الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حرب وبحر و بلور بقلم: تيسير نظمي

تاريخ النشر : 1970-01-01
حرب وبحر و بلور بقلم: تيسير نظمي
قصة قصيرة

بقلم: تيسير نظمي

1- سماء تنهمر و غيمة

الشاب الذي يحب البحر، يحلم بالبحر، أعد العدة للبحر، رتب أيامه و حاجياته و ودع القليل جداً من أصدقائه و جيرانه و غادر مودعًا أهله و أحبابه، غادر وحده للبحر. ألقى بنفسه وحده في البحر. البحر وحده أيضا كان البحر. الشاب الذي مضى وحده في البحر ما كان يعلم أنه خلال دقائق معدودة سيكف البحر عن كونه بحراً، فقد أغلق البحر عليه أمواجه و جمد متحولاً إلى طبقات من البلور اللامع و بحر. حدث هذا و الشاب تارك ثيابه على شاطئ البحر. ومنذ عام 1977 و الشاب عاري من ثيابه داخل البحر. عيناه شاخصتان لسماء زرقاء و غيمة بيضاء فوق بحر. ما تحرك و لا اشتكى و لا أنكر البحر. ما بلي جسده و لا تحلل في البحر. منذ ذلك الحين و هو ساكن في بحر من البلور و مصغ لانهمار السماء و تساقط الأسماء. عيناه شاخصتان لا لشيئ سوى أنه أحب البحر و يحب البحر. متجمدتان بلوريتان محدقتان بغيمة و نوارس بحر. لا لشيئ أو من أجل شيئ أحب البحر. الزرقة تتساقط فوق عينيه و فوق جسده نتف من الغيم تنثال غير عابئة بالحب و بالبحر المتجمد الشبابي.
2
- العائد من الحرب

سيعود الزوج الذي قاتل، منتصرًا أم منهزمًا سيعود من ساحات المعارك. سوف لن يكون بحاجة لأن يحمل كل سلاحه معه. فلسوف يترك الدبابة و المدفع و الرشاش و المجنزرة و الذخيرة الحية و القنبلة و الراجمة و الشهداء و الرايات و بتخفف من بعض ملابسه و زوادته الثقيلة و مطرة الماء. سيعود لا لشيئ سوى أن وراءه إمرأة يحب و طفلة يشتاق و صديقا وفيًا بانتظاره و بانتظار أخبار الحرب، تفاصيل الحرب، جرحى الحرب. سيعود ليحيا من جديد. فقد طال غيابه و طالت الحرب. كان قد أرسل لهم الرسائل بين كل حرب و حرب و لم تصله ردود الرسائل لأنها الحرب. كان يكره الحرب ، فما أبشع الحرب و ما أقسى. إنه لا يحب الحرب. فقد قاتل و استبسل و دافع و أنقذ جرحى و لم يحب الحرب. لكنه عندما سيدق باب منزله بعد عشرين عامًا من الحرب سوف لن يرد أحد عليه و لن يستقبله أحد كعائد من الحرب. فالزوجة التي غادرت و الإبنة التي كبرت فتزوجت والصديق الذي انتحر لا يعلمون جميعًا أنها انتهت الحرب . فالحرب حرب لا تبقي ولا تذر الحرب. و من يذهبون لا يعودون من الحرب.ولسوف يسأل نفسه الآن: لماذا عدت من الحرب؟ لن يسمعه أو يرد عليه أحد فالكل مشغول بالحرب.

3- المرأة أدركت

المرأة التي لم تبال بالبحر، لم تكترث للحرب ، ظلت هناك ، وراء. و ظلت تنتظر لا شيئ محددًا. فما دام هنالك رجال يذهبون بكل شيئ، بسواعدهم، بقاماتهم، بشواربهم و شعورهم المصففة أو الكثة حليقي الرؤوس أو بخوذاتهم الواقية و أحزمتهم الناسفة ، ثمة من يبقى ورائهم ينتظرهم أو لا ينتظرهم أن يعودوا أو لا يعودوا. و ما دام هنالك رجال يذهبون للبحر بكامل هندامهم و لياقتهم و مايوهاتهم و صحتهم البدنية و النفسية للاستمتاع بالبحر أو للسباحة في البحر، للإستلقاء على الشاطئ أو للغوص، فثمة من ينتظرهم أن تجف أجسادهم و يتناولون فوطهم لتغطي أبدانهم إذا ما هم خرجوا من البحر منتشين مملحين و ملوحين بشمس البحر. المرأة لن تبالي و هي تربي أطفالها و تصفف شعر بناتها و تعد ملاقط حبالها، لا لن تبالي و هي تعد أجيالها، صغارًا كانوا ثم كبروا، صغيرات كنّ ثم تفتح التفاح فوق خدودهن و نضج فوق صدورهن الأجاص و الخوخ و الرمان. المرأة لن تكترث إن ذهب غدًا إبناً لها للبحر أو للحرب، إن كبرت لها إبنة و تزوجت، لأنها لو جاعت لن تأكل مثل البحر أو مثل الحرب مرةً واحدة أولادها . المرأة أدركت، أنها، هي الحرب و هي البحر.

_________________________

taysee
[email protected] E-mail:
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف