الأخبار
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هيكل صحفي لا تنفع محاورته بقلم : عبدالكريم حشيش

تاريخ النشر : 2005-03-27
خارج الإطار

هيكل صحفي لا تنفع محاورته !

قلت لكم لا ينفع أن تحاوروا الأستاذ هيكل، فهو يود أن يجيب عن السؤال الواحد في ألف صفحة!

والسؤال الصحفي لا يجب أن تزيد إجابته علي صفحة.

وقلت لكم انه في حضرة الأستاذ هيكل يتحول الصمت إلي فضيلة إجبارية، ولذا يكون الأستاذ دائماً في حاجة إلي مريدين يصغون إليه بكافة جوارحهم، إذ تؤدي المقاطعة إلي تعطيل تدفق أمواج أفكاره المتلاطمة.

الأستاذ يتحدث عن الجمود الذي أصاب الحياة السياسية العربية، ثم نراه يكثر من استشهاداته بالسيد هنري كيسنجر الذي مات سياسياً منذ سبعينيات القرن الماضي!

والأستاذ يشدد في لومه علي القادة العرب، ويقول إن معظمهم تجاوز السبعين من عمره، ومع ذلك لا يؤمنون بنهاية الأشياء، في حين أن الأستاذ أطال الله في عمره، فوق الثمانين ويبدو أنه الآخر لا يؤمن بنهاية الأشياء!

ومما يلفت ان الأستاذ لا يزال يؤمن بنظرية الثقل السكاني كمعيار لثقل دور الدولة الخارجي، وها نحن إزاء دولة مثل الهند، يتجاوز سكانها المليار نسمة، دون أن تجعل المليار نسمة، للهند ميزة نوعية علي صعيد السياسة الدولية، أو حتي دول المحيط، وتكاد الهند تنفرد بميزة واحدة انها دولة ديمقراطية فقط.

ومما يلفت أيضاً أن الأستاذ يعود للوراء كثيراً، ويستشهد من الماضي علي الحاضر، وحينما تجلس إليه فأنت دائماً أمام دفاتره القديمة ، ولا يشبع من النهل منها، وأغلب الظن أنه أيضاً لن يرتوي، وهي علي كل حال عادة سيكولوجية تصاحب دوماً المتقدمين في العمر!

ومن غير شك أن للأستاذ هيكل مكانة خاصة في قلب وعقل أغلبية العرب، ولا أستثني نفسي من محبيه، ويكفي أنه قدم للصحافة العالمية صحفياً عربياً مميزاً يناطح بمهنيته كبار الصحفيين في العالم، فكان بفضله موطيء قدم للصحافة العربية بين مثيلاتها العالمية، وأني يممت وجهك ناحية أية صحيفة من كبريات صحف العالم، ستجد اسم هيكل كصحفي عربي منحوتاً في سجل بين قائمة من عدة أسماء لصحفيين عالميين لا تتجاوز أصابع اليدين.. والله أعلم.

بقلم : عبدالكريم حشيش
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف