تناقض مستحيل !!
عملاء أميركا أم إيران ؟
عبد المحسن الكاظمي
[email protected]
لم يدخر أعداء التغيير الهائل الذي حدث في العراق وسعا في وصم كل من ساهم فيه أو شارك في ما نتج عنه بكافة التهم و الشتائم الجاهزة . إلى هنا و الأمر مفهوم لأن هؤلاء خسروا الدنيا و الآخرة كما يقول المثل .
لكن الغريب فعلا و العصي عن الفهم و الإدراك ذلك التناقض العجيب الذي يقع فيه يوميا تقريبا كل الذين يحللون ، يراقبون ، ينتقدون و في النهاية يقتلون بصورة مباشرة أو غير مباشرة العراقيين . فكل الهيئات و الأحزاب التي قاطعت العملية السياسية تدعي أنها لم تشارك بها لأنها تجري تحت حراب المحتل . و تعيد القول الشهير ( كل ما قام على باطل فهو باطل ) مفترضة بصورة لا لبس فيها أن التخلص من صدام التكريتي و عصابته كان ( باطلا ) و بالتالي أن حكمه كان ( حقا ) . و من هنا تتهم التيار الأكبر المشارك في العملية السياسية ( الشيعة ) و قادتهم بأنهم جاؤوا على ظهر الدبابات الأميركية و يخضعون للمحتل الأميركي في كل شيء . و ضربوا الأمثلة في الوطنية الحقة بعدم التعامل مع الأميركان و إنما محاربتهم كي يخرجوا من البلد الذي دنسوه ، خربوه ، دمروا بنيته التحتية ، اعتقلوا أبناءه و قتلوا أكثر من 100 ألف عراقي بريء حتى الآن .
و من جهة أخرى ، يعرف هؤلاء و العالم كله تقريبا أن العدو الأكبر لأميركا في الشرق الأوسط هو إيران . و قد ساهمت أميركا باستنزاف ( نظام الملالي ) كما وصفه ، مرارا و تكرارا ، الرئيس الأسير صدام عن طريق الحرب التي شنها بأوامر أميركية وقتها ضده مدة ثمانية أعوام كاملة . فإيران لا تخفي عداءها لأميركا ، تحاول تطوير قوتها العسكرية بشتى الطرق و من ضمنها الحصول على الأسلحة النووية و مد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط و خاصة في الخليج ، العراق ، سوريا و لبنان . و قد نجحت إيران نجاحا كبيرا في دعم حزب الله في لبنان حتى أصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية اللبنانية ، خاصة بعد انتصاره الشهير بإجباره إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان .
لكن أبطال التحليل السياسي و الهيئات و الأحزاب التي لم تشارك في العملية السياسية في العراق ( حتى الآن على الأقل ) تقول و بالفم المليان أن السياسيين العراقيين الذين جاؤوا للعراق على ظهر الدبابات الأميركية لأنهم عملاء لأميركا هم أيضا عملاء لإيران لأنهم شيعة و عاشوا فترات من نفيهم خارج الوطن في إيران !! و لديهم ( أجندة ) خاصة وضعتها لهم الحكومة الإيرانيون و حرسها الثوري الذي أنشأ أغلب الأحزاب التي تحكم العراق الآن !! و يعني هذا أن كل السياسيين العراقيين الآن يلعبون الآن دور الجاسوس المزدوج ! فهم مع أميركا و مع إيران و هو أمر مستحيل الحدوث في الوقت الحالي على الأقل . و يطلقون لقب ( قوات غدر ) على قوات بدر التي حاربت النظام الصدامي عشرات السنين ، لأن تلك القوات تريد الانتقام من ( العراقيين النشامى ) الذين أذاقوا القوات الإيرانية طعم الهزيمة و الإذلال في معارك الشرف و العز بقادسية صدام المجيدة في المحمرة ، عبادان ، البسيتين ، الخفاجية الخ . و لم يعرف أحد حتى الآن كيف فات ذلك على الأميركان ! و ربما يقول قائل أن ذلك كان ممكنا في البداية ، لأن الأميركان كانوا يريدون مشاركة أكثر القوى العراقية في تحالف ضد صدام التكريتي . لكن الأمر لا يستقيم بعد سيطرة الأميركان على مقدرات البلاد و محاولتهم من خلاله التأثير على خريطة المنطقة بأسرها حيث تحتل إيران أولا ثم سوريا ثم السعودية الميداليات الذهبية و الفضية و البرونزية على التوالي في ذلك المخطط كما يقول أهل الرياضة . فكيف تضع أميركا في سدة حكم العراق عملاء إيران ؟ ألا يوصم هؤلاء العملاء حتى الآن بأنهم صنيعة المحتل الذين سيهربون من البلد بعد ساعات قليلة من خروج الأميركان نتيجة لانتصار المقاومة الوطنية الشريفة جدا ؟
هناك حل واحد لهذا الإشكال ؛ أن تكون أميركا تحالفت سرا مع إيران لوضع ( عملاء البلدين ) في السلطة نكاية بأنصار صدام و الأحزاب و الهيئات التي تدعي الآن الشرف ، الوطنية و المقاومة . لكن الإيرانيون و الأميركان ليسوا بذلك الذكاء الخارق أو الغباء المطلق ، لا فرق !! لأن للطرفين أهداف و رغبات يريدان تحقيقها . و هذه الأهداف و الرغبات تتعارض بشدة . ألا يدرك أي عاقل أن أميركا تريد قلب نظام الحكم في إيران ؟ ألا يعرف أي فرد أن النظام الإيراني يقاتل ذلك الهدف الأميركي بشراسة لأنه مسألة حياة أو موت بالنسبة له ؟ إذن كيف تقبل أميركا أن يقود العراق الجديد عملاء إيران الذين تعرف المقاومة العراقية الشريفة و المتحدثين ( خجلا ) باسمها أسماءهم الحقيقية ؛ فبيان جبر اسمه صولاغ و يجب عليه الاستقالة و موفق الربيعي اسمه كريم زادة و إبراهيم الجعفري ربما يكون اسمه الحقيقي آغا مدري شنو و هلم جرا .
ما الذي يجب أن يفعله السياسيون في العراق كي يتخلصوا من تهمة العمالة لبلد واحد ؟ الكثير جدا . و لكن ما الذي يجب أن يفعلوه كي يتخلصوا من تهمة العمالة لبلدين متحابين متوافقين ؟ الكثير الكثير جدا جدا . و الآن ، ما الذي يجب أن يفعله هؤلاء المساكين كي لا يتهمهم خبراء المقاومة و المتحدثين باسمها همسا أو تصريحا بأنهم عملاء لبلدين عدوين يريد أحدهما تدمير نظام الآخر ؟! الذي يملك الجواب له حق الحصول على جائزة نوبل في النبوغ !!
لماذا يكون الإقرار بالحقيقة صعبا و مؤلما ؟ لماذا لا يعترف هؤلاء أن الزمن الماضي قد ولى و مات و هيهات عودته ؟ لماذا تكون إثارة الفتنة الطائفية أحسن عندهم من النظر للأمور بواقعية و بحسابات باردة ؟ لماذا لا يكفون عن إلقاء التهم يمينا و شمالا بسبب خسارة امتيازات الماضي البغيض التي قامت نتيجة اضطهاد الغالبية العظمى من العراقيين ؟ هل يجب على أولئك المساكين الذين عاشوا في العراق و حملوا جنسيته , و أصبح اسمهم ( ظلما أو حقا ) عراقيين تحمل الظلم و القتل دائما لأن قلة بائسة حقيرة تستكثر عليهم نيل حقوقهم ؟
يا ساسة العراق الجدد من حزب الدعوة ، المجلس الأعلى ، المؤتمر ، الحزب الشيوعي ، المستقلين ، الإسلاميين ، الأكراد ، الخ نقول لكم : نحن نعرف أنكم إنشاء الله عملاء لبلدكم و شعبكم فقط ، لكن ألقموا أعداء العراق و أعداءكم حجرا بالقول ( أما العمالة لإيران أو العمالة لأميركا حيث لا يمكن الجمع بينهما لأن إحداهما تعادي الأخرى حاليا ) ! و رحم الله ذلك الشاب العراقي البسيط الذي كان يستعد للصعود إلى سطح الدار كي ينام في إحدى ليالي بغداد الصيفية الحارة عندما نصحته والدته بأن يبتعد عن زوجته و لا ( يلتصق ) بها عندما ينامان لأن الجو حار جدا ، لكنه سمعها تتحدث مع أخته بعد لحظات و هي تنصحها أيضا بأن تتقرب من زوجها و( تلتصق ) به عندما ينامان لأن الجو بارد فوق السطح ! فما كان منه إلا أن أطلقها مثلا عراقيا جميلا ( هوايين بسطح ميصير ) !!
عملاء أميركا أم إيران ؟
عبد المحسن الكاظمي
[email protected]
لم يدخر أعداء التغيير الهائل الذي حدث في العراق وسعا في وصم كل من ساهم فيه أو شارك في ما نتج عنه بكافة التهم و الشتائم الجاهزة . إلى هنا و الأمر مفهوم لأن هؤلاء خسروا الدنيا و الآخرة كما يقول المثل .
لكن الغريب فعلا و العصي عن الفهم و الإدراك ذلك التناقض العجيب الذي يقع فيه يوميا تقريبا كل الذين يحللون ، يراقبون ، ينتقدون و في النهاية يقتلون بصورة مباشرة أو غير مباشرة العراقيين . فكل الهيئات و الأحزاب التي قاطعت العملية السياسية تدعي أنها لم تشارك بها لأنها تجري تحت حراب المحتل . و تعيد القول الشهير ( كل ما قام على باطل فهو باطل ) مفترضة بصورة لا لبس فيها أن التخلص من صدام التكريتي و عصابته كان ( باطلا ) و بالتالي أن حكمه كان ( حقا ) . و من هنا تتهم التيار الأكبر المشارك في العملية السياسية ( الشيعة ) و قادتهم بأنهم جاؤوا على ظهر الدبابات الأميركية و يخضعون للمحتل الأميركي في كل شيء . و ضربوا الأمثلة في الوطنية الحقة بعدم التعامل مع الأميركان و إنما محاربتهم كي يخرجوا من البلد الذي دنسوه ، خربوه ، دمروا بنيته التحتية ، اعتقلوا أبناءه و قتلوا أكثر من 100 ألف عراقي بريء حتى الآن .
و من جهة أخرى ، يعرف هؤلاء و العالم كله تقريبا أن العدو الأكبر لأميركا في الشرق الأوسط هو إيران . و قد ساهمت أميركا باستنزاف ( نظام الملالي ) كما وصفه ، مرارا و تكرارا ، الرئيس الأسير صدام عن طريق الحرب التي شنها بأوامر أميركية وقتها ضده مدة ثمانية أعوام كاملة . فإيران لا تخفي عداءها لأميركا ، تحاول تطوير قوتها العسكرية بشتى الطرق و من ضمنها الحصول على الأسلحة النووية و مد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط و خاصة في الخليج ، العراق ، سوريا و لبنان . و قد نجحت إيران نجاحا كبيرا في دعم حزب الله في لبنان حتى أصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية اللبنانية ، خاصة بعد انتصاره الشهير بإجباره إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان .
لكن أبطال التحليل السياسي و الهيئات و الأحزاب التي لم تشارك في العملية السياسية في العراق ( حتى الآن على الأقل ) تقول و بالفم المليان أن السياسيين العراقيين الذين جاؤوا للعراق على ظهر الدبابات الأميركية لأنهم عملاء لأميركا هم أيضا عملاء لإيران لأنهم شيعة و عاشوا فترات من نفيهم خارج الوطن في إيران !! و لديهم ( أجندة ) خاصة وضعتها لهم الحكومة الإيرانيون و حرسها الثوري الذي أنشأ أغلب الأحزاب التي تحكم العراق الآن !! و يعني هذا أن كل السياسيين العراقيين الآن يلعبون الآن دور الجاسوس المزدوج ! فهم مع أميركا و مع إيران و هو أمر مستحيل الحدوث في الوقت الحالي على الأقل . و يطلقون لقب ( قوات غدر ) على قوات بدر التي حاربت النظام الصدامي عشرات السنين ، لأن تلك القوات تريد الانتقام من ( العراقيين النشامى ) الذين أذاقوا القوات الإيرانية طعم الهزيمة و الإذلال في معارك الشرف و العز بقادسية صدام المجيدة في المحمرة ، عبادان ، البسيتين ، الخفاجية الخ . و لم يعرف أحد حتى الآن كيف فات ذلك على الأميركان ! و ربما يقول قائل أن ذلك كان ممكنا في البداية ، لأن الأميركان كانوا يريدون مشاركة أكثر القوى العراقية في تحالف ضد صدام التكريتي . لكن الأمر لا يستقيم بعد سيطرة الأميركان على مقدرات البلاد و محاولتهم من خلاله التأثير على خريطة المنطقة بأسرها حيث تحتل إيران أولا ثم سوريا ثم السعودية الميداليات الذهبية و الفضية و البرونزية على التوالي في ذلك المخطط كما يقول أهل الرياضة . فكيف تضع أميركا في سدة حكم العراق عملاء إيران ؟ ألا يوصم هؤلاء العملاء حتى الآن بأنهم صنيعة المحتل الذين سيهربون من البلد بعد ساعات قليلة من خروج الأميركان نتيجة لانتصار المقاومة الوطنية الشريفة جدا ؟
هناك حل واحد لهذا الإشكال ؛ أن تكون أميركا تحالفت سرا مع إيران لوضع ( عملاء البلدين ) في السلطة نكاية بأنصار صدام و الأحزاب و الهيئات التي تدعي الآن الشرف ، الوطنية و المقاومة . لكن الإيرانيون و الأميركان ليسوا بذلك الذكاء الخارق أو الغباء المطلق ، لا فرق !! لأن للطرفين أهداف و رغبات يريدان تحقيقها . و هذه الأهداف و الرغبات تتعارض بشدة . ألا يدرك أي عاقل أن أميركا تريد قلب نظام الحكم في إيران ؟ ألا يعرف أي فرد أن النظام الإيراني يقاتل ذلك الهدف الأميركي بشراسة لأنه مسألة حياة أو موت بالنسبة له ؟ إذن كيف تقبل أميركا أن يقود العراق الجديد عملاء إيران الذين تعرف المقاومة العراقية الشريفة و المتحدثين ( خجلا ) باسمها أسماءهم الحقيقية ؛ فبيان جبر اسمه صولاغ و يجب عليه الاستقالة و موفق الربيعي اسمه كريم زادة و إبراهيم الجعفري ربما يكون اسمه الحقيقي آغا مدري شنو و هلم جرا .
ما الذي يجب أن يفعله السياسيون في العراق كي يتخلصوا من تهمة العمالة لبلد واحد ؟ الكثير جدا . و لكن ما الذي يجب أن يفعلوه كي يتخلصوا من تهمة العمالة لبلدين متحابين متوافقين ؟ الكثير الكثير جدا جدا . و الآن ، ما الذي يجب أن يفعله هؤلاء المساكين كي لا يتهمهم خبراء المقاومة و المتحدثين باسمها همسا أو تصريحا بأنهم عملاء لبلدين عدوين يريد أحدهما تدمير نظام الآخر ؟! الذي يملك الجواب له حق الحصول على جائزة نوبل في النبوغ !!
لماذا يكون الإقرار بالحقيقة صعبا و مؤلما ؟ لماذا لا يعترف هؤلاء أن الزمن الماضي قد ولى و مات و هيهات عودته ؟ لماذا تكون إثارة الفتنة الطائفية أحسن عندهم من النظر للأمور بواقعية و بحسابات باردة ؟ لماذا لا يكفون عن إلقاء التهم يمينا و شمالا بسبب خسارة امتيازات الماضي البغيض التي قامت نتيجة اضطهاد الغالبية العظمى من العراقيين ؟ هل يجب على أولئك المساكين الذين عاشوا في العراق و حملوا جنسيته , و أصبح اسمهم ( ظلما أو حقا ) عراقيين تحمل الظلم و القتل دائما لأن قلة بائسة حقيرة تستكثر عليهم نيل حقوقهم ؟
يا ساسة العراق الجدد من حزب الدعوة ، المجلس الأعلى ، المؤتمر ، الحزب الشيوعي ، المستقلين ، الإسلاميين ، الأكراد ، الخ نقول لكم : نحن نعرف أنكم إنشاء الله عملاء لبلدكم و شعبكم فقط ، لكن ألقموا أعداء العراق و أعداءكم حجرا بالقول ( أما العمالة لإيران أو العمالة لأميركا حيث لا يمكن الجمع بينهما لأن إحداهما تعادي الأخرى حاليا ) ! و رحم الله ذلك الشاب العراقي البسيط الذي كان يستعد للصعود إلى سطح الدار كي ينام في إحدى ليالي بغداد الصيفية الحارة عندما نصحته والدته بأن يبتعد عن زوجته و لا ( يلتصق ) بها عندما ينامان لأن الجو حار جدا ، لكنه سمعها تتحدث مع أخته بعد لحظات و هي تنصحها أيضا بأن تتقرب من زوجها و( تلتصق ) به عندما ينامان لأن الجو بارد فوق السطح ! فما كان منه إلا أن أطلقها مثلا عراقيا جميلا ( هوايين بسطح ميصير ) !!