الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطيشة بقلم : مختار محمود عبد الوهاب

تاريخ النشر : 2005-08-19
الطيشة

قصة قصيرة بقلم : مختار محمود عبد الوهاب



لا يوجد مكان يستوعبهم ويقبل تجاوزاتهم غير البوابة ، الجامع شرقاً والدوار شمالاً ، ودكان خالتك بطة غرباً ، والجنوب الطريق المؤدي إلى الجسر وجزء من حانوت صغير لجزار لم يتجاوز ذبحه عجل لبني أو خروف كبير ، وأنا الجالس على حجر الجير أمام هذا الحانوت ؛ كومة من لحم ، وعينان ضيقتان ترصفان كعيون هرٍ ينتابه خوف وجوع .

كانت الأصوات المتعالية والغوغائية لا تنقطع إلا بإرادة عبد الله أبو معاطي ، الذي يمت لي بصلة قرابة ، صاحب الرأس الكبير المستدير ، والرقبة القصيرة والأقدام المفلطحة الحافية ، والذي يستطيع كبح جماح أي صوت معارض يحاول الفركشة أو الفشكلة ، كنتُ دائماً أحتمي به ، ودائماً لا يعتبرني واحداً في فريق بل طيشة لا ثقل له أو وجود .

" هنلعب إيه ؟ "

قالها ورفع سبابته وحركها إلى أعلى وأسفل ، وفي نيته ألا يوافق على أي لعبة يقترحها خيري فوزي أو أحد أتباعه ، حتى لا يسيطرون على مجريات اللعب ، فيصبح غير ذي رأي في العملية ككل .

اقترح خيري وأخرج منديلاً من جيب البيجامة السفلي الأيمن ، ورفعه في وجوه الواقفين ملوحاً به ، والنظرات تتجه ناحية الرأس الكبير المستدير ، لترى رد فعله ، فيسحب شهيقاً طويلاً وبصوت قبيح يعلن :-

" إنت بتجيب حاجات ما بنعرفش نلعبها "

" لعبة حلوة " قلتُ ولدي قناعة أنني لن ألعب في أي الفريقين

يتمخط عبد الله و يتفل في اتجاهي على الأرض ، ويطلقها صريحة " لأ شوفوا لعبة تانية ... دي لعبة صعبة "

" دي سهلة ... أنا الحكم وقسم فريقين " قال خيري ليقرر الوضع القائم ، ويفرض سلطانه على الوقوف ، هز عبد الله رأسه رافضاً الاقتراح ، وتحرك ناحية عمود الإنارة بجوار دكان بطة ، والجموع الراغبة في اللعب تحركت لتتحلق أمامه ، انكسر خيري وقرر ألا يشاركهم أي لعبة لا تكن من اقتراحه .

" استغماية " قالها جلال مظهر من بعيد فأعجبت بها ،أعلم أنه لا أحد سوف يأخذني في فريقه ، غير أنني سأجري كطيشة ،هتفت مصفقاً " استغماية والعرب جاية "

" بطل ياله إحنا هنعيل " قالها عبد الله ، ودفعني بيده فتكورت وسط الجموع ككرة شراب . التي نهرتني بدورها منقادة لرأي الزعيم المفتري عليّ ، وأنا الصغير المضطهد لا حول لي ولا قوة ، وأرغموني على ترك الحلقة ، والجلوس على مصطبة الجامع دون أن أحدث صوتاً أو أتدخل في اللعب .

بسروالي الدمور وفانلتي الحمراء المهترأة تحركتُ من المنطقة المضيئة تحت عمود النور إلى مصطبة الجامع ، ووضعت ساعدي على وجهي مخفياً دموعاً تهطل ، وكاتماً لصوت بكاء سيصدر عني لا ينقطع ، ولن أقدر على منعه ، دونما اعتراض جلستُ ورأسي على راحة يدي اليمنى ، فتاهت ملامحي في الظلام ، اقترب خيري بخطواتٍ حذرة ، وربت على ظهري ، وأسر إلى أن أقذف عبد الله أبو معاطى بزلطة كبيرة تشج رأسه ، أو ألعن والديه على رؤوس الأشهاد ، وأنطلق ، وسوف يدفع عني أي أذى جراء ذلك .

فكرت قليلاً ، واتجهت ناحية عبد الله وأخبرته بما أسر به خيري ، فشاط غيظاً ، وواجه خيري بما قلت !!

" دا كداب وابن كلب " قالها خيري واتجه ناحيتي ، يكور يده استعداداً لإرسال لكمة لوجهي الصغير الذي يشبه التعريفة الفضية في استدارته ، بينما كان عبد الله يبالغ في ركل جانبي الأيمن ، وهو يردد " الله يخرب بيت أمك ، عايز تقوم حريقة "

............................................ من فضلك إذا تعثرت في شيء مكوم على الأرض فترفق به ، لعله يكون قشقش ابن خالتك صديقة بائعة الجبن الذي هو أنا - الطيشة - .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف