الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كلمة في حفل تابين المناضل سامي الغضبان - ابو شادي بقلم:خالد منصور

تاريخ النشر : 2005-12-10
كلمة في حفل تابين المناضل سامي الغضبان - ابو شادي بقلم:خالد منصور
الإخوة والرفاق آل الغضبان وانسباؤهم الكرام

الإخوة والرفاق ممثلي القوى الوطنية والمؤسسات الأهلية

الرفاق في الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

أصدقاء ورفاق فقيدنا العزيز.. جماهير طولكرم الأبية

هاماتنا تطاول السماء فخرا.. حين نقف لنؤبن رجلا مثل سامي الغضبان.. وحين نقول باعتزاز أن جيلا بأكمله منا تتلمذ في مدرسة سامي الغضبان.. كيف لا وهو كان بحق جذرا كبيرا من جذور حزبنا.. جذرا غذّى شجرة حزبنا بالفكر الثوري النير.. وصلّب عودها حتى غدت عصية على الانكسار والتقزم والانحناء.. في زمن كان أصحاب الفكر فيه-- يضطهدون ويلاحقون.

أبو شادي فارس يحتل في ذاكرتنا مكانة سامية.. وندين له ولأمثاله من الرواد الأوائل بأنهم ارسوا دعائم حزب تميّز على الدوام ببعد النظر والتحليل الصائب للأمور.. وخطّوا بدمائهم وعرقهم برنامجا سياسيا واجتماعيا ينحاز بجلاء.. للفقراء والعمال والفلاحين.. ويعلن بوضوح أن لا عدالة اجتماعية دون إنصاف الشغيلة.. ولا عدالة سياسية دون تبوء ممثلي الكادحين الحقيقيين مكانتهم التي يستحقونها في مراكز صنع القرار..

وقبل أن يكون أبو شادي احد مؤسسي عصبة التحرر الوطني وبعدها قائدا في الحزب الشيوعي.. كان أبو شادي وطنيا فلسطينيا مخلصا.. خاض معارك شعبه ضد الاستعمار البريطاني البغيض.. وآمن بان الحل الامثل لقضية فلسطين الوطنية.. هو بإقامة الدولة الديمقراطية على كامل ارض فلسطين.. وحين عصفت الأهوال بفلسطين وشعبها صمد أبو شادي ورفاقه.. ولم يفقدوا بوصلتهم الثورية.. وأشعلوا وسط الظلام شمعة.. تنير لشعبهم الدرب وترسم أفقا للنضال الوطني.. بان صاغوا برنامجا سياسيا واقعيا يأخذ بعين الاعتبار موازين القوى المحلية والدولية.. برنامجا جريئا يعلن أن الحل الممكن-- هو فقط بإقامة دولتين على ارض فلسطين التاريخية.. وتعرض حينها أصحاب هذا البرنامج لشتى صنوف العذاب والملاحقات والاتهام بالخيانة.. الأمر الذي جرّ شعبنا طوال عدة عقود إلى ويلات وحروب ودمار وتشريد.. إلى أن اقتنعت قيادة الشعب بصواب البرنامج الذي صاغه أبو شادي ورفاقه.. وتبنّته ليكون الآن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.

واليوم ونحن نؤبّن أبو شادي.. ننظر إلى الماضي لنستفيد من العبر.. ونستطلع المستقبل فنفتقد أبو شادي.. نفتقد حكمته وصلابة عزيمته.. وهو الذي عانى السجون والتشرد ولم يضعف أو يستنكر.. ولم يهرب من واجبه تجاه شعبه وحزبه.. رغم تقدمه في السن.. بل ظل نبراسا نهتدي ومعنا كل الوطنيين بهديه.. وها نحن اليوم نواجه تحديات استكمال التحرر الوطني وبناء نواة الدولة الفلسطينية العتيدة.. تحديات مواجهة مخططات شارون وحكومات الاحتلال.. الهادفة إلى نسف الإمكانيات المادية لبناء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.. بمواصلة بناء جدار الفصل العنصري.. وتصعيد وتسعير وتائر الاستيطان.. وتنفيذ خطوات أحادية الجانب كالتي أقدموا عليها في قطاع غزة.. ليفرضوها على شعبنا وكأنها حلا مطلوب منا القبول به.. في وقت يواصلون فيه سياسات القتل والاغتيال والمداهمات.. وتشديد الحصار والإغلاق والعقاب الجماعي.. لإذلال شعبنا وقيادته.. وثنيه عن مواصلة جهوده لترتيب أوضاعه.. بما يعزز ويصلب جبهتنا الداخلية وما يوحد إرادتنا.. ويؤسس لنظام سياسي فلسطيني أكثر ديمقراطية وعدالة.. عبر عملية الانتخابات.

إن شعبنا الفلسطيني مصمم اليوم على مواصلة العملية الديمقراطية.. وبناء دولة المؤسسات والقانون والتعددية والحريات.. ومصمم على ترتيب بيته الداخلي.. واستئصال ظواهر الفوضى والفلتان الأمني ومحاربة الفساد.. كل ذلك في سبيل التصدي الناجع لمخططات شارون ومؤامراته.. التي تمارس الآن على الأرض.. ويلوح الأخطر منها في الأفق القريب.. والتي تسعى ومن خلال استغلالها للوضع الدولي المنحاز بوضوح لها-- بفعل الغطرسة الأمريكية زعيمة العالم الجديد-- ومن خلال معرفتها بالضعف والعجز العربي.. لفرض حل على شعبنا معالمه ليست أكثر من دولة محاصرة في غزة.. وكيان هش مفتت دون سيادة حقيقية على ما لا يزيد عن 42% فقط من أراضي الضفة.

وان حزبنا الذي يخوض اليوم معركة الانتخابات التشريعية.. عبر تحالف مع العديد من القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية.. على طريق بناء التيار الثالث.. يؤكد على الاستمرار على الخط السياسي الذي رسمه فقيدنا الغالي سامي الغضبان.. خط الدفاع عن برنامج الإجماع الوطني.. برنامج السلام الفلسطيني.. ويدعو القيادة الفلسطينية إلى الصمود على المواقف.. والانتقال إلى مرحلة الهجوم السياسي.. برفع ملف القضية الفلسطينية إلى مجلس الأمن الدولي.. لكسر الاحتكار الأمريكي للعملية السياسية-- المسماة زورا بالعملية السلمية.. ويدعوا القيادة الفلسطينية إلى الإعلان الفوري-- وعبر مؤتمر وطني-- لحدود الدولة الفلسطينية المنشودة.. والتوجه للعالم اجمع للاعتراف بهذه الحدود.. لقطع الطريق على مسعى شارون لتكريس الجدار العازل كحدود للدولة الفلسطينية.. وضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل.. وتقسيم مناطقنا الفلسطينية إلى كانتونات شمال ووسط وجنوب.

أيها الإخوة الحضور..

كلكم تدركون دقة المرحلة التي غاب فيها عنا أبو شادي.. وكلكم تدركون أهمية وحدة شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية.. وما وجودكم جميعا هنا.. إلا دليل على الإمكانية الحقيقية لتحقيق هذه الوحدة.. فما أعظمه أبو شادي الذي كان محجّا لكل المناضلين الشرفاء في حياته وما أعظمه وهو يجمعنا اليوم في حفل تأبينه.. وإننا نعاهد روحه.. وجموع أصدقاؤه.. على المضي قدما على الدرب الذي سار هو عليه باستقامة فريدة.. درب الحرية والخلاص النهائي من الاحتلال.. وتحقيق كامل أهداف شعبنا في الاستقلال والعودة.

وأتوجه إلى أنجال وأحفاد رفيقنا الكبير لأقول: سنظل معكم وبجانبكم.. وسنحفظ ذكرى أبو شادي في قلوبنا وعقولنا.. وسنعمل على نشر سيرته لتدرسها الأجيال وتستفيد منها.. وهذا ابسط شيء نفعله لابو شادي الذي يستحق منا الكثير الكثير.

خالد منصور

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

طولكرم – 10/12/2005
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف