الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نورما خوري رمت حجراً في مياه راكدة بقلم:تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2005-01-12
الثقافة في الأردن وغدها الصحفي

نورما خوري رمت حجراً في مياه راكدة

* تيسير نظمي

لم تحسن الدفاع عن نفسها لكنها ألقت الحجر بشجاعة نادرة وتناولت ما صمت عنه كتاب القصة والرواية والشعر وكل ما هو صالح للنشر، نورما خوري التي اكتسبت الجنسية الأمريكية منذ ريعان طفولتها الأردنية، لم تجد وراءها تراثاً في القصة والرواية أردنياً قدر عثورها على المادة الخام في قضايا (الشرف) بمعناها الجنسي، لفتت الأنظار لوجود مخيمات في الأردن تعاني البؤس والفقر ولفتت الأنظار لوجود التعايش الطائفي والتآخي الديني ضمن بوتقة العروبة في ما يصطلح عليه الوحدة الوطنية الأردنية.

أرادت التعبير روائياً عن حس جميل بالانتماء لأردنيتها فكتبت جاعلة حنينها للوطن الأم يحدد خيارات المكان والزمان، لكنها لم تتلق الثقافة الكافية للتريث قبل النشر، ، وما الأخطاء أو ما يظن أنه أخطاء في التعبير الروائي إن كانت عبدون بعد أو بجانب أو قبل الدوار الرابع فقد كان ممكناً تعديلها قبل النشر مثلما تصوب بعض الأخطاء اللغوية لدى كثير ممن أصبحت أسماؤهم مشهورة محلياً ومحسوبين على الثقافة في الأردن. كما أنها تسرعت وربما من أجل تسهيل مهمة الناشر بعدم ترك الأمر مفتوحاً لكل ما هو روائي ومتخيل ومستلهم من الواقع، أخطأت بتحديد نسبة الواقعية التسجيلية لعملها مما سهل على الرداحين المحليين استلال أقلامهم لصفع بنت العشيرة وكلهم تأكلهم في الحقيقة الغيرة من توزيعها لنحو ربع مليون نسخة من روايتها في أنحاء العالم، وإلا لما اضطرت اتحادات نسوية لقراءة الرواية بلغتها الإنجليزية والرد عليها بالهجوم الذي يغفل أن لا وقائع حقيقية مائة – بالمائة سوى للروايات التسجيلية التي نادراً ما تلقى رواجاً، وقياساً على ما ارتكز عليه مهاجميها، فإننا نتساءل هل كانت جميع وقائع ثلاثية نجيب محفوظ ووقائع روايات ديستويفسكي أو فوكنر وماركيز وغيرهم من الروائيين حقيقية مائة بالمائة ؟ لم تقصد نورما خوري أن تلقي حجرها في مياه ثقافة وطنها الأم. لكن المياه الراكدة سرعان ما كشفت كم وراء سكونها قبل إلقاء الحجر من تخلف وجهل بأبسط الشروط الفنية للرواية، سواء كانت لديها أم لدى سلمان رشدي الذي طوى قضيته الزمن ولم يبق باقياً سوى روايته لأنها تظل رواية وليست بياناً سياسياً يمكن التراجع عنه أو التنكر له.

وقد كانت منطلقات بعض أدعياء الثقافة والقراءة في الأردن في مناقشتها والتهجم عليها واهية لدرجة أنهم وضعوا خطوطاً حمراء تحت كل سطر وكلمة وفقرة لا يضعها رقيب مثل جدانوف أو رقيب المطبوعات الأردني السابق- رحمه الله- و بعض الخطوط الحمراء ركزت على الجغرافيا فقسمت عمان ومست بالوحدة بالوطنية دون أن تدري، وبعضها تحركت طائفيته وإقليميته وراء خطوطه الحمراء وشتائمه ، فرمى نورما خوري بسهامه وسارع بالانسلال متهماً إياها بالطائفية لأن الضحية – مسلمة- والعاشق – مسيحي – وكان ممكناً حدوث العكس، فأي فرق حضاري لدى المجتمع الأردني بقضه وقضيضه خاصة في مسألة الحب؟ قد يكون الأمر صحيحاً في مسائل التوظيف واحتكار المناصب والمناطق وهذا في كل مكان ولسنا في كاليفورنيا ولا في فرنسا وقصة نورما لا تجري وقائعها في دول ومجتمعات المنظومة الإشتراكية والإتحاد السوفييتي السابق. كما أن المواضيع الروائية لا تناقش بالنسب والكوتات والإحصائيات فالرواية نوقشت كما لو كانت تقريراً إخباريا ًصحفياً أراد جميع جهابذة الوطنية إثبات عدم صحته وعدم دقته، كأن يذهب اتحاد المرأة لمنطقة في جبل الحسين في عمان ليسأل إن كان هنالك ثمة صالون للسيدات بهذا الاسم أو ذاك، وإذا كان مختلطاً أم لا؟ أسئلة لا تسألها وزارة الداخلية بكل هذه الدقة في أي بلد لمحاكمة عمل فني وإلا لما وصلنا إلى المهرجان رقم 23 لجرش، بالطبع لم يدر بخلدي أن المياه الراكدة تخفي وراءها عقليات عرفية (ثقافية!) إلى هذا الحد إلا عندما تابعت الشتائم التي كالها رؤساء أقسام ثقافية في جرائد تدعي التجديد والحداثة والإضافة لما هو موجود في الصحافة الأردنية، وبالتالي: من كسب الوصول إلى الأردن والعالم؟ إنه بكل تأكيد حجر نورما خوري قبل روايتها وهي كاتبة تستحق منا الشكر لا المزيد من تقديمها كاذبة من أصول عربية للعالم أجمع.

ومن لديه اعتراض فليكتب لنا رواية باللغة التي يشاء ونحن على استعداد للمساهمة في شهرتها إن لم يكن الهاجس من ورائها هو الشهرة والمال أولاً وليس القضايا الاجتماعية والواقع الذي يزداد على الناس سوءاً سواء في عبدون أو في مخيم البقعة في العاصمة عمان!

عندما تصبح الشتيمة والجهل انتماءً للوطن

لم أحس بامتلاء الصمت الثقافي والصحفي منه على وجه الخصوص إلا بعد مضي 12 سنة من معايشة الأسباب الموجبة لمغادرة غالب هلسة للأردن ووفاته خارجها وبعد أن ضاقت به القاهرة وبغداد وبيروت ودمشق حيث توفي، توفي خارجها أيضاً، أما تيسير سبول فقد أطلق الرصاص من داخلها على نفسه منذ أن وضعت حرب تشرين 1973 أوزارها.

ومنذ وعود الديمقراطية والتوقيع على الميثاق الوطني عام 1989 في أعقاب هبة نيسان حتى الآن غادرت العديد من الأسماء الأردن(سواء في مجال الصحافة والثقافة أو في المجالات الأكاديمية تاركة الصحافة والثقافة الأردنية لمن هم فيها وتاركة التلفزيون الأردني لمن باستطاعتهم التعيش منه) إلى وسائل الإعلام العربية والأجنبية المختلفة.

وحتى نتفهم تكوين تلك القوة الطاردة لكل الخبرات والمثقفين الحقيقيين ما علينا إلا أن نتفحص كتابة وقدرات نموذج واحد ممن يرأسون قسماً ثقافياً في صحيفة يومية كي نقف على أسباب تقاضيه لأعلى مرتب يصل إليه أي محرر أو رئيس قسم ثقافي في الأردن ولنتعرف إلى الأسباب الملزمة لرأس المال الذي من المفترض أنه يسعى للاستثمار والجودة في الخدمة الصحفية وليس العكس للوصول إلى استثمار الهامش الديمقراطي الذي اضطرت إليه البلد اضطراراً ولم يزل فيها الحرس القديم في القطاعين العام والخاص نادماً عليه ويتحفز دوماً للانقضاض عليه لدى البدء الفعلي بتنفيذ وعود وتوصيات الإصلاح التي نفخ مؤتمر( مستقبل الثقافة والفنون في الأردن) بالوناً دعائياً لها في الفترة من 1-3 حزيران 2004 .

رمتني بدائها وانسلت

تحت عنوان " هدايا نورما خوري الشيطانية" كتب نموذج المثقف الأردني السائد مجموعة من الشتائم التي يحاسب عليها القانون ومعلمو مادة الأحياء واللغة الإنجليزية في بلد يعنى فيه القائمون على التربية والتعليم بمستوى مخرجات مدارسهم، يقول في مقاله الافتتاحي للملحق الثقافي الذي صدر يوم الجمعة 20 أغسطس مرفقاً بالعدد اليومي للصحيفة الأردنية الجديدة الواعدة ما يلي:

" الأمر ليس جديداً في عالم الطفيليات التي تتغذى على نهش لحم الأوطان والأقرباء فمنذ أن استنَّ سيء الذكر سلمان رشدي سنته غير الحميدة في سباب الأوطان والتنكر للأعراف والتقاليد والافتراء عليها ظهرت بعده طفيليات اعتاشت من النهش والافتراء والكذب .. من أجل طريق قصير إلى عالم الشهرة والمال.. ومن أجل اقتناص الفرص والمال.. لا شيء سوى النقود التي راهن عليها سلمان رشدي "

ثم يواصل الكاتب مستعيناً بالتاريخ – الذي لا يعرف شيئاً عنه – أنه أي التاريخ،" لن يعترف إلا بالصادقين ، ولسوف يضع نورما وأمثالها في سلة قمامته" – انتهى الاقتطاف-

ثم يوجه الشاتم الجهبذ رسالة مودة وشكر للصحيفة الأسترالية " التي نبشت القضية" كاتباً اسمها على النحو التالي :" سيدني مرننج هيرالد" ويشكر بالطبع " الدكتورة أمل الصباغ التي أخذت على عاتقها قراءة الراوية" وهذا اعتراف يشكر عليه بأنه لا يجيد اللغة الإنجليزية ولم يقرأ الروايتين موضوع شتائمه وموضوع لائحة دعواه دفاعاً عن " الأعراف والتقاليد" والسنة النبوية في مقالة لا تصلح خطبة ليوم الجمعة لا شكلاً ولا مضموناً. لكنه مثل أي كاتب ناشئ ومرتبك يتراجع ضمناً عن كل ما قاله سابقاً في السطر الأخير عندما يقرر:

" أما نورما فالتاريخ وحده هو الكفيل بأن ينصف كتابها وينصفها".. انتهى الاقتطاف –

ما دام الأمر متروك للتاريخ " وحده" فإن القارئ يتساءل لماذا دون الكاتب الشاتم مقالته تلك إذن؟ ولماذا لم يترك الكاتبين وشأنهما نورما خوري وسلمان رشدي للتاريخ " وحده" كي يقرر متى وكيف يستخدم سلة قمامته ومع من ؟ لست أشك في أن المقتطفات تجعل كاتبها مقروء من عنوانه لكن من أجل إسداء الخدمة للكاتب كي يتطور وتتطور كتابته ومستواها لا بد من الملاحظات التالية التي لا تخفى على طالب مجتهد في الإعدادية.

أولاً: ليس من المستحسن إيراد اسم كاتبة غير معروفة لمجرد أن صدر لها كتاب واحد مقترناً باسم كاتب محترف وروائي له مكانته في عالم الأدب وصاحب قضية خلافية كونه من أصول كشميرية كما له موقف سياسي حاسم الآن من الإدارة الأميركية في حربها على العراق واحتلاله.

ثانياً: الطفيليات في علم الأحياء لا تنهش اللحوم لكنها تسترطب وتعيش على رطوبة الأجساد التي لا تستحم وكذلك على كائنات أخرى ولا يمكن تصويرها على أنها من فصيلة آكلة اللحوم – مجرد معلومة مدرسية –

ثالثاً: معلومة مدرسية ثانية تتعلق بكلمة مورننغ Mo
ing فهي لا تلفظ أو تكتب " مرننج"

رابعاً : الصحافة تطرح قضايا ولا " تنبش " فالكلمة الأخيرة تذكرنا بالدجاج الذي ينبش الأرض عن الحبوب ولن تكون الصحيفة الأسترالية ممتنة لهذا الشكر لأن الشاكر يهينها ولا يمدحها بهذه اللغة.

خامساً :" الأعراف والتقاليد" من اختصاص المجتمعات المغلقة والمحافظة ولكل مجتمع أعرافه وتقاليده ولغته ومؤسسات المجتمع المدني في الأردن ما زالت تشكو من الجمود وعدم التطور سواء في التشريعات والقوانين التي يفترض مواكبتها للعصر والتطور والنمو السكاني أو في مجالي حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات ومن ضمنها حرية النشر والتعبير في إطار القانون التي ينص عليها الدستور.

سادساً : يجيز الكاتب لنفسه أن يكتب عن نورما خوري أنها" أمريكية من أصل أردني" بينما لا يجيز لغيره أن يقول أو يكتب " أردنية من أصل فلسطيني".

سابعاً : المجتمعات الأجنبية في أمريكا أو أستراليا غير مبنية على أسس عشائرية حتى ينبري الكاتب للدفاع عن إحدى العشائر العربية – الأردنية مدعياً أن ابنة لها : تنهش " لحم الأوطان والأقرباء" وأرجو من آل خوري الكرام في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين التلطف مع الكاتب ريثما يرتفع بسوية قراءته وكتابته.

ثامناً: لا نظن أن من لديه الجنسية الأمريكية أو البريطانية بحاجة ماسة للنقود كتلك التي يحتاجها نحو 14 كاتباً أضربوا عن الطعام في الأردن صيف عام 1999 طلباً لوظيفة ربما كان الكاتب يحتل مكان أحدهم أي طالبيها بجدارة مقالته الأخيرة مثلاً ! ولو كانوا بحاجة للنقود فعلاً لتقدموا بطلب للوظيفة في جريدة يومية ناشئة.

تاسعاً: يفترض بكاتب ورئيس قسم ثقافي أن يتجنب الكتابة في موضوعات يجهلها أو غير متمكن منها فاسم " نورما" يذكرنا برواية جميلة للكاتب الفلسطيني يحيى خلف – وزير الثقافة الفلسطيني الحالي وروايته بعنوان " نورما ورجل الثلج" ننصح بقراءتها كما أن اسم الملحق "الثقافي" يذكرنا برواية للكاتب الفرنسي جان جينيه تحمل نفس الاسم وننصح أيضاً – رغم أنها بالفرنسية – رئيس قسم الترجمة في نفس الجريدة بترجمتها وإهداء الترجمة لزميله خاصة وأننا نثمن لرئيس قسم الترجمة المعني ترجمته لرواية" إنهم يقتلون الجياد " وإن لم يتمكن فالآمال معقودة على ابنه الذي يعمل في ذات القسم الثقافي من ذات الجريدة حتى نتمكن من قراءة مقالة لها معنى في الغد، خاصة وأن رئيس القسم الثقافي يحذرنا نحن الكتاب تحديداً وينصحنا بـ" الإبتعاد عن معاني الطمع والشره تلك" ونحمد الله عموماً أننا لم نغادر بيوتنا للعمل بهذه الطريقة لدى واحدة من أغنى الصحف الإعلانية وأكثرها سخاءً بإغداق الرواتب وخطف الزملاء العاملين في الصحف الأخرى بدفع رواتب خيالية لهم خلافاً " للأعراف والتقاليد" المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي، أما أخلاقيات العمل السياسي فلن نتحدث عنها لأن الحياة ذاتها وليس التاريخ هذه المرة تقدمنا للناس وللشعوب حتى وإن لم يكن لدى بعض الشعوب حزباً للشعب فإنها سائرة به أو بدونه.

عاشراً: وكالة رويترز أوردت تقريراً مفصلاً ونشر في صحف أخرى وفي الصحيفة ذاتها وكان بإمكان الكاتب أن يكلف أحدهم بعمل تحقيق صحفي عن صالونات الحلاقة للسيدات من وحي القصة-الرواية-

حادي عشر: من الذي يسيء للأردن والعرب أجمعين وثقافتهم ما دمنا أثبتنا للعالم أن الكاتبة الأمريكية من أصل أردني وعربي تكذب ، أليس الثقافة العربية والمثقفين العرب متضررين لدى ربع مليون قارئ وأكثر؟ وهذه قضية " نبشناها" أردنياً لنخسرها عربياً ونروج أكثر للرواية والكتاب ، فكل ممنوع مرغوب لكثر الممنوعات في أوطاننا.

دفاعاً عن القيمة والمعنى

ما تقدم ليس دفاعاً عن سلمان رشدي وليس دفاعاً عن نورما خوري وإنما دفاعاً عن نجيب محفوظ تحديداً ومن ثم عن صنع الله إبراهيم وعن ليلى العثمان وعن غالب هلسة وعن تيسير سبول وعن كل الكتاب الذين يتهدد وجودهم مثل هؤلاء الكتبة بهذه المستويات وبهذه اللغة والعقلية التي يشرعون بها لكل ذي عديم اختصاص أو موهية أو قضية أن يغتال شخصيتهم لمجرد أنه يدافع عن مرتب ليس جديراً به وعن وظيفة ليس كفؤاً لها موهماً السلطة والنظام أنه يدافع عنه وعن سمعة الأردن وعن الوطن والعشيرة والأعراف والتقاليد والدين والسنة،،، مع أن القارئ في الأردن خاصة بات يدرك شماعة الوطن التي يعلق حتى المتهمين بالفساد والإفساد كل أوزار مطامعهم الشخصية على مشجبها بتصويرهم للآخر الأردني أو الأردني /الفلسطيني على أنه مشكوك في ولائه وأنهم وحدهم لا غير الذين لديهم الانتماء والجدارة والثقافة والأهلية والأولوية لخدمة الأردن مع أن الحقيقة هي أن الأردن الذي يخدمهم دون أن يكونوا جديرين به وبـ" هداياه " الدائمة وفي تصورهم البدائي أن التورط في الكتابة والعمل الثقافي والمشاعر الوطنية ليس أكثر من توزيع "هدايا" وفتح "أحضان" و "قبلات" على "خدي الوطن" ولو كان الأمر كذلك لما غادر كثير من الأردنيين بلدهم ووطنهم إلى مختلف بلدان العالم ، لكن لا الهدايا ولا الأحضان ولا قبلات الواسطة عادت مجدية في هذا الزمن ولا في هذا الوطن الذي بات الغد فيه مقلقاً لكل مخلص.

كتاب لا يقرأون ويجهلون بثقة عالية

ليس في المقالة – إذا جازت التسمية – أي معالجة ثقافية تفيد القارئ . لم نعرف كقراء القصة ولا لماذا قرر الكاتب أن ثمة فتنة طائفية تتهدد الأردن من الخارج أي من نورما خوري أما موضوع سلمان رشدي فقد خمدت نيرانه منذ سنوات حتى بالنسبة لإيران فكيف أخرج الكاتب موضوعه من جبته مدافعاً عن الإسلام؟ كان بإمكانه أن يكتب في هذا الموسم عن ناجي العلي مثلاً أو في أي موضوع لا أن يستعرض لنا إخفاقاته ويحمل الأردن والوحدة الوطنية مسؤولية دفاعه هو عنها متناسياً أن جريدته ذاتها وجرائد سابقة عمل بها هما أول من يشق الصف الوطني ولا توظفان سوى من يوصى بهم وبتفانيهم إما للبيروقراط الحكومي وإما لرأس المال.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف