الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جدران لم يشيدها ورثة جابوتنسكي بقلم:تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2006-02-03
جدران لم يشيدها ورثة جابوتنسكي بقلم:تيسير نظمي
عن جدران لم يشيدها ورثة جابوتنسكي

وحدة الشعوب بمواجهة مستقبل منهوب

تيسير نظمي

1 شباط/فبراير 2006

تقتضي المرحلية في الفكر السياسي الصمت وعدم الإفصاح عن مؤشرات باتت جلية من مقدماتها لما ستقود إليه على المدى البعيد. فقبل سنتين كان المؤرخ «الجديد» - «القديم» بيني مورس أكثر نشاطا في التفكير والكتابة والإفصاح عما يدور بأذهان المفكرين الاستراتيجيين من أفكار سواء ما يتعلق منها بالسيناريوهات المقبلة أو المحتملة لحل القضية الفلسطينية أو ما هو متعلق منها في إطار تحديث وتأهيل الصهيونية في مدي العشرين سنة المقبلة. واليوم، يبدو بيني موريس صامتا عن وجهة نظره وأفكاره في ما يتعلق بفوز حركة حماس، وهو الذي طالب علانية بوجوب «عزل الفلسطينيين لحين شفائهم من العروبة والإسلام» وإذا كان شارون في كوما فإن بيني موريس بصمته هذه الأيام عن هذا الواقع المعلن عنه في الديمقراطية الفلسطينية في كوما من صنعه هو. لكن أفكار شارون التي ورثها عن جابوتنسكي وأورثها لحزب «كاديما» والذي يعبر عن توجهاته إجرائيا أيهود أولمرت وماديا جدار الفصل العنصري، ليست في كوما على الإطلاق بل في أكثر حالاتها ديمومة وحركة خاصة بعد إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن. فقبل نحو السنة أو اقل بقليل أجرى غاري سوسمان الباحث في جامعة تل أبيب دراسة هامة في مشروع شارون السياسي كانت مكملة لأكثر من دراسة له حول إشكالية الحل وآفاقه لإقامة دولتين فلسطينية إلى جانب الإسرائيلية ليخلص في آخر هذه الدراسات إلى آخر ما كتب ونشر تحت عنوان «شارون والخيار الأردني» والذي رغم عدم ارتياح الكثيرين، من سدنة دفن الحريات الصحفية واغتيال العقل والتفكير بعدم مواجهة الحقائق، لهذه الدراسة الهامة، قمت بترجمتها ونشرت في أكثر من جريدة وموقع الكتروني لكنها لم تحظ بالقراءة والمناقشة الكافية لما جاء فيها بسبب ضيق الهامش الديمقراطي الذي ارتضاه البعض لكل فكرة بالتغيير والإصلاح في أكثر من قطر عربي معني مباشرة بالقضية الفلسطينية. ومنذ فوز حركة حماس على هذا النحو الدرامي وأنا متردد في البدء بمناقشة أفكار ليست مرحلية وليست سياسية بقدر ما هي فكرية وإستراتيجية أعادتني لكتاب من أخطر الكتب السياسية التي قرأتها في حياتي للكاتب المغضوب عليه إسرائيليا وصهيونيا والذي سمعت انه توفي مع نهاية القرن العشرين دون ما يستحقه من اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية. الكتاب هو «أسرار مكشوفة» والكاتب هو إسرائيل شاحاك الأكثر خطورة على إسرائيل الدولة من أي مفكر أو كاتب عربي بل وأكثر خطورة من المفكر الأمريكي المعارض نعوم تشومسكي رغم أن أفكار الأخير أيضا تشير في تحليلاته وتنبؤاتها إلى نفس المسار من حيث تحليلاته لتحولات الواقع في هذه المنطقة وتتفق من حيث الجوهر والعمق مع ما جاء في كتب إسرائيل شاحاك. ومع ذلك، ورغم صمت الإعلام الأردني وكذلك الفلسطيني عن جوهر هذه الأفكار الإستراتيجية محاطا هذا السكوت و«الغطرشة» والخوف من مواجهة الحقائق بتواطؤ إعلامي عربي من المحيط إلى الخليج. بل والأكثر درامية و مأساوية في الموضوع أن التوجه السياسي / الإعلامي الأردني شرع منذ فوز حركة حماس تحديدا بكبح جماح التحولات ووعود مواجهة استحقاقات السنوات العشر المقبلة بالتغييرات البرامجية التي طالما تحدث عنها بثقة الدكتور مروان المعشر، شرع التوجه التقليدي ينقض بلا مبرر أو مسوغ على أي إصلاح سياسي أو تنمية سياسية حقيقية وكأنها وكأن الأردن معزول عن محيطه الاستراتيجي وشرايينه الاقتصادية العالمية والمناطقية، معززا ومنتصرا هذا التوجه التقليدي لمصالح فئوية وشخصية في الغالب تجاوزها الزمن ولا يحسب الإستراتيجيون لها حسابا مما راكم على الشعب الذي قوامه نحو خمسة ملايين نسمة مشاعر شتى من الإحباط والغلاء والضياع.

فما خلص إليه نعوم تشومسكي في المسألة الفلسطينية ويتفق بقدر أو بآخر ولكن لا يتعارض جذريا مع أفكار بيني موريس وغاري سوسمان هو أن دولة فلسطينية «قابلة للحياة» غير واردة في المدى المنظور وتبدو مهما بذل لها الحكام العرب من فزعات ونخوات وتصريحات ليست أكثر من هدر المزيد من التضحيات على المستوى الفلسطيني وهدر الزمن وإضاعته مثلما ضاع أكثر من نصف قرن من الزمن العربي. و«عيش يا كديش» و«لما ينور الملح» وغيرها من مقولات وخلاصة تجارب الشعوب في هذا الفولكلور الذي يبقى في أجيال ويتلاشى لدى أجيال صاعدة تنفق على هواتفها الخلوية ما لا يمكنها إنفاقه على أجسادها.

بيني موريس قالها صراحة: «وجوب ترحيل الفلسطينيين، بما فيهم فلسطينيو مناطق الـ 48 في غضون 5-10 سنوات» ويبدو اليوم بنيامين نتنياهو جاهزا لهذه الفكرة وأفكار أخرى لديه. وتشومسكي قالها صراحة: الأميركيون والإسرائيليون لا يفكرون سوى بإلحاق الفلسطينيين حربا أم سلما بأحزمة البؤس والفقر والمرض في محيطهم العربي. وإسرائيل شاحاك أتى علانية على أطماع واستراتيجيات إسرائيل باقتصاد الشرق كله مرورا بإيران وحتى حدود الصين.

وغاري سوسمان قال صراحة أن المكونات الفكرية والثقافية والدينية للفلسطينيين منسجمة تماما مع نفس المكونات لدى أشقائهم الأردنيين وأن كل ما يجري التخطيط له لدى شارون كان هو الإلحاق الاقتصادي والثقافي بالتالي لغزة بمصر وللضفة الغربية بالأردن و ... يا دار ما دخلك شر وتنتهي القصة ونحن هنا ما نزال نترصد لبعضنا البعض ونناكف أنفسنا وأحزابنا وقوانا الوطنية دون أن نمتلك برنامجا ناضجا يقدر موضوعيا ما يمكن انجازه على ارض الواقع ويعمل على انجازه بالقدر المستطاع وبوضوح وقدر من التضحيات كي لا نجد أنفسنا غرقى ولا خيار لنا جميعا إلا طلب النجدة والمعونة من الغير عندما يكون هذا الغير أخذ ما أخذ ونفذ ما نفذ واحتل ونهب ما احتل وما نهب، وبالنتيجة لماذا سيقدم لنا يد العون والإسناد ما دامت إرادته ومخططاته وبرنامجه ومصالحه نافذة وعابرة للقارات؟ فالمكونات المتشابهة والمصالح الاقتصادية المتبادلة أعمق من أن تفرق بين حركة حماس وجبهة العمل الإسلامي والحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية ولكن ضمن توظيفها لإرادتنا نحن في مواجهة إرادة الغير. ولا بد أن يكون لنا شركاء من هذه المنطقة على القواسم المشتركة العربية منها والإسلامية. وهذه القواسم منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو ثقافي وبالتالي أيضا سياسي. وعوضا عن أن تأتينا الديمقراطية والإصلاحات بوصفات أشبه بالوصفات الطبية، لماذا نخشى من اجتراحها ومن الإقدام عليها بأنفسنا وفق المعايير الوطنية التي نرتضيها لا المعايير التي تفاجئنا قبل أن نكون على استعداد للتعامل معها. حركة حماس لن تصنع المعجزات إلا إذا كنا ضمن برنامج سياسي ووطني واحد وقد كان ممكنا التبكير بإصلاح ما اتلف معها بإرادة شعبية كتلك التي أتت إلينا بها من الأراضي المحتلة والتي معظمها كان بمثابة الأراضي الأردنية ما قبل فك الارتباط لأن وحدة الراهن والماضي والمستقبل قائمة شئنا أم أبى البعض منا ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون تلك الوحدة نابعة من كتاب «مكان تحت الشمس» ولا من أفكار موريس أو دراسات سوسمان التي بات جدار الفصل يحميها ويعززها. فماذا لو تخلصنا بأنفسنا من عقدة الطائفية، الدينية منها والسياسية! ماذا لو تخلصنا من جهلنا لقدرات شعوبنا وقوتها على التحمل وملهماتها في العطاء بسخاء وبأقل ثمن؟ هل يبقى العراق وحيدا في هذه الحالة؟ هل تبقى أية حكومة أو سلطة فلسطينية تقاتل أقدارها لوحدها وتريد القدس نيابة عن كل المسلمين بمفردها. وهل كل هذه المكونات والمؤشرات غير كافية أن تجعلنا مثل كوريا الشمالية أو كوبا أو فنزويلا؟

www.nazmi.org
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف