الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العراق و مصير صدام حسين بقلم:تامر المصري

تاريخ النشر : 2004-10-28
 العراق و مصير صدام حسين بقلم:تامر المصري
العراق ومصير صدام حسين

طبقاً لما صارت إليه الأمور في العراق المحتل, و التي جاءت على عكس ما كان يتمنى تحالف قوى الشر؛ بقيادة أمريكا, فإن لهيب نيران المقاومة؛ بات لا يقتصر على مكانٍ دون غيره, بعد أن تحولت المقاومة إلى حالةٍ عامة؛ آخذةٌ في الانتشار و التوسع؛ داخل القاعدة الشبابية العراقية, و أثبت فيها المناضلون من حزب البعث؛ الأوجع ضرباً للعدو؛ و معه الأحرار و الشرفاء؛ من الإسلاميين؛ و القوميين؛ و المستقلين, أن العراق رقماً صعبا؛ و أنه الجحيم بنفسه؛ الذي سيحرق كل الذين شاركوا في احتلاله؛ و أولهم أمريكا, مما يجعل الأمريكان مجبرين للبحث عن حل لورطتهم, بعد أن أدركوا أن العراق ليس عراقهم؛ و لا عراق عملائهم؛ أمثال علاوي و حكومته اللقيطة.

إن الإدارة الأمريكية تعض أصابعها؛ على ما فعلت بنفسها يوم أن قررت غزو العراق, و مما يزيد الطين بلةً؛ هو سقوط كل مبررات الحرب؛ و ثبات كذب و ادعاء الإدارتين البريطانية و الأمريكية؛ و زيادة الخسائر في صفوف المحتلين, والأهم من ذلك الصحوة التي عمت في الشارع العراقي؛ بعد أن انكشفت نوايا حلفاء الشيطان, الذين لم يوفروا للعراق؛ غير المزيد من الدمار؛ و فقدان الأمن؛ و الفقر؛ و المهانة؛ و القتل الجماعي و الفردي, الذي جعل الرجال سقامى؛ والنساء آيامى؛ و الولدان يتامى, فالعراقيون الأحرار يتوحدون الآن في خندق المقاومة, و أمريكا لا زالت تبحث عن مخرجٍ لها؛ بعد أن صدتها كل الدول العظمى و الصغرى؛ و بات الخروج من العراق؛ حلاً مطروحاً على الطاولة البيضاوية الأمريكية.

و لكن كيف ستخرج أمريكا من العراق ؟؟؟ و هل ستنسحب بثمنٍ يدفعه المقاومون؛ و أهل البلد الشرعيين الذين عاشوا سنوات الحصار ؟ إن ما يتوفر من أخبار صادقة؛ يقول أن قوات الاحتلال الأمريكية؛ لم تجد من المقاومة العراقية و على رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي؛ غير الموقف الثابت الداعي إلى خروج قوات الاحتلال كاملةً من العراق, والإفراج عن كافة المعتقلين؛ و على رأسهم قيادة البلاد الأبية؛ التي لم تسقط شرعيتها بالغزو؛ و الاعتقال؛ و الاحتلال, فهل ستقبل أمريكا بهذا ؟ و هي التي باتت تمهد للعالم بحدوث انقلاب في مواقفها حول العراق, ثمة شيء نستنبطه بلملمة تفاصيل كل ما حدث و قيل؛ حول موضوعٍ ذي صلة, و هو أسر الرئيس صدام و محاكمته؛ التي طعن محامو العالم في شرعيتها, فالأمريكيون يريدون البدء بعملية سياسية؛ و تسوية مع المقاومة العراقية, التي تمثل قيادة العراق الشرعية, و الأكثر شعبية بين العراقيين و العرب, و البعث يمتلك زمام مبادرة السلم و الحرب؛ لأنه كان ولا يزال الأقوى نفوذاً؛ بين القوى العراقية الفاعلة على الأرض؛ بعكس تيار وطاويط الليل, و لا يزال الأكثر و مصداقيةً و درايةً و معرفةً بالشعب العراقي, و الأغزر تجربةً بالعراق؛ و محيطة العربي و العالمي, لذا فلا عجب من تصريح دونالد رامسفيلد؛ لجنوده المحبطين الخائفين في بغداد؛ يوم أن قال في زيارته السرية الأخيرة لهم؛ و هو يطمئنهم: " يجب أن ينجح الرئيس بوش في الانتخابات, عندها سيصاب عدونا باليأس و يقبل بتسوية سياسية", و هنا نتيقن من سعي المحتل الأمريكي؛ لتسويةٍ سياسية مع أبطال المقاومة العراقية؛ التي يقودها البعث العراقي.

فالحكومة الأمريكية مقبلة مرغمة غير مخيرة؛ على الخروج من العراق كما أشرت في مقالٍ سابق نُشر في نفس هذه الجريدة, و هي تدرك بأن هذا هو طوق النجاة؛ الأقل خسارة و مرارة لها من الاستمرار في احتلال العراق, الذي قد يُعجل في انهيار إمبراطورية الكابوي الأمريكي؛ و أُفول نجمه من صدارة العالم, و بالأخذ في الاعتبار؛ كل ما ظهر من تخبط انجلوأمريكي؛ في التصريحات المتناقضة حول أسباب الحرب و شرعيتها؛ أي الرجوع إلى المربع الأول, فلقد تبخرت كل ادعاءات بوش و تابعة الذليل توني بلير؛ حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل, و فشلت كل محاولات الربط بين تنظيم القاعدة و نظام صدام حسين, و لم يتبقى إلا أن الحرب قد تخلصت من صدام حسين؛ لأنه كان نظاماً قاسياً كما يدعي الغلاة, و هذه الورقة الوحيدة؛ التي قد تتمسك بها أمريكا قبل رحيلها؛ "أي أننا كحلفاء قد نجحنا في إسقاط صدام حسين و تغييبه عن الساحة الدولية و تأمين دول الجوار منه", و بالتالي فإن أمريكا الآن؛ لو أقدمت على محاكمة صدام حسين؛ فإنها لن تتمكن من الوصول إلى تسويةٍ سياسية مع العراقيين المشتغلين بالمقاومة, لأن صدام حسين سيصبح حينئذ {حُسين} الأمة كلها و شهيدها المظلوم, و هذا ما تنبئنا به حركة التاريخ العراقي؛ و العربي أيضاً, فالخطوة المطروحة أمام أمريكا الآن؛ وسيتم اتخاذها, هي قتل الرئيس صدام حسين في سجنه, و تبرير ذلك بالمرض أو بالسكتة القلبية أو غير ذلك, و لا يستبعد أحدٌ أن تكون قوات الاحتلال الأمريكي؛ قد بدأت في إعطاء صدام حسين عقاقير؛ تؤدي فيما بعد إلى الموت البطيء

قد يتهمنا البعض بالمبالغة؛ و التضخيم؛ و نسج الخيال؛ في هذا المقام, و أنا أتمنى أن لا يكون ما أتوقعه في طريقه للحدوث, إلا أن الدلائل التي تأتينا من العراق؛ عبر الأحداث اليومية لصفحة المواجهة المستمرة؛ تقودنا إلى هذا الاستنتاج, و نُقدر أن فشل جورج بوش في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القريبة؛ و فوز منافسه الديموقراطي جون كيري؛ العاقد العزم على الرحيل من العراق؛ فيما لو بقيت الخسائر الأمريكية في تصاعد رأسي, سيعزز من هذه الفرضية؛ و هي التخلص من صدام حسين في سجنه تمهيداً لخطوات أكبر.

تامر المصري _ غزة

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف