الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

متى وكيف وصل صدام حسين..بقلم: ابن الرميس

تاريخ النشر : 2005-06-24
الى الشرفاء والغيارى فى الامة

الى اشبال صدام حسين

الى الذين قالو بروح والدم نفتديك ياصدام حسين

اكتب من جديد.

نشأة صدام وأسرته:

اسمه صدام حسين المجيد ولد في 28 أبريل 1937 بقرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت - شمال غرب بغداد لأسرة سنية فقيرة؛ فأبوه حسين المجيد توفي قبل ولادته بعدة أشهر، فقامت على تربيته أمه وزوجها "إبراهيم حسن" الذي كان يمتهن حرفة الرعي.

بدأ صدام دراسته الابتدائية في مدرسة تكريت قبل أن ينتقل إلى مدرسة ثانوية في بغداد حيث أنهى تعليمه المتوسط، ثم حاول الالتحاق بأكاديمية بغداد العسكرية، لكن ذلك لم يحدث.

وقد تزوج صدام حسين للمرة الأولى عام 1962 من ابنة خاله ساجدة خير الله طلفاح، وأنجب منها عدي وقصي وثلاث بنات، تزوجت اثنتان منهما من الأخوين صدام وحسين كامل ، أما الثالثة فقد تزوجت من ابن وزير الدفاع الحالي سلطان هاشم أحمد، تزوج صدام مرة ثانية من سميرة شاهبندر صافي، التي تنتمي إلى إحدى الأسر العريقة في بغداد وأنجب منها عليًّا. ولصدام حسين عدد من الأحفاد يتجاوز عددهم الخمسة وكانوا دائمي الظهور معه في اللقاءات الاجتماعية العائلية.

النشاط السياسي لصدام قبل تولي السلطة:

بدأ صدام حياته السياسية كناشط شاب، لكنه ارتقى ليكون نائبًا لرئيس الجمهورية وممسكًا بزمام الأمور.

ففي عام 1957 انتمى صدام حسين، القادم من قرية قرب تكريت شمالي العراق، إلى حزب البعث الذي كان يعمل سرًّا في تلك الفترة في العراق والذي كان يبشر بفكرة الاشتراكية العربية.

وكانت بريطانيا تدير العراق في الفترة بين عام 1920 و عام 1932 بحكم نظام الانتداب الذي أقرته عصبة الأمم، إلا أنها مارست دورًا سياسيًا كبيرًا لفترة طويلة بعد تلك الفترة. إلا أن المشاعر المعادية للغرب كانت قوية.

وفي عام 1959 شارك صدام حسين الشاب في محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، وهو الضابط الذي أطاح بالملكية في العراق وأقام النظام الجمهوري عام 1958، وقد فر صدام حسين إلى مصر بمساعدة رفيق دربه المناضل عزة ابراهيم الدورى بعد فشل محاولة الاغتيال التي استهدفت حياة عبد الكريم قاسم الرئيس العراقي في تلك الفترة؛ لكنه عاد إلى العراق بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في انقلاب عسكري عام 1963، فبعد أن انتسب صدام إلى كلية الحقوق، جامعة القاهرة عام 1961، لم يكمل دراسته، وعاد إلى بغداد في أعقاب الانقلاب الناجح لحزب البعث في 14 يوليو 1963 والذي أسفر عن الإطاحة بنظام حكم عبد الكريم قاسم وتنصيب عبد السلام عارف رئيسًا للجمهورية الذي سرعان ما دب الخلاف بينه وبين قادة حزب البعث، وقام بانقلاب ضدهم في 18 نوفمبر 1963 ولاحق قادتهم وسجن بعضهم وكان من هؤلاء صدام حسين حيث نجحت الأجهزة الأمنية لعبد السلام عارف في إلقاء القبض على صدام في 14 أكتوبر عام 1964 وسجنه في زنزانة منفردة في مديرية الأمن ببغداد التي تعرض فيها للتعذيب -حسب بعض الروايات-. وتقديرًا من قادة حزب البعث في العراق وسوريا لصموده ومواقفه الشجاعة داخل السجن قررت القيادة في عام 1966 انتخابه أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث، وهو لا يزال في سجنه، ولكن سرعان ما استطاع صدام الهرب من سجنه بالعراق داخل العراق نفسها وتمكن بمساعدة بعض رفاقه تدبير خطة للهروب من السجن أثناء خروجه لإحدى جلسات المحاكمة، ونجحت هذه الخطة بالفعل واستطاع الفرار في 23 يوليو 1966 وتمكن من توثيق صلته بقريبه -رئيس الوزراء في عهد حزب البعث- أحمد حسن البكر.

صدام نائباً للرئيس:

في عام 1966 وبعد فراره من السجن أنشأ نظامًا أمنيًا داخل الحزب عرف باسم "جهاز حنين" كما تولى مسؤولية التنظيم الفلاحي والنسائي.

وقد خطط حزب البعث للاستيلاء على السلطة في العراق والإطاحة بعبد الرحمن عارف الذي تولى الحكم خلفًا لأخيه عبد السلام الذي لقي مصرعه إثر سقوط طائرته العمودية، وكان لصدام دور مهم في التخطيط والإشراف على هذا الأمر، ونجح في الإطاحة بنظام حكم عبد الرحمن عارف، وكان صدام على رأس المجموعة المسلحة التي اقتحمت القصر الجمهوري وانهت الحكم العارفى العميل.

تولى السلطة في العراق الفريق أحمد حسن البكر، وشغل صدام عمليًا منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة بدءًا من 30 يوليو 1968 حتى عُيّن رسميا لهذا المنصب في 9 نوفمبر 1969 وكان يبلغ من العمر آنذاك 32 عامًا إضافة إلى منصبه كمسؤول للأمن الداخلي.

وقد كان لصدام خلال توليه منصب نائب الرئيس دور مهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالعراق، حيث أجرى صدام حسين، بصفته نائبًا للرئيس أحمد حسن البكر، إصلاحات واسعة النطاق، وأقام أجهزة أمنية صارمة.

وقد أثارت سياسات كل من صدام والبكر قلقًا في الغرب. ففي عام 1972، وفي أوج ذروة الحرب الباردة، عقد العراق معاهدة تعاون وصداقة أمدها 15 عامًا مع الاتحاد السوفيتي. كما أمم شركة النفط الوطنية، التي تأسست في ظل الإدارة البريطانية، والتي كانت تصدر النفط الرخيص إلى الغرب.

وقد استثمرت بعض أموال النفط عقب الفورة النفطية التي أعقبت أزمة عام 1973، في الصناعة والتعليم والعناية الصحية، مما رفع المستوى المعيشي في العراق إلى أعلى مستوى في العالم العربي.

وفي عام 1974، ثار الأكراد في الشمال بدعم من شاه إيران الذي تؤيده الإدارة الأمريكية. وقد دفع الصراع الحكومة العراقية إلى طاولة المفاوضات مع إيران، إذ وافقت على تقاسم السيطرة على شط العرب -الممر المائي الواقع جنوبي العراق وجنوب غربي إيران-.. مقابل ذلك أوقف شاه إيران تقديم الدعم المادي للأكراد في شمال العراق مما مكّن النظام العراقي من إخماد الانتفاضة الكردي.

وهكذا بدأ نجم صدام يتصاعد، بعد أن أصبح نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، وبدأ يمارس السلطة كما لو أنه الرئيس الفعلي للبلاد رغم وجود الرئيس أحمد حسن البكر على قمة السلطة والذى كان يغانى من ملرض عضال، وكنتيجة حتمية لمرض البكراخذا دورصدام في حكم البلاد يكبر ويتوسع يوماً بعد يوم، وخاصة سيطرته على الحزب والأجهزة الأمنية، والمكتب العسكري.

وعندما حلت الذكرى الحادية عشرة للانقلاب البعثي في 17 يوليو 1979؛ فوجئ الشعب العراقي بإعلان استقالة الرئيس البكر في 16 يوليو 79، وتولي صدام حسين قيادة الحزب والدولة، حيث أعلن نفسه رئيساً للجمهورية، ورئيساً لمجلس قيادة الثورة، وقائداً عامًّا للقوات المسلحة،

صدام رئيساً للحزب وللدولة:

في 16 يوليو 79 تولى صدام حسين قيادة حزب البعث في العراق ورئاسة الدولة، وشرع فيما وصف بتصفية الحسابات وتعزيز نفوذه وسلطاته الجديدة والقضاء على أصوات المعارضة حيث أعلن عن اكتشاف محاولة انقلابية يدبرها بعض قادة حزب البعث في العراق، كان من بينهم خمسة من القيادة القطرية لحزب البعث في العراق بدعم من سوريا، وألقي القبض على المدبرين وحوكموا محاكمة عسكرية انتهت بإعدام 17 من قادة وكوادر الحزب، واستمرت الحملة التي أطلق عليها وقتها حملة التطهير فشملت قرابة 450 من قادة الجيش.

الحرب العراقية الإيرانية:

اندلعت في إيران ثورة شعبية قادها الخميني نجحت في الإطاحة بنظام حكم الشاه وإعلان إيران جمهورية إسلامية، وقد أبدى .. صدام قلقه من احتمال امتداد تأثيرها إلى داخل الأراضي العراقية والخليج العربى

قرر صدام الدخول في حرب ضد نظام الحكم الجديد في إيران، ومن ثم ألغى الاتفاقية الخاصة بشط العرب، ثم كانت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمان سنوات (1980 - 1988) والتي قتل خلالها أكثر من مليون شخص من الجانبين، وقدرت الخسائر المباشرة وغير المباشرة لهذه الحرب بعدة مليارات من الدولارات (800 مليار دولار تقديرات غير رسمية) هذا غير ما خلفته هذه الحرب وراءها من مئات الآلاف من الأسر التي فقدت عوائلها، وكذلك مئات الآلاف من الأسرى والجرحى والمعاقين إضافة إلى اقتصاد منهك وآثار للدمار في كل مكان.

العراق الصدامي حليف الغرب:

تقاربت العلاقات بين الغرب والعراق في فترة الحرب، وبلغ هذا التقارب ذروته بتدخل الغرب في الحرب إلى جانب العراق.

كان الغرب يخشى من تزايد قوة النظام الإسلامي للثورة الإيرانية وأراد أن يحول دون انتصار إيران في الحرب، وأزالت الولايات المتحدة العراق من على قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1982.

وبعد عامين أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد بعد أن كانت قد قطعتها منذ حرب يونيو عام 1967 بين العرب وإسرائيل.

وكان الاتحاد السوفييتي -الحليف الرئيس للعراق- هو المصدر الرئيس لأسلحته.

إلا أن عدة دول غربية من بينها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أمدت العراق بالأسلحة والمعدات العسكرية، كما تبادلت واشنطن المعلومات الاستخباراتية مع نظام الرئيس العراقي صدام حسين.

إلا أن فضيحة إيران-كونترا، التي تتلخص في الكشف عن قيام الولايات المتحدة ببيع أسلحة إلى إيران سرًّا أملاً في الحصول على مساعدة إيران في إطلاق سراح رهائن في لبنان، أثارت خلافًا بين الولايات المتحدة والعراق.

وفي المراحل النهائية من الحرب، حول العراق وإيران نيران أسلحتهما إلى ناقلات النفط التجارية في الخليج لتخريب مكاسب كل منهما من الصادرات النفطية، وأرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سفنها الحربية إلى الخليج لترافق عدة ناقلات نفط كويتية كانت تواجه هجمات إيرانية كما وضعت عليها أعلامًا أمريكية.

في 18 يوليو عام 1988 وافقت إيران على هدنة اقترحتها الأمم المتحدة في مواجهة الهجمات العراقية المستمرة والمدعومة من الغرب.

وبدأ سريان وقف إطلاق النيران في 20 أغسطس عقب شهر من الموافقة الإيرانية، وأرسلت الأمم المتحدة قوات دولية لحفظ السلام.

وبنهاية الحرب لم تتغير حدود البلدين تغييرًا كبيرًا لكن كلا من العراق وإيران شعرتا بثقل التكاليف البشرية والاقتصادية الهائلة لثمانية أعوام من الحرب.

وحصدت الحرب أرواح نحو 400 ألف شخص من الجانبين كما خلفت نحو 750 ألف مصاب. وكانت جثث ضحايا الحرب لا تزال تكتشف حتى عام 2001.

وتقدر قيمة الخسائر الاقتصادية وخسائر عائدات النفط لكل من البلدين بأكثر من 400 مليار دولار.

إلا أنه بعد ثلاثة أعوام من انتهاء الحرب وفي عام 1991 وبعد شهر واحد من الغزو العراقي للكويت وافق العراق على الالتزام باتفاقية عام 1975 التي وقعها مع إيران.

غزو الكويت:

في الساعة الثانية صباحًا تدفقت القوات العراقية عبر الحدود إلى الكويت وسيطرت على مدينة الكويت العاصمة.

وتغلبت القوات العراقية سريعًا على القوات الكويتية الصغيرة العدد نسبيا. وزعم الرئيس العراقي صدام حسين أن الغزو تأييد لانتفاضة ضد أمير الكويت، وجاء الغزو وسط أزمة اقتصادية حادة يعيشها العراق بسبب الديون التي تراكمت عليه عقب انتهاء حربه مع إيران.

واتهم صدام حسين الكويت بتعمد تخفيض أسعار النفط وضخ كميات أكبر من حصتها من النفط من الحقول النفطية المشتركة بينهما. وقال عبارته الشهيرة (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق )

وعندما رفضت الكويت إلغاء ديون الحرب العراقية قرر صدام حسين غزوها، وفرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على العراق وأصدر مجلس الأمن عددًا من القرارات التي تدين بغداد.

وقد حاولت الكثير من الدول العربية منها دول خليجية إضافة إلى الأردن ومصر التوسط لحل هذه الخلافات غير أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب أن صدام كان يعتزم حسمها بالقوة المسلحة. وفي نوفمبر عام 1990 مع فشل المحاولات الدبلوماسية لحل الأزمة وضعت الأمم المتحدة مهلة للعراق للانسحاب من الكويت وفوضت باستخدام "جميع السبل الضرورية" لإجبار العراق على تنفيذ القرارات الدولية.

وشكل تحالف دولي شارك فيه عدة دول واحتشد مئات الآلاف من الجنود في منطقة الخليج ، ووضعت الولايات المتحدة خطة عسكرية للحرب بقيادة الجنرال "نورمان شوارتسكوف" قائد أركان القيادة المركزية الأمريكية


فرض الحصار:

عقب اجتياح العراق للكويت اتخذ مجلس الأمن العديد من القرارات التي تطالبه بالانسحاب الفوري دون قيد أو شرط وإعادة الممتلكات الكويتية ثم تصاعدت هذه العقوبات لتشمل فرض الحصار الاقتصادي وتدمير ترسانة العراق من أسلحة الدمار الشامل وضمان عدم تطويرها في المستقبل، وأضافت الولايات المتحدة إلى هذه الإجراءات جعل منطقتين في الشمال ذات الأغلبية الكردية والجنوب ذات الكثافة الشيعية منطقتي حظر جوي

وكانت هذه الأجراءت تهدف لجعل الشيعة والأكراد يد امريكا الضاربة داخل العراق.

العدوان على العراق:

قرر مجلس الأمن الدولي تشكيل لجان للتفتيش عن أسلحة العراق أوكل مهمة اللجنة الأولى إلى ريتشارد باتلر والثانية إلى هانز بليكس، وبدأ بتلر عمله عام 1994 حتى ديسمبر 1998، واستطاعت فرق التفتيش التابعة له تدمير العديد من أسلحة العراق وتفتيش الكثير من الأماكن الحساسة، غير أن باتلر اتهم العراق بعدم التعاون مع المفتشين ومن ثم قامت الطائرات الأمريكية والبريطانية بقصف مراكز الاتصال العراقية والأهداف الحكومية والعسكرية لمدة أربعة أيام متواصلة، وأعلنت الدولتان بكل وضوح عزمهما على الإطاحة بالرئيس صدام حسين.

إعلان العدوان على العراق:

وفي سبتمبر 2002 أعلن المجرم بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن نظام صدام يشكل تهديدًا مباشرًا بسبب تاريخه الحافل في مهاجمة جيرانه واستخدامه للأسلحة الكيميائية ومساندته للجماعات الإرهابية وتحديه السافر والمستمر لقرارات مجلس الأمن.

وفي 20 مارس غزت الولايات المتحدة وبريطانيا العراق واحتلته بعد سقوط بغداد في 9 أبريل، ومنذ ذلك الحين شنت القوات الأمريكية حملات مكثفة للقبض على الرئيس العراقي المخلوع الذي وصفه الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه أكثر الأشخاص شرًّا في العالم.

من الاختفاء حتى الاعتقال:

بعد التاسع من إبريل أصبح صدام حسين ذكرى وهاجساً في أذهان العراقيين وأصبح يمثل شبحاً لدى الاحتلال، حيث اكد الاحتلال مراراً أن صدام هو من يقف وراء عمليات المقاومة والهجمات المستمرة على الاحتلال، ووجد الاحتلال من صدام "شماعة" جيدة يعلق عليها في البداية سبب الغزو، وبعد ذلك خسائره المتلاحقة أمام ضراوة المقاومة وعملياتها المتصاعدة حتى وضعه الأول على رأس قائمته بالمطلوبين من القادة العراقيين في النظام البائد.

لم يترك صدام الساحة العراقية نهائيًا؛ بل ترك للعراقيين صدى صوته يتردد من خلال مجموعة من الأشرطة المسجلة التي أذاعتها القنوات الفضائية العربية يتوعد فيها الاحتلال ومعاونيه بالهلاك، ويحث فيها العراقيين على الوحدة وعلى محاربة الاحتلال، ويثني على عمليات المقاومة، وقد تراوح عدد هذه الشرائط منذ اختفائه ما بين أربعة أو خمسة أشرطة، خصص أحدها لتأبين نجليه (عدي وقصي) الذين تمكن الاحتلال من قتلهما في 21 يوليو ليمثل هذا الحدث هزة للرئيس العراقي في مخبئه، وكان لزاماً على الاحتلال العثور على صدام حسين حياً أو ميتاً، إرضاءً للرأي العام الأمريكي، وكسراً – حسبما توهم الاحتلال – لشوكة المقاومة التي طالما تغنى بأنها من صنع وتدبير صدام وأتباعه، وليكون اعتقاله أو قتله هدية للعراقيين إما المواليين للاحتلال أو الذين رأوا في صدام نموذجاً للتجبر والديكتاتورية، وليكون أيضاً هذا الحدث أحد أركان الدعاية الانتخابية للرئيس الأمريكي جورج بوش في حملته للانتخابات الرئاسية لـ 2004.

وتمر الأيام حتى ترد أنباء اعتقال الرئيس العراقي في 12 ديسمبر 2003 بعد تمكن الاحتلال من الإمساك به في مسقط رأسه بمدينة تكريت بالتعاون مع الأكراد من الموالين للاحتلال، ونتيجة ما وصف بالوشاية بمكان اختفاء صدام، وليكون هذا السقوط أو الاعتقال هو الورقة الأخيرة في الحقبة الصدامية؛ ورغم أن الحاكم المدني للاحتلال الأمريكي في العراق بول بريمر قد أكد اليوم الأحد نبأ اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين وراح الكارهون للرئيس المخلوع يوزعون الحلوى ويحتفلون بسقوطه، مازالت طائفة غير قليلة من العراقيين يؤكدون أن الحدث برمته مجرد كذبة أمريكية من جملة أكاذيبها الكثيرة؛ بل ويبالغ البعض ويرى أن صدام سوف يعود ليقود المقاومة! فهل تخبئ الأيام جديداً بشأن هذا الرجل الذي يظل رغم اعتقاله مثيراً للجدل وجزءًا مهماً من تاريخ العراق المحتل.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف