلفاء حققوا النصر على حاجته من النفط " .
والحقيقة ان الطمع في النفط العربي والرغبة في الاستيلاء عليه واستغلاله هو الذي جعل بريطانيا تتراجع عن وعودها التي اعطتها للعرب وخاصة للشريف حسين في الحرب العالمية الاولى بتأييد تطلعاتهم للوحدة والاستقلال والحرية التي ثاروا في سبيلها ضد الحكم التركي – وبعد انتهاء الحرب وانهيار الدولة العثمانية حتى انشبت بريطانيا انيابها في الجسم العربي تجزئه وتقاسمه طمعا في نفط العراق – وكانت اتفاقية سايكس بيكو 1916ثمرة هذه السياسة البريطانية الخادعة " فرق تسد " بالاتفاق مع فرنسا الاستعمارية الصهيونية وقامت برسم الحدود بين سوريا والعراق وفي رسم وتجزئة الجسم الواحد حتى تريد الاستئثار بنفط العراق منفردة – اذ يقول كريستوفر ابن مارك سايكس في كتابه عام 1953 بعنوان دراسة ماثرتين يتناول فيه ريتشارد سيتورب احد رجال الكنيسة في القرن الماضي يقول عن والده في جهوده نحو الصهيونية – كان قد اعتنق الصهيونية عام 1915 اي قبل توقيع الاتفاقية بسنة واحدة اعتناقا لم يدر به العرب وكانت مساعيه من اقوى العوامل في حصول اليهود على وعد بلفور – وان الدكتور موسى غاستر وهو صهيوني بريطاني هو الذي ادخله في الصهيونية بعد تعيينه وزيرا مساعدا لوزارة الحرب في خريف عام 1915 " اما فيما يتعلق " بجورج بيكو " حول ادخاله وتحوله الى الصهيونية وقد نجح كذلك مع لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا كما يعترف حاييم وايزمان نفسه بفضل مارك سايكس على الحركة الصهيونية وعن وعد بلفور الصادر في 2 تشرين الثاني عام 1917 كانت الحكومة البريطانية بشخص بلفور وزيرالخارجية بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين الى كبار الاثرياء اليهود في العالم واحد العاملين في حقول النفط اللورد دوتشيلد وهو يهودي – وفي عام 1918 في احدى جلسات مجلس الوزراء البريطاني – يقول لا يعنيني تحت اي نظام نستطيع ان نحافظ على البترول – هو ان يظل البترول ومن الممكن الوصول اليه – هو الحاكم في منابع البترول – وفي عام 1919 عقد اجتماع سري في لندن في الشقة الخاصة برئيس الوزراء البريطاني لويد جورج وحضره وزير الخارجية الفرنسية المسيو بيشون للتأكيد على التمسك باتفاقية سايكس – بيكو ولكن الجانب البريطاني استطاع في هذا الاجتماع ان ينال الموافقة الفرنسية على ان تقع ولاية الموصل ضمن منطقة النفوذ البريطاني – ويومها قالت فرنسا الاستعمارية لبريطانيا اطلقي يدي في سوريا ولبنان لكي اطلق يدك في الموصل العراق .
وفي عام 1920 بادرت الدول الاستعمارية لعقد مؤتمر سان ديمو في ايطاليا بموجبه كرس توزيع الانتدابات على الدول العربية – وبعد ان انتدبت بريطانيا اول مندوب سامي لها في فلسطين اليهودي الصهيوني هربرت صموئيل احد اصحاب شركة النفط " رويال داتش شل " باعتبار ان القوة الصهيونية في صناعة النفط العالمية لها فضل كبير على المصالح البريطانية وخصوصا في المنطقة العربية – والجدير بالذكر ان الصهيوني الذي وصل من لندن الى يافا في الاول من تموز عام 1920 تلقاه اليهود بالهتافات " اهلا بأمير اسرائيل الاول – اهلا بعزرا الثاني " ويعترف حاييم وايزمان انا من عين صموئيل مندوبا ساميا لبريطانيا والصهيونية في فلسطين – كنت مسؤولا بشكل رئيسي عن تعيين السيد هربرت لفلسطين نحن عيناه لهذا المنصب – انه صموئيلنا " في حديث لمجلة يو اس اند وولد ريبورت الامريكية – يقول السيناتور جاكسون احد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي المعروف بعداوته للعرب وانحيازه لاسرائيل " ان الامريكي العادي يتصور ان متاعبنا في الشرق الاوسط ناجمة عن دعمنا لاسرائيل وليس هناك شيء ابعد عن الحقيقة من هذا الاعتقاد – فالحقيقة انه لو تكن اسرائيل موجودة لكان الاردن قد زال من الوجود – كما ان السعودية التي تملك اكبر احتياطي من النفط خارج الاتحاد السوفييتي كانت ستزول من الخارطة ايضا " .
الوضع الدولي قبل الحرب العالمية الاولى وظاهرة التنافس على النفط
كان الوضع الدولي قبل الحرب العالمية الاولى يتسم بالصراع بين الدول الاستعمارية الكبرى على التوسع خارج اوروبا والسيطرة على منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنها البلاد العربية طمعا بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية وكانت بريطانيا آنذاك تتمتع بقوة عسكرية اقتصادية جعلتها تفرض سيادتها على البحار وعلى المناطق الاستراتيجية مثل مصر – والسودان – والخليج العربي – والجزء الجنوبي من العراق – اما فرنسا فاكتفت بفرض نفوذها على سوريا ولبنان وانقسمت ايران بين بريطانيا وروسيا شمالا اما الولايات المتحدة الامريكية فكانت مشغولة بالتوسع في الداخل نحو الغرب والشرق الاقصى وكانت شركاتها تسيطر على الجزء الاكبر من النفط المنتج في العالم آنذاك لذلك لم يكن الشرق الاوسط يحظى بالاهتمام الامريكي الا في بعض الشؤون التجارية والسياسية – وفي عام 1901 حصلت بريطانيا من شاه ايران بوساطة رجل الاعمال الانجليزي وليام دنكوس على اضخم امتياز نفطي لمدة سنتين يغطي جميع الاراضي الايرانية ما عدا المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود الروسية وقد تقدم غلبنكيان وهو رجل ارمني خدم في تركيا واكتسب نفوذا من البلاط العثماني ومن ثم تجنس بالجنسية الانجليزية وعين اول رئيس لمجلس البنك الاهلي التركي وهوالبنك الذي اسسته بريطانيا ليمثل مصالحها في تركيا وبحكم منصبه اصبح ممثلا لبريطانيا في سباقها مع المصالح الالمانية ، بتقرير الى السلطان العثماني يشير فيه الى وفرة الاحتمالات النفطية في المنطقة وكان التقرير بمثابة اشارة البدء لأعنف صراع بين القوى الاستعمارية الصهيونية الطامعة في المنطقة وبدأ الصراع البريطاني الفرنسي الالماني على نفط العراق وهذا الصراع ما يلي :
1 – الصراع بين بريطانيا والمانيا على نفط العراق :
كانت المانيا تتمتع بنفوذ سياسي قوي في الامبراطورية العثمانية وكانت مصالحها تحظى بمكانة خاصة تضاهي مكانة غلبنكيان في البلاط العثماني وقد تمكن الالمان عن طريق شركة سكة حديد برلين – بغداد المملوكة من البنك الالماني من الحصول على حق التنقيب وانتاج النفط في شريط من الارض عرضه اربعون كيلو مترا على امتداد الخط الحديدي الذي تقوم بانشائه اذ نص العقد على مبدأ اقتسام قيمة الانتاج مناصفة بين الحكومة والشركة وفي عام 1909 قيام حركة تركيا الفتاه فتكونت حكومة جديدة من انصار بريطانيا التي حاولت مجددا اقتناص الامتياز العراقي – بينما واصل الالمان الذين كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة في تركيا ونضالهم لاستعادة امتيازهم المفقود .
2 – الصراع البريطاني الفرنسي واتفاقات التسوية :
أ – اتفاق اونغ – بيرانجيه – 1919 : في عام 1919 بدأت المفاوضات النفطية بين الحكومتين الانجليزية والفرنسية وكانت تتعلق بالنفط في العراق وروسيا ورومانيا وسائر الحقول المكتشفة مقابل ذلك حصول فرنسا على نسبة تتراوح بين 20 و 30% من النفط العراقي وتعهدت على تسهيل مد خطين من انابيب النفط عبر الاراضي السورية واللبنانية لنقل النفط من حقول ايران والعراق الى موانئ البحر الابيض المتوسط مع اعفاء الخطين من الرسوم والضرائب كما وافقت على اشراك بريطانيا في استغلال حقول الجزائر وتم الاتفاق على احلال فرنسا محل المانيا في شركة البترول التركية بحيث حصلت على 25% مقابل موافقتها مجددا على مد انابيب الا ان الاتفاق لم يطبق بسبب تشابك العلاقات بين فرنسا وبريطانيا وبين العرب واليهود والاتراك من جهة اخرى .
الحرب العالمية الاولى وتقاسم النفوذ على النفط
اندلعت الحرب العالمية الاولى في صيف عام 1914 وكانت سببا في تجميد نشاط شركة البترول التركية في المنطقة ، ومع اشتعال الحرب تأكدت الاهمية الاستراتيجية للنفط الذي اصبح الوقود الاساسي لآلة الحرب الميكانيكية وفي هذه الفترة كانت الولايات المتحدة الامريكية وشركائها النفطية تتحكم في تموين سوق النفط العالمي ، وقد زودت جيوش الحلفاء في حروبها ضد الالمان بحوالي 70% من النفط الذي استهلكته معداتها الحربية ، واظهر وقائع ان النفط ملازم للأمن القومي ، فلا استقلال سياسيا لأي دولة دون تأمين النفط بحرية – في خريف 1914 دخلت تركيا الحرب الى جانب المانيا واصبح النفط نفسه محور من المحاور الرئيسية للعمليات الحربية في المشرق العربي وبدأت الدول الحليفة تطرح مسألة تقاسم اراضي الدولة العثمانية في حال هزيمتها – ففي 6 تشرين الثاني نزلت القوات الانجليزية عند شط العرب وأخذت تتقدم نحو مدينة البصرة ولكن الهدف من هذه العملية هو حماية موقع عبدان الاستراتيجي والزحف نحو مناطق النفط في شمال العراق لكن ضراوة المقاومة من قبل الجيش العثماني اوقفت هذه الحملة عند المشارف الجنوبية لمدينة بغداد ، وخشيت بريطانيا في هذه الاثناء من نجاح القوات الروسية في اختراق الاراضي التركية والوصول الى منابع النفط العراقي فاتجهت الى حليفتها فرنسا تطلب عونها العسكري في المنطقة مقابل ان تتخلى لها عن منطقة الموصل الغنية بالنفط اذا استطاعت القوات الفرنسية الوصول اليها وانقاذها من الخطر الروسي المحتمل – وعدت بريطانيا باقرار هذا الوعد في اي اتفاق يعقد بين الطرفين وبدأت المفاوضات بين الحلفاء الفرنسي والبريطاني لبلورة مشروع تقاسم النفوذ في اراضي السلطة العثمانية ما يلي :
1 – المفاوضات البريطانية الفرنسية :
جرت المفاوضات بين ممثل بريطانيا " مارك سايكس " وممثل فرنسا " جورج بيكو ما يلي حول :
1 – حرية الملاحة في المضايق
2 – ادارة اسطنبول و الاراضي المقدسة في فلسطين
3 – الاستثمارات والمصالح في مختلف اراضي السلطة العثمانية
4 – ان ملف المفاوضات لم ترد فيه اي اشارة الى كلمة بترول بل تركز بينهم على المناطق الخاصة ، وخاصة منطقة الموصل التي تبين وجود النفط فيها وانتهت بين الجانبين توقيع اتفاق سمي باتفاق " سايكس – بيكو " ومضمون هذا الاتفاق هو اقتسام المشرق العربي " منطقة الهلال الخصيب بين الدولتين الاستعماريتين الصهيونيتين بريطانيا وفرنسا بعد الاجهاز على الامبراطورية العثمانية واعاد هذا الاتفاق رسم الخريطة الجغرافية والسياسية للمنطقة وفقا للمصالح النفطية لكلتا الدولتين وكان لروسيا حصة في هذه الخريطة لكنها حرمت منها وتقاسمتها فرنسا وبريطانيا – وبعد قيام الثورة الشيوعية عام 1917 نشرت روسيا نصوص هذا الاتفاق الذي بقي سرا حتى ذلك الوقت لأنه ينقض الاتفاق العربي مع بريطانيا وفيما يلي ملخص لأهم النقاط الواردة في هذا الاتفاق :
1 – ولاية البصرة – بغداد وحيفا وعكا توضع تحت الحكم المباشر لبريطانيا 2 – جانب كبير من سوريا والاناضول يوضع تحت الحكم المباشر لفرنسا
3 – فلسطين عدا عكا وحيفا توضع تحت ادارة دولية
4 – اراضي يمكن اقامة دول عربية فيها :
أ – المنطقة التي تشمل دمشق والشام وحلب والموصل توضع تحت وصاية فرنسا
ب – الاراضي الممتدة بين فلسطين والعراق " تسمى شرق الاردن " توضع تحت وصاية بريطانيا
ويتبين من بنود هذا الاتفاق مدى اصرار الدول الاستعمارية الصهيونية على تمزيق المشرق العربي وتوزيع مناطق نفوذ بين فرنسا وبريطانيا ، ثم وضع الاسس لمشاريع الدول التي ستقوم على انقاض الدولة العثمانية المنهارة ، وكانت الحركة الصهيونية قد حصلت من بريطانيا في 2 تشرين الثاني عام 1917 على وعد بلفور باقامة الدولة اليهودية في فلسطين ، بينما اخلت بالوعود التي قطعتها للعرب اثناء الحرب ، اما على المستوى الدولي فقد حصل بعض التحولات المهمة منها خروج روسيا من الحرب بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917 ودخول الولايات المتحدة الحرب الى جانب الحلفاء ، وفي نهاية عام 1917 فوجئ الرئيس كلمنصو بتناقص المخزون البترولي الفرنسي ونضوبه تقريبا نتيجة احجام الاحتكار الامريكي عن تزويد فرنسا بهذه المادة لذلك ناشد كلمنصو الرئيس الامريكي ويلسون للضغط على محتكري النفط الامريكي كي يستأنفوا ارسال النفط الى الدول الحليفة في اوروبا مما جاء في نداءه ، واذا كان الحلفاء لا يريدون الهزيمة فيجب عليهم ان يؤمنوا بصورة حتمية الكميات الكافية من النفط للقوات الفرنسية في معركتها الاخيرة لأن كل قطرة من النفط تعادل قطرة من دم اي جندي ، ولم تكن الهدنة تعلن عام 1918 بين بريطانيا والدولة العثمانية حتى تقدمت القوات البريطانية الى شمال العراق واحتلت منطقة الموصل الغنية بالنفط خارقة اتفاق سايكس- بيكو الذي وضع الموصل تحت الوصاية الفرنسية ، فأثار هذا التصرف غضب فرنسا وبدأت مرحلة جديدة من الصراعات والمساومات بين الفريقين من جهة وبين امريكا التي دخلت الى مسرح الصراع على نفط المنطقة من جهة اخرى باعتبارها شريكة في الحرب .
2 – اتفاق سان ديمو النفطي عام 1920 :
عام 1920 توصل الفرنسيون والانجليز الى عقد اتفاق بينهما سمي اتفاق سان – ديمو تناول جملة قضايا ومن ضمنها مسألة النفط في الشرق الاوسط ويستند الى التعاون الودي والمعاملة بالمثل ، وبموجب هذا الاتفاق تم اقرار التوزيع الجديد لرأسمال شركة البترول التركية 47.75% ولشركة البترول الانجليزية الايرانية 22.2% ولمجموعة شل 25% لشركة البترول الفرنسية و 5% لغلبنكيان الارمني ، واكد الاتفاق على شركة البترول التركية دون سواها في تنمية واستثمار الموارد النفطية في بلاد ما بين النهرين التي اقرت فرنسا بسيادة بريطانيا عليها وبالاخص منطقة الموصل حتى تبقى تحت الرقابة البريطانية ، وهكذا اتاح الاتفاق لفرنسا امكان الحصول على النفط بشكل منتظم ودائم كما ثبت مركز بريطانيا النفطي في المشرق العربي من خلال الدعم الرسمي من قبل حكومتي بريطانيا وفرنسا ، لكن هذا الاتفاق اثار قلق الولايات المتحدة ودفعها الى الاهتمام بالنفط العربي ، بعد عام 1920 بدأت الشركات النفطية الامريكية تهتم اهتماما كبيرا بالاحتياطي النفطي الخارجي وخاصة النفط العربي يدفعها الى ذلك عدة عوامل منها ما يلي :
1 – النقص المتوقع في احتياطي النفط الامريكي
2 – التخوف من احتكار بريطاني لاحتياطي النفط العالمي
3 – الى جانب ارتفاع حاجة الدول الكبرى للنفط بعد الحرب العالمية الاولى كل هذه العوامل دفعت الشركات الامريكية للبحث عن امتياز جديد في منطقة الشرق الاوسط بتقديم الدعم بشتى الوسائل .
النفط والكيان الصهيوني
يقول بلزاك : " وراء كل ثروة عظيمة هناك جريمة عظيمة " فكم ينطبق هذا القول على جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وجريمة خلق ما يسمى بدول اسرائيل وعلاقة ثروة النفط بهذه الجريمة ، لقد شهد القرن التاسع عشر تكالبا استعماريا محموما في السيطرة على المستعمرات والبلدان التابعة لها وكانت فرنسا وبريطانيا سيدتي هذا التكالب قبل ان تبرز الولايات المتحدة الامريكية كقوة الى الوجود ، وشهية اطماعها التوسعية على حساب القوتين السابقتين والمعروف ان من ابرز صفات الاستعماريين هو السعي الدائم للحصول على الارباح والمزيد منها وتلبية متطلبات صناعتهم وذلك عبر الاستيلاء على المواد الخام وتصدير البضائع والرساميل ، وقد شكلت المنطقة العربية لقمة سائغة امام هذه القوى الاستعمارية لمضاعفة ارباحها في كافة الميادين – حيث لم يكن النفط العربي الا السلعة الاكثر ربحا ونفوذا لهذه القوى في سبيل هدف محوري يتمثل في خلق دولة اسرائيل كاحدى القلاع الامبريالية الحصينة في الوطن العربي وخنجرا في قلب الامة العربية ومستقبلها .
لقد قال المناضل العمالي البريطاني " رايننغ " حول نشاط هؤلاء الرأسماليين عندما قال : " فحيث تكون الارباح 10% مؤمنة يشتغل الرأسمال في اي مجال كان ، 20% ينشط ، 50% تتملكه جرأة جنونية ، 100% يدوس بالاقدام جميع القوانين البشرية ، 300% ليس ثمة جريمة لا يتجاسر على ارتكابها ولو قادته الى حبل المشنقة " وعلى هذا الاساس يلعب البترول دورا هاما في حياتنا المعاصرة فهو مصدر اساسي من مصادر الطاقة ومادة اولية في الصناعات الكيميائية المختلفة ، فقد كانت البلاد العربية المنتجة للنفط عند بداية علاقتها مع الشركات البترولية اما مستعمرة او شبه مستعمرة يسود فيها حكم استبدادي فردي ، وان النظم القانونية في بلدان الشرق الاوسط المنتجة للنفط كانت على وجه العموم ناقصة التكوين ، واذا تفحصنا خارطة الاستثمارات النفطية في المنطقة العربية كان واضحا ان الهدف الاساسي لهذه الاستثمارات كان يتمحور حول :
1 – تطويق فلسطين – الارض والشعب
2 – تهويد وجودها عبر اقامة حزام احتكاري حولها من الشركات النفطية الاستعمارية تلعب دور الاخطبوط الذي يمتص الثروات والخيرات والدم وصولا الى تنفيذ مخططات مرسومة في البيوت السوداء للدول الغربية ، تأخذ فيها اسرائيل مكانة الحلقة المركزية والدور الرئيسي
3 – الدور الخفي من تاريخ البترول وهو ان تقوم بعض الدول العربية بتصدير النفط الى اسرائيل سرا ، وهذا ما يحصل الى وقتنا الآن واصبح واضحا ومكشوفا ، وان اول استثمار نفطي استعماري صهيوني بدأ في ايران ومن ثم العراق والسعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والامارات العربية المتحدة
4 – في عام 1956 اعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم فناة السويس عندما رفض الامريكيون اعطاء القرض اللازم لبناء السد العالي في اسوان كما لجأ الى الروس لتنفيذ هذا المشروع الحيوي
5 – في 31 تشرين الاول عام 1956 قام الانجليز والفرنسيون والاسرائيليون بشن حرب على مصر كانت دوافعها ما يلي :
1 – بالنسبة لاسرائيل : تشن حرب وقائية ضد مصر وكان الصراع الاسرائيلي المصري يبدو وشيكا
2 – بالنسبة لبريطانيا العظمى : هو استعادة فتح قناة السويس
3 – بالنسبة لفرنسا : هو الانتقام من عبد الناصر وارغامه على وقف مساعداته للثوار الجزائريين وانقاذ اسرائيل المهددة
6 – لقد ادى اغلاق قناة السويس سنة 1956 الى منع النفط المرسل الى اوروبا وتوقف تدفق النفط مما دفع الولايات المتحدة الامريكية الى الضغط على اسرائيل لارغامها على الانسحاب من الاراضي المصرية لكي يعاد فتح القناة ويستأنف تدفق النفط ، وقد تلقت اوروبا ضربة قاضية بتوقف النفط واضطرت الى تنقيته في بلدانها .
اهمية النفط على الصعيد العسكري
يقول أوكونور في كتابه " امبراطورية النفط " الصادر في موسكو عام 1958 " من يملك النفط يملك العالم لأنه بفضل البترول سيسيطر على البحر وبفضل بنزين الطائرات سيسيطر على الجو وبفضل بنزين السيارات سيسيطر على البر ، بل اكثر من ذلك أنه بفضل الثروات الخيالية التي يمكن ان يجمعها من النفط سيحكم قطاعات اقتصادية كاملة ، فالنفط اهمية استراتيجية يعني الحياة او الموت في السلم والحرب " ، ففي عام 1983 قام سلاح الجو الامريكي باستخدام طائرات الأواكس – F-15 لمساعدة القوات الفرنسية الاستعمارية الصهيونية في تشاد ضد الثوار ، وفي الحرب العالمية الثانية قام الحلفاء ببناء خطوط انابيب نفط تحت القنال الانجليزي لتزويد قواتهم بالوقود ، ويعتبر خط انابيب حلف الناتو اطول خط استرتيجي عسكري للوقود حيث يمتد مسافة عشرة آلاف كيلو متر في غرب اوروبا وجنوبها ، ويختزن حوالي مليون متر مكعب ، فالتجهيزات ووسائط نقل النفط وتوزيعه في ساحة العمليات الحربية تشكل اضخم التجهيزات العسكرية في زمن الحرب وعليها يتوقف مصير المعارك التي تخوضها القوات المسلحة لأنه لا قيمة لآلة الحرب ما لم تزود بالوقود اللازم لتشغيلها " النفط احد عوامل النصر او الهزيمة في الحرب " فبريطانيا لم تحرز النصر في معركتها مع المانيا والنمسا الا بفضل تدفق النفط الى شواطئها من كل انحاء العالم مستعينة بسيطرتها البحرية ، كما يعزى اندحار المانيا وخسارتها في اثناء الحرب العالمية الثانية في معظم اسبابه الى قلة وجود النفط ومشتقاته لدى الجيوش النازية آنذاك ، يقول محمد حسنين هيكل في كتابه حرب الخليج : " تظهر حقائق الحرب العالمية الثانية ان المعارك التي دارت في اوروبا لتحقيق النصر النهائي ضد النازية اعتمدت بحجم 91% على بترول امريكي زحفت به الدبابات وانطلقت المدافع وحلقت الطائرات وتحركت الاساطيل " ، وقال تشرشل : " هو اول من اعلن في مجلس العموم عام 1919 بعد نهاية الحرب العالمية الاولى ان ليس ثمة شك في ان الحلفاء لم يستطيعوا الابحار الى شاطئ النصر الا على امواج النفط المتلاحقة ، وان النفط سبب الحرب "، لقد كان النفط هدفا لأهم المعارك التي دارت في الحرب العالمية الثانية بين بين الحلفاء ودول المحور كان هدفه الوصول الى نفط الشرق الاوسط كما ان الهجوم الذي شنه هتلر على الاتحاد السوفييتي آنذاك كانت غايته السيطرة على حقول النفط في باكو والقوقاز ، واليابان لم تهاجم امريكا في معركة بيل هاربر الا من اجل حاجتها الشديدة لبترول اندونيسيا " لذلك نرى ان من اهم الاهداف الاستراتيجية العسكرية في الحروب الحديثة هي قيام طرفي النزاع بضرب المنشآت النفطية او قطع امدادات الطاقة وطرق نقلها بواسطة الطائرات او الاساطيل البحرية بغية شل القدرة العسكرية وتعطيل الآلة العسكرية كما حدث في الحرب العراقية - الايرانية وما سمي يومها بحرب المصافي وحرب الناقلات ، والنهاية ان النفط كان وما يزال يحتل مركز السيادة بين مصادر الطاقة في العالم وضروري في السلم والحرب ، انه محور النشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وشرط اساسي من شروط القوة والنفوذ محليا واقليميا ودوليا .
استخدام النفط كسلاح سياسي
يقول كيسينجر : " ان النفط هو السلاح الذي غير العالم بلا رجعة " ، استعمل النفط كسلاح ضغط سياسي ، استعملته الشركات النفطية للضغط على الحكومات التي أممت بترولها او التي حاولت ان تتمرد على عقود الامتياز او بسبب المنافسة ، واستخدمته الدول المنتجة للضغط لبلوغ اهداف سياسية لتحسين اوضاعها الاقتصادية ، واستعملته الهيئات الدولية للضغط على دول رأت انها حادت عن الاجماع الدولي مثالا على ذلك : في ايران وقعت اهم مجابهة بين الشركات الاحتكارية والحكومة الايرانية عندما أمم د. محمد مصدق الصناعات البترولية في بلاده عام 1951 ، وأممت شركات النفط السوفيتية عام 1917 ممتلكات الشركات النفطية في بلادها ، والمكسيك قامت عام 1938 بتأميم بترولها ، وكان اول استخدام للنفط كسلاح عام 1956 كرد فعل على العدوان البريطاني – الفرنسي – الاسرائيلي على مصر بعد قيامها بتأميم قناة السويس ، وتمثل سلاح النفط في هذه الازمة بنسف جميع محطات الضخ التابعة لخطوط انابيب شركة بترول العراق في سوريا ، وكما تمثل ايضا بتوقيف الحكومة السعودية ضخ النفط الى كل من فرنسا وبريطانيا وقطع علاقتها الدبلوماسية معها ، بالاضافة الى تخريب المنشآت النفطية في الكويت وغيرها من البلدان العربية المنتجة ، وفي عام 1967 استعمل النفط كسلاح مرة اخرى اثر العدوان الاسرائيلي على مصر وسوريا والاردن بالرغم من ان هذه الحرب كانت خاطفة ومفاجئة للعرب ، فقد اتخذت الدول العربية كافة التدابير شملت توقف عمليات التصدير في معظم الموانئ العربية ومنع تصدير النفط للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا لعدة اسابيع بسبب موقفها المساند لاسرائيل ، وكانت المرة الثالثة التي استخدم فيها النفط كسلاح سياسي عندما اندلعت الحرب في 6 تشرين الاول عام 1973 بين مصر وسوريا واسرائيل وبسبب الانتصارات العسكرية التي حققها الجانب العربي ، بعدها قامت امريكا بدعم اسرائيل عسكريا وماديا مما دفع العرب الى استخدام النفط كسلاح في المعركة ضد امريكا والدول المساندة للعدو اليهودي ، وبناءا على ذلك قرر اجتماع وزراء العرب الذي انعقد في الكويت بتاريخ 17 تشرين الاول 1973 قرار يقضي بتخفيض صادرات النفط العربي تدريجيا بنسبة 5% شهريا حتى تنسحب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها في حرب 1976 ، وقد استثنى القرار الدول الصديقة التي وقفت الى جانب الحق العربي وحتى تقرر حظر النفط وسائر المواد الهيدروكربونية الى امريكا وهولندا بطريقة مباشرة او غير مباشرة وان يكون تخفيض الانتاج بنسبة 25% من متوسط الانتاج في شهر ايلول عام 1973 لكل دولة عربية على حدة ، يمكننا القول ان استخدام سلاح النفط في تلك الحقبة من الزمن هز العالم بأسره اقتصاديا وسياسيا وأحدث تغيير في طبيعة العلاقات الدولية كما حرك الاهتمام الدولي لايجاد حل للقضية الفلسطينية لكن الدبلوماسية الامريكية بقيادة هنري كيسنجر استطاعت ان تنتزع قرارا برفع الحظر النفطي بعد ستة شهور من تنفيذه لقاء التوصل الى اتفاق فصل القوات في سيناء ، وبعد تدخل مصر لدى الدول العاملة بالحظر لرفعه وقد تم ذلك في تاريخ 18آذار عام 1974 وقبل اتمام فصل القوات بين سوريا واسرائيل ، يقول الباحث كمال حمدان : " لقد اتضح منذ اليوم الذي تحدد فيه نمط استعمال النفط العربي كسلاح سياسي ، ان اتجاه النفط سيصب حتما في طاحونة المساومة والحلول والوسطية " .
جاءت حرب الخليج عام 1991 وكان من اهم نتائجها اغراق دول النفط العربي بالديون وتعطيل اي محاولة او حتى توجه عربي لربط سلاح النفط انتاجا وتسعيرا وتسويقا بالموقف السياسي والسبب في ذلك الدور السياسي الذي تمارسه امريكا من خلال وجودها العسكري المباشر في الخليج " نذكر انه قد توافق العرب في عام 1967 في مؤتمر الخرطوم على استعمال النفط سلاحا ضد العدو الصهيوني بطريقة غير مباشرة اي باستمرار تدفق النفط الى الدول المستهلكة واقتطاع جزء من اموال بيعه لدعم صمود دول المواجهة مع اسرائيل عسكريا وسياسيا " ، من الواضح ان الهدف الاساسي من استخدام سلاح النفط هو الانسحاب الاسرائيلي لم يتحقق ، وتأمين الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني ، بالنسبة لامريكا لم تغير سياستها المعادية للعرب ومن مساندتها غير المشروطة لاسرائيل حيث قامت بتأمين دعم اسرائيل عن طريق الجسر الجوي الضخم الذي اقامته ، وبعدها قام العرب برفع الحظر قبل ان يحقق اهدافه الرئيسية المرسومة وبذلك كان قرار الحظر سابقا لأوانه ، وامريكا تقوم بالمزيد من السيطرة على منابع النفط وعلى تجريد الدول النفطية من امكانية محاولة تكرار هذا الحظر وفرض اقصى درجات هيمنتها وسيطرتها على النفط العربي بشكل لا يعطي الفرصة لاعادة استخدام النفط من جديد ، حيث تم نزع سلاح النفط من ايدي العرب في ظل سياق دولي واقليمي معين مما شجع الحظر دفع ارتفاع الاسعار حيث قامت الولايات المتحدة الامريكية على اجهاض ثورة اسعار النفط من خلال مجموعة من الاجراءات وهي ما يلي :
1 – ترشيد استخدام الطاقة
2 – زيادة استخدام بدائل النفط كالفحم والغاز والطاقة الشمسية والنووية ومن خلال مخزونات نفطية هائلة تستخدم عند اللزوم
3 – الضغط على الاسعار في السوق النفطية
4 – زيادة انتاج النفط في دول اخرى غير الاوبيك
5 – الحرص على شق صفوف الدول الاعضاء بالاوبيك وزكاء الخلافات فيما بينهم
6 – هذه السياسات والاجراءات نجحت في تحويل السوق النفط من سوق يسيطر عليه البائعون الى سوق يسيطر عليه المشترون .
استخدام سلاح النفط من قبل الهيئات الدولية
لا ينحصر استعمال النفط كسلاح بيد الشركات النفطية الكبرى والدول المنتجة بل تعدى ذلك ليصبح اداة ضغط سياسية تستخدمه الهيئات الدولية والمنظمات الدولية لتنفيذ قراراتها الدولية ، وامثلة على ذلك قرار عصبة الامم المتحدة عام 1936 بمنع وصول النفط الى ايطاليا كي تتراجع عن غزوها للحبشة ، و المقاطعة النفطية التي فرضها مجلس الامن الدولي على روديسيا بسبب تطبيقها التفرقة العنصرية وتمردها على قرارات الامم المتحدة ، وعندما احتل العراق الكويت عام 1990 أصدر مجلس الامن الدولي القرار رقم 661 في مادته الثالثة بفرض العقوبات الاقتصادية الكاملة على العراق ، و القرار الخطير الذي صيغ بأسلوب محكم من قبل اليهودية الصهيونية وامريكا والدول الغربية الاستعمارية ان يوقف صادرات النفط العراقي تماما وفرض الحصار الاقتصادي على العراق ،وليبيا ومنعها من تصدير النفط بسبب رفضها تسليم المتهمين بتفجير طائرة البان امريكان في لوكربي ، اصدر قرارا يمنع موجبه الدول الاعضاء في هيئة الامم المتحدة من التعامل التجاري مع ليبيا والعراق ، لذلك اصبح النفط والسياسة صنوان لا ينفصلان لطالما بقي النفط المصدر الاول للطاقة في العالم ، فللسياسة تأثير في النفط وللنفط دور كبير في صنع القرار السياسي ، يقول محمد حسنين هيكل :" اصبحت الشركات الامريكية في المنطقة عمالقة بترول وسياسة في الوقت نفسه ، وقد تجلى ذلك في تشكيل مجالس ادارتها التي عبثت بمجموعات من كبار المسؤولين السابقين في وزارة الدفاع وهيئة اركان احرب المشتركة والمخابرات ووزارتي الخزانة والطاقة ورجال البترول في تكساس واساطيل البنوك في نيويورك ، وهكذا تداخلت السياسة والبترول في كل عناصر القرار في الولايات المتحدة الامريكية " .
تاريخ منظمة اوبيك
بناء للمبادرة الفنزويلية : عقد اجتماع في بغداد بين 10- 14 ايلول عام 1960 ضم ممثلين عن العراق والسعودية والكويت وفنزويلا وايران ، نتج عن هذا الاجتماع التاريخي انشاء منظمة البلدان المصدرة للنفط " الاوبيك " ، فالمرة الاولى قاومت بعض بلدان العالم الثالث الاتجاهات الاحتكارية للشركات المتعددة الجنسية والدول المصنعة التي ولدتها وذلك عبر تنظيم مشابهة لها " الكارتل " ، فالهدف الاول لهذه المنظمة كان الابقاء على اسعار النفط الذي يستغله الكارتل الدولي النفطي خارج حدودها في مستوى مرتفع ، الهدف الثاني كان تنسيق الجهود التي تبذلها البلدان المنتجة لانتزاع حصة اكبر من الارباح الناتجة عن استغلال ثرواتها الخاصة ، لقد نجحت الاوبيك بسرعة في ايقاف الاتجاه نحو الانخفاض في الاسعار الرسمية ولكنها فشلت في ايقاف تدهور الاسعار الحقيقة ، فانخفضت الحقيقة المدفوعة على النفط الخام 28% في الستينات مع افتراض نسبة تضخم 4% واستمر ظهور الشركات الجديدة في الستينات في منطقة الشرق الاوسط ، في عام 1970 كانت هناك 44 شركة مستقلة و 13 شركة بترولية وطنية بالاضافة الى الشركات الكبرى الثمانية التي تعمل في منطقة الشرق الاوسط .
النفط العراقي والاحتلال البريطاني والامريكي والاسرائيلي للعراق من عام 1914- 1918 ومن عام 1980 – 2005
1 – يقول الامام زين العابدين رضي الله عنه في دعوته للجهاد " دعاء " : " واجعلني ممن تنتصر به لدينك وتقتل به عدوك في الوصف الذي وصفت به اهلك في كتابك : " كأنهم بنيان مرصوص " في أحب خلقك اليك في أحب المواطن اليك ، وارزقني سفك دماء المشركين والناكثين والقاسطين والمادقين والفاسقين والنابذين ، وثبت رجاءك في قلبي وثبت قدمي وافرغ الصبر علي وعلى ذلك فقوني وفي صدور الكافرين فعظمني " .
2 – يقول الامام زين العابدين رضي الله عنه في دعوته للجهاد : " واعني اللهم على جهاد عدوك في سبيلك مع وليك ، كما قلت جل قولك : " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله " وقلت جلت اسماؤك : " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم " . " اللهم فأرني ذلك السبيل حتى اقاتل فيه بنفسي ومالي طلب رضاك فأكون من الفائزين " ، كان الهدف من رغبة زين العابدين في الجهاد ان يحافظ على التراث البطولي لآبائه الكرام فرسان الوغى وابطال الميادين ، انه يريد ان يجاهد لأن الجهاد ضد المشركين طريق حبيب ينتهي الى دار الحبيب ، لكن زين العابدين تحمل كل صعب مستصعب وصولا الى الهدف المنشود وهي دعوته للجهاد .
1- تاريخ الوجود اليهودي في العراق " الاقلية اليهودية "
ان اقدم وجود لليهود في العراق يعود الى القرن الثامن قبل الميلاد ، في الفترة التي كان الحكم فيها للدولة الآشورية ، وقد أخذت أعدادهم بالازدياد بشكل كبير في العصر البابلي الحديث على أثر الحملة التي قادها نبوخذ نصرالثاني سنة 598 قبل الميلاد الى فلسطين وقضائه على مملكة يهوذا حيث نقل معه الى بابل آلافا من اليهود اسكنهم في جوار المدن والقرى البابلية مما ساعدهم على التجمع والاستمرار في ممارسة طقوسهم الدينية وتقاليدهم وتكوين مجتمع خاص بهم لتأمين سيطرتهم وبناء نفوذهم في المجتمع ، واستطاعت الجالية اليهودية في بابل ان تنشئ بيتا ماليا كبيرا كانت له فروع في بلدان العالم القديم وقد اتجه اصحاب هذا البيت وهم اسرة يهودية الى الاقراض بالربا والبيع وعقد القروض مع الشخصيات المتنفذة في بابل ، ان هذا التوجه التجاري حث عليه الحاخاميون اليهود كما ورد في التوراة والتلمود ، وبتقادم السنين اصبح اليهود اقلية مهمة في العراق وتولوا مناصب خطيرة في اجهزة الدولة حتى اصبحت لهم ابان العصر العباسي مستوطنة في بغداد ظلت مزدهرة حتى سقوط بغداد على يد المغول سنة 1258م ، وقد قدر عدد اليهود في القرن التاسع عشر بحوالي 2500 اسرة يهودية سكنوا السلمانية والموصل ، وكان لهم كنيس في منطقة كفري وكانت تشتغل بأخطر الاعمال التجارية والمصرفية وتميزت بالتلاعب فيها ، وكانت تسعى الى حماية بريطانيا وفرنسا الاستعمارية وتعاونت معهم ، وتؤكد " براشا هابس " ان اليهود في العراق كانوا الحنين الى صهيون وهو القوة الرئيسية لليهود الذين كانوا يعملون من اجل اليوم الذي سيأتي فيه المسيح المنتظر المخلص ليعيدهم الى فلسطين ويقضي على دولة الظلم والفساد والطغيان ويعيد الى الارض العدل والرفاه والسلام " ما هذا الهراء المزيف " ، وتقرب عدد من اليهود الاثرياء الى الحكومة ليستلموا مراكز مرموقة في الدولة العثمانية ، وبعد اعلان الحكم الدستوري عام 1876 عين مناحيم دانيال ممثل عن بغداد ثم انتخب ساسون افندي حسقيل مستشارا لوزارة التجارة العثمانية وعضوا في جمعية الاتحاد والترقي ، واعندما احتل البريطانيون الاستعماريون بغداد في 11 آذار عام 1917 كان اليهود يشكلون عنصرا مهما من حيث العدد والثروة ، حيث اقامت مدرسة الاليانس الاسرائيلية في مساء 14 تشرين الثاني 1917 حفل تكريم للجنرال البريطاني مود " فاتح بغداد " وكانت ساحة المدرسة مزينة ومحتشدة بالناس من مختلف الطوائف والاقوام وكانت النساء موجودة وهن يلبسن العباءات بدون غطاء على وجوههن وقد قال احدهم نساؤنا لسن بحاجة الى حجاب ابدا تحت الحكم البريطاني ، وان بغداد اصبحت تحت حكم " نزيه وشريف " ، وقد اوصى المندوب السامي البريطاني السير برسي كوكس السيد عبد الرحمن الكواكبي برسالة بعث بها اليه في 25 تشرين اول 1920 باختيار اعضاء الحكومة فاختير ساسون حسقيل وزيرا للمالية ، وكان من بين الاعضاء الذي شاركوا في مؤتمر القاهرة في آذار 1921 " طبعا هو يهودي " المستر تشرشل وزير المستعمرات البريطانية ومستشاره لورنس العرب " الابن الغير الشرعي " وحضره السير كوكس وبصحبته جعفر العسكري وساسون افندي والمس بيل وتم الاتفاق على انشاء حكومة عربية في العراق يرأسها ملك عربي وهو الملك فيصل ، وفي عام 1923 قلد الملك جورج الخامس ساسون افندي بوسام 12-B-E واصبح يدعى بالسير حسقيل ، كما كان له دور كبير في قضية امتيار النفط حيث خولته الحكومة مفاوضة شركة النفط التركية في شروط الامتياز ، وبقي وزيرا للمالية حتى عام 1920 ، وباعتبار الاقلية اليهودية رعايا بريطانيين وبقاء العراق تحت الحكم البريطاني فقد توجهت الحركة الصهيونية الى العراق وسعت الى توطين اليهود في العراق وترسيخ الفكر الصهيوني بين ابناء الطائفة اليهودية ومساعدة اليهود للهجرة الى فلسطين في رسالة من هرتزل الى الحكومة العثمانية مؤرخة بتاريخ 3/6/1903 حول الهجرة بهدف الاستيطان ، وفي عام 1921 تأسست اول جمعية صهيونية في العراق واصبح رئيسا لها أهرون ساسون الياهو ناحوم واصبحت الجمعية مركزا للنشاط الصهيوني ومكتبته تحتوي على الكتب الادبية والصحف اليهودية وكتب تطوير الادب العبري ، واقام منظمات ومحافل في العراق تعمل بالخفاء مع علم السلطات الحاكمة بوجودها ونشاطاتها ، كما كشفت الرسالة المؤرخة بتاريخ 29/5/1910 التي بعث بها السفير البريطاني في القسطنطينية الى وزير خارجية بريطانيا آنذاك بالوقائع والشواهد دور اليهود الماسونيين في التخطيط للانقلاب على السلطان العثماني عبد الحميد ، ووقع الانقلاب لتحقيق اهدافهم في فلسطين والبلاد العربية وخاصة العراق ، وبعدها تأسس اول محفل ماسوني في البصرة عام 1918 بمبادرة من الحكام والضباط الانجليز تبعه انشاء محفل ثاني في بغداد ثم فتحت اول مدرسة يهودية في بغداد عام 1856 " مدرسة مدراش تلمود وتوراه " من قبل الربائي " موشي لاوي " احد اجداد الحاخام الربائي " حسقيل الوكيل " وكانت تدرس التعاليم الدينية المتطرفة ودواوين الشعر بالعبرية وكان المدرس الربائي " موشي قنطوره " الذي وصل الى بغداد كضابط في الجيش التركي يدرس اللغة العبرية وهناك مدارس عديدة منها : مدرسة الاليانس الاسرائيلية – عام 1846 رئيسها المستر ماكس في بغداد ، ومدرسة لورا خضوري تأسست عام 1839 اول مدرسة لتعليم البنات اليهوديات وترأسها لورا خضوري ، ومدرسة راجيل شمعون عام 1909ورئيسها شمعون معلم نسيم ، وتأسست مدارس يهودية في البصرة عام 1903 ، ومدرسة يهودية في الموصل عام 1907 ، ومدرسة يهودية في مدينة خانقين عام 1913 وكلها فروع لمدرارس الاليانس الاسرائيلية ، كان هدف هذه المدارس تهيئة اليهودي تعليميا وثقافيا ودينيا وبدعم من الجمعيات الصهيونية والاثرياء اليهود والحركة الصهيونية العالمية منذ مؤتمرها الاول عام 1897 ، وهناك العشرات من المدارس اليهودية تأسست على ارض العراق وكذلك فتحت مدارس الاليانس اليهودية ابوابها لغير اليهود من المسلمين والمسيحيين من اجل التأثير في نفوسهم ، وكان بعض الايرانيين المقيمين في العراق يفضلون الدراسة في المدارس اليهودية بتأثير من نزعتهم الفارسية المعادية للعرب ، وهذه المدارس كانت تدار من قبل اليهود في باريس ولندن وكان لها الاثر الكبير في دفع المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي واحياء اللغة العبرية ودراسة التوراة والتلمود والدروس الدينية الاخرى لتحقيق حلمها في العودة الى فلسطين " ما يسمونه ارض الميعاد " ، وكانت الكتب المقررة لدراسة التاريخ في هذه المدارس ترتكز على موضوعات معينة ذات دلالات خاصة مثل اورشليم وما يسمى بالسبي البابلي لليهود ومواقف العرب من اليهود قبل الاسلام وبعده وكيف هب ملوك الفرس لمساعدة اليهود واعانوهم في العودة الى فلسطين وبناء الهيكل من جديد " كورش الفارسي " وفي جميع هذه الدراسات التاريخية تشويه مقصود للتاريخ العربي الاسلامي وآثار الحقد والضغينة على العرب والمسلمين وتراثهم الحضاري العريق واظهار التاريخ اليهودي بمظهر الفاعلية والطاقة السياسية والاجتماعية مما يغرس في نفوس الطلاب أفكار معاداة العرب ورفض التعايش معهم ، ومبادئ الدعاية الصهيونية لخدمة اهدافها .
لقد أولت المدارس اليهودية اهتماما خاصا بتدريس اللغات الثلاث العبرية والفرنسية والانجليزية ، كما ان المعلمين والمدرسين اليهود الذين جاؤوا من فرنسا الاستعمارية والاقطار الاوروبية ومن فلسطين للتدريس في المدارس اليهودية في العراق كانوا يحملون افكارا معادية للعرب وللغة العربية ولتاريخ العرب وتراثهم الحضاري ، وتقوم بتنشأة الاطفال اليهود نشأة صهيونية محضة فيتقزز من مظهر العرب وينفر من كل ما يسمى وطن عربي ، وكان كل طالب يهودي يقاصص اذا تكلم بالغة العربية ويجبر على التكلم باللغة الفرنسية ، الى جانب ذلك فقد وجهت المدارس اليهودية في العراق الى التثقيف العسكري والتجسس وعملت على تجنيد اليهود في التشكيلات العسكرية التخريبية والتدريب على الاسلحة وصنع القنابل والمتفجرات وكيفية استخدامها ، وتعتبر هذه المدارس من اخطر البؤر في العراق حيث القت شرطة بغداد القبض على مسعودة شمطوب رئيس المنظمات الصهيونية كان قد خبأ في كنيس يهودي ومعه الاسلحة والمتفجرات والنشرات وكان ذلك عام 1950 – 1951 في طريق لتنفيذ المخطط الصهيوني بالاستيلاء على ارض فلسطين العربية ، وكانت هذه المدارس اليهودية في العراق تحضى بالمزيد من الدعم والاسناد من قبل الولاة في العهد العثماني ومن بريطانيا المتحكمة في شؤون العراق ومن اليهود الاثرياء الذين يتحكمون في مجلس الاعيان وسيطرتهم على اقتصاد العراق ، واشتهر اليهود بالتجارة والوكالات مع الشركات الاجنبية وفي مجال النفط والصيرفة " في منطقة الشورجة " والربا ، وكان اليهود عام 1935 – 1950 يشكلون الاغلبية في غرفة تجارة بغداد ، و 95% من واردات العراق قبل الحرب العالمية الثانية بأيدي اليهود ، فكانوا يتبرعون للمدارس اليهودية بالمال وكان اليهود الاثرياء في العراق موزعون في المدن الرئيسية ذات الاهمية الاقتصادية والمالية مثل بغداد والبصرة والموصل والحلة والعمارة والناصرية وكركوك وخانقين وكان هؤلاء وفق مخطط متفق عليه مسبقا فيما بينهم في جميع انحاء العراق ، أسسوا المدارس اليهودية لتعليم ابنائهم اللغة العبرية والتاريخ اليهودي واللغات الاجنبية والعلوم والتجارة واصول المحاسبة ليعينوهم في التحكم بزمام الامور في ميادين التجارة والصيرفة وليكونوا عونا للصهيونية في الهجرة الى فلسطين ، وتقديم المعلومات الاستخباراتية لهم ، وكانت القنصلية الفرنسية الاستعمارية في بغداد تقدم مساعدات مالية الى مدارس الاليانس الاسرائيلية وكانت تصرف اكثر من 3000 دينار عراقي سنويا ، وكان اعضاء الغرفة التجارية ورئيسها " ابراهيم حييم معلم اسحق " هم حسقيل شمطوب – خضوري شكر – خضوري ميرلاوي – رحمين نسيم مصري – شاؤول منشي – صالح اليشاع ساسون – حيون عبودي – عزرا الياهو العاني – يامين موشى شاشا ، يوسف الكبير عضو استشاري ، مير بصري معاون السكرتير ، هؤلاء كلهم يهود ، حتى اقالوا وزير المعارف ساطع الحصري عندما اصدار قرارا بقطع المساعدات المالية عن المدارس الاجنبية غير ان الطائفة اليهودية اعترضت على هذا القرار الا ان وزير المالية ساسون حسقيل اغتاظ من القرار وقرر ابعاده .
ان عوامل عديدية ومؤثرة قد ساعدت على تعزيز دور المدارس اليهودية في العراق في تنفيذ المخططات الصهيونية ومن ابرزها وجود رجال بريطانيا المتنفذين في الحكم ابان العهد الملكي والذين عملوا على اقامة المحافل الماسوينة والمحافل البهائية في العراق وحماية اليهود ومساعدتهم في احتلال مراكز مهمة في الحياة الاقتصادية في العراق ودوائر الدولة ومؤسساتها التشريعية ، وكان عدد اليهود في عام 1920 " 87488" ، وكان عدد اليهود في عام 1947 " 117877 " موزعين على انحاء العراق اولا بغداد وثانيا البصرة وثالثا الحلة – الدليم – الديوانية – الكوت – المنتفك – كربلاء – والنجف .
والجمعيات الصهيونية التي أسست في العراق عام 1924 هي :
1 – الجمعية الصهيونية ليهود بلاد الرافدين في بغداد والبصرة
2 – الجمعية الادبية العبرية ، وجمعية شبان بني يهودا مقرها في خانقين والعمارة
3 – الجمعيات الصهيونية الارهابية التي تأسست بعد حزيران عام 1941 وهي : حركة حالوتس " الطلائع " – الهاغانا – ومنظمة هشوراه المسلحة ، ومن اخطر فعاليات هذه المنظات الصهيونية القيام بالنشاط التجسسي والتخريبي داخل العراق ، وجمع المعلومات عن الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية من مصادر رسمية وغير رسمية ، مثال على ذلك الطالب اليهودي " لطيف فرايم " في القسم التجاري التابع لمدرسة شمساش الاعدادية كان مكلف من قبل الجمعية الصهيونية السرية وهو عضو فيها بالقيام بجمع المعلومات من وزارة الخارجية العراقية والشؤون الاجتماعية ومصرف الرافدين ، واعتراف " ابراهيم كركوكلي " بالتجسس ، وكانت المعابد اليهودية وكرا للتجسس والتخريب اذ بلغ عدد المعابد في بغداد " 41 " معبدا " منهم : سامي برصوص – ابراهيم الياهو دوري – يوسف بصرى – سليم عزرا معلم – ادورد مشعل – اسحق يعقوب وغيرهم كثير ، حيث كان صالح جبر وزيرا للداخلية وكانت سكرتيرته يهودية شقيقة الطبيب " كرجي ربيع " الذي شغل منصب مدير الصحة في القدس ، ولعبت دور كبير في تهجير عدد من اليهود الى فلسطين ، وكان لصالح جبر صلات قديمة مع الانجليز حيث درس وهو شاب في المدرسة الجعفرية وعين حاكما في السماوة ووزيرا للمعارف ورئيسا للوزراء ، وتم القاء القبض على يهود لارتكابهم جرائم في العراق وتم تقديمهم للمحاكمة مثل " مردخاي بن فرات – اسماعيل بن مهدي صالحون وهو يحمل جواز سفر ايراني وفيه معلومات تبين انه مسلم وتبين انه يهودي واسمه الحقيقي يهودا مئير منشي – وروبرت هنري دودني وهو يهودي بريطاني كان يتسلم تقارير ويرسلها الى اسرائيل عن طريق طهران بواسطة سائق سيارة ايراني اسمه فريد ويرسلها بالبريد ، وكانت نوعية المطابع التي عثر عليها في أوكار التجسس والتخريب الصهيوني عام 1951 في مراكز الحزب الشيوعي العراقي ورئيس الجمعية الصهيونية في طهران " بنيك ولسن بنيت " وكان يدخل الى العراق ويغادرها في غفلة بعلم من الجهات المعنية ودوره البارز في قضايا التجسس الصهيوني على العراق عام 1951 ، والصهيوني الايراني " مويز مناحيم سعديا " والمعروف بنشاطه الصهيوني في العراق والجزيرة العربية والمكلف بالاتصال مع الصهاينة بالعراق .
ان دلائل عديدة تؤكد قيام المنظمات الصهيونية في ايران بمهمة وتنسيق دقيق بين النشاط الصهيوني في العراق وايران والكيان الصهيوني .
2- تاريخ الوجود الايراني في العراق " الجالية الايرانية
شهد العراق منذ عهد كورش الأخميني الذي احتلت قواته الغازية مدينة بابل عام 539 ق.م. وغزوات اخرى للعراق ، لقد جلب الاسكندر المقدوني في عام 331 ق.م. معه من ايران الى العراق اعدادا كبيرة من المرتزقة الفرس وقد استوطنوا في بابل مع المجموعات التي سبقتهم من سبايا الغزو الآشوري والبابلي ، وشارك الفرس البابليين في وظائف الدولة حتى اصبحت الادارة مقتصرة على الفرس وتطبيق النظام الاقطاعي الذي كان سائدا في اوروبا في العراق واستخدام أوزان ومقاييس وفق أهوائهم في الربح وتراكمت اموال هائلة لدى الغزاة الفرس مما ادى الى حجم الفقر الذي حل في مدينة بابل ، وتتابعت الثروات في العراق بدأ من الاحتلال الأخميني وهي اولى السلالات الفارسية التي تمكنت من اقامة امبراطورية مترامية الاطراف وامتد حكمها من 650 ق.م. – 331 ق.م. ، وكان من اشهر ملوكها كورش الاول وابنه قمبيز ودارا الاول ، ومن ثم جاء السلوقيين – احد قواد الاسكندر المقدوني الذي توزعت الامبراطورية بينهم فكانت بلاد الشام والعراق وايران تحت سيطرتهم وامتد من عام 312ق.م. – 135 ق.م. ، ومن بعدهم جاء الفرثيون - وهم السلالة الفارسية التي حكمت المنطقة وامتد حكمها من عام 247ق.م. – 226 ، ومن بعدهم جاء الساسونيين - وهم آخر السلالات الفارسية التي حكمت المنطقة وقد امتدت فترة حكمهم من 226م – 637م ومن اشهر ملوكها أددشير وكان آخر ملوكها يزدجر الذي اغتيل اثناء هروبه من مقابلة الجيش العربي بعد فتح القادسية فكان " يوم ذي قار " سنة 610م وهو اول انتصار للعرب على الفرس ، ثم فتحت ابواب الهضبة الايرانية امام انتشار الاسلام الا ان الفرس الذين دخلوا الاسلام أغاظهم ان يكون العرب حملة الرسالة السماوية بتعاليمها السامية الهادية لجميع شعوب العالم ، لذلك أقروا بواقع سيادة الاسلام دون الاعتراف بسيادة العرب خلافا للشعوب الاخرى فكانوا شوكة في جنب العروبة والدين في محاولات خبيثة استهدفت تخريب الاسلام من الداخل بالفتن والدعوات المجوسية ومقاومة كل سلطة اسلامية غير فارسية ، وكان اخطر أدوارهم هو ما عرف في التاريخ العربي بالحركات الشعوبية الهدامة ذات الابعاد الفكرية والاجتماعية التي استهدفت الحط من شأن العرب وحضارتهم العظيمة ، فهاجمت تاريخ الامة العربية وتقاليدها وحاولت تشويه الدين الاسلامي وترويج للافكار الغربية التي تؤدي الى التفكك السياسي والتحلل الاجتماعي للاسلام ، وهذه الحركات التي خرجت من ايران الى العالم الاسلامي مثلت محاولات الفرس للتسرب الاستيطاني في الوطن العربي حتى يتم غزوه فكريا وعقائديا من الداخل تمهيدا لغزوه عسكريا من الخارج " وهذا ما تم بالفعل " ، واذا كان الحقد الفارسي على العرب قبل الاسلام قد تجسد في غزواتهم العسكرية لأرض العرب واحتلالها واخضاعها لسيطرتهم ، فقد اتخذ بعد الاسلام وفي سنينه الاولى صورة اغتيال قادة العرب المسلمين البارزين فعمل الهرمزان قائد الجيش الفارسي " الذي انتصر عليه الجيش العربي بقيادة ابي موسى الاشعري " على تحريض " ابو لؤلؤة " على اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كما دبر قائد الفرس " زادوية " مع الخوارج مؤامرة خطيرة استهدفت حياة الامام علي رضي الله عنه ، وبعض رجال العرب البارزين ، فكان استشهاد الامام علي بن ابي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم حلقة ثانية في مسلسل التآمر الفارسي على قادة العرب الاوائل ، ولما لم يجن الفرس ثمار حقدهم العنصري باغتيال خليفتي المسلمين توجهوا الى الدولة الاموية لاسقاطها من خلال التظاهر بالوقوف الى جانب العباسيين الذين وطدوا العزم على اقامة دولتهم على انقاض الدولة الاموية وقد تمثل هذا باندساس " ابو مسلم الخرساني " في صفوف الدعاة العباسيين في خراسان ليكون له دوره ، بعد نجاح الثورة العباسية والالتفاف عليها واخضاعها للارادة الفارسية و فصل خراسان عن الدولة العباسية فضلا عن اقدامه على اغتيال زعماء القبائل العربية في خراسان من امثال " سليمان بن كثير الخزاعي – علي بن جديع الكرماني " وعدد من الثوار الذين شاركوا في الثورة العباسية ليصبح الخراساني الزعيم الذي لا منافس له في خراسان ، ولما قتل ابو مسلم الخراساني على يد الخليفة العباسي " ابو جعفر المنصور " تعلق به الايرانيون واعتبروه بطلا شعبيا ايرانيا ونادوا بالثأر له من العباسيين واعتبروه هالة من العظيم والقدسية وغالوا فيه وانه لم يمت وانه نبي وصف بالالوهية وصار فيه من روح الله ، ونمت فرق تابعة له جمعت بين العنصرية والزندقة اراد بها الفرس تشويه الاسلام وتفتيت وحدة المسلمين واثارة الفتن والصراعات بينهم ، وجميع هذه الفرق تظاهرت بالتشيع ودعوى مناصرة آل البيت من أئمة الشيعة الاثني عشر والزيدية الا انها أساءت اساءة بالغة للمسلمين عامة والى الشيعة خاصة مما حمل الأئمة على معاداتهم والتبرؤ منهم واكفارهم واكفار غيرهم من الغلاة " والغلو هو تجاوز الحد في الدين ، والغلاة هم الذين غلوا في حق أئمتهم حتى اخرجوهم عن حدود الخليقة وحكموا فيهم بأحكام الالهية " وكانت بداية الغلو مرتبطة بعبد الله بن سبأ الذي عاش في اليمن يوم كانت تحت النفوذ الفارسي عندما اعلن اسلامه وهي خدعة وقام بتأليه الامام علي بن ابي طالب ومن ثم طرده خارج المدينة ، وقد اعتمدت الفرق المغالية آراءا وافكارا قديمة وقفت بوجه انتشار الدعوة الاسلامية في الاقطار التي حررها العرب المسلمين من الوثنية والشرك وخاصة في ايران ، وكانت هذه الافكار والآراء هي التناسخ – البداء – والتأويل الرمزي والباطني ، وكان الهدف الاساسي هو الدعوة الى دين المجوس وتحويل القرآن الكريم الى نسيج سقيم من الاكاذيب والجهالات ، وكانت الزرادشتية الفارسية الاساس الفكري لانتشار الزندقة والالحاد في ايران وخارجها في العصر الاسلامي ، وهذه العقيدة المستفاة من الزرادشتية ومذاهب الفنوصيين بعقيدة الموت الظاهري مؤداها يعني الموت عن البشر بدعوى حلول الالوهية فيهم ، ومنبينها المانوية التي ظهرت في عهد الملك الساساني " شاهور سابور " ، والمزدكية التي دعا اليها مزدك في عهد الملك " قباذ الساساني " ، والحرفية والدهرية ، كلها استهدفت محاربة وهدم الاسلام من الداخل وهو السبيل لتحقيق اهدافهم فكرهوا العرب والاسلام ، وفي عهد السيطرة البويهية في العراق 946 – 1055م وينتمي البوهيون الى رجل اسمه " بويه " كان يعمل حمالا وهو من اهل الدليم الذين يقطنون في الاطراف الغربية من بحر قزوين وهم قبائل فارسية اصولها مجوسية ، استغل بويه ضعف الخلافة على الاقليم ففرض هيمنته على جبال الدليم ثم وسع سلطانه حتى شمل بلاد الهضه الايراني وعندما توفى خلفه اولاده الثلاثة الذين قاد احدهم وهو معز الدولة جيشا لاحتلال بغداد فدخلها ولم يبقى للخليفة الا السيادة الاسمية ، وقد تميز هذا العهد بالفتن والاضطرابات ، اذ عمد البويهيون الى خلق النعرات الطائفية وتفكيك وحدة العراق ورافق ذلك تدهور في الحياة الاقتصادية وتقلص في الاحوال العمرانية مما دفع الكثير من السكان الى ترك بغداد التي سادها الخراب الذي ادى الى زيادة حجم الجالية الايرانية في العراق ، بعدها استطاع الشاه اسماعيل الصفوي احتلال بغداد عام 1508 ولغاية عام 1534 " والمعروف ان الدولة الصفوية ترتد في اصولها الى الشيخ صفي الدين الدربيلي الذي عرف بميوله ونزعاته الصوفية وعلى المزج بين افكار الزنادقة والشعوبية " ، عانى العراقيون خلالها الوانا من المآسي والفواجع وهدمت الكثير من المراقد المقدسة بهدف تمزيق وحدة الشعب وخلق النعرات الطائفية في صفوفه وسب الخلفاء الراشدين .
وفي مطلع القرن التاسع عشر وجدت الشعوب الفارسية متنفسا لها في الحركة البابية " البهائية " ، والبابية نسبة الى الميرزا علي محمد رضا الشيرازي المولود في شيراز عام 1235هـ - 1918م والذي عرف منذ نعومة اظفاره بالشذوذ الفكري ، والدجل وادعاء المخاريق وكان قد لازم في صباه الشيخ كاظم الدشتي وجاء الى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وعمره عشرون عاما وادعى لنفسه " المهدية " وانه الباب الى الامام المستور المنتظر وانه سيعيد الى الارض العدل والسلام ثم ادعى النبوة ، فالالوهية على طريقة الحلوليين والتناسخيين من اتباع الفرق الباطنية الغالية وعرفت الحركة من بعده بالبهائية ، في عهد تلميذه الميرزا حسين علي المازنداني الملقب ببهاء الله ، بالبهائية ، وكما التقت المجوسية والصهيونية قديما فقد التقت البهائية مع الماسونية والحركة الصهيونية حديثا حتى بلغ الامر باليهود المتحمسين للبهائية كما يقول كويلد زيهر : " ان اليهود استخلصوا من دفائن العهد القديم وتنبؤات اسفاره ما ينبئ بظهور " بهاء الله – وعباس " وزعموا ان كل آية تشهد بمجد يهوه انما يعني ظهور مخلص العالم في شخص بهاء الله وكلها ديانة ملفقة ومصطنعة استمدت مفرداتها وعقيدتها من اديان المجوسية واليهودية اهدافها ازالة السيادة العربية وهدم الدين الاسلامي والتحلل من النواميس الاخلاقية وهدم العروبة والاسلام " وفي الوقت نفسه كان في ايران محفل ماسوني انضم اليه عدد من رجال الدين والاثرياء وملالي ايران منذ مطلع القرن العشرين نذكر منهم الشيخ ابراهيم الزنجاني وسيد نصر الله التقوى وهو الذي قام بترجمة الدستور الماسوني الثاني لمحفل يقظه ايران ، وآية الله ملك المتكلمين الاصفهاني ، والشيخ فضل الله نوري ، جندور الدين كيانوري السكرتير الاول لحزب توده الشيوعي الايراني الذي اعدم بتهمة افشائه اسرار الماسونية ، وميرزا صادق خان الفاراهاني ، وميرزا ملكم خان ناظم الدولة مؤسس المحفل الماسوني في ايران وواضع كتاب تاريخ ثورة الدستور الايرانية ، والشيخ مرتضى نجف ابادي من محفل يقظه ايران ولهم صور مع استاذه وضباط المحفل عام 1914 ، وآية الله السيد محمد صادق الطبطبائي كان في المحفل الماسوني المعروف بيقظه ايران الذي شكل حركة الشروطية وكان تسعون من اعضاء هذا الحزب ممثلين في اول مجلس نيابي تم انتخاب اعضائه فكم من الماسونيين من رجال الدين كانوا الى جانب السيد محمد صادق طبطبائي في حركته المشروطية ؟ وتؤكد مصادر ان الماسونيين لعبوا دورا كبيرا في ثورة الدستور الايرانية وكانوا يتولون قيادتها سرا ، لقد قال د. محمد حسين ميمندي نجاد مؤلف كتاب الماسونية في ايران : " ان محمد صادق طبطبائي كان من اعضاء المحفل الماسوني الفرنسي هو وولده اما آية الله " ابو القاسم الكاشاني " الذي لعب دورا تخريبيا في الحركة الوطنية التي قادها د. مصدق في اوائل الخمسينات فقد كان من رجال الدين الماسونيين الذين اسهموا في الحركة الدستورية الايرانية المشروطة وذهب الى لبنان وانتخب عضوا في مجلس النواب في غيابه في المنفى وطلبت السفارة الامريكية من الشاه ان يعود عميلهم وصديقهم الكاشاني بمظاهر التبجيل والاكبار الى ايران وقد ساعدهم في ذلك جمعية فدائيان اسلام المعروفة بتعصبها الديني وتساندها ماديا ومعنويا ، وفي اوائل القرن العشرين اراد الاستعمار البريطاني ان يمارس لعبته في المنطقة وهو طامع في خيرات بلدانها وخاصة النفط بعد ان حصل على امتياز لاستثمار النفط في ايران في اتفاقية دارسي الموقعة بين بريطانيا وايران في 20 ايار عام 1901 ، فراح الكاشاني يغذي عوامل العداء بين العراق وايران مستخدما الورقة المذهبية سلاحا بيده لهذا الغرض ومستفيدا من وجود الجالية الايرانية في العراق الى جانبها عدد من رجال الدين الايرانيين الذين يدرسون في الحوزات الدينية ويقيمون في المدن المقدسة مثل النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء ، والجدير بالذكر ان عددا من الايرانيين كانوا قد اقاموا في المراكز العلمية والدينية في العراق وتنعموا بخيراته المادية وافادوا من مراكزه الفكرية ، كانوا يستغلون مراكزهم العلمية وثقلهم الديني لنصرة ايران ومصالحهم وذلك من خلال ما تتمتع به المدن المقدسة من فعل وقوة وتأثير ، لم يحاولا الوقوف الى جانب العراق ومصالحه الوطنية والقومية ، لقد اشار السير كوكس الحاكم البريطاني في بغداد عام 1917 انه استلم برقية من ثلاثة من رجال الدين الايرانيين المقيمين في العراق وهم اليزدي في النجف والمازندراني في كربلاء وميرزا تقي في سامراء يلتمسون فيه مقابلته وعبروا له عن حرصهم الشديد على مستقبل الدولة الفارسية بعد الحرب ، وقد بقيت علاقاتنا ودية وصميمية مع هذه الشخصيات الدينية البارزة ، وعندما اعتلى العرش في ايران رضا خان عام 1925 بدعم من بريطانيا اصر على عدم الاعتراف بالعراق واقامة علاقات معها ، وفي عام 1928 تفاقمت اعمال النهب والسلب والتجاوز على الحدود العراقية الايرانية وتحريض القناصل الايرانيين في العراق لابناء القبائل المتاخمة لحدود بلادهم على التجنس بالجنسية الايرانية ، كما قامت ايران بالضغط على العراق لمنح الجالية الايرانية الحقوق والامتيازات واستخدمتها كقوة سياسية ضاغطة على العراق واعتبار الرعايا الايرانيين جزء من الرعايا الاجانب ، واشترطت ان تبقى الحدود التي قررت عام 1921 وتكون الملاحة حرة في شط العرب ولايران حقوق متساوية في شط العرب من مصبه الى غاية الاراضي الايرانية ولرعاياها حرية صيد الاسماك في تلك المنطقة ، وتبلغ وقاحة ايران الى الحد الذي تجعل من نفسها وصية على الاماكن المقدسة وتنص عليه ضمن شروطها .
لقد اولى البريطانيون منذ بداية الاحتلال عام 1917 اهتماما خاصا وحرصا شديدا بالجالية الايرانية في العراق واسرعوا مع بدء الاحتلال الى تطمين ايران على ارواح وممتلكات الفرس المقيمين في العراق ، وهناك وثيقة اخرى مؤرخة بتاريخ 24آذار 1917 خولت فيها حكومة صاحب الجلالة البريطانية المفوض في طهران بابلاغ الحكومة الايرانية " برقية بلفور وزيرالخارجية البريطاني " بنوايا بريطانيا في اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية رعايا الفرس وممتلكاتهم في العراق ، وبرقية اخرى من وزارة الهند الى نائب الملك المؤرخة بتاريخ 20آذار 1917 والتي جاء فيها : " عليكم ان تنتهزوا كل فرصة ممكنة ومناسبة لاسترضاء الرعايا الفرس " ، لقد سارع الايرانيون المقيمون في العراق ومنهم رجال الدين من المرتبطين بايران وسياستها التآمرية الى الترحيب بسلطات الاحتلال البريطاني فقدموا للانجليز ما كانوا بحاجة اليه من دعم ومشورة وتأييد ، ومقابل ذلك قدمت لهم مكافآت على هذه الخدمات وعبرت لهم عن امتنانها وشكرها لهم واعتبار الاقلية الايرانية اقلية متميزة لها خصوصية معينة حسب قانون الاجانب الذي نصت عليه المعاهدة العراقية البريطانية ، وهناك برقية اخرى مؤرخة بتاريخ 13 نيسان 1917 مرفوعة الى وزارة الدفاع في لندن من قبل رجال الدين الايرانيين جاء فيها : " انهم يقدمون التهاني القلبية الى جلالة ملك بريطانيا بمناسبة احتلال قواته بغداد " دار السلام " ، ان شاه ايران رضا بهلوي الذي تظاهر بالحرص على العتبات المقدسة في العراق واعطاء رجال الدين دورا متميزا يختصون به هو نفسه الذي يحارب رجال الدين في ايران ويعتبرهم اعداء لنظام حكمه ، فوجه جنوده نيران اسلحتهم الى المصلين ورجال الدين في صحن مرقد الامام علي بن موسى الرضا في مشهد ومنع زيارة الايرانيين للعتبات المقدسة في العراق حتى نهاية حكمه عام 1941 ، الا ان اهتمام رضا بهلوي وابنه محمد رضا من بعده بالجالية الايرانية المقيمة في العراق جعلهم مرتكزا اجتماعيا وسياسيا ودينيا فارسيا مؤثرا في الوضع الداخلي للعراق خدمة لمصالح نظام الحكم في ايران ، فكان اهتمام حكام ايران بتأسيس المدارس الدينية في العراق لتنفيذ خططهم العدوانية والتوسعية ضد العراق وضد الامة العربية تقوم على غزوه فكريا وعقائديا من الداخل وذلك تمهيدا لغزوه عسكريا من الخارج واغتيال القيم الخلقية وضربها ، واستغلال المسألة الطائفية كأداة ووسيلة للتبشير بتعاليمها الباطنية والدعوة الى المفاهيم الفارسية الاعجمية معتمدة في ذلك على العناصر الشعوبية الحاقدة على العروبة والاسلام ، والمدارس التي قامت ايران بانشائها على ارض العراق هي ما يلي :
1 – حزب الدعوة العميل : صاروا اداة مسخرة للعدو الايراني في حربه ضد العراق وقاموا بأعمال تخريبية وقتل وتدمير
2 – مدرسة دار الحكمة : كانوا يعملون لصالح ايران – ومعظمهم ايرانيون
3 – مدرسة اليزدي : كان اعضاؤها يعملون لصالح حزب الدعوة العميل وكانوا ينقلون المعلومات العسكرية عن العراق لايران
4 – مدرسة جامعة النجف الدينية : مؤسسها محمد الموسوي الشهير بـ كلانتر وكان طلاب هذه المدرسة من افراد التبعية الاجنبية ، وقد هرب قسم منهم الى ايران وهؤلاء جميعا اعضاء في حزب الدعوة الايراني
5 – مدرسة الشبرية ومدرسة القزويني ومدرسة المهدي : كلهم اعضاء في حزب الدعوة الايراني ومن ابناء التبعية الايرانية
6 – المدرسة الحسينية : تأسست في كربلاء عام 1909
7 – المدرسة العلوية : تأسست عام 1909 من قبل الهيئة العلمية في النجف
8 – مدرسة بهلوي في البصرة : عام 1920
9 – مدرسة شهربانوا في الكاظمية : تأسست عام 1957
وكانت هذه المدارس الايرانية مهمتها تعزيز الدراسات الدينية وابعاد الطلاب العرب عن الدراسات الدينية ومنعت العرب من دخول هذه المدارس لينفرد الايرانيون بالسيطرة على الحوزة العلمية في النجف وكربلاء ، وكانت هذه المدارس تدار من قبل القنصل الايراني في العراق " السفارة الايرانية " وكان يوجد في هذه المدارس صورة رئيس الدولة الايرانية ، وكان يرفع العلم الايراني في هذه المدارس ، وكانت سجلات هذه المدارس باللغة الفارسية ، وتدرس باللغة الفارسية ، وتدرس القومية الفارسية ، وكانت هذه المدارس تخلو من الخرائط العراقية والوطن العربي لأنها لا تعترف بالعراق بلدا مستقلا وجزءا من الامة العربية ، كما قامت السلطات الايرانية في منطقة الاهواز العراقية المحتلة ضد المدارس العراقية في تطبيق سياسة القمع والارهاب ضد ابناء عرب الاحواز ومنعهم من دراسة اللغة العربية وحرق العلم العراقي من قبل الحرس الثوري والاعتداء على الطلبة والمدرسين وكتابة الشعارات المعادية للعراق على جدرانها ، واختير المعلمين الايرانيين الاكثر تعصبا للنزعة الفارسية ، وتعليم التاريخ والجغرافيا الايرانية في المدارس وتعمل على غرسها في اذهان الطلبة ونفوسهم داخل ايران وخارجها ، حيث ان معظم المدارس الايرانية قد اسست في مدن عراقية مقدسة فيها مراقد الائمة مثل النجف – كربلاء – الكاظمية وبغداد ، والتعليم في هذه المدارس كان منصب على التعليم الديني من منطلق طائفي لمواصلة النهج الذي اختطه الصفويين اثناء احتلالهم العراق في القرن السادس عشر للميلاد بغية خلق الانقسامات المذهبية والخلافات بين ابناء الشعب العراقي وتمزيق صفوفه واخضاعه لحكام ايران ، وقد احتمى مخطط هذا النهج الشعوبي الفارسي بالجالية الايرانية في المدن العراقية والمتجنسين بالجنسية العراقية من الايرانيين ، وتعليم القرآن الكريم باللغة الفارسية " ويذكر انه في عام 1961 قام وزير الداخلية مهدي بيراسته بزيارة الى عربستان وقد عبر عن امتعاضه الشديد عندما سمع المواطنون يتحدثون اللغة العربية وطلب من مدير التربية والتعليم قائلا : " ارى هؤلاء الهمج العرب يتحدثون باللغة العربية احذرك من ذلك " ومن بين الايرانيين الذي تخرجوا في الاعداديات والكليات العراقية وعملوا في الدوائر الرسمية في ايران : كاظم اذرمي – في وزارة الخارجية ، عباس اذرمي – في جهاز السافاك ، حسن كشريفي في الاستخبارات العسكرية ، جعفر سلماسي مقرب من بلاط الشاه ، وكانت المدارس الايرانية تسمح باشتراك طلاب افغان وباكستانيين وهنود وجنسيات اجنبية ولا يسمح للعرب بدخول هذه المدارس ، ففي عام 1920 قام محمد احمد خان بهادر " وهو من اصل هندي وكان عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة وكان له مكتب محاماة ، وقد عثر على صورة له الى جانب ملك بريطانيا جورج السادس في عربته الملكية " واجتمع مع رجال مخابرات بريطانيين في البصرة عام 1946 لبحث وضع اذربيجان الايرانية التي احتلها السوفييت عام 1941 ، وهو كان حاكما على كربلاء وقد دخل العراق مع الحملة البريطانية في عام 1914 وقام بتأسيس مدرسة له فاتصل بالتجار الايرانيين وبالشيخ محمد حسين الحائري مازندراني احد رجال الدين الايرانيين في كربلاء فأفتى له بفتح المدرسة المذكورة ، " تصورا يا عرب العراق يحكمه اجانب " ، وفي تلك الفترة كان يصدر في العراق صحف ايرانية منها مجلة بهار الربيع الصادرة في ايران ، صحيفة كرمنشاه ، كما كانت تصدر في النجف ثلاث مجلات باللغة الفارسية " مجلة الغري الصادرة عام 1909 عن مطبعة حبل المتين بعد استيرادها من الهند ، مجلة نجف اشرف عام 1920 باشراف ابن القاسم الكاشاني ، الى جانب تأسيس المدرسة العلوية الذي اسسها المدعو ميرزا عبد الرحيم الباكوبئي وهو من باكو الاذربيجانية ، وقد اتخذ من هذه المدرسة محفلا ايرانيا سريا كان يختلي فيه مع العناصر الايرانية للتخطيط وتدبير الدسائس والمؤامرات ضد العراق ، واسماعيل المحلاتي – عبد الحسين الدشتي – عبد الكريم الشيرازي وهؤلاء كانوا المشرفين المسؤولين عن اصدار مجلة نجف اشرف ومجلة اسلام ، وكانت تلك الصحف تقدم للجالية الايرانية في العراق الوانا من المواد الفكرية والثقافية المسمومة وتغرس في اذهانهم النزعات العنصرية والطائفية وفتاوى وبيانات باللغة الفارسية ، الى جانب الكتب الايرانية التي طبعت في النجف مثل : عزت ديروز ذات امروز ، الحكومة العثمانية بالفارسية في النجف ، وكتاب نوروز درتاريخ لعبد الرضا الشهرستاني ، وكتاب هدية الاخوان لمحمود التبريزي عام 1939 ، وكتاب كوشه اي ارتاريخ ايران لنصر الله الشيرازي عام 1962 .
لقد اصبح للتجار الايرانيين مركزهم المتميز في الاسواق التجارية العراقية في بغداد خاصة في سوق الشورجه وسيطرتهم عليه ، في الكراده والمنصور ، وهاشم بهبهاني التاجر الايراني الذي امتلك العشرات من المحلات التجارية والمساكن في كربلاء والنجف ، لقد كان الايرانيون التجار ضد كل توجه اشتراكي في اقتصاد العراق بشكل خاص وضد كل توجه قومي وحدوي عربي ، ومن تجار بغداد المعروفين من ابناء التبعية الايرانية ممن شاركوا في حزب الدعوة ومنظمة العمل الفارسية ميولها التآمرية والتخريبية على العراق : هاشم مهدي البياع ، مرتضى الحريري ، مرتضى صالح العذاري ، سالم حسن حيدر ، مير محمد الشكرجي ، مير علي غلام ، علي جان ، الايراني علي الزبيدي ، حيدر محمد علي ، والفئات الشعوبية والحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الذي كان مؤسسوه من ادوات وصنائع المصالح البريطانية ، وتشكلت قيادته من عناصر فارسية وضعت نفسها في خدمة نظام حكم الشاه الايراني وخدمة المصالح الامبريالية وازداد نفوذ العناصر الايرانية عندما تسلم الخميني السلطة في ايران عام 1979 وعقد مؤتمر " قم " للمنظمات الطائفية في العراق ولبنان والخليج العربي حيث وضعت خطوط عامة في تصدير الثورة واقامة امبراطورية فارسية في الوطن العربي تحت غطاء الدين والطائفية في الخفاء ، وفي العراق وجد الصهاينة في الحزب الشيوعي العراقي الذي عرف بحزب الاقليات وفي ميوله ونزعاته الشعوبية المناهضة لحركة القومية العربية فاصبح اليهود من بين قيادييه وكوادره وكانوا من المؤيدين في تقسيم فلسطين واقامة الدولة اليهودية ، وكان لليهود الدور البارز في مظاهرة التأييد التي اقامها الحزب الشيوعي العراقي في عام 1948 انتصارا لاقامة اسرائيل ، كما انتسب العديد من الايرانيين لهذا الحزب بما فيهم حسين احمد الرضوي واسمه المزيف سلام عادل ، و شمعون شلومو بلاص محرر صحيفة العصور والاساس في الحزب الشيوعي ، كما وجد اليهود الصهاينة في الحركة الكردية المسلحة بقيادة البارزاني ذات الطبيعة الشوفينية الاقرب لتحركهم من خلال تعاونها مع الانجليز في الاربعينيات ومن ثم تعاونهم مع نظام شاه ايران في الستينات ، لذلك قام الصهاينة بدعم تلك الحركة ماديا وعسكريا ومعنويا " والبارازاني الذي اعترف امام عضو الكنيست الصهيوني اريه ايلاف عام 1965 ان اليهود اخوة له وانه لا ينسى موقفهم الاخوي ازاء حركته المسلحة حيث كانوا الوحيدين الذين قدموا له العون في محنتهم وسهل لليهود الهرب من العراق الى ايران والى فلسطين عبر منطقة شمال العراق " ، كما انتسب اعداد من الجالية الايرانية للحزب الديموقراطي الكردستاني " البرازاني " واصبح بعضهم في مراكز قيادية في الحزب وكانت لهم صلات متينة بالنظام الايراني ، فقد كان اليهود يثقون بالايرانيين فيساعدونهم ويتعاونون معهم في مجالات الاستيراد والتصدير والصيرفة ويشكلون معهم شركات تجارية وصناعية واقتصادية ، ويسهلون لهم اعمالهم في الدوائر والمؤسسات ذات العلاقة بالمال والاقتصاد ، وقام الايرانيون بالسيطرة على الاسواق التجارية واحتكار البضائع والتلاعب بأسعار المواد والبضائع والتعاون مع تجار البازار في ايران ، وربط الاقتصاد العراقي بالاحتكارات العالمية والشركات الصهيونية المتنفذة في ايران ، وفي الكيان الصهيوني والبلدان الاوروبية وامريكا ، فقد اعترف نظام حكم الشاه بالكيان الصهيوني اعترافا دبلوماسيا عام 1955 وعقد معه اتفاقات اقتصادية وثقافة واعلامية ، وعمل على تزويد اسرائيل بالنفط .
اهداف ايران والمدارس الايرانية التوسعية في العراق
لتحقيق الاهداف :
1 – احداث تخريب واجتماعي واقتصادي ايديولوجي من منطلق شعوبي وحقد تاريخي على الامة العربية
2 – اعتماد تنظيمات سياسية ذات طابع ديني تمارس اعمالا ارهابية تقوم بالتجسس تكون تابعة بصورة مباشرة للكيان الصهويني ولايران هدفها تقويض اي نظام وطني تقدمي يقوم في العراق وعرقلة نهضته وتقدمه الحضاري وسلبه ارادته المستقلة في الصنع والتقدير والاختيار
3 – التسلل الى الاقطار العربية عبر مراكز تجارية ومؤسسات تعليمية واعلامية وزواج ، وعبر بناء جوامع حسينية دينية ومراكز حوزة علمية دينية
4 – تشويه التاريخ العربي الاسلامي والحط من شأن الحضارة العربية الاسلامية وتحريف تعاليم الدين الاسلامي وتغذية الآراء والافكار الشعوبية المعادية للعرب والاسلام
5 – تمزيق الصف العربي واضعاف التضامن العربي ومحاربة اي جهد وحدوي عربي ، وتحجيم دور الحركة القومية العربية المؤثرة في الاحداث العربية والدولية ونشر حالة من البلبلة والفوضى في الاقطار العربية
6 – تقوم الجالية الايرانية والمدارس الايرانية والحوزات العلمية الايرانية والحسينيات في العراق من اجل السيطرة و الهيمنة واخضاع مواطنيه لنفوذهم ، كما ان المخابرات الايرانية كانت تقوم بتجنيد المئات من المدرسين والطلاب في هذه المدارس لخدمة المخططات التجسسية والارهابية الفارسية ضد العراق وشعبه .
يقول ابن حزم الاندلسي والمقريزي في ذلك :
انه كان السبب في خروج اكثر الطوائف عن ديانة الاسلام ، ان الفرس كانت من سعة الملوك وعلو اليد على جميع الامم ، وجلالة الخطر في أنفسها بحيث انهم كانوا يسمون انفسهم الاحرار والاسياد وكانوا يعتبرون سائر الناس عبيدا لهم ، ولما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على ايدي العرب تعاظمهم الامر وتضاعفت لديهم المصيبة وراحوا يكيدون للاسلام في اوقات شتى ، وفي ذلك يظهر الله الحق فرأوا ان كيده على الحيلة انجح ، فأظهر قوم منهم الاسلام واستمالوا أهل التشيع باظهار محبة اهل البيت ، واستبشاع ظلم علي " رضي الله عنه " ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى اخرجوهم عن طريق الهدى .
لمذا سمي الشيعة بالرافضة " لا نعم "
تقول الشيعة الرافضة : ان اول من بدأ سب الصحابة " رضوان الله عليهم " هو عبد الله بن سبأ اليهودي مؤسس الشيعة الرافضة الذي طرده الامام علي " رضي الله عنه " من المدينة عندما قام بتأليه الامام علي حتى يخلق الفتنة بين المسلمين ، يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :" ان الله اختارني واختار لي اصحابا فجعل لي منهم وزراء وانصارا واصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا " .
تبين لهم ان هذا الاسم هو اسم لفرقة مارقة قد اخبر الرسول "ص " بظهورها وأمر بقتل اتباعها ، فقد روي عن علي بن ابي طالب " رضي الله عنه " ان رسول الله محمد " صلى الله عليه وسلم " قال : " يظهر في امتي في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة ، يرفضون الاسلام " ، وهو ما قاله علي بن ابي طالب : " قال رسول الله ألا ادلك على عمل ان عملته كنت من اهل الجنة وانك من اهل الجنة ؟ سيكون بعدنا قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فان ادركتهم فاقتلهم فانهم مشركون " ، ثم قال علي : " سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا مارقة آية ذلك انهم يسبون أبا بكر وعمر بن الخطاب "رضي الله عنهم " .
جاءت الرافضة الى زيد بن علي بن الحسين فقالوا له : تبرأ من ابي بكر حتى نكون معك ، فقال لهم : هما صاحبا جدي بل اتولاهما ، قالوا له : اذا نرفضك ، فسموا انفسهم رافضة وسمي من بايعه ووافقه زيدية " انظر مقدمة ابن خلدون .
استشهد احد علماء الشيعة الرافضة وهو نعمة الله الجزائري " في كتابه الانوار النعمانية " : قال اننا لم نجتمع – اي مع اهل السنة - على الله ولا على نبي ولا على امام وذلك انهم يقولون ان ربهم هو الذي كان محمدا نبيه وخليفته بعده ابو بكر ونحن – اي الرافضة – لا نؤمن بهذا الرب ولا بذلك النبي ، ان الرب الذي خليفه نبيه ابو بكر ليس ديننا ولا ذلك النبي نبينا .
لقد حارب صلاح الدين الايوبي الرافضة قبل النصارى بل قضى على الدولة العبيدية " الفاطمية " قبل حربه على الصليبيين .
1 - يقول الله سبحانه وتعالى : " من لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون " .
2 – يقول الله سبحانه وتعالى : " من يتعدى حدود الله فاؤلئك هم الظالمون
3 – يقول الله سبحانه وتعالى : " فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " .
4 – يقول الله سبحانه وتعالى : " فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، الحمد لله رب العالمين " .
5 – يقول الله سبحانه وتعالى : " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين " .
6 – يقول الله سبحانه وتعالى : " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن " .
7 – يقول الامام زين العابدي " عليه السلام " : ان محاربة الظالمين وفضح مخططاتهم التآمرية جزء لا يتجزأ من رسالة المسلم ، وان عداء الظالمين والتصدي لهم سياسة قرآنية ، لا لبس فيها .
هناك استطلاع يقول :
ان اكثر من 78% من سكان المنطقة الواقعة بين المحيط والخليج لا يريدون ان يكون عربا باعتبار ان العرب جرب ، وهذا تعبير ورد كثيرا في الشعر الذي كتبه شعراء فارسيين في فترة معينة من التاريخ العربي الاسلامي ، " انا شخصيا اطلعت على الادب الفارسي والشعر فاكتشفت ان الحقد والكراهية للعرب والدين الاسلامي موجود " .
الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914 – 1918
وجدت الولايات العربية في الامبراطورية العثمانية نفسها عام 1914 تحت التأثير المشترك والمتعدد الاشكال للدول الاوروبية مضافا اليها الولايات المتحدة الامريكية ، عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى تقدمت قوة بريطانية واحتلت البصرة في 5 تشرين الثاني 1914 لتبدأ عملياتها الحربية ضد الدولة العثمانية حيث تكبدت بريطانيا في احتلالها للعراق خسارة تقدر بألف اصابة ، وقد توالى الاحتلال للمدن العراقية واحتلت العراق حتى عام 1915 وبذلك أمنوا تطويق الخليج العربي سياسيا وعسكريا وفرض معاهدة على العراق .
تنص المعاهدة البريطانية – العراقية المنعقدة عام 1922 :
1 – لايحق للعراق ان يؤجر او يمنح امتيازا ومن ضمن ذلك امتياز النفط
2 – ان يتنازل بأي شكل من الاشكال عن اي جزء من اراضيه الا لبريطانيا " النص البريطاني " .
النفط والحرب العراقية – الايرانية من عام 1980 – 1988
الحرب العراقية – الايرانية او حرب الخليج الاولى هي نتيجة خلافات قديمة بين الدولتين تعود جذورها الى ما قبل الثورة الاسلامية في ايران وبالتحديد الى عهد الشاه محمد رضا بهلوي ، وتركزت الخلافات حول ثلاثة محاور :
1 – النزاعات الحدودية بين الطرفين على شط العرب
2 – التدخلات الايرانية في شؤون العراق الداخلية
3 – الخلافات السياسية
وتعتبر المشاكل الحدودية بين العراق وايران قنابل موقوتة خلفتها الدول الاستعمارية الغربية البغيضة في المنطقة عندما شعرت ان مصالحها الاقتصادية والنفطية مهددة بالخطر ، فالنزاع حول شط العرب الذي اشتد بعد اكتشاف النفط في مسجد سليمان عام 1908 دفع الفريقين الى اعادة النظر في الحدود بينهما والى توقيع " بوتوكول القسطنطينية " في تشرين الثاني عام 1913 لرسم الحدود بن الدولتين ، وفي الثلاثينيات تجدد الصراع على شط العرب وامكن التوصل الى معاهدة الحدود في 4/7/1937 ، وبعد انتصار الثورة العراقية في 14 تموز 1958 تغيرت موازين القوى في المنطقة وكان من الطبيعي ان يثير الغرب مشكلة الحدود بين العراق وايران لذلك عادت ازمة الحدود على شط العرب الى الظهور عام 1959 ، واستمرت بين شد وجذب الى اواخر الستينات ، وعندما اعلنت بريطانيا عن الانسحاب من الخليج عام 1968 اراد شاه ايران ان يكون له دور اقليمي في المنطقة فأقدم من جانب واحد على الغاء اتفاقية عام 1937 فارضا السيطرة الايرانية على جزء من شط العرب بالقوة المسلحة ، وهكذا تصاعدت اجواء التوتر بين البلدين ونشبت اشتباكات حدودية وبدأ التحرش العسكري الايراني برا وبحرا وجوا وشملت هذه العمليات العسكرية الاعتداء على المناطق الحدودية العراقية وأسر عسكريين عراقيين والتعرض للطائرات المدنية العراقية ، والاعتداء على السفن والبواخر العراقية ، وحدث اكثر من 224 خرقا ، ولكن الجانب العراقي كان يرد على ذلك بالتطويق والاحتواء السياسي ، واخذت ايران تساند مطالب الحركة الكردية الانفصالية في شمال العراق وهي التي خلقت شيء اسمه المشكلة الكردية " الذين جاؤوا من ايران وتركيا " حتى تكون خنجرا في خاصرة العراق والعرب " مثل المشكلة اليهودية " ، واصبحت تدعمها بالاسلحة ، وقامت بتأسيس جهاز المخابرات الكردية وبدعم من اسرائيل ، وبالمقابل قدم العراق بدوره الدعم للحركة الايرانية المعارضة " جماعة خلق " ، ثم انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اثر احتلال ايران عام 1917 للجزر العربية الثلاث ابو موسى ، وطنب الصغرى ، وطنب الكبرى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة ، ومما زاد من حدة التوتر الايراني – العراقي قلق شاه ايران من توثيق العلاقات العراقية – السوفيتية بعد توقيع معاهدة الصداقة والتعاون بين الطرفين عام 1972 وتدفق الاسلحة السوفييتية الى العراق ، وفي عام 1975 وفي اثناء انعقاد مؤتمر دول الاوبيك في الجزائر تم التوصل الى اتفاق بين الجانبين بفضل الوساطة الجزائرية حوق حقوق الدولتين في شط العرب مقابل تعهد ايران بانهاء دعمها العسكري للمتمردين الاكراد ، ما ساعد هذا الاتفاق تقارب الموقفين العراقي والايراني من المسائل النفطية ورغبة الدولتين في مواجهة السعودية التي كانت تسعى باستمرار لتخفيض الاسعار وتحديد الانتاج تنفيذا للرغبة الامريكية ، شكلت اتفاقية الجزائر عامل التهدئة واستقرار في العلاقات الايرانية – العراقية واستمر ذلك حتى قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 بعد انتصار الثورة الايرانية ومجئ الخميني الى السلطة عادت الخلافات من جديد بين الدولتين ولم تجد المحاورات التي بذلت لتطويقها وحلها ، وهكذا تفاقمت الاحداث والاحتكاكات واعلن العراق من جانب واحد الغاء اتفاقية الجزائر وطالب بحقه في السيادة الكاملة على شط العرب وتحرير منطقة عربستان او خوزستان والجزر العربية الثلاث في الخليج ، اما السلطة الايرانية الجديدة بقيادة الخميني فقد تمسكت بحقها في شط العرب ونادت بقيام الدولة الاسلامية في العراق ، كل هذه الاحداث ادت الى اشعال الحرب بين الجانبين ، في اواخر تموز عام 1980 كانت الحشود العسكرية الايرانية على الحدود العراقية بشكل قوي حيث جرى قصف مخفر الشيب في 28 تموز وبدأت عمليات التصعيد تأخذ شكلا جديا حتى ان احد المسؤولين في ايران قال " ان الجيش الايراني عندما يتجه الى بغداد سوف لن نتمكن من ارجاعه وانه في اللحظة التي نريد وبمجرد ان نعلن بيانا تسقط الحكومة التي يسمونها الحكومة البعثية وصدام حسين " ، وفي شهر آب 1980 اشتدت الهجمات الايرانية على الاراضي العراقية وجاءت مصحوبة بالتهديد ضد الاتحاد السوفيتي بعدم تقديم اي دعم عسكري للعراق ، في صباح الخميس 14 ايلول 1980 دارت معارك عنيفة جوية وبحرية استخدمت المدفعية الايرانية نيرانها باتجاه مدن العراق الحدودية " خانقين – الزرباطية – المنذرية – مندلي " والمنشآت البترولية في نفط خانة ، وتم اسقاط طائرة ايرانية واعتبرت القيادة العراقية بأن الحرب قد بلغت حدا لا يمكن السكوت عنها وان العراق قرر توجيه ضربات رادعة الى الاهداف الايرانية وجاء الرد العراقي في 22/9/1980 وشملت الضربة العراقية مراكز امداد ودعم القوات الايرانية وذلك لشل قدرتها على مواصلة الهجوم حتى تعود ايران لمنطق العقل وتعمل على وقف خرقها للاراضي العربية العراقية الا ان ايران لم تقوم بتغليب منطق العقل على منطق العدوان واستمرت بقصف منشآت عراقية في الاعماق العراقية مثل المطارات والمنشآت البترولية في مدينة البصرة ونينوى وبغداد ، وكان التحرك الدولي – د. كورت فالدهايم الامين العام للامم المتحدة حث حكومتي ايران والعراق على ضبط النفس والكف عن العمليات العسكرية وقد استجابت الحكومة العراقية الى نداء مجلس الامن الا ان مندوب ايران قد تغيب عن حضور جلسة مجلس الامن وفي المقابل كان الجانب الايراني يرفض وبشكل مطلق كافة النداءات والمساعي لحل هذا النزاع وكان اعلان الخميني عن طريق التلفزيون برسالة وجهها الى الشعب العراقي يدعوهم فيها الى التمرد والاطاحة بنظام الحكم البعثي " جريدة النهار 25 ايلول 1980 " و كانت هناك مساعي من قبل ضياء الحق رئيس باكستان والحبيب الشطي وكانا قد التقيا الرئيس الايراني ابو الحسن بني صدر ولكن لم تنفع فيها المعالجة والوساطة ، وفي 26 ايلول 1980 وافق العراق على المساعي الحميدة التي تقوم بها كوبا لحل النزاع " جريدة النهار 28 ايلول 1980 " ، وفي 29 ايلول 1980 صرح السفير الايراني في موسكو محمد المقري في مؤتمر صحفي عقده : " ان الموقف الايراني بشأن اجراء مفاوضات مع العراق لوقف العمليات العسكرية يخضع لشروط اساسية لا يمكن التنازل عنها وهي :
1 – سقوط النظام البعثي الكافر في العراق
2 – احتلال ايران لمدينة البصرة العراقية كضمانة او كغرامة عن الحرب على ان يجري استفتاء في مدينة البصرة ليقرر شعبها تبعيته للعراق او ايران
3 – اجراء استفتاء في كردستان وخانقين العراقية لتقرير استقلالهما الذاتي او الحاقهما بايران ،
وجاءت اقتراحات ابو الحسن الى مجلس الامن : " ان الاقتراحات الواردة من مجلس الامن لا تأخذ بها حكومتنا بعين الاعتبار "، الحقيقة ان هناك وقائع ثابتة محفوظة في ارشيف الامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية بأن الحرب قد اعلنت من جانب ايران بتاريخ 4/9/1980 وكان بداية التحرك العراقي الفعلي في 22/9/1980 ، وخلال الفترة ما بين 4/9 ولغاية 22/9/1980 قدم العراق 240 مذكرة مسجلة رسميا لدى الامم المتحدة .
كان تنفيذا لمخطط امبريالي وضع خطوطه الاولى العدو الصهويني والادارة الارهابية الامريكية بالاتفاق مع بعض الانظمة العربية العميلة والدول المجاورة ومع بعض الفئات العراقية العميلة التي دمرت العراق ، وحتى يصلوا الى استكمال مخططهم قامت جيوش الارهاب الدولي بغزو العراق بعد ان فرضت عليه حصارا ظالما لمدة ثلاثة عشر عاما ، فالعدوان على العراق ابتدأ في 4/9/1980 والى غاية الآن 2005 .
ان الحرب المدمرة استمرت ثماني سنوات متواصلة ولم تتوقف الا عندما شعرت الدول الغربية بخطورتها على امدادات النفط وانتهت في آب عام 1988 ، ويعتبر هذا الشط المنفذ الوحيد للعراق على مياه الخليج والمحيطات وهو ذو اهمية استراتيجية للملاحة وعبور السفن الكبرى لنقل النفط من الموانئ العراقية .
لقد كان الرأي العام العربي ينتظر من الثورة الايرانية التي كانت قد اعلنت سياسة التعاطف مع الثورة الفلسطينية ان تعلن بأن الشاه الذي طرد من البلاد قد اغتصب ارضا عربية في الخليج العربي وفي شط العرب وفي الاهواز ، والتدخل في الشون الداخلية للعراق عن طريق التبعية الايرانية في العراق وذلك لأنها ثورة المسلمين وبأنها قررت اعادة الاراضي العربية الى اصحابها العرب ، وكان العرب ينتظرون من ايران ان تعلن عن التزامها باقامة علاقات حسن جوار مع العراق الذي كان يلتقي معها في الموقف المعادي تجاه الكيان الصهيوني والسياسة الامريكية الارهابية " ولكن هل حصل ذلك ؟ "
ان الذي حصل هو ان القيادة الايرانية الجديدة بدأت تطعن بعروبة واسلامية الدول الاخرى واعلنت ان ما أخذه الشاه بالقوة سيبقى ووصلت تهديداتها الى حد المطالبة بالعراق وبلدان اخرى مطلة على الخليج العربي على اساس انها من اراضي فارس ، والذي حصل ايضا انها راحت تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وبشكل خاص في العراق وتعمل على خلق اجواء التوتر في العراق واسقاط قيادته الوطنية .
الموقف الامريكي من الحرب العراقية – الايرانية
1 – ان الحرب تدور بين خصمين للولايات المتحدة الامريكية بسبب اسقاط حكم الشاه الموالي لامريكا ، واحتجاز موظفي السفارة الامريكية في ايران ، والنظام العراقي الذي اصبح يتمتع بدور اقليمي بارز في الساحة العربية ومعارض لسياسة كامب ديفيد الامريكية الصهيونية وما تشكله العراق من قوة عسكرية تهدد امن اسرائيل وبعض الدول العربية الصديقة لامريكا
2 – ان العراق وايران هما عضوان متشددان في منظمة الاوبيك يطالبان دائما برفع اسعار النفط مقابل الدول المعتدلة كالسعودية التي تخدم سياستها النفطية المصالح الامريكية والغربية
3 – ان اطالة امد الحرب سوف ينهك قوة الجانبين العراقي والايراني وبالتالي يوفر على الولايات المتحدة الامريكية مخاطر التدخل العسكري المباشر ضد ايران لاسقاط النظام الايراني وتحجيم دور العراق الاقليمي حتى لو خرج من الحرب منتصرا
4 – ان هذه الحرب احدثت شرخا في العراقات العربية الايرانية ، كل هذه الاسباب دفعت الولايات المتحدة الامريكية الى عدم اطفاء نار الحرب وتركتها تزداد اشتعالا ، ولم تؤثر في الامدادات النفطية للغرب وبقيت الحرب محصورة بين العراق وايران .
اهداف التدخل العسكري في حرب الخليج
ان الولايات الماحدة ارادت من وراء هذا الهدف المعلن تحقيق اهداف خفية خططت لها منذ زمن بعيد بالاتفاق مع الدول المجاورة للعراق وذلك لـ :
1- تحطيم القدرات العسكرية العراقية التي كانت تتنامى فيها قوة العراق العسكرية بعد خروجه من حرب ايران ، تعلق الادارة الامريكية التي بدأت تخطط لتدميرها قبل حرب الخليج الثانية ، ولم تكن الضجة الاعلامية التي اثارتها وسائل الاعلام الغربية والامريكية حول المدفع العراقي العملاق وخطورة الاسلحة الكيميائية والبيولوجية التي يمتلكها العراق بعيدة من مرامي هذا التخطيط ، وكانت هذه مقدمات لغزو العراق ،
2 - وقد جاءت حرب الخليج لتعطي آلة الحرب الامريكية والغربية الفرصة المناسبة لتدمير القدرة العسكرية العراقية ولم تكتف الولايات المتحدة بالهزيمة التي الحقتها بالجيش العراقي اثناء المعارك بل كان من شروط وقف الحرب تجريد العراق من جميع اسلحته الاستراتيجية بواسطة هيئات التفتيش الدولية التي ما زالت تلاحق هذه المسألة ،
3 - لقد اتضح ان امريكا لا تقبل بوجود قوة عسكرية ضخمة بحجم القوة العسكرية العراقية على مقربة من الاحتياطات النفطية الخليجية الكبيرة ، كما لا يسمح لأي قوة في المنطقة ان تتفوق عسكريا على اسرائيل ، لقد ارادت افهام قوى اقليمية اخرى وجوب العدول عن برامج التطوير الذاتي لقدراتها العسكرية .
السيطرة الامريكية على منابع النفط في الوطن العربي
اهدافها :
يعتبر هذا الهدف من اهم الاهداف الاستراتيجية الامريكية لمنطقة الشرق الاوسط ، وكانت الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى تحقيقه منذ حرب تشرين الاول عام 1973 وقد تحقق لها في اثناء حرب الخليج الاخيرة بسبب الوجود العسكري الكثيف للقوات الامريكية في المنطقة خصوصا في السعودية والكويت ودول الخليج الاخرى ، وتحقق لها السيطرة على باقي النفط في دول الخليج العربية الصغيرة بفضل الاساطيل الامريكية المتمركزة في مياه الخليج واستطاعت الولايات المتحدة الامريكية التحكم في النفط العراقي من خلال الحصار الاقتصادي المفروض على العراق ومنعها من انتاج النفط وتصديره الى جانب اشرافها على طرق نقل النفط في الخليج والبحر الاحمر بعد الدخول المباشر للقوات الامريكية الى الصومال تحت غطاء الامم المتحدة وبالسيطرة الامريكية على نفط المنطقة تم تحقيق اهداف عديدة هي :
1 – التحكم في انتاج النفط واسعاره وفي حجم توزيعه عالميا ، وهذا الامر يتيح لامريكا تأمين حاجاتها النفطية بأسعار رخيصة مما يوفر الكثير على ميزان مدفوعاتها ويشجع صناعتها البتروكيميائية ويجعلها منافسة للصناعات الاوروبية واليابانية ، كما يتيح لها التحكم في كميات انتاج النفط واحتكار تصديره وتوزيع حصصها على الدول المستهلكة وفقا لمصالحها الاقتصادية والسياسية ، ثم ان السيطرة على نفط الخليج يمكن امريكا من تحقيق ارباح طائلة من جراء شراء النفط وبيعه بالاسعار التي تريد وامتصاص فائض البترودولار العربي عن طريق الاستثمارات وبيع السلع الامريكية الى الاقطار العربية النفطية
2 – منع العراق وكل بلد عربي من محاولة السيطرة الذاتية على الثروة العربية ، لقد اصبحت الولايات المتحدة الامريكية بعد حرب الخليج القوة الوحيدة التي تحمي الحقول النفطية والمنشآت النفطية الخليجية ، كما باتت هي وليست الاوبيك من يتحكم في مصير النفط انتاجا وتسعيرا وتسويقا
3 – تجريد العرب من سلاحهم النفطي ، كان الهدف من اولويات السياسية الامريكية منذ الصدمة النفطية الاولى عام 1973 ، بعد حرب الخليج فقد العرب هذا السلاح وتم تعطيله نهائيا بفعل السيطرة الامريكية على مصادر النفط واغراق البلدان الخليجية بالديون نتيجة هذه الحرب ، وهذا يعني ان النفط لم يعد نفطا عربيا ولا خليجيا بل هو نفط امريكي
4 – حماية اسرائيل ، ان الولايات المتحدة الامريكية ملتزمة بوجود اسرائيل وابقائها قوية وحمايتها من اي تهديد لأنها تشكل خط الدفاع الاول عن مصالح الغرب النفطية ، ولما اصبح العراق قوة استراتيجية تهدد العمق الاسرائيلي اندفعت الولايات المتحدة الامريكية الى تحطيم هذه القوة العراقية تحطيما كاملا عبر حرب الخليج وبالمقابل عززت قدرات اسرائيل الحربية بمنحها المزيد من الاسلحة المتطورة والمساعدات المالية التي فاقت العشرة مليارات دولار امريكي كما منع وجودها العسكري في المنطقة قيام اي تقارب عربي يمكن ان يشكل في المستقبل خطرا على الدولة اليهودية
5 – فرض التسوية الامريكية لازمة الشرق الاوسط ، ان تعاظم الوجود العسكري والسياسي والعسكري في المنطقة بعد حرب الخليج وضعف الدور السوفيتي والخضوع الاوروبي للسياسة الامريكية جعل الولايات المتحدة الامريكية تفرض تسويتها لازمة الشرق الاوسط التي وضعتها هذه التسوية الامريكية الاسرائيلية التي لاقت رفضا عربيا تجدها اليوم قد استكملت بعض حلقاتها بدءا من مؤتمر مدريد وانتهاء باتفاقيات السلام التي وقعت بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والاردن وتطبيع العلاقات مع بعض الاقطار الخليجية سرا وعلانية ، وما تزال تستكمل مراحل التسوية بين اسرائيل وسوريا وبين اسرائيل ولبنان من جهة اخرى .
العراق اليوم تحت الاحتلال الامريكي والبريطاني والاسرائيلي والايراني ، من 1990 – 2005
1 – العراق تحت الاحتلال الاسرائيلي
حلم اسرائيل – الحركة اليهودية الصهيونية ، هو بناء دولة اسرائيل من النيل الى الفرات ، وقال كتاب اليهود عن بابل : وأكسحا كسح الفناء سأحطم آشور .
الهدف من الحرب الامريكية الاسرائيلية على العراق هو ازالة اي تهديد عراقي لاسرائيل وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي لصالح الدولة العبرية ، فبعد اخراج مصر من المواجهة المباشرة في آذار 1979 ، واخراج الفلسطينيين من لبنان عام 1982، وتحييد الاردن عام 1994 ، واخراج العراق من الكويت عام 1991 وجد اليهود في الادارة الامريكية يدعمهم المحافظون الجدد وان القرار اصبح في ايديهم ووضع حد للتهديد العراقي لاسرائيل ، كما قال بنيامين نتنياهو عام 1996 ان التهديد الرئيسي لأمن اسرائيل يأتي من العراق ، وقد لعب ريتشارد بيرل الامريكي اليهودي من وزارة الدفاع الامريكية دورا كبيرا في هذه الحرب الى جانب يهود امريكا في اغراق واشنطن في مستنقعات العراق ليس بحثا عن النفط وثرواته وحسب ولكن سعيا الى اضعاف الولايات المتحدة الامريكية وانسحابها وبقاء اسرائيل القوة الوحيدة المهيمنة على المنطقة " تحت كذبة ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل "
ومن ثوابت الاستراتيجية الاسرائيلية هي :
1 – امتصاص المال الامريكي " الصفقات الشارونية 10 بلايين لاسرائيل "
2 – منع اي سيادة سلام في الشرق الاوسط
3 – ضمان التفوق العسكري الاسرائيلي والحرص على اسلحة دمار شامل عندها الذي يجعلها تستغني عن امريكا وهي تمتلك اكثر من 400 قنبلة نووية
4 – ان اسرائيل لعبت دورا كبيرا في التضليل الاعلامي قبل معارك العراق وشاركت في تزييف الوثائق المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل وذلك لتحقيق طموحها القديم وهو تدمير الجيش العراقي ، وتفكيك الدولة العراقية ، وخلق الطائفية بين الشعب العراقي ، وقد اصبح لها وجود استخباراتي وسياسي واقتصادي وتجاري وثقافي ووزراء في الحكومة العراقية وخصوصا عند الاكراد
5 – قيام اسرائيل بالبحث عن الآثار في منطقة بابل وسرقة المئات من القطع الاثرية العراقية وقام الموساد الاسرائيلي باغتيال اكثر من مئة باحث وعالم واستاذ جامعي عراقي ، وتبين ان معظم القطع الاثرية موجودة في اسرائيل وامريكا وفرنسا وسويسرا وايطاليا ، وقامت اسرائيل بارسال كميات كبيرة من المخدرات على شكل حبوب وكبسولات الى العراق ، وانتشرت الجريمة وقتل الشيعة والسنة العرب ، وقد قال بيان باقر صولاغ الايراني الاصل ان قانون ادارة الدولة يضمن حق استعادة ممتلكات اليهود في العراق ، وقد كشف وجود جيش من المرتزقة عن تعاون امريكي اسرائيلي في تدريب الألوف من الشبان لتقديم خدمات امنية خاصة وبلغ عدد المرتزقة في العراق 10 آلاف مقاتل يساعدون التحالف ويتقاضى الواحد منهم 12 الف دولار ، اما اسرائيل فلها حصة الاسد في العراق حيث تقوم 150 شركة اسرائيلية بتسويق سلعها في العراق وبلغت قيمة الصادرات الاسرائيلية 58 مليون دولار للعراق وشملت مواد غذائية مسممة وزراعية وكهربائية ، وهناك غرفة حرب مشتركة امريكية اسرائيلية انطلقت من تل ابيب ضد العراق ، و الاسلحة الاسرائيلية اسهمت في تدمير المدن العراقية ، واليهود استغلوا بعض العرب والاوروبيين لتسرب المياه العراقية ووجدوا من احمد الجلبي العميل والمحيطين به كل تعاون وهم يعملون الآن على تقسيم العراق الى دويلات ، منها الدولة الكردية التي ستكون كسكين في خاصرة العرب وعلى تصنيع نظام عراقي يقيم علاقات مع تل ابيب ويطلق يدها في اغتصاب الارض وامتصاص آبار النفط بعد امتصاص دماء العراقيين ، ويضاف الى ذلك ان القوات الامريكية في العراق مع عملاء من رجالات الموساد زرعوا في بغداد وعن طريق خدمات القمر الصناعي الاسرائيلي استخدموا للتجسس على المنطقة ، كما تستخدم طائرات اسرائيلية من دون طيار تحمل صواريخ مضادة للدروع وشحنات متفجرة تنقض على اهدافها ، وتستخدم قنابل انشطارية اسرائيلية في العراق وفي سجن ابو غريب وغيره ، ان رجالات الموساد اسهموا في التحقيقات وجمعوا معلومات كما جمعوا الآثار العراقية في بداية الحرب وشهادة جانيس كابرينسكي التي كانت مسؤولة عن سجن ابو غريب كافية على قول الحقيقة حيث قالت : " اشترت وزارة الدفاع الامريكية من شركة الصناعات العسكرية الاسرائيلية 313 مليون طلقة ، وتحدثت عن جسر جوي بين اسرائيل والعراق خلال المعارك المشتعلة ادار حركته ضباط استخبارات خلف واجهات تجارية وصناعية وشركات مقاولات ، وتجاوز عدد الشركات العاملة في العراق الى 150 تعمل تحت ستار غربي وعربي ، وللموساد قواعد ناشطة في محافظات السليمانية – اربيل – دهوك – كركوك – نينوى "، وكشفت صحيفة يديعوت احرنوت ان عشرات الاسرائيليين من خريجي وحدات النخبة العسكرية يدربون وحدات كردية في شمال العراق على محاربة الارهاب والحراسة والقتال وتجري التدريبات بالتنسيق التام مع المسؤولين الاكراد ، وقالت ان هناك شركات اسرائيلية تعاقدت مع شركات تركية تجند عسكريين واقتصاديين في اقامة مطار دولي قرب اربيل تعتبره الاكراد رمزا للطموحات الوطنية واقامة الدولة المستقلة ويطلق على المطار اسم " هولد الدولي " ، ونقلت الشركات الاسرائيلية كميات كبيرة من العتاد العسكري وكلابا مدربة على الكشف عن مواد متفجرة ويتم نقل العسكريين الاسرائيليين من تل ابيب الى شمال العراق عبر الحدود التركية العراقية وبجوازات سفر اسرائيلية متظاهرين بأنهم مهندسون وخبراء في الزراعة ولكنهم ضباط مخابرات وخبراء سلاح ومدربون من وحدات قتالية واستخباراتية ، وسبق ان كان " ديفيد كيمحي " مندوبا للموساد لدى مصطفى البارازاني عام 1965 حيث تمكنت الصهيونية بالتنسيق مع شاه ايران وتركيا من بناء جسر اتصال مع القادة الاكراد ، وقد قام البارازاني الاب والابن بزيارات لاسرائيل ولا تزال العلاقة طيبة جدا بين قادة كردستان وقادة تل ابيب ، الى جانب ذلك توجد فيلا هادئة في بغداد تحولت الى قنصلية اسرائيلية ناشطة تعمل في العاصمة وهي تقوم بالتعاون والتنسيق مع شخصيات عراقية منها احمدالجلبي وموفق الربيعي وشخصيات اخرى لتنسيق الاستثمارات المتبادلة ، واحمد الجلبي الذي زار اسرائيل وفي الوقت نفسه تدعمه ايران " ما هذا التناقض " وهو يدعم الآن الحضور اليهودي في العراق ويركز ايضا على مساعدة اليهود في استرجاع املاكهم واحياء تراثهم واحتضان آثارهم ، من خلال مطالبة الشيعة بالفيدرالية او الكنفدرالية ، ولا شك ان الرغبة الامريكية والاسرائيلية من خلال هذا المشروع المذهبي والاثني تهدف الى اضعاف هوية العراق العربية وجعله بؤرة للمتطرفين ، ان اسرائيل المتغلغلة في البصرة وجنوب العراق ُتدعم سرا باقامة فيدرالية شيعية ايرانية ، وذكرت صحيفة الجمهورية التركية ان اسرائيليون بالاتفاق مع شخصيات كردية اتفقوا على شراء اراضي غنية بالنفط في العراق وذكرت الصحيفة ان الادارة الامريكية في العراق اصدرت تراخيص تتيح لشركات اسرائيلية امتلاك الاراضي كما سمحت لكويتيين وقطريين شراء اراضي في جنوب العراق وهو احتلال اسرائيلي ثان يجتاح العراق ويهدد الامن العربي ، وتقوم بشراء الاراضي والعقارات والتنقيب عن النفط ، واصبحت البضائع والمنتوجات الاسرائيلية تباع في بغداد والبصرة ، والمحامي مارك زال يسكن في مستعمرة " ألون شابوت " وهو مقرب من قيادة حزب الليكود ومقرب من بنيامين نتنياهو يتولى قيادة الاستثمارات العالمية في العراق وعين مستشارا لشركة عراقية مقربة من مجلس الحكم في العراق وشركة اخرى اقامتها مجموعة من المحامين العراقيين عينت المستوطن اليهودي مارك زال ، ومن ابرز المسؤولين الاسرائيليين عن العلاقات التجارية مع العراق أمنون شاحاك رئيس الاركان السابق .
لا مفاجأة في ذلك لسببين جوهريين هما :
1 – ان تمكين اسرائيل في العراق وفي المنطقة كلها احد اهداف الحملة العسكرية الامريكية التي خطط لها فريق المتعصبين المتحالفين مع الصهيونية ، فرانك كارلوتشي العضو البارز في مجلس سياسات الدفاع قالها بصراحة " لدينا استراتيجية غاية في البساطة ، فنحن نريد في المنطقة نظما موالية لنا ثم اننا نريد ثرواتها بغير منازع ، ونريد ضمانا نهائيا لأمن اسرائيل لأنها الصديق الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه "
2 – ان بعض اعضاء مجلس الحكم الانتقالي الذين قدموا من الخارج خصوصا ممثلي المؤتمر العراقي وحركة الوفاق العراقي رتبت لهم منذ وقت مبكر علاقات وثيقة مع ممثلي المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة الامريكية ، وقد ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت ان رئيس المؤتمر العراقي احمد الجلبي العميل المزدوج لايران واسرائيل قد زار اسرائيل سرا عدة مرات واقام في تل ابيب تحت اسم مستعار ويحتفظ بعلاقات حميمة معها منذ 20 سنة .
نشرت صحيفة هآرتس بتاريخ 13/5/2004 تحليلا بقلم ألوف بن ذكر فيه ان خطة الحرب على العراق قد وضعت منذ عام 1996عندما كان نتنياهو رئيسا للوزراء ووجه له ثمانية عشر مفكرا وكاتبا وسياسيا نصيحة لضرب العراق لتأمين سلامة اسرائيل " ومن الذين وقعوا المذكرة ديك تشيني – دونالد رامسفيلد – بول وولفوتيز – ريتشارد ارميتاج – حون بولتون – زلماي خليل زاد " اليهودي الافغاني " – والصحفي وليام كريست اول " وعندما اصبحت مقاليد القرار السياسي بيد هؤلاء حثوا الرئيس بوش على تنفيذ مشروعهم لضرب العراق ، ويقول المقال " تحاول اسرائيل النأي بنفسها عن الحرب في العراق وكأن الاحداث هناك لا تمت لها بصلة لكن العراق تطاردها فكلما ازداد التورط الامريكي بين بغداد والفلوجة وتحولت عملية التحرير والدمقرطة الى مهرجان للاهوال كلما تطورت ايضا مشكلة عويصة للسياسة الخارجية الامريكية ، فالقيادة الاسرائيلية تحمست لانزال الضربة الامريكية على العراق وازاحة صدام حسين عن السلطة والتفرد بالفلسطينيين وارسال المئات من الموساد الاسرائيلي والاسلحة المتطورة الى العراق ، ان الشيء المسلم به ان اسرائيل لم تتخل مطلقا عن امنيتها التاريخية المتمثلة في دولة من النيل الى الفرات والآن ها هي العراق قد تحولت الى فرصة مناسبة من اجل تحقيق الهدف ونادوا بتدمير العراق وجيشه ومنجزاته والسيطرة على مقدراته وتغيير وجهه العربي وجعله البوابة لاقامة مشروع بوش للشرق الاوسط الكبير واعتبروا الاسلام العدو الجديد للغرب واعلنتا الحرب على العروبة الاسلام وعلى العرب والمسلمين ونجحوا في اقناع بوش بأن العرب لا يفهمون الا لغة القوة " .
العراق تحت الاحتلال الامريكي البغيض
قال الكاتب والبرفسور الامريكي في علم النفس وطب الامراض العقلية روبرت جي ليفتون في مقال نشره بعنوان " سفر الرؤيا الامريكي " " ان الحرب ضد الارهاب غير المحددة بطبيعتها او بتصنيفها او بصفاتها تحمل في طياتها جنون العظمة والشك الشديد من الارهابيين ومؤيديهم موجودين في كل مكان ويجب مهاجمتهم مسبقا لئلا يظهروا ويهاجموننا ، ويقول بأن اعراض الدولة الاعظم يرتكز على الوهم وجنون العظمة التي تسعى الى تدمير ما تعتبره الشر في خدمة مشروع العالم الحر الديموقراطي المأمرك "
يقول المفكر الامريكي التقدمي نعوم تشومسكي " ان الدولة العظمى تستطيع ان تمارس قوتها بصورة اكثر فاعلية ليس بكونها عقلانية بل بكونها غير عقلانية " .
يبدو ان اقامة الامم المتحدة ووضعها في الولايات المتحدة كان المقصود به تكوين منظمة امم متحدة في خدمة الولايات المتحدة الامريكية ، فالرئيس الامريكي يعطي تعليماته اما مباشرة او من خلال ادارته او عبر اداة في الامم المتحدة " اي امينها العام " – واللافت للنظر ان الرئيس الامريكي ومعه رؤساء الدول الامبريالية الاخرى يتحدثون عن الوطن العربي كأن ليس فيه حكومات وكأنه اقطاعية لهم ولا سيما العراق ! فقد عقد الرئيس الامريكي وطاقمه سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء فرنسا والمانيا وروسيا بشأن العراق وهي اجتماعات ظاهرها حشد قوة باسم الامم المتحدة لاحتلال العراق تحت امرة الامريكيين وباطنها صراع خفي عنيف ووحشي على نهب العراق وتقاسم دماء شعبه ، كانوا يتفقون ويختلفون ويبتسمون امام الكاميرات في مسرحية رأسمالية غربية تتبوأ عن عطش وجشع لاستغلال بلد تم احتلاله وتغيير نظامه ، ولم يجد من يقف معه في كافة انحاء العالم ، وعملت الولايات المتحدة الامريكية على شراء مواقف الانظمة العربية في احتلال العراق ، وعملت امريكا عن طريق علاقاتها ونفوذها على بعض الشخصيات العربية الحاكمة على توريط النظام العراقي في الحرب على الكويت ، ولا يزال المواطن العربي يذكر الدور الذي قامت به السفيرة الامريكية في بغداد في تشجيع النظام العراقي على احتلال الكويت ، بعدها اقام الرئيس بوش الاب التحالف الدولي تحت ستار تحرير الكويت واعلن الحرب على العراق في عام 1991 بعد ان سحب قواته من الكويت وقام الجيش الامريكي بتدميرها وهي في طريق انسحابها من الكويت الى البصرة وذلك خدمة للمصالح الامريكية والاسرائيلية في الخليج ، والسيطرة على النفط والاموال فيه ، والتوسع في اقامة القواعد العسكرية في البلدان العربية ، ونجح اللوبي اليهودي واسرائيل والمحافظين الجدد والاصولية المسيحية في تدمير العراق وتغيير نظامه واحتلاله والاستيلاء على نفطه وثرواته وارجاعه الى العصور الوسطى وتفتيته وجعله بوابة العبور لرسم خريطة جديدة لمشروع الشرق الاوسط الكبير " أسوأ من خريطة سايكس - بيكو " ، فالاستراتيجية الصهيونية تقوم على تفتيت الدول العربية الكبيرة ووأد الوحدة العربية لضمان تحقيق تهويد فلسطين والمشروع الصهيوني واقامة اسرائيل العظمى وتولي قيادة نظام الشرق الاوسط الكبير بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الامبريالية الامريكية كمقدمة لفرض هيمنة الصهيونية على العالم والتأثير وشراء مواقف بعض الانظمة العربية من اجل تصفية القضية الفلسطينية وتحرير المشروع الامريكي في المنطقة .
ماذا فعل الاحتلال الامريكي والاسرائيلي في العراق
ان زمرة من العملاء والجواسيس الحثالة المتحالفين مع الصهيونية والامبريالية والذين جاؤوا على الدبابة الامريكية وباللباس العسكري الامريكي قاموا بتدمير العراق وقتل الشعب العراقي واغتصابه " التاريخ لن يرحمهم " " وان الله سبحانه وتعالى لن يرحمهم " .
اظهر استطلاع للرأي ان 85% من العراقيين يشعرون بالتوتر والخوف بسبب غياب الامن وتردي الاوضاع وانتشار الجريمة التي لا مثيل لها من سرقة وخطف الفتيات واغتصابهم ، وانتشرت الرذيلة والدعارة والمخدرات والخمر وانتشرت الافلام الاباحية ، وقوات الاحتلال الامريكية التي دأبت على انتهاك الحرمات ودخول المساجد واعتقال المصلين وتمزيق القرآن الكريم والدعس عليه وممارسة الجنس في المساجد وتدنيس الاماكن المقدسة من خلال شرب الخمر ، لقد ذكر الكاتب الامريكي ديفيد كول وذكرت ايضا جريدة روبنز بنورث الامريكية " لقد ارتكب جنود الاحتلال الامريكي عمليات اغتصاب بشعة ضد فتيات وسيدات عراقيات وهناك امثلة كثيرة حول عمليات الاغتصاب المنظمة " واضاف الكاتب الامريكي " هذه ليست ديموقراطية ، عار على امريكا ان تستمر في احتلال هذا البلد ، يكفي تحقيق بعض الاهداف كالبترول والتوسع من اجل مصلحة الاعوان والترحل ، وارحم نساء واطفال وشيوخ العراق " ، كما ندد الكاتب وليام أركين في صفحات جريدة ويست بومفريت ايضا بجرائم الجنود الامريكيين التي ارتكبوها في العراق وندد بعمليات النصب والسلب والاغتصاب واقتحام المنازل وسرقة كل شيء اثناء التفتيش ، وقال الكاتب الامريكي مارك جوي " على مستوى العراقيين الذين اصبحوا في ظل الاحتلال فقد تحولوا الى مجموعة من اللصوص والمجرمين للسلب والنهب واصبحت عصابات منظمة ترتكب جرائم السطو والسرقة ، وحتى رجال الامن والشرطة تحولوا الى السرقة والسلب والنهب " ، وقد ذكر مركز دراسات عراقي ان نسبة حوادث السطو والجرائم والسلب تمثل 75% من اجمالي الجرائم بعد ان كانت في عهد صدام حسين لا تمثل اكثر من 10% فقط .
تشكلت قوة خاصة برعاية رامسفيلد سميت " القوة الضاربة 121 " مهمتها اصطياد واغتيال رجال المقاومة ضد الاحتلال الامريكي وتشكلت هذه القوة بتعاون امريكي اسرائيلي في العراق ، ويعتقد ضباط اسرائيليون ان على الامريكيين ان يتبعوا في العراق الاسلوب الذي يتبعه الموساد في الضفة الغربية وغزة وهو نفس الاسلوب الاسرائيلي في الفلوجة وبغداد والجنوب وهو استكمال لرغبة الصهاينة في اغراق امريكا واضعافها ، وقد كشف ان هناك اكثر من 40 شركة من الامريكيين والاسرائيليين يعملون مع البنتاغون ، وجلادون من مؤسسة تيتان العسكرية قادوا عمليات التعذيب في سجن ابو غريب ، وهذه الشركات تقوم بتدريب المئات من المرتزقة العراقيين والعرب واللبنانيين ، ويقوم بالتدريب والاشراف العقيد المتقاعد في الجيش الاسرائيلي ديفيد كوستر وهو خبير في مكافحة الارهاب ، وعملاء من وزارة الدفاع ، والجنرال المتقاعد جون كورن رئيس سياسات الدفاع ومجلس الامن القومي ، وشركات اخرى عالمية مثل شركة بلاك واتر ، وشركة انجليزية DSL أنشأها اليسرموديسون من فرق النخبة في قوات الجو البريطاني وهي تؤمن الجنود المرتزقة للقتال باسعار عالية " 6 آلاف دولار شهريا للواحد " ، وشركة فينيل غروب انترناشيونال ، وكما مثلت الشركات البريطانية ادوات نفوذ للدبلوماسية البريطانية في الامارات والخليج ، ومثلت الشركات الامريكية الذراع العسكري لواشنطن حول آبار النفط في الخليج والعالم ، ومن مهمات هذه الشركات قمع الفتن والحركات الانقلابية وحماية الانظمة والشخصيات عن بعد ، وشركة اتش غادر وقد أسسها دافيد سترلينغ عام 1967 وهي ناشطة في البلدان الخليجية النفطية مهمتها حماية الانظمة الخليجية وآبار النفط ، واليوم يشكل جيش المرتزقة في العراق الوحدة العسكرية الثانية بعد الامريكيين اذ يبلغ عددهم اكثر من 45 الفا ومعظم هؤلاء من امريكا اللاتينية – اسرائيل – بريطانيا – فرنسا – الفلبين – البوسنة – صربيا – افريقيا – الشيشان – العراق – وعربا – ولبنانيين مرتزقة ، واللبناني الواحد يكلف الامريكيين خمسين الف دولار لتأمين وصوله ومباشرة عمله في العراق وتحولوا الى دروع بشرية واجادتهم اللغة العربية ولغات اخرى ويلبسون ازياء عربية تنكرية ، ويتم تجنيدهم من خلال شركات للحماية في لبنان وعبر لبنانيين مغتربين في الخارج ، ويتقاضى اللبناني الواحد ما بين الف واربعة الاف دولار " للأسف اي عربي هذا - هذا ليس عربي بل من جنسية غربية جاءت الى لبنان الى جانب المرتزقة التي جاءت من كرواتيا – تشيلي – بولونيا – نيجيريا – نيبال ، الى جانب مرتزقة احمد الجلبي التي قامت بقتل السنة .
شركات – مليارات – طائرات – استخبارات – عصابات في العراق – مطارات – سفارات – معتقلات حول الذهب الاسود في العراق – صيادو النفط – والشعب العراقي غادق في ظلمات العذاب والفقر ، وينشط المرتزقة وفي طليعتهم الاسرائيليين في اتجاهين اغتيال الادمغة في العراق واقتلاع الآثار ونقلها الى تل ابيب ، وتفجير انابيب النفط ، وقتل الشيعة والسنة ، وخلق الفتن بين الطوائف ، ان كل ما يحصل في العراق من استهداف للشيعة والسنة هو من تدبير ال " سي آي ايه " و " الموساد الصهيوني " و " جماعة قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى الشيعي الايراني بقيادة عبد العزيز الحكيم ، وهناك وثائق وصور حول هذا ، ان تطبيع العلاقات العراقية – الاسرائيلية هو من اولويات السياسة الامريكية في العراق وهناك ضغوط امريكية على القيادات العراقية لدفعها الى التقارب مع اسرائيل ، وهناك شركات اسرائيلية تصدر بالباطن منتجات اسرائيلية الى العراق وتشمل سترات واقية من الرصاص واسلاكا شائكة – دهانات – مشروبات خفيفة وضع عليها آيات قرآنية في محاولة لاخفاء المصدر ، وصور لعناصر يهود في الجيش الامريكي وهم يتناولون معا وجبات السبت في قصور صدام حسين .
وكان المشهد الدموي في الفلوجة الذي شارك فيه الى جانب القوات الامريكية في القتال والتي شكلت الفوج 36 هي المؤتمر الوطني – احمد الجلبي ، وحزب الوفاق الوطني – اياد علاوي ، والمجلس الاعلى للثورة الشيعي الايراني – عبد العزيز الحكيم المدعوم من ايران ، والحزب الديموقراطي الكردستاني – احمد البارازاني ، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني – جلال طالباني ، وقد ذكرت الواشنطن بوست في 13/2/1990 والنيويورك تايمز في 18/2/1992 عن ارشاد تخطيط الدفاع " ان الدفاع عن حقوق النفط في الخليج اهم من امريكا الجنوبية ، وفي الشرق الاوسط وآسيا الغربية يبقى الهدف العام هو السيطرة والوصول الى النفط " ، وقال ولوفوفيتز امام لجنة الامن القومي في 16/9/1998" ان مخزون النفط العراقي رائع وسيكون تحت سيطرة حكومة عراقية حرة ، ونصح بضرب البنية التحتية وتدمير آبار النفط في حال اخفقت اسرائيل وامريكا في السيطرة التامة على الثروات " ، ( بعدها رقي ليتولى رئاسة البنك الدولي بدلا من ان يحاكم ) وكما قال مكفافرن المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية " سي اي ايه " " اعلن ان امريكا ذهبت الى الحرب على العراق من اجل النفط واسرائيل ، واقامة قواعد عسكرية ارادها المحافظون الجدد للهيمنة على العالم " وهذا بالضبط ما تفعله شركات النفط البريطانية والامريكية التي تقوم بسلب النفط وابرام صفقات سرية تتيح لها الوصول الى النفط العراقي ، ونهب مليارات الدولارات امام انظار الشعب العراقي . يقول جريج موتيت من منظمة بلاتفورم البريطانية " ان امريكا وبريطانيا ترتبان هذه الصفقات مع الحكومة العراقية والشخصيات العراقية " ، وقال جون بايك مدير منظمة السندات الدولية على موقعه الالكتروني " هناك قواعد ثابتة في العراق على سبيل المثال قاعدة كامب فتكودي في مطار بغداد وقاعدة كامب رينيغيد في كركوك يشترك فيها الامريكان والاسرائيليين ( قواعد ثابتة والبنتاغون يتحدث عن قواعد طويلة الامد ) " ، كما يقول بايك " ان وجودا امريكيا لا محدود في العراق هو الضمان التام لوجود حكومة شبه تعددية " ، وتقول جيسيكا ماثيوز رئيسة مؤسسة السلام العالمي في واشنطن " ان الولايات المتحدة الامريكية قد شنت حربها لتستولي على النفط العراقي والسيطرة على المنطقة وتريد الاحتفاظ بحكومة صنيعة في بغداد " ، وقد وصلت الكلفة الاجمالية للحرب على العراق من 125 مليار دولار الى 140 مليار دولار ، وتحت شعار امريكا تسعى لتنصير العراق والكنيسة المعمدانية تقود حملات التبشير ، وقد نشرت مجلة دير شبيغيل الالمانية في 17/2/2003 " مقالا قبل شهر من العدوان على العراق اكدت فيه ان هذه الحرب ما هي الا جزء من حرب صليبية يشنها اليمين المسيحي الصهيوني الامريكي المتطرف في العالم الاسلامي باعتبارها تكليف الهي لمهمة تبشيرية للقضاء على الاشرار " وهم المسلمون " للاعداد لما يسمى بمعركة مجيدون التي تهيئ للعودة الثانية للمسيح " ، ( انا اقول هذه بدعة تلمودية صهيونية غير صحيحة ) ، ولكن جاءت القناة الالمانية الاولى لتكشف وبالادلة القاطعة انها حرب صليبية حقيقية تهدف الى فرض كلمة الله " اي الدين المسحي الصهيوني " على العالمين العربي والاسلامي ومن ثم العالم بأكمله وذلك عن طريق تنصير الشعب العراقي ثم العالم العربي كله ، ان هؤلاء يحاولون تحويل جميع العراقيين من الاسلام الى المسيحية ومعظم الاعمال التي يقومون بها سرية بتأييد من الحكومة الامريكية ، وقد استضافت القناة الالمانية الاولى احد المبشرين من اتباع مؤسسة صوت الشهيد يدعى تيم وايت وقال ( انه هو وزملاؤه المبشرين الآخرين جاؤوا من الاردن للعراق كسياح واعترف انه كان قد صبغ شعره وارتدى نظارة ولصق شاربا مزيفا للتمويه واكد انهم جلبوا معهم عشرات الآلاف من نسخ الانجيل التي طبعوها في عمان خصيصا باللغة العربية والأناجيل المصورة للاطفال وتم توزيعها مؤكدا ان العراق ستكون هي مقر التحرك للحرب المقدسة ، وقال ان مؤسسة الشهيد " ان الشهيد بالنسبة الى هؤلاء هم المسيحي الذي يسقط في الحروب في جميع انحاء العالم لنشر المسيحية " تستخدم التبرعات والمنح بالملايين وشرائط الفيديو الترويجية كمادة اساسية في هذه الحرب للدعاية لتنصير العراقيين .
دخلت الولايات المتحدة الامريكية مرحلة جديدة في تعاملها مع السعودية ، فبعد ان كانت تدعي ان السعودية هي شريك رئيسي لمصالحها في الشرق الاوسط وانها من اكثر الدول اخلاصا لامريكا بدأت امريكا تاخذ منحى آخر من هذه العلاقة واستفتحت مشروعها الخفي والذي ينص على تقسيم السعودية الى كانتونات والتي ينظر اليها في الدوائر الامريكية على انها مفرخة الارهاب الاسلامي على حد زعمهم ، وقد تم الوصول الى المنطقة التي ستبدأ منها الاضطرابات والتي قد تكون سببا في تدخل او اثارة بلابل لأمن السعودية وهذه المنطقة تقع في اقصى الشمال اليمني واقصى الجنوب السعودي حيث توجد هناك قبائل " دهم الشيعية " والتي قامت امريكا بدعمها بأكثر من مائة مليون دولار امريكي على شكل اسلحة ثقيلة وخفيفة تشمل مضادات للطائرات ومضادات للدبابات ، وقد تكلفت امريكا بتدريبهم من خلال وسطاء استعانت بهم في هذا العمل ، وقد وصل الى هذه المنطقة ايضا بعض المدربين الايرانيين والذين يقومون بترتيب عمل هذه القبيلة " دهم الشيعية " ، وحسب التقارير السرية فان امريكا تريد تحقيق العقوبة ضد السعودية من خلال خطتين مفترضتين :
1 – تقسيم البلد الى كانتونات ، حيث تشير الى خطة مدروسة تسعى الى فصل اجزاء من السعودية حتى لا تبقى فكرة السعودية الموحدة موجودة وافادت الخطة انه بعد الاطاحة بالحكومة العراقية وتنصيب حاكم عسكري امريكي في بغداد ستعمل الادارة الامريكية على فصل المنطقة الشرقية الغنية بالبترول عن باقي السعودية بحيث تكون هذه المنطقة في يد الطائفة الشيعية " دهم الشيعية "
2 – الاحتلال العسكري الكامل ، فهناك خطة اخرى قد سربت من الدوائر العسكرية الامريكية تحث على القيام بثلاثة احداث مهمة جدا تكفي للتدخل بدعوى المحافظة على منابع النفط
أ – سينطلق من الجنوب من خلال عمل كبير منظم تقوم به قبيلة دهم الشيعية " وهي تشتهر بالقسوة "
ب – تحريك بعض المناطق غير السنية في شرق السعودية
ج – القيام بعملية تفجير ضخمة لأحد حقول النفط بحيث تبدأ اضطرابات مصطنعة تستدعي التدخل العسكري " نقلا عن اخبار الوطن العربي بتاريخ 27/2/2003 بعنوان امريكا تجهز قبائل دهم الشيعية للانقضاض على جنوب السعودية استعدادا للتقسيم " .
العراق تحت الاحتلال الايراني " المسلم "
يتساءل الرأي العام العربي :
ماذا تريد ايران من العراق ؟ هل ايران دولة فارسية ام دولة اسلامية ؟ وهل ايران دولة فارسية بغطاء اسلامي ؟ وهل علي بن ابي طالب " رضي الله عنه " فارسي ام عربي ؟ وهل المرجعية الشيعية فارسية ام عربية ؟ ولماذا السيستاني الايراني الاصل يحتكر المرجعية الشيعية العربية في العراق ؟ ولماذا ايران تتدخل في الشؤون الداخلية في العراق ؟ ولماذا ايران مصممة على ان يحكم الشيعة سدة الحكم في العراق " وهم الاقلية " ؟ ولماذا ايران تقوم بارسال المئات من الايرانيين لاستيطانهم في العراق حتى يكونوا الاكثرية في الانتخابات ؟ ولماذا السيستاني يحكم العراق من وراء الستار ؟ وما هي الاتفاقات السرية التي تمت بين السيستاني والامريكان والبريطانيين على عدم اشراك الشيعة في مقاومة الاحتلال ؟ اليهود ينتظرون المسيح الدجال حتى يخلصهم من الظلم حتى يكون الناس عبيدا وخدما لليهود ، والمسيحيون ينتظرون المسيح بن مريم عليه السلام ليخلص العالم من الاضطهاد اليهودي ، اذن ، ماذا ينتظر العرب والمسلمون سوى الاحتلال والاستعمار والدمار وهدم الدين الاسلامي والعرب ؟ هناك اسئلة كثيرة ، نقول ان محمد " صلى الله عليه وسلم " وعلي بن ابي طالب وآل بيته هم عرب سنيون ، ومحمد " ص " هو آخر الانبياء ، وعلي بن ابي طالب يسير على نهج وسنة محمد " ص " وهذه ثوابت لا لبس فيها .
نريد ان نعود للتاريخ " ايران "
1 - حين اسقط كورش الفارسي بابل سمح لليهود بالعودة الى القدس بعد سبعين سنة من توطينهم في العراق اثر نقلهم على يد نبوخذ نصر عام 586 ق.م. من بيت المقدس الى بابل " احتشوريوش وزوجته اليهودية أستير وعمها مردخاي – تعتبر جريمة بحق العرب "
2 – يوم استباح الشاه عباس الصفوي المدن العراقية رافعا شعار " لا سنة بعد اليوم " ثم وزع دفاتر لتسجيل اسماء اهل السنة من سكان بغداد بقصد القضاء عليهم جميعا ، وقام بهدم مزار الامام ابي حنيفة ، وهدم مزار الشيخ عبد القادر الكيلاني .
3 – كانت الدولة الصفوية الشيعية في ايران اكبر دولة مخلصة للحملات الصليبية ضد الامبراطورية العثمانية كما استعانت بهم امريكا في حروب افغانستان ، وبلغ التعاون بين الفريقين هناك حيث تدخلت ايران بحرسها الثوري في مناطق الغرب والوسط الافغاني من اجل تثبيت مناطق الشيعة التابعة لهم وشاركت في مجازر قتل ضد اهل السنة في تلك المناطق وقد حصل قبل شهرين الاتفاق السري بين الحكومة الايرانية والامريكية على تولي الشيعة السلطة في العراق ، وقد اتضح هذا الاتفاق من خلال تكوين لجنة من البلدين لمقابلة احزاب المعارضة العراقية في مؤتمر لندن الماضي الخاص بالقضية العراقية حضرها المندوب الايراني والامريكي .
4 – يقول الخميني في كتابه جهاد النفس : " ان الوحدة الاسلامية تكون من خلال عقيدتهم واصولهم " ، ويقول عن الائمة " ان من ضروريات مذهبنا ان لأمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل "، وينادي بحكومة اسلامية شيعية وعدم التعاون مع السنة ويعتبر معاوية بن ابي سفيان شيطان رجيم ويعتبر عميل التتار المجرم نصير الدين الطوسي فيقول " دخوله الشكلي في الاسلام نصر حقيقي للاسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين " ، وتعاون العلماء مع الخلفاء الراشدين حرام عند الخميني وتعاون الطوسي مع التتار حلال ، وقال عبد الحسين الكاظمي الذي سب عائشة زوجة الرسول ووصفها بالملعونة وشتم ابي بكر الصديق ان قريش حذفت من القرآن كثيرا ، ويقول الميرزا حسن الحائري ومرجعهم الاعلى الخوئي – الافغاني الاصل " ان الركن الثاني من اركان الاسلام هو الايمان بالنبوة والامامة " والصاقهم النبوة بالامامة تضليل " ويقولون بأن الايمان بالائمة المعصومين من اركان الاسلام " من كتاب الصلاة " للشيعة ، ومن كتاب المراجعات لمؤلفه عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، مجلة ايرانية اسمها الهادي شنت هجوم شديد على عثمان بن عفان " رضي اللع عنه " وعلى معاوية " رضي الله عنه ، نتساءل لماذا كل هذا الحقد على الاسلام ؟ هل يريدون ان يحولوا العالم الاسلامي والعربي الى المذهب الشيعي الفارسي ؟ هذا مستحيل فنحن نسير على نهج وسنة محمد آخر الانبياء " صلى الله عليه وسلم " .
5 – اعترض اكثر من عشرة ملايين سني في ايران ممن يطالبون بانسانيتهم على تدريس كتاب اسمه " الحقيقة والتوحيد في الدين " الذي يحتوي تحقيرا لفكر السنة المسلمين وقدحا بصحابة الرسول وتجريحا بأم المؤمنين عائشة " رضي الله عنها " واهانة لاهل السنة وقلب الحقائق التاريخية ، وقد قررت وزارة التربية الايرانية تدريس هذا الكتاب في المدارس وفي الجامعات ، واعترض نواب السنة في البرلمان الايراني على ذلك لانها تخالف السنة النبوية وترسخ العنصرية وخاصة اهمال مناطق اهل السنة وانتشار البطالة ومنعهم من تقلد المناصب الادارية العليا " لماذ كل هذا الحقد على السنة " .
ماذا تفعل ايران بالعراق حاليا
1 – نقلا عن الكفاح الشعبي – بغداد : في اطار استعداداتها الخبيثة وتحسبها من قيام الادارة الامريكية والدول المتحالفة من سحب مفاجئ لقواتها كليا فقد قامت مجموعة الطائفية الصفوية او ما يسمى بالبيت الشيعي بالاتفاق مع النظام الايراني بتهيئة اكثر من 250 – 300 الف عنصر من افراد قوات الحرس الثوري الايراني لادخالهم الى العراق على شكل وجبات وذلك لكي تكون بديلة عن قوات الاحتلال واعدادهم على شكل مجاميع ترتدي القيافة والرتب العسكرية العراقية ويتم باشراف المدعو علي الاديب وهو عضو قيادي في حزب الدعوة رغم انه ايراني الاصل واسمه الحقيقي " علي قمبر " ، وتطالب الجريدة من الشعب العراقي والعشائر العراقية العربية منع تسلل هؤلاء الغزاة الجدد .
2 – هناك معلومات ومصادر اعلامية تقول ان الحرس الثوي الايراني الباسدران قام بتدريب المئات من قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى الايراني بقيادة عبد العزيز الحكيم الايراني وحزب الدعوة بتشكيل فرق الموت الشيعية لقتل العرب والسنة وتقوم بعزل المدن الشيعية عن المدن السنية المحيطة ببغداد وتعزلها مذهبيا ، وهذه الفرق تقوم بقتل وتعذيب الفلسطينيين ، ويشكو السنة العراقيين من عمليات تهجير مبرمجة تقودها المخابرات الايرانية وعلى رأسها ضباط يتحدثون الفارسية ، ومن القتل المنظم والعنف الذي تمارسه الميليشيات الشيعية ضدهم في محافظات الجنوب والوسطى الشمالية ومدنها ، وافادت المعلومات ان مرحلة ما بعد الاحتلال شهدت اغتيال عشرات من وجهاء السنة من شيوخ عشائر وائمة مساجد ومثقفين وتجار واطباء واجتثاث البعث وهذه كلها بصمات الميليشيات التي تدعمها ايران ، واستولت على 40 مسجدا سنيا في محافظات الجنوب وصادرت مبنى الاوقاف السنية في البصرة مع الوثائق كلها ، والدوائر التي ستشرف على الانتخابات هي كلها في ايدي الميليشيات الشيعية الموالية لايران ولا ضمانات تذكر بسلامة ونزاهة الانتخابات خاصة مع استمرار التوتر الامني ، ونسبة سنة الجنوب كبيرة 35% في البصرة – 45% في الزبير – 40% في الفاو – 17% في الناصرية – 10% في النجف وكربلاء ، وهذه الميليشيات تقوم باغتيال السلفيين السنة والشيعة العرب ، وفي هذا الاطار اكد سلام المالكي معاون محافظ البصرة وجود قوى وحركات سياسية دينية وميليشيات ايرانية في الجنوب لديها تطلعات ذات طبيعة انتقامية تستهدف الوحدة الوطنية من خلال استغلال مشروع الفيدرالية للدعوة الى صيغة انفصالية متهما دول اجنبية ودول مجاورة ودول عربية بدعم هذه الاحزاب لمصالحها ، وكان وزير الدفاع حازم الشعلان واللواء حكمت موسى قد اتهم تدخل ايران في شؤون العراق واتهم شخصيات في القائمة الشيعية التي يباركها السيستاني بالعمالة الايرانية ، وهناك مصادر موثوقة تتحدث عن تعاون استخباراتي ايراني كردي ادت الى القاء القبض على صدام حسين ، ويذكر انه كان لطالباني و كوسرت رسول علي دور في تنسيق المعلومات والعمليات الميدانية التي ادت الى انهاء اسطورة صدام حسين ، وذكرت صحيفة صنداي اكسبرس عن ان قوات كردية وايرانية هي التي خدرت صدام حسين ثم سلمته الى الجنود الامريكيين ، ولا شك ان الرغبة الامريكية والاسرائيلية والايرانية من خلال هذا المشروع الفيدرالي المذهبي والاثني تهدف الى اضعاف هوية العراق العربية .
3 – يقول بيسلي كلارك ان الدول العربية تتفق على شيء واحد هو ان ايران خرجت كأكبر الرابحين من الغزو الامريكي للعراق ، وان رجال الدين الشيعة العراقيين حققوا اهدافا سياسية رئيسية حيث سيطروا على عوائد النفط وشكلوا ميليشيات منيعة " فرق موت " تدافع عن مكاسبهم وتطرح قضاياهم وما ان يخفض الامريكيين عدد قواتهم ويغادرون حتى يسيطر الشيعة لتكون دولة فاصلة تعزز سلطة ايران في الخليج " نقول ما يحاك في العراق انما هو مخطط تفكيكي لتحويل العراق والبلدان العربية الى مزارع مذهبية متنافرة استكمالا لاتفاقية سايكس بيكو بتقطيع الاوصال الكيانية والجغرافية للمشرق العربي واستيلاء دويلات مفصلة على حدود التكوينات الاجتماعية الاهلية " العصبيات الفرعية " ، مثال على ذلك تقسيم السودان الى شمال وجنوب وتقسيم العراق الى جنوب وشمال ووسط لأن ما تتوقعه اسرائيل من حرب العراق هو التفكيك والتفتيت " هذا حلم اسرائيل من النيل الى الفرات " ، وحول الدستور العراقي فان مسوادت قانون بريمر كانت قد وضعت من قبل نوح فيلدمان في واشنطن وهو يهودي ارثودوكسي ، والدستور السابع الآن يجري تحت وطأة قانون بريمر وبمشاركة السفير الامريكي زلماي خليل زاد وهو شيعي افغاني ومتزوج من يهودية امريكية وينص على الغاء الجيش العراقي والغاء عروبة العراق وتحويل العراق الى نظام فيدرالي كمدخل لحل المشكلة الكردية ولالغاء الدولة المركزية وتفتيت العراق الى كيانات متعددة ولم يعد سرا ان الاسرائيليين يعدون كردستان محطة لاستخباراتهم فهم ينطلقون الى المنطقة كلها .
4 – ان حقيقة ما جرى في حلبجة حيث يقول الكاتب حمدان حمدان ان معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب العسكرية في الولايات المتحدة الامريكية قد اصدر تقريره مع بداية عام 1990 خلص فيه الى فحص التربة وعوارض الضحايا في منطقة حلبجة يشير الى تورط ايران وليس العراق في مأساة استخدام الغاز ، اما ستيفن بليتر كبير المحللين السياسيين في وكالة الاستخبارات الامريكية ومسؤول قسم العراق اثناء الحرب مع ايران فقد وصف النتائج التي توصل اليها مع فريق عمل ميداني بأن الغالبية العظمى للضحايا في حلبجة انما قتلوا بواسطة سلاح فتاك ينتمي الى فصيلة غاز كلوريد السيانوجين او هيدروجين السيانيد والعراق لا يمتلك هذا النوع من الغاز وانما في حوزة العراق غاز الخردل فقط وليس غيره ، وهكذا يكون الايرانيين هم قتلة الاكراد في حلبجة وليس العراقيين ، اما من ادخل الايرانيين الى حلبجة فكان حصان طروادة الاتحادي الكردي لصاحبه جلال طالباني والذي اكده الكاتب الامريكي المتعاطف مع القضية الكردية جوناثان راندل في كتابه امة في شقاق – " دار النهار البيروتية ص 308 ".
العراق والعروبة والهوية القومية فوق كل اختلاف
باعتبار ان فكرة العروبة تعبر عن حقيقة وجود الامة العربية وهذه الامة قديمة تبلورت في التاريخ وتوحدت وأسست حضارة عظيمة وعريقة امتدت عشرات القرون تحددت فيه حدود الوطن واصبح موطن العرب محددا وواضحا لكنالامة العربية بفعل عوامل الضعف الذاتي والتأثير الخارجي والمصالح الاستعمارية الاجنبية تجزأ كيانها السياسي وتفكك ، ان تجديد الفكر العربي هو السبيل الوحيد لمواجهة دعاة القطرية والطائفية ومحاولات بعض الاقليات التي تدفع باتجاه النزعات القطرية واامواجهة يجب منح الاقتصاد اولوية اساسية في العمل العربي المشترك ، العمل على تحقيق الديموقراطية والشفافية والحرية وممارسته لجنميع الحقوق الانسانية ، تبلغ نسبة العرب فيالعراق الى عدد السكان بحدود 80 – 85% ويرتبط العراق غربا وجنوبا مع اشقائهم في السعودية والكويت وسوريا والاردن وبلدان الخليج العربي بروابط قبلية واسرية عميقة حيث تتداخل القبائل معبعضها البعض في الماطق الحدودية بل وحتى في العمق حيث الارياف والمدن ومع صلة الدم والعرق فان التاريخ والثقافة العربية والاسلامية مثلت اطارا واحدا ومرجعية تكوينبة لابناء العروبة ومع وجود هذه العوامل بفاعلية يفسر لنا تاريخنا صمود العراق بوجه التيارات المعادية للعرب بسببالتنوع العرقي والمذهبي " بتحريض الدول الاجنبية " ، ان ابناء العروبة في العراق هم من السنة والشيعة وهناك محاولة هدفها ابعاد العراق عن امته العربية وتغريبه ورسم دور اقليمي جديد يلائم مصالح امريكا الاستراتيجية في المنطقة اسرائيل والخارطة السياسية الجديدة المعدة لها ، وحسب الاستطلاع والدراسة فان العراقييم يفضلون عراقا مستقلا بدون التدخل في الشؤون الدخلية له من قبل الدول المجاورة والاجنبية وان العرب من الشيعة والسنة يشكلون اكثر من 75% من سكان العراق والطائفتان مندمجتان تشتركان في ثقاةف ومفاهيم وتقاليد واحدة تشكل اساس الونية العراقية ،و الشيعة العراقيين ليسوا فرسا ايرانيين بل هم من العرب الاقحاح واغلبيتهم لا تؤمن بولاية الفقية كما توجد خلافات كثيرة بينهم
1 – على صعيد ما سمي بالانتخابات : الانتخابات التي تمت تحت حماية ورعاية الجيوش المحتلة للعراق وتمت تحت حماية ورعاية الحرس الثوري الايراني في المناطق الشيعية بالتهديد والتخويف حيث تمخضت عن فوز قائمة الائتلاف الشيعي الصفوي الايراني الموحد المدعومة من السيستاني وهو ايراني ولد في مدينة مشهد ودخل العراق عام 1953 ، وللوقوف على بعض التجاذبات السياسية التي سادت اجواء الانتخابات وتشكيل الحكومة لا بد من التوقف عند الملاحظات التالية :
1 – شكلت الانتخابات المهزلة حاجة ملحة لكل من السيستاني وجورج بوش ولكل من الرجلين اهدافه وطموحاته وآمانيه المتوخاة من هذه الانتخابات :
أ – السيستاني الايراني اصر على اجرائها منذ اليوم الاول لاحتلال العراق لايمانه بأن الفرصة قد حانت لكسب المعركة التي انتظرها طويلا ولتأكيد هذه الحقيقة ادخل آلاف الايرانيين الذين يتقنون اللغة العربية وزودهم بالبطاقات التموينية التي يسهل الحصول عليها لأنه كان واثقا بأن هذه البطاقات ستعتمد وثائق انتخابية بدلا من البطاقات الشخصية ، لقد استغل السيستاني وجود القوات الامريكية المحتلة لارض العراق ووجدها فرصة لايصال انصاره الى السلطة بحماية ورعاية اجهزة المخابرات الامريكية والايرانية
ب – اما الرئيس جورج بوش فقد اراد من هذه المهزلة الانتخابية تلميع صورته البشعة امام الرأي العام العالمي والعربي وذلك للحد من الحملة التي تستهدفه وتصفه بالرئيس الكذاب والمخادع في اختراع المبررات لضرب وتفتيت دولة عضو في الامم المتحدة وقتل مئات العراقييين تحت حجج كاذبة " امتلاك اسلحة دمار شامل وتعاون النظام العراقي مع القاعدة وتهديد العراق لجيرانه " وفرض الديموقراطية والاباحية على الشعب العراقي .
2 – اظهرت المحادثات السرية منها والعلنية بين قائمتي الائتلاف والاتحاد وجماعة علاوي مدى الاسفاف الطائفي والاثني الذي انزلقت اليه هذه الاطراف ، حيث لم يطالب اي فريق منهم لا جهرا ولا سرا بضرورة جدولة الانسحاب الامريكي من العراق بل طالبوا في بقاء القوات الامريكية لأن الانتخابات حدثت على اساس غير صحيح ولم يراع التوزيع الديموغرافي لسكان العراق بل اعتمدت على قانون ادارة الدولة المؤقتة الذي وضعه مستشار وزارة العدل الامريكية اليهودي فريدمان قبل سنة من الانتخابات .
3 – موافقة السيستاني على تشكيل حكومة للتحالف الكردستاني وهو :
أ – ان يتسلم جلال الطالباني رئاسة الجمهورية او رئاسة الحكومة حصرا
ب – موافقة السيستاني الذي مثله ابراهيم الجعفري في المشاورات على مبدأ الفيدرالية بعد اقرار الدستور الدائم
ج – موافقة السيستاتي على اعتبار البشمركة تشكيلا عسكريا مستقلا ضمن وحدات الجيش العراقي مع الاحتفاظ ببنية البشمركة العراقية وتخصص ميزانية خاصة لها من وزارة الدفاع العراقية
د – اعتبار اللغة الكردية اللغة الوحيدة في كردستان العراق
هـ - عدم رفع العلم العربي العراقي فوق الدوائر الرسمية في كردستان العراق
ح – اجلاء القبائل العربية من كركوك واعتبارها مدينة تابعة لكردستان العراق
خ – اقامة ملحقيات ثقافية كردية في جميع السفارات العراقية في الخارج
وبهذه الموافقة السيستانية على المطالب الكردية يكون العراق قد اصبح في مهب العاصفة والتقسيمات وفي ظل صمت عربي وموافقة امريكية وايرانية سرية ، السيتاتي وجد في العراق من اجل تقسيم العراق وخلف فتنة بين السنة والشيعة العرب ارضاءا لامريكا واسرائيل ، الى جانب الائتلاف الشيعي الايراني وقوات بدر الشيعية الايرانية ، ان التيارات السياسية الشيعية في العراق التي تهادن على الاحتلال الامريكي أخطأت في تقييم الامور على الساحة العراقية : لا يمكن الدفاع عن الدين او المذهب بصدق اذا لم تدافع عن الوطن بصدق ، فالاحتلال للارض هو احتلال للمذهب والدين ايضا ، ان الذين يراهنون على ديموقراطية العدو الامريكي عليهم ان يبادروا بسلوك الطريق الصحيح والاكثر تأثيرا في طرده عن كل الارض العراقية ، عليهم ان لا يعترضوا كل من يقاوم العدو مهما كانت اتجاهاته الفكرية والدينية بواسطة المقاومة الشعبية المسلحة المقدسة ، ما فحوى الجدل الدائر حول فيلق بدر كرأس حربة ميدانية في قتل السنة ؟ وهل يحقق شيعة ايران حلم فيدرالية الجنوب " الحكيم وحزب الدعوة " ؟ وما حقيقة لجوء الامريكيين الى تخفيض عدد قواتهم بعد الانتخابات ؟ هل ستحل ايران محل القوات الامريكية في حال مغادرتها لانشاء دولة شيعية في العراق ؟ ولماذا يتهم التركمان في كركوك بالغش في الانتخابات ؟ وهناك اسئلة عديدة تطرح ، وعلى صعيد الانتخابات اعلنت مصادر امنية عن مصادرة مئات الآلاف من نماذج بطاقات الانتخابية كانت معدة للاستعمال على متن صهريج قادم من ايران ، وكانت قناة الجزيرة انتقدت المرجعية الشيعية قائلة انها روجت للغزو الامريكي وسوغت له وساندته والآن تضفي عليه طابعا شرعيا بالقول انه لا ينبغي مقاومته ووصفت السيستاني بأنه صفوي ايراني وتقوم قوات بدر ببث الرعب بين المواطنين وتنكل بهم وبزعمائهم وتفرض الحجاب على مسيحيي الجنوب وتقوم بحرق محلات الخمور وقتل السنة وتهدد السنة باعتناق المذهب الشيعي ، لماذا التزمت ايران الصمت والحياد عندما احتل الامريكان العراق ؟ وماذا يعني عندما تقول رايس ان العراق لن يحتاج الى القوات الامريكية ؟ ولماذا صرح خليل زاد بأن الولايات المتحدة ستخرج في اسرع وقت ممكن ولكن بعد تفاهم مع ايران ؟ هل ستسلم امريكا العراق لايران على طبق من فضة ؟
المقاومة العراقية المقدسة " الجهاد في سبيل الله "
يقول الله سبحانه وتعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموتا با احياء عند ربهم يرزقون "
يقول الله سبحانه وتعالى " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم "
ان ظاهرة المقاومة العراقية تعتبر تجربة رائدة وجديرة بأن ينحني الجميع من الشرفاء الوطنيين في العالم العربي والاسلامي اجلالا واحتراما لمبادئها وصمودها وهي تقاتل اشرس امبراطورية للشر في تاريخ العالم ،
المقاومة العراقية هي التي اجبرت الرأي العام الامريكي والبريطاني على المناداة والمطالبة بوجوب الانسحاب من العراق ،
ان المقاومة العراقية هي مقاومة فريدة فهي تقاتل اليوم وحيدة دون اسناد او دعم لا من طرف عربي ولا من طرف دولي وتعتمد على امكاناتها الذاتية وتستمد معنوياتها من الايمان بالله والوطن ،
المقاومة العراقية هي التي رفعت رأس العراق وبات العراقي مرفوع الرأس في كل مكان بعد ان عانى من ذل واحتقار واغتصاب الاحتلال الامريكي ، سيظل الشهداء الابرار من ابناء العراق مشاعل نور على طريق الاجيال العربية الثائرة والمتطلعة الى يوم النصر .
علمت وكاة قدس برس ان فرقة امريكية لتشويه صورة المقاومة العراقية موجودة في العراق وهذه الفرقة اطلق عليها اسم " الفئران القارضة " وتلقت تدريبا خاصا تضمن التعرف الشامل على الجغرافيا السياسية والطبيعة الاجتماعية العراقية ومن بن افراد هذه الفرقة الامريكية من هم من اصول عربية تدربوا على اللهجة العراقية ومن ميليشيات احمد الجلبي ومن ميليشيات قوات بدر الشيعية الايرانية " عبد العزيز الحكيم الايراني " وهذه الفرقة ترتبط مباشرة بالبنتاغون وتتخذ هذه الفرقة قصر السجود الرئاسي في بغداد مقرا لها ، وهذه الفرقة تنفذ عمليات قذرة مثل الاغتيالات وتخريب المنشأت الحكومية واعمال التفجير العشوائية وقتل الشيعة والسنة العرب وخلق الفتنة بين الطوائف والصاق هذه العمليات القذرة بالمقاومة العراقية بهدف التأثير على سمعتها .
نريد ان نقول للامة العربية ما يلي :
1 – نحذر الامة العربية والمسلمين من الحركات الشعوبية والحركات الهدامة التي انتقلت الى بلاد الفرس مثل البابية والبهائية والقديانية الى جانب الماسونية والصهيونية هدفها انكار وجود الله والقضاء على الدين الاسلامي والقضاء على الامة العربية اساس الحضارة العظيمة
2 – نحذر الامة العربية والمسلمين من الارساليات التبشيرية المسيحية التي تغزو الوطن العربي وهدفها تحويل العرب المسلمين والمسلحين الى المسيحية والمسيحية اليهودية
3 – نحذر الامة العربية من وجود الاقليات الغربية في الوطن العربي التي جائت من البلدان الاجنبية والمجاورة مثل الايرانيين اليهود والاكراد والتركمان وغيرهم وهذه الاقليات اصبحت تطالب بحكم ذاتي لها على اراضي عربية فيما بعد " مثل اليهود عندما طردوا من اوروبا والتجأوا للوطن العربي وتسامح وتعاطف معهم العرب وبدأوا يتآمرون ويخططون لانشاء دولة لهم كما الاكراد الذين جاؤوا من ايران وتركيا وزرعتهم في خاصرة العرب وكما التركمان الذي جاؤوا من الاتحاد السوفييتي وزرعتهم العثمانية التركية واصبحوا يطالبون باستقلال ذاتي وقامت الدول الاستعمارية باستغلالهم في الضغط على الامة العربية " لا نريد اقليم باسك في الوطن العربي
4 – نحذر الشعب العراقي من شيعة وسنة عرب ، انتم عرب اقحاح تدينون بدين محمد " صلى الله عليه وسلم " وآل بيته لا تسمحوا بتقسيم العراق ولا تسمحوا لخلق فتنة طائفية ، لا تسمحوا للدول المجاورة بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق من قبل ايران والدول الاستعمارية الاجنبية واسرائيل ، العراق عربي الجذور ، الامام علي عربي الجذور ، موطن ابراهيم الخليل العراق ، حافظوا على العراق ، انتبهوا واستفيقوا يا عراقيين من تقسيم العراق
5 – نريد ان نقول الحقيقة ، يتهمون صدام حسين بأنه ارتكب القتل بحق الشيعة والاكراد والمجازر والمقابر الجماعية وانه ديكتاتور ، نقول ألم يرتكب الطالباني والبارازاني القتل والمجازر والتشريد والتعذيب بحق المسيحيين الكلدو آشوريين وقتل التركمان وقتل العرب والشيعة والاكراد والمقابرالجماعية ؟ ألم يرتكب الفرس الصفويين الايرانيين القتل والمجازر والمقابر الاجماعية والتشريد بحق الشعب العراقي والسنة والعرب والاكراد وقتل الشيعة العرب في منطقة الاهواز العربية واضطهاد السنة الايرانيين ؟ ألم يرتكب احمد الجلبي وعبد العزيز الحكيم وابراهيم الجعفري وبيان جبر صولاغ الايراني مجزرة جسر الائمة بحق الشيعة العرب وقتل المئات منهم " هناك وثائق حول هذه المجزرة البشعة " ؟ ألم يرتكب الائتلاف الشيعي الايراني ووزير الداخلية بيان جبر صولاغ الايراني في سجن الجادرية القتل والتعذيب بحق السنة العرب والذي ثبت بأن ضابط ايراني اسمه ابو أكرم الوندي كان يشرف على هذا السجن وله علاقة بمنظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الايرانية وكشفت لجنة التحقيق بأن الضابط المذكور تمكن من مغادرة العراق بعد ان طلب مثوله امام لجنة التحقيق الخاصة بسجن الجادرية ، هؤلاء ليسوا عرب مسلمين اخرجوا من العراق يريدون ان يستعمروا العراق ويدمروه ويبعدوه عن محيطه العربي ، لن تنجحوا في ذلك ؟ ألم يرتكب الاحتلال الامريكي والاسرائيلي القتل والتدمير والمجازر والمقابر الجماعية بحق الشعب العراقي والفلسطيني ونهب ثروات الوطن العربي ؟ ألم يرتكب اياد علاوي القتل بحق السنة العرب في الفلوجة وغيرها؟
مفهوم الارهاب ومفهوم المقاومة " لا تخلطوا بين الارهاب والمقاومة "
مفهوم الارهاب :
هي كلمة اطلقها الامريكان وهي مخصصة فقط للمصالح الامريكية وما يرتكب ضدها
مفهوم الارهاب من وجهة النظر العربية :
اغتصاب الارض والشعب هو ارهاب – احتلال فلسطين والعراق والجولان هو ارهاب – احتلال قبر محمد " صلى الله عليه وسلم " في السعودية هو ارهاب – احتلال قبر علي بن ابي طالب هو ارهاب – نهب ثروات الوطن العربي هو ارهاب – التدخل في الشؤون الداخلية وتعيين الرؤساء العرب هو ارهاب – نشر الفساد والاباحية والاغتصاب هو ارهاب – تمزيق القرآن وتدنيس المساجد هو ارهاب .
مفهوم المقاومة
هي الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الارض والوطن والشعب والدين والكرامة والشرف – المقاومة هي استرجاع فلسطين والجولان والعراق من ايدي المحتلين – المقاومة هي اخراج القوام الامريكية الجاثمة على قبر محمد " صلى الله عليه وسلم " في السعودية والخليج والوطن العربي – المقاومة هي محاربة الفقر والبطالة ونهب الثروات والتخلف والتبعية والطائفية وتقسيم الوطن العربي .
اخطبوط الارهاب " امريكا "
ان الولايات المتحدة الامريكية تستخدم لصالحها الارهاب في السياسة الخارجية بصورة مباشرة او عن طريق فرض ودعم انظمة عميلة لها في مختلف انحاء العالم ذات طبيعة ارهابية ، وتستخدم هذه الانظمة الاستبدادية ضد الشعب للقمع والارهاب على نطاق واسع في سياستها الداخلية والخارجية وتطبق في الوقت ذاته سياسة الارهاب الدولي الامبريالي على الصعيد الاقليمي والمصائع الاكثر طاعة واجتهادا للولايات المتحدة في تطبيق هذه السياسة هي الاوساط الحاكمة في اسرائيل وجنوب افريقيا سابقا الذين حولوا هاتين الدولتين الى معقلين للتمييز العنصري ومنطلقين للعدوان على الشعوب الافريقية والعربية والدليل ان زعماء الولايات المتحدة الامريكية يزعقون بخصوص خطر الارهاب الدولي ويتجاهلون عمدا الجرائم التي يقترفها ارهابيوا اسرائيل وغيرهم والتي تقترب من الابادة الجماعية ، ان استخدام القوة في العلاقات الدولية واعتماد الارهاب طريقة لبلوغ اهداف السياة الخارجية عن طريق الممارسات الامبريالية القديمة واكبر الدول الامبريالية قامت مرارا وهي تتنافس في الصراع من اجل مناطق النفوذ وموارد الخامات والنفط واسواق التصريف وتسعى الى قمع نضال الشعوب في سبيل التحرر الوطني والاجتماعي في محاولة لاعادة رسم خارطة العالم بالنار والحديد واخضاع شعوب عديدة وقارات بكاملها ودفع البشرية الى نزاعات وتقسيمات محلية وعالمية دموية ، وتستخدم الامبريالية الامريكية دوما في تصريف الامور على الصعيد العالمي وسائل واساليب القوة في السياسة الخارجية ابتداء من شن الحروب الاستعمارية الهمجية وتطبيق دبلوماسية البوادج حتى تدبير الانقلابات الحكومية والاغتيالات وتنصيب الانظمة الديكتاتورية الدموية ، وسعت الرجعية الى تحويل التعسف الذي مارسته الى واحد من اصول الحياة الدولية باستبدال القانون الدولي بقانون الغاب ، ان اعتماد الاكراه والقوة اليوم تشغل اكثر فأكثر مكان الصدارة في السياسة الخارجية للدول الغربية وامريكا بقدر هيمنتها على العالم حيث الاتساع والوقاحة المنقطعة النظير والاستهانة السافرة بأصول القانون الدولي والاخلاقيات الانسانية ، ان بؤرة الارهاب الامريكية المستمرة في انحاء العالم تؤدي الى مواصلة تأجيج التوتر الدولي والى قمع الديموقراطية وانتهاك حقوق الانسان وتهدد السلام والاسلام وامن الشعوب .
سياسة الهراوة الكبيرة " عالم على الطراز الامريكي "
لقد اسهمت الولايات المتحدة الامريكية بقسط كبير في غرس الممارسات الارهابية في العلاقات الدولية ، ان ترسانة السياسة الخارجية لهذه الدولة الامبريالية الكبرى تضم مختلف اشكال الارهاب الرسمي من الشانتاج والتخويف ومحاولات خنق الانظمة التقدمية بالعقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي حتى تدبير المؤامرات او الحملات العسكرية التنكيلية ضدها وتنظيم الانقلابات الحكومية واغتيال الساسة والشخصيات الاجتماعية ، ان جذور سياسة القوة والارهاب الامريكية الحالية تمتد عميقا في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ، ففي عام 1859 قال عضو الشيوخ غ.لوج وهو يستعرض حصيلة السياسة الامريكية التوسعية " ان بلاده سجلت رقما عالميا للقرن التاسع عشر في الغزو والاستعمار والتوسع ، وازدادت كثيرا قائمة البلدان والشعوب التي وقعت ضحية العنف الامريكي " ، ونعيد الى الاذهان الغارة الدموية التي خلقها العسكريين الامريكان خلال السنوات الاخيرة في كوريا والهند الصينية ، والانقلابات الحكومية في ايران والكونغو والبرازيل وتشيلي ، والعدوان على كوبا وغواتيمالا ولبنان والعراق والدومينيكان وبنما ، ولقد لجأ العسكريين الامريكان مرارا الى الارهاب الجماعي ضد السكان المدنيين والى البطش والفتك بالمشاركين في الحركات الثورية والتقدمية والتحررية ، ان سياسة الهراوة الكبيرة التي تتسلح بها امريكا في علاقاتها مع العالم واستخدام الارهاب الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية كان كالتالي :
أ – اعتبارا من عام 1945 قامت الولايات المتحدة الامريكية في شن العمليات الحربية في حوض البحر الابيض المتوسط وفي الشرق الاوسط وافريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية ، واثر انتهاء الحرب العالمية الثانية ارتدت الامبريالية الامريكية بزة الدركي العالمي وشرعت بأداء وظائفه ،
اليكم بعض مراحل سياسة التدخل والعدوان الامريكي :
1 – من عام 1945 – 1949 التدخل الامريكي في الصين لمنع انتصار الثورة الشعبية وابقاء التواجد الامريكي في هذا البلد وشارك فيها 113 الف عسكري امريكي و 600 طائرة و اكثر من 150 سفينة
2 – من عام 1946 – 1949 شارك مجموعة من مشاة البحرية الامريكية والبريطانية بدعم من القوات البحرية وسلاح الجو في قمع الثورة الديموقراطية في اليونان وساعدت على بعث النظام الملكي في البلاد
3 – في عام 1947 اخمدت الولايات المتحدة الامريكية الانتفاضة الشعبية في البراغواي
4 – في عام 1948 دبرت التدخل في كوستاريكا
5 – من عام 1950 بطشت بوحشية بالنضال التحرري لشعب بورتريكو
6 – من عام 1948 – 1953 قدمت مجموعة من القوات المسلحة الامريكية وتعدادها 90 الف لدعم حكومة الفلبين الرجعية في اخماد حركة الثوار في هذا البلد
7 – من عام 1950 – 1953 العدوان الامريكي على كوريا شارك في العمليات الحربية حوالي 350 الف عسكري و 1000 دبابة و 1600 طائرة واكثر من 300 سفينة وتميزت عمليات القوات الامريكية بالوحشية وطبقت تكتيك الارض المحروقة واستخدمت النابالم والسلاح الجرثومي والكيمائي على نطاق واسع
8 – في عام 1953 اعيد الشاه الى عرش ايران نتيجة انقلاب حكومي دبرته وكالة المخابرات المركزية وبعد ايران جاء دور غواتيمالا وتايلند وبنما والكونغو والدومينيكان وبلدان اخرى
اسقطت الامبريالية الامريكية على أيدي عملاء وكالة المخابرات المركزية او مرتزقتها الحكومات الشرعية ، وصفت الزعماء الذين لا يروقون لها بالارهابيين ونصبت الانظمة الارهابية الدكتاتورية ، وفي المراحل المبكرة من التاريخ الامريكي استخدمت نظرية التجربة الامريكية الشاملة والتفرد الامريكي على نطاق واسع للتغطية على المطامع التوسعية الملموسة تماما لدى الولايات المتحدة الامريكية من اجل تبرير الحروب غيرالمعلنة ضد السكان الاصليين في امريكا الشمالية ، ففي عام 1897 اعلن عضو مجلس الشيوخ أ. بيفيريج ان " القانون الامريكي والحضارة الامريكية والعلم الامريكي ترسخت بمتانة على الشواطئ التي لا تزال غارقة في الحروب الدموية وفي ظلمات الجهالة لكنها ستتحول بمشيئة العناية الالهية الى شواطئ رائعة ومنارة " ، ومن عام 1946 الى عام 1975 استخدمت الولايات المتحدة الامريكية القوة الامريكية وهددت باستخدامها 215 مرة لبلوغ اهدافها في السياسة الخارجية اي انها استخدمتها بمعدل مرة كل شهر ونصف ، "معهد بروكبيغس الامريكي هو من اجرى هذه الحسابات التقريبية " ، استخدمت واشنطن السلاح النووي عام 1973 اثناء الحرب العربية – الاسرائيلية ، ثم التخطيط للحرب الذرية ضد الاتحاد السوفييتي ، ومنذ حوالي 20 عاما تصور وسائل الاعلام في الغرب شعوب العالم الثالث ومنها الشعوب العربية على انها ارهابية من خلال الكتب والافلام والجرائد يقومون باختطاف الطائرات وتفجير القنابل واختطاف السياسيين واغتيالهم ، ان العرب تعتبرهم البلدان الغربية مذنبين في العنف الذي اجتاح الكرة الارضية وكان علماء الاجتماع والفلاسفة والروائيين الغربيين قد نعتوا العرب بأبشع النعوت وبعد الحرب العالمية الثانية صار العرب ينعتون بالارهابيين .
ان النعرة المعادية للعرب التي اثارتها وسائل الاعلام الغربية بايحاء من الاوساط الحاكمة في الدول الامبريالية انما تخدم اغراضا محددة هي تبرير سياسة الغزو التوسعية التي تطبقها ضد البلدان العربية وتبرير الاعمال العدوانية والغارات الارهابية التي يقوم بها العسكريين الامريكان ضد البلدان العربية وأهم حليفة استراتيجية للغرب هي اسرائيل.
اسرائيل هي عصبة الارهابيين في الشرق الاوسط والعالم
تقع في الشرق الاوسط بؤرة اخرى للارهاب السافر المتجسد في سياسة الدولة هي اسرائيل ، ان سبب التوتر في هذه المنطقة هو سياسة الاوساط الحاكمة الاسرائيلية العدوانية ضد العرب ، وقد اقترن قيام اسرائيل بأعمال دموية قامت بها المنظمات الارهابية الصهيونية التي تشارك فيها جماعة ارغون الارهابية التي يتزعمها الارهابي مناحيم بيغن منها تفجير فندق الملك داوود في القدس مما اسفر عن مقتل 100 شخص ، وبعد ذلك مذبحة دير ياسين حيث قتل 352 فلسطينيا اغلبهم من الشيوخ والنساء والاطفال ، ومذبحة كفر قاسم ومذبحة قانا وغيرهم ، وفي عام 1948 اطلقت جماعة من الارهابيين الاسرائيليين النار على وسيط الامم المتحدة في فلسطين الكونت السويدي برنادوت ومرافقه المقدم الفرنسي ، كما اغتالوا مؤخرا الرئيس ياسر عرفات بالسم والاشعة ، ان طرد العرب الفلسطينيين بالقوة وتأسيس المستوطنات الاسرائيلية في الراضي المحتلة هي السياسة الثابتة لحكام تل ابيب الصهاينة الذين طبقوا الشعار العنصري " ارض بلا شعب لشعب بلا ارض " وبغية تعليل وتبرير سياسة الابادة الجماعية اضطر الصهاينة الى اطلاق لغة الارهابيين على جميع الفلسطينيين ، كما وصفوا منظمة التحرير الفلسطينية بأنها منظمة ارهابية وان عملاء المخابرات الاسرائيلية " الموساد " يتصيدون الفلسطينيين في الاقطار العربية وفي افريقيا واوروبا مثلما حصل عام 1973 في بيروت عندما تم الانزال الليلي وتم اغتيال قياديين في منظمة التحرير الفلسطينية ، وكما دبرت وحدات خاصة من الموساد هجوما على مطار عنتيبي في اوغندة واعمال تخريبية اخرى .
مبدأ الكونية الجديدة السيئة الصيت
هدفها توسيع حدود الحرية والديموقراطية ، اما في الواقع فهم يسلحون المرتزقة في محاولة فاشلة لاعاقة سير التاريخ بواسطة الارهاب الرسمي ، ان مثل هذه السياسة تزيد من التوتر الدولي وتعيق التسوية السياسية للمشاكل الحادة .
ان مذهب الكونية الجديدة يدعو صراحة الى ضرورة دعم القوى المناهضة للحكومات في البلدان التي لا ُترضي التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها الاوساط الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية وتطلق الدعاية البرجوازية لأجل التمويه ، لغة الديموقراطية على القوى المعادية لتلك الحكومات ، في عام 1985 طرحت الادارة الامريكية نظرية دعم اي دولة واي كتلة او منظمة ارهابية تناضل ضد الشيوعية او متمردين ضد حكوماتهم من التي لا تروق للبيت الابيض المشؤوم " البيت الاسود " .
كتب الصحفي البريطاني باتريك سيل مقالا تساءل في عنوانه " هل مات النظام العربي ؟ " وكان محقا في سؤاله والذي اصبحنا نطرحه يوما بعد يوم ولا نريد ان نصدق انه مات فعلا ، لكن الاخبار التي نقرأها في صحف الصباح لا تكف عن نعيه اينا ... وأسفاه .
قال الكاتب الالماني ارنست جاخ حول الاهمية الاستراتيجية لموقع المنطقة العربية " ان الحرب تأتي من الشرق والحرب ستندلع بسبب الشرق وتحسم في الشرق " .
قال القائد الروماني بعد ان انتصر على العبيد وقائدهم سبارتاكوس " لا يهمني القضاء على سبارتاكوس وانما على فكرة سبارتاكوس وتبقى العروبة عصية على الغزاة فكلنا سبارتاكوس " .
قال الجنرال الامريكي بروس بالمر " ان منطقة الشرق الاوسط من اكثر المناطق الاستراتيجية في العالم ليس بسبب الكميات من النفط التي فيها وخصوصا في حوض الخليج العربي بل ايضا بفضل موقعها الجغرافي ، فالطرق الجوية والبحرية العالمية تقطع المنطقة التي تشكل جسرا اراضيا بين كتلة اراضي اوراسيا والقارة الافريقية " .
قال محمد حسنين هيكل " ان حرب الخليج الثانية ادت في واقع الامر الى نزول امريكا عمليا الى مواقع انتاج البترول هناك واصبح من الصعب على الدول العربية نفسها الوصول الى منابع النفط بعد ان اصبحت المنطقة العربية تحت حماية القيادة المركزية للقوات المسلحة الامريكية بعد ان كان هذا التواجد مقتصرا على 6000 آلاف رجل امن تابعين لشركة حراسة خاصة في السعودية لحراسة منابع النفط فيها " وهو يعني عدم تمكن العرب من الآن فصاعدا من الوصول الى بترولهم مطلقا .
قال غروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفييتي وقالها لرئيس عربي " ان كل دولار تدفعه امريكا اكثر لبرميل النفط يعني تقليصا في ميزانيتها العسكرية وفي معونتها بالدرجة الاولى لاسرائيل كما يترجم بمزيد من الاحتلال في ميزان اسرائيل التجاري ومجهوداتها لبناء مزيد من المستوطنات في الاراض المحتلة وتطوير صناعتها وخاصة العسكرية " .
قال كيسينجر " ان النفط هو السلاح الذي غير العالم بلا رجعة " .
قال احمد اليماني وزير النفط السعودي " ان سلاح البترول إن لم يستخدم بحنكة وبراعة يفقد اهميته وفاعليته وإن لم يستخدم ذلك السلاح في موضعه الحقيقي نصبح كشخص يطلق رصاصة في الهواء فبدلا من ان تصيب عدوه يسمح له بأن يعد نفسه للمواجهة – نقول ليس من المهم ان نمتلك النفط بل المهم ان نحسن استخدامه لصالحنا " .
قال الرئيس صدام حسين " حذر صدام حسين من اطماع ايران اتجاه العراق ويؤكد ان طهران تنظر بعين الاعتبار لعراق جديد تجري تهيئته وانتخابه ولا يفوتها تقسيم الكعكة " .
قال كوليدج رئيس الولايات المتحدة الامريكية عام 1924 عند افتتاح اللجنة الفيدرالية للنفط " ان تفوق الامم يمكن ان يقرر بواسطة احتلال النفط ومنتجاته " .
ما معنى ان يبادر احد كبار المؤرخين اللبنانيين المسيحيين في الربع الاخير من القرن العشرين وهو د. كمال الصليبي استاذ التاريخ في الجامعة الامريكية في بيروت وخريج امريكا باصدار كتاب بعنوان " التوراة جاءت من جزيرة العرب " ليؤكد من خلاله اهمية هذه المنطقة ومدى ارتباط الاحتلال الصهيوني بها والتي قامت على اساس توراتي ، كما يمثل بحد ذاته دعوة ضمنية لاسرائيل للمطالبة بالجزيرة العربية وكأنه يخاطبها قائلا " وجودك يا اسرائيل مرهون بالسيطرة على جزيرة العرب وخصوصا النفط وهذا من حقك توراتيا " .
اقول :
نحن نريد ان نقول الحقيقة للامة العربية العظيمة والعريقة ، فالحقيقة لا تتجزأ وهي وطنية دائما ، وما يهمنا هو الحفاظ على الامن القومي العربي ، تقوم الدول الكبرى وبعض الدول الاسلامية على تهميش النظام العربي القومي والعربي واحتلال الارض العربية ونهب الثروات العربية بما فيها سرقة النفط العراقي ، فالنظام الاسلامي ينص على عدم جواز احتلال دولة اسلامية لاراضي اسلامية ، نحن نحترم ايران ولكن لا نريد من ايران ان تتبع اسلوب الحركة اليهودية الصهيونية في احتلال الارض ، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عن طريق الاقليات الشيعية في الدول العربية ، او عن طريق تصدير افكار مذهبية لا تمت بصلة للسلام ، او ارسال المئات من الايرانيين لتوطينهم في العراق والدول العربية ، نحن لا نريد استعمار جديد للمنطقة العربية وخصوصا العراق ، ألا يكفينا الاستعمار البريطاني الذي دمر الوطن العربي ، والاستعمار الامريكي الذي اغتصب الارض والشعب والنفط في العراق والوطن العربي ، والاستعمار الصهيوني الذي اغتصب فلسطين والارض العربية ويسرق المياه العربية ويسرق النفط العربي ويسرق الآثار العراقية ، ويقتل الشعب العراقي ويدمر العراق عن طريق الخونة والعملاء ، لقد نشر الاباحية الجنسية والفساد ونشر الفقر والامراض في انحاء العالم ، وهذا قمة الارهاب اليهودي الصهيوني ، لقد نشر الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة بدءا بعبد الله بن سبأ وانتهاءا بالحركة الصهيونية والحركات الشعوبية وتزييف الدين والمذاهب وكتاب الله " القرآن الكريم " وتحريفه عن طريق الصهيونية والحركات الشعوبية الهدامة ، ونشر الحركات الشعوبية الهدامة في الوطن العربي هدفها القضاء على الدين الاسلامي والامة العربية ، والقضاء على الحضارة العربية الاسلامية ، ماذا تريد ايران من العراق ؟ نحن لا نريد من ايران ان تستغل وجود الاقلية الشيعية العربية في العراق وفي الدول العربية مثل قبائل دهم الشيعية في السعودية بتدريبهم وتقديم المال والسلاح لهم ليكونوا سيفا مسلطا على رؤوس العرب السنة ، وكما فعلت ايران وتركيا بتدريب الاكراد ودعمهم بالمال والسلاح ليكونوا ورقة الضغط على العراق والامة العربية ، وارسال المئات من رجال الدين الايرانيين وزرعهم في العراق ليكونوا مشرفين على تقسيم وتدمير العراق وخلق فتنة بين الشيعة والسنة العرب كما تفعل اسرائيل وامريكا في العراق من تقسيم وقتل ، نحن لا نريد احتلال جديد للعراق وتقسيم للمنطقة ، نريد ان نقول للشيعة والسنة العرب انتم عرب مسلمون تدينون بدين محمد " صلى الله عليه وسلم وآل بيته " ، لا تسمحوا للغرباء الدخلاء بالسيطرة عليكم وخلق الفتنة بينكم ، لا تسمحوا بتقسيم العراق ، كونوا موحدين يدا واحدة في بناء العراق لأن الله سبحانه وتعالى لن يرحم العملاء والجواسيس ومن يخالف الله ودينه سيؤول للدمار ، يقول ابراهيم اليازجي " تنبهوا واستفيقوا ايها العرب " .
نقول ان التحالف الشيعي مع الاكراد هدفه رسم خارطة شيعية جنوب العراق لتقسيمه ، نريد ان نقول للشيعة والسنة العرب : كيف تسمحون للاحتلال الاسرائيلي والامريكي بأن يحتل قبر علي بن ابي طالب وتحتل ارضه وتدنسه ، كما يحتل قبر محمد " صلى الله عليه وسلم " ويدنس في السعودية ، استفيقوا ايها العراقيون .
المصادر والمراجع
1. صادق علي السوداني – النشاط الصهيوني في العراق " 1914 – 1952 "
2. يوسف رزق الله غنيمة – نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق " 1924 "
3. موسى بن نصير – شذوذ ومآسي الطائفة اليهودية " 1352هـ "
4. عالية احمد سوسة – حول النشاط الصهيوني في العراق " في الثلاثينات "
5. جريدة صدى بابل في عددها الصادر في 11 جمادي الاول 1910 عن مكتبة الاليانس الاسرائيلية في بغداد
6. احمد سوسة – ملامح من التاريخ اليهود العراقيون القديم
7. جورج طعمة – النفط والعلاقات الدولية
8. د. ناظم محمد نوري الشمري و د. محمد احمد الدوري – الهيمنة الامريكية على نفط الخليج العربي
9. علي نعمة – خطوط المواجهة في الاستراتيجية القومية
10. الكسي فاسيليف – بترول الخليج والقضية العربية
11. كمال العزة – فوق آبار النفط حرب ثالثة من اجل اسرائيل
12. محمد عجلات – البترول والعرب
13. د. يعقوب سليمان – النفط العربي والنظام الاقتصادي الدولي
14. د. خليل احمد خليل – منظمة اوبيك تاريخها وحاضرها
15. د. صالح زهير الدين – مشروع اسرائيل الكبرى بين الدموقراطية والنفط والمياه
16. د. حافط برجاس – الصراع الدولي على النفط العربي
17. اللواء محمد سميح السيد – الجانب الخفي من تاريخ البترول
18. الكاتب اوكونور الصادر في موسكو 1958 – امبرطورية النفط
19. زين العابدين محمد ابراهيم – قصة البترول
20. مهدي صالح مجيد – ما هو النفط
21. فاضل البراك – المدارس اليهودية والمدارس الايرانية في العراق – دراسة مقارنة
22. خلدون معروف – الاقلية اليهودية في العراق – بغداد " 1921-1952 "
23. حاييم كوهين – النشاط الصهيوني في العراق – بغداد - ترجمة " 1917 "
24. صحيفة الاخبار البغدادية –" 18/11/1951 "
25. شموئيل سيجف – المثلث الايراني والعلاقات السرية الاسرائيلية الايرانية الامريكية – ترجمة غازي السعدي – دار الجليل للنشر – عمان " 1983 "
26. عبد الله سلوم السامرائي – الشعوبية حركة مضادة للاسلام والامة العربية
27. احمد امين – فجر الاسلام – بيروت " 1969 "
28. د. عبد العزيز الدوري – الجذور التاريخية للشعوبية – بيروت " 1980 "
29. ابو حامد الغزالي – فضائح الباطنية – بغداد
30. عبد الرزاق الحسني – البابيون والبهائيون ماضيهم وحاضرهم
31. اسماعيل رائين – الماسونية في ايران – بغداد
32. نذير قنصة – عاصفة على الشرق الاوسط " 1981 "
33. كتاب ابن حزم – الفصل في الملل والنحل – من صفحة 2-91
34. المقزيزي – الخطط – من صفحة 1-362
35. د. فيصل السامر – اليهود العراقيون – لمحات تاريخية " 1977 بغداد "
36. المحامي زياد النجداوي – الحرب العراقية الايرانية من الذي اشعلها
37. الكاتب نادر نصار – العراق ارااض امريكية اوروبية اغتصبها صدام حسين – مقالة