الأخبار
ليلة دامية بغزة.. مجازر متواصلة وقصف مدفعي يُعيد مشاهد الأيام الأولى للعدوان"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاق
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا للمصالح الشخصية

تاريخ النشر : 2006-01-20
بسم الله الرحمن الرحيم

لا للمصالح الشخصية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

من المصالح التي يحرص عليها أصحاب النفوس الضعيفة السيطرة والهيمنة بشتى الأساليب ولو كانت على حساب الدين والمصلحة العامة , فهم يلجأون إلى التقرب والتزلف إلى أصحاب الكلمة للوصول إلى غاياتهم الفاسدة , وهي استغلال مناصبهم ووظائفهم لنشر مبادئهم وأفكارهم , وصدّ الناس عن دعوة الحق المتمثلة في دعوة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .

قال محدّث الديار اليمنية الشيخ مقبل الوادعي _ رحمه الله _ : " فهم رجال ليس لهم إلا المناصب فهو مستعد أن يحلق لحيته , ويدخل في أي عمل وهو مختار غير مكره , المهم أن يلي منصباً , يكادون أن يطبقوا المثل الشيوعي الغاية تبرر الوسيلة " { المخرج من الفتنة ص 114 } .

قلت : بل قد يترك الصلاة جماعة في المسجد من أجل جلسة مع أصحاب الكراسي والمناصب والبعض منهم خلع زيه الشرعي , ولبس الزي الإفرنجي مع ربطة العنق إرضاءً وتزلفاً للمسئولين بدون إكراه ومن أجل الدنيا طمعاً في وظيفة أو درجة أو رياسة أو سلطانٍ .

وقال رحمه الله عن هؤلاء : " فهم يهتمون بأبناء المدارس وأبناء الجامعات والتجار وذوي الرتب العاليـة في الدولة " { المصدر نفسه ص 194 } .

قلت : إذا كان اهتمامهم بهذا الصنف من الناس فَمنْ للآخرين من العمال والمزارعين وعوام الناس , وهؤلاء يمثلون الأغلبية في المجتمع .

وقال _ رحمه الله _ : " …… فهل أنتم تحرصون على إنقاذ المجتمع من النار , أم تحرصون على أن ينتظم التاجر معكم من أجل أن تستغلوا ماله في تنظيمكم المشؤوم على الدعوة إلى الله , وتحرصون على ذوي الرتب من أجل أن تمكنوا في المجتمع , ,وإذا حدث انقلاب تثبون بواسطتهم على السلطة . { المصدر نفسه 194 } .

قلت : الأصل في الداعية أن يحرص على ملازمة أهل العلم والتقوى , أما أصحاب الكراسي والرتب , فهذه من الأمور الدنيوية إلا إذا كان الهدف مادياً وهذا مذموم , وهاهو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو الجميع لا فرق بين غنيّ وفقير , وقويّ وضعيف , وقد تخرّج على يديه الفقراء والمساكين والضعفاء والأقوياء والأغنياء والتجار والعمال , وأصحاب الجاه والسلطان , وكل هؤلاء أصبحوا دعاة إلى الله عز وجل .

بل البعض من يهيب بالكبراء والأعيان والهيئات للانضمام إليهم , ومن بين هؤلاء من يعادي الإسلام .

فالدعوة إلى السيطرة والهيمنة على حساب العقيدة والمنهج هو عين الضلال والانحراف , وهذا خروج عن منهج الأنبياء والرسل في الدعوة إلى الله , وهذا الأسلوب أدى بهم إلى التحالف مع أعداء الإسلام كالرافضة وغيرهم من العصاة والمنحرفين , ولهذا تجدهم يسعون إلى مصالح شخصية دنيوية من خلال دعوتهم الضيّقة , وهذا الأسلوب من أخطر آفات الدعوة إلى الله , لأنه وسيلة للحصول على الأموال أو الجاه أو السلطان أو المناصب الرفيعة , أو غير هذه الرغائب من مطالب الحياة الدنيا ولذاتها وشهواتها كالاستعلاء على الأتباع والاستنصار بهم للاستعلاء في الأرض على الناس .

قال العلاّمة الشيخ ابن عثيمين _ رحمه الله _ : " …… وعلى كل حال فإنه لايجوز للإنسان أن يتمسح بالدين الإسلامي لينال مآربه الشخصية , فيجعل الدين وسيلة لغرض الدنيا , بل عليه أن يتمسك بدين الإسلام لينال ثمراته الجليلة التي منها العز والتمكين في الأرض قبل ثواب الآخرة " { الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ص 194-195 } .

وما أصاب المسلمين من ذل وهوان إلا بسبب ابتعادهم عن دينهم الذي كان سببه حب الذات وحب السيطرة والهيمنة والمتاجرة بالدين .

قال تعالى : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " وقال تعالى : " أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير " وقال تعالى : " وما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً " .

وهم بهذا الأسلوب يريدون من هذا التجمع والكثرة والتكتل السيطرة والهيمنة على المسلمين , بل يستغلون حب الشباب لتولي المناصب كالفرق الرياضية واللجان الثقافية , وفرق التمثيل والنشيد والمكتبات الخاصة بهم وتوزيع المنشورات والبيانات والرحلات الجماعية والإفطار الجماعي والرصد والقمع والخطف والقتل إلى غير ذلك من المهام , فيرى الشاب منهم أنه تحمّل جزءاً من المسئولية فيغتر بذلك فيصدر الأوامر والنواهي , وعلى الرعية السمع والطاعة من غير تردد ولا مراجعة , ولا شك ولا حرج , وإن كانت في معصية الله عز وجل .

فهل بهذا المنهج تقوم الدعوة ؟ وهل التسلط والسيطرة والهيمنة وحب الزعامة والرياسة من منهج الأنبياء والرسل في الدعوة إلى الله ؟

فالدعوة إلى الله إن لم تكن وفق منهج الأنبياء والرسل فهي دعوة باطلة .

قال شيخنا ربيع المدخلي _ حفظه الله _ " يجب أن نعتقـد أنه لو كان هناك منهج أفضل وأقوم من هذا المنهج لاختاره الله لرسله وآثرهم به , فهل يليق بمؤمن أن يرغب عنه ويختار لنفسه منهجاً سواه ويتطاول على هذا المنهج وعلى دعاته " { منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله ص 54 } .

إن المنهج النبوي هو المنهج السليم للدعوة إلى الله _ عز وجل _ ومما يؤسف له أن بعض الشباب طيبي القلوب الحريصين على الدعوة إلى الله يظنون أن الطريق الصحيح والأسلم للدعوة هو الانضواء تحت أية راية من الرايات الحزبية لعدم معرفتهم بمنهج الأنبياء والرسل في الدعوة إلى الله ولعدم معرفتهم بمخاطر هذه الرايات على المجتمع المسلم , وما دفعهم إلى ذلك إلا حرصهم على التعاون في الدعوة ولكن للأسف الشديد أن أصحاب هذه الرايات استغلوا هذه النوايا الطيبة , فأخذوا معهم أساليب السيطرة والهيمنة واستغلوا حاجات الناس لاستقطابهم في تنظيماتهم الحزبية .

وكلما كان الشباب بمعزل عن العلماء الربانيين , كلما كانوا فريسة سائغة وألعوبة في أيديهم , وهكذا يصرفونهم عن العلماء بشتى الوسائل والأساليب وينفقون الأموال الطائلة والأوقات الكثيرة , ويتدرجون معهم بالمحاضرات والندوات والخطب والجلسات الإسبوعية السرية ويستمرون معهم حتى تطمئن نفوسهم إليهم , ثم يكشفون الستار لهم شيئاً فشيئاً حتى يقولوا لهم : أنتم الآن منتظمون في حزب كذا , والذي أسسه فلان وعليكم أن تنصروا هذه الدعوة وتجتهدوا في نشرها ودعوة الناس إليها ولكم الجنة إن شاء الله .

ولما كان هذا هو شأن أصحاب الرايات , فإن أنشطتهم الدعوية لم تثمر خيراً تنتفع به الأمة بل الذي حصل هو العكس , وذلك بشهادة الواقع الذي يعلم تفاصيله أهل الحكمة والبصيرة , ورغم ذلك فإن لأفكارهم ومناهجهم على اختلاف راياتهم تأثيراً على القلوب , وعقول كثير من الشباب ذكورأ وإناثاً , وذلك لكثرة الدعايات الصادرة منهم في وسائل النشر من تأليف الكتب وإصدار النشرات وإلقاء المحاضرات والندوات وإلقاء الخطب في المهرجانات والمناسبات وكلها تلهب المشاعر فيثور أهلها استجابة لنداءات زعمائهم ومنظريهم , ولو ترتب على ذلك شيء من الانحراف عن دين الله , بل جعلهم ينقسمون على بعضهم البعض , بل إنك تجد في البيت الواحد أخوين شقيقين كل منهم اتخذ لنفسه منهجاً يخالف الآخر , والكل منهم يدّعي أنه على الحق والآخر على الباطل , والخصام والجدال والسب واللعن والشتم بينهم , بل يحذّرون من بعضهم البعض , وهذا راجع إلى تعصبهم لراياتهم وأفكارهم ومناهجهم , ورفضهم الرجوع لأهل العلم الربانيين للفصل بينهم وإظهار الحق لهم .

فإلى الذين يتباكون على إقامة الدولة , والذين يتباكون على الخلافة , عليكم جميعاً أن تسلكوا منهج الأنبياء والرسل في كل شيء إذا أردتم الخير والإصلاح , وإن الطريق الأقرب والأسلم لإقامة دولة الإسلام هو الطريق الذي أراده الله عز وجل وسار عليه نبيه صلى الله عليه وسلم من الرجوع إلى دينكم وتحكيم شريعة ربكم , وبهذا يتحقق العدل والخير والأمن والأمان , وبدون ذلك لا ينفعكم بكاؤكم ولا صراخكم ولا خطاباتكم ولا كراسيكم ولا مناصبكم فلا تضيعوا أوقاتكم وها هو ذا واقعكم يشهد بذلك .

ألا هل بلغت اللهم اشهد

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبها

سـميـر الـمبحـوح



18/ذي القعدة /1426 هـ
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف