الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ناجي العلي...خارج النسق.. داخل الالتزام بقلم:تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2005-08-24
ناجي العلي...خارج النسق.. داخل الالتزام بقلم:تيسير نظمي
خارج النسق.. داخل الالتزام

تيسير نظمي



شكل الشهيد ناجي العلي ظاهرة فنية ونضالية لن تتكرر في التاريخ العربي / الفلسطيني. إلا إذا تكرر التاريخ نفسه وأعاد إنتاج ظروف هزيمة متطابقة كضرب من ضروب الخيال. أحد أهم عوامل بروز هذه الظاهرة الخارقة أن ناجي العلي ومجموعة قليلة من الكتاب الفلسطينيين ظلوا ببساطة خارج النسق وأية أنساق قد تتشكل سواء من الأنظمة، السلطة، أو التنظيمات والأحزاب ومع ذلك كانت الثوابت الوطنية واضحة العيان لديهم والالتزام كان ذاتيا تحركه المسؤولية الأخلاقية والتكوين الذاتي لكل منهم. ومنذ البدء. أردت أن اجمع القليل من الأصوات الفكرية والأدبية والسياسية إلى جانب ناجي العلي رغم تنوع نتاجا تهم، فواز تركي في الرواية، محمد الأسعد في النقد والسياسة والشعر، عوني صادق - كاتب ومحلل سياسي بارز - وكاتب هذه السطور في القصة والصحافة، وبالطبع ناجي العلي في فن الكاريكاتير السياسي البالغ الأثر كمؤسسة قائمة بذاتها، ليس لأن هذه الأسماء جميعها فلسطينية ملتزمة بامتياز أو لأنها ظلت خارج النسق سواء الذي شكلته منظمة التحرير ومن ثم السلطة الفلسطينية وحسب، بل لأنهم أيضا جرى تهديدهم بعد كل محاولات احتوائهم سواء من منظمة التحرير أو من التنظيمات اليسارية الفلسطينية والتقدمية العربية فضلا عن العبء الذي كانوا يشكلونه على كاهل أي نظام عربي يتواجدون فيه. أما التهديد لأربعة كتاب لم تحدد المؤسسة الرسمية الفلسطينية أسماءهم، فقد كان ناجي العلي أولهم نظرا لتأثير كاريكاتيره البالغ في الشارعين العربي والفلسطيني على حد سواء. والتهديد الذي كان نصه: «بلغ الأربعة كتاب عندكم أني سأقطع أصابعهم» حمله مندوب جريدة الوطن الكويتية من مؤتمر فاس في المغرب إلى مجموعة كتاب اليسار البارزين آنذاك في الصحافة الكويتية والذين سيطروا تماما ومن خلال صناديق الاقتراع على الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين بعد أن كانت فتح تسيطر عليه طوال 9 دورات انتخابية. وأيا كانت الجهة المنفذة لاغتيال ناجي العلي فإن التهديد كان قائما وكان أبو خالد - طيب الذكر - يعرف هذه الحقيقة ولا يأبه لها. لذلك ظل أيضا خارج النسق الرسمي فلسطينيا وعربيا وإنما أيضا ظل خارج أي نسق لا يثق به أو برموزه حتى عندما يتشكل من قبل المعارضة نفسها. فقد حدث وان رسم كاريكاتيرا انتقد فيه «الحكيم» نفسه - جورج حبش - ذات مرة رغم قربة وتقارب جميع من ذكرت - باستثناء فواز تركي - مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بل لا أبالغ إذا قلت أن ناجي العلي كانت الجبهة تعتبره احد رموزها وتعتذر في الجلسات الداخلية عن عدم التزامه التنظيمي باجتماعاتها نيابة عنه، تحت وطأة تأنيب الذات على عدم حراستها وعنايتها بالشهيد الرمز غسان كنفاني الذي شعرت الجبهة بالتقصير تجاهه بعد اغتياله. أما فواز تركي الذي بدأ في الحزب القومي السوري الاجتماعي في لبنان وسرعان ما اكتشف تروتسكيته في زمن ستاليني النهج فقد كانت الجنسية الاسترالية وكتابته باللغة الإنجليزية خير وسيلة تعتيم عليه وبالتالي لم يكن ذا تأثير يدعو للتعجيل بتصفيته لا الجسدية ولا الاقتصادية أو النفسية أو المعنوية. لكن الحيلولة دون ترجمة أو نشر أعماله أو التعريف به كانت كافية. م العلم انه تمت دعوته لبيروت من قبل منظمة التحرير على أمل إسكاته أو التأثير على آرائه السياسية وفي أسوأ الأحوال التخفيف منها والحد من تأثيرها. وهذا ما لم يتحقق. فقد ظل ولا يزال خارج النسق وأشبه بمؤسسة قائمة بذاتها في العالم الغربي والذي - على حد تعبير فوزي الأسمر - يعتبر الصورة التوأم لناجي العلي والذي كانت تربطه معه علاقات ووسائل سياسية وشخصية، فالأول من عين الحلوة والثاني من برج البراجنة، والأول أسمر البشرة والثاني اشقرها، والأول ينحدر من قرية الشجرة المسلمة والثاني من أسرة مسيحية. بالنسبة لعوني صادق تم إبعاده من الكويت مبكرا قبل إبعاد ناجي العلي بسنوات حيث اتجه إلى سوريا وبذلك جرى تجنبه ولكنه أيضا ظل خارج نسق أي نظام عربي كذلك إلى أن انتهى به المطاف إلى عمان وصحافة عمان التي قلما لم تقلم مقالة له بسطر هنا وعبارة من هناك ومع ذلك ما يزال يكتب مشكلا لنفسه نسقه الخاص وعالمه الملتزم.

www.nazmi.org
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف