الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من قتل الهواري بومدين بقلم: د.علي ثويني

تاريخ النشر : 2005-01-05
من قتل الهواري بومدين

د.علي ثويني

معمار وباحث

ستوكهولم

نقلت أخبار قبل يومين في دنيا الوطن خبرا ذو دلالات كان قد عفا عليه الزمن منذ 27 عام، حيث تكهنت عقيلة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ان يكون زوجها قد ذهب ضحية عملية اغتيال مدبرة.جاء ذلك في ذكرى رحيله في السابع والعشرين من كانون الاول/ديسمبر من سنة 1978.

وقالت انيسة بومدين امس الاحد لصحيفة لوسوار دالجيري (مساء الجزائر) الناطقة بالفرنسية، علي هامش الملتقي الوطني حول حياة الرئيس الراحل ، ان الملف الطبي لزوجها ما زال تحت خانة سرية، وهي لا تستبعد ان يكون قد اغتيل . وهذه اول مرة تؤكد انيسة بومدين ان زوجها الراحل يكون قد قتل ولم يمت موتة طبيعية وفق التقارير الرسمية المعلن عنها منذ ذلك الحين.

ولكن عقيلة الرئيس الراحل الذي حكم الجزائر 14 سنة، لم تعط اية تفاصيل اخري عن فرضية الاغتيال والجهة التي تكون قد وقفت وراءها ومن اين استقت قناعتها هذه. وكان الرئيس هواري بومدين، واسمه الحقيقي محمد بوخروبة، توفي بعد مرض عضال استدعي نقله الي مستشفي سوفييتي بقي فيه عدة اسابيع.

وقد اختفي الرئيس عن الانظار في صيف السنة المذكورة وسط تكتم تام التزمته السلطات الجزائرية ، التي يمكن أن تكون قد خضعت لضغوط فرنسية قاهرة ومازالت حتما. وقد أشيع حينها في الشارع الجزائري ان الرئيس بومدين الذي تدهورت وضعيته الصحية فجأة يكون قد تعرض لتسمم، ولكن هذه الفرضية لم تخرج حينها عن دائرة الاشاعة التي عادة ما كانت تميز الساحة الجزائرية في زمن الحزب الواحد.

ولم يذكر ايا من الذين عايشوا الرئيس الراحل في شهاداتهم التي ادلوا بها حول حياته او مماته، وعلاقتهم المباشرة به، ان يكون هذا الاخير قد مات مقتولا..

و ربما يغيب عن أنظار الكثيرين بعد تلك السنين والتزوير في أحداث التاريخ التي هي سمة عربية خالصة،عن سبب وفاة الهواري بومدين.وإذ لم يبحث الأمر كقضية جنائية،التي تتطلب في العادة البحث المستفيض عن المستفيد الأكبر من قتله.

ولا يفوت اللبيب أن المستفيد الأكبر كان طاغية العراق صدام حسين، حيث كان المرحوم بومدين يعرف أدق التفاصيل ومسارات الإبتزاز والمهازل التي رافقت لقاءه بشاه إيران وصلحهم على تسليم نصف شط العرب للشاه في إتفاق الجزائر عام 1975. وقد حاول صدام مرارا إغتيال السيد (عبدالكريم يوسفي) سفير إيران في الجزائر الذي أختفى عن الأنظار،ومازال حي يرزق .وسيفي هذا عراقي الأصل ،ولد في النجف الاشرف، وكان قد أخذ على عاتقه مهمة الترجمة من العربية للفارسية خلال اللقاء.

ليس هذا فقط ،فقد كانت المخابرات الفرنسية تبحث عن وسيلة تشطب أبو مدين عن طريقهم، كونه كان يرفض التعامل مع فرنسا قطعا، وحرم حتى أن تمر طائرته فوق الأجواء الفرنسية،وكان يناصب سياسة فرنسا في أفريقيا العداء،أيام الحرب الباردة،بما سجي عليه من رومانسية ثورية. ونعلم جميعا الخيوط التي أوصلت البعثيين للسلطة منذ محاولة إغتيال الشهيد عبدالكريم قاسم، وكيف كان القنصل الفرنسي ومدير البنك الفرنسي في بغداد، ضالعان بالمؤامرة (راجع مجيد خدوري-العراق الجمهوري)،ناهيكم عن كون ميشيل عفلق رجل فرنسا وعرابها الأمثل،وهو إبن الصربون والماصون البار،بالرغم من هزالته الأخلاقية والفكرية.

ومعروف عن صدام سجيته البدوية، وأنه يخبئ الضغينة حتى بعد دهر، وهنا كانت مناسبة مؤاتيه لينكل بالرجل،ويلعب دور عزرائيل،بعد إيعاز و إشارة وإملاء أستلمها من أولياء النعمة الفرنسيين.

لقد كان المسكين بومدين في زيارة الى سوريا من خلال نشاطه في جبهة الصمود والتصدي خلال ربيع 1978.وكانت تلك الجبهة تشمل كذلك العراق واليمن وليبيا.وكان بومدين يتقد حماسا وثوروية عروبية ، وأنشغل بالحرب ضد إسرائيل،أكثر من إنشغاله بهموم بلده، وبعث بقوات إلى الجبهتين السورية والمصرية إبان الحربين،بما أتعب اقتصاد بلده.

لقد أستدعي بومدين على عجل إلى بغداد للتداول،ومن خلال طبعه الثوري، فلم يتوانى وقدم خلال سفرة قصيرة أمدها أربعة ساعات ،وتكتمت كل الجهات عليها ،ولم يعلم بها سوى الله والقيادات العربية حينئذ،و أقيمت خلالها حفلة استقبال بسيطة ،تناول خلالها الرجل أكلا أو مشربا معينا ، كان أجهزة البعث العراقي قد دست مادة الثاليوم القاتلة فيها.وهكذا تنازلت صحته،وعاني من الهزال وسقوط الشعر والهلوسة،وكان يتخبئ تحت اللحاف ليكتب دون رؤيا، و ساورته هواجس بالملاحقة من أعدائه وهلوسه وأعراض(البيرانويا)،وبدأ يتخبأ حتى في أماكن غير معقولة.

وعندما أرسل للعلاج عند أصدق الأصدقاء وهم السوفييت بما سبب إحراجا في حينها لهم، وهم كانوا على علم بالمصدر الوحيد للزحار(الثاليوم)،وأن ثمة علاقة بين المخابرات الفرنسية والبعثيين بهذا الصدد ،وهم الوحيدون من يملك هذا السم. ولم يصرحوا، ولكن صدام صرح في ساعة نشوة كان جالسا بها في سيارة (ليموزين) مع مجموعة بعثية يتذكرها على الخصوص الأستاذ حسن العلوي السفير العراقي الحالي للعراق في دمشق،وقد تكلم من بقى في الحياة عن هذا السر بعد القتل الذي أشاعه صدام في رفاق الأمس ،دون أن يفشى في الإعلام،كون الإعلام العربي مازال قسم منه مبتزا أو مواربا أو مرتشيا من صدام وعصابته. وهكذا آن الأوان لكي تضاف تلك الجريمة إلى قائمة التهم التي يحاكم عليها الطاغية . وإذ نأمل أن أمة الله أنيسة بومدين قد تحصل على حقها ضد صدام، بعد أن تركها بومدين الزاهد دون مأوى تسكنه،والقصة يعرفها الجزائريون.

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف