الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجرس في اللفظ الشعري(1)..بقلم :عمر الهباش

تاريخ النشر : 2005-04-24
الجرس في اللفظ الشعري(1)


(1) هل لجرس الألفاظ ضوابط

عرَّف القدماء الشعر بأنه الكلام الموزون المقفى فهم يرون أن الانسجام الموسيقى في توالي مقاطع الكلام وخضوعها لترتيب خاص مضافا إلى هذا تردد القوافي وتكرارها ،أهم خاصية تميز الشعر عن النثر. غير أنهم كانوا يدركون تمام الإدراك أن هناك نواحي أخرى تتعلق بالمعنى الشعري وما فيه من خيال وصور جديدة تؤثر في النفس وتثير منا العاطفة ولا ترتبط بنطق العقل والتفكير الهادئ الرزين . فطنوا لهذا ولكنهم لم يعرّفوا الشعر ذلك التعريف الهام ، غير أن صاحب البيان والتبيين ربط الشعر بالمعنى في إيماءة قصيرة حين قال: الشعر شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا ، غير أن ابن خلدون أضاف لذلك التعريف الخيال الشعري حين قال " الشعر هو الكلام المبني على الاستعارة والأوصاف ، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي"

لكن المحدثون قد وضعوا أركانا ثلاثة للكلام حتى يسمى شعرا :

أولهما: أن معانيه تصب في صور خيالية تثير خيال القارئ أو السامع

ثانيهما: أن تتوافر في ألفاظه صفة التجانس بين اللفظ والمعنى وذلك بأن يكون اللفظ رقيقا في موضع الرقة ، قويا عنيفا في موضع القوة والعنف ،وأن تتوفر فيه صفة الجرس الموسيقي وألا يكون اللفظ مبتذلا أو كثير الشيوع لا يرتاح إليه الذوق الشعري.

ثانيهما: الوزن الشعري وخضوع الكلام في ترتيب مقاطعه لنظام خاص ، وقد وصف المحدثين هذه الصفة بأنها أخص مزايا الشعر، ولكنها أشد خفاء ويصعب جدا الدلالة عليها .

وعلى الرغم من احتواء اللغة العربية على ما يزيد على اثني عشر مليونا من الكلمات

كما روى السيوطي من كتاب العين للخليل بن أحمد، لكن أبا بكر الزبيدي قد اختصرها لتصبح حوالي ستة ملايين ونصف المليون كلمة وأن المستعمل منها لا يزيد على ستة آلاف كلمة، وقد جمع منها في بعض المعاجم لتصل على ثمانين ألف كلمة كما هو في معجم لسان العرب وهذا العدد ضئيلا جدا إذا ما قورن باللغات

الأخرى . وقد أدرك القدماء هذه الحقيقة وبذلوا جهدا في تفسير ما أهمل من كلمات

اللغة والسبب في ذلك الإهمال وقد أسهب ابن جني في تعليل هذه الظاهرة وقد عزا إهمال ما أهمل إلى الاستثقال في أغلب الأحيان:

1- فقد استثقل المتكلم العربي تلك الكلمات الثلاثية المتقاربة الحروف مثل :

سصَّ، طسَّ ،ظثَّ، ضش، قجَّ........الخ

2- كما نفر العربي من اجتماع حروف الحلق ، فإن جمع بين اثنين منها قدم الأقوى مثل "أهل"

3- كذلك إذا تقارب الحرفان لا يجمع بينهما إلا بتقديم الأقوى مثل " أرل".

4- غير أن ابن جني لم يحدثنا حديثا واضحا عن معنى الحرف الأقوى فلم ِ كانت الهمزة أقوى من الهاء في " أهل " ألأنها شديدة والهاء رخوة؟ ولكن من أمثلته كلمة " عهد " وكلا الهاء والعين من الحروف الرخوة وكذلك لا ندري لم أعتبر ابن جني الراء أقوى من اللام ؟ أم تفسيره قوة الراء بكثرة اللثغة فيها ، فليس هذا سبب قوة الراء وإنما ما تحتاجه من جهد عضلي فهي عند المحدثين اصعب من اللام وأكثر وضوحا في السمع فالتعبير بالأقوى في كلام أبن جني غامض لا مفهوم له عند علماء الأصوات.

وربما أراد ابن جني بالحرف الأقوى الأكثر وضوحا في السمع أو الذي يحتاج إلى جهد عضلي أكثر، أو المجهود حين يكون أحد الحرفين مجهورا والآخر مهموسا ، ولكنه لسوء الحظ اعتبر التاء أقوى من الدال في " وتد " مع أنه لا فرق بين التاء والدال غير أن التاء مهموسة والدال نظيرها المهجور ، لهذا نرى أن مراده من الأقوى هو مراد غامض لا نستطيع تفسيره في ضوء القوانين الصوتية الحديثة.

كذلك فقد عرض ابن جني للرباعي من الكلمات ورآه اثقل من الثلاثي ولهذا كان من الطبيعي أن يهمل من الرباعي أكثر مما أهمل من الثلاثي وحدثنا بأن هناك أربعة وعشرين تركيبا من الرباعي أهملت ولم يبقى منها مستعملا سوى أربعة تراكيب :

" عقرب، برقع، عرقب ، عبقر "

وكذلك بالنسبة لمشتقات الخماسي كما رأى ابن جني فإن غالبيتها أهملت فيما يمكن أن يتكون من حروف" سفرجل" مائة تركيب لم يستعمل منها إلا هذه الكلمة ، وهكذا فإنه كلما زادت حروف الكلمة قلت مشتقاتها المستعملة بسبب الاستثقال.

لن أسترسل طويلا في ذلك ولكن سنتناول موضوعا آخر هو تنافر الحروف داخل الكلمة الواحدة لما له أهمية في الشعر بصورة خاصة.

فأهل البلاغة اشترطوا في وصف الكلمة بالفصاحة أن تكون خالية من تنافر الحروف ويضربون لهذا أمثلة منها كلمة " الهمخع" ويقولون عنه إنه نبات صحراوي وقد وصف الخليل ابن أحمد هذه الكلمة بالشنعاء.....وهناك كلمة أخرى استعملها امرئ القيس في شعره هي كلمة " مستشزرات " وهاتان الكلمتان استعملتا كمثل لتنافر الحروف ، حيث لوحظ أن الثقل في استعمال الكلمة الأولى من أن العين والهاء لا يأتلف واحدا منهما الآخر وربما جاء الثقل أيضا في تلك الكلمة من مجاورة العين للخاء مجاورة مباشرة وكلاهما من حروف الحلق التي لا يجاور بعضها البعض في الكلمة الواحدة إلا نادرا...

أما تفسير تنافر الحروف في الكلمة الأخرى " مستشزرات " يعزى لمجاورة السين للتاء مع مجاورة الشين للزاء في الكلمة الواحدة وهو نادر الحدوث في اللغة العربية

وهناك مدارس عدة اختلف فيها الأقدمون من أهل البلاغة في تفسير معنى تنافر الحروف فرآه بعضهم في تباعد الحروف في الكلمة من حيث المخرج ورآه البعض الآخر في تقارب الحروف ،كذلك فقد ذهب بعض البلاغيين بأن تقارب الحرف حسن لا تنافر فيه واستشهد على هذا بكلمات مثل: الشجر ، الجيش، الفم...

ولكن لوحظ أيضا أن الحروف المتقاربة قد فصلت الحركات بينها مما يسر النطق بها فلا شاهد لهم يؤيد ما ذهبوا إليه في مثل هذه الكلمات....ولن أسترسل كثيرا فهذا موضوع طويل جدا ليس مجاله في هذا المقال المختصر.

عموما فقد نقل أهل البلاغة عن ابن جني في كتابه سر الصناعة أنه قسم كلام العرب إلى ثلاثة أقسام :

1- ما تباعدت حروفه وهو أكثر الكلمات مثل كلمة " عجب "

2- ما ضعّف فيه حرف من الحروف مثل مدّ

3- وأقل كلمات اللغة تلك التي تقاربت فيها الحروف

وقد بنى أهل البلاغة ، على قول ابن جني قواعد لتنافر الحروف يمكن أن تلخص فيما يلي:

1- خير التراكيب في الكلمات وأكثرها شيوعا تلك التي تبدأ بحرف من حروف الحلق يليه حرف من حروف الفم ويليه حرف من حروف الشفة مثل كلمة

" عجب " ومثل هذا النوع في الحسن وشيوع الاستعمال تلك الكلمات التي تبدأ بحرف من الفم ثم حرفي من الشفتين ثم ثالث من الحلق مثل " دمع " واعتبروا الكلمات التي تبدأ بحرف من الحلق ثم آخر من الشفتين ثم ثالث من الفم أقلها شيوعا مثل " عمد " ، كذلك تلك الكلمات التي تبدأ بحرف من حروف الفم يليه آخر من حروف الحلق يليه ثالث من حروف الشفة مما قل شيوعه .

2- وقد حدثونا بأن أقل التراكيب استعمالا وأندرها تلك التي تبدأ بحرف من الشفة ثم حرف من الحلق ثم حرف الفم مثل " معد "

3- كذلك اشترطوا في حسن الرباعي والخماسي أن يتضمن الواحد منهما حرفا من حروف الذلاقة .

4- هذا هو معنى تنافر الحروف عند القدماء وتفسيرهم له

*************

في المقال القادم سينظر لما سبق من بحث في ضوء القوانين الصوتية الحديثة وسنرى أن هناك شيئا هاما قد فات القدماء ولم يفطنوا له،،،،،،،،،،

إلى اللقاء
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف